q

لم يكن التغير المناخي في العقود الأربعة الأخيرة نظرية أو فرضية فحسب، بل هو واقع ملموس وأمر محسوس، فالسجلات المناخية العالمية المئوية حافلة بشواهد غنية وأدلة قطعية، على أن عناصر المناخ تغيرت وأصبحت أكثر تطرفاً وعنفاً وعلى وجه الخصوص درجة حرارة سطح الأرض والمحيطات حيث ساهمت في الغالب وبشكل سلبي على الإنسان والنظام البيئي على حد سواء. وما ذوبان الجليد القطبي والأنهار المتجمدة والذي أعقبه ارتفاع مستوى سطح البحر إلا شواهد محسوسة وأدلة مقيوسة لمن كان عنده شك وارتياب. ولقد أثبتت الدراسات العلمية المحكمة أن معدل درجة حرارة الأرض خلال القرن العشرين قد أصبح أكثر سخونة من أي قرن مضى، على الرغم أن معظم علماء المناخ يتفقون على وجود ظاهرة التغير المناخي الحالي إلا أنه يظهر لغط وجدل حيال سؤال جوهري: من الذي يقف خلف هذا التغير المناخي الحالي؟. ففي الوقت الذي يذهب فيه كثير من علماء المناخ إلى أن المتهم في ذلك هو النشاط البشري في المقام الأول عبر انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الغلاف الجوي كثاني أكسيد الكربون وغاز الميثان، في حين أن الأقلية منهم يبرئون الإنسان من تلك التهمة مشيرين إلى أن عوامل طبيعية دورية تقف وراء تلك التغيراتأو التذبذبات المناخية.

في احدث التطورات على هذا الصعيد، حث أكثر من 12 من ممثلي الادعاء العام بولايات أمريكية الرئيس دونالد ترامب في خطاب على عدم الانسحاب من اتفاقية باريس بشأن المناخ، التي تلزم الولايات المتحدة و200 دولة أخرى، بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مسعى لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض، في الوقت نفسه، قال مسؤول بالبيت الأبيض إن مستشاري الرئيس دونالد ترامب سيجتمعون لبحث ما إذا كانوا سيوصونه بأن يعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، صرح رئيس الوكالة الاميركية لحماية البيئة الجمعة ان الولايات المتحدة يجب ان تنسحب من اتفاقية باريس حول المناخ، ليصبح بذلك اول مسؤول في ادارة الرئيس دونالد ترامب يتخذ موقفا من هذا النوع علنا، من جهة أخرى قال بنك الاستثمار الأوروبي ذراع الإقراض بالاتحاد الأوروبي إنه سيحافظ على هدفه لإستثمار نحو 20 مليار دولار سنويا لمكافحة التغير المناخي على مدى السنوات الخمس المقبلة موجها تحذيرا إلى المتشككين في ظاهرة تغير المناخ.

على صعيد مختلف، يقول علماء في المناخ إن الجليد البحري قبالة القارة القطبية الجنوبية وفي القطب الشمالي عند أقل مستوياته عن هذه الفترة من العام بعد انحساره بواقع ضعفي مساحة ولاية ألاسكا الأمريكية في مؤشر على ارتفاع درجة حرارة العالم.

وعلى عكس اتجاه شهد ارتفاع درجة حرارة الأرض وانكماش الجليد بمعدلات ثابتة في القطب الشمالي اتجه الجليد الذي يطفو في المحيط الجنوبي قبالة القارة القطبية الجنوبية إلى الزيادة في السنوات الأخيرة.

لكنه ينكمش حاليا في القطبين الشمالي والجنوبي في تطور يزعج العلماء ربما تسهم فيه الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري الناجمة عن النشاط البشري وظاهرة النينو المناخية التي تشهد ارتفاع الحرارة في المحيط الهادي وأيضا تقلبات طبيعية.

مدعون أمريكيون يحثون ترامب على عدم الانسحاب من اتفاقية باريس

حث أكثر من 12 من ممثلي الادعاء العام بولايات أمريكية الرئيس دونالد ترامب في خطاب على عدم الانسحاب من اتفاقية باريس بشأن المناخ، التي تلزم الولايات المتحدة و200 دولة أخرى، بخفض انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في مسعى لإبطاء ارتفاع درجة حرارة الأرض، وانضم المدعون العموميون من 12 ولاية والمدعي العام لمنطقة كولومبيا وساموا الأمريكية بهذا الخطاب إلى مجموعة من الأصوات، من بينها شركات طاقة كبيرة تعمل في مجال الوقود الاحفوري ومدافعين عن البيئة، للتنديد بفكرة الخروج من الاتفاقية التي انتقدها الرئيس الجمهوري في السابق.

وكتب المدعون "سيؤدي التغير المناخي، إذا لم يتم كبحه، إلى اضطراب بيئي عالمي وكارثة على نطاق لا يمكن تخيله"، وحث المدعون الرئيس على "الإبقاء على التزام الولايات المتحدة بهذه الاتفاقية الرائدة وتجديد التأكيد عليه"، وتسعى اتفاقية باريس، التي توصل إليها ما يقرب من 200 دولة في عام 2015، إلى الحد من ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بتقليص انبعاثات ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى من حرق الوقود الاحفوري. والتزمت الولايات المتحدة في إطار الاتفاق بتقليص الانبعاثات بما يتراواح بين 26 بالمئة و28 بالمئة دون مستوياتها في عام 2005 بحلول عام 2025.

وكان سكوت برويت، وهو مدع عام سابق في أوكلاهوما عينه ترامب ليرأس الوكالة الأمريكية لحماية البيئة، دعا في مقابلة تلفزيونية في 14 ابريل نيسان الجاري، إلى "الانسحاب" من اتفاقية باريس بينما قال وزير الطاقة ريك بيري أمام مؤتمر بلومبرج لتمويل الطاقة الجديدة في نيويورك إنه ينبغي لواشنطن "إعادة التفاوض عليها".

وبرويت وبيري من بين مسؤولي الإدارة الذين كان من المقرر أن يجتمعوا الأسبوع الماضي لمناقشة الموقف الأمريكي من الاتفاقية، لكن الاجتماع ألغي، وقالت مصادر لرويترز في الخامس من أبريل نيسان إن مجموعة من منتجي الفحم أبلغوا مسؤولي البيت الأبيض أن البقاء في الاتفاق العالمي لمكافحة التغير المناخي سيعطي المفاوضين الأمريكيين فرصة للدفاع عن الفحم في مزيج الطاقة العالمي في المستقبل، ووقع خطاب مدعون كبار من ولايات كونيتيكت وديلاوير وأيوا ومين وماريلاند وماساتشوستس ومينيسوتا ونيويورك ونورث كارولاينا وأوريجون ورود ايلاند وفيرمونت.

مستشارو ترامب يجتمعون لبحث اتفاق باريس للمناخ

قال مسؤول بالبيت الأبيض إن مستشاري الرئيس دونالد ترامب سيجتمعون لبحث ما إذا كانوا سيوصونه بأن يعلن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس للمناخ، ويهدف الاتفاق الذي وافقت عليه قرابة 200 دولة في باريس في عام 2015 إلى الحد من حرارة كوكب الأرض وذلك من خلال إجراءات منها خفض ثاني أكسيد الكربون والانبعاثات الأخرى الناجمة عن حرق الوقود الأحفوري. وبموجب الاتفاق تعهدت الولايات المتحدة بخفض انبعاثاتها بنحو 26 إلى 28 في المئة من مستويات 2005 بحلول عام 2025.

وقال ترامب إن الولايات المتحدة يجب أن "تلغي" الاتفاق لكنه يلتزم إلى حد كبير بالهدوء بشأن القضية منذ انتخابه في نوفمبر تشرين الثاني الماضي، وتريد المنظمات المعنية بالبيئة من واشنطن أن تظل في اتفاق باريس حتى لو أضعفت الإدارة الجديدة التعهدات الأمريكية، وقال مسؤول بالبيت الأبيض إن مستشاري ترامب "سيبحثون الخيارات بهدف تقديم توصية للرئيس بشأن ما يجب أن يتخذ"، ويأتي الاجتماع قبل قمة مجموعة الدول السبع الغنية في أواخر مايو أيار وهو الموعد المحدد للبيت الأبيض للإعلان عن موقفه. بحسب رويترز.

وفي الآونة الأخيرة طلب المسؤولون بالبيت الأبيض بقيادة المجلس الاقتصادي القومي النصيحة من شركات الطاقة بشأن البقاء في الاتفاقية، وأجرت شركة بيبودي انرجي مشاورات مع المسؤولين بالبيت الأبيض وأكدت شركة كلاوك بيك انرجي لرويترز أنها أبلغت مستشاري البيت الأبيض بأن من مصلحة الولايات المتحدة البقاء ضمن الاتفاقية لضمان وجود دور عالمي لمصانع الفحم عالية الكفاءة، ومن بين المستشارين المتوقع حضورهم اجتماع وزير الطاقة ريك بيري وسكوت برويت مدير وكالة حماية البيئة، كان برويت قال الأسبوع الماضي إن الولايات المتحدة يجب أن تخرج من الاتفاق لأنه "اتفاق سيء" بالنسبة للبلاد.

واشنطن يجب ان "تنسحب" من اتفاق باريس

صرح رئيس الوكالة الاميركية لحماية البيئة الجمعة ان الولايات المتحدة يجب ان تنسحب من اتفاقية باريس حول المناخ، ليصبح بذلك اول مسؤول في ادارة الرئيس دونالد ترامب يتخذ موقفا من هذا النوع علنا، وقال سكوت برويت لشبكة "فوكس نيوز" المحافظة ان "اتفاقية باريس امر يجب ان ندرسه بدقة". واضاف ان "الولايات المتحدة يجب ان تخرج منها برأي"، ورأى هذا المشكك في الاتفاقية التي وقعتها 195 دولة في كانون الاول/ديسمبر 2015 "امرا سيئا لاميركا"، مشيرا الى ان الصين اكبر دولة مسببة للتلوث في العالم والهند التي تعد ايضا من الدول المسببة للتلوث ايضا "لا تخضعان لاي التزام في اطار هذا الاتفاق حتى 2030"، في المقابل عبر برويت عن اسفه لان "الولايات المتحدة -- ثاني دولة من حيث انبعاثات الغازات المسببة للدفيئة -- فرض عليها ذلك بلا تأخير".

وكانت ادارة ترامب قالت انها تدرس موقفها من مسألة تغير المناخ وسياسة الطاقة، لكنها لم تذكر علنا حتى الآن ما اذا كانت ستحترم الوعد الذي قطعه ترامب خلال حملته الرئاسية "بالغاء" مشاركة الولايات المتحدة في اتفاقية باريس.

وقال ترامب في نهاية آذار/مارس انه سيتخذ موقفا "بحلول نهاية ايار/مايو"، وتثير هذه القضية انقساما بين مستشاري الرئيس الجمهوري. فخبيره الاستراتيجي ستيف بانون القومي الاقتصادي الذي يبدو نفوذه في تراجع، ومعه برويت يؤيدان الانسحاب من الاتفاق بينما يدعم وزير الخارجية ريكس تيلرسون الرئيس السابق لمجلس ادارة اكسون موبيل البقاء، وتؤيد ايفانكا الابنة الكبرى لترامب، وزوجها جاريد كوشنر اللذان يصغي اليهما الرئيس، موقف تيلرسون، حسب مصادر نقلت عنها وسائل الاعلام الاميركية.

وكانت اكسون موبيل التي دعمت علنا اتفاقية باريس، وجهت في آذار/مارس رسالة الى البيت الابيض لتكرار هذا الموقف، موضحة ان "الولايات المتحدة في موقع جيد لتكون قادرة على المنافسة في اطار هذا الاتفاق"، وكانت الادارة السابقة تعهدت في باريس بان تخفض الولايات المتحدة انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ما بين 26 و28 بالمئة بحلول 2025، الى المستوى نفسه الذي كانت عليه في 2005، ولتحقيق ذلك، اصدر الرئيس السابق باراك اوباما مرسوما يأمر الوكالة الاميركية لحماية البيئة باجبار محطات توليد الكهرباء التي تعمل على الفحم بخفض انبعاثات هذا الغاز، لكن ترامب تراجع عن هذه الاجراءات وطلب من الوكالة اعادة النظر فيها، وخالف برويت في آذار/مارس الإجماع العلمي العالمي عندما اعتبر ان انبعاثات ثاني أكسيد الكربون ليست عاملا حاسما في تبدل المناخ.

العالم يدعم إبطاء تغير المناخ رغم تهديدات ترامب

قالت رئيسة أمانة الأمم المتحدة لتغير المناخ إن الحكومات خلقت "قوة دفع عالمية" لإبطاء تغير المناخ رغم تهديدات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس 2015 التي تهدف لتقليص انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري، وكتبت باتريشيا إسبينوزا في رسالة إلى موظفي الأمانة ومقرها بون "لا يزال اتفاق باريس إنجازا هائلا نال الدعم من كل الدول لدى المصادقة عليه."

وخلال الأسبوع الماضي بدأ ترامب، الذي يشكك في أن الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري من الوقود الأحفوري ترفع درجة حرارة الكوكب، إلغاء الكثير من سياسات سلفه باراك أوباما لإبطاء وتيرة الاحتباس الحراري في تحول جاء لصالح صناعة الفحم.

ويتوقع ترامب أن يتخذ قرارا بحلول أواخر مايو أيار بشأن إن كان سيفي بوعده أثناء حملته الانتخابية بالانسحاب من اتفاق باريس الذي أبرمته نحو 200 دولة. ويحدد الاتفاق هدف تقليص انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري بحلول النصف الثاني من هذا القرن، وحددت إسبينوزا مؤشرات على "قوة دفع عالمية" مثل نمو قطاع الطاقة الشمسية على مستوى العالم بواقع 50 في المئة في 2016 بقيادة الولايات المتحدة والصين ومصادقة المزيد من الحكومات على قوانين للحد من الاحتباس الحراري، وقالت "هذا الزخم الحكومي لا يزال يحظى بدعم شركات ومستثمرين ومدن وأقاليم ومناطق بما في ذلك شركات نفطية عملاقة تحدث رؤساؤها في الأسابيع الأخيرة علنا لدعم اتفاق باريس".

الاتحاد الأوروبي يقول إنه سيظل أكبر مستثمر في مكافحة التغير المناخي

قال بنك الاستثمار الأوروبي ذراع الإقراض بالاتحاد الأوروبي إنه سيحافظ على هدفه لإستثمار نحو 20 مليار دولار سنويا لمكافحة التغير المناخي على مدى السنوات الخمس المقبلة موجها تحذيرا إلى المتشككين في ظاهرة تغير المناخ.

وتمثل الاستثمارات في المناخ بالفعل نحو ربع إجمالي قروض البنك. وفي العام الماضي أقرض البنك 83.8 مليار يورو (90 مليار دولار) منها 19 مليار لمشروعات لمكافحة التغير المناخي، وأبلغ فيرنر هوير رئيس البنك مؤتمرا صحفيا في بروكسل "نحن الأوروبيون يجب أن نقود العالم الحر ضد المتشككين في ظاهرة تغير المناخ."

ولم يذكر هوير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالاسم لكن ترامب تعهد بتعزيز صناعات النفط والغاز والفحم في الولايات المتحدة جزئيا عن طريق التخلي عن إجراءات تنظيمية اتحادية للحد من انبعاثات ثاني أكسيد الكربون. واقترح أيضا الانسحاب من اتفاقية عالمية بشأن تغير المناخ وقعت في باريس في 2015 ووصفها بأنها مكلفة جدا للصناعات الأمريكية.

وقالت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية العالمية الأسبوع الماضي إن درجات الحرارة في العالم سجلت ارتفاعا قياسيا للعام الثالث على التوالي في 2016، وقال هوير إن البنك سيبقي على أهدافه الطموحة لمكافحة التغير المناخي. وأضاف قائلا "نأمل بأن نقدم 100 مليار دولار للعمل المناخي على مدى السنوات الخمس المقبلة وهو أكبر إسهام لأي مؤسسة متعددة الأطراف منفردة".

يجب على مزيد من الشركات العمل مع الموردين لكبح تغير المناخ

أشادت دراسة بتسع وعشرين شركة بينها جنرال موتورز وسكاي وسوني كورب بتصدرها مبادرات للعمل من أجل خفض انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري غير أن الدراسة أظهرت أن عددا قليلا للغاية من الشركات يعمل مع شبكات التوريد لخفض الانبعاثات، وقالت منظمة (سي.دي.بي) غير الربحية التي كانت تعرف في السابق باسم مشروع كاربون ديسكلوجر في تقرير نشر يوم الثلاثاء "سلسلة التوريد هي الحدود الجديدة للمسؤولية البيئية- مجال غني بالفرص التي لا تزال غير مستكشفة في معظمها".

وذكرت المنظمة أن كثيرا من الشركات تحدد أهدافها الخاصة بالحد من التغير المناخي لكنها لا تضع في الاعتبار انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري المرتبطة بالمنتجات التي تشتريها من شركات أخرى مثل شركات المعادن والأجزاء الإلكترونية والأخشاب والمحاصيل. ووصفت سلاسل التوريد بأنها "وصلة مفقودة".

وقال ديسكتر جالفين مدير برنامج سلسلة التوريد بالمنظمة لرويترز "الغالبية العظمى من انبعاثات أي شركة متوسطة تكمن في سلسلة التوريد. عدد قليل للغاية من الشركات يعمل مع الموردين في هذا الشأن"، ومن بين الشركات الأخرى التي أشاد بها التقرير لتصديها لتغير المناخ بالعمل مع مورديها بنك أوف أمريكا ونستله وأكزو نوبل، ووجدت الدراسة أن 22 بالمئة فقط من بين 4300 شركة شملها البحث تعمل مع مورديها لخفض الانبعاثات، وذكرت الدراسة التي استعرضت أيضا إجراءات لتحسين استغلال المياه إن المشاركين في المسح أبلغوا عن تخفيضات تعادل 434 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون في 2016، وأبلغوا أيضا عن خفض في التكاليف يعادل 12.6 مليار دولار في 2016 يتعلق أغلبه بتحسين كفاءة استهلاك الطاقة وهو يعادل تقريبا ضعفي الخفض في التكاليف في 2015 البالغ 6.6 مليار دولار، وقالت باتريشيا إسبينوزا رئيسة أمانة تغير المناخ بالأمم المتحدة في مقدمة للتقرير "التحرك بشأن تغير المناخ والمياه ليس فقط الشيء الصواب الذي ينبغي عمله وإنما أيضا هو الحل الذكي الذي ينبغي فعله"، وأضافت أن معدل مشاركة الشركات لسلسة التوريد في خفض الانبعاثات البالغ 22 بالمئة "غير كاف" لاسيما والعالم يسجل أرقاما قياسية جديدة في درجات الحرارة. وشهد العام الماضي أعلى مستوى مسجل لدرجات الحرارة للعام الثالث على التوالي.

جبل جليدي هائل يتجه للانفصال عن قارة أنتاركتيكا

يتجه جبل جليدي هائل يقترب من حجم ولاية ديلاوير الأمريكية أو دولة ترينيداد وتوباجو وهي جزيرة في البحر الكاريبي للانفصال عن القارة القطبية الجنوبية (أنتاركتيكا)، وقال علماء إن صدعا كان يتسع ببطء في السنوات الماضية عبر الجرف الجليدي (لارسن سي) في شبه جزيرة أنتاركتيكا اتسع فجأة الشهر الماضي وزاد طوله بنحو 18 كيلومترا.

وأضافوا أن طول الصدع يبلغ الآن 80 كيلومترا ولم يتبق سوى 20 كيلومترا فقط على انفصاله عن القارة القطبية الجنوبية، وقال العلماء في جامعة سوانزي في ويلز في بيان "الجرف الجليدي لارسن سي في أنتاركتيكا يتجه لفصل منطقة مساحتها أكثر من 5000 كيلومتر مربع بعد زيادة كبيرة في صدع"، وأضاف البيان "الانفصال سيغير بشكل أساسي المنظر الطبيعي لشبه جزيرة أنتاركتيكا" ويمكن أن يؤدي إلى تفكك أوسع في الجرف الجليدي لارسن سي.

والجروف الجليدية مناطق من الجليد العائم على البحر وسمكها عدة مئات من الأمتار في نهايات الأنهار الجليدية، ويخشى علماء من أن فقدان الجروف الجليدية حول القارة المتجمدة سيسمح لمياه الأنهار الجليدية بالانزلاق على نحو أسرع نحو البحر مع ارتفاع درجات حرارة الأرض بفعل الاحتباس الحراري الأمر الذي سيزيد مناسيب المياه في البحار حول العالم، وتصدعت عدد من الجروف الجليدية في الأجزاء الشمالية من أنتاركتيكا في السنوات القليلة الماضية ومن بينها (لارسن بي) الذي تفكك في 2002.

وقال أندرو فلمنج مدير الاستشعار عن بعد في مركز الاستقصاء القطبي البريطاني الذي يتابع أيضا وضع الجرف لارسن سي إن الجليد يذوب بفعل ارتفاع درجة حرارة الهواء والمياه أيضا، وقالت هيئة كوبرنيكوس إن درجات الحرارة في العام الماضي كسرت رقما قياسيا سُجل في 2015 بنحو 0.2 درجة مئوية وذلك بسبب تزايد الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري في الجو فضلا عن ظاهرة النينيو في المحيط الهادي، وفي نوفمبر تشرين الثاني صدقت نحو 200 دولة على اتفاق باريس لمواجهة التغير المناخي بوصفه "مهمة عاجلة" خشية أن يحاول الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب إلغائه.

ذوبان جليد بحري قطبي بحجم الهند إثر ارتفاع قياسي في الحرارة

قال مارك سيريز مدير المركز الوطني الأمريكي لبيانات الثلوج والجليد في كولورادو إن درجات الحرارة في مناطق بالقطب الشمالي زادت 20 درجة عن المستويات الطبيعية لبعض الأيام في شهر نوفمبر تشرين الثاني، وعلى مستوى العالم يتجه 2016 لكي يكون أشد الأعوام حرارة في التاريخ المسجل.

وحسب قياسات بالأقمار الصناعية أجراها المركز فإن الجليد البحري القطبي كان يوم الأحد أقل بواقع نحو 3.84 مليون كيلومتر مربع من متوسط مساحته في الفترة بين عامي 1981 و2010. والمساحة تقارب مساحة الهند أو ضعفي مساحة ولاية ألاسكا.

كان اتساع الجليد البحري في المنطقة القطبية الجنوبية في السنوات الأخيرة داعما كبيرا لآراء المشككين في ظاهرة تسبب الإنسان في ظاهرة الاحتباس الحراري، وقال جون تيرنر الباحث في مركز البحث البريطاني للقارة القطبية الجنوبية إن رياحا غربية باردة ربما ساهمت في نجاة المنطقة من آثار ارتفاع درجة حرارة الأرض لكنها كانت في نوفمبر تشرين الثاني عند أضعف مستوياتها في عقدين.

ترقق طبقة الجليد في القطب الشمالي يتيح مرور الضوء وازدهار الطحالب

قال علماء إن التغير المناخي يؤثر على مظاهر الحياة في المحيط المتجمد الشمالي مثل ترقق طبقة الجليد مما يتيح مرور المزيد من الضوء وانتعاش الطحالب الدقيقة في تلك المنطقة التي تصعُب الحياة فيها حول القطب الشمالي.

وقال العلماء إن الطحالب الدقيقة قد تصبح قادرة حاليا على النمو تحت سطح الجليد على مساحة 30 في المئة تقريبا من المحيط المتجمد الشمالي في ذروة فصل الصيف القصير في يوليو تموز بعد أن كانت المساحة خمسة في المئة قبل 30 عاما.

وكتب علماء في الولايات المتحدة الأمريكية وبريطانيا برئاسة كريستوفر هورفات من جامعة هارفارد "التغيرات المناخية الأخيرة ربما غيرت بشكل ملحوظ بيئة المحيط المتجمد الشمالي"، ولوحظ أول ازدهار واسع للطحالب تحت سطح الجليد عام 2011 في بحر تشوكتشي شمالي مضيق بيرينج الذي يفصل بين ألاسكا وروسيا وهي منطقة كانت قبل ذلك مظلمة جدا إلى حد لا يتيح إمكان حدوث عملية التمثيل الضوئي. بحسب رويترز.

وانخفض متوسط سُمك الجليد في المحيط المتجمد الشمالي إلى 1.89 مترا عام 2008 بعد أن كان 3.64 متر عام 1980، وفقا لدراسة أخرى، ويبدو أن الطحالب الدقيقة تدخل في سبات عميق تحت طبقة الجليد في فصل الشتاء عندما تختفي الشمس لأشهر لكنها تعود لتنتعش في الربيع، وقال هورفات لرويترز إنه لم يتضح تأثير نمو هذه الطحالب على سلسلة الغذاء في المحيط القطبي الشمالي من حيث اجتذاب مزيد من الأسماك شمالا.

اضف تعليق