من لا يستطيع ان يجري نقاشا وديا ينتهي برضا الطرفين حول شؤون البيت والأسرة ومسؤوليات الأولاد دون اختلاف وخصام وسوء فهم، ومن يطول الزعل والخصام بينهم ويعجزان عن ايجاد حلولا سريعة، ومن يلجئون لكبت مشاعرهم وإخفاء ما يودون قوله لإخفاقهم في فهم أحدهم الاخر سيعيشان في شقاء ويضيعان المعاني الإنسانية...
ان الافتتان بشخص يولد شعور الحب، والرغبة لمشاركته جميع لحظات حياته، وتبرز حاجة الارتباط متوجة بالزواج ليتقاسما تفاصيل الإيام، ويعزز العلاقة ويديم استمراريتها العطاء المعنوي النابع من الحب والتفاهم.
دار نقاش صامت في تجمع نسوي على احد التطبيقات الافتراضية طرحت احدى الشابات سؤالا قائلة: يا ترى من يديم الاستقرار والرضا في العلاقة الزوجية الحب أم التفاهم؟
اجابت احداهن: الحب هو من يخلق نوع من التفاهم المشترك، فاذا احببت شخصا سوف تحاول ان تفهمه وتتقبل اراءه وافكاره، واختلافه معك كالعسل على قلبك.
فيما اعترضت اخرى على هذا الرأي وردت عليها بالقول: ولكن كيف يكون وضعهم اذا انخفض منسوب الحب بمرور السنين للضغوط والمسؤولية والروتين الممل في الحياة، وطرأت تغييرات على الافكار والمعتقدات والطباع وتتأزّم أحوالهما مع مرور الوقت ؟. اعتقد ان المحاولات في فهمه لن تستمر وسوف تعلنين الخلاف وعدم فهمه وكذلك تتهمينه بعدم فهمك.
وشابة لم تخض تجربة الزواج تستشهد بمقولة في بداية كلامها (إن المرء مع من لا يفهمه سجين) وتكمل: من لم يجيد قراءتي، بسبب جهله او انانيته او استبداده، سيبقى أمي في فهمي ولن استطيع محو أميته حتى لو بقيت أدرسه العمر كله.
وتقول اخرى: عزيزتي طاقتك ستنفد وانت تحاولين ان تجعليه يفهمك والرجال ايضا منهم من يقضي عمره مع شريكته وهو يحاول ان يجعلها تفعل ما يريده ويطلبه منها من دون صياح وزعيق وخصام، ان التفاهم هو من يجلب الوئام والالفة ويديمه في الحياة الزوجية.
وتجيب سيدة اخرى: قرأت ذات مرة مقولة (لا يستقيم الحب إلا على ساقين...ساق الإهتمام وساق الإحترام...فإذا فقد أحدهما فهو حبٌ أعرج)، وفي رأيي ان الاهتمام والاحترام ينبعان من الحب، فأن احبك شخص سيحترمك وسيبذل جهده من اجل ان يستمر بالاهتمام بك.
وتشارك في الرأي طالبة في علم النفس مخطوبة لزميل لها في الدراسة وتوضح رأيها في جدلية الحب والتفاهم وتقول: عندما تتعرف على شخص وتود الارتباط به وولدت بينك وبينه عاطفة، عليك ان تعلم ان هناك افكارا ومبادىء ومعتقدات يؤمن بها، ومتعلق باشياء معينة ويحب اشخاصا يعرفهم من محيطه كالأهل والاصدقاء وكل هذا علينا ان نعلمه ونضعه في الحسبان، لنعرف اولا مدى تقبلنا لجملة الاختلافات بيننا ان وجدت، وثانيا كيف نتفاهم في احدى هذه الامور حين نختلف معه وماهي مساحة التفاهم بيننا حتى نجعل الزواج مستقرا.
وتضيف، تضع السنوات الأولى للمتزوجين ثقلا كبيرا لإيجاد طرق التفاهم لكثرة الطلبات وزيادة الاحتياجات عكسها واقع الحياة السريع والاستهلاكي، والاهتمامات المشتركة والاستماع للأخر دون انانية وعناد وهو ما يسمى تفاهم وهو من يوصل الطرفين للاتفاق بسرعة تزامنا مع هذا التغيير.
ان التفاهم يعزز التقارب مع من يفهمك بسهولة وسرعة والتقارب يخلق الحب ويشعرك بالراحة والطمأنينة، هناك تجارب كثيرة مرت على المتزوجين بعد معرفة كبيرة بينهم كأن يكون من اقاربها او زملاء دراسة او عمل، ثم تكون ابواب المحاكم الحل الافضل لهم، او يتحول ذلك الحب الكبير الى كره وبغض ويعيشان في حالة الطلاق الصامت من اجل دوافع مختلفة احدها الاولاد، والسبب الاول هو انعدام لغة التفاهم.
ان المسؤولية والالتزام احد عناصر الزواج فان كان احدهم لا يفهم احتياجات الطرف الاخر يصعب عليه الالتزام بأداء مسؤولياته اتجاهه.
فمن لا يستطيع ان يجري نقاشا وديا ينتهي برضا الطرفين حول شؤون البيت والأسرة ومسؤوليات الأولاد دون اختلاف وخصام وسوء فهم، ومن يطول الزعل والخصام بينهم ويعجزان عن ايجاد حلولا سريعة، ومن يلجئون لكبت مشاعرهم وإخفاء ما يودون قوله لإخفاقهم في فهم احدهم الاخر سيعيشان في شقاء ويضيعان المعاني الانسانية التي اوردها الامر الالهي في الزواج وهي الراحة والسكينة والاستقرار والسلام النفسي، ويصبح الارتباط قيودا وواجبات فقط.
اضف تعليق