في ضوء الدفاعات النفسية والاجتماعية فان الفرد، قد يحدد تأثيرات الاتصال طالما انه قد اختار ما يتوافق وبنائه النفسي الواقعي، والذي يحدث في مجال الفهم والاستيعاب ان المتلقي قد لا يدرك ما هو موجود، انما ما يريد ان يستوعبه، وبالشكل المتوافق مع حاجاته وقيمة وعواطفه وخبراته السابقة...
في ضوء الدفاعات النفسية والاجتماعية فان الفرد، قد يحدد تأثيرات الاتصال طالما انه قد اختار ما يتوافق وبنائه النفسي الواقعي، والذي يحدث في مجال الفهم والاستيعاب ان المتلقي قد لا يدرك ما هو موجود، انما ما يريد ان يستوعبه، وبالشكل المتوافق مع حاجاته (Needs) وقيمة (Values) وعواطفه (Emotions) وخبراته السابقة (Past Experiences). في حين يرى ملفين وروكتش ان العملية أبعد من ذلك حيث حددا متغيرات اعتماد الأفراد على وسائل الاعلام في تعرضهم تبعاً لما يأتي:
1- أهدافهم الشخصية.
2- درجة إتاحة الوسيلة، وسهولة الوصول إليها وفهم رسائلها.
3- أوساطهم الشخصية والاجتماعية.
4- توقعات الجزاء، أو الفائدة المرجوة والمحتملة لمحتويات الرسائل الاتصالية.
كذلك يرى باحثون على اثر نتائج الدراسات التجريبية ان التعرض لمصادر المعلومات يتناسب طردياً مع غموضها، أو مدى تهديدها الحقيقي أو المحتمل على الأفراد، وبالتالي يكون تأثير أو نتاج هذا التعرض. وخاصة في حالة عدم اليقين أو الحيرة أو الشك في أمور معينة – متبوعاً بتغير في الاتجاه. ويتحدد الفهم العام أو مواجهة الواقع من خلال وسائل الاتصال – كما يرى ذلك ولبر شرام – في إطار الجزاء، العاجل أو الأجل، فالأخبار والشؤون العامة، والمشكلات الاقتصادية والاجتماعية والتعليم، يتم قراءتها عادة" من اجل الجزاء العاجل أو المباشر، وتعد القراءة لاكتساب الجزاء الآجل سلوكا" اتصاليا" متطورا" – قياسا" بالتعرض السمعي والمرئي – وذلك يزداد بارتفاع التعليم والخبرة الثقافية ونظرا" لارتباط الإدراك، والتذاكر الانتقائي بمتغيرات تأثير وسائل الاتصال فان الباحث سيسلط الضوء على عملية التعرض دون العمليات الانتقائية الأخرى لارتباطها بموضوعة البحث.
اختيار (انتقاء) المادة الإعلامية، إن أفراد الجمهور يتعرضون للرسائل التي تعودوا عليها – أو التي تتوافق مع خصائصهم الاجتماعية والفكرية والنفسية – وهم بذلك يتعرضون فقط لوجهات النظر التي تشبه وجهات نظرهم الى حد كبير، أي حينما يبحثون متعمدين عن المعلومات في وسائل الاتصال ويكون في ذهنهم هدف ثابت.
وبذلك فهم يتجنبون عدم التوازن والاختلال الناتج عن التعرض الى موضوعات أو أفكار لا تتفق مع معارفهم ومعتقداتهم وقيمهم، ذلك ان الفرد لايمكن ان يتعرض الى الرسائل التي تبثها أو تذيعها أو تنشرها كل وسائل الاتصال في جميع الأوقات، وانه يجب أن يقوم بتصفية هذه الرسائل واختيار ما تكون أكثر اتساقاً مع إطاره المعرفي والنفسي والاجتماعي. ويفترض سيرز وفريدمان ( Seirs and Freed Man ) ان هناك أربعة عوامل مؤثرة في التعرض الطوعي لوسائل الاتصال هي:
(1) التعليم. (2) الطبقة الاجتماعية.
(3) منفعية الوسيلة. (4) الخبرة السابقة للتعرض الاتصالي.
ونرى أن انتقاء الرسائل الاتصالية يرتبط بدرجة أتاحه الوسيلة ومدى التغطية الجماهيرية لها والموضوعية، والمصداقية التي تتمتع بها هذه الوسيلة (قناة التعرض)، حيث إن بعض الفروض المتعلقة بالتعرض الانتقائي قد تناست، الوفرة الاتصالية من حيث تيسر الوسيلة وتعدد قنواتها ومساحتها الجغرافية والزمنية وتنوعها المعلوماتي مما يجعل اعتمادية الأفراد على وسيلة من الوسائل يبدو أصعب بكثير مما لو تحددت بقنوات محددة.
فليس غالبا" يحمل الأفراد رغبات أو حاجات قاطعة أو نهائية، على أساسها يقومون باختيار ما يحتاجونه من المعلومات والاخبار والبرامج المتاحة لهم، (إنما يشكل العرض نفسه – ومؤثرات الوسيلة – دعما" للطلب والاختيار، أي ان توافر قنوات الاتصال وتنوع رسائلها هو الذي يحدد حجم الجمهور ونمط تعرضه).كما ان طبيعة التعرض المباشر وحجمه ونمطه يؤثر في مدى ونوع الاستجابة والتوافق مع الوسيلة الاتصالية أولاً من خلال (الصحفية، الإذاعة، التلفاز) أو الكاتب المتحدث، وثانيا" مع مضمون وشكل الرسالة الاتصالية (وان اتجاهات القراء أو المشاهدين وانحيازاتهم المسبقة والقوالب المصبوبة في اذهانهم سوف تسهل أو تعوق هذه الاستجابة والتاثير).
ذلك ان الافراد يقيمون علاقاتهم الخاصة مع وسائل الاتصال بحكم تعدد البدائل، كالصحف، والراديو، والتلفاز، والفيديو والسينما والكتب، والتي بحكم التعود ومقدار التجربة والجزاء تشكل مصادر اعتمادية لهــذا التعرض، فكل وسيط اتصالي يشكل لدى الأفراد مصادر وقنوات للفهم الاجتماعي والسياسي والمعرفي، كما ان الاختلافات التكنولوجية والتنظيمية وطبيعة التعرض للوسيلة تجعل من وسائل الاتصال أفضل ملائمة من غيرها لإشباع هذا الفهم والتطلع.
إضافة الى ان شكل الرسالة (بنائها) يحمل بعداً شخصياً واجتماعياً لنشاط التعرض، وتأثيراته كونه يرتبط بسمات، كالوحدانية وشدة الانتباه، والوقت، ومصداقية القائم بالاتصال والتعرض الجماعي، ومستوى الرسالة المعرفي تصاحبه مديات تأثيرية تشكل ميكانزمات مسرعة ومهبطة للرغبة والاتجاه للتعرض تبعاً لرأي الجماعة، كالتعرض للتلفزيون من قبل العائلة، وشلة الأصدقاء، إضافة الى زمن وطبيعة التعرض ونوعه فالكثير من الأفراد يتعرضون للرسائل بشكل (غير اختاري) (Untouchable) مقحمين بظروف تتعلق بالوضع الاجتماعي والنفسي، ودرجة الإتاحة (Availability)، وقد أشارت بعض الدراسات الى تكوين نماذج أو نظريات لمحاولة إيجاد فهم أو الوقوف على تفسير مسببات التعرض، والاختيارية للوسائل والرسائل عبر النشاطات الاتصالية المختلفة.
اضف تعليق