قد تفترض للوهلة الأولى أن احتمالية الاصابة بالامراض عالية مبرر كافٍ ويشجع على التوقف عن الاستحمام في الشتاء، لكن الأمر ليس بهذه البساطة. نعم، يدرك الجميع تداعيات ما قبل وبعد الاستحمام في الشتاء من الشعور بالبرد واحتمال التعرض لنزلة برد، لكن التوقف عن الاستحمام في الشتاء يأتي مع مخاطر صحية متعددة...
يعد الاستحمام لدى البعض نشاطا يوميا، بينما بالنسبة للآخرين يكون أقل ضرورة، وبغض النظر عن تفضيلاتك، فإن هناك بعض القواعد التي يجب الالتزام بها للاستمتاع بهذا النشاط المفيد، عندما يتعلق الأمر بالاستحمام في الشتاء، وقد يؤدي قضاء المزيد من الوقت في الداخل إلى تقليل الحاجة إلى الاستحمام المنتظم. ومع ذلك، فإن البعض يحرصون على الاستمتاع بتجربة الاستحمام يوميا.
وتشير الدراسات إلى أن الاستحمام ضروري لتنظيف المسام والسماح لخلايا الجلد بالعمل بشكل صحيح، وبالتالي تعزيز جهاز المناعة. كما أن الاستحمام بالماء الدافئ قبل النوم يمكن أن يساعد في عملية النوم، حيث تقول الأبحاث إن الاستحمام قبل النوم بساعتين هو الأمثل للنوم الجيد ليلا.
ويتحسن تدفق الدم والتنفس والتركيز أيضا أثناء الاستحمام، ما يجعل هذه العادة جزءا مهما من روتيننا اليومي.
وعلى الرغم من ضرورة تضمين الاستحمام في الروتين اليومي، ومع ذلك، فإن الإفراط في الاستحمام يمكن أن يسلب الجلد زيوته الطبيعية، ويسبب الجفاف ويخل بتوازن البكتيريا الجيدة، وبمعنى آخر، تحافظ البشرة الصحية على طبقة من الزيت وتوازن البكتيريا الجيدة، لذا فإن الاستحمام المتكرر يمكن أن يزيلها، ما يسبب الجفاف.
وقد يؤدي الاستحمام كثيرا خلال أشهر الشتاء إلى زيادة جفاف الجلد، لكن خفض درجة حرارة الماء يمكن أن يساعد في تجنب ذلك.
ويوضح الموقع الصحي Healthline: "قد تكون بشرتك أكثر جفافا في الشتاء، وفي هذه الحالة يمكن أن يؤدي الاستحمام بكثرة إلى جفاف شديد. ومع ذلك، فإن الاستحمام كل يوم في الصيف قد لا يؤثر سلبا على بشرتك. ونظرا لعدم وجود قواعد صارمة أو سريعة بشأن الكمية الزائدة عن الحد، فمن المهم أن تتعرف على جسمك وتحدد ما يمكن أن تتحمله بشرتك".
في حين أن الإفراط في الاستحمام يمكن أن يؤدي إلى الجفاف وإلى آثار سلبية أخرى على صحة الجلد، يقول الخبراء إنه لا يوجد سبب حتى الآن لعدم الاستحمام بانتظام.
وقد يؤدي ترك فجوة تزيد عن ثلاثة إلى أربعة أيام بين الاستحمام إلى زيادة خطر الإصابة بالعدوى البكتيرية والالتهابات الفطرية وبقع من الجلد المتقشر. ويمكن أن تحتوي هذه البقع الداكنة على الأوساخ والعرق وخلايا الجلد الميتة التي تؤدي إلى ظهور حب الشباب أو تفاقم حالات مثل الأكزيما والصدفية والتهاب الجلد.
ووفقا لطبيبة الأمراض الجلدية في نيويورك، الدكتورة ميشيل غرين، فإن البعض يحتاجون إلى الاستحمام أكثر من غيرهم، اعتمادا على عدد المرات التي يمارسون فيها التمارين الرياضية، لتجنب خطر حدوث تهيج، وظهور حب الشباب وحالة الجلد.
وعلى الرغم من عدم وجود مدة مثالية للاستحمام، يوصي الخبراء بالاستحمام لمدة ثلاث إلى أربع دقائق مع التركيز على منطقة الفخذ والإبط، وهذا قد يكون كافيا.
وقال الدكتور غرين في تصريح لموقع Real Simple: "بصرف النظر عن الرائحة، يجب أن تقلق بشأن مجموعة من مشاكل الجلد المختلفة، مثل حب الشباب، والتهيج، والأمراض الجلدية الحالية، والالتهابات الفطرية".
وتابع: "يتشكل حب الشباب عندما يكون هناك انسداد والتهاب في البصيلات الدهنية، ليس فقط على الوجه ولكن على الصدر والظهر أيضا".
وعندما لا يتم غسل البكتيريا بعيدا عن المناطق المحيطة بالعيون أو الفم أو الأنف، يمكن أن تدخل الفتحات. وهذا يمكن أن يعرض الجسم لخطر الإصابة بنزلة برد أو عدوى، ما يؤدي إلى استجابة من جهاز المناعة.
متى يجب الاستحمام في الشتاء؟
الاستحمام في الشتاء ودرجات الحرارة المنخفضة، من الأشياء الصعبة التي يقدم البعض على فعلها، ولكن ذلك ضروريًا حتى يظل الجسم نظيفًا، ولكن متى يجب الاستحمام بالضبط، وهل من يفضلون فعل ذلك مساءً فقط على خطأ؟.
وفقًا لموقع "Bustle"، فإن هناك 3 أشياء هى التي تحدد الوقت المثالي للاستحمام في فصل الشتاء، منها الشعر ونسبة الرغبة في النوم ونوعية البشرة.
يصبح الاستحمام في الصباح قبل الذهاب إلى العمل أنسب وقت في اليوم إذا كان الشخص يحتاج إلى مزيد من الطاقة؛ لأن الماء يساعد الجسم على الخروج من حالة الكسل والاسترخاء التي تلازم النوم، وأيضًا يجب أن يكون هناك استعدادًا لتجفيف الشعر بعد القيام بذلك؛ لأن السير في الشارع بشعر غير جاف يسبب الإصابة بالبرد، ولذلك سواء كان من يفعل ذلك رجل أو امرأة عليهم التأكد من الحصول على شعر جاف ثم التعرض للهواء البارد بشكل عادي.
ومن الأشياء التي تجعل الاستحمام بالنهار مناسبًا أكثر من الساعات المتأخرة، نوعية البشرة، حيث إن البشرة الدهنية تنتج زيوت بنسبة كبيرة خلال الليل وأفضل منظف لها هو الحمام الساخن صباحًا لأن ذلك يسمح بفتح المسام والتخلص من الدهون ولكن يجب مسح الوجه بقطعة من الثلج أو الماء البارد للتأكد من إغلاق المسام حتى لا يتسبب ذلك في وصول الميكروبات للطبقات الداخلية بالجلد.
وعلى الجانب الآخر، هناك 3 أشياء أيضًا تجعل الشخص يفضل الاستحمام قبل النوم أو ليلًا بشكل عام ويبتعد عن ساعات النهار، وهي المعاناة من مشكلة في النوم، وذلك لأن الماء الساخن يساعد الجسم على الاسترخاء، وإذا حدث ذلك فإن العقل يصدر إشارة بحلول موعد النوم، وأيضًا تنظيف الشعر وتركه يجف دون الحاجة لاستخدام مجفف أو مكواه لأنه ف الليل لن تضطر المرأة لاستخدام هذه الأشياء أو ارتداء غطاء على الرأس لمنع وصول الهواء البارد إلى شعرها تجنبًا لنزلات البرد.
وفي حالة امتلاك بشرة جافة، فإن الاستحمام ليلاً أفضل لأنه يقلل من جفاف الجلد والتشقق الذي يظهر بالقدمين ولكن يجب وضع كريم مرطب فور الانتهاء من الاستحمام وتجفيف الجسم جيدًا من بقايا الماء.
تشعر بالبرد أو الكسل؟ هذا ما يحصل لجسمك عند التوقف عن الاستحمام في الشتاء
يؤدي الاستحمام إلى تكسير الغلاف الحمضي للبشرة، أي الحاجز الوقائي الطبيعي للجسم، مما يجعلها جافة ومتشققة وعرضة للغزو البكتيري والفيروسي؛ قد تفترض للوهلة الأولى أن هذا السبب مبرر كافٍ ويشجع على التوقف عن الاستحمام في الشتاء، لكن الأمر ليس بهذه البساطة.
نعم، يدرك الجميع تداعيات ما قبل وبعد الاستحمام في الشتاء من الشعور بالبرد واحتمال التعرض لنزلة برد، لكن التوقف عن الاستحمام في الشتاء يأتي مع مخاطر صحية متعددة.
تقول طبيبة الجلد في بيفرلي هيلز جنيفر هيرمان إن تقليل عدد مرات الاستحمام في فصل الشتاء أمر بديهي، وتوضح لموقع Considerable "في أشهر الشتاء، عندما يكون الهواء في الخارج أكثر جفافاً كما هو الحال في الهواء داخل المنازل بسبب التدفئة، يصبح الجلد أكثر جفافاً، وبالتالي تؤدي كثرة الاستحمام إلى تفاقم الجفاف وزيادة مشاكل البشرة".
ورغم ذلك، فهي تنصح بحصر الاستحمام إلى مرتين في الأسبوع.
نعدد في ما يلي المخاطر الصحية المترتبة على هذا الإحجام.
1- العدوى من الجراثيم
تتلامس اليدان مع أسطح متعددة مليئة بالجراثيم طوال اليوم، بما في ذلك الهاتف أو لوحة المفاتيح أو وسائل النقل العام.
خلال النهار، تنقل يداك هذه الجراثيم إلى أجزاء مختلفة من جسمك، وأي جروح أو خدوش غير ملاحظة يمكن أن تنقل هذه الجراثيم إلى مجرى الدم، مما يجعل صاحبها عرضة لجميع أنواع الكوارث الطبية، كما تزيد من فرص الإصابة بعدوى بكتيرية أو فطرية.
2- الأمراض الجلدية مثل حب الشباب أو التهاب الحلق
يضمن عدم الاستحمام تراكم الأوساخ والعرق وخلايا الجلد الميتة على الجسم، وبالتالي تفاقم حالة أولئك الذين يعانون من حب الشباب.
يتسبب عدم الاستحمام بانتظام بالتهاب الجريبات، مما يشير إلى التهاب بصيلات الشعر.
كما يسبب تراكم العرق والأوساخ على الجلد إلى ظهور بقع متغيرة اللون على الجلد، يتعين استخدام الكحول والكثير من الصابون للتخلص منها.
3- الشعور بالحكة
يشعر الإنسان بالحكة نتيجة عدم الاستحمام بسبب تراكم خلايا الجلد الميتة والبكتيريا. بالإضافة إلى ذلك، إذا خدشت جلدك بسبب الحكة، فقد تدخل البكتيريا الضارة إلى مجرى الدم، وهو ما يجب تجنبه دائماً.
4- تراجع النشاط
لا تعتني الحمامات المنتظمة بنظافة الجسم فحسب، بل تضمن أيضاً الشعور بالحيوية والانتعاش. وقال طبيب الجلد سانجاي جان لمجلة Jezebel: "لا تنظر للأمر من وجهة نظر بيولوجية، بل حتى نفسية. مجرد الاستحمام يحث على الشعور بالانتعاش، والشخص الذي لا يستحم كل يوم لا يتمتع بنفس مستوى الطاقة. فالاستحمام يجعل الناس يشعرون بمزيد من الثقة، ويشعرون بتحسن، وأنهم أكثر جمالاً".
ونصح بأن يستحم يومياً كل من يمارس الرياضة أو وظيفة تتطلب نشاطاً شاقاً، أو من يكون عرضة للأوساخ والملوثات أو يعمل في مجال الرعاية الصحية – وإلا فإن الاستحمام ثلاث مرات في الأسبوع يجب أن يضمن لك الإبحار بسعادة خلال الشتاء!
5- وأخيراً.. رائحة الجسم
في حين أن العرق في حد ذاته ليس كريه الرائحة، إلا أن بعض المناطق، بما في ذلك تحت الذراعين والقدمين تسبب رائحة مقززة، وذلك لأن "البكتيريا الموجودة على البشرة والشعر تستقلب البروتينات والأحماض الدهنية وتنتج رائحة كريهة"، وفقاً لموقع howstuffworks.
لذا ما بين التوقف عن الاستحمام في الشتاء وعادة الاستحمام اليومي، يبقى خير الأمور أوسطها وتقليل عدد المرات إلى مرتين أو 3 في الأسبوع حفاظاً على الصحة العامة لنفسك والآخرين.
ماذا يحدث للجسم عند الاستحمام 60 ثانية بالماء البارد في الشتاء؟
بارد، حار أو كلاهما؟ لا يزال الحمام الساخن هو المفضل لدينا في الشتاء للأبد، لذلك يمكنك الاستمرار في تشغيل السخان في الصباح، ولكن ماذا يحدث للجسم في حال التعرض لـ 60 ثانية مثلا من الماء البارد؟
وجدت دراسة حديثة أن المياه الباردة تؤثر على الجهاز العصبي السمبثاوي، وهو نظام فرعي في الجهاز العصبي يخلق استجابة تلقائية لأي حدث يُنظر إليه على أنه خطير أو مرهق أو مخيف. وبمجرد تنشيطه، تحدث زيادة في هرمون النورادرينالين (الذي يمكن أن يحسن الذاكرة أيضا)، وهو المسؤول عن زيادة معدل ضربات القلب وضغط الدم.
لكن من المهم بشكل خاص توخي الحذر، لأن التدفق المفاجئ للمياه الباردة يمكن أن يشكل خطورة على الأشخاص المصابين بأمراض القلب.
وجدت دراسة كبيرة من هولندا أن الأشخاص الذين انتهوا من الاستحمام بتيار من الماء البارد أخذوا أيام إجازة أقل من العمل، مقارنة بأولئك الذين استحموا بالماء الساخن، بحسب موقع "ماكو".
طُلب من مجموعة من أكثر من 3000 شخص الاستحمام بماء ساخن يوميا لمدة شهر.
تم تقسيم مجموعة البحث إلى 4 مجموعات، طُلب من مجموعة إنهاء الاستحمام بـ 30 ثانية من الماء البارد، والأخرى بـ 60 ثانية من الماء البارد، والثالثة بـ 90 ثانية من الماء البارد.
أما المجموعة الرابعة، وهي الضابطة، فطلب منها الاستمتاع بدوش ساخن صافي دون أي تمديد بارد.
بعد فترة متابعة مدتها ثلاثة أشهر (64% استمروا في طريقة الماء البارد لأنهم أحبوا ذلك)، وجد الباحثون أنه من بين جميع المجموعات التي أنهت الاستحمام بالماء البارد، كان هناك انخفاض بنسبة 29% في تقارير الإجازة المرضية من العمل.
ليس من الواضح سبب قدرة الاستحمام بالماء البارد على منع الإصابة بالمرض، لكن الدراسات المختلفة تشير إلى فوائد كثيرة جدا لـ "القطرة الباردة":
تقوية جهاز المناعة
أظهرت دراسة أجريت على الرياضيين الشباب الذين غطسوا في الماء البارد 3 مرات في الأسبوع لمدة ستة أسابيع، زيادة في البروتينات التي تؤثر على معدل التمثيل الغذائي مما أدى إلى تنشيط طويل الأمد لجهاز المناعة.
فقدان الوزن
وجدت دراسة أن الغمر في الماء البارد يزيد من التمثيل الغذائي بنسبة 350%. في عملية التمثيل الغذائي، يحول الجسم ما نأكله ونشربه إلى طاقة، وبالتالي فإن التمثيل الغذائي الأعلى يعني حرق المزيد من الطاقة.
تحسين الدورة الدموية
عند التعرض للماء البارد، يحدث انخفاض في تدفق الدم إلى الجلد. في نهاية الاستحمام، يحتاج الجسم إلى التسخين بحيث يكون هناك زيادة في تدفق الدم. وجدت دراسة فحصت الغمر في الماء البارد بعد التمرين أنه بعد أربعة أسابيع، تحسن تدفق الدم من وإلى العضلات.
الحد من الاكتئاب
قد يخفف الاستحمام البارد أيضا من أعراض الاكتئاب. بسبب الكثافة العالية لمستقبلات البرد في الجلد، فإن الاستحمام البارد يرسل كمية هائلة من النبضات الكهربائية إلى الدماغ، والتي قد يكون لها تأثير مضاد للاكتئاب.
انطلقت دراسة تفحص العلاقة بين الاستحمام البارد ومستوى الاكتئاب، من فرضية أن الاكتئاب قد يكون ناتجا، من بين أمور أخرى، عن نقص الضغوطات الفسيولوجية في نمط الحياة مثل نقص التغيرات السريعة في درجة حرارة الجسم.
وجدت الدراسة أن التعرض للماء البارد ينشط الجهاز العصبي السمبثاوي، ويرفع مستوى بيتا إندورفين في الدم ويزيد من إفراز النورإبينفرين المتشابك في الدماغ أيضا، ما قد يخفف من أعراض الاكتئاب.
نصائح الاستحمام في فصل الشتاء
تختلف عادات الشعوب في تكرار الاستحمام، ما بين بشكل يومي أو كل بضعة أيام، خصوصاً في فصل الشتاء.
- استحمام صحي
يقول الدكتور روبرت شميرلنج، طبيب الأمراض الروماتزمية بكلية طب هارفارد: «إذا كنت تستحم يومياً، فأنت لست وحدك. ويستحم ما يقرب من ثلثي الأميركيين يومياً، أما في الصين فنصف الناس يستحمون مرتين فقط في الأسبوع. هل توقفت يوماً لتسأل نفسك: لماذا؟ ربما تكون إجابتك هي: لأن الاستحمام كثيراً هو صحي أكثر. لكن فكّر مرة أخرى. بالنسبة للكثيرين - ربما معظمهم - يتعلق الاستحمام اليومي بالعادات والأعراف المجتمعية أكثر من الصحة. ربما لهذا السبب يختلف تكرار الاستحمام، أو الاستحمام كثيراً، من بلد إلى آخر».
ويهدف الاستحمام الصحي إلى تنظيف الجلد والشعر من الأوساخ الخارجية وبقايا إفرازات العرق وتراكم الميكروبات التي تنمو في مناطق الإبطين والأعضاء التناسلية، ولكن مع إعطاء الأولوية للحرص على سلامة طبقة البشرة الخارجية والشعر، والمحافظة أيضاً على توفر الإفرازات الطبيعية التي يُنتجها الجلد للحفاظ على نضارتهما وحيويتهما. ولذا يستخدم الإنسان الماء والصابون معاً كوسيلة تزيل الأوساخ والدهون والميكروبات عن الجلد، ويستخدم الماء مع الشامبو والبلسم لتنظيف وترطيب الشعر.
وفي فصل الشتاء، ومع برودة الأجواء، ومع المشاكل الصحية المرتبطة بتلك التغيرات المناخية في المفاصل والجلد والشعر والجهاز التنفسي والأوعية الدموية وغير ذلك، يبقى السؤال: ما الخطوات الصحية لتنظيف الجسم بالاستحمام مع تحقيق العناية الصحية بالجلد والشعر وبقية أجزاء الجسم في فصل الشتاء؟ وإليك بعضاً من النقاط للإجابة عن هذه الأسئلة:
- الاستحمام اليومي
قد يختار بعض الناس الاستحمام يومياً لعدد من الأسباب، بما في ذلك: تطيّب رائحة الجسم، والمساعدة في إتمام الاستيقاظ، وكروتين يومي بعد ممارسة الرياضة. أما من الناحية الصحية، كما يقول الدكتور روبرت شميرلنج، فليس من الواضح على الإطلاق ما إذا كان الاستحمام اليومي يحقق الكثير صحياً، أم لا. بل في الواقع، قد يكون الاستحمام اليومي ضاراً بصحتك.
ويُوضّح ذلك بقوله: «يحافظ الجلد الطبيعي والصحي على وجود طبقة من الدهون وعلى توازن للبكتيريا الجيدة على سطحه. ويزيل الغسيل والفرك هذا كله، خصوصاً إذا كان الماء ساخناً. وكنتيجة لذلك قد يصبح الجلد جافاً أو متهيجاً أو مثيراً للحكة. وقد يسمح الجلد الجاف والمتشقق للبكتيريا والمواد المسببة للحساسية، باختراق الحاجز الذي من المفترض أن يوفره الجلد، ما يسمح بحدوث التهابات الجلد وردود الفعل التحسسية. كما يمكن للصابون المضاد للبكتيريا أن يقتل البكتيريا الطبيعية. وهذا يُخل بتوازن الكائنات الحية الدقيقة على الجلد ويشجع على ظهور ميكروبات أكثر شراسة وأقل صداقة وأكثر مقاومة للمضادات الحيوية».
ويضيف قائلاً ما ملخصه: «أهمية هذه البكتيريا الصديقة على الجلد هو لدورها في تحفيز جهاز مناعة الجسم لإنتاج أجسام مضادة واقية ولتكوين ذاكرة مناعية أفضل. وهذا أحد الأسباب التي تجعل بعض أطباء الأطفال وأطباء الجلد ينصحون بعدم الاستحمام اليومي للأطفال، لأن الاستحمام أو الاستحمام بشكل متكرر طوال العمر قد يؤدي إلى تقليل قدرة الجهاز المناعي على أداء وظيفته. هذا بالإضافة إلى تسبب الاستحمام اليومي دونما ضرورة، بهدر الماء وتسبب الزيوت والعطور والمواد المضافة الأخرى في الشامبو والبلسم والصابون مشاكل خاصة بها، مثل الحساسية، ناهيك بتكلفتها.
ويقترح الخبراء الصحيون أن الاستحمام عدة مرات في الأسبوع قد يكون كثيراً لمعظم الأشخاص، إلا إذا كنت متسخاً أو متعرقاً أو لديك أسباب أخرى للاستحمام كثيراً. وقد يكفي الاستحمام لفترة قصيرة (لمدة ثلاث أو أربع دقائق) مع التركيز على الإبطين وما بين الفخذين».
- استحمام المساء والصباح
الاستحمام في المساء. في فترة المساء، ولمدة نصف ساعة، تتوفر الفترة المثالية للاستحمام، والعناية ببشرة الجسم، والشعر، وجلد الوجه، ووضع مزيلات رائحة العرق، وترطيب جلد الجسم، والعناية بالقدمين. ويقدّم الاستحمام المسائي فوائد متعددة، منها:
- تنشيط الدورة الدموية في الجلد لتغذيته وتنشيط عمليات إعادة ترميمه.
- إزالة أوساخ الجسم قبل ارتداء ملابس النوم وقبل الاستلقاء على السرير ووضع الرأس على الوسائد، للحفاظ على نظافتها ومنع نمو الحشرات الصغيرة فيها.
- إعطاء فرصة زمنية كافية لمزيل رائحة العرق المحتوي على «مثبط إفراز العرق» (Antiperspirant)، وهو الذي يحتاج بضع ساعات كي يتغلغل في فتحات الغدد العرقية، ويعطي نتائج أفضل لحصول خفض واضح في إفراز العرق طوال ساعات النهار التالي.
- حفظ نضارة شعر المرأة وحمايته من التكسر والتساقط عبر: غسل الشعر، وتجفيفه برفق، وتمشيطه بتأنٍ، وربطه قبل النوم.
- مع وضع مرطبات الجلد الغنية بالمُطرّيات (Emollient-Rich)، وكذلك استخدام المستحضرات الموضعية المحتوية على مضادات الأكسدة (فيتامين سي) بعد الاستحمام المسائي، يتم إعطاء فرصة كافية كي تعمل لإصلاح البشرة طوال ساعات النوم. وكذلك الحال مع استخدام منتجات مكافحة شيخوخة جلد الوجه وحول العين، التي يمكن وضعها على الجلد قبل النوم كي تتغلغل في الجلد أثناء النوم، وتقدم نتائج أكثر فاعلية خلال نهار اليوم التالي.
- فحص القدمين للتأكد من خلوهما من أي إصابات أو قروح أو مناطق ملتهبة بالاحمرار، وذلك فيما بين أصابع القدمين والمناطق المتعرضة للضغط بارتداء الأحذية، أو المعرضة للخدوش، وكذلك تفقد الأظافر فيهما. مع وضع مستحضرات ترطيب القدمين، وتحاشي وضعها فيما بين أصابع القدمين لأن بشرة تلك المنطقة لا تمتص المواد المُرطّبة.
- الاستحمام في الصباح. وبالمقابل، قد يفضل البعض الاستحمام في الصباح، خصوصاً عند الرغبة في الانتعاش وبعد أداء التمارين الرياضية الصباحية. وتشير الدكتورة منى غوهارا، طبيبة الجلدية في كلية الطب بجامعة يال، إلى أن ثمة فوائد صحية للاستحمام في الصباح بقول ما ملخصه: «الاستحمام في الصباح يسمح بوقت للتأمل وإعادة تجمع النفس والذهن. وعبر رفع حرارة الجسم الأساسية، يفيد الاستحمام بالماء الدافئ في رفع مستوى اليقظة والانتباه قبل بدء يوم طويل أو صاخب. وفي حين أن الاستحمام في الصباح بالماء الدافئ يمكن أن يجعل بشرتك تبدو أكثر صحة، يمكن أن يكون للاستحمام بالماء الساخن جداً تأثير معاكس، خصوصاً للبشرة الجافة والحساسة».
- الماء الدافئ
وتشير المصادر الطبية إلى ضرورة عدم الاستحمام بماء درجة حرارته تتجاوز حرارته 40 درجة مئوية بالنسبة للبالغين، أو تتجاوز حرارته 37 درجة مئوية بالنسبة للأطفال. وبالعموم تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية (AAD) ألا تتجاوز مدة الاستحمام أكثر من 10 دقائق.
وصحيح أن الاستحمام بالماء الحار يبعث الشعور بالاسترخاء ويُفضله البعض، فإن المصادر الطبية تشير إلى ضرورة ضبط تلك الرغبة لمنع تسبب ذلك في أضرار صحية. ومنها التسبب باحمرار الجلد والحروق الجلدية، خصوصاً لدى كبار السن ومرضى السكري الذين لديهم انخفاض في قدرة الشعور في أعصاب القدمين، ومرضى الحساسية الذين قد يتسبب الماء الحار لديهم بمزيد من التهيّج في القروح الجلدية.
ويعلق الدكتور ستايسي سالوب، المتخصص في طب الأمراض الجلدية بكلية الطب بجامعة كورنيل في نيويورك، بالقول: «إن الدش (المرشاش) الساخن، خصوصاً الدش الساخن الطويل، يؤدي إلى جفاف الجلد والتهابه».
وهناك احتمال تسبب الماء الحار في انخفاض ضغط الدم نتيجة توسع الأوعية الدموية، ما قد يُؤدي إلى انخفاض الضغط أو اختلال التوازن أو تدني درجة الوعي، وبالتالي احتمال الانزلاق والسقوط في مكان الاستحمام مع وجود الصابون على أرضيته، وذلك خصوصاً لدى كبار السن الذين يتناولون أدوية تتسبب بانخفاض ضغط الدم أو المُصابين بأمراض في المفاصل أو الأعصاب أو الأذن أو اختلال التوازن وغيرهم. كما أنه عند الخروج المباشر إلى الهواء البارد أو الطبيعي (بعد الاستحمام بالماء الحار) قد يصعب على الجسم التأقلم وبشكل سريع لحفظ المستوى الطبيعي لحرارته الداخلية نتيجة توسّع الأوعية الدموية في الجلد، وبالتالي تحصل حالات انخفاض حرارة الجسم.
- الماء البارد
وبالمقابل، هناك من يُفضل الماء البارد للاستحمام، أي بدرجة حرارة الأجواء المحيطة بالإنسان دون توفر وسائل لتسخينه. وهو سلوك منتشر في أجزاء كثيرة من العالم، وثمة عدة جوانب علمية قد تطرح جدوى وفوائد ذلك. ومنها أن الاستحمام بالماء البارد قد يساعد في سرعة زوال آلام العضلات وزيادة مستوى الوعي الذهني عبر تنشيط عمل الدورة الدموية في الجسم ومنع توسّع الأوعية الدموية وانخفاض ضغط الدم. وأيضاً في تحسين مستوى نضارة الجلد والشعر عبر حفظ المواد الدهنية التي يُفرزها الجلد للحفاظ على نضارة الجلد والشعر، وحفظ نشاط عمل الغدد الدهنية، وتخفيف حدة تأثيرات حرارة المياه على طبقة البشرة والطبقة الدهنية المغلفة للشعر.
وثمة ملاحظات علمية حول دور ذلك في تنشيط مستوى عمل جهاز مناعة الجسم عبر آليات كيميائية حيوية متعددة، خصوصاً في مكافحة الفيروسات.
وهناك ملاحظة علمية مفادها أن الاستحمام بالماء البارد يُنشط عملية خفض وزن الجسم نتيجة تحفيز عمل خلايا الأنسجة الدهنية بنية اللون (Brown Fat) التي من مهامها الرئيسية العملُ على تحفيز حرق الدهون البيضاء واستهلاكها في إنتاج طاقة الجسم. وتحديداً، لاحظ نتائج عدد من الدراسات الإسكندنافية حصول ارتفاع بمقدار 15 ضعفاً في نشاط الأنسجة الدهنية البنية مع الاستحمام بالماء البارد، وهو ما قد يُؤدي وحده إلى خفض وزن الجسم بمقدار خمسة كيلوغرامات على مدى عام، كما أفاد فيها الباحثون.
ولاحظت نتائج إحدى دراسات باحثين من كلية الطب بجامعة كومنويلث فيرجينيا بالولايات المتحدة، أن الاستحمام بالماء البارد يخفف من مستوى التوتر النفسي عبر زيادة إنتاج عدد من المركبات الكيميائية في الجسم والدماغ.
- للمرأة فوق الخمسين... العناية بالجلد بعد الاستحمام
إن معرفة «نوعية الجلد» لدى الشخص عنصر مهم في كيفية تنظيفه بالاستحمام وكيفية العناية به بعد ذلك. تقول الأكاديمية الأميركية لطب الجلدية: «يحرص مزيد من الناس للحفاظ على بشرة أكثر صحة ونضارة، ما يفرض تقييم روتين العناية بالبشرة الذي يقومون به ومعرفة المزيد عن كيفية العناية بالعضو الأكبر في الجسم، أي الجلد. وأولى الخطوات هي معرفة نوعية البشرة، التي يُمكن أن تكون (بشرة حساسة أو بشرة طبيعية أو بشرة جافة أو بشرة دهنية أو بشرة مختلطة) فيها مناطق دهنية وأخرى جافة. ومعرفة نوعية البشرة تُساعد في تعلّم كيفية العناية بالجلد وانتقاء المستحضرات الملائمة لاستخدامها في تنظيفه».
وتذكر الأكاديمية أن بعد بلوغ الخمسين من العمر، قد تشعر المرأة بعدد من التغييرات في البشرة، مثل ملاحظة قسوة جفاف الجلد، وترقق سماكته، وزيادة الشعور بالحكة فيه، وظهور مزيد من البقع الجلدية العمرية (Age Spots) والتجاعيد والخطوط الجلدية. كما يصبح الجلد أكثر عرضة للإصابة بالتهابات ميكروبية، وتظهر عليه الكدمات بسهولة أكبر، ويقل فيه التعرق، ويكون شفاء الجروح والخدوش أبطأ بكثير. ولكن يمكن للعناية المناسبة بالبشرة أن تحسِّن من شعور المرأة ببشرتها وتضيف النضارة إلى مظهرها.
وإحدى الغايات المهمة للاستحمام هي: تلطيف رطوبة الجلد. ولذا تقول الأكاديمية إن أطباء الأمراض الجلدية يوصون المرأة بأن يكون إجراؤها لعملية الاستحمام من أجل تخفيف جفاف الجلد، إضافة إلى إزالة الأوساخ والإفرازات الجلدية وتراكم البكتيريا.
وتوضح خطوات القيام بذلك من خلال:
- توقفي عن استخدام قطعة الصابون العادية لتنظيف الجسم، واستبدلي بها سائل منظف جلدي، ذا قوام كريمي، وذا تأثير لطيف وخالٍ من العطور.
- استخدمي الماء الدافئ وليس الساخن، لأن الماء الساخن يجرد البشرة من زيوتها الطبيعية، ما يمكن أن يزيد من جفاف الجلد.
- استخدمي قطعة قماش ناعمة للفرك أثناء غسل الجلد، ودعي استخدام الليفة الخشنة أو فرشاة الاستحمام لأنها تهيج جلدك.
- احرصي على أن يكون وقت الاستحمام قصيراً، أي أقل من 10 دقائق، وليس بالضرورة أن يكون الاستحمام لكامل الجسم في كل يوم.
- جففي الماء عن الجلد برفق بعد الاستحمام، واتركي القليل من الماء على بشرتك. إن وجود بعض الماء على بشرتك عند وضع مرطب الجلد يساعد على فاعليته في ترطيب بشرتك.
- استخدمي مرطباً كريمياً، وخالياً من العطور (Fragrance-Free)، وخاصاً للبشرة الجافة، خلال الـ3 دقائق التالية للاستحمام. إن هذا يساعد في تخفيف جفاف الجلد ويسهل استعادة الحاجز الواقي لبشرتك. وكرري استخدام المرطب عندما يكون الهواء جافاً أو الرطوبة في الأجواء متدنية.
- ارتداء القفازات أثناء القيام بالأعمال المنزلية وأعمال العناية بالحدائق، وذلك لتقليل تعرّض البشرة للمواد الكيميائية القاسية، وأشعة الشمس، وخطر إصابة البشرة بالخدوش والجروح.
خرافات صحية حول الاستحمام في الشتاء
تنتشر بعض المعتقدات الصحية الخاطئة مع حلول فصل الشتاء والحاجة إلى الاستحمام رغم الطقس البارد، ما يجعل البعض يتعامل بشكل خاطئ مع الاستحمام.
فيما يلي أشهر المعتقدات والسلوكيات الخاطئة التي تتعلق بالاستحمام في الشتاء، حسبما نشر موقع "Cleveland clinic".
الاستحمام بالماء البارد في الشتاء
على الرغم من فوائد الاستحمام بالماء البارد في تقوية جهاز المناعة، فإنه غير مناسب تمامًا للمصابين بمشكلات وأمراض القلب، لأنه يسبب عدم انتظام ضربات القلب نتيجة بذل مجهود إضافي لضخ الدم بشكل أفضل لبقية الجسم والحفاظ على حرارته.
ويفضل ضبط حرارة المياه حتى تبقى دافئة، وليست باردة أو ساخنة.
الاستحمام بالماء الساخن يشعرك بالدفء
يؤدي الاستحمام بالماء الساخن إلى الإصابة بالتهاب واحمرار الجلد، وربما يسبب الحروق والاختناق عند زيادة كثافة البخار داخل الحمام، كما يزيد الأمر سوءًا لدى مرضى الأكزيميا، ويعرض النساء لمضاعفات الحمل.
تقليل مرات الاستحمام يحميك من الانفلونزا
لا يرتبط الاستحمام بالإصابة بنزلات البرد والإنفلونزا كما يظن الكثيرون، فالأولى عدوى بكتيرية، والثانية عدوى فيروسية، وكلاهما ينتقل عند طريق الأشخاص المصابين أو ملامسة الأسطح غير النظيفة.
طول مدة الاستحمام يغني عن تكراره
لابد من الاستحمام مرتين أسبوعيًا على الأقل، على ألا تتجاوز مدة المرة الواحدة 8-10 دقائق بحد أقصى، لأن طول الوقت الذي تستغرقه أثناء الاستحمام يفقد الجلد الزيوت الموجودة به، ويصيبه بالجفاف والاحمرار.
اضف تعليق