في القرن الواحد والعشرين بات الفقر يشكل واحداً من أهم المهددات الحقيقية للاستقرار الاقتصادي والأمني والاجتماعي في العالم، المفارقة الجديدة هو ان عدم التصدي للاحتباس الحراري سيزيد عدد الفقراء مئة مليون، ووفقا لما اظهرت الاحصاءات بهذا الشأن مؤخرا بأن سبعة ملايين شخص اضافي غرقوا في دوامة الفقر سنة 2015 في اميركا اللاتينية، أما في روسيا وحدها فقد بلغ عدد الفقراء بنحو 19,2 مليون شخص كحد وسطي عام 2015 في نسبة هي الاعلى منذ تسع سنوات اذ ان الانكماش يؤثر في القدرة الشرائية للاسر، حسب احصاءات رسمية، في اسيا تعد بنغلادش من اكثر البلدان فقرا، مما يضطر سكانها الى بيع اعضاء اجسادهم لمواجهة الفقر، في الوقت نفسه ادى تدافع خلال توزيع ثياب مجانية في شمال بنغلادش الى مصرع 27 شخصا واصابة اكثر من خمسين اخرين، على صعيد ذي صلة تراجعت السلطات في النروج، احد اغنى بلدان العالم، عن قانون لحظر التسول اثار جدلا ولاسيما لتجريمه تقديم مساعدة للمتسولين.
ومن المعطيات الراهنة، يبدو الفقر مشكلة عالمية وظاهرة اجتماعية ذات امتدادات اقتصادية وانعكاسات سياسية متعددة الأشكال والأبعاد وهى ظاهرة لا يخلو منها أي مجتمع مع التفاوت الكبير في حجمها وطبيعتها والفئات المتضررة منها وتشير التقديرات إلى أن خمس سكان العالم يمكن تصنيفهم بأنهم فقراء محرومون من الحدود الدنيا لفرص العيش الكريم الآمن.
فيما يرى خبراء في التنمية البشرية انه من الصعب الجزم بأن الثقافة والقيم والتقاليد والاضطراب الاجتماعي والسياسي عوامل بمفردها تميز الدول الفقيرة عن الغنية فتعتبر الحكومات في عديد من الدول الفقيرة جزء من المشكلة وليس جزء من الحل لمتطلبات التنمية نظرا لمركزية الإدارة واتخاذ القرار حيث عانت الدول الفقيرة بلا استثناء من الكساد الاقتصادي مع نمو مطرد في حجم الدين العام وانخفاض أسعار المواد الخام المصدرة نتيجة تحديات الإصلاحات الاقتصادية الهيكلية المفروضة من قبل وكالات التنمية العالمية فتدهور معدل النمو اللاقتصادي كثيرا في معظم الدول الفقيرة أن استراتيجية الحد من الفقر في المدى القصير يعتبر استمرار الدعم ضرورة حتمية في الحاضر والمستقبل القريب إذ يؤدى إلغائه إلى أعباء اقتصادية واجتماعية فادحة لا يجب حاليا استبدال دعم الأسعار ببديل نقدي لأن الفئة الوحيدة المتاح معرفة دخولها بدرجة معقولة من الدقة هي فئة المشتغلين بالحكومة، أما الفئات الأخرى يصعب تقدير دخولهم أو وصول الدعم النقدي لهم لغياب منظومة المعلومات المناسبة.
وعليه على الرغم من التفاوت في تحديد مفهوم الفقر ومعايره إلا أن انخفاض الدخل للفرد أو الأسرة يشكل العمود الفقري لهذا المفهوم وهذه المعايير مع ما يرافق ذلك من ضعف القدرة على توفير مستلزمات الحياة الضرورية من مسكن ومأكل وملبس ناهيك عن المستلزمات الأخرى الصحية والتعليمية وغيرها.
فيما تهتم مشكلة الفقر في المجتمعات النامية وبخاصة تلك التي يلهث نموها الاقتصادي وراء نموها السكاني، وتتفاوت تبعاً لذلك أساليب المعالجات والمحاولات الرامية إلى الحد من هذه الظاهرة الخطيرة وتداعياتها، كما تتسم دراسات الفقر بوجود مساهمات متنوعة في الاقتصاد متعددة المدخل فإن لم يكن النظر إلى ظاهرة الفقر من زاوية واحدة ومن هنا يشترك في دراسة الفقر كل هذه الفروع من المعرفة ولكن تقتصر هذه الدراسات في معظمها على رصد الظاهرة، وتحتاج دراسة الفقر والفقراء إلى رؤية بعيدة المدى للقضاء على هذه المشكلة، فيما يلي ادناه اهم الاخبار والاحصاءات حول الفقر في معظم دول العالم الفقيرة منها والغنية.
الاحتباس الحراري يفاقم الفقر
حذر تقرير للبنك الدولي صدر ان عدم اتخاذ اي اجراءات للحد من تاثير الاحتباس الحراري سيؤدي الى زيادة عدد من يعيشون في الفقر المدقع بواقع مئة مليون بحلول العام 2030، واورد التقرير الذي نشر قبل شهر من انعقاد مؤتمر باريس حول المناخ "من دون تنمية ذكية في ملف المناخ، فان التبدل المناخي قد يجر اكثر من مئة مليون شخص الى الفقر بحلول العام 2030". بحسب فرانس برس.
واضاف المصدر نفسه ان التاثير الاكبر سيطاول القارة الافريقية حيث قد يتسبب الاحتباس الحراري بارتفاع كبير في اسعار المواد الغذائية قد يبلغ 12 في المئة العام 2030، وتابعت المؤسسة المتخصصة في التنمية الاقتصادية ان هذا الامر سيشكل "ضربة قاسية جدا لمنطقة يشكل فيها الاستهلاك الغذائي في المساكن الاكثر فقرا اكثر من ستين في المئة من النفقات"، والتاثير سيطاول ايضا جنوب اسيا. ففي الهند، قد تدفع الازمات الزراعية والانتشار السريع للامراض الناتجة من الاختلال المناخي 45 مليون شخص الى الفقر المدقع، ما يعني انهم سيعيشون باقل من 1,9 دولار يوميا، والتاثيرات ستكون ايضا صحية.
فارتفاع حرارة الارض ما بين درجتين وثلاث درجات، ما يتجاوز سقف الدرجتين الذي حدده المجتمع الدولي، قد يزيد بنسبة خمسة في المئة عدد السكان المعرضين للاصابة بالملاريا، ما يعني 150 مليون شخص اضافيين، بحسب البنك الدولي.
وتابع التقرير ان امراض الاسهال قد تزيد بنسبة عشرة في المئة خلال الاعوام الخمسة عشر المقبلة، داعيا الى تنمية "سريعة ومتضامنة تاخذ (ازمة) المناخ في الاعتبار"، وقال البنك الدولي ايضا "على المدى الابعد، وحده تحرك دولي فوري ومدعوم بهدف تقليص الانبعاثات العالمية لغازات الدفيئة سيتيح حماية ملايين الاشخاص من الفقر"، داعيا الدول الثرية الى مساعدة دول الجنوب في تمويل اجراءات تخفف من وطأة الاحتباس الحراري، وقد يفضي مؤتمر باريس الدولي الذي يبدأ في 30 تشرين الثاني/نوفمبر الى اتفاق دولي يحد من انبعاثات غازات الدفيئة.
سبعة ملايين فقير في اميركا اللاتينية
غرق 7 ملايين شخص إضافي في دوامة الفقر سنة 2015 في منطقة أميركا اللاتينية والكاريبي، في ارتفاع يعزى في المقام الأول إلى الانكماش الاقتصادي في المنطقة، وفق ما كشفت لجنة تابعة للأمم المتحدة.
وبحسب تقديرات اللجنة الاقتصادية لأميركا اللاتينية، يعيش 29,2 % من سكان المنطقة، أي 175 مليون شخص، في الفقر. وقد ارتفع عدد الفقراء بمعدل 7 ملايين شخص، بالمقارنة مع العام 2014 عندما كان الفقر يطال 28 % من السكان. بحسب فرانس برس.
وبين تقرير "المشهد الاجتماعي في أميركا اللاتينية سنة 2015" الصادر عن اللجنة التي تتخذ في العاصمة التشيلية مقرا لها أن نسبة الفقر المدقع ارتفعت إلى 12,4 % لتشمل 75 مليون شخص، وانخفض إجمالي الدخل المحلي في بلدان أميركا اللاتينية بمعدل 0,4 % سنة 2015 خصوصا إثر تدهور أسعار المواد الأولية مصدر الدخل الرئيسي في المنطقة، وذلك من جراء تراجع الطلب عليها في الصين والأزمة الاقتصادية في البرازيل.
وبغية تخفيض مستويات الفقر، "من الضروري أن توفر أميركا اللاتينية المزيد من فرص العمل اللائق مع حقوق وضمان اجتماعي للعاملين وتحدد الحد الأدنى للأجور وتضمن النفقات الاجتماعية"، بحسب أليسيا بارسينا الأمينة التنفيذية للجنة، وحتى العام 2012، تمكنت المنطقة من تخفيض نسبة الفقر بمعدل 15,7 نقطة مئوية بعد عقد من النمو الاقتصادي.
الفقر يدفع الناس لبيع أعضائهم في بنغلادش
يسعى الكثير من أهالي بنغلادش الذين أثقلهم الفقر لبيع أعضائهم البشرية أملا في الحصول على بعض الأموال للخروج من البؤس الذين يعيشون فيه، بعدما أثقلت الديون كاهلها لسنوات، قررت القروية البنغلادشية روشان آرا أن تحذو حذو أفراد عائلتها وتبيع إحدى كليتيها في السوق السوداء سعيا للحصول على بعض المال. بحسب فرانس برس.
وقد وجدت الشابة البالغة 28 عاما شأنها في ذلك شأن الكثير من جيرانها في هذه المنطقة الزراعية الفقيرة، وسيطا محليا لتصبح سريعا إحدى ضحايا الاتجار غير الشرعي بالأعضاء في بنغلادش، وتقول المرأة وهي أم لطفلة أن شقيقتها وصهرها حذراها من مغبة القيام بالجراحة في شباط/فبراير بعدما عانيا من مضاعفات على إثر خضوعهما للعملية نفسها قبل سنتين، وتقول آرا في منطقة كالاي التي أصبحت معقلا لهذه الممارسات "لقد سئمت من الفقر. فزوجي يعاني من مرض عضال فيما كلفة تعليم ابنتي مرتفعة جدا. توجهت إلى دكا لأعمل خادمة أو في مصنع نسيج. لكن الأجور متدنية جدا".
وتشتبه الشرطة على العكس في أن أقارب المرأة أقنعوها بالمضي قدما بالعملية في إطار شبكة من المتبرعين بالأعضاء الذي يستحيلون وسطاء ويتقاضون عمولة على كل شخص يقنعونه بتقديم أحد أعضائه، ويقول قائد الشرطة المحلية سراج الإسلام لوكالة فرانس برس إن "40 شخصا من كالاي باعوا كليتهم هذه السنة" و 200 منذ العام 2005، وقد اختفى 12 من سكان البلدة راهنا ويشتبه في أنهم انتقلوا إلى الهند المجاورة لإجراء العملية في أحد مستشفياتها.
مشروع قانون يجرم التسول في النروج
تراجعت السلطات في النروج، احد اغنى بلدان العالم، عن قانون لحظر التسول اثار جدلا ولاسيما لتجريمه تقديم مساعدة للمتسولين، فبعد ايام عدة على الجدال الذي شهدته البلاد، سحبت الحكومة مشروع قانون يجرم التسول ويعاقب المتسولين بدفع غرامة أو بالسجن وصولا الى عام او بالعقوبتين معا، وخصوصا في حق الاشخاص الضالعين في عصابات منظمة، وكان الهدف المعلن من هذا القانون مكافحة الاتجار بالبشر والجرائم المتصلة به، لكن العقوبات المشددة هذه كانت تشمل الاشخاص "المتواطئين"، اي اولئك الذين يقدمون أي شكل من المساعدة للمتسول على اعتبار انهم يشجعونه على التسول. بحسب فرانس برس.
واثار ذلك جدلا في البلاد، وعلت الاصوات متهمة وزير العدل انديرس انوندشن، صاحب التوجهات اليمينية المعادية للمهاجرين، بانه يريد تجريم عمل الخير، وكتبت صحيفة فردنز غانغ "كان ينبغي على الحكومة على الاقل ان تقدم مشروع قانون يبين ان اعمال الخير العادية التي يقوم بها المتعاطفون مع الفقراء لن تكون موضع تجريم"، وابدت استياءها من امكانية ان يتعرض شخص قدم زجاجة مياه او شراب الى متسول الى ملاحقة القانون.
واطلقت على مواقع التواصل الاجتماعي حملات دعت الى العصيان المدني في حال اقرار القانون، متهمة السلطات بانها تستهدف غجر الروما خصوصا، وكتب احد المعلقين على موقع تويتر "النروج بلد يريد ان يكافح الفقراء لا ان يكافح الفقر"، وازاء هذا الجدل، قرر حزب الوسط المعارض ان يسحب تأييده للمشروع مانعا الحكومة من الحصول على غالبية الاصوات في البرلمان، بعد ذلك، اعلنت وزارة العدل سحب مشروع القانون.
تحرك تضامني لشراء الخبز للفقراء في صربيا
اشترت ليديا ميلانوفيتش عند الساعة الثامنة صباحا في وقت الذروة في احد المخابز في وسط بلغراد قطعتي كرواسون للفطور الا انها اخذت معها قطعة واحدة فيما ابقت الثانية لشخص مجهول لا يملك المال لشرائها.
في صربيا اطلق ثلاثة موظفين شباب في شركة للتجارة الالكترونية موقعا عبر الانترنت يدعو السكان الى الشراء في المخابز مواد غذائية ستقدم الى الفقراء. وينشر الموقع خريطة تحصي حوالى ستين متجرا يشاركون في هذا التحرك.
ويشير ملصق معلق على الواجهة ان هذا المخبز يشارك في المبادرة التي تحمل اسم "سوليدارنا كلوبيتسا" (الاكل التضامني)، البائعة سيلفيا تضع قطع الخبز الصغيرة والكرواسون التي قدمها الزبائن في سلة في الواجهة حتى يتمكن الاشخاص الجائعون والذين لا يملكون المال، من رؤيتها والمجيء لاخذ الاكل منها، وتقول ليديا وهي مقاولة شابة اكتشفت هذه المبادرة عبر شبكات التواصل الاجتماعي "انه لامر رائع ان يكون احدهم وجد هذه الطريقة البسيطة لمساعدة الناس من دون استثمار الكثير من الوقت والطاقة".
في طابور الانتظار وراءها تسأل الطالبة الثانوية يوفانا بوغافاتش عن المبادرة وبعد اطلاعها عليها تقرر ان تحذو حذو ليديا، وتوضح "ارى كثيرا في الحي الذي اقيم فيه اناسا يفتشون في سلال المهملات بحثا عن بقايا اطعمة لكني كنت اشعر بالحرج ان اعرض عليهم المساعدة. فكرتكم رائعة"، ويعيش 9,2 % من سكان صربيا البالغ عددهم 7,2 ملايين نسمة في الفقر مع اقل من يورو واحد في اليوم على ما تفيد الارقام الرسمية. ويعيش شخص من كل خمسة اشخاص باربعة يوروهات، ويعيش 12,2 % من الاطفال في الفقر ويعاني 6,2 % من سوء التغذية، اطلقت المبادرة التضامنية هذه في نيسان/ابريل من قبل ثلاثة موظفين في بوابة الانترنت "كيوسكبيدجيز.كوم" وقد استلهموا الفكرة من شريط فدييو بث عبر شبكات التواصل الاجتماعي عن تحرك مشابه في ايطاليا حيث يقدم الناس القهوة الى المشردين، واوضحت منسقة المبادرة نينا ميلوس "لقد احببنا الفكرة واخترنا ان نقدم الاغذية".
وقد اتصل الشباب الثلاثة بالمخابز لان اسعارها المعقولة ستسمح لكثير من الناس بالمشاركة، وخلافا للتوقعات، توسعت المبادرة بسرعة في بلد تبلغ فيه نسبة البطالة 24 % وحيث 18 % من السكان يعيشون باقل من اربعة يورهات في اليوم، وتقول سيلفيا "في البداية لم اكن اؤمن كثيرا بالفكرة (..) لكن ثمة عددا متزايدا من الناس الذين يتركون الاغذية للفقراء".
وتقول عالمة النفس انيكا ستويانوفيتش "المشروع ناجح لانه لا يتطلب التزاما شخصيا ولا يكلف كثيرا. الناس الذين لا يملكون الكثير هم عادة الاكثر سخاء لان بامكانهم ان يتصورا بسهولة انهم قد يحتاجون مساعدة يوما"، الاصعب كان ايصال المعلومة الى المستفيدين الذين ليس لديهم نفاذ سهل الى الانترنت، وقد تم الترويج للمبادرة من خلال لوحات الاعلانات في الشارع وفي الصحف المجانية، وقد نشرت منظمات غير حكومية النبأ ايضا في مراكز استقبال المشردين، وقد طلب القيمون على المشروع من سكان بلغراد ان يبلغوا المشردين في احيائهم بهذه المبادرة، وتوضح سيلفيا "عندما كنا نرى شخصا يفتش في سلال المهملات كنا نخرج لنعطيه الطعام ولنقول له ان بامكانه العثور عليه في متجرنا يوميا مجانا".
ميريانا ام لثلاثة اطفال وعاطلة عن العمل، تعتمد عائلتها فقط على اجر زوجها عامل البناء وقد عرفت بالمبادرة عبر التلفزيون، وتقول المرأة الاربعينية التي تسير لمدة ساعة لتتمكن من الحصول على الخبز المجاني "بات الان لدينا وجبة واحدة على الاقل يوميا"، وبعد نجاح مبادرتهم غير المتوقع تريد نينا ميلوس واصدقاؤها تنويع تحركهم بطرق اخرى لمساعدة الفقراء وتصدير الفكرة ايضا الى مقدونيا المجاورة في خطوة اولى.
مقبرة المعدمين في نيويورك
يستغرق الوصول إلى هارت أيلاند في مدينة نيويورك نحو عشر دقائق بالقارب من البر الرئيسي حيث توجد واحدة من أكبر المقابر الموجودة في الولايات المتحدة لدفن المعدمين، لكن روزالي جرابل أمضت عاما كاملا لانتزاع حقها في الوصول إلى قبر والدتها في الجزيرة غير المأهولة قبالة منطقة البرونكس في مدينة نيويورك.
كانت جرابل (64 عاما) واحدة من عدد صغير من الزوار الذي دخلوا الجزيرة للمرة الأولى منهين فترة عزلة طويلة للموقع الذي دفن فيه أكثر من مليون شخص، وقالت وهي تحمل باقة من الزهور ستتركها لاحقا عند قبر والدتها "انا ممتنة للغاية لأنني سأكون قادرة على التوجه إلى المكان والوقوف عند قبرها". بحسب فرانس برس.
ولسنوات ألزم مجلس المدينة الزوار بأن يجلسوا في موقع تذكاري عال مزود بعدد من المقاعد في إحدى زوايا الجزيرة، وطالما بررت دائرة التأهيل التي تدير الجزيرة قرار عزلها بمخاوف أمنية ونقص المرافق، لكن بعد التوصل إلى تسوية في دعوى جماعية في وقت سابق من هذا الشهر بدأت السلطات في نقل الأهالي وضيوفهم مرة واحدة في الشهر على الأقل إلى الجزيرة ليقوموا بزيارات تتخطى حدود الموقع الذي كان مخصصا لهم سابقا.
وتحتاج التسوية بين مدينة نيويورك واتحاد الحريات المدنية في المدينة للمصادقة النهائية من المحكمة الاتحادية، ومر على هارت أيلاند التي اشترتها سلطات نيويورك عام 1869 مراحل كثيرة كانت خلالها سجنا ثم مستشفى ثم مصحة للمضطربين عقليا لتتحول في نهاية الأمر إلى مقبرة مترامية تمتد على 53 هكتارا وتضم رفات أشخاص سيئي الحظ في قبور لا تحمل علامات مميزة لا يزال المساجين يتولون حفرها حتى يومنا هذا، وقدرت السلطات المحلية عدد الأشخاص الذين دفنوا في المقبرة بنحو مليون شخص، وتوفيت والدة جرابل جلاديس فان ايلست عن 85 عاما وانتهى بها الأمر في مقبرة المدينة لأن عائلتها لم تكن تملك المال اللازم لدفع تكاليف مراسم دفن خاصة، وطبعت المراحل المختلفة التي مرت على الجزيرة تضاريسها بجمال أخاذ الى جانب عزلة مقفرة في حين يشرف ضريح ارتفاعه تسعة أمتار على المقبرة نصب في آخره صليب ونقشت عليه كلمة "السلام"، وقالت ميليندا هانت وهي فنانة كندية قادت حملة انتزاع حقوق المتوفين وأقاربهم في هارت ايلاند وهي ترافق الزوار "إنها تشبه كاتدرائية في الهواء الطلق".
19 مليون فقير في روسيا
الى ذلك وصل عدد الروس الذين يعيشون تحت عتبة الفقر الى 19,2 مليون شخص كحد وسطي عام 2015 في نسبة هي الاعلى منذ تسع سنوات اذ ان الانكماش يؤثر في القدرة الشرائية للاسر، حسب احصاءات رسمية، وتظهر هذه الارقام التي نشرها مكتب الاحصاءات روستات مدى تأثير الازمة التي تسبب بها انهيار سعر النفط والعقوبات الغربية بسبب الازمة الاوكرانية، على مستوى حياة الروس. وقد بنى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شعبيته على التقدم الذي حققه في مجال محاربة الفقر.
وكمعدل وسطي العام الماضي، فان 19,2 مليون روسي اي 13,4% من السكان عاشوا مع عائدات اقل من السقف الذي حددته الحكومة بموجب سلة السلع الاساسية. وفي العام 2014، وصل هذا الرقم الى 16,1 مليون روسي (11,2% من السكان)، اي بارتفاع حوالى 20%، وحدد هذا السقف في الفصل الاخير من العام ب9452 روبلا (123 يورو حسب سعر صرف اليورو الاثنين)، وكما في كل الاعوام، وصل العدد الى ذروته في الفصل الاول من العام عندما وصل عدد الروس الفقراء الى 22,9 مليون شخص اي 15,9% من عدد السكان، وفي الفصل الرابع كان عدد الروس الذي هم تحت عتبة الفقر 14,5 مليون شخص اي 10% من السكان، ويعزى ذلك الى ارتفاع الاسعار الذي نتج العام الماضي عن الازمة النقدية مع انخفاض سعر صرف الروبل وكذلك الى الحظر الغذائي الذي فرضه الكرملين على معظم السلع الغذائية الغربية ردا على العقوبات الاوروبية والاميركية بسبب الازمة الاوكرانية.
اضف تعليق