إن العالم يشهد هذا العام واحدة من أكثر حالات الجفاف انتشارا منذ عقود، وتُحطم الأرقام القياسية في بعض المناطق. كما أصبحت حالات الجفاف "المفاجئة" أكثر شيوعا، ويقول العلماء في مجال الجفاف هذا عام لافت للأنظار بالنسبة للجفاف في نصف الكرة الشمالي، مع حالات جفاف حارة قياسية أو شبه قياسية...
يعد تغير المناخ واحد من ضمن مخاطر جمة تتهدد الحياة البرية منها التلوث والتوسع الحضري على حساب الاعتبارات البيئية وإزالة الغابات من أجل زراعة المحاصيل الغذائية وهي العوامل التي يقول الخبراء إنها تنذر بأسوأ حوادث انقراض منذ ما حدث للديناصورات قبل 65 مليون سنة، ولعل احدث الدراسات بهذا الشأن أشارت إلى أن تغير المناخ قد يدفع سدس أنواع الحيوانات والنباتات في العالم إلى طريق الانقراض ما لم تسعى الحكومات حثيثا إلى خفض الانبعاثات الغازية المتسببة في الاحتباس الحراري.
فيما أشارت دراسة علمية أخرى إلى أن تغير المناخ هو المسؤول الأول عن الارتفاع الشديد في درجات الحرارة وعن نحو خمس حالات هطول الأمطار الغزيرة وهي النتائج التي تقدم برهانا جديدا على مدى تأثير غازات الاحتباس الحراري -الناتجة عن الأنشطة البشرية- على الطقس.
يقول علماء إن العالم يشهد هذا العام واحدة من أكثر حالات الجفاف انتشارا منذ عقود، وتُحطم الأرقام القياسية في بعض المناطق. كما أصبحت حالات الجفاف "المفاجئة" أكثر شيوعا، ويقول بنجامين كوك، أحد كبار العلماء بوكالة ناسا وباحث في مجال الجفاف: "هذا عام لافت للأنظار بالنسبة للجفاف في نصف الكرة الشمالي، مع حالات جفاف حارة قياسية أو شبه قياسية تؤثر في وقت واحد على أمريكا الشمالية وأوروبا والبحر الأبيض المتوسط والصين"، لكن خبراء يقولون إن مناطق أخرى تضررت بشدة، بما في ذلك شرق إفريقيا وأمريكا الجنوبية، وعدة مناطق في آسيا، وبعض أجزاء من أستراليا.
وتعد منطقة القرن الأفريقي من بين المناطق الأكثر تضررا، حيث تسبب عدم سقوط الأمطار لأربعة مواسم متتالية في ما وصفه نور محمود شيخ، المتحدث باسم الهيئة الحكومية الدولية المعنية بالتنمية (إيغاد)، بأنه "أسوأ جفاف منذ 40 عاما"، مشيرا إلى أن هذا كانت له تداعيات على الأمن الغذائي لنحو 50 مليون شخص.
وتعاني إفريقيا من الجفاف أكثر من أي قارة أخرى، وفقا لتقرير صادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر. ومن بين 134 حالة جفاف في القارة بين عامي 2000 و2019، كانت هناك 70 حالة في منطقة شرق إفريقيا، حسب التقرير.
كما أعلنت الصين حالة طوارئ بسبب الجفاف هذا العام، حيث تسببت درجات الحرارة الشديدة في جفاف بعض الأنهار، بما في ذلك أجزاء من نهر اليانغتسي، ثالث أطول نهر في العالم، ونُقل عن مسؤولين قولهم إن توليد الطاقة الكهرومائية في مقاطعة سيتشوان انخفض بشكل كبير، وهو ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي، وتوقف الشحن في بعض المجاري المائية وتأثر أكثر من مليوني هكتار من الأراضي الزراعية في ست مقاطعات.
وكُسرت الأرقام القياسية المتعلقة بأدنى مستويات لهطول الأمطار في غرب أوروبا، وفقا خدمة كوبرنيكوس لمراقبة التغير المناخي، في حين أن دول آسيا الوسطى مثل أفغانستان وإيران تعاني من ظروف جفاف قاسية منذ أكثر من عام الآن، وفي نصف الكرة الجنوبي، تضررت أمريكا الجنوبية بشدة في السنوات الأخيرة.
وأدى الجفاف إلى انخفاض إنتاج الحبوب في 2020-2021 بنسبة تصل إلى نحو ثلاثة في المئة، في حين عانى وسط تشيلي من 13 عاما من "الجفاف الشديد" - وهي أطول فترة جفاف في المنطقة منذ ألف عام، وفقا لتقرير للأمم المتحدة.
يقول التقرير: "بالإضافة إلى ذلك، فإن الجفاف الذي استمر لعدة سنوات في حوض بارانا لا بلاتا، وهو الأسوأ منذ عام 1944، يؤثر على وسط وجنوب البرازيل وأجزاء من باراغواي وبوليفيا".
حالات الجفاف المفاجئة
يقول علماء إن حالات الجفاف في الماضي كانت عادة تستغرق عدة مواسم أو سنوات حتى تتطور، لكن هذا الأمر يتغير الآن في العديد من الأماكن، ويجتمع انخفاض هطول الأمطار مع الحرارة الشديدة لإحداث موجات جفاف سريعة الظهور، كما رأينا في بعض المناطق هذا الصيف في نصف الكرة الشمالي.
يقول روجر بولوارتي، عالم بارز في الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي: "ما نراه الآن هو ما نطلق عليه حالات الجفاف المفاجئة"، ويضيف: "يمكن أن تستمر هذه الموجات لفترة تتراوح بين شهر وثلاثة أشهر فقط، لكنها قد تكون مدمرة إذا حدثت خلال موسم الذروة بالنسبة للمحاصيل، أو مخاطر حرائق الغابات".
ويقول بولوارتي إن البقع الساخنة المعرضة للجفاف المفاجئ موجودة في البرازيل، والساحل الأفريقي، والوادي المتصدع الكبير، والهند، ووسط الولايات المتحدة، وجنوب غربي روسيا، وشمال شرقي الصين، ومع بقاء أربعة أشهر قبل نهاية العام، يقول علماء إنه من السابق لأوانه القول ما إذا كان عام 2022 سيكون أسوأ بالنسبة للجفاف مقارنة بعام 2012، وهو أسوأ عام في التاريخ الحديث.
لكن سجلات وأرقام القرن العشرين غير كاملة أيضا، لذلك من الصعب تحديد ترتيب أي من هذين العامين بالضبط بين سنوات الجفاف طويل الأجل، لكن علماء أخبروني بأن هذا العام شهد واحدة من أكثر حالات الجفاف انتشارا منذ عقود.
ويبدو المستقبل قاتما. لطالما قال علماء المناخ إن الاحترار العالمي سيزيد من مخاطر الجفاف في المناطق المعرضة للخطر، نتيجة لانخفاض هطول الأمطار، وانخفاض رطوبة الهواء والتربة - ويتوقعون أن يصبح الجفاف أكثر حدة، وكذلك أكثر تواترا.
وإذا وصل الاحترار العالمي إلى ثلاث درجات مئوية بحلول عام 2100 - كما هو متوقع، إذا لم تنخفض مستويات الانبعاثات الحالية بشكل كبير - فإن تكلفة تلف المحاصيل والعواقب الاقتصادية الأخرى للجفاف يمكن أن تكون أعلى بخمس مرات مما هي عليه اليوم، وفقا لتقرير "الجفاف بالأرقام" الصادر عن اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر في وقت سابق من هذا العام.
يقول بنجمين كوك، من وكالة ناسا: "بغض النظر عن كيفية تأثير تغير المناخ على حالات الجفاف المحددة هذه [هذا العام]، فهذه هي أنواع الأحداث التي يجب أن نستعد لها بينما نواصل التحرك نحو مستقبل أكثر ارتفاعا في درجات الحرارة".
هواء "القارة العجوز" بات الخطر الأكبر
تسبب التلوث الناجم عن الجسيمات الدقيقة في الهواء بـ238 ألف حالة وفاة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي عام 2020، حسبما ذكر تقرير للوكالة الأوروبية للبيئة نُشر الخميس.
وأشارت الوكالة الأوروبية للبيئة في تقرير جديد إلى أن "التعرض لنسبة جزيئات دقيقة أكثر تركيزا مما توصي به منظمة الصحة العالمية، أدى إلى وفاة 238 ألف شخص بصورة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي".
ويعكس هذا الرقم ارتفاعا طفيفا عما سُجّل عام 2019 حين تسبّبت الجسيمات الدقيقة التي تخترق عمق الرئتين، في تسجيل 231 ألف حالة وفاة مبكرة.
ويتباين هذا الارتفاع مع الانخفاض المطرد مدى السنوات العشرين الفائتة، إذ سُجّل انخفاض إجمالي بنسبة 45 بالمئة بين عامي 2005 و2020، مع أن الرقم المسجّل يبقى "مهما"، بحسب الدراسة.
وتُفسَّر هذه الزيادة بمعدل الوفيات بأن جائحة كوفيد-19 أثرت بصورة أشد على الأشخاص المصابين بأمراض مرتبطة بتلوث الهواء كالسرطان والأمراض الرئوية وداء السكري من النوع الثاني.
تقرير الوكالة الأوروبية للبيئة قال "إن قارنّا عام 2020 بعام 2019، يتضح أن عدد الوفيات المبكرة التي تعزى إلى تلوث الهواء ارتفع في ما يخص الجسيمات الدقيقة PM2.5 ، بينما انخفض بالنسبة إلى ثاني أكسيد النيتروجين والأوزون".
بالنسبة لجزيئات الأوزون المنبعثة من حركة المرور والأنشطة الصناعية، فقد شهدت معدلات الوفيات المرتبطة بها عام 2020 انخفاضا مع تسجيل 24 ألف حالة وفاة، أي بانخفاض نسبته 3 بالمئة عن العام السابق.
أما بالنسبة إلى ثاني أكسيد النيتروجين المنبعث بصورة رئيسة من المركبات ومحطات الطاقة الحرارية، فسُجّلت أكثر من 49 ألف حالة وفاة مبكرة مرتبطة به، مع انخفاض بنسبة 22 بالمئة يرجع جزئيا إلى انحسار حركة السير خلال الجائحة.
أشارت الوكالة في تقريرها إلى أن الاتحاد الأوروبي يسير على الطريق الصحيح لتحقيق هدفه القاضي بخفض الوفيات المبكرة بأكثر من 50 بالمئة سنة 2030 مقارنة بعام 2005.
في بداية تسعينات القرن الفائت، تسبّبت الجسيمات الدقيقة في تسجيل نحو مليون حالة وفاة مبكرة في دول الاتحاد الأوروبي الـ27.
على شفير الهاوية.. الشرق الأوسط في قلب مخاطر التغير المناخي
بينما تقيم الأمم المتحدة مؤتمرها للمناخ في الشرق الأوسط، فإن هذه المنطقة من العالم وامتداداتها في شمال أفريقيا تبدو من الأكثر تأثرا بالتغير المناخي الذي بات يهدد بآثار سلبية خطيرة.
وتتواصل حاليا في منتجع شرم الشيخ المصري بجنوب سيناء أعمال قمة المناخ السابعة والعشرين (كوب 27)، التي تقام في الفترة من 6 إلى 18 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري بمشاركة قادة وزعماء وممثلين لما يقرب من 200 دولة.
وكانت المرة الأخيرة التي يقام فيها المؤتمر في دولة شرق أوسطية عام 2016، عندما استضافته مدينة مراكش المغربية، علما بأن فكرته انطلقت قبل 30 عاما، وبالتحديد خلال قمة الأرض التي انعقدت في مدينة ريو دي جانيرو البرازيلية عام 1992، وشهدت إعلان الأمم المتحدة عن التوصل لاتفاقية دولية مبدئية بشأن التغير المناخي.
وبعد أقل من 3 أعوام على قمة الأرض، تم إنشاء مؤتمر الأطراف باعتباره هيئة عُليا للاتفاقيات المناخية، وانعقد للمرة الأولى في العاصمة الألمانية برلين عام 1995، حيث اتفقت الدول على سلسلة من الالتزامات والمبادرات لتقليل الاحتباس الحراري.
شفير الهاوية
وقبيل انطلاق "كوب 27" في شرم الشيخ، أطلقت منظمة "غرين بيس" البيئية تحذيرا من أن منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا معرضة لشح في المياه والغذاء وموجات من الحر، إضافة إلى آثار سلبية أخرى ناتجة عن التغير المناخي.
"على شفير الهاوية" كان العنوان الصادم الذي اختارته المنظمة لتقريرها، الذي أكد أن هذه المنطقة تشهد احترارا بما يقرب من ضعفي المتوسط العالمي، مما يعرّضها للتأثر بشكل كبير بتغير المناخ ويؤدي بالتالي إلى تفاقم مخاطر أمن الغذاء والمياه.
وبالتحديد، فقد أكد التقرير الذي أعدته "مختبرات غرين بيس للبحوث" في جامعة إكسيتر البريطانية، أن درجات الحرارة ترتفع بمعدل متسارع يصل إلى 0.4 درجة مئوية لكل عقد (10 سنوات)، وذلك منذ ثمانينيات القرن العشرين، وهو ما يعادل ضعف المعّدل العالمي".
التقرير الذي ركّز بشكل خاصة على عينة من 6 دول هي لبنان والإمارات والجزائر ومصر وتونس والمغرب، قال إن هذه الدول ستشهد خطرا كبيرا من شح المياه بما سيؤثر سلبا على الزراعة وصحة الإنسان، ولأن المنطقة تعتمد على الواردات الغذائية "التي يمكن أن تتأثّر في حال أثّر الجفاف وندرة المياه على المحاصيل في العقود المقبلة".
وبحلول نهاية القرن، من المرجّح أن يعاني 80% من المدن المكتظة بالسكان في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا من موجات الحر لما لا يقل عن 50% من المواسم الدافئة.
وفي ظل وجود انبعاثات عالية في بعض المواقع بالشرق الأوسط ومنطقة الخليج، يمكن أن تتجاوز درجات الحرارة القصوى خلال موجات الحر الشديدة في المستقبل 56 درجة مئوية، بحسب تقرير "غرين بيس".
العدالة المناخية
وبناء على هذا التقرير، قالت غرين بيس إلى على القيادات العالمية المجتمعة في شرم الشيخ أن تعمل على تحقيق العدالة المناخيّة، من خلال إنشاء صندوق لتعويض الدول والمجتمعات التي تواجه أخطر آثار تغير المناخ نتيجة الخسائر والأضرار التي لحقت بها، بالإضافة إلى الوفاء بالتعهدات التي تم الإعلان عنها سابقا في مجال التكيّف والحد من المخاطر، وضرورة تمويل المسارات الإنمائية البديلة لهذه الدول من خلال الهبات بدلا من القروض.
وبدورها، تشير وكالة الصحافة الفرنسية إلى أن تغير المناخ بما يعني ندرة الأمطار وموجات الحر الشديدة والجفاف، هي عوامل تؤدي إلى نزوح ملايين الأشخاص في الشرق الأوسط، أكثر مناطق العالم افتقارا إلى المياه، مع ما يرافق ذلك من خطر توسع المدن المضر بالبيئة، واحتمال اندلاع نزاعات على الموارد.
وتفيد مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين بأن "90% من اللاجئين في العالم يأتون من مناطق معرضة بقوة لتأثيرات التغير المناخي"، وتقول إيمي بوب نائبة مديرة المنظمة الدولية للهجرة إنه إذا لم يستطع السكان توفير غذائهم وزراعة الأرض، فلا سبيل آخر أمامهم إلا النزوح، وبالنسبة لمصر التي تستضيف الدورة الحالية من مؤتمرات المناخ، فيتوقع خبراء أن تفقد بحلول العام 2060 نصف إنتاجية قطاعها الزراعي.
وما لم يتم العمل على الحد من التغيرات المناخية، يرى البنك الدولي أنه سيكون هناك بحلول العام 2050، 216 مليون مهاجر لأسباب مناخية، إذ ستضطر عائلات بكاملها الى النزوح داخل بلدانها، وسيشمل النزوح نحو 20 مليون شخص في دول شمال أفريقيا الخمس.
ووفق المؤسسة الأوروبية للمتوسط، فإن هذه المنطقة معرضة للأخطار أكثر من غيرها، لأن شواطئها كثيفة السكان ومهددة بفعل ارتفاع مستوى مياه البحر، حيث إن 7% من سكانها يعيشون على ارتفاع أقل من 5 أمتار من سطح البحر.
تهديد بالغرق
وعلى سبيل المثال، ففي الإسكندرية على البحر المتوسط، ثاني أكبر مدينة مصرية، يتوقع أن يضطر مليونا شخص إلى الانتقال إلى مكان آخر، أي نحو ثلث سكان المدينة، وستفقد المدينة 214 ألف وظيفة إذا ارتفع مستوى البحر 50 سنتيمترا.
ووفق أكثر السيناريوهات تفاؤلا من جانب الأمم المتحدة، سيصبح ثلث المدينة تحت الماء أو غير صالح للسكن بحلول عام 2050.
ويُتوقع أن يرتفع مستوى البحر الأبيض المتوسط مترًا واحدًا في غضون العقود الثلاثة المقبلة، وفقًا لأسوأ توقعات الأمم المتحدة. ويقول الخبراء الأمميون إن مستوى البحر الأبيض المتوسط سيرتفع أسرع من أي مكان آخر في العالم تقريبا.
وبحسب اليونيسيف، تقع 11 دولة من أكثر 17 بلدا افتقارا للمياه في العالم، في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.
وفي العراق كمثال آخر، إذا لم يتخذ أي إجراء بحلول عام 2050، و"في حال ارتفاع الحرارة بمقدار درجة مئوية وانخفاض الأمطار بنسبة 10%، سيفقد هذا البلد البالغ عدد سكانه 42 مليون نسمة، 20% من مياهه العذبة"، وفق البنك الدولي.
أما الأردن، أحد أكثر بلدان العالم جفافا، فقد اضطر إلى مضاعفة وارداته من المياه من إسرائيل هذا العام، فيما يعاني قطاع غزة الخاضع لحصار إسرائيلي من نقص مزمن في المياه منذ سنوات.
اضف تعليق