تتصدر الجزء الثاني من موسوعة الامام الشهيد السيد حسن الشيرازي (رحمه الله)، مقدمة بقلم الاستاذ عدي طالب آل حمود، وهي مقدمة غنية بآرائها ومعلو
الكتاب: الامام الشهيد السيد حسن الشيرازي (أعلى الله درجاته) الجزء الثاني
الكاتب: مؤسسة إحياء تراث العلماء الشهداء من آل الشيرازي
الناشر: دار المحجة البيضاء
عدد الصفحات: 538
عـــــرض: شبكة النبأ

 

تتصدر الجزء الثاني من موسوعة الامام الشهيد السيد حسن الشيرازي (رحمه الله)، مقدمة بقلم الاستاذ عدي طالب آل حمود، وهي مقدمة غنية بآرائها ومعلوماتها التأريخية، التي تتعلق بمواقف وسيرة السيد الشهيد الشيرازي، ومما ورد فيها بهذا الصدد: (إن من الرجال من يكون أمة بحد ذاته، ويكون تأريخه حياة أمة، فيؤثر ايجابا في طرق الاصلاح، فيصبح قدوة المصلحين)، وتتطرق المقدمة لنشأة السيد الشهيد (فقد وُلد عام 1354 هـ، في مدينة النجف الاشرف من عائلة أصيلة ومعروفة بالعلم والتقوى والجهاد، وهو بيت المرجعية الدينية العليا).

ثم نبدأ مع سماحة العلامة السيد هادي المدرسي الذي رافق السيد الشهيد منذ نعومة اظفاره، فكان تلميذا للشهيد الشيرازي (قدس سره) تعلم منه البلاغة ونمت مواهبه الادبية على ربوع فكره وثقافته المعطاء، يقول العلامة المدرسي عن السيد الشهيد: (لاشك أن الصفات الاخلاقية وصفات الفروسية تنتقل من جيل الى جيل كما تنتقل صفات الجسد بين الناس) ويضيف العلامة هادي المدرسي (كانت للسيد –رضوان الله عليه- مؤلفات اخرى عالجت مشاكل مطروحة في الساحة، وبعضها ايضا كانت ترتبط بنوع من الانحراف الذي حدث عند بعض الجماعات، فخذ مثلا اولئك الذين تصدوا للشعائر الحسينية، وكانوا يوجهون سهامهم نحو الذين يلتزمون بهذه الشعائر، حيث تصدى السيد الشهيد - رحمه الله- لهذا الامر بتأليف كتاب –الشعائر الحسينية-).

سماحة العلامة السيد مرتضى القزويني، له حضوره في هذا الجزء من الموسوعة، فالحديث عن السيد الشهيد واسرته الكريمة لا يصدر بدقة وتوثيق، إلا لمن حظي بالقرب من هذه الاسرة المجاهدة، وهذا ما جعل الذكريات التي يرويها سماحة الخطيب الحسيني العلامة السيد مرتضى القزويني تمتاز بالخصوصية والدقة التاريخية، يقول العلامة القزويني: (كان السيد حسن الشيرازي –رحمه الله- منذ طفولته وشبابه يمتاز بصفة الذكاء والنبوغ، وكان يحمل ذوقا أدبيا ممتازا، أي كان يتفوق على اخوانه، وكانت له نتاجات راقية في هذا المجال) ويضيف العلامة القزويني (أما من ناحية الخطابات الجماهيرية، فقد برز الشهيد - رضوان الله عليه- وعُرف بموهبته الخطابية عندما كان يشترك في مهرجان مولد الامام علي -عليه السلام- الذي كان يمثل في الحقيقة جبهة حرب ضد الشيوعية) وعن اعتقال السيد الشهيد واطلاق سراحه يقول العلامة القزويني (بعد اخراجه من قصر النهاية، نقل الى المستشفى، وظل فيها ما يقارب ثلاثة شهور، للمعالجة ثم نقلوه الى سجن بعقوبة، وهناك سُمح لنا بمقابلته بعد الضغوط الكثيرة والمحاولات المتعددة، حيث كانت السلطات الامنية تمنع اللقاء بالسيد الشهيد - رضوان الله عليه-).

كذلك لفضيلة الحجة السيد هاشم القزويني ذكرياته في هذا الصدد، إذ يقول (كانت علاقتنا بأسرة الشيرازي، كعلاقة الاخ بأخيه، فكلهم طيبون، إنها أسرة طيبة شريفة نبيلة، لم نشاهد شيئا يخالف الاخلاق، والعرف، والشرع، والاصول منهم، ولذلك كانت علاقتنا بهم متينة) ويضيف السيد هاشم القزويني (كان السيد الشهيد –رضوان الله عليه- من المؤسسين للاحتفال بذكرى مولد امير المؤمنين -عليه السلام- في الثالث عشر من شهر رجب الأصب، وكان العنصر الرئيس، وكان أهالي كربلاء المقدسة يستمعون الى توجيهاته ويتبعونها). ثم ذكريات فضيلة الحجة السيد عبد الحسين القزويني الذي قال في معرض اجابته: (عرفت السيد الشهيد منذ صباه، وهو اكبر مني سنا، وأنا شاب صغير، عرفته رجلا كريما، فاضلا، أديبا، شاعرا، يتحلى بأخلاق فاضلة ورثها عن آبائه وأجداده، وأهله وقومه، والطيبين من اهل بلده، ولقد كنت أرى وأسمع وأنا صغير أن الجميع ينظرون إليه باجلال وإكبار واحترام).

أما فضيلة الحجة السيد ابراهيم القزويني فيقول: إن (تلامذته كثيرون، وهم اليوم بين عالم ديني، ومؤلف، وخطيب، وشاعر، وفي طليعة تلامذته: أخوه المرجع الديني آية الله العظمى السيد صادق الحسيني الشيرازي –دام ظله- وأخوه الآخر العلامة الجليل آية الله السيد مجتبى الحسيني –حفظه الله-). فيما يقول الدكتور السيد محسن القزويني: (كان آية الله الشهيد السيد حسن الشيرازي –رضوان الله عليه- شخصية نادرة، حيث تلحظ الابعاد العديدة في شخصيته التي يصعب اجتماعها عند اشخاص عديدين، فكيف في شخص واحد؟).

ثم نقرأ من اقوال الشهيد السيد حسن الشيرازي - رحمه الله- (لا يمكن العقاب على كل خطأ، فالاقوياء يسامحون، والضعفاء يحقدون). وفي ذكرياته يقول فضيلة الحجة السيد محمد باقر الفالي: (أتذكر يوم كان الشهيد السعيد –رحمه الله- يلقي قصيدته الغراء بمناسبة ميلاد أمير المؤمنين –عليه السلام- في المهرجان العظيم الذي كان يقيمه اهالي كربلاء المقدسة في الحسينية الطهرانية بجوار مرقد سيد الشهداء الامام الحسين – عليه السلام- والتي كانت تبث عبر الاذاعة العراقية آنذاك، وكيف كانت الجماهير تصفق وتطلب الاعادة).

ويقول فضيلة الحجة السيد حسين الفالي: (كان السيد الشهيد –رضوان الله عليه- سمحا، شجاعا، كريما، كان يوصينا دائما بالالتزام بخط محمد – صلى الله عليه وآله وسلم- وعترته الميامين – عليهم السلام- ويحذرنا من الانخراط في الاحزاب التي كان أوان ظهورها على الساحة العراقية تحت مسميات دينية). أما الوجيه الحاج رضا النائيني فيقول في ذكرياته: (كان الناس ينتظرون بلهفة الخطاب الجماهيري للسيد الشهيد –رضوان الله عليه- وما أن يشرع بخطابه، حتى يبدأ الناس بالاستماع، واذا قرا الشعر ضجوا بالاستعادة والاستحسان خاصة بين الحرمين الشريفين).

ويقول نجل آية الله العظمى السيد السبزواري: (حينما اعتُقل السيد حسن الشيرازي –رضوان الله عليه-، وُحكم عليه بالاعدام، بعد ذلك التعذيب الوحشي والقاسي من قبل النظام البعثي العراقي، قامت الدنيا ولم تقعد،ـ فإذا بالعلماء الاعلام، كالسيد محسن الحكيم –رحمه الله- وغيره في النجف الاشرف، قاموا للدفاع عنه، وارسال برقيات للرئيس السابق - احمد حسن البكر- فالشهيد السيد حسن الشيرازي –رضوان الله عليه- لم يكن شخصا عاديا).

وهناك شخص من اقرب الناس الى حياة السيد الشهيد، وهو خادمه في طبخ الطعام واعداد الشاي واعداد الملابس وغير ذلك، وهو الحاج احمد عزيز مراد زادة الوندي، يقول: ( كان الطلبة والعلماء والاصدقاء من بغداد، والكاظمية المقدسة، والنجف الاشرف، وكربلاء المقدسة، ومن كل المناطق والمحافظات العراقية، يأتون لزيارة السيد الشهيد –رضوان الله عليه- في سجنه، وكانوا يعانون المضايقات والاذى من قبل رجال الامن).

أما الوجيه الاستاذ محمد شريف وهو من مرافيقي السيد الشهيد –قدس سره- فيقول: (بالنسبة للعمل كنا طوع امره ورهن اشارته، فكل ما يقوله السيد الشهيد –رضوان الله عليه- لنا، كان الواجب علينا اطاعته وتنفيذه، هذا أولا، وأما ثانيا، فكلما كنت آتي الى مكتب الشهيد –رضوان الله عليه- وكان بيتي ومحل عملي بالقرب من بيت السيد –رضوان الله عليه- ومكتبه، وكان عندي معرض لبيع السيارات التي كنت استوردها من المانيا، كان السيد –رضوان الله عليه- يقول لي: لاتسافر بل ابق معنا، فهنا بلد اسلامي، وإن أخذت عائلتك الى المانيا، ستواجه صعوبات جمة). فقلت له : سيدي لا استطيع الحصول على الاقامة في سوريا، فقال: إن شاء الله سترفع هذه العوائق. وفعلا رفعت العوائق من بعد).

وشارك ايضا في هذه المذكرات عدد من العلماء ورجال الدين والاساتذة الافاضل الذين كان لهم مساس وتقارب من السيد الشهيد –رحمه الله- ومنهم (فضيلة الحجة السيد محمد على العلوي، وفضيلة الحجة السيد نزار الحسيني، وسماحة الحجة الشيخ سلطان علي الفاضل، وفضيلة الحجة الشيخ غلام رضا الوفائي، وفضيلة الحجة الشيخ احمد علي الاحمدي، وفضيلة الحجة الشيخ محمد حسين النوري، وفضيلة الحجة الشيخ نصر الله الناصري، وفضيلة الحجة الشيخ محمد الفياض، وفضيلة الحجة الشيخ محمد جمعة المقدس، وفضيلة الحجة الشيخ محمد حسين الآخوند، وفضيلة الحجة الشيخ محمد الواعظي، وفضيلة الحجة الشيخ المحمدي البامياني، وفضيلة الحجة الشيخ حسين الشريفي، وآخرون أفاضل).

وهكذا نلاحظ أن الجزء الثاني من هذه الموسوعة، حافلا بالوقائع الموثقة من لدن اشخاص واكبوا حياة السيد الشهيد الشيرازي - رحمه الله- وعاصروه، فنقلوا لنا تلك الذكريات المفعمة بالصدق والتشريف على صفحات هذا الجزء (الثاني) الشيّق من موسوعة السيد الشهيد الشيرازي - رضوان الله عليه- لكي تبقى مثل هذه المذكرات تجارب عملية وفكرية تساعدنا على اجتراح الرؤى والسبل التي تقود أمتنا الاسلامية نحو الرقي والتطور الدائم.

اضف تعليق