q
عند وجود الوعي الصحي الكاف في المجتمعات سيؤدي بالنتيجة إلى انقراض الامراض الوبائية والمعدية، وكذلك تغير السلوكيات الخاطئ وغرس قيم السلوك الصحي السوي، مساعدة الافراد على تشخيص المرض والتوجه إلى الطبيب المختص به، تغير الحياة نحو الافضل بابتعاد الامراض...

هل لديك فكرة عن أهمية الوعي بالصحة؟، كيف تتصرف اذا كان احد افراد اسرتك يعاني من جهل بوضعه الصحي؟، كيف يمكن زيادة الوعي الصحي في المجتمع، وهل الوعي الصحي يحظى بالاهتمام الكافي من قبل حكومة بلدك؟، فمع التطور الحاصل في جميع مجالات الحياة والانفجار المعرفي الذي شهدناه في وقتنا الحالي، أصبح من الضروري أن يكون الفرد على قدرٍ من الثقافة في جميع المجالات ليتمكن من العيش وتحقيق متطلبات الحياة بشكل يتماشى مع هذه التطورات، ومن أكثر المجالات التي يجب أن يكون المجتمع على معرفة بها هو المجال الصحي.

عند وجود الوعي الصحي الكاف في المجتمعات سيؤدي بالنتيجة إلى انقراض الامراض الوبائية والمعدية، وكذلك تغير السلوكيات الخاطئ وغرس قيم السلوك الصحي السوي، مساعدة الافراد على تشخيص المرض والتوجه إلى الطبيب المختص به، تغير الحياة نحو الافضل بابتعاد الامراض.

ولتدخل الوعي الصحي في مجالات الحياة كافة، ولتعرف على مجتمع خالي من الأمراض، لذا قامت (شبكة النبأ المعلوماتية)، بجولة استطلاعية وطرح السؤال على المختصين في هذا المجال، ومن يهمه امر مجتمعة، وكان السؤال كالأتي:

هل هناك وعي صحي كاف في مجتمعك؟

التقينا الاستاذ (عامر الحمداني)، حقوقي، أجابنا قائلا: الوعي الصحي من ضرورات الحياة المُلحة التي يجب أن يتعامل معها الفرد والجماعة بكل مسؤولية، فالوعي الصحي يشكل اول واقوى الخطوط الدفاعية عن صحة الفرد والمجتمع وبه تتحقق المقولة المعروفة (الوقاية خير من العلاج) والا كيف لنا أن نتوقى من خطرٍ نجهله اصلا، ومن هنا نلاحظ أن الوعي الصحي في مجتمعنا يعاني من ضمور دائم وعدم تقديره حق قدره، وأن تجاهل التحذيرات الدائمة عن موضوع التدخين مثلا ينم عن عدم التعامل بمسؤولية مع هذه الافة الخطيرة، ناهيك عن الكثير من الممارسات التي تتعارض مع اسس الوقاية الصحيحة، أن انتشار ظاهرة الباعة المتجولين للأكلات الشعبية دون مراعاة الجوانب الصحية وتهافت الناس عليها دليل اخر على عدم الاهتمام بالوعي الصحي، واعتقد أن العادات الغذائية الخاطئة التي يمارسها اغلب الناس في اكلاتهم اليومية دون مراعاة، تأثيرات الدهون والسكريات وغيرها على الجسم أو توقيتات تناول تلك الوجبات ناتجة عن قلة الوعي الصحي، كذلك تجاهل ممارسة الرياضة اليومية أو المشي يوميا بقدر معين هو احد مؤشرات تدني الوعي الصحي، الوعي الصحي ليس نشرات خبرية صحية او لافتات تقرأها الناس انما منظومة سلوكيات يتم ممارستها بانتظام.

وأجابنا الدكتور (رحمن السلطاني)، دكتوراه في اختصاص الباطنية، قائلا: للأسف لا يوجد وعي صحي كافي في مجتمعنا، حيث إن المواطنين لا يفرقون بين الاكل الصحي والسيئ ، وسبب عدم وجود الوعي الصحي يعود إلى انتشار الفقر والحروب التي جعلت المجتمعات تنشغل في اكور اخرى، وحقيقتا الدولة تعد من الاسباب الرئيسية في انعدام الوعي وذلك عدم محاسبة التجار للمواد الغير صحية، وكذلك عدم توفير وسائل حقيقية لتخلص من الفقر، وكذلك إذا قدر الوعي الصحي فهو دون المتوسط، وقلة الوعي تؤدي الى مشاكل بين المواطن والكادر الطبي، وكذلك هدر بالمجهود الصحي والدوائي، وأيضا تؤدي الى انعدام الثقة بين المريض والطبيب، ولذلك تجد المريض يتجه الى خارج للعلاج وهذا هدر في الأموال على حساب المريض.

وكذلك التقينا الدكتور (سليم العلي)، دكتوراه في كلية القانون جامعة بغداد، أجابنا بالقول: تعد التوعية الصحية أساس تقدم المجتمعات من خلال حث الناس على تبني نمط حياة وأسلوب صحي سليم، وهذا لن يتحقق إلا من خلال وجود مرحلة من التثقيف الصحي من اجل نشر المفاهيم الصحية السليمة في المجتمع، وعليه فان واقعنا يؤشر غياب الوعي الصحي الحقيقي نظرا لغياب عملية التثقيف والتوعية الصحية السليمة، التي من خلالها يمكن الارتقاء بمستوى الوعي الصحي في المجتمع، واعتمادا على آليات ووسائل منهجية تساهم في التحذير من الممارسات الصحية الخاطئة، وقد ترتب على غياب الثقافة والوعي الصحي انعدام الثقة بين المواطن والمؤسسات الصحية المسؤولة في هذا المجال، مما يتطلب من كافة المؤسسات الصحية والاعلامية والتربوية والتعليمية اعطاء هذا الأمر حيزا كبيرا في برامجها كونه ضرورة ملحة من أجل نشر الثقافة الصحية بين فئات المجتمع.

وتوجهنا بالسؤال إلى الدكتور (عز الدين المحمدي)، دكتوراه قانون جنائي، رئيس مؤسسة الفكر الانساني للأعلام والثقافة والقانون، فأجابنا قائلا: من نافلة القول أن الصحة العامة من مسؤولية الدولة توفيرها للمجتمع والافراد، وأن من ضمن المعايير الاساسية لتقدم الدول هو معيار تمتع المجتمع بالصحة العامة، وتدني نسبة الوفيات في المجتمع لأسباب مرضية وتقدم الدول في مجال الصحة العامة يرتبط ارتباطا وثيقا بالوعي والثقافة الصحية في المجتمع، الى جانب الخبرات الطبية والصحية وحداثة المؤسسات الصحية والاجهزة والمستلزمات الطبية والدوائية وادارة كفوءة للمؤسسات الصحية من الاطباء والفنيين والاداريين والحلقات الاخرى، اما الوعي والثقافة الصحية فضرورة ملحة لأي مجتمع، فالعراق رغم اعتباره من الدول النامية بالتصنيف السياسي والاقتصادي الا انه تقدم بشكل ملحوظ منذ السبعينيات من القرن المنصرم فبناء المستشفيات والمراكز الصحية في المدن الكبرى والاقضية والنواحي واستقدام الاطباء الاختصاصيين من دول مختلفة والتعليم الجامعي المتقدم وخاصة المجموعات الطبية، والتي ساعدت بشكل ملحوظ ارتفاع المستوى الصحي للمجتمع وتزايد الوعي الصحي بين الافراد من خلال برامج التوعية الصحية التي كانت تنفذ في مختلف المؤسسات والجامعات والمدارس، اليوم المجتمع يعاني الامرين تفاقم الوضع العام لمؤسسات الدولة بما فيها المؤسسات الصحية، ومن جانب آخر قلة أو انعدام الوعي الصحي عند الافراد رغم انتشار القنوات الفضائية والصحف والمجلات والتطور الحاصل في مجال الاتصالات، ألا أن مع كل هذا التقدم قياسا للسبعينيات من القرن المنصرم ألا أن الوعي الصحي والثقافة الصحية منعدمة في المجتمع، لأسباب لربما اهمها عدم وجود التخطيط الانمائي الصحي في العراق من الدولة والتخبط في المجال الصحي، وعدم اهتمام الدولة لتنمية الوعي الصحي للمجتمع واهمالها بشكل مفرط، الى جانب عدم قدرة الافراد لمجابهة الامراض والاوبئة الكثيرة التي انتشرت في المجتمع العراقي بشكل مخيف وخاصة نتيجة الحروب التي نشبت في العراق، واستخدمت فيها مختلف الاسلحة ومنها المحرمة دوليا، وانتشار حالات الاورام السرطانية الواسعة دليل ذلك، فالوعي مهم جدا لكل انسان ومجتمع قيل الوقاية خير من العلاج ومواجهة الطبيب نصف العلاج العقل السليم في الجسم السليم هذه كلها تؤكد اهمية الوعي الصحي للإنسان، وكثرة الانتشار للأمراض والاوبئة دليل انعدام الوعي الصحي وتفاقمها في العراق، فالمجتمع يعاني الجهل وعودت الامية والتسرب من المدارس وانتشار اطفال الشوارع بل ونساء الشوارع للأسف فالإهمال الجانب الصحي للدولة، وجهل المواطن يؤدي الى نتيجة كارثية مثلما نشهدها الآن في العراق، فالإعلام مهم والبحوث والدراسات مهمة فلا احد يلتفت لمقررات وتوصيات المؤتمرات العلمية وخاصة الجانب الصحي والطبي منها، لذلك فالحاجة ماسة لثورة صحية وبرامج صحية وتوعية المجتمع بما يجري من حوله وكل ذلك هي من مسؤولية الدولة والاسرة ليعيش المجتمع بالصحة والسلامة.

اضف تعليق