الحوار هو ما يدور بين الشركاء للتواصل الفكري والتقارب العاطفي، وقيمة الإنصات هو المفتاح لفهم الآراء والتصرفات والمواقف، وفي حياتنا اليومية كثيراً ما نسمع شكوى المتزوجين من النقاش الذي يتحول في الغالب الى جدال والجدال يصبح عقيما، وهذه الحالة أصبح يشتكي منها ليس فقط الازواج متوسطي التعليم...
الاسس المتينة في العلاقات الإنسانية ترفع حمولات الاختلاف وتضمن الثبات والادامة، والمؤسسة الأسرية بناء تراكمي توضع له الدعائم مثل المحبة والصبر لتسنده وتقويه، وقواعد للحوار والنقاش للوصول الى الاقناع والرضا، لتحقيق استمرارية ارتقاءها وتطورها، وبغياب هذه الاسس كمن يبني فوق الرمال قصرا وحتمية انهدامه متوقع.
الحديث والحوار والنقاش هو ما يدور بين الشركاء للتواصل الفكري والتقارب العاطفي، وقيمة الإنصات هو المفتاح لفهم الآراء والتصرفات والمواقف، وفي حياتنا اليومية كثيراً ما نسمع شكوى المتزوجين من النقاش الذي يتحول في الغالب الى جدال والجدال يصبح عقيما، وهذه الحالة اصبح يشتكي منها ليس فقط الازواج متوسطي التعليم وانما حتى على مستوى اكاديميين واصحاب شهادات عليا والذين هم من المفترض ان يملكوا سعة في التفكير وقوة في الاقناع وقدرة في التعبير، وحين نسمع ارتفاع الشكوى بهذه الحالة يبادرنا السؤال ترى لماذا هناك ازواج يغيب التفاهم والتفاعل بينهم واغلب حواراتهم تقفز الى شجار وانفعال، و النقاش الى جدال عقيم؟
في البداية نذكر مفهوم الحوار الصحيح، والذي يقصد به الوسيلة لتبادل الأفكار والآراء مع الآخر ولا يوجد في مكونه قرارات رئيسية ليتخذها الطرفين مثل المناقشة التي تدور حول موضوع ليتم به اتخاذ قرار معين، وفي كلا الحالتين يعتمد نجاح الحوار والنقاش على المنطق والعقلانية والانصات والاحترام.
لعل الحوار المادي والحوار حول الأبناء او حول الطموحات والمستقبل اكثر ما يدور في المنازل والتي لا يصل بها الطرفين الى توافق دائما، لأسبابٍ عدة نذكر منها، الطلبات والاحتياجات المتزايدة فقد اصبح الانسان استهلاكي اكثر من السابق وهذا يجعل الطرفين يندفعان للحصول على احتياجاته حتى لو كان على حساب الاخر فيتحول الحوار الى هجوم وانتقاد، واختلاف الرؤى والذي يحتاجه الطرفان عند الحوار والنقاش حول الطموحات والاحلام لغياب التقارب الروحي والفكري.
كما ان بعض القرارات والرغبات التي يطالب بها احد الاطراف تكون وفق إملاءات من قبل اشخاص اخرين تجعل قبول الشريك بها صعبا وتؤدي غالبا الى انفعال وتوتر، وهناك سبب اخر وهو الحوارات التي تتم في مواقع التواصل او مع زملاء العمل تكون فيها مساحة التفاهم كبيرة تعطي الحرية في اختيار وانتقاء من يتحاور معهم بعيدا عن الشريك الذي يفتقد لحسن الاصغاء والاحاديث المثمرة او يستخدم التهجم أو الاستفزاز او الاهانة.
إن الجدل الكثير في العلاقة الزوجية يعيق الاستمرار ويولد الأحقاد والضغائن ويوسع فجوة الخلاف، فكلما كان لدى الطرفين القدرة على التعبير عما يجول بخاطرهم وشرح ما يودون قوله بمفردات دقيقة وعقلانية، ووصف حالتهم وما يشعرون به بصدق وشجاعة وصلوا لتوضيح وجهات النظر وحل الخلاف بدون تعقيد وبسرعة.
وحتى لا يكون حوارا للطرشان يأتي دور الإصغاء لفهم ما يقوله الشريك حتى وان كان يعارضه الرأي، والالتزام بالتفكير المتأني لإيجاد نقطة يتفقان عليها ومنها ينطلقان الى تفاهم اوسع في الموضوع.
ان (رأس الأدب كله في الفهم والإصغاء إلى المتكلم) فالفهم الذي ينتجه الاصغاء يبعد الطرفين عن التمسك والعناد بالرأي والذي يتحول الى تشنج وشجار وعراك، وكل مرة التشنج يتكرر سيتضاعف العناد ويستفز احدهم الاخر وترتفع العصبية ويكثر الزعل ويبقون داخل حلقة مفرغة حتى تصبح اسلوب حياة وطريقة تعامل ثابتة بينهم.
وتعد طرق الاقناع من الاساليب الناجحة ليتفق الشريك ويوافق دون ان يشعر انه اقنعه ويستخدم كلا الزوجين طرق وحيل وحجج في المواقف والامور المحتمل أنها سترفض، ليتأثر الأخر دون وعي، ويلجأ الى القلب لتحريك المشاعر والعواطف او العقل بتقديم الكلام العقلاني بالحجج والبراهين.
اضف تعليق