q
الغيرة هي بهارات الزواج بالنسبة للبعض وهي جزء لا ينفصل عن الكثير من العلاقات الزوجية، فما هي الغيرة من الناحية العلمية؟ وهل يمكن ان تصبح مرضية، يقول الخبراء إن الغيرة هي عبارة عن خليط من مشاعر عديدة من بينها الاهتمام وأيضا الخوف من فقدان شخص مهم في الحياة...

الغيرة هي بهارات الزواج بالنسبة للبعض وهي جزء لا ينفصل عن الكثير من العلاقات الزوجية، فما هي الغيرة من الناحية العلمية؟ وهل يمكن ان تصبح مرضية، يقول الخبراء إن الغيرة هي عبارة عن خليط من مشاعر عديدة من بينها الاهتمام وأيضا الخوف من فقدان شخص مهم في الحياة. وترتبط مشاعر الغيرة أيضا بالغضب والحزن والشك وعدم تقدير قيمة الذات وأحيانا يختلط الأمر ببعض مشاعر العنف.

ينظر البعض للغيرة على أنها دليل على الحب في حين يراها آخرون سببا لتدمير العلاقات الزوجية، ويمكن التحكم في الغيرة عن طريق بعض التدريبات حتى لا يتحول الأمر لغيرة مرضية تزيد المشكلات مع شريك الحياة وتهدد العلاقة.

تتنوع أسباب الغيرة، لكن لها بعض الأسباب الرئيسية وأهمها عدم الثقة بالنفس وتقدير الذات علاوة على تجارب الماضي السيئة. ومن المهم معرفة القدر الصحي للغيرة، فإذا زادت مشاعر الغيرة عن الحد المعقول، يتحول الأمر لشكل مرضي.

وينصح الخبراء المعنيون بقضايا الصحة، بمعرفة مقدمات "الغيرة المرضية" والتي تبدأ برغبة شديدة في التحكم في كل تفاصيل حياة شريك الحياة، من خلال البحث في هاتفه المحمول أو بريده الإلكتروني. وفي هذه الحالة تؤدي الغيرة لتدهور العلاقة وتزيد من معدل الخلافات.

ولا تقتصر الآثار الجانبية للغيرة على هذه الأمور فقط، لكن الصداع وألم الظهر والمعدة من الأعراض الجانبية التي تظهر لدى من يعانون من الغيرة المرضية. ومن المهم معرفة المرحلة التي تتطور فيها الغيرة لمشاعر مرضية تهدد بتدمير العلاقة، وهو أمر يحتاج لتدريب بالإضافة إلى البحث عن أسباب الغيرة والتي ترجع عادة لخلل معين في العلاقة.

أما بالنسبة للغيرة التي لم تصل لحد الشعور المرضي، فيمكن التعامل معها بشكل صحي من خلال الحديث بشكل صريح مع شريك الحياة عن هذه المشاعر وسببها.

وهناك بعض النصائح التي تساعد على التحكم في مشاعر الغيرة ومن بينها، رصد نقاط القوة في شخصيتك من خلال تجنب جلد الذات والتركيز على العيوب. ومن المهم التدريب على عدم الخجل من العيوب أو الأخطاء الموجودة في شخصيتك. ويحذر الخبراء من فكرة البحث عن "قدوة" من الشخصيات العامة ومحاولة الوصول لها، بل وضع أهداف يجب الوصول لها دون ربطها بشخصيات معينة.

أما بالنسبة للمواقف التي تثير الغيرة فينصح الخبراء بأخذ نفس عميق ثم التفكير في بعض المواقف التي تثبت حب شريك الحياة، وأخيرا محاولة التفكير في شيء مختلف سواء ممارسة رياضة أو إجراء مكالمة هاتفية مع صديق مقرب.

لماذا نشعر بالغيرة؟

الغيرة هي مشاعر خطيرة، يمكن أن تذهب عقلك، تدمر علاقاتك وقد تدمر عائلتك، وفي الحالات القصوى يمكن أن تؤدي إلى القتل.

فالغيرة التي تغرس الغضب الذي يؤجج كل المشاعر العدوانية والعنف ما قد يسبب أضرارا لا توصف قد تلحق بالعلاقة العاطفية، هي عاطفة قديمة جدا وبشرية وطبيعية للغاية، ويمكن لها أن تلعب دور المنقذ أحيانا أو أن تكون القاتل للعلاقات العاطفية، لذلك من الضروري معرفة سببها وكيف تعمل ومن أين تأتي.

ويوضح الدكتور روبرت لياهي في كتابه الجديد "علاج الغيرة"، أن الغيرة في الغالب، تدور "حول ثلاثة أشخاص"، ويحدث ذلك عندما يشعر شخص ما بتهديد من قبل طرف ثالث، إما أن يكون محل اهتمام من أحد أطراف العلاقة أو أن الطرف الثالث هو الذي يولي اهتماما لأحد أطراف العلاقة، أو أن هناك اهتماما متبادلا.

وإن السبب الأكثر إثارة للدهشة بشأن الغيرة هو أن تكون الغيرة نتاجا لارتفاع تقدير الذات والتي تجعل العيوب السلوكية لشخص آخر أكثر وضوحا بالمقارنة مع عيوبهم الخاصة، فضلا عن أن هذا الشعور البشري قد ينبع من الحسد في بعض الأحيان.

وأضاف لياهي أن الغيرة بدرجاتها الصغيرة والمتوسطة، "هي علامة على الارتباط والالتزام والحب"، حتى أن البعض يقومون باختبارات لشركائهم في بعض الأحيان لمعرفة ما إذا كانوا غيورين "وهذا أمر طبيعي في المستويات المعتدلة من الغيرة".

وإذا كنت غيورا في علاقتك، فهناك بعض الطرق السهلة التي يقترحها الدكتور لياهي للتغلب على هذا الشعور:

1- يجب أن ندرك جميعنا أن الغيرة في معظمها هي مشاعر طبيعية وعاطفة عالمية، ولا يوجد خطأ في الشعور بها.

2- التخلي عن سلوكيات التحكم ووقف طرح الأسئلة باستمرار والتحكم في المواقف، إذ كلما توغلت في هذه الممارسات كلما زاد الشعور بالحسد والغيرة.

3- تحدث مع شريك حياتك بما تشعر به، وضع بعض القواعد الأساسية مع شريك حياتك لتسير العلاقة على ما يرام.

4- القبول بأن الأمور لا تسير بالطرق التي نريدها دائما، وربما أن الشعور المتكرر والمتزايد بالغيرة، قد يعني أن هذه العلاقة غير مجدية وعليك إنهاؤها.

متى تصبح مرضاً؟

لا تخلو علاقة زوجية (خاصة في مراحل الزواج الأولى) من أحاسيس الغيرة، التي تصيب الزوج أو الزوجة بين حين وآخر.

قد يكون لأحاسيس الغيرة بعض الفائدة في توثيق العلاقة بين الزوجين، إذا بقيت ضمن حدود معقولة، ولكن قد تتعدى الغيرة حدودها الطبيعية، فتصبح عبئاً على الزوجين، وقد تودي - في حدودها القصوى - بعلاقتهما إلى الخراب، ومن المعروف في دوائر الأمن أن الغيرة هي أحد أكثر الأسباب الكامنة وراء جرائم القتل في العالم.

كيف ولماذا تحصل الغيرة؟ يرجع الخبراء الغيرة للشعور بفقدان الشعور بالأمان، أو ضعف الثقة بالنفس، أو الخوف من الضياع، أو الرغبة في التملّك. ولا شك أن هناك استعدادا عند بعض الناس للإحساس بالغيرة أكثر من سواهم، وقد يرجع ذلك لأسباب وراثية أو تجارب مؤلمة سابقة.

ويربط الأطباء الغيرة من الناحية التشريحية باللوزة amygdale والمهاد hypothalamus في الدماغ، وهما الباحتان الدماغيتان المسؤولتان عن السلوكين الجنسي والعنفي.

وقد بيّنت إحدى الدراسات أن جنس المرء له علاقة بتحديد طبيعة الغيرة، فبينما يركز الرجل في غيرته على النواحي الجنسية، نجد المرأة في المقابل تهتم بما إذا كان شريكها يحب امرأة أخرى أو كونه لا يحبها (أي تركز على النواحي العاطفية).

هل يمكن أن تكون الغيرة مفيدة؟ قد يعتبر معظم الناس الشعور بالغيرة أمرا مكروها، لكنها - في حدودها المعقولة - تمنح العلاقة الزوجية فوائد جمة:

- فهي وجه من وجوه التعبير عن الالتزام، وإعلان عفوي من أحد الطرفين عن عمق محبته ورغبته بالتزام الشريك بهذه العلاقة بنفس درجة التزامه.

- ثم إنها تظهر المعدن الحقيقي للشريك موضوع الغيرة، فإن عبّر الشريك عن أسفه وحبه وعدم تقصّده الأذى من التصرف الذي دعا لغيرة شريكه، فالعلاقة تسير في منحاها الطبيعي، وينتظر منها أن تكلل بالنجاح.

أما إذا تصرف بعنجهية وعدم اكتراث لمشاعر الشريك الغيور، فقد يكون هذا دليلا على عدم التقدير والمحبة للشريك، وإيذانا بانهيار العلاقة بينهما في المستقبل.

- وكثيراً ما دعت الغيرة المعقولة لإشعال جذوة الحب بين شريكين فترت حرارة الحب بينهما مع مرور الزمن، فكانت الغيرة الوسيلة التي استدل بها كل منهما على حب وولاء الطرف الآخر.

ويمكن القول إن غيرتك قد تعطي دفعا لعلاقتك مع شريكك، أو تدمرها، وفقا لطريقتك في التعبير عن هذه الغيرة!

لكن هناك سؤالا هاما، يحتاج للنظر في إجابته: متى يصبح الشعور بالغيرة مرضا أو هوسا؟

تظهر بوادر الغيرة المرضية في الحالات التالية:

1- عندما يتعامل الشريك مع مواقف صغيرة بعصبية كبيرة ويضخّم الأمور.

2- عندما يطلب الشريك معرفة حركات وسكنات شريكه في كل الأوقات، والاطلاع على فحوى مراسلاته وأغراضه الشخصية وكلمات السر التي تخصه.

3- عندما يحاول الشريك التحكم بعلاقات شريكه الاجتماعية خارج نطاق الارتباط الزوجي، والحد من فعالياته خارج البيت.

فكل هذه المظاهر تعتبر دليلا صريحا على عدم الثقة وعدم مراعاة خصوصيات الشريك، والسماح للغيرة بالتغلب على مشاعر الاحترام التي تتطلّبها العلاقة الزوجية المبنية على الحب والتفاهم، وكثيراً ما يكون لدى المصاب بالغيرة المرضية بالأصل خلل نفسي كان يعاني منه قبل إصابته بالغيرة (كالقلق المزمن أو الاكتئاب).

هل هناك أي طريقة للسيطرة عليها؟

نشرت صحيفة "الدياريو" الإسبانية تقريرا حول ظاهرة الغيرة وأسبابها، حيث إن الأشخاص الذين تقل لديهم الثقة بالنفس واحترام الذات هم من يعانون من هذه المشاعر، التي قد تتطور وتصبح حالة مرضية تؤثر بشكل سلبي على العلاقات.

وقالت الصحيفة، في تقريرها المترجم للعربية، إن الغيرة هي شعور إنساني موجود في كافة أنحاء العالم، وهنالك عدد قليل جدا من الأشخاص الذين يخوضون تجارب وعلاقات دون أن يشعروا بشيء من الغيرة.

وأضافت الصحيفة أن هذا الشعور ليس مقتصرا فقط على العلاقات العاطفية بين الشريكين، بل إن الغيرة هي رد فعل عاطفي على أي تهديد يواجهه الإنسان، سواء كان حقيقيا أو متخيلا، مثل خسارة شيء يعتبره ملكا له. وهنالك أيضا الغيرة المتمثلة في الشعور بالحسد تجاه إنجازات الآخرين، ولكن يبقى النوع الأكثر انتشارا وتسببا بالمشاكل؛ الغيرة في العلاقات العاطفية.

ويرى كثيرون أن البعض من مشاعر الغيرة أمر إيجابي في العلاقات الزوجية بين الرجل والمرأة، بما أنها تعني أن الطرف الآخر مهتم بك، وفي حال خلو العلاقة من هذه المشاعر، فإنها تكون سائرة نحو القطيعة.

ونقلت الصحيفة عن الأخصائي النفسي رفاييل سان رومان، قوله: "نحن في النهاية بشر ولسنا آليين، ولا يمكننا دائما السيطرة على مشاعرنا التي تتأثر بالظروف المحيطة بنا"، ويضيف رافاييل: "هنالك بعض أنواع المشاعر التي لا يمكن أن تختفي بشكل كلي ونهائي مهما حاولنا التخلص منها أو إخفاءها.

ولهذا فإننا عوضا عن السعي لاجتثاث كل مظاهر الغيرة، فإن أفضل حل بالنسبة لمن يعانون منها هو محاولة فهم مظاهرها وأسبابها، وكيف يمكنهم التعبير عنها والتعامل معها بشكل عقلاني، حتى تكون العلاقة بين الشريكين صحية أكثر وتتسم بالنضج".

من أين تنبع الغيرة؟ عند تحليل ظاهرة الغيرة، فإن أول مشكل يبرز أمامنا هو انعدام الشعور بالأمان، إذ إن الأشخاص الذين يقعون فريسة لهذه المشاعر هم أولئك الذين لا يتمتعون بالثقة بالنفس وتقدير الذات، بمعنى آخر فإن الأشخاص الذين يشعرون بالغيرة هم الذين لديهم اعتقاد بأنهم لا يستحقون شريكهم أو أنهم أقل قيمة منه، ويكون لديهم خوف دائم من أنه سوف يتخلى عنهم.

ويوضح الدكتور رافاييل أن كل شخص لديه دوافع ومشاعر خاصة به تجعله يقع فريسة للغيرة، ومن أهم هذه العوامل هنالك الشعور بأن الطرف الآخر يتجاهله ولا يهتم به، أو عندما يلاحظ أن هنالك طرفا ثالثا يغازله ويتقرب منه. كما قد يستسلم البعض لمشاعر الغيرة ويحاولون منع الشريك من التواصل مع الآخرين، وقد يتطور الأمر إلى شجار وخلاف حاد، وفي هذه الحالات تكون الغيرة قد بلغت درجات مرضية وأصبحت خطيرة.

آثار الغيرة المرضية، تؤدي الغيرة المرضية إلى نوع من جنون الارتياب، إذ إن من يعاني منها يبحث دائما عن الأدلة والعلامات التي تثبت أن شريكه بصدد خيانته أو أنه لم يعد يحبه. وهذا الأمر يؤثر بشكل مباشر على العلاقة بين الطرفين، حيث إنها تدخل في دوامة سلبية من الاتهامات والشك وخيبات الأمل، ما يؤدي إلى إضعاف الرابط بين الشريكين، واتخاذ أحد الطرفين قرارا بالابتعاد، وهو ما يفسره الشخص الذي يشعر بالغيرة على أنه تأكيد لشكوكه السابقة.

هذه الغيرة المرضية قد تدفع ضحيتها للقيام بسلوكيات غير مقبولة، مثل التجسس على الهاتف الشخصي لشريكه، ومحفظته وبقية متعلقاته، إلى جانب مراقبته عند خروجه من البيت، أو قد تصل إلى استئجار محققين خاصين لتعقبه وتسجيل تحركاته.

ويشير خبراء علم النفس إلى هذه الاختلالات السلوكية بعبارة متلازمة عطيل، في إشارة إلى الشخصية الشهيرة في رواية شكسبير، التي تعاني من اختلالات نفسية متعلقة بالغيرة التي تدفعها للتصرف بعدائية وعصبية وعنف.

ما هو العلاج لتجاوز الغيرة؟ هنالك نصائح يقدمها الأخصائيون النفسيون لمساعدة الناس على تجاوز مشاعر الغيرة، مثل تعزيز ثقتهم في أنفسهم، والعمل على بناء الثقة مع الشريك، وتجنب الأفكار السلبية التي قد ينسجها الإنسان في خياله، والتي تراوده بشكل متواصل، وتسبب لديه اضطرابات مزاجية وتوتر وردود فعل متسرعة.

إلا أن تطبيق كل هذه النصائح ليس بالأمر السهل، ولذلك فإن العلاج النفسي يساعد كثيرا. وقد أظهرت عديد الدراسات أن العلاج المعرفي السلوكي له تأثير كبير، يتراوح بين 75 و100 بالمئة من الحالات.

وهو ينبني على تقنيتين تعطيان نتائج ممتازة، الأولى هي مواجهة الفكرة التي تراوده وتجعله يصاب بالغيرة، والتقنية الثانية تسمى الوقاية من رد الفعل، وهي تهدف إلى منع الشخص الذي يشعر بالغيرة من القيام بسلوكيات المراقبة والتجسس على الشريك، وهذا الأمر يتم بشكل تدريجي من خلال تعليمات يقدمها المعالج النفسي، وتؤدي لخفض مستوى التوتر في العلاقة.

كما يوجد أيضا أسلوب العلاج الاستراتيجي القصير، الذي يعطي نتائج جيدة في مقاومة مشاعر الغيرة، وهو يتمثل أساسا في الاتفاق مع المريض على كتابة كل العلامات والأفكار التي تجعله يعتقد بأن شريكه يكذب عليه أو يخونه، وهدف المعالج توسيع أفق تفكير المريض، وتوجيه انتباهه نحو خطأ وعدم واقعية الأفكار التي بناها في مخيلته واستسلم لها.

كيف تعالج الغيرة المرضية؟

إذا كنت أنت الطرف الغيور الذي لا يستطيع منع نفسه من ملاحقة الشريك في رواحه ومجيئه والتلصص على رسائله، فقد تستفيد من النصائح التالية:

1- تماسك والتزم الهدوء، ولا تتسرع في الاستنتاج والحكم على شريكك.

2- اعمل على تحسين ذاتك، وتخلّص من الأمور التي تسبب لك القلق وعدم الاستقرار، وابن المزيد من الثقة في نفسك (وذلك عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي، وتنظيم أمور الحياة، وملء أوقات الفراغ بممارسة وكسب معارف تنفعك وتنفع من حولك)، بالإضافة إلى ترميم وتقوية علاقاتك مع الآخرين.

3- اعترف أنك تشكو من مشكلة الغيرة، ولا تخلق الأعذار لنفسك، فمصارحة النفس هي أول الطريق لإيجاد الحلول.

4- تجنب المناسبات التي تدعوك للشك والريبة. ففي إحدى الدراسات وجد الباحثون أن الأزواج الغيورين الذين كانوا يتلصصون على مراسلات زوجاتهم الإلكترونية، كانوا دوما يجدون في هذه المراسلات ما يدعوهم للمزيد من الريبة والشك في إخلاص زوجاتهم، ما كان يعمل على زيادة الشك في نفوسهم، ويوقعهم في حلقة معيبة من ازدياد التلصص وازدياد الشك.

5- كذلك حاول أن تتجنب المواقف التي تثير حساسيتك أو تجعل الدم يغلي في عروقك، لتخفف من المحفزات التي تثير الغيرة لديك.

6- ولعل أهم نصيحة تفيد في هذا المضمار هي مصارحة الشريك بما يعتلج في نفسك (فإذا لم يتعرف شريكك على مخاوفك عن طريق حديثك، فسيتعرف عليها من خلال تصرفاتك - وهو الطريق الأسوأ).

لكن طريقة المصارحة يجب أن تكون مدروسة.. فإذا كِلت للشريك الاتهامات جزافا وأنت غاضب، فلن تحصل إلا على جرح شعور الشريك، وبداية شجار أو حفلة بكاء لن تعرف كيف تنتهي.

ما عليك فعله - بدلا عن ذلك - هو الانتظار وتحيُّن الفرصة التي تكون فيها غيرتك هامدة، لتشرح لشريكك مشاعرك ومخاوفك بهدوء، ولتطلب منه أن تبحثا معا عن حل، فعندها سيكون أكثر قدرة على التحاور معك، وتقديم توضيحاته وأعذاره، ما يجعل الفرصة أدعى لتسوية الأمور على ما تحب.

ولنتذكر قول الكاتب الفرنسي فرانسوا دوك دولا روشيفوكو: "الغيرة تنم عن حب للذات يفوق حب الغير".

إذا كان شريكك يبدي غيرة غير مبررة، فماذا عساك أن تفعلي؟

(وسنوجّه الكلام هنا للمرأة، علما أن الحديث ينطبق على الجنسين)؟

- تذكري أن المشكلة لا تتعلق بك بقدر ما تتعلق بزوجك الغيور.

- لا تنفعلي وتتشاجري مع شريكك كلما أبدى بعض الغيرة، بل افعلي ما بوسعك لتفادي الاصطدام، فإذا التقيتما بشخص كنت تعرفينه قبل الزواج مثلا، يمكنك تبديد مخاوف زوجك بتعليق مثل "كان شخصا لا يطاق"، وإذا لاحظ زوجك أنك تحدقين بشخص غريب، يمكنك القول مثلا "إن سترته جميلة".

- لا تكلي من تطمين زوجك بمدى حبك وولائك له في كل مناسبة، وأنه لا يمكن لأي طرف خارجي أن يؤثر على علاقتكما.

- إذا حصلت مشكلة أثارت غيرة الزوج، فيمكنك أن تلجئي إلى عبارات مثل: "ما الحل الذي يريحك؟"، أو "هل سترتاح إن فعلت كذا وكذا؟".

- أخيراً، إذا لم تنفع كل هذه النصائح في معالجة الغيرة الزوجية غير المبررة، فلا مهرب من اللجوء للمساعدة الطبية والنفسية، لأن الأمر عندها يكون على الأغلب متعلقا بعلّة نفسية أو اضطراب في الشخصية يعاني منه الشريك الغيور، وهي علة غالبا ما تكون موجودة حتى من قبل الزواج.

اضف تعليق