العالم الازرق بفضائه الواسع عزز السعادة وقلل الضغط، وهو المساهم بشكل كبير بالإصابة بالاكتئاب وارتفاع ض غط الدم، واختيار نوع الاصدقاء هو الفيصل بين هذا وذاك، ويكون قرار الغاء الصداقة او (البلوك) هو ما يريحنا ونرضى به لبذائة منشورات البعض او تعصب آرائهم وعدم ايمانهم بالرأي الاخر...
اختلفت الحكايات في العالم الافتراضي "فيسبوك"، وتعددت المواقف، واثيرت مشاعر الحب والتفاهم والكره والبغض مع اناس نعرفهم في الواقع او مجهولين تعرفنا عليهم وفهمنا شخصياتهم من خلال منشوراتهم وردودهم، واتفقنا معهم واغنونا بالأفكار والمعلومات ووجدنا معهم قواسم مشتركة.
العالم الازرق بفضائه الواسع عزز السعادة وقلل الضغط، وهو المساهم بشكل كبير بالإصابة بالاكتئاب وارتفاع ض غط الدم، واختيار نوع الاصدقاء هو الفيصل بين هذا وذاك، ويكون قرار الغاء الصداقة او (البلوك) هو ما يريحنا ونرضى به لبذائة منشورات البعض او تعصب آرائهم وعدم ايمانهم بالرأي الاخر، وجهلهم للحوار والنقد الراقي البناء، او عدم الملائمة مع الذائقة العامة او هشاشة وسطحية ما ينشر.
كما يعكس الخلاف في الواقع على التعامل في العالم الافتراضي فمن تريد مقاطعته على ارض الواقع سيحذف من عالمك الازرق بسهولة، وقد تجر مشاكل في العالم الافتراضي الى الواقع، وهناك من نتقبلهم على مضض بحسب ما تفرضه علينا المصالح العملية والقيود الاجتماعية، فيما يدفع رقي المنشورات للتفاعل او ما يكتنفها من اخطاء في الرأي او المعلومة للتعليق وابداء الراي بالإعجاب والاتفاق او للتصحيح وبيان الخطأ او سوء الفهم.
عادة ما يذكرنا الفيسبوك بمنشورات قديمة قبل سنة وأكثر قد ترتبط بمشاعر معينة عند قراءتها تستعيد ذاكرتنا تلك اللحظات والاسباب التي دفعتنا لكتابتها وهي ذكريات افتراضية تحمل نفس المشاعر حين نقلب دفتر الذكريات والبوم الصور، ويزيد من مشاعرنا ونحن نقرأ تعليقات الاصدقاء فقد نجد اناس قد الغينا صداقاتهم كانوا في تلك الفترة مقربين ولأسباب ابتعدنا وابتعدوا عنا او اختفوا لأسباب غير معروفة او منهم باقون لنكتشف عمر هذه الصداقة وقوتها.
احدى الصديقات من فلسطين كتبت: "من أصعب المشاعر التي نعيشها حين نرى حساب صديقة في حالة نشط مع إنها ماتت من إسبوع، آخر منشور شاركتني به صديقتي المتوفية كان على الأرق قالت: انا لا أنام إلا بعد ان أشرب حبة منوّم كنت أعرف أنه السرطان كان منتشرا في كل جسدها وأرقها بسبب الوجع، اليوم ظهر في صفحتها فيديو (كلمات مواساة لمن فقد عزيزًا) وكأنها نشرت الفيديو عمدًا لأنها شعرت إنها ستموت، لا أعرف من حرّك الفيديو لكن الأكيد أنه احد أبناءها أو أقاربها أو حتى صديقاتها احب ان يسمع كلام يواسيه و يربط على قلبه".
فعلقت لها من العراق: قبل ايام ظهر لي (يصادف اليوم عيد ميلاد ضحى شاركها الاستمتاع) وهي احدى صديقاتي في ريعان الشباب وماتت بسبب كورونا حزنت جدا ودخلت على صفحتها وقرأت منشوراتها وتعليقاتها مرة ثانية.
جميل أن يبادلك من تعرفهم الأحاسيس والمشاعر والأجمل أن يدوم هذا التبادل، ومثلما شعرت بالحزن ذاته انا وصديقتي الافتراضية وواسينا بعضنا البعض، نتبادل مع الاخرين مشاعر الفرح والسعادة والانبهار والشغف والامور المحزنة والمحبطة ونتشارك النكات والضحك، فقد منحنى الانترنت التفاعلية الكبيرة والمساحة الواسعة في النشر لمختلف الوسائط المتعددة الفيديو الصور والمساحة المتاحة غير المحدد والوصول لأبعد نقطة ممكنة في العالم بسرعة وسهولة، استخدمتها الطبقات المثقفة لأتساع الرؤية وتعميقها بالأفكار عبر تنوع الآراء واختلافها، والاثراء المعرفي والفكري، ومعرفة الاخبار والاحداث.
فعلى شاشة الجهاز والانغماس العميق السوشيل ميديا بشكل عام والفيسبوك خصوصا، الرابح من يكون حريصا في اختيار الاصدقاء تحت مفهوم الكيف أكثر اهمية من الكم، وبلا شك ان إنشاء شبكة متنوعة من الأصدقاء الفيسبوكية امر جيد، الا انه يرتبط بما يقدمونه من محتوى ومشاركتهم العملية والصحية الفعالة، لان هذه العلاقات تؤثر على الصحة النفسية والجسدية سلبا او ايجابا، كما مرهون على الولوج المنتظم للمواقع.
اضف تعليق