ربما ستكون هناك قريبا روبوتات وآلات ذكية تقوم بمهام البشر وتحل محلهم في العمل. لم تغير الرقمنة والتشبيك عبر الإنترنت الإنتاج الصناعي فقط، بل تركت آثارا تكشفت تبعاتها في الوقت الحاضر على أعداد الناس الذين أصبحوا بلا عمل. قريبا سيكون هناك روبوتات وآلات ذكية...
ربما ستكون هناك قريبا روبوتات وآلات ذكية تقوم بمهام البشر وتحل محلهم في العمل. لم تغير الرقمنة والتشبيك عبر الإنترنت الإنتاج الصناعي فقط، بل تركت آثارا تكشفت تبعاتها في الوقت الحاضر على أعداد الناس الذين أصبحوا بلا عمل. قريبا سيكون هناك روبوتات وآلات ذكية يمكن أن تحل محل البشر. تغيُّر لم يعد يقتصر على إنتاج السيارات مثلا، فتلك الآلات تقوم بإجراء عمليات جراحية، وبإعادة إنتاج لوحات فنية. يقول كارل باس، الرئيس التنفيذي لشركة برمجيات أمريكية إن الآلات مؤهلة للقيام بالكثير من الأشياء أفضل من البشر. السيارات ذاتية القيادة أصبحت حقيقة، كما تحضر شركة أمازون قاعة مخازن تديرها الآلات بالكامل. يرتبط العمل دوما بالتكاليف التي تسعى الشركات دوما إلى تخفيضها. ويقول كلاوس شفاب مؤسس منتدى دافوس الاقتصادي إن هذه النقلة الصناعية يمكن أن تكون أكبر تحد للعالم، ويحذر من ثورة تجعل ملايين الناس خاسرين لأنه لم تعد هناك حاجة لهم.
كما باتت أجهزة الكمبيوتر القابلة للتعلم اليوم متداولة بصورة كبيرة، كما يقول مايكل جوردان من جامعة كاليفورنيا وتوم ميتشيل من جامعة ميلون الأمريكيتين. ويمكن لأجهزة الكمبيوتر الحديثة الاستفادة من التجارب والمعلومات المتوفرة في صفحات الإنترنت وتحليلها والاستفادة منها وتطبيقها عملياً.
في المقابل، فالذكاء الاصطناعي هو محاكاة عمليات الذكاء البشري من خلال استعمال الآلات وبالتحديد أنظمة الكمبيوتر، حيث "تشمل هذه العمليات التعلم واكتساب المعلومات والقواعد لاستخدام المعلومات، والمنطق باستخدام قواعد للوصول إلى استنتاجات تقريبية أو محددة، والتصحيح الذاتي. وتشمل التطبيقات الخاصة للذكاء الاصطناعي أنظمة الخبراء والتعرف على الكلام " وفق تعريف الموقع المتخصص في التكنولوجيا ( SearchCio).
فقد تطور كفاءة الذكاء الاصطناعي وتعدد استعمالاته تجعله محط أنظار العلماء الذين يعتمدون عليه، حتى بات البعض يتوقع أن نرى قريباً استعمالاً كبيرا للأجهزة التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي. وهذا ما جعل شركات التكنولوجيا العملاقة، مثل "غوغل" و"ميكروسوفت" وحتى "فيسبوك"، تحاول دخول هذا السوق التجاري الجديد.
على الصعيد نفسه، أُعجب البشر منذ فترة طويلة بفكرة تصنيع روبوتات على هيئة بشرية، وتصور الكاتب «إيساك أسيموف» مستقبلًا تشيع فيه روبوتات شبيهة بالإنسان مبرمجة على تقديم المساعدة وعدم إيذاء نظرائها البشر، وفقًا للقوانين الثلاثة للروبوتات. كروبوت «روزي» في المسلسل الكرتوني الشهير «ذا جيتستون،» وروبوت «سي-3 بي أو» المرافق لعائلة «سكايووكرز» في فيلم «ستار وورز".
ومع التطوير المستمر لهذه التكنولوجيا يأمل العلماء تجهيز الروبوتات للقيام بتنفيذ المهام الخطرة التي قد تعرض البشر لفقدان الحياة، مثل مهام مكافحة الحرائق ولإنقاذ أرواح الآخرين، ومجابهة الأعداء على الخطوط الأمامية للقوات المسلحة. وهناك أيضا المهام الصعبة داخل المنشآت والمصانع، أو حتى تنفيذ بعض الاعمال المنزلية، ومساعدة ربات المنزل.
كذلك وقّع كل من الملياردير "إيلون ماسك"، وعالم الفيزياء "ستيفن هوكينغ" ومشاهير علماء التكنولوجيا في العالم خطابا مفتوحا محذرين فيه من مخاطر بدء سباق التسلح عالمياً بأسلحة الذكاء الاصطناعي (AI)، ودعوا الأمم المتحدة إلى فرض حظر على الأسلحة التي لن يكون للبشر أي "تحكم حقيقي فيها".
وقال العالم الشهير ستيفن هوكينغ إن الروبوتات الذكية يمكن أن تتسبب في فناء البشرية يوما ما، حيث أكّد في جلسة مؤتمر أجري الأربعاء 13 مايو/أيار الماضي إن العقل الصناعي سيتفوق على عقل الإنسان خلال المئة عام المقبلة، وإن على البشرية قبل حلول ذلك الحين أن تعمل كل ما في وسعها لكي تتماشى أهداف عقل الماكينات مع أهداف البشر.
فلم يعد صنع إنسان آلي "روبوت" حلما، بل أصبح هذا الأمر واقعا في متناول الجميع، بعد أن تمكن عالمان بولنديان من ابتكار نظام عصبي مركزي للروبوت، يوفر للمستهلكين كل ما يحتاجونه من قطع وبرامج إلكترونية، لتركيب أي شكل تقريبا من الروبوتات التي يتخيلونها، فيما أحدث الاخبار والتقارير رصدتها شبكة النبأ حول عالم روبوت وتطوره المذهل.
هل يهيمن الذكاء الاصطناعي على الأرض والبشر قريباً؟
مستقبل البشرية سيكون بيد الروبوتات والأجهزة الذكية! هكذا يتصور الكثير من العلماء مستقبلنا. لكن هل هذا صحيح؟، يعتبر البروفسور جيفري هينتون، أستاذ الذكاء الاصطناعي في كلية الكمبيوتر والعلوم بجامعة تورنتو الكندية، من أحد الرائدين في هذا المجال واشترت شركة "غوغل" بعض مشاريعه، خاصة في مجال التعرف على المجسمات والأصوات، لتطويرها في أجهزتها مستقبلاً. وكان البروفسور هينتون من المتنبئين بقدرة الذكاء الصناعي على قيادة المستقبل، وكانت إحدى نظرياته تقول إنه يمكن في المستقبل صناعة روبوت ذكي يمكنه التعلم والتفكير وحتى الفهم. ويقول هينتون: "اعتبرنا البعض آنذاك علماء مجانين". أما في الوقت الحاضر، فيُحتفل بهينتون وزملائه في هذا المجال ويوصفون بأنهم طليعة العلم.
في وقتنا الحالي نشهد الكثير من الإنجازات العلمية التي كانت تعد وحتى أوقات قريبة من الخيال العلمي، مثل إمكانية تعرف موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" على مستخدميه وطبائعهم وسلوكياتهم ووضع إعلانات مناسبة لهم في الصفحات التي يزورونها. مثال أخر على تطبيقات الذكاء الاصطناعي القابل للتعلم هو تمكن شركة "غوغل" من توقع أسئلة المستخدمين والإجابة عليها حتى قبل إكمالهم لكتابتها، بحسب ما يذكر موقع "سبكتروم" الألماني.
أما الباحث الألماني يورغ شميدهوبر، الذي يدير المركز السويسري لأبحاث الذكاء الاصطناعي، فيعتقد من جانبه أن استعمالاته ستتوسع في المستقبل القريب. وقال شميدهوبر في مقابلة مع موقع " شبيغل أونلاين" الألماني إن "الروبوتات يمكنها القيام بعمل العلماء في المستقبل وإجراء تجارب وصنع نظام جديد وتوقع ماذا يحدث فيه والقيام بتجاربهم عليه، والاستفادة من المعلومات المتوفرة لديهم للتوصل إلى نظريات جديدة، كما فعل آينشتاين ونيوتن وكيبلر باستخدام العلوم الطبيعية البسيطة من قبل".
لكن تبقى هناك بعض الصعاب التي يمكن أن تعيق غزو الروبوتات الذكية لحياتنا، مثل تعلم اللغة، كما تقول يوليا هيرشبيرغ من جامعة كولومبيا وكريستوفر ماننيغ من جامعة ستانفورد. ولا تكمن الصعوبة في ترجمة اللغة وتحليلها فحسب، وإنما في فهم الموضوع. وما تزال الروبوتات الحديثة بعيدة كل البعد عن الفهم الكامل للغة والتخاطب بها، كما نرى في أفلام الخيال العلمي.
ويرى شميدهوبر أن سيناريو غزو الفضاء، مثلاً، غير ممكن إلا بواسطة الروبوتات الحديثة، التي يمكنها التأقلم مع الأجواء والحياة هناك بكل سهولة، مضيفاً: "الروبوتات الذكية يمكنها احتلال الفضاء وبناء مستعمرات وقواعد فيه من خلال تطبيق نظريات الفيزياء الموجودة حالياً. ويمكن مثلاً عبر السفر والانتقال باستخدام واحد في المائة فقط من سرعة الضوء الذهاب إلى مناطق بعيدة جداً قد تقع في المجرات الأخرى ومن ثم بناء روبوتات ذكية يمكنها التعلم والتفكير هناك، ومن ثم بناء مستوطنات لها".
الجراد يلهم العلماء
المعروف أنه إذا انتشر الجراد عم الدمار. لكن باحثين قلبوا هذه المعادلة واستعانوا بالقدرات الخارقة للجراد لابتكار رجل آلي يساعد في مهام الرصد وأنظمة الاستجابة الطارئة وعمليات المراقبة والإنقاذ.
استعان الباحثون بالقدرات الخارقة والطاقة المرنة للجراد في القفز في ابتكار روبوت يسهم مستقبلا في مهام الرصد والمراقبة الذاتية وأنظمة الاستجابة الطارئة. واستلهم الباحثون الخصائص الفريدة للجراد في ابتكار روبوتات دقيقة مصنوعة من أقطاب الكربون والزنبرك الصلب وقطع البلاستيك المصنوعة بتقنية الطباعة ثلاثية الأبعاد. ويزن الروبوت الواحد أقل من 23 غراما ويصل طوله إلى نحو عشرة سنتيمترات.
يفسر عامير أيالي، الاستاذ بقسم الحيوان بكلية علوم الحياة بجامعة تل أبيب، الاهتمام بهذه الحشرة وهو يتفقد الجراد في معمله بأن الجراد حشرة كبيرة ذات أداء عجيب في القفز، فقد طرحت إسهاما مدهشا لهذه الفكرة الخاصة بالقفز ... ألا وهي ابتكار روبوت دقيق الحجم"، وقال إن بوسع الروبوت الجرادة القفز لارتفاع 3.5 متر نظرا لدقة تركيبه والطاقة المختزنة لديه التي تتيح له سرعة طيران عالية بالاستعانة بالمحركات. وأضاف "يستخدم الجراد طاقة ميكانيكية علاوة على قوة عضلاته في تحقيق القفزات، وهذا هو بالضبط ما نقوم بمحاكاته ... نستخدم محركا دقيقا يولد الطاقة الحركية ويختزنها في زنبرك يماثل تماما أرجل الجراد وهو الذي يدفع الروبوت في الهواء".
تم ابتكار الروبوت بالتعاون بين مهندسين وخبراء في علم الحيوان تحت رعاية هيئات بحثية ومراكز تطوير التكنولوجيا المتقدمة. وهو لا يشبه الطائرة بدون طيار التي تحلق لمدة 30 دقيقة تقريبا. ويستمد الروبوت الجرادة طاقته من بطارية ليثيوم ويستخدم كفاءة الطاقة لتحقيق ألف قفزة بشحنة واحدة فقط من البطارية.
هذا الروبوت يتميز بدقة عالية في إخماد الحرائق باستخدام خرطوم المياه. ولكنه يستطيع أكثر من ذلك، حيث تعمل كاميرا التصوير الحراري على كشف مكان النيران والجدران المشقوقة في البناء. وبالإضافة إلى ذلك تعمل أجهزة الاستشعار للروبوت على قياس جودة الهواء. ويعتبر معرض بيرشتسغاردن 2013 مناسبة لعرض هذا النوع من الروبوتات وإبراز قدراتها وإمكانية استخدامها للحماية من الكوارث والحد من أخطارها.
وقال أيالي إن من السهل إنتاج هذا الروبوت بكميات كبيرة نظرا لرخص أسعار مكوناته وسهولة تصنيعها ليصل سعر الروبوت الواحد إلى نحو 100 دولار أمريكي. وأضاف انه يمكن استخدامه في عدة مهام منها رصد البقع الزيتية في المسطحات المائية وعمليات المراقبة والإنقاذ ومختلف الأنشطة التي يمكن أن يقوم بها الروبوت بديلا عن الإنسان.
ويقول إنه مع التعرف على المزيد بشأن قدرات أسراب الجراد على التجمع، فسيكون بإمكان الروبوتات مضاهاة آليات هذا التجمع. ويقول جابور كوسا المجري المولد في نفس الجامعة وهو مغرم بالخيال العلمي إن تصنيع سرب من هذه الروبوتات المزودة بأنظمة ملاحية لشبكات تحديد المواقع بالأقمار الصناعية والكاميرات والألواح الشمسية لإمدادها بالطاقة قد يستخدم في دخول أراضي العدو لتنفيذ مهام مراقبة.
وقال كوسا إنه من خلال التمويل الملائم يمكن إنشاء منظومة من هذه الروبوتات قادرة على محاكاة الجراد في نشر أجنحته للتحليق في الجو. وتم استثمار 200 ألف دولار في المراحل الأولية للمشروع مع ضرورة البحث عن موارد أخرى للنهوض به.
لغة لا يفهمها البشر
الاستفادة من التكنولوجيا وتسهيل حياة البشر عبر إيجاد طرق فعالة وحديثة من الاهتمامات المتواصلة للباحثين في هذا المجال، إلا أن طريق الاختراعات ليس دائما مثمراُ وقد يحمل نتائج عكسية كما هو حال الروبوتات " بوب" و" أليس ".
ذكر موقع جريدة " تلغراف " البريطانية أن فيسبوك أغلق روبوتات الدردشة التفاعلية ذات الذكاء الاصطناعي" بوب " و " أليس " بسبب تواصلهما بلغة لا يفهما البشر، وأشار الموقع أن علماء أبحاث الذكاء الاصطناعي بشركة فيسبوك (Fair) اكتشفوا أن بوب وأليس تحدثا أثناء التفاوض فيما بينهما بهدف محاولة لتبادل القبعات والكرات والكتب بلغة غير مفهومة، والتي جاءت كالتالي.
وذكر الباحثون أن روبوتات الدردشة التفاعلية كانت مبرمجة على استعمال اللغة الإنجليزية أثناء المحادثة، بيد أنها استخدمت كلمات غير مفهومة بالنسبة للبشر، إلا أنها كانت واضحة لدى الروبوتات، التي أدت المطلوب منها بنجاح.
يُشار إلى أن برنامج الباحثين كان يهدف إلى تطوير عمل الروبوتات حتى تستطيع محاكاة البشر والتداول التجاري والمقايضة بينها، وفي سياق ذي صلة، شدد الباحثون على أن تحدث الروبوتات بلغة غير مفهومة وفيها حشو كلامي جاء نتيجة خطأ من المبرمجين، الذين لم يُبرمجوا الروبوتات على الحديث باللغة الإنجليزية فقط. بالإضافة، إلى عدم وضع حدود لإمكانيات الروبوت في التعلم بهدف التحكم فيه ، وهو ما دفع الروبوتات إلى إنشاء لغة خاصة بهم، إلى ذلك، أوضح الباحث بشركة فيسبوك دروف باترا أن الروبوتات تحدثت بلغة غير مفهومة وابتكرت" كلمات مشفرة للحديث " وأضاف" كما لوكنت أقول خمس مرات، فإنك ستفسر ذلك بأنني أعني خمس نسخ من هذا الشيء. وهذا ليس مختلفا عن الطريقة التي تختزل بها المجتمعات البشرية ".
ابتكار نوع جديد
ابتكر فريق من الباحثين بالولايات المتحدة روبوتات يمكنه أن يتلقى التعليمات من خلال الإشارات الكهربائية للمخ البشري، ويقوم بتغيير أفعاله بشكل فوري إذا ما لاحظ الشخص الذي يراقبه أنه ارتكب أي خطأ.
تمكن باحثون في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة من ابتكار روبوت جديد يتلقى التعليمات من خلال الإشارات الكهربائية للمخ البشري. تعتمد هذه التقنية على معادلات خوارزمية جديدة تراقب أنشطة المخ بحثا عن إشارات كهربائية معينة، ويمكنها أن تمهد الطريق أمام سيطرة البشر على الروبوتات في المستقبل دون أي مجهود عن طريق مجرد مراقبة أفعالها فحسب.
وتقول دانيلا روس رئيس مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي في معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا في الولايات المتحدة: "تخيل لو كان بإمكانك أن تصدر الأوامر للروبوت بشكل فوري دون الحاجة إلى طباعة أمر على الكمبيوتر أو النقر على مفتاح أو حتى النطق بكلمة واحدة"، وأضافت أن "تعميم مثل هذا النهج يمكنه تحسين إمكانيات مراقبة روبوتات المصانع والسيارات ذاتية القيادة بل والتقنيات الأخرى التي لم يتم اختراعها بعد". وفي حين أن برمجيات المساعد الافتراضي مثل تطبيق سيري من أبل وتطبيق ألكسا من أمازون رفعت عن كاهل البشر عبء استخدام المفاتيح والروافع، وجعلت من تكنولوجيا التحكم عن بعد حقيقة واقعية، إلا أن هذه الأنظمة في الحقيقة مازالت محدودة الامكانيات بشكل كبير.
وتوصل الباحثون في مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي إلى منظومة جديدة تستند على ما يطلق عليه اسم "الإمكانيات المتعلقة بالخطأ" ويقصد بها الإشارات الكهربائية التي تنبعث داخل المخ عندما يلاحظ الإنسان وجود خطأ ما، وتتولد هذه الإشارات بسهولة دون أن تتطلب تركيزا حقيقيا من الشخص.
وقالت روس في تصريحات أوردها الموقع الإلكتروني "ساينس أليرت" المتخصص في الأبحاث العلمية والتكنولوجيا: "عندما تراقب الروبوت، كل ما عليك أن تفعله هو أن توافق أو ترفض الأفعال التي يقوم بها". وأكدت: "ليس عليك أن تدرب نفسك على التفكير بطريقة معينة، فالآلة تتأقلم على طريقتك وليس العكس". وقام الباحثون بتجربة برنامجهم الجديد على روبوت صناعي يطلق عليه "باكستر". ومن أجل أن يتلقى الروبوت التعليمات من المستخدم، كان يتعين على الشخص المشارك في التجربة أن يرتدي جهازا لقياس إشارات المخ لمراقبة أنشطته العقلية. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
وفي إطار التجربة، قام الروبوت بسلسلة من التدريبات البسيطة التي تحتمل أن تكون صحيحة أو خاطئة مثل تصنيف بعض الأغراض أو نقل عبوات أو طلاء صندوق أو غير ذلك. وباستخدام المعادلات الخوارزمية التي ابتكرها فريق البحث، استطاع الروبوت أن يرصد الإشارات العقلية من المتطوع خلال فترة تتراوح ما بين 10 إلى 30 مللي ثانية، وهو ما يعني أنه في حالة ارتكاب الروبوت أي أخطاء، فإنه سوف يتلقى رسالة من مخ المستخدم لتصحيح هذه الأخطاء خلال فترة تكاد تكون فورية. وفي إطار التجربة، استطاع الروبوت الاستجابة في سبعين بالمائة من الحالات التي رصد فيها الشخص المتطوع ارتكاب الروبوت أخطاء في التصرف، ويأمل الباحثون في إمكانية رفع درجة الدقة في الاستجابة إلى أعلى من تسعين بالمائة، ووضع نظام احتياطي يسمح للروبوت بالاستفسار بشأن الخطوات الواجب تنفيذها في حالة إذا لم يتلق الروبوت رسالة عقلية واضحة من المستخدم.
وقالت روس في تصريحات لموقع "نيو ساينتست" الأمريكي للأبحاث العلمية: "نحن نأخذ خطوات صغيرة نحو تعليم الآلات بشأننا وجعلها تتأقلم مع طريقة تفكيرنا، وسوف يكون من الرائع في المستقبل أن يعمل البشر والروبوتات سويا وفق شروط البشر".
مواجهة أسوأ مرض
زادت روبوتات الذكاء الصناعي من احتدام السباق نحو إيجاد أدوية جديدة لعلاج مرض التصلب الجانبي الضموري، ويهاجم المرض ويقتل الخلايا العصبية التي تتحكم في العضلات مما يؤدي إلى ضعف وشلل وانقطاع التنفس في نهاية الأمر.
ويوجد علاجان فقط يعملان على إبطاء تطور التصلب الضموري وافقت عليهما إدارة الأغذية والعقاقير الأميركية، أحدهما متاح منذ عام 1995 والآخر حصل على الموافقة العام الجاري فقط، ويصل عدد المصابين بالمرض، الذي يعاني منه عالم الكونيات الشهير #ستيفن_هوكينج، إلى 140 ألف حالة جديدة سنويا ولا يوجد علاج شاف له.
وقال ريتشارد ميد الباحث في معهد شيفلد للعلوم العصبية الحركية إن هذا المرض "يصفه الكثير من الأطباء بأنه الأسوأ في الطب، والحاجة إلى إيجاد علاج له ضخمة"، وتعمل الروبوتات وهي برمجيات معقدة تدار عبر أجهزة كمبيوتر قوية كباحثين خارقين دون تعب لإيجاد علاج. وتقوم الروبوتات بتحليل قواعد بيانات كيمياوية وبيولوجية وطبية ضخمة فضلا عن عدد كبير من الأبحاث العلمية بدرجة أسرع بكثير من الجهد البشري بهدف تحديد أهداف بيولوجية جديدة وفي النهاية الوصول لعلاج.
واقترحت الروبوتات علاجا في الآونة الأخيرة حقق نتائج واعدة في منع تلف خلايا عصبية مرتبطة بالحركة وتأخير ظهور المرض في تجارب تسبق التجارب الإكلينيكية في شيفلد، ويقيم ميد، الذي يسعى لعرض عمله في اجتماع طبي في كانون الأول، خططا لإجراء التجارب الإكلينيكية، ويعتقد الرجل أن الذكاء الصناعي يصلح لأبحاث علاج التصلب الضموري بسبب التوسع السريع في مجال المعلومات الجينية بشأن المرض وحقيقة وجود نماذج حيوانية تساعد في تقييم العلاجات المقترحة.
روبوتات للإيجار اليومي
أطلقت شركة سوفتبانك اليابانية المصنعة للروبوت (بيبر) رسميا خدمة جديدة لإنسانها الآلي عن طريق الإيجار اليومي للقيام بدور الكهنة في جنائز اليابانيين، بإمكانه إصدار صوت إلكتروني عوضا عن الإنسان. وتصل تكلفة استئجار الروبوت في اليوم الواحد إلى 50 ألف ين (نحو 450 دولارا) مقابل أكثر من 240 ألف ين (2200 دولار) يتقاضاه الكاهن البشري. إلا أن روبوتات الجنائز لم تشهد إقبالا كبيرا من اليابانيين، بذريعة أنها لا تحمل قلوبا حية تحاكي حزن أهالي المتوفين، ما يفتقد المشاعر المنتظرة في مثل هذه الظروف.
اضف تعليق