الاكتئاب أحد أشكال المرض العقلي الأكثر شيوعا ويؤثر على أكثر من 350 مليون شخص في أنحاء العالم، وتصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره السبب الرئيسي للعجز على مستوى العالم، ويشمل العلاج عادة إما الأدوية أو شكلا ما من العلاج النفسي أو الجمع بين الأسلوبين...
الاكتئاب أحد أشكال المرض العقلي الأكثر شيوعا ويؤثر على أكثر من 350 مليون شخص في أنحاء العالم، وتصنفه منظمة الصحة العالمية باعتباره السبب الرئيسي للعجز على مستوى العالم، ويشمل العلاج عادة إما الأدوية أو شكلا ما من العلاج النفسي أو الجمع بين الأسلوبين، ولكن حوالي نصف الذين عولجوا من الاكتئاب لا يستطيعون التحسن باستخدام المستوى الأول من مضادات الاكتئاب كما أن حوالي ثلث المرضى مقاومون لكل الأدوية المتاحة، ولم يكن الأطباء قادرين إلى الآن على معرفة ما إذا كان المريض سيستجيب لمضاد الاكتئاب الذي يقترحونه أم سيحتاج خطة علاج أقوى منذ البداية، ونتيجة لذلك كان المرضى يعالجون غالبا بأسلوب التجربة والخطأ بتجربة عقار بعد عقار لشهور ولا يشهدون غالبا تحسنا في الأعراض، في احدث تطور لعلاج الاكتئاب.
أوضحت دراسة جديدة أنه بالنسبة للأشخاص الذين يعانون من الاكتئاب المتكرر فإن تغيير الصور السلبية عن الذات من خلال العلاج الذهني قد يساعدهم أكثر من أي نوع آخر من العلاج، ويركز العلاج المعرفي على أن تحل أنماط بناءة من التفكير محل أنماط التفكير السلبية، ويركز التأمل الذهني على إدراك الأفكار والمشاعر الواردة وقبولها دون الاستجابة لها.
ضمن اطار الموضوع وفق دراسة حديثة أجراها فريق دولي من الباحثين، وُجِدَ أن حالات الاكتئاب تؤثر بشكل مباشر على الجسم والعقل على حد سواء، كما أنها تؤدي إلى خلل في الطريقة التي تُمكن الجسم من مهاجمة الجزيئات الضارة.
يؤدي الاكتئاب بالأساس إلى تغير فيما يعرف بـ"الإجهاد التأكسدي"، حيث يُسبب ذلك خللاً في إنتاج الجزيئات الحرة، ويؤثر بشكل مباشر على قدرة الجسم على التعامل معها ومع المواد المضادة للأكسدة، حيث تقول الدراسة في النهاية، إن الاكتئاب يمكن معاملته كمرض يؤثر على الصحة الجسمانية والعقلية للشخص المصاب به.
على الصعيد نفسه قال علماء إن أعراض الاكتئاب التي تتزايد تدريجيا بمرور الوقت لدى المتقدمين في السن قد تشير لعلامات مبكرة لمرض الخرف، من جهتها باحثة في علم النفس بجامعة واشنطن "تشير هذه دراسة حديثة إلى أن إساءة معاملة الطفل والصدمات لا تساعد وحسب في توقع زيادة احتمالات الإصابة بالاكتئاب المزمن عند البلوغ بل تقلص أيضا من احتمالات الاستجابة للعلاج بمضادات الاكتئاب"، فيما تشير دراسة أمريكية شملت عينة صغيرة الحجم إلى أن كبار السن الذين يعانون من فقدان حاد في السمع قد يساعد زرع قوقعة أذن لهم على تحسين أعراض الاكتئاب.
في سياق متصل أوضحت دراسة جديدة أن ليلة من الأرق قد تؤدي إلى الحد من الشعور بالاكتئاب في اليوم التالي إلا أن عدم أخذ قسط كاف من النوم لفترة طويلة يرتبط بالإصابة باكتئاب أسوأ لدى الشابات، الى ذلك طور علماء اختبارا للدم يمكنه التنبؤ بما إذا كان مريض الاكتئاب سيستجيب لمضادات الاكتئاب الشائعة وهو اكتشاف قد يجلب حقبة جديدة للعلاج المصمم ليناسب كل حالة على حدة.
على صعيد ذي صلة قال علماء إن مادة السيلوسيبين وهي المادة المخدرة في الفطر السحري ربما تكون ذات يوم علاجا فعالا للمرضى الذين يعانون من الاكتئاب الحاد والذين لا تحقق معهم وسائل علاجية أخرى أي نجاحـ وينمو الفطر السحري في جميع أنحاء العالم ويستخدم منذ العصور القديمة لأغراض غير طبية وفي الطقوس الدينية.
وتقدر منظمة الصحة العالمية أن نحو 350 مليون شخص في العالم يعانون من الاكتئاب وهو اضطراب ذهني شائع من أعراضه الحزن واللامبالاة والإرهاق والشعور بالذنب والتقدير المنخفض للذات والنوم المتقطع وفقدان الشهية وقلة التركيز.
وفقا لكبير الباحثين ويلم كويكن من جامعة أوكسفورد البريطانية فإن مزج أساليب العلاج الذهني بالعلاج المعرفي ينبغي أن يكون خيارا بالنسبة للمرضى، وقال كويكن لرويترز هيلث في رسالة بالبريد الإلكتروني "الأمر يتعلق بالخيار بالنسبة للمرضى وإضافة خيار آخر للأشخاص المعرضين بشكل كبير للإصابة بالاكتئاب مرة أخرى كي يظلوا بحالة جيدة على المدى الطويل"، وقال ريتشارد ديفيدسون الذي كتب الافتتاحية المصاحبة للدراسة "عندما يتم المزج بين العلاج الذهني والعلاج المعرفي فإن أحد الأشياء التي نشهدها هي تدريب الناس على اعتبار أفكارهم مجرد أفكار وألا يقعوا في شراكها". بحسب رويترز.
وحلل فريق البحث بيانات 1258 مشاركا من تسع تجارب عشوائية محكومة قارنت بين العلاج المعرفي المستند إلى العلاج الذهني بأشكال أخرى من العلاج للاكتئاب المتكرر بين الأشخاص الذي خرجوا بشكل كامل أو جزئي من حالة اكتئاب، وبشكل عام فإن الأشخاص الذين تلقوا العلاج الذهني المعرفي كانوا أقل عرضة بنسبة 31 في المئة للإصابة بالاكتئاب مرة أخرى بعد 60 أسبوعا مقارنة بأشخاص تلقوا أشكالا أخرى من العلاج.
وكان هذا النوع من العلاج مفيدا بغض النظر عن العمر والجنس والتعليم والحالة الاجتماعية، لكن فائدته تجلت بشكل واضح بين الأشخاص الذين ظهرت عليهم أعراض الاكتئاب الحاد مقارنة بأنماط أخرى من العلاج.
خمول المراهقين قد يزيد تعرضهم للاكتئاب
قد يكون المراهقون الكسالى أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب من أقرانهم النشطين، وتشير دراسة جديدة إلى أن التمارين الخفيفة مثل المشي قد تساعد في تقليل هذا الخطر، وبعد متابعة أكثر من 4000 شاب من سن 12 إلى 18 عاما، وجد الباحثون أن مستويات النشاط البدني انخفضت مع تقدم الأطفال في العمر. لكن أولئك الذين كانوا أكثر خمولا من عمر 12 إلى عمر 16 عاما كانوا الأكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب في عمر 18.
وعلى العكس كان الأطفال الذين مارسوا نشاطا بدنيا خفيفا أو زادوه على مر السنين أقل عرضة للإصابة بالاكتئاب عند بلوغهم سن 18 عاما، وقال آرون كاندولا الذي أشرف على فريق الدراسة وهو من كلية لندن الجامعية في بريطانيا ”تشير نتائجنا إلى أنه يجب على الشباب الحد من أسلوب الحياة الخامل وزيادة نشاطهم الخفيف خلال فترة المراهقة... هذا يمكن أن يقلل من خطر الاكتئاب في المستقبل“.
وأضاف ”يجب على معظم الأطفال ممارسة أي نشاط لمدة 60 دقيقة يوميا“، وذكر الباحثون أن النشاط البدني يساعد في تحسين الثقة بالنفس ويقلل الإصابة بالالتهابات أو يحفز نمو خلايا عصبية جديدة في الدماغ.
وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بزيادة فرص إصابة المراهقات بالاكتئاب
قال باحثون إن أعراض الاكتئاب المرتبطة باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي تظهر على المراهقات أكثر مما تظهر لدى المراهقين بمقدار المثلين ويرجع ذلك بشكل أساسي إلى المضايقات على الإنترنت واضطرابات النوم وكذلك الانطباع السلبي عن شكل الجسد وتراجع تقدير الذات.
وفي دراسة حللت بيانات نحو 11 ألفا من الشباب في بريطانيا وجد الباحثون أن الفتيات في سن الرابعة عشرة كن أكثر استخداما لوسائل التواصل الاجتماعي حيث يستخدمها نحو 40 بالمئة منهن لأكثر من ثلاث ساعات يوميا مقارنة مع 20 بالمئة من الذكور.
وكشفت الدراسة أيضا أن 12 بالمئة ممن يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي بقلة و38 بالمئة ممن يستخدمونها بكثافة (أكثر من خمس ساعات يوميا) ظهرت عليهم علامات تدل على الإصابة باكتئاب أكثر حدة.
وعندما درس الباحثون الأسباب الأساسية التي قد تربط استخدام وسائل التواصل الاجتماعي بالاكتئاب اكتشفوا أن 40 بالمئة من الفتيات و25 بالمئة من الفتيان تعرضوا للمضايقات أو التنمر على الإنترنت. وظهرت أعراض اضطراب النوم بين 40 بالمئة من الفتيات مقابل 28 بالمئة من الفتيان. ويرتبط القلق وقلة النوم بالإصابة بالاكتئاب.
وخلص الباحثون إلى أن الفتيات يتأثرن بدرجة أكبر عندما يتعلق الأمر باستخدام وسائل التواصل والقلق من شكل الجسد وتقدير الذات. لكن تأثر الفتيان بهذا الأمر كان أقل، وناشدت إيفون كيلي، الأستاذة في معهد علم الأوبئة والرعاية الصحية في جامعة كوليدج في لندن والتي ترأس فريق الأبحاث، أولياء الأمور وصناع القرار الاهتمام بنتائج الدراسة، وقالت في بيان ”هذه النتائج تتصل بشدة بوضع إرشادات الاستخدام الآمن لوسائل التواصل الاجتماعي وتنظيم ساعات استخدام الشباب لها“.
تمارين المقاومة تقلل أعراض الاكتئاب
أفادت دراسة بأن الأشخاص الذين يمارسون تمارين المقاومة مثل رفع الأثقال وتمارين القوة العضلية ربما تخف لديهم أعراض الاكتئاب، وحلل فريق الدراسة بيانات من 33 تجربة سريرية شملت عشوائيا 947 من البالغين الذين انخرطوا في برامج تمارين المقاومة و930 آخرين من غير المشاركين في تلك البرامج.
وذكر الفريق في دورية (جاما) للطب النفسي أن تمارين المقاومة مرتبطة بتراجع أعراض الاكتئاب بغض النظر عما إذا كانت لدى ممارسي تلك التمارين أي مشكلات متعلقة بالصحة النفسية، رغم أن التأثير كان أوضح عند من يعانون من درجات خفيفة أو متوسطة من الاكتئاب، وقال قائد فريق البحث بريت جوردون من جامعة ليمريك في أيرلندا ”الدراسات السابقة أظهرت أن ممارسة أي نوع من التمارين يحسن أعراض الاكتئاب“ بمختلف درجاته لدى البالغين، وأشار جوردون في رسالة بالبريد الإلكتروني إلى أن معظم الدراسات السابقة كانت تركز على تمارين مثل الجري وركوب الدراجات الهوائية وليس تمارين مثل رفع الأثقال وتمارين القوة العضلية، وكان المتوسط الزمني لبرامج تمارين المقاومة في إطار هذه الدراسة 16 أسبوعا إذ تراوحت مدد التدريب بين ستة أسابيع و52 أسبوعا.
وقالت ديانا بورفيس جافين من معهد (برين برفورمانس) التابع لمركز الصحة النفسية في جامعة تكساس في دالاس إن نتائج هذه الدراسة تضيف دليلا جديدا على وجود مجموعة من التمارين التي ربما تساعد في تخفيف الاكتئاب وغيره من الاضطرابات المزاجية، وأضافت جافين، التي لم تشارك في هذه الدراسة، عبر البريد الإلكتروني ”الرسالة الأساسية هي أن تبقى نشيطا بأي صورة يمكنك الالتزام بها على المدى البعيد“.
هل يساعد الطعام الذي نتناوله في محاربة الاكتئاب؟
توصلت دراسة علمية إلى أن تناول نظام غذائي صحي قد يساعد في الوقاية من الاكتئاب، وتناول الباحثون ما يُعرف بـ"حمية البحر الأبيض المتوسط" التي تعتمد على أطعمة نباتية من الفاكهة والخضار والحبوب والمكسرات وزيت الزيتون والأسماك ولا تشمل كميات كبيرة من اللحوم ومنتجات الألبان.
وقد ظهر أن هذا النظام الغذائي المستمد من ثقافات دول تطل على البحر المتوسط له فوائد وتأثير إيجابي على المزاج العام، لكن أحد الخبراء شدد على ضرورة إجراء تجارب أكثر دقة وتحديدا لتأكيد الأدلة على هذه العلاقة المحتملة.
وجاءت النتائج المنشورة في دورية (Molecular Psychiatry) بعد مراجعة 41 دراسة نُشرت خلال السنوات الثماني الماضية، ويقول الخبراء إن ثمة حاجة لإجراء تجارب حاليا لاختبار هذه الفرضية ومعرفة ما إذا كان من الممكن علاج الاكتئاب بالنظام الغذائي، وقالت الدكتورة كاميل لاسال، التي أجرت التحليلات للدراسات السابقة مع زملائها في كلية كوليدج لندن، إن الأدلة تشير إلى فكرة أن الأطعمة التي نأكلها يمكن أن تُحدث فرقا في خفض خطر الاكتئاب، على الرغم من عدم وجود دليل إكلينيكي قوي حتى الآن.
هل يمكن أن تسبب الأدوية التي يصفها الأطباء الاكتئاب؟
عندما نسمع بأن الدواء الذي نتناوله له آثار جانبية، فإننا قد نعتقد إن هذه الآثار قد تكون عبارة عن طفح جلدي أو صداع، إلا أنه وفقاً لدراسة أمريكية حديثة، فإن العديد من الأدوية التي يصفها الأطباء لمرضاهم قد تزيد من نسبة الإصابة بالاكتئاب، وتضم هذه اللائحة أدوية القلب وحبوب منع الحمل وبعض الأدوية المسكنة التي يمكن شراؤها من الصيدليات بسهولة، ووجدت الدراسة أن أكثر من ثلث الأدوية التي تناولها المشاركون البالغ عددهم 26 ألف شخص كان الاكتئاب أحد الآثار الجانبية لهذه الأدوية.
ما الذي يحدث؟، ركزت الدراسة التي نشرت في دورية "الجمعية الطبية الأمريكية" فقط على الأشخاص في أمريكا الذين كانوا في الثامنة عشر من عمرهم أو أكبر من ذلك والذين تناولوا دواء واحد على الأقل بين عام 2005 و2014.
ووجدت الدارسة أن 37 في المئة من هذه الأدوية التي وصفها لهم أطباء تضمنت أدوية معالجة للآلام والمضادة للأكسدة ، وكان الاكتئاب واحداً من ضمن هذه العوارض الجانبية لهذه الأدوية، وكانت نسبة الإصابة بالاكتئاب أعلى عند الأشخاص الذين وصفت لهم هذه الأدوية بحسب الدراسة: 7 في المئة من الأشخاص الذين تناولوا دواء واحداً، 9 في المئة ممن تناولوا دوائين، 15 في المئة ممن وصفت لهم 3 أدوية أو أكثر، ما هي المخاطر؟، تعتمد هذه المخاطر على نوعية الأدوية، فبعض الأدوية، يكون الاكتئاب فيها من أحد العوارض الجانبية له مثل: حبوب منع الحمل، ويعاني أكثر من واحد من 10 أشخاص من الأعراض الجانبية الشائعة جداً فيما الأعراض الجانبية النادرة تصيب أقل من واحد من أصل 10 آلاف حالة.
وتطبع هذه المعلومات داخل علب الأدوية وفي كتيب مصغر يوضع داخل علبة الدواء كما أنه يمكن الحصول على معلومات اضافية عن الدواء على الإنترنت، وقال البروفسور ديفيد تايلور إنه "كان من المهم التطرق لمعرفة إن كان هناك تفسير معقول لمعرفة لماذا يسبب دواء ما الاكئتاب"، وأضاف انه على سبيل المثال ،فإن أدوية منع الحمل مرتبطة بشكل واضح بين مستويات الهرمونات في الجسم ومزاج المرء، وأردف أنه "يصعب تحديد أي نوع من أدوية القلب تسبب الاكئتاب في الوقت الحالي".
ما الذي يجب أن نفعله؟، إذا كنت تتناول أي من هذه الأدوية في الوقت الحالي وليس لديك أي عوارض الاكتئاب، لا يجب أن تشعر بالقلق، بحسب البروفسور ديفيد تايلور، وأضاف تايلور "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من الاكئتاب، فأنا أنصحهم بالحديث مع طبييهم الخاص لمعالجة المشكلة لأنه قد يكون هناك دواء لمعالجة الآثار الجانبية للدواء.
حدة الاكتئاب ربما تزيد لدى المسنين
تشير دراسة هولندية إلى أن المسنين المصابين بالاكتئاب تزيد لديهم احتمالات المعاناة من أعراض حادة ومستمرة مقارنة بالبالغين الأصغر عمرا ممن يعانون من نفس المرض، وفحص الباحثون في الدراسة بيانات 1042 بالغا لديهم اضطرابات اكتئابية وتتراوح أعمارهم بين 18 و88. وكان الباحثون يحاولون معرفة كيف يتطور الاكتئاب بمضي الوقت بمقارنة الأعراض في بداية الدراسة مع الأعراض بعد عامين.
وخلصت الدراسة إلى أن احتمالات استمرار التشخيص بالاكتئاب بعد عامين واستمرار الأعراض طوال مدة الدراسة زادت لدى من تبلغ أعمارهم 70 عاما أو أكثر بمثلين أو ثلاثة أمثال مقارنة بالمشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18 و29 عاما.
كما استغرق المسنون وقتا أطول في التعافي أو الشعور بتحسن فيما يخص حدة الاكتئاب، وهناك نظرية لتفسير ذلك ألا وهي زيادة احتمال وجود عوامل تؤدي للاكتئاب لدى المسنين مثل الأمراض المزمنة والوحدة وأسلوب الحياة غير الصحي.
وتقول كبيرة باحثي الدراسة بريندا بنينكس من المركز الطبي في الجامعة الحرة في أمستردام إن الاكتئاب له تأثير أقوى على المسنين حتى بعد أن أخد الباحثون تلك العوامل في الحسبان، وأضافت عبر البريد الإلكتروني أن من المحتمل أيضا أن تأثير الشيخوخة على المخ تجعله أقل قدرة على التكيف أو التعافي من المرض النفسي، وأشارت إلى أن الوقاية والتشخيص المبكر والعلاج أمور ضرورية ”بالتأكيد الوقاية خير من العلاج“.
وأضافت بنينكس ”كل ما يفيد في الحيلولة دون الإصابة بالاكتئاب أمر جيد“ مثل اتباع أسلوب حياة صحي والمشاركة في أنشطة اجتماعية والعناية بالصحة قدر الإمكان. وقالت ”إضافة إلى ذلك إذا حدث الاكتئاب فطلب العلاج المناسب مهم لأن هناك بعض الإنكار للإصابة بالاكتئاب خاصة بين البالغين الأكبر عمرا“.
وقال فريق الدراسة التي نشرت في دورية (ذا لانسيت سايكايتري) إن واحدا تقريبا من بين كل خمسة بالغين يعاني من نوبة اكتئاب مرة على الأقل في حياته لكن حدتها ومدتها تختلف بشدة من شخص لآخر وتبعا لعوامل أخرى.
الفتيات اللواتي يعانين من البدانة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب
توصل بحث إلى أن الفتيات اللواتي يعانين من البدانة أكثر عرضة لخطر الإصابة بالاكتئاب خلال مرحلة الطفولة والمراهقة من قريناتهن اللواتي يزن أقل، وأظهر تحليل بيانات 22 دراسة شاركت فيها في المجمل 144 ألف فتاة أنه بالمقارنة مع الفتيات اللواتي يتمتعن بوزن صحي، فإن نسبة احتمال إصابة الفتيات اللاتي يعانين من السمنة بالاكتئاب أو تشخيص إصابتهن بالاكتئاب في المستقبل تزيد بنسبة 44 في المئة.
لكن لا يبدو أن مجرد الزيادة في الوزن وليست البدانة فقط، تؤثر على احتمالات إصابة الفتيات بالاكتئاب كما لم يكن هناك ارتباط بين زيادة الوزن والاكتئاب لدى الفتيان، ولم تكن الدراسات الأصغر المُتضمنة في التحليل تجارب محكمة السيطرة مصممة لإثبات إن كانت السمنة قد تسبب الاكتئاب أو كيفية حدوث ذلك أو الدور الذي قد يلعبه الجنس في ذلك. لكن كبير الباحثين شايلين سوتاريا من كلية لندن الملكية قال إن من المحتمل أن يكون لدى الفتيان والفتيات تصورات مختلفة عن صورة الجسد قد تفسر جانبا من النتائج على الأقل، وقال سوتاريا في رسالة عبر البريد الإلكتروني ”رغم أن هناك عددا من العوامل يمكن وضعها في الحسبان، فمن الواضح أن هناك ضغوطا اجتماعية إضافية على الفتيات لتكون أجسامهن بشكل محدد. وتزداد هذه الضغوط على مواقع التواصل الاجتماعي“.
وأضاف أن الفتيات اللواتي يعانين من عدم الرضا عن أجسادهن قد يصبن بأعراض الاكتئاب نتيجة لذلك. لكن الفتيان الذين يعانون من زيادة الوزن أو السمنة قد يفكرون بشكل مختلف في حجمهم، وقال سوتاريا ”قد يجد الفتيان أن صخامتهم أمر مرغوب لأنه يعكس القوة والهيمنة، وهي صفات من المرجح أن تكون مرغوبة خلال الطفولة“.
مضادات الاكتئاب: تحذير طبي بشأن استخدام البخاخات
حذر معهد صحي في بريطانيا من تبعات استخدام بخاخات مضادة للاكتئاب تشبه الكيتامين ويمكنها تغيير الحالة المزاجية خلال ساعات قليلة، وقال المعهد الوطني للصحة الرعاية والتميز، المسؤول عن مراقبة هيئة الخدمات الطبية في بريطانيا، إن ثمة شكوكا كثيرة حول الفوائد الطبية لبخاخات الإسكيتامين بالمقارنة مع سعرها.
ويسمح باستخدام هذه البخاخات في بريطانيا لعلاج الأشخاص الذين يعانون من اكتئاب يصعب علاجه، لكن تكلفة الدورة العلاجية تصل إلى 10 آلاف جنيه استرليني للمريض، وبحسب التوصية الصادرة عن المعهد، يمكن لبعض الأشخاص الذين يحصلون على هذا العلاج بموجب وصفة طبية، كجزء من تجربة على سبيل المثال، الاستمرار في تلقيه إذا رأى الأطباء ذلكن وأعرب خبراء عن ردود فعل متفاوتة إزاء توصية المعهد.
وقال الدكتور سمير جوهر، من معهد طب الأمراض العقلية وعلم النفس والأعصاب التابع لجامعة كينغز كولدج في لندن (King's College London)، إن المعهد الوطني للصحة الرعاية والتميز أصدر التوصية لأنه لم توجد بعد أدلة مثبتة تدعم استخدام الإسكيتامين الأنفي مع مضادات اكتئاب أخرى، وقال استشاري الطب النفسي بول كيدويل، وهو من جامعة كارديف، إن المرضى سيشعرون بخيبة أمل من قرار استند إلى حد كبير على تكلفة العلاج بدلا من النظر في مدى فعاليته.
اضف تعليق