إنسانيات - مجتمع

ثقافة الشذوذ تخترقنا

مــا يـجـري مــن تــرويــج للشذوذ وانــخــراط دول ومنظمات فيه يشير إلى مديات هذا المخطط، الذي يستهدف المجتمع الإنساني على صعيد العالم، انتقل الامر مــن دعــــوات إلــى عــدم قمعهم ومضايقتهم تحت ذريعة التسامح وحــقــوق الانــســان، إلــى تـرويـج للشذوذ ونشره في أوساط الأطفال والـشـبـاب...

 مــا يـجـري مــن تــرويــج للشذوذ وانــخــراط دول ومنظمات فيه يشير إلى مديات هذا المخطط، الذي يستهدف المجتمع الإنساني على صعيد العالم، انتقل الامر مــن دعــــوات إلــى عــدم قمعهم ومضايقتهم تحت ذريعة التسامح وحــقــوق الانــســان، إلــى تـرويـج للشذوذ ونشره في أوساط الأطفال والـشـبـاب، ليصل فـي دول مثل الـولايـات المتحدة وبعض الـدول الأوروبية إلى عملية زرع في وعي الأطفال وتحريضهم على اتباعه، يقولون لهم: من حقك أن تختار أن تكون ذكرا أو أنثى، أنت فقط من يقرر، وإلى ادانة من يعارضه.

مــؤســســات فــكــريــة وصـحـيـة واجتماعية تـتـبـارى فـي إعـلان دعمها للشاذين، بل إن مؤسسة صحية مثل "اينوفا"، التي تملك عـشـرات المستشفيات والمـراكـز الصحية في الـولايـات المتحدة، تعلن تخصيص أجنحة خاصة لاستقبال المنحرفين.

ما حدث في قطر خلال المونديال هو محاولة استغلال هذه المناسبة الــتــي تستقطب أنــظــار مئات الملايين في العالم، للترويج لهذا الانــحــراف، لكن النتيجة كانت عـكـسـيـة، فـقـد أثــــارت موجهة استنكار وتحفز خصوصا في المجتمعات العربية والإسلامية، تحتاج إلى إدامــة زخمها لتشكل ضـغـطـاً يـمـنـع الــحــكــومــات من الانصياع للضغوط الغربية لتطبيع الـشـذوذ فـي النفوس، بــدءا تشريعات تحميه، وصــولا ليس ببعيد- إلى فرض نشره في المجتمع والمـــدارس تحت يافعة حقوق الانسان.

ظاهرة الشذوذ مخالفة لطبيعة الخلق والفطرة السوية وقانون الخلق والطبيعة. الأديان كلها تجرم هذه الظاهرة، وتضع لها اقسى العقوبات من ما لم يسمع بقوم لوط وما فعلوه وما هو العذاب الذي انزله الله عليهم بآيات صريحة في القرآن الكريم: ((وَلُوطًا إِذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَتَأْتُونَ الْفَاحِشَةَ وَأَنتُمْ تُبْصِرُونَ، أَئِنَّكُمْ لَتَأْتُونَ الرِّجَالَ شَهْوَةً مِّن دُونِ النِّسَاء بَلْ أَنتُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ، فَمَا كَانَ جَوَابَ قَوْمِهِ إِلاَّ أَن قَالُوا أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ، فَأَنجَيْنَاهُ وَأَهْلَهُ إِلاَّ امْرَأَتَهُ قَدَّرْنَاهَا مِنَ الْغَابِرِينَ، وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهِم مَّطَرًا فَسَاء مَطَرُ الْمُنذَرِينَ)) 54-58 سورة النمل.

المروجون للشذوذ (الذي يسمونه المرو مثلية لتلطيفه)، يرفضون كلّ الدراسات العلمية التي تقول إن كثيرا منه ناتج عن خلل هرموني يمكن معالجته، هذا الرفض يشير بوضوح إلى نية مبيتة لتدمير المجتمعات، لأهدا فتنوع الحديث عنها.

مجتمعاتنا تتعرض الآن لزحف ناعم لثقافة الشذوذ وتوغلها فيها، انظروا إلى علم الشاذين بألوان قوس قزح، الذي يجري نشره في المجتمع من خـلال لعب الأطفال والــدفــاتــر المــدرســيــة وأفـــلام الكارتون، بل حتى الأفلام العادية، أفــلام هـولـيـوود تعج بالترويج للشذوذ وتطبيعه فـي النفوس، هكذا تتسلل هذه الظاهرة بهدوء ويــجــري تطبيعها فــي النفوس مستفيدين من غفلة الاهل، ومن تهاون المؤسسات التي تتولى مهمة مـراقـبـة الاعــــلام، ومـنـع المــواد الضارة من العرض.

 فـي الـعـراق لدينا قـانـون يجر الــشــذوذ، لكننا لا نملك قانوناً يجرم الترويج له وتسيل نشره، نحتاج إلى قوة تنفيذ هذه القوانين وليس مجرد سنها، المؤسسات الأمنية عليها منع أية عملية ترويج منذ الان، وأمامها محال الألعاب، والقرطاسية لتبدأ منه، نحتاج إلـى حملة واسعة تشارك فيها أطـراف عديدة للتوعية من مخاطر هذا الاستهداف المنظم.

.............................................................................................

* الآراء الواردة في المقال لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية.

اضف تعليق