بينما تتزايد بشكل مفزع أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، ويخضع نحو مليار شخص لعزلة إجبارية بمنازلهم، تأتي أخبار سارة عن لقاح وعلاج الفيروس المستجد من ألمانيا وفرنسا، ومحاول تجريبية في أمريكا ولقاحات أخرى في روسيا، لكن حتى الان لا يوجد علاج لفيروس الكورونا...
بينما تتزايد بشكل مفزع أعداد المصابين بفيروس كورونا حول العالم، ويخضع نحو مليار شخص لعزلة إجبارية بمنازلهم، تأتي أخبار سارة عن لقاح وعلاج الفيروس المستجد من ألمانيا وفرنسا، ومحاول تجريبية في أمريكا ولقاحات أخرى في روسيا، لكن حتى الان لا يوجد علاج لفيروس الكورونا، إلا أن الباحثين حول العالم متفقين على أن اللقاح أهم من العلاج وأفضل منه، إلا أن اكتشاف لقاح لهذا الفيروس من شأنه أن يأخذ على الأقل سنة واحدة.
في المقابل، تعمل بعض شركات الأدوية على إيجاد علاج لفيروس الكورونا المستجد، والذي من شأنه أن يشفي العديد من المرضى، إلا أن القيام بهذا الامر من شأنه أن يأخذ مدة زمنية لا تقل عن ستة أشهر أيضًا.
بشكل عام هناك طريقتين لعلاج العدوى الفيروسية، وذلك وفقًا للعلماء، واحدة من هذه الطرق تكمن في العثور على جزيئات صغيرة تساعد في وقف تكاثر الفيروس، إلا أن نسبة الفشل هنا كبيرة جدًا.
أما الطريقة الثانية، هي استخدام نفس الطرق والأدوات التي يستخدمها جسم الإنسان، وهي الأجسام المضادة، والتي تعمل على محاربة الفيروس.
جسم الإنسان قد يحتاج إلى أسبوعين من وقت دخول الفيروس إليه حتى يتمكن من انتاج كمية مناسبة من الأجسام المضادة لمحاربة الفيروس، بالتالي العمل على تصنيع مثل هذه الأجسام المضادة من شأنه أن يقلل من هذه الفترة ويزيد من مكافحة الجسم للمرض.
بدورها كانت قد بدأت جامعة Fudan University في الصين بتجربة أجسام مضادة في عام 2002 وذلك عندما انتشر فيروس الكورونا للمرة الأولى، لكن أوضح الباحثون أن تصنيع كمية كافية من الأجسام المضادة قد يحتاج بعض الوقت، ويجب تطبيقها على الحيوانات أولًا.
السؤال الأهم الان إلى أين وصلت الجهود لتوفير هذه العلاجات الطبية لإنقاذ أرواح الملايين من البشر، متى سيتوفر لقاح مضاد لفيروس كورونا؟
تتواصل الأبحاث في هذا الصدد بسرعة فائقة، وثمة أكثر من 20 لقاحا في طور العمل على تطويرها، وقد وصل أحد هذه اللقاحات إلى مرحلة الاختبار على البشر بعد أن اجتاز مرحلة التجارب على الحيوان، حيث تُجرى عمليات اختبار مدى كفاءته وتأثيره على البشر فضلا عن مدى سلامة استخدامه بالنسبة إليهم، ويعمل علماء آخرون في بحوث على لقاحات ما زالت ضمن مرحلة اختبارها باستخدام الحيوانات، ويأملون في اختبار نتائجها على البشر في وقت لاحق هذا العام، بيد أنه حتى لو احتفل العلماء بتطوير لقاح هذا العام، سيظل هناك عمل هائل من أجل إنتاج كميات كبيرة منه.
ويعني هذا الأمر من الناحية الواقعية أنه لن يكون ثمة لقاح جاهز للاستخدام حتى منتصف العام المقبل على الأقل، يضاف إلى ذلك، أن كل ذلك يحدث بسرعة ضمن سقف زمني غير مسبوق وباستخدام طرق جديدة للتوصل إلى لقاح للفيروس، لذا ليس ثمة ضمانات في أن يسير كل شيء على ما يرام وبسلاسة، و لاننسى هنا أن ثمة أربعة أنواع من فيروس كورونا تنتشر حاليا بين البشر، وتتسبب بأعراض نزلة البرد المعتادة وليس لدينا أي لقاحات ضدها، هل ستحمي الناس في كل الأعمار، ستكون أقل نجاحا لدى كبار السن. وهذا أمر يتعذر تجنبه في الغالب، و لا يرجع ذلك إلى اللقاح نفسه بل إلى نظام المناعة لدى كبار السن الذي لا يستجيب أيضا لعملية التحصين. ونرى ذلك كل عام عند استخدام حقنة لقاح الإنفلونزا.
هل ستكون هناك أعراض جانبية؟، لكل الأدوية، بما فيها مسكنات الألم العادية، أضرار جانبية، بيد أنه من الاستحالة بمكان معرفة ما قد تكون عليه أضرار اللقاح التجريبي الجانبية من دون إجراء تجارب سريرية في المستشفيات والعيادات لاختباره، وهذا موضوع تحرص الجهات الرقابية الصحية على متابعته عن قرب.
من سيحصل على اللقاح؟، إذا نجحت عملية تطوير اللقاح فسيكون هناك تجهيز محدود له في المراحل الأولية على الأقل، لذا من المهم أن يكون هناك جدول أولويات في توزيعه، وسيكون العاملون في حقل الرعاية الصحية المعرضون للاتصال المباشر مع المرضى المصابين بفيروس كوفيد- 19 في مقدمة القائمة.
ويتسبب المرض بأكبر وفيات بين كبار السن لذا ستعطى أولوية لهم أيضا في الحصول على اللقاح إذا كان مؤثرا في تحفيز أنظمة المناعة لديهم بعد اختباره على جماعات المسنين. على الرغم من أنه سيكون من الأفضل تلقيح أولئك الذين يعيشون مع كبار السن ويعتنون بهم بدلا من ذلك، ماذا بشأن الأدوية؟
يحاول الأطباء إجراء اختبارات على الأدوية المضادة للفيروسات لاكتشاف مدى قدرتها على التأثير على فيروس كورونا، ويتسارع العمل في هذا النوع من التجارب والبحوث لأننا نعرف أنها آمنة الاستخدام بالنسبة للبشر وسبق اختبارها عليهم.
وتجرى هذه التجارب في مستشفيات بلدان تضررت من تفشي الفيروس، ولكن في فبراير/شباط قال الدكتور بروس أيلوارد من منظمة الصحة العالمية " ثمة دواء واحد حتى الآن نعتقد أنه ربما يكون له تأثير حقيقي وهو 'remdesivir'"، وقد طُور هذا الدواء في الأصل كعلاج لمرض إيبولا، ولكن يبدو أن له قدرة على القضاء على عدد كبير من الفيروسات الأخرى. ولكننا ما زلنا ننتظر نتائج الاختبارات في هذا الصدد، وكان هناك الكثير من الآمال في أن يكون اثنان من أدوية علاج مرض الإيدز "opinavir L" و "itonavir R" فعّالين في علاج فيروس كورونا، لكن نتائج الاختبارات جاءت مخيبة للآمال.
إذ لم يُعززا عمليات التشافي من المرض أو تقليل الوفيات أو تخفيض مستويات الإصابة بالمرض لدى المرضى المصابين بفيروس كوفيد - 19، مع الأخذ بالاعتبار أن التجارب أُجريت على مرضى في حالات متقدمة من المرض (توفي ربعهم) وربما كانوا في مراحل متأخرة جدا من الإصابة يصعب أن يؤثر فيها العلاج، وثمة المزيد من الاهتمام باستخدام الدواء القديم والرخيص المضاد للملاريا المسمى "hloroquine C". وأظهرت تجارب مختبرية أنه قادر على قتل الفيروس، لكننا أيضا ننتظر النتائج بعد إعطائه للمصابين. وتجري هذه التجارب العلاجية في الولايات المتحدة وبلدان أخرى.
ما الذي نفعله حتى توفر لقاح أو علاج للفيروس؟، يقي اللقاح من الإصابة بالمرض، لكن أفضل طريقة وقاية في الوقت الراهن هي النظافة والتعقيم، وإذا أُصبت بفيروس كورونا، وهذه الإصابة تكون معتدلة بالنسبة لمعظم الناس ويمكن علاجها في المنزل بالتزام الراحة التامة في السرير والباراسيتمول وشرب الكثير من السوائل. ولكن قد تتطور لدى بعض المصابين حالات أكثر شدة من المرض عندها يصبح لزاما علاجهم في المستشفى.
كيف نصنع اللقاح؟، تُصنع اللقاحات من فيروسات أو بكتريا (مُضعّفة) أو أجزاء صغيرة منها. يُعرّض الجهاز المناعي للجسم لها، فتتعرف أنظمته الدفاعية عليها بوصفها أجساما غريبة تغزو الجسم وتتعلم كيفية مقاومتها والقضاء عليها.
وفي أعقاب ذلك، إذا تعرض الجسم إلى إصابة حقيقية من النوع نفسه، فهو يعرف كيفية التصدي لها والقضاء عليها، وكانت الطريقة الأساسية لإنتاج اللقاحات لعقود هي باستخدام فيروسات أصلية.
فاللقاح الفيروسي الثلاثي ضد أمراض الحصبة والحصبة الألمانية والنكاف (أم أم أر) صُنع باستخدام نسخ مضعفة من هذه الفيروسات لا يمكن أن تتسبب في إصابة كبيرة، أما في لقاح الإنفلونزا الموسمية فتؤخذ العترات الرئيسية من الفيروسات المسببة للإنفلونزا ويُعطل عملها تماما قبل حقنها في الجسم لتحفيز مناعته ضدها.
ويعتمد العمل على إنتاج لقاح لفيروس كورونا المستجد على طرق جديدة، لم تُختبر بشكل واسع، وتُعرف بلقاحات "التوصيل والتشغيل"، ولأننا نعرف الشفرة الوراثية لفيروس كورونا المستجد أو سارس- كوف- 2 ، نمتلك المخطط الكامل لبناء هذا الفيروس.
وقام بعض العلماء برفع أجزاء صغيرة من الشفرة الوراثية لفيروس كورونا ووضعها في فيروسات أخرى غير مضرة تماما، ويُمكننا الآن أن نتسبب في "إصابة" شخص ما بهذا النوع من الفيروسات غير المضرة، وهذا ما سيمنحه، نظريا، مناعة ضد عدوى الإصابة.
وتستخدم جماعات أخرى قطع من شفرة وراثية خام، إمّا حمض نووي ريبوزي (أر أن أيه) أو حمض نووي ريبوزي منقوص الأوكسجين (دي أن أيه)، والتي حالما تحقن في الجسم ينبغي أن تبدأ في إنتاج جزيئات من بروتينات فيروسية سيتعلم الجهاز المناعي للجسم كيفية مكافحتها والقضاء عليها.
لقاح كورونا.. أنباء سارة من ألمانيا وفرنسا وترامب يتحدث عن عقارين يمكن أن يُحدثا تحولا
فقد قال رئيس شركة كورفاك الألمانية بالإنابة فرانتس فارنر هاس (Franz Werner Haas) إن عشرات الآلاف من المصابين بكورونا من الممكن أن يحصلوا على لقاح للفيروس الخريف القادم، وأضاف أنه بعد "التقدم الذي أحرزه علماء الشركة، فإن التجارب السريرية لهذا اللقاح ستنطلق الصيف القادم".
وأكد هاس أنه إذا وافقت السلطات الألمانية فسنبدأ في الإنتاج، مضيفا أن لدى شركته قدرة إنتاجية تتروح بين 200 و400 مليون جرعة لقاح لفيروس كورونا في العام الواحد، وقال مدير مكتب الجزيرة في ألمانيا عيسى الطيبي إن هاس أكد أيضا أن التطيعم الألماني للفيروس سيكون هو الأمثل في العالم.
وأضاف الطيبي أن أكبر مالك للأسهم في شركة كورفاك الألمانية قال في حوار صحفي جديد إن شركته تلقت دعما كبيرا من الاتحاد الأوروبي، وإنه نتيجة لذلك أصبح بإمكانها أن تثبت للبشرية قدرتها على إنتاج ملايين الجرعات من اللقاح للعالم.
تجارب واعدة بفرنسا
وكشف البروفسور الفرنسي ديدييه راؤول مدير المعهد الاستشفائي الجامعي في مرسيليا خلال تجربة سريرية، فعالية َعقار هيدروكسي كلوروكوين المستخدم لعلاج الملاريا في شفاء المصابين بفيروس كورونا "كوفيد-19".
وأظهرت الدراسة الفرنسية التي كشف عنها راؤول، شفاء جميع المصابين بكورونا بعد علاجهم على مدى ستة أيام متواصلة بعقار هيدروكسي كلوروكوين والمضاد الحيوي أزيثروميسين معا، وقالت الدراسة إن علاج هيدروكسى كلوروكوين يمنع تكاثر الفيروس في جسم الإنسان، ويعمل على خفض واختفاء العدوى الفيروسية لدى مرضى "كوفيد-19"، وأضافت أن تأثير هذا العقار يعززه عقار أزيثروميسين الذي يسرع في شفاء المرضى.
وخلال مقابلة تلفزيونية، دعا البروفسور الفرنسي ديدييه راؤول إلى مزيد من التجارب على هذا العقار الذي قال إنه قد يساهم في التحكم في انتشار كورونا، وقال مراسل الجزيرة في فرنسا إن راؤول أكد أن ثلاثة أرباع الذين خضعوا للعلاج بذلك العقار تعافوا، وإن الذين رفضوا استخدامه بقوا مرضى، ونقل عن مدير الصحة في وزارة الصحة الفرنسية قوله إن السلطات الفرنسية ترحب بهذه الدراسات والأبحاث، وإنها طلبت من هيئة مختصة في الوزارة التدقيق فيها أكثر، كما نقل أيضا عن المتحدثة باسم الحكومة الفرنسية قولها إن فرنسا ترحب بجميع الدارسات، وأشار إلى أنها مع ذلك بدت متحفظة حين قالت إنه لا توجد حتى الآن معلومات علمية لكي نعتمد مثل هذا البرتوكول، وأضاف أن دكاترة وباحثين آخرين تحفظوا أيضا على الدراسة، وأكدوا أنه لا بد من معرفة التداعيات التي قد يخلفها استخدام المصابين للعقار، خاصة إذا اضطر المريض لأخذ جرعات كثيرة.
في حين قال المستشار الطبي في جامعة "ستانفورد" جريجوري ريجانو إن دراسة أجريت في فرنسا من قبل ألمع الأطباء المتخصصين في الأمراض المعدية أكدت فاعلية َعقار هيدروكسي كلوروكوين" المستخدم لعلاج الملاريا في علاج كورونا. وأكد ريجانو في مقابلة مع شبكة فوكس نيوز الأميركية أن نسبة شفاء من خضعوا للتجارب بلغت 100%، من جانبه قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تغريدة جديدة إن هناك فرصة حقيقية لعقاري "هيدرو-كسيكلوروكين" و"أزيتروميسين" لإحداث أبرز تحوّل في تاريخ الطب.
وفي موسكو، أعلن رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين أن علماء بلده يختبرون حاليا 6 لقاحات مضادة لفيروس كورونا "كوفيد-19"، وقال ميشوستين، في كلمة ألقاها أمس الجمعة، خلال جلسة للمجلس التنسيقي الحكومي لمكافحة انتشار كورونا "نأمل أن يتم تأكيد فعاليتها (اللقاحات) قريبا"، بحسب قناة روسيا اليوم.
وأضاف ميشوستين"تجري حاليا في روسيا اختبارات لستة أدوية من هذا النوع، وعلماؤنا طوّروها خلال وقت وجيز جدا، في شهرين فقط، من خلال استخدام الابتكارات المتوفرة وأحدث التكنولوجيا البيولوجية"، وكانت الهيئة الاتحادية لمراقبة حقوق المستهلك في روسيا قالت الجمعة إن العلماء الروس بدؤوا تجربة نماذج أولية للقاحات محتملة لفيروس كورونا على حيوانات بمختبر في سيبيريا، مضيفة أن العلماء يتوقعون البدء في طرح لقاح في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2020.
وذكر مركز فيكتور لعلم الفيروسات والتكنولوجيا الحيوية بروسيا أنه طوّر نماذج لقاحات استنادا إلى ستة مفاهيم تكنولوجية مختلفة، وبدؤوا التجارب يوم الاثنين، أما مدير المعهد الروسي لأبحاث الإنفلونزا التابع لوزارة الصحة الروسية دميتري ليوزنوف فقال إن إنتاج لقاح لكورونا قد يستغرق من سنة ونصف السنة إلى 3 سنوات، موضحا أن العملية الأسرع في هذه السلسلة هي فكرة إعداد اللقاح، ومن ثم تبدأ عملية طويلة للدراسات على الحالات السريرية لحيوانات، ثم يكون البحث الفعلي على المتطوعين الأصحاء، علاج تجريبي في أميركا، من جهتها، ذكرت قناة "أن بي سي" الأميركية أن علاجا تجريبيا لفيروس كورونا باستخدام دواء مضاد للفيروسات أظهر علامات تحسن واضحة على مريضين على الأقل في الولايات المتحدة خلال 24 ساعة، وأضافت القناة أن العلاج التجريبي الذي استُخدم سابقا لمعالجة مصابين في مدينة ووهان في الصين، يُعتقد أنه يمنع كورونا من التكاثر داخل الجسم.
وأكدت مصادر طبية في الولايات المتحدة أن الدواء الذي تنتجه شركة أميركية قد دخل رسميا مرحلة التجارب السريرية على نحو ألف مريض في البلاد، وستظهر النتائج بنهاية أبريل/نيسان المقبل.
في المقابل، أعلنت الشركة المصنعة للدواء أنه حتى اللحظة لم يثبت أنه آمن للعلاج من كورونا، ولم تصدر موافقة من أي جهة على استخدامه دواء، كما أكدت الشركة أنها تدعم خمس تجارب سريرية حول العالم لدراسة مدى أمان وفعالية الدواء.
وبالتوازي مع هذه التطورات لم يسجل بر الصين الرئيسي لليوم الثالث على التوالي إصابات جديدة بفيروس كورونا على المستوى المحلي، بينما ازداد عدد الإصابات المُكتشفة لدى وافدين قادمين من الخارج.
ألمانيا تتصدى لمطامع ترامب بشأن لقاح لكوفيد-19
اتهمت الحكومة الألمانية الولايات المتحدة بالسعي لوضع اليد على مشروع لقاح ضد فيروس كورونا المستجدّ طوّره مختبر الماني، محذرة بأنها ستبذل كل ما بوسعها حتى ينجح المشروع في أوروبا، وقال وزير الخارجية هايكو ماس في مقابلة نشرتها المجموعة الإعلامية المحلية "فونكي" الإثنين إن "الباحثين الألمان يلعبون دورا أساسيا في تطوير أدوية ولقاحات ولا يمكن أن نسمح لآخرين بالسعي لحيازة حصرية نتائجهم".
وأكد وزير الداخلية هورست زيهوفر مساء الأحد صحة معلومات نشرتها صحيفة "دي فيلت" الألمانية في اليوم نفسه حول محاولة قام بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب لوضع يده على المختبر الالماني من خلال عرض مبلغ مالي ضخم عليه.
وقال خلال مؤتمر صحافي "كل ما يمكنني قوله هو إنني سمعت مرارا اليوم من أعضاء في الحكومة أن هذا صحيح"، وأفاد أنه سيتم بحث المسألة الإثنين ضمن "لجنة الأزمة" الحكومية المكلفة الإشراف على مكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد الذي تسبب حتى الآن في ألمانيا بخمسة آلاف إصابة و12 وفاة.
ويدور اختبار القوة بين الولايات المتحدة وألمانيا حول مختبر "كيور فاك" في توبينغن بجنوب غرب البلاد، و"كيور فاك" من المختبرات التي تعمل في العالم على تطوير لقاح ضد كوفيد-19 مستفيدة من مساعدات من الحكومة الألمانية. وتؤكد الشركة أن "بضعة اشهر" فقط تفصلها عن عرض مشروع لقاح للحصول على المصادقة السريرية عليه.
وكتبت الصحيفة الألمانية أن ترامب يسعى لاجتذاب علماء ألمان يعملون على مشروع اللقاح من خلال عرض ملايين الدولارات عليهم او للحصول على حصرية اللقاح من خلال الاستثمار في الشركة، وقال مصدر قريب من الحكومة الألمانية للصحيفة أن اللقاح سيكون في هذه الحالة "للولايات المتحدة وحدها".
ورأى ممثل عن الحكومة الأميركية ردا على أسئلة وكالة فرانس برس الأحد أن هذه القضية "فيها الكثير من المبالغة"، وقال طالبا عدم كشف اسمه إن واشنطن تحدثت مع أكثر من 25 مختبرا للأدوية وأكد أن "أي حل قد يتم التوصل إليه سيتم تقاسمه مع باقي العالم".
لكن الواقع أن رئيس مجلس إدارة الشركة الألمانية تلقى دعوة شخصية من الرئيس الأميركي لزيارة البيت الأبيض في 3 آذار/مارس لبحث "تطوير لقاح ضد كورونا المستجد بشكل سريع"، والمستغرب في الأمر أن شركة "كيور فاك" أعلنت بعد أسبوع رحيل رئيس مجلس إدارتها بشكل مفاجئ بدون أن تعطي أي أسباب لذلك، ففي الأثناء نظمت المقاومة ضد مشاريع ترامب صفوفها في ألمانيا ولا سيما داخل الشركة المعنية التي أكدت على الاهتمام الأميركي بدون أن تتحدث عن "عرض شراء".
وأثنى وزير الاقتصاد الالماني بيتر ألتماير على "القرار الممتاز" الذي اتخذته شركة "كيور فاك" برفضها عروض واشنطن، ورأى مكتبه "من المهم للغاية أن يكون بإمكاننا إنتاج لقاحات في المانيا وأوروبا"، محذرا بأن بإمكان الوزير معارضة أي مشروع استثمار في مؤسسات وطنية تعتبر استراتيجية.
وأعلنت الوزارة "بإمكان الحكومة التدقيق عن كثب في عمليات استحواذ دول أجنبية على شركات ألمانية، خصوصا إذا كان الأمر يمس بالمصالح الأمنية لألمانيا وأوروبا"، ووجه رئيس الحزب الديموقراطي الحر (ليبرالي) الألماني كريستيان ليندنر أصابع الاتهام مباشرة إلى ترامب، وقال "من الواضح أن كل الوسائل متاحة برأي الرئيس الأميركي خلال الفترة الانتخابية" مضيفا أن "مكافحة فيروس كورونا المستجد هي مهمة تعني البشرية بأكملها، لا مجال للأنانية".
فيروس كورونا: أول تجربة على البشر للقاح يحمي من المرض
من المنتظر أن تبدأ في وقت لاحق اليوم، أول تجربة على البشر لإنتاج لقاح يهدف إلى الحماية من فيروس كورونا، وذلك في مدينة سياتل بالولايات المتحدة، وتموّل الحكومة الأمريكية التجربة، التي ستبدأ باختبارات على 45 متطوعا من الشباب الأصحاء.
وسيحصل المشاركون في التجربة على جرعات متنوعة من لقاح لا يحتوي على أي جزء من فيروس كورونا المستجد، كوفيد 19، ويعتمد اللقاح، الذي تجري تجربته، على دفع الخلايا البشرية لإنتاج بروتينات قد تجنّب الإصابة بالفيروس أو تعالجه.
وفي المرحلة الأولى من التجربة، ستختبر الجرعة اللازمة لاستنفار الجهاز المناعي لدى الشخص. ويعرف اللقاح الخاضع للتجربة باسم " mRNA-1273"، وانتجته شركة "مودرنا".
وهيمن الوباء العالمي على مناظرة تلفزيونية بين المتنافسين على ترشيح الحزب الديموقراطي للانتخابات الرئاسية المقبلة، السيناتور بيرني ساندرز ونائب الرئيس السابق جو بايدن، واتفق الإثنان على إدانة طريقة تعامل إدارة الرئيس دونالد ترامب مع الأمر.
وفي غضون ذلك، أعلن مسؤولون في إيطاليا وإسبانيا عن ارتفاع حاد في عدد الوفيات الناجمة عن الإصابة بالفيروس، ودفع الانتشار السريع للوباء ألمانيا إلى إقفال حدودها بشكل جزئي، فيما أدت المخاوف من المرض في فرنسا إلى تسجيل نسبة مشاركة منخفضة في الانتخابات المحلية.
وأكد الاتحاد الأوروبي أن أفضل طريقة لمحاربة الوباء العالمي هي تنسيق الجهود وحشد الموارد.
استثنائيا .. أمريكا تعتمد اختبارا لفيروس كورونا من روش
أصدرت إدارة الأدوية والعقاقير الأمريكية قرارا استثنائيا باعتماد اختبار أسرع لفيروس كورونا من إنتاج شركة روش السويسرية وذلك في خطوة ترمي إلى دعم قدرات الفحص للمساعدة في احتواء الوباء المتنامي.
وقالت الشركة التي تتخذ من بازل مقرا لها يوم الجمعة إن جهاز الاختبار الجديد يتيح النتيجة في غضون 3.5 ساعة ويمكن أن يحقق 4128 نتيجة في اليوم الواحد. ويمثل ذلك زيادة في عدد الاختبارات عما كانت الشركة تعرضه من قبل.
ويفتح الاعتماد الاستثنائي لهذا الاختبار الباب أمام استخدامه في الولايات المتحدة والأسواق التي تقبل الاعتماد وفقا للمعايير الأوروبية، وكانت الاختبارات الأمريكية الخاصة بالفيروس واجهت عقبات بسبب عيوب في أدوات الاختبار التي وزعتها الحكومة الاتحادية في فبراير شباط وكانت تسفر عن بعض النتائج الزائفة.
وتسبب ذلك في تأخر البلاد في احتواء انتشار المرض الذي أصاب حوالي 135 ألفا على مستوى العالم منهم 1660 في الولايات المتحدة، وقالت روش إنها تعمل على إنتاج أجهزة الاختبار بأقصى طاقة ممكنة لتسليم أكبر عدد ممكن منها.
فرنسا تحذر من استخدام الأدوية المضادة للالتهابات لعلاج فيروس كورونا
حذر وزير الصحة الفرنسي يوم السبت المواطنين من استخدام الأدوية المضادة للالتهاب إذا ظهرت عليهم أعراض تشبه الإصابة بفيروس كورونا لأن هذه الأدوية قد تزيد حالتهم سوءا، وقال الوزير أوليفييه فيران على تويتر ”تناول الأدوية المضادة للالتهاب (ايبوبروفين وكورتيزون...) قد يكون ضمن عوامل تفاقم العدوى. إذا كنت مصابا بارتفاع في درجة الحرارة فعليك أن تأخذ باراسيتامول“.
وأعلن الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون يوم الخميس إغلاق المدارس ودعا الناس إلى تجنب الاختلاط عن قرب خشية نشر الفيروس الذي أودى بحياة 79 شخصا في فرنسا وأصاب أكثر من 3600 هناك.
شفاء رجل عمره 100 عام من فيروس كورونا الجديد في ووهان بالصين
ذكرت وكالة الأنباء الصينية "شينخوا" الأحد أن رجلاً عمره 100 عام تعافى من فيروس كورونا الجديد، وخرج من المستشفى يوم السبت، ويُعد هذا الرجل المعمر أكبر مريض معروف يُشفى من هذا الفيروس حتى الآن.
وكان الرجل ضمن مجموعة تضم أكثر من 80 شخصاً أُصيبوا بفيروس كورونا الجديد وخرجوا من إحدى المستشفيات في مدينة ووهان، وهي عاصمة مقاطعة هوبي الصينية، ومصدر تفشّي الفيروس، ووُلد الرجل في فبراير/شباط عام 1920، واحتفل للتو بعيد ميلاده المائة، وفقاً لما ذكرته الوكالة.
واُدخل الرجل إلى المستشفى في 24 فبراير/شباط بسبب إصابته بفيروس كورونا، مع معاناته من مشاكل صحية أخرى كامنة مثل مرض الزهايمر، وارتفاع ضغط الدم، وفشل القلب، وبسبب حالته المعقدة، أجرى محترفون طبيون من الجيش استشارات متعددة، بحسب ما ذكرته الوكالة، وخضع الرجل لمجموعة متنوعة من العلاجات، بما في ذلك علاج مضاد للفيروسات، والطب الصيني التقليدي، وعلاج بلازما النقاهة.
كيف ومتى يجب الخضوع لاختبار فيروس كورونا المستجد؟
يحث مسؤولو الصحة في أمريكا أي شخص يعتقد أنه يجب أن يخضع للاختبار أن يفعل ذلك، بدلاً من الظهور دون سابق إنذار، وربما تعريض الآخرين لمرض معد، هل يجب أن تخضع للاختبار؟ ما هي المبادئ التوجيهية؟
وينصح موقع مراكز السيطرة على الأمراض في الوقت الحالي الأشخاص بالاتصال بأخصائيي الرعاية الصحية إذا كانوا يشعرون بالغثيان، أو السعال، أو صعوبة في التنفس، أو إذا كانوا على اتصال وثيق مع شخص مصاب بالفيروس، أو إذا كانوا قد سافروا مؤخراً إلى منطقة ينتشر فيها الفيروس.
ويتناول دليل اختبار مراكز السيطرة على الأمراض ثلاثة أنواع من الأشخاص:
1. أولئك الذين لديهم أعراض مثل الحمى أو أعراض تنفسية (سعال أو ضيق في التنفس) وكانوا "على اتصال وثيق" مع مريض مصاب بفيروس كورونا خلال 14 يوماً من ظهور الأعراض الأولى.
2. أولئك الذين لديهم حمى وأعراض تنفسية، وبحاجة لدخول المستشفى، وكانوا قد سافروا إلى المناطق التي تأثرت بالوباء خلال 14 يوماً.
3. المرضى الذين يعانون من الحمى وأعراض الجهاز التنفسي السفلي الحادة التي تتطلب دخول المستشفى والذين لم يظهر تشخيص آخر لهم مثل الإنفلونزا.
وقالت الدكتورة نانسي ميسونير، مديرة المراكز الوطنية للتحصين وأمراض الجهاز التنفسي، يوم الجمعة: "نحن نركز بشكل كبير في هذه المرحلة من بحثنا على الأشخاص الذين ظهرت عليهم بعض الأعراض وكانوا قد قاموا باتصال وثيق بالحالات المؤكدة أو لديهم سجل سفر.
وقبل ذلك، تم تضمين الأشخاص الذين لديهم سجل سفر إلى الصين أو الذين تواصلوا مع مريض مؤكد في هذه المعايير فقط.
لماذا واجه الناس صعوبة في إجراء الاختبارات؟
وأظهرت تقارير عن وجود أشخاص يواجهون صعوبة في اختبار فيروس كورونا الجديد، ورغم أن مراكز السيطرة على الأمراض تقول إن قرار الاختبار يعود للأطباء، إلا أنه ربما لم يتم تنفيذه بهذه الطريقة على مستوى الولاية أو المستوى المحلي.
وقال الدكتور جيفري دوشين، المسؤول الصحي في سياتل ومقاطعة كينغ، واشنطن، في السابق، إنه كان من الممكن تحديد حالات الإصابة بفيروس كورونا الجديد في وقت مبكر لو لم يكن هناك تأخيرات في القدرة على إجراء الاختبارات المحلية والمعايير التقييدية بشأن الأشخاص الذين تم اختبارهم.
وفي اتصال هاتفي مع مسؤولي مراكز السيطرة على الأمراض أوضح دوشين: "إذا كانت لدينا القدرة على إجراء الاختبار في وقت مبكر، فأنا متأكد من أننا قد نحدد المرضى في وقت مبكر. لكننا كنا نبحث ليس فقط عن توفر الاختبارات، ولكن أيضاً عما إذا كان المرضى قد استوفوا معايير الاختبار"، هل سيكون من الأسهل إجراء الاختبار الآن؟
وأعلن مسؤولو الصحة عن عدد من التطورات في إتاحة الاختبارات بعد ارسال مجموعات الاختبار الأولية لمراكز السيطرة على الأمراض إلى مختبرات الصحة العامة، ومنذ ذلك الحين، قامت مراكز السيطرة على الأمراض بإصلاح هذه المشكلة، مما دفع عدداً من مختبرات الصحة العامة إلى اختبار الفيروس محلياً، ثم الحصول على موافقة مراكز السيطرة على الأمراض فيما بعد، وبشكل منفصل، تشرف إدارة الغذاء والدواء الأمريكية على مسار منفصل يمكن مصنعي الاختبارات التجارية من إتاحة هذه الاختبارات.
هل يمكن اعتبار كوريا الجنوبية مثالا يحتذى في مكافحة فيروس كورونا المستجد؟
بعد أن أصبحت كوريا الجنوبية إحدى أكثر الدول تضررا بفيروس كورونا المستجد خارج الصين، تمكنت من خفض عدد الاصابات بشكل كبير فيما سجلت إحدى أدنى نسب الوفيات في العالم، وبلغ عدد الحالات المؤكدة لديها 7755 إصابة، هي رابع أعلى حصيلة في العالم لكنها لم تسجل سوى 60 وفاة، وهو رقم أدنى بكثير من المعدل العالمي الذي اعلنته منظمة الصحة العالمية.
ما هي الخطوات التي اتخذتها كوريا الجنوبية وهل يمكن اعتبارها مثالا يحتذى في مكافحة الفيروس؟، كيف تعاطت كوريا الجنوبية مع الوباء، بدلا من اتباع التدابير الصينية القاضية بعزل مدن طالها الفيروس، تبنت كوريا الجنوبية نموذج إتاحة المعلومات والمشاركة العامة والفحوصات على نطاق واسع.
يتم الاتصال بجميع الاشخاص الذين اختلط معهم المرضى المصابون بكورونا المستجد وإجراء فحوص لهم.
ترصد تحركات الشخص المصاب في الأيام ال14 السابقة -- من خلال استخدامه بطاقة الائتمان المصرفية، وصور الكاميرات المغلقة وتتبع الهاتف النقال. وتنشر تلك المعلومات على مواقع حكومية مع رسائل نصية تحذيرية ترسل إلى الاشخاص عندما يتم رصد اصابة جديدة في المنطقة التي يعملون أو يعيشون فيها.
ويثير هذا الإجراء قلقا إزاء مسألة الخصوصية، لكنه يمكّن الناس من التقدم لإجراء فحوصات، تبلغ كلفة الفحص قرابة 160 ألف وون (134 دولاراً أميركياً) لكنه يُتاح بالمجان لمن يُشتبه بإصابتهم ومن خالطوا أصحاب الحالات المؤكدة، أو الذين تأتي نتيجة فحصهم إيجابية، ما يشجع المشاركة.
أجرت كوريا الجنوبية اختبارات تشخيص بشكل أسرع من أي دولة أخرى -- حوالى 10 آلاف فحص يوميا -- ويقول الخبراء إنها ساعدت السلطات في الرصد المبكر للمرضى وتتبع بؤر الوباء، كيف فحصت كل هذا العدد من الناس؟، يمكن لكوريا الجنوبية إجراء أكثر من 15 الف فحص تشخيص يوميا، وأجرت 220 ألف فحص حتى يوم الأربعاء. لديها أكثر من 500 مختبر مخصصة لإجراء الاختبارات، بينها أكثر من 40 مرفقاً يمكن الحصول على الخدمة فيها عبر المرور بالسيارة (درايف ثرو) ما يقلل من الاحتكاك بين المرضى والأطقم الصحية، استفادت كوريا الجنوبية من تجارب سابقة، فقد عانت من نقص في معدات الفحص خلال أزمة فيروس ميرس (متلازمة الشرق الأوسط التنفسية) ما دفعها لاعتماد نظام لتسريع عمليات الموافقة، خلال أسابيع من تفشي الفيروس الذي ظهر أولا في الصين، أعطت الحكومة موافقة عاجلة لأجهزة اختبار تم تطويرها حديثا لفحص الاصابات بكوفيد-19 وإظهار النتائج في ست ساعات وأتيحت للعيادات.
كيف رد المواطنون على تعليمات الحكومة؟، حضت السلطات المواطنين على لزوم منازلهم وتجنب اللقاءات وتقليص التواصل مع الآخرين في حملة أطلق عليها "النأي الاجتماعي" فصارت الشوارع هادئة والمتاجر والمطاعم شبه فارغة، حتى في الأجزاء التي تعج بالحركة عادة في سيول، وألغيت عشرات الفعاليات -- من حفلات لفرقة كي-بوب الشهيرة إلى ألعاب رياضية -- وارتدى معظم الناس الأقنعة الواقية، عملا بتوصيات الحكومة.
وكوريا الجنوبية دولة ديموقراطية لكنها أيضا مجتمع مدني ملتزم، وهو ما يشير إليه المحللون كعامل في التصدي للفيروس. وقالت ماريلويز ماكلوز من جامعة نيو ساوث ويلز وخبيرة الأوبئة والمستشارة لدى منظمة الصحة العالمية "في الديموقراطيات، غالبا ما نكون رافضين بعض الشيء لأي حكومة تتولى السلطة ونأخذ نصيحتها ببعض التشكيك".
ما سبب تدني نسبة الوفيات، هناك العديد من العوامل وراء النسبة المتدنية بشكل غير اعتيادي للوفيات -- 0,77% مقارنة مع 3,4% على مستوى العالم. الرصد المبكر يسمح بالعلاج المبكر، والفحوص الواسعة النطاق تعني رصد الحالات الخفيفة أو من دون أعراض ظاهرة، وهذا يرفع العدد الاجمالي للاصابات المسجلة وبالتالي تتدنى نسبة الوفيات.
إضافة إلى ذلك فإن المصابين في كوريا الجنوبية لديهم قواسم فريدة: غالبية الإصابات هي لنساء ونصف المصابين هم دون سن 40 عاما، يقول المسؤولون أن ذلك مرده إلى أن أكثر من 60 بالمئة من الإصابات مرتبطة بكنيسة مسيحية تٌعتبر طائفة سرية، ومعظم أعضاء الكنيسة نساء والغالبية في العشرينات والثلاثينات من العمر، لكن الأرقام العالمية تشير إلى أن الفيروس أكثر فتكا بين الأجيال الأكبر سنا، والرجال بشكل خاص.
هل يمكن اعتبار كوريا الجنوبية مثالا يحتذى؟، لم تعمد اليابان -- التي سجلت 600 إصابة و12 وفاة -- إلى إجراء فحوص واسعة النطاق ويمكن أن تتعلم من الرد الكوري الجنوبي، بحسب ما يرى رئيس معهد أبحاث الحوكمة الطبية في طوكيو ماساهيرو كامي، وقال كامي "الفحص هو خطوة أولى مهمة للسيطرة على الفيروس ... إنه نموذج جيد لكل دولة"، وقالت ماكلوز من جامعة نيو ساوث ويلز إن كوريا الجنوبية "تصرفت بحزم وبسرعة" في نقيض للإجراءات التي اتخذتها إيطاليا حيث قالت إنه لو فُرضت إجراءات احتواء في وقت أبكر لأخذ الوباء مسارا مختلفا، ورأت أنه "من الصعب جدا على السلطات المبادرة بالقيام بذلك، ولذا تتخذ الإجراءات غالبا في وقت متأخر".
ما الذي يخبئه المستقبل لفيروس كورونا؟ هكذا انتهت 3 أمراض معدية أخرى
مرّ أكثر من شهر منذ أن أعلنت منظمة الصحة العالمية أن فيروس كورونا الجديد يمثل حالة طوارئ صحية عامة تثير قلقاً دولياً. وتخطت الإصابات بالفيروس في جميع أنحاء العالم الـ10500 حالة، وزادت الوفيات عن 3500 حالة منذ بدء تفشي المرض.
وبينما يعمل المسؤولون على وقف انتشار الفيروس، من الصعب ألا نتساءل عما سيحدث بعد ذلك. متى وكيف سينتهي الفيروس؟ إليك نظرة عبر التاريخ حول ما حدث أثناء تفشي الأمراض المعدية الأخرى.
الإيبولا
ويتدخل العلماء غالباً أثناء تفشي الأمراض المعدية باللقاحات والأدوية المضادة للفيروسات، هذا ما كان عليه الحال في العام 2014 عندما انتهى تفشي فيروس الإيبولا في غرب إفريقيا مع توقف "السلالات" كما أعلنت منظمة الصحة العالمية في مارس/آذار 2016. وتوقف انتشار المرض بعد "استجابة دولية منسقة"، على حد تعبير الدكتور بيتر هوتيز عميد الكلية الوطنية لطب المناطق الحارة في كلية بايلور للطب.
وعندما ظهر التفشي مجدداً في العام 2018، تم توفير علاجين كانا قد طُورا من التفشي الأول للمرض في جمهورية الكونغو الديمقراطية، وقال هوتيز "في الحالتين، أحدث التدخل البشري فرقاً كبيراً"، مضيفاً أن الشيء نفسه يمكن أن يكون صحيحاً بالنسبة لفيروس كورونا، بحيث لا يوجد حالياً أي لقاحات أو علاجات محدّدة مضادة لهذا الفيروس، ولكن الكثير منها قيد التطوير، وأضاف: "أنا متفائل للغاية بأننا سنحصل على دواء مضاد للفيروس في الأسابيع والأشهر المقبلة".
ووفقاً لتيدروس أدهانوم غيبريسوس المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، يتم الآن تطوير أكثر من 20 لقاحاً لفيروس كورونا، وأن أول تجربة سريرية لدواء مضاد للفيروس جارية، وبينما أن فريق هوتيز من بين أولئك الذين يعملون على لقاح، إلا أنه قال إنه غير متفائل بأن هذا سيتم في الإطار الزمني لهذا التفشي. أولاً، يجب أن تخضع اللقاحات للتجارب السريرية، ثم يجب أن تحصل على الموافقة، ومع مقدار الفحص اللازم في اختبارات سلامة اللقاحات، قال إنه من غير المحتمل أن يكون اللقاح متاحاً للاستخدام في الوقت المناسب لضبط هذا التفشي.
السارس
وقال جون نيكولس، أستاذ في علم الأمراض السريرية في جامعة هونغ كونغ (HKU)، إن تفشي مرض السارس قد انتهى في يوليو 2003 عبر ممارسات النظافة الجيدة مثل غسل اليدين بشكل متكرر، وبعض العوامل البيئية مثل ارتفاع درجة الحرارة والرطوبة في الصيف، وأوضح الدكتور هوارد ماركيل، من جامعة ميشيغان، أن السارس هو نوع من سلالة فيروس كورونا وقد أصاب أكثر من 8000 شخص في العام 2003. وقد انتهى بحلول شهر مايو/آيار من ذلك العام.
كيف ينتهي تفشي الفيروس؟ وقال ماركيل، إن ذلك يحدث بسبب تغير الطقس أحياناً أو بسبب إصابة عدد كاف من الأشخاص بالعدوى ما يؤدي إلى تحصينهم، وأضاف: "إذا كنت سأتوقع، فسأقول على الأرجح أنه بحلول مايو أو يونيو أو يوليو، هذا الفيروس سينتهي بنفسه"، لكن هذا لا يعني أنه سيذهب للأبد.
H1N1
يمكن أن تتغير حالات تفشي الأمراض مع تغير الفصول، وتسببت سلالة إنفلونزا H1N1 في حدوث جائحة في العام 2009، والآن أصبح هذا الفيروس يحدث بشكل موسمي، وقال هوتيز إن الفيروسات الموسمية يمكن حدوثها على مدار السنة، لكن في نصف الكرة الشمالي تكون حالات الذروة وقت البرودة في الشتاء، وتنتهي مع ارتفاع درجات الحرارة. وقال إنه ليس لذلك سبب واضح، ولكن قد تكون مستويات الرطوبة والوقت الذي تقضيه الفيروسات في المنازل من الأسباب المحتملة لذلك.
الدروس المستفادة
وأشار هوتيز إلى أن الأمر الأكيد هو أن تفشي فيروس كورونا الجديد ينعش الدروس المستفادة من تفشي الأمراض قبله، وتكون هناك طريق وعرة في البداية، ثم تعيد السلطات تجميع صفوفها مع ادراكها كيف يتصرف المرض وينتقل إلى الأشخاص المستضعفين، وقال ماركيل إن الأمر الأكثر شيوعاً هو "فقدان الذاكرة على مستوى العالم". حين يختفي الفيروس ويعود الناس إلى حياتهم العادية، دون أن يفكروا في تفشي المرض، وقد يكون ذلك مشكلة، إذ بدلاً من ذلك، قال ماركيل، يجب أن يبقى الناس بحالة يقظة واستعداد.
اضف تعليق