كوفيد 19 يتفشى وبشكل متسارع في الصين مجددا، والعديد من الدول تفرض قيودا صارمة على القادمين إليها من الصين، هل يقف العالم أمام سيناريو مشابهه للوباء في عام 2020؟ اذ تعود إلى الأذهان كوارث ما خلفته جائحة كوفيد-19 في عامها الأول، فحتى أنظمة الرعاية الصحية المتقدمة لم تستطع التصدي للفيروس وشراسته...
كوفيد 19 يتفشى وبشكل متسارع في الصين مجددا، والعديد من الدول تفرض قيودا صارمة على القادمين إليها من الصين. هل يقف العالم أمام سيناريو مشابهه للوباء في عام 2020؟ الصين تشهد ارتفاعا كبيرة في أعداد الإصابات بفايروس كورونا بعد رفع القيود هناك، المستشفيات تواجه ضغوطات شديدة في التعامل مع الأعداد، الصين تنتقد فرض قيود فحص على القادمين منها، رغم أنها لا تزال تتبع فرض قيود مشابهة للداخلين إليها.
حيث سيتعين على المسافرين القادمين من الصين إلى أراضي 12 بلدا تقديم اختبار فحص كوفيد-19 سلبي قبل الوصول إلى مطاراتها. وبعد ارتفاع أعداد الإصابات بفيروس كورونا في الصين، انضمت أستراليا بدورها إلى الولايات المتحدة واليابان وكندا والمغرب وعدد من الدول الأوروبية لفرض قيود على القادمين من الصين للحد من انتشار الفيروس أو ظهور متحورات جديدة محتملة.
وتشهد الدولة الآسيوية البالغ عدد سكانها 1,4 مليار نسمة ارتفاع حالات الإصابات بكوفيد-19. إذ امتلأت المستشفيات بالمصابين والمحارق بالجثث، بينما يصر المسؤولون على أن هذه الموجة "تحت السيطرة" رغم الاعتراف بأنه "من المستحيل" تتبع حجمها.
وكانت بكين قد وضعت الشهر الماضي، وبشكل مفاجئ حدا لسياستها الصارمة "صفر كوفيد" التي تتضمن عمليات إغلاق واختبارات شاملة، بعد ثلاث سنوات من ظهور فيروس كورونا للمرة الأولى في مدينة ووهان.
في الأيام الأخيرة، فرضت كندا والولايات المتحدة والمملكة المتحدة وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليابان وكوريا الجنوبية وتايوان أيضا متطلبات سفر جديدة تفرض على الوافدين من الصين إبراز اختبار لكوفيد-19 نتيجته سلبية أو الخضوع لاختبار عند الوصول، وبررت كندا قرارها بـ"محدودية بيانات التسلسل الجيني الوبائي والفيروسي المتاحة" بشأن الإصابات الأخيرة بكوفيد-19 في الصين، أما المغرب فقد اتخذ تدابير أكثر صرامة، إذ حظر السبت دخول المسافرين القادمين من الصين إلى أراضيه اعتبارا من 3 كانون الثاني/يناير "لتجنب موجة جديدة من العدوى" بفيروس كورونا، وبدأت موجة قيود السفر مع توقع البلدان زيادة عدد الزوار الصينيين بعدما أعلنت بكين أن الحجر الصحي الإلزامي للركاب الوافدين سينتهي في 8 كانون الثاني/يناير.
ووصفت منظمة الصحة العالمية هذه الإجراءات الاحترازية بأنها "مفهومة" في ضوء نقص المعلومات حول الموجة الحالية من الوباء التي قدمتها بكين. إلا أن الفرع الأوروبي لمجلس المطارات الدولي الذي يمثل أكثر من 500 مطار في 55 بلدا أوروبيا، قال إن القيود ليست مبررة أو قائمة على أخطار.
وفي هذا السياق، ستجتمع الدول الأوروبية الأسبوع المقبل لمناقشة رد مشترك على هذه المسألة، مع تصريح السويد التي تتولى الرئاسة الدورية الاتحاد الأوروبي حاليا أنها "تسعى لأن تكون للاتحاد الأوروبي سياسة مشتركة عندما يتعلق الأمر بتبني قيود دخول محتملة".
فيما يبدو أن عددا قليلا من المدن الصينية الكبرى بدأ يتعافى من الموجة الحالية للوباء، تضررت المدن الصغيرة والمناطق الريفية التي تعاني نقصا في الموارد خصوصا، وردا على الموجة الحالية من الوباء، قالت رئيسة تايوان تساي إنغ-وين إنها "مستعدة لتقديم المساعدة الضرورية استنادا إلى مخاوف إنسانية" لكنها لم تحدد نوع المساعدة التي يمكن تقديمها لبكين التي تعتبر هذه الجزيرة التي تتمتع بحكم ذاتي مقاطعة منشقة.
لكن الرئيس الصيني شي جينبينغ صرح في خطاب متلفز بمناسبة العام الجديد "تدخل الوقاية من الوباء ومكافحته مرحلة جديدة. وما زلنا في وضع صعب"، لكن "بارقة الأمل أمامنا". وهو ثاني تعليق بشأن الوباء يدلي به الرئيس الصيني. وكان شي قد دعا الإثنين إلى اتخاذ تدابير "لحماية أرواح السكان بفعالية".
ورغم ارتفاع عدد الإصابات، تجمعت حشود كبيرة للاحتفال بليلة رأس السنة الجديدة في شنغهاي ووهان، مع أن بعض مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي قالوا إن الاحتفالات بدت أكثر هدوءا مما كانت عليه في السنوات الماضية، وأعلنت سلطات البلاد الأحد عن أكثر من خمسة آلاف حالة إيجابية ووفاة إضافية على صلة بكوفيد-19.
انقسام بين دول العالم
تسبب الارتفاع الهائل لعدد الإصابات بفيروس كورونا في الصين إلى انقسام في مختلف الدول حول العالم على الإجراءات الضرورية لمنع موجة عالمية جديدة للجائحة. فيما دعت منظمة الصحة العالمية بكين إلى مشاركة البيانات في وقتها الفعلي حتى تتمكن الدول الأخرى من الاستجابة بفعالية.
أعلنت الولايات المتحدة إلى جانب اليابان ودول أوروبية عدة، فرض ضوابط على المسافرين الوافدين من الصين، في ظل إجراءات احتياطية اعتبرها رئيس منظمة الصحة العالمية "مفهومة"، بالنظر إلى نقص المعلومات من بكين بعد رفع القيود المفروضة على مكافحة فيروس كورنا، إلا أن السلطات الصحية في الصين أكدت الخميس أنها دأبت على نشر البيانات "حرصا منها على الانفتاح والشفافية"، وفق تصريحات نقلتها وكالة أنباء الصين الجديدة "شينخوا".
وأعلن المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها الجمعة عن 5515 حالة جديدة فقط ووفاة واحدة. ويبدو أن هذه الأرقام لم تعد تعكس الواقع، لأن الفحوص على نطاق واسع لم تعد مطبقة، واجتمع وفد من منظمة الصحة العالمية مع مسؤولين صينيين الجمعة لمناقشة الارتفاع الهائل في عدد الإصابات بكوفيد-19 في بلادهم، داعيا إياهم إلى مشاركة البيانات في وقتها الفعلي حتى تتمكن الدول الأخرى من الاستجابة بفعالية.
وقالت وكالة الصحة التابعة للأمم المتحدة في بيان إن "اجتماعا رفيعا عقد في 30 كانون الأول/ديسمبر بين منظمة الصحة العالمية والصين بشأن الزيادة الحالية في حالات كوفيد-19، بهدف الحصول على مزيد من المعلومات حول الوضع وتقديم خبرة ودعم من منظمة الصحة العالمية".
وأشار البيان إلى أن "منظمة الصحة العالمية طلبت مجددا المشاركة المنتظمة لبيانات محددة حول الوضع الوبائي، في الوقت الفعلي، بما في ذلك المزيد من البيانات حول التسلسل الجيني وتأثير المرض... والحالات التي تستلزم الدخول إلى المستشفى وإلى وحدات العناية المركزة وكذلك حول الوفيات".
في هذه الأثناء، أعربت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي عن اعتقادها بأن فرض فحوص كوفيد-19 إلزامية على المسافرين الآتين من الصين "غير مبرر"، وقال المركز الأوروبي لمراقبة الأمراض والوقاية منها، إنه لا يعتقد أن ارتفاع عدد الإصابات في الصين سيؤثر على الوضع الوبائي في التكتل "نظرا للمناعة السكانية الأعلى ضمن بلدان الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، إضافة إلى أنه سبق أن ظهرت وتبدلت لاحقا المتحورات المنتشرة حاليا في الصين".
بعد ثلاث سنوات على ظهور أولى حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19 في ووهان (وسط)، ألغت الصين فجأة في السابع من كانون الأول/ديسمبر سياستها الصارمة المعروفة بـ"صفر كوفيد".
وكانت هذه السياسة المعتمدة منذ العام 2020، قد سمحت بحماية السكان إلى حد كبير من الفيروس، بفضل الاختبارات المعممة، والمراقبة الصارمة للتحركات وأيضا للحجر الإلزامي والصحي بمجرد اكتشاف الحالات، غير أن هذه الإجراءات القاسية التي أبقت البلاد معزولة إلى حد كبير عن بقية الكوكب، وجهت ضربة قاسية لثاني أكبر اقتصاد في العالم وأثارت سخطا غير عادي في تشرين الثاني/نوفمبر.
منذ رفع القيود، غصت المستشفيات بالمرضى، وغالبيتهم من كبار السن والضعفاء بسبب عدم التطعيم، في حين يفتقر العديد من الصيدليات إلى أدوية خفض الحمى، أبقت الصين حدودها مغلقة إلى حد كبير أمام الرعايا الأجانب منذ العام 2020.
وأوقفت الدولة إصدار التأشيرات السياحية منذ حوالى ثلاث سنوات، بينما تفرض الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول. وسيتم رفع إجراء الحجر هذا في الثامن من كانون الثاني/يناير، ولكن لا يزال يتعين إجراء اختبار "بي سي آر" قبل 48 ساعة.
ردا على ذلك، أعلنت الولايات المتحدة ودول أخرى بينها إيطاليا واليابان وكوريا الجنوبية، أنها ستفرض إظهار فحوص كوفيد-19 سلبية على جميع الوافدين من البر الرئيسي للصين، وفرضت الحكومة الإسبانية الجمعة على المسافرين الوافدين من الصين إجراء "فحوص" في مطاراتها للتأكد من عدم إصابتهم بكوفيد.
قالت وزيرة الصحة الإسبانية كارولينا دارياس في مؤتمر صحافي إنه سيُطلب من هؤلاء الوافدين "الدليل على أن فحوصهم سلبية (...) أو شهادة تطعيم بالكامل" من دون أن تذكر موعد دخول الإجراء حيز التنفيذ.
وأعلنت الحكومة الفرنسية مساء الجمعة فرض إلزامية إبراز اختبار كوفيد-19 نتيجته سلبية على المسافرين المتجهين إلى فرنسا قبل إقلاعهم من الصين.
في المملكة المتحدة أيضا، أعلنت الحكومة فرض إجراء مماثل على الوافدين من الصين، حسبما أفادت وسائل إعلام بريطانية، وفي دلالة على الانقسامات في أوروبا حول الاستجابة للوضع الجديد في الصين، تطالب ألمانيا من جانبها بمراقبة انتشار متحورات كوفيد-19 في المطارات الأوروبية دون الذهاب إلى حد فرض إجراء اختبارات كورونا، وفي بروكسل، لم يؤد اجتماع غير رسمي عقدته المفوضية الأوروبية، بهدف وضع "نهج منسق" للدول الأعضاء، إلى اتخاذ قرار.
الصحة العالمية
أقرت منظمة الصحة العالمية أن القيود التي فرضتها بعض الدول ردا على تفشي الإصابات بفيروس كورونا في الصين "مفهومة"، وحض رئيس المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس الصين على مزيد من الشفافية المتعلقة بوضع الوباء في البلاد، وجاءت تعليقاته بعد أن انضمت الولايات المتحدة إلى عدة دول في فرض اختبارات كوفيد-19 على المسافرين الوافدين من الصين بعد أن تخلت بكين عن القيود على السفر إلى الخارج رغم زيادة الإصابات، لكن وكالة الصحة في الاتحاد الأوروبي قالت إن مثل هذه الإجراءات غير مبررة في الوقت الحالي في التكتل.
وقال تيدروس على تويتر "من أجل إجراء تقييم شامل للمخاطر لوضع كوفيد-19 على الأرض في الصين، تحتاج منظمة الصحة العالمية إلى مزيد من المعلومات التفصيلية"، وأضاف "في ظل عدم وجود معلومات شاملة من الصين، من المفهوم أن تتصرف الدول في جميع أنحاء العالم بطرق تعتقد أنها قد تحمي شعوبها"، وتابع "ما زلنا نشعر بالقلق إزاء تطور الوضع ونواصل تشجيع الصين على تتبع فيروس كورونا وتطعيم الأشخاص الأكثر عرضة للخطر"، واكتظت المستشفيات في جميع أنحاء الصين في أعقاب قرار رفع القواعد الصارمة التي ساعدت على احتواء الفيروس إلى حد كبير لكنها أضرّت بالاقتصاد وأثارت احتجاجات واسعة النطاق، وقالت الصين هذا الأسبوع إنها ستنهي الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى أراضيها، ما دفع العديد من الصينيين إلى وضع خطط للسفر إلى الخارج، وفي 21 كانون الأول/ديسمبر قال تيدروس للصحافيين إن منظمة الصحة العالمية قلقة بشأن التقارير المتزايدة عن حالات المرض الحادة في الصين، وطالب ببيانات تفصيلية عن حالات المرض الحادة ودخول المستشفيات ومتطلبات العناية المركزة، وقالت لجنة الصحة الوطنية الصينية إنها لن تنشر بعد الآن حصيلة رسمية لوفيات كوفيد-19 اليومية.
أوروبا
اعتبر المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية في بيان أن فرض فحوص كوفيد-19 إلزامية على المسافرين القادمين من الصين "غير مبرر" بالنسبة للاتحاد الأوروبي، مشيرا إلى أن ارتفاع عدد الإصابات في الصين لن يؤثر على الوضع الوبائي في الاتحاد الأوروبي، "نظرا إلى المناعة السكانية الأعلى ضمن بلدان التكتل والمنطقة الاقتصادية الأوروبية".
رغم ازدياد عدد الإصابات بكوفيد-19 الصين، أعربت وكالة الصحة التابعة للاتحاد الأوروبي الخميس عن اعتقادها بأن فرض فحوص كوفيد-19 إلزامية على المسافرين القادمين من الدولة الآسيوية "غير مبرر".
وفرضت الولايات المتحدة وعدة بلدان أخرى فحوص كوفيد-19 إلزامية على المسافرين القادمين من الصين، لكن المركز الأوروبي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها اعتبر في بيان أن هذا النوع من الإجراءات غير ضروري بالنسبة للاتحاد الأوروبي.
ويضغط الارتفاع الكبير في عدد الإصابات على المستشفيات في أنحاء الصين، بعدما قررت بكين رفع القواعد الصحية الصارمة التي تمكنت عبرها من السيطرة على الوباء، لكنها سددت ضربة للاقتصاد، وأثارت احتجاجات واسعة.
وذكرت الصين هذا الأسبوع أنها ستلغي الحجر الإلزامي للقادمين من الخارج، ما دفع العديد من الصينيين للتخطيط للسفر، لكن المركز الأوروبي أفاد بأنه لا يعتقد بأن ارتفاع عدد الإصابات في الصين سيؤثر على الوضع الوبائي في التكتل؛ "نظرا إلى المناعة السكانية الأعلى ضمن بلدان الاتحاد الأوروبي والمنطقة الاقتصادية الأوروبية، إضافة إلى أنه سبق أن ظهرت وتبدلت لاحقا المتحورات المنتشرة حاليا في الصين"، بالتالي، ارتأت الوكالة أن "الفحوص والإجراءات المرتبطة بالسفر بالنسبة للقادمين من الصين غير مبررة".
وأضافت أن عدد الإصابات القادمة من الخارج "منخفضة" مقارنة مع الأعداد المسجّلة محليا يوميا، والتي يمكن للأنظمة الصحية "حاليا التعامل معها"، وفي هذا السياق، أعلنت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني الخميس أن الفحوص التي أجرتها بلادها للقادمين من الصين لم تكشف عن أي متحورات جديدة لفيروس كورونا، وذلك بعد يوم من فرضها.
وأكدت ميلوني أن الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بكوفيد-19 يحملون "متحورات أوميكرون الموجودة أساسا في إيطاليا"، لكنها لفتت في الوقت ذاته إلى أن الفحوص ستكون أقل فعالية على الأرجح إذا فرضها كل بلد أوروبي على حدة، إذ إنها تقتصر على القادمين على متن رحلات مباشرة من الصين.
وذكرت أن وزير الصحة الإيطالي أورازيو سكيلاتشي سيضغط على الاتحاد الأوروبي لإجراء فحوص على مستوى التكتل. وأوضح الوزير بدوره أن فحص القادمين "ضروري لضمان مراقبة، والتعرف على أي متحورات للفيروس من أجل حماية سكان إيطاليا".
وعقدت المفوضية الأوروبية اجتماعا للجنة الأمن الصحي التابعة للاتحاد الأوروبي الخميس، لمناقشة الإجراءات المحتملة، وقال ناطق باسم المفوضية لوكالة الأنباء الفرنسية: "من الضروري أن يتحرّك الاتحاد الأوروبي بشكل موحد ومنسق حيال أي إجراءات صحية عامة ممكنة في ضوء الوضع في الصين"، وأضاف أن المفوضية "ستواصل تسهيل المحادثات بين الدول الأعضاء".
الكوابيس الأولى
تشهد الصين حاليا ارتفاعا حادا في عدد حالات الإصابة بفيروس كورونا مثيرة بذلك قلق ظهور متحورات أخرى فرعية جديدة. وفي الوقت الذي أعلنت فيه السلطات الصينية الإثنين انتهاء الحجر الصحي الإلزامي عند الوصول إلى البلاد، هل يمكن لهذه الموجة الجديدة أن تغير الوضع الحالي للوباء خارج الحدود الصينية؟
بشكل مفاجئ، أزاحت الصين آخر عقبة لسياسة "صفر كوفيد" ومعظم التدابير الصحية الصارمة بالبلاد في السابع من كانون الأول/ديسمبر، وألغت السلطات الصحية معظم القيود السارية منذ 2020. كما أعلنت انتهاء الحجر الصحي الإجباري عند دخول أراضيها، اعتبارا من 8 كانون الثاني/يناير مع تقديم اختبار سلبي في غضون 48 ساعة.
فبعد ثلاث سنوات من العزلة، أدخل قرار بكين إلغاء الحجر الصحي للوافدين من الخارج البهجة إلى قلوب الصينيين الذين تهافتوا على حجز تذاكر السفر.
لكن، وفي ظل التفشي الهائل للعدوى في البلاد، أثار هذا الإعلان قلقا كبيرا في العالم، ليُطرح السؤال: هل يمكن أن يكون لموجة كوفيد-19 التي تشهدها الصين حاليا تداعيات صحية خارج حدودها؟
نقلت العديد من وسائل الإعلام الأمريكية، بما فيها صحيفة الفاينانشل تايمز، عن نائب مدير المركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية قوله إن 250 مليون شخص أصيبوا في الصين منذ الأول من كانون الأول/ديسمبر، أي ما يعادل 18٪ من إجمالي السكان. وهو عدد غير مؤكد رسميا ويستحيل التحقق منه – فقد أوقفت السلطات الصحية المحلية اختبارات الفحص الإجباري ونشر أي إحصاءات بشأن الوباء - لكن هناك أيضا شهادات عديدة كشفت عن اكتظاظ المستشفيات ومحارق الجثث وأكدت مدى تأثير موجة هذه العدوى في السكان.
وبغية شرح هذا الوضع، يقدم المتخصصون عدة عوامل مؤثرة: التحصين الجماعي مثلا، إذ أن جزءا كبيرا من السكان لم يصيبوا بكوفيد-19 مطلقا وبالتالي ليسوا محصنين ضده بشكل طبيعي. بالإضافة إلى ذلك، يوضح أنطوان فلاهولت، الباحث في علم الأوبئة بجامعة جنيف في سويسرا، أن "نسبة تطعيم المسنين والضعفاء قليلة أو سيئة: 60٪ ممن تجاوزوا الثمانين حصلوا على جرعتين فقط أو أقل". بينما تُظهر العديد من الدراسات أن اللقاحات الصينية، المستخدمة حصريا في جميع أنحاء البلاد، تصبح فعالة عند الجرعة الثالثة.
ويشير الباحث بجامعة جنيف أن "المتحور الفرعي BF.7 من سلالة أوميكرون، يعد المسؤول الرئيسي عن هذه الموجة". وكان هذا المتحور قد تم اكتشافه لأول مرة في آذار/مارس الماضي في بلجيكا ثم رُصد أيضا في فرنسا وفي الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وكذلك في ألمانيا، وقد يكون شديد العدوى.
ويتابع الباحث: "يفترض أن يكون لمتحور BF.7 معدل R0 (معدل تكاثر الفيروس) من 10 إلى 18.6. أي أنه يمكن للشخص المصاب أن ينقل الفيروس بمتوسط يتراوح ما بين 10 إلى 18.6 أفراد آخرين، مقارنة بمتوسط نقل أوميكرون الذي يبلغ 5.08"... "لذلك يعتبر سلالة شديدة العدوى في ظل الظروف الحالية المتمثلة في ضعف المناعة لدى الصينيين"، ويمثل متحور BF.7، نسبة 0.99 بالمئة فقط من عمليات التسلسل المكتشفة في فرنسا بحسب أداة كوف سبيكتروم Cov-Spectrum و1.5 في المئة من الإصابات في الولايات المتحدة.
من جهته، أكد ميرسيا سوفونيا، وهو محاضر في علم الأوبئة بجامعة مونبيلييه الفرنسية أنه "يمكن لهذه النسبة أن ترتفع فعلا... لكن هذا الأمر غير مقلق. لقد عانت أوروبا من عدة موجات كوفيد-19 لها علاقة بأوميكرون ونحن أفضل من حيث المناعة المكتسبة. لذلك قررنا الآن التعايش مع الفيروس".
صحيح أن التباين بين الدول بشأن الوسائل المتوفرة لمواجهة فيروس كورونا، بالإضافة إلى قدراتها الاقتصادية وعدد سكانها وغيرها من العوامل الأخرى، باتت مهمة للغاية من أجل التصدي للفيروس. فكيف هو الحال بالنسبة للبلدان العربية عامة وهل هي جاهزة لجائحة كوفيد جديدة؟
تباين في الإمكانيات والوسائل
تعود إلى الأذهان كوارث ما خلفته جائحة كوفيد-19 في عامها الأول. فلا أنظمة الرعاية الصحية في أوروبا ولا الولايات المتحدة ولا غالبية الدول المتقدمة استطاعت التصدي للفيروس وشراسته، ناهيك عن الأنظمة الصحية في العالم العربي التي تعتبر أقل تطورا، نتيجة انخفاض مؤشرات التنمية الصحية في أغلب الدول التي تشكله، بالإضافة إلى معاناة معظمها من دوامة الأوضاع الأمنية والسياسية والاقتصادية المتردية.
وتعرف الدول العربية تباينا كبيرا فيما بينها وتعاني من مشاكل تمثل عوائق كبيرة بالنسبة لها، خصوصا في الإمكانيات الطبية والميزانيات المخصصة لقطاع الصحة عامة لتوفير أو ترميم المستشفيات بمختلف التخصصات ومرافق الطوارئ وغيرها.
وتوضح مؤشرات عالمية أن دول الخليج مثلا تحتل مراتب متقدمة عالميا من حيث جودة الرعاية الصحية. هناك أيضا دول أخرى تتمتع بإمكانيات طبية مقبولة كتونس والمغرب والجزائر ولبنان والأردن.
بالمقابل، تعاني دول أخرى كاليمن والصومال وجزر القمر وجيبوتي وموريتانيا والسودان وسوريا التي صنفت ضمن أسوأ بلدان العالم في نظام الرعاية الصحية، نظرا للحروب وانعدام البنى التحتية الطبية والانهيار الاقتصادي وسوء التسيير والتي تحتل الفئة الأدنى عالميا ضمن مؤشرات التنمية الصحية في العالم.
وفيما يخص التعامل مع الفيروس، هناك بعض الدول العربية التي قررت أن تتعامل معه بمرونة مثل الدول الخليجية. ففي تصنيف بلومبرغ مثلا تحتل الإمارات العربية المتحدة المرتبة الأولى لمرونة تعاملها مع الوباء، وهو التصنيف الذي يضم 53 دولة بناء على 12 مؤشرا، مثل جودة الرعاية الصحية ومعدل الوفيات من الفيروس وإعادة فتح السفر، وغيرها. ولكن في ظل الجائحة التي تمر بها الصين هل ستبقى هذه البلدان على نفس السياسية؟
الخوف من متحورات جديدة
إن التوجس الأكبر بالنسبة للأخصائييْن المذكورين، لا يأتي من متحور BF.7 وإنما من ظهور متحور جديد ناتج عن تفشي هذا الوباء في الصين. ويقول المحاضر في علم الأوبئة بجامعة مونبيلييه ميرسيا سوفونيا إن "كل إصابة تعتبر فرصة للفيروس للتحور وبالتالي احتمال ظهور متحور أو متحور فرعي جديد لكوفيد-19".
وفي السياق نفسه يؤكد الباحث أنطوان فلاهولت: "يجب أن نستعد لذلك... فالخطر بديهي، كون الفيروس منتشر في بلد يبلغ عدد سكانه 1.4 مليار نسمة ووسط سكان ذوي مناعة ضئيلة". وأضاف: "الفرضية الأكثر احتمالا على المدى القصير، هي أنه في حال ظهر متغير فرعي من سلالة أوميكرون مثل BF.7، فسيضاف فقط إلى قائمة المتحورات الموجودة وبالتأكيد لن يشكل خطرا حقيقيا على السكان الغربيين ذوي المناعة القوية"، وحذر الباحث في الوقت ذاته من أن "الخوف الحقيقي هو ظهور متحور بعيد عن سلالة أوميكرون الذي قد يفلت من مناعتنا الطبيعية والمكتسبة عن طريق اللقاح".
للتذكير، لكي يستطيع أي متحور جديد فرض نفسه يجب أن يكون أكثر عدوى من سابقه، مثلما كان الأمر بالنسبة لأوميكرون ودلتا ويجب أن يتمتع أيضا بقابلية الإفلات من المناعة، وتابع أنطوان فلاهولت قائلا: "يجب أن تتوقع الصين المرور بعدة موجات متتالية مثلما حدث في الدول الغربية"، مؤكدا: "على أي حال، فإن ظهور متحورات جديدة أكثر قابلية للانتقال وربما أكثر خطورة يجب أن يظل شغلنا الشاغل حيثما كنا لنبقى حذرين وعلى أتم الاستعداد لأي طارئ".
من جهة أخرى، وإلى جانب هذا التهديد، سيكون للوضع الصحي العالمي تداعيات اقتصادية بما في ذلك تباطؤ سلاسل الإنتاج في دولة تعدّ مصنعا للعالم، كما كان الحال في العام 2020. أما القلق الأكبر فقد يأتي من قرار السلطات الصينية التحكم في إنتاج بعض شركات الأدوية، الأمر الذي قد يؤدي أيضا إلى تفاقم معضلة النقص في الأدوية الذي تعاني منه العديد من الدول الغربية هذا الشتاء.
للتذكير في العام 2020، كانت الصين وحدها تضم 50 في المئة من الإنتاج العالمي لمادة الباراسيتامول.
إعادة المراقبة على الحدود وتعزيزها؟
ومن أجل صد القلق الناجم عن إعادة فتح الصين لحدودها، قررت كل من الهند واليابان المجاورتين فرض اختبارات على المسافرين القادمين من الصين إلى أراضيهما. وقال مسؤولون إن الولايات المتحدة "تدرس اتخاذ إجراء مماثل".
ويؤيد أنطوان فلاهولت مثل هذا الإجراء في أوروبا ويقول: "على منطقة شنغن بأكملها إعادة المراقبة الصحية بسرعة على حدودها وإلزام الفحص من أجل معرفة سلالات الفيروسات وتحديدها عند جميع المسافرين القادمين من الصين. وهي الطريقة الأنجع التي ستسمح لنا بالتعرف مبكرا على مختلف المتحورات التي نخشاها. وبالتالي نستبق الأحداث ونقدم أفضل إجابة أو إجراء لذلك".
من جانبه يحث ميرسيا سوفونيا، قبل كل شيء، الجميع على مواصلة التباعد الاجتماعي قائلا: "يجب ألا ننسى أن الصينيين هم أول ضحايا هذا الوضع... استراتيجية صفر كوفيد لم تكن بالأمر الهين واليوم يدفعون ثمن التخلص المفاجئ منها ومن دون أي جاهزية. سيتعين على حكومتهم إيجاد الحلول بسرعة لتجنب كارثة صحية".
هذا، وقد نشرت مؤخرا صحف عالمية عديدة مقالات بهذا الشأن، على غرار الصحيفة البريطانية "ديلي ميل" التي حذرت العالم في تقرير تقول إنه يستند على آراء خبراء ومختصين في مكافحة فيروس كورونا، من أن العدوى الشديدة التي تشهدها الصين حاليا قد تعيد بقية العالم إلى الكوابيس الأولى في مكافحة الوباء.
نصف مليون إصابة يوميا
قالت السلطات الصحية الصينية إن مدينة تسينغتاو تشهد تسجيل نحو نصف مليون إصابة بفيروس كورونا يوميا. ويعد هذا الرقم اعترافا نادرا من بكين بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس واقع حجم الانتشار الجديد للوباء. وتخلت الصين مطلع الشهر الجاري عن أهم قيود سياسية "صفر كوفيد" لاحتواء الوباء ما جعل الأسواق تشهد نقصا في أدوية خفض الحرارة والاختبارات الذاتية بسبب تزايد الطلب.
نصف مليون إصابة بفيروس كورونا تسجل يوميا في مدينة تسينغتاو، هذا ما أقر به مسؤول صيني اعتراف نادر بأن الإحصاءات الرسمية لا تعكس واقع حجم الانتشار الجديد للوباء، وبسبب تزياد استياء السكان، تخلت الصين مطلع الشهر الجاري عن الركائز الأساسية لسياسة "صفر كوفيد" لاحتواء الوباء، وألغت إجراءات الإغلاق والفحوص والحجر وقيود السفر التي تؤثر كلها على الاقتصاد الصيني.
ومنذ ذلك الحين، تفشى الوباء في الصين وتُرك جزء كبير من السكان لتدبر أمورهم بأنفسهم بينما تواجه الأسواق نقصا في أدوية خفض الحرارة والاختبارات الذاتية بسبب تزايد الطلب، وتكافح المدن في جميع أنحاء الصين للحد من ارتفاع الإصابات الذي أدى إلى إفراغ رفوف الصيدليات وامتلاء غرف المستشفيات وكذلك مراكز إحراق الجثث.
لكن إلغاء الفحوص الإلزامية جعل من شبه المستحيل تقدير أعداد الإصابات بينما غيرت السلطات منهجها في إحصاء الوفيات. وباتت حصيلة الوفيات لا تشمل سوى الأشخاص الذين ماتوا بسبب فشل الجهاز التنفسي المرتبط بكوفيد-19 مباشرة.
ويرى خبراء أن هذه الخطوة تهدف إلى خفض عدد الوفيات الناجمة عن فيروس كورونا، وفي تسينغداو في شرق البلاد، نقلت واحدة من وسائل الإعلام التي يديرها الحزب الشيوعي الحاكم الجمعة، عن مدير الصحة في البلدية قوله إن المدينة الواقعة في شرق البلاد تشهد "بين 490 ألفا و530 ألف" إصابة جديدة بكوفيد يوميا.
عدوى سريعة
قال بو تاو الذي نشرت تصريحاته في المقال إن المدينة الساحلية التي يبلغ عدد سكانها نحو عشرة ملايين نسمة تشهد "مرحلة انتشار سريع للعدوى قبل اقترابها من الذروة". وأضاف المسؤول نفسه أنه من المتوقع أن يتسارع معدل الإصابة بنسبة 10 بالمئة أخرى خلال عطلة نهاية الأسبوع/ وتناقلت وسائل إعلام عديدة أخرى المقال الذي تم تعديله صباح السبت لإزالة الأرقام منه، وأعلنت وزارة الصحة الصينية السبت أن 4103 إصابات جديدة سجلت الجمعة في جميع أنحاء البلاد لكن ليست هناك وفيات.
في شاندونغ المقاطعة التي تقع فيها تسينغداو، لم تتحدث السلطات رسميا سوى عن 31 إصابة محلية جديدة/ وتفرض الحكومة الصينية قيودا صارمة على وسائل الإعلام، مع رقابة شديدة على الإنترنت لإزالة أي محتوى حساس سياسيا.
وقللت معظم وسائل الإعلام الحكومية من خطورة الموجة الجديدة لكوفيد. وبدلاً من ذلك وصفت تغيير سياسة "صفر كوفيد" بأنه منطقي ومدروس، وتحدثت وسائل إعلام عن نقص في الأدوية وضغط على المستشفيات لكن التقديرات المتعلقة بالعدد الفعلي للإصابات تبقى نادرة، وتوقعت حكومة مقاطعة جيانغشي (شرق) في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي الجمعة أن يصاب ثمانون بالمئة من سكانها - أي نحو 36 مليون شخص بالفيروس حتى آذار/مارس، وأضافت أن أكثر من 18 ألف مصاب بكوفيد تم إدخالهم إلى المستشفيات الكبرى في المقاطعة في الأسبوعين الأخيرين حتى الخميس، بما في ذلك نحو 500 حالة خطيرة ولكن لم تسجل وفيات.
فصل الشتاء
تعاني الصين حاليا من أول موجة لتفشي فيروس كورونا لهذا الشتاء، وأمام هذا الوضع لزم سكان المدن منازلهم، وبدت الشوارع التي تعج عادة بالمارة فارغة. وتثير الاحتفالات المرتقبة برأس السنة الصينية مخاوف من تفشٍ أوسع للمرض بفعل اعتياد السكان السفر إلى مساقط رؤوسهم لقضاء العطلة.
أمام زيادة حالات الإصابة بفيروس كورونا التي ضربت المراكز الحضرية من شمال الصين إلى جنوبها، بدت شوارع المدن الرئيسية هادئة بشكل مخيف الأحد إذ بقي الناس في منازلهم لحماية أنفسهم من تفشي الوباء.
وتكافح الصين حاليا أول موجة من ثلاث موجات متوقعة لتفشي كوفيد-19 هذا الشتاء وفقا لكبير علماء الأوبئة في البلاد وو تسونيو، ويمكن أن تتضاعف الحالات في جميع أنحاء البلاد إذا اتبع الناس أنماط السفر المعتادة للعودة إلى مساقط رؤوسهم لقضاء عطلة رأس السنة القمرية الشهر المقبل.
ولم تبلغ الصين رسميا حتى الآن عن أي وفيات بسبب كوفيد منذ السابع من كانون الأول/ديسمبر، عندما أنهت البلاد فجأة معظم القيود الرئيسية لسياسة (صفر كوفيد) بعد احتجاجات عامة غير مسبوقة ضدها. ودافع الرئيس شي جينبينغ عن الاستراتيجية.
وفي إطار تخفيف القيود، لم تعد تجرى الفحوص الجماعية للكشف عن الفيروس، مما يلقي بظلال من الشك على ما إذا كانت أرقام الحالات المسجلة رسميا تعكس حقيقة تفشي المرض. وسجلت الصين حوالي 2097 إصابة جديدة بكوفيد السبت.
وفي بكين، أثر تفشي متحور أوميكرون سريع الانتشار بالفعل على الخدمات من تقديم الطعام إلى تسليم الطرود. كما تكافح دور الجنائز ومحارق الجثث في جميع أنحاء المدينة التي يبلغ عدد سكانها 22 مليونا لمواكبة الطلب، وأظهرت منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي أيضا محطات مترو الأنفاق خالية في مدينة شيان في شمال غرب الصين.
وقال أحد السكان على الإنترنت إن الشوارع في تشنغدو مهجورة لكن أوقات توصيل الطعام تتحسن بعد أن بدأت الخدمات في التكيف مع الزيادة الأخيرة في الحالات، وفي شنغهاي، قالت السلطات إنه يتعين على المدارس نقل معظم الفصول الدراسية عبر الإنترنت.
اضف تعليق