المجتمع يحتاج الى ناس مهتمين اهتماما اساسيا في بنائه، والفرق بين المجتمع الفاشل والناجح يكمن في هذه النقطة، فالمجتمع الفاشل يعتمد على اختيارات شخصية غائبة عن الاختيار العام، اما المجتمع الناجح فتجد فيه اناساً عقلاء يديرون عملية التكامل من خلال المدخلات والمخرجات بصورة صحيحة، ولو نسبيا...
(من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).
رسول الله (ص)
ما هو السبب الذي جعل من السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) تطالب (بفدك)؟
لقد كانت حركة الزهراء (عليها السلام) تعبر عن الاهتمام الكبير بنمو الرسالة المحمدية، وصعودها واستمرارها، وهكذا كانت ادوار ائمة اهل البيت (عليهم السلام)، فالمطالبة بفدك تعبير عن ذلك الدفاع وعن تلك المواجهة مع الانحراف الذي حصل، ومواجهة اللامبالاة والهروب من المسؤولية التي ابتلي به المسلمون، وتركوا الامام علي (عليه السلام) بمفردهِ.
وعندما يصاب المجتمع بهذا المرض، وأعني عدم الاهتمام والتهرّب من تحمل المسؤولية واللامبالاة، فإن ذلك يؤدي الى انحراف شديد، وهذا يؤدي بدوره الى انتاج واستزراع الكوارث والازمات المستمرة، لان الاهتمام هو الذي يشكل عملية بناء حركة التاريخ بشكل صحيح.
لذلك لولا السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) وقيامها وتمسكها بذلك الموقف، لغاب عنا الكثير من القضايا والمشاهد التاريخية المهمة التي تعطينا نورا في هذا الطريق، والسير باستمرار في عملية الالتزام بمسؤولياتنا الشرعية، والالتزام بالأئمة المعصومين (عليه السلام) الذين يمثلون الطريق الصحيح لبناء المجتمعات الانسانية نحو التكامل والكمال.
لقد كان خروج السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) يمثل اهتماما بأمور المسلمين، بعد ان تقاعسوا في ذلك الوقت عن عدم اهتمامهم بقضية فدك، او قضية الإمامة، فقامت السيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام) بتحمل هذه المسؤولية، انطلاقا من حديث الرسول (ص): (من أصبح لا يهتم بأمور المسلمين فليس بمسلم).
معنى الاهتمام في الحديث النبوي
يعبّر هذا الحديث الشريف عن الهم العام للإنسان، او عن الهموم العامة، فتتكامل فيما بينها وتؤسس الحركة الاجتماعية والحركة التاريخية، والتطور والتكامل الذي سار عليه الأنبياء (عليهم السلام)، لبناء الكمال عند البشرية، لذلك لابد ان يكون هناك فعل، وحركة ايجابية نحو المستقبل تؤدي الى تأسيس هذا الكمال الاجتماعي.
الحديث يؤكد على هذه القضية، من أصبح في يومه وصباحه وليس عنده مخطط للاهتمام، او العمل، او المشاركة، او التعاون، او المساهمة والتفاعل مع امور المسلمين فليس بمسلم، لأنه يتخلى عن جانب اساسي للحركة الفعلية لعملية بناء الهمّ العام، اي هم الانسان واهتمامه في الشأن العام.
لكن للأسف الشديد نلاحظ اليوم ذهاب كل فرد وراء الهم الشخصي، اي وراء الطموح الشخصي سواء كان ماديا أو عمليا، او لتحقيق رغباته الشخصية، ولا يمكن ان نقوم بمثل هذا العمل، أي كل فرد يذهب وراء همه الشخصي، فالهم الشخصي يجب أن يكون في إطار الهم العام، لان المجتمع في حالة تكامل فإذا تجزَّأ الهم فسيكون مجتمعا منفصلا ومتشيئا.
كيف يتكامل المجتمع؟
أحيانا نسمع بأن الانسان يجب ان يذهب وراء طموحه الشخصي، يمكن أن يصحّ هذا في بعض الاحيان، لأن همّ الطموح جيد، لكن يجب ان يكون في اطار الطموح الاجتماعي العام، لان الطموح الشخصي الخاص إذا كان خارج الطموح العام، فإنه سيؤدي الى كارثة.
كطموح السياسيين نحو السلطة، طموح اعمى، فبعضهم يريد ان يصبح برلمانيا او وزيرا او مديرا عاما من دون اي هدف، فقط طموحهُ الشخصي لكي يصل الى هذا المنصب، حتى يناديه الناس بصفة (سيادة الوزير، او المدير العام، او الرئيس الفلاني)، هذا طموح اعمى، طموح شخصي ووقتيّ.
ولكن عندما ينتهي المنصب ينتهي هذا الانسان، ويرى نفسه بلا شيء، لذلك يجب أن يكون طموح الانسان في ظل الطموح الاجتماعي العام بمشاركة الآخرين، عن الامام علي (عليه السلام): (الأماني تعمي عيون البصائر)، وقال الامام الصادق (عليه السلام): (طوبى لمن لم تله الأماني الكاذبة). لان الأماني الكاذبة قصيرة المدى، وليس لها معنى حقيقي.
فما قيمة تمني المنصب دون وجود هم حقيقي لخدمة الناس فهذه الامنية كاذبة، لأن الأمنية الحقيقية هي التي تتحقق في إطار خدمة هذا الانسان للمجتمع.
وعن الإمام علي (عليه السلام): (ما أطال عبد الأمل إلا أساء العمل)، فهنا قد يكون المقصود هو همّ الانسان بالدنيا، وبالقضايا الشخصية، حيث يطيل أمله ويستغرق في أمنيته، فيريد ان يصبح في منصب كبير، او يصبح تاجرا لكي يمتلك قصرا مثلا، ثم ماذا بعد ذلك، فالأموال لاتعطي للإنسان غير المظاهر الشكلية، أما في الواقع فهو مُتعَب نفسيا وجسديا، وهذا يسمى غياب البصيرة في ظل هيمنة الحس.
متى يكون عمل الإنسان سيّئاً؟
يكون عمل الإنسان سيئا ونتيجتهُ سيئة حين تصل الأمور إلى هذه النتيجة فلا يمكن ان يكون هناك مدخلات بلا مخرجات، اذا كانت المدخلات جيدة لا يمكن ان تكون المخرجات غير جيدة، بل تكون جيدة ومخطط لها.
فكل انسان يجب ان لا يكون همه وطموحه شخصيا، وهذا يحدث من الضلال والوهم الذي يعيشه الانسان، وهناك حكم يمكن أن يتعلمها الانسان من كلام اهل البيت (عليهم السلام)، وهي تتعلق بكيفية بناء طموحاته في اطار يتكامل مع اطار الاخرين وهمومهم الاجتماعية.
أما إذا كان طموحه يتمحور في إطار شخصي، فهذا يسقطهُ بما يسمى بالعلاقات السطحية في التعامل مع الاخرين، فيكون منعزلا، فالطموح الشخصي يجعله لا يبالي بالآخرين، ولا يفكر إلا بنفسه فقط وكيف يصل إلى طموحه الفردي.
إذا كان الكثير من الافراد قد اتجهوا في هذا الاتجاه، أي في السطحية او الانعزال واصبحوا لا يهتمون لأمر المسلم، فما الذي سيحدث للمجتمع؟
المشكلة الاساسية تكمن في هذا السؤال: ما وظيفتي في الحياة؟، هل وظيفتي ان ابني مملكتي الخاصة وحياتي الخاصة، أعمل وأدرس لمدة خمسين او ستين سنة، حتى ابني مراتبي العلمية؟، لكن ماذا قدمت وماذا اعطيت للمجتمع؟، لذلك نلاحظ أن الناس الموفقون بالحياة، لايكونوا موفقين بعنوان قصير المدى، بل هم الموفقون في الاطار العام والبعد الاستراتيجي.
الطموحات الكبرى
يعيش سعيدا ويموت حميدا، هذا هو الانسان الذي يبني طموحاته من خلال طموحات الناس وآمالهم وأحلامهم وتفاعلهم مع الاخرين، أما إذا كانت طموحاته تجارية خاصة او علمية خاصة، ولا يكون لديه مخرجات اجتماعية، فإن مخرجاته ستكون فاشلة، حتى لو أنه كان بروفيسورا او استاذا او عالما، او تاجرا ورجل اعمال، نجاحاته تتناسب مع ما يقدمه نوعا وكما بحيث تتناسب مخرجات افعاله مع تغيير المجتمع وتطويره وحل مشكلاته، واستنقاذ الناس وارشادهم وهدايتهم.
يقول الامام علي (عليه السلام): (فاملك هواك، وشح بنفسك عما لا يحل لك، فإن الشح بالنفس (الأنفس) الإنصاف منها فيما أحبت أو كرهت).
ما يعنيه ومالا يعنيه
قال الامام علي (عليه السلام): (من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه)، فالذي يعنيه هو ان يعيش حياته ومملكته الخاصة ولا يعنيه الاخرين، المهم أن آكل واشرب أنا، فهو ليس انعزاليا فحسب بل هو يعيش حياته الشخصية فقط.
لذلك يترك الهدف الصحيح في الحياة، وهذا من أسوأ الخيارات التي يتخذها الانسان، وللأسف الشديد نلاحظ في مجتمعنا ان اختيارات الناس غير جيدة، لأنها قائمة على التفكير الشخصي، مثلا يقول أحدهم، اريد أن يصبح ابني طبيبا او تصبح ابنتي صيدلانية، دون النظر الى المؤهلات او المخرجات، لماذا اريد ان يصبح ابني طبيبا، ولماذا لا يصبح مدرسا، ما المانع في أن يكون مدرسا.
الطبيب يعالج الاجساد، اما المدرس فيعالج العقول والنفوس لأن مهمته تربوية، صحيح لدينا في الاعتبارات الاجتماعية ان الطبيب أفضل من المدرس، ولكن هذا خطأ، لأن المدرس هو مربي الاجيال، من الذي جعل الطبيب طبيبا، أليس المدرس؟، هناك خطأ في تفكير الناس يجعل من اختياراتهم سيئة، لأنهم يعتمدون على الاختيار الشخصي وليس الاختيار العام الذي يتمحور حول ماذا يحتاج المجتمع.
المجتمع يحتاج الى ناس مهتمين اهتماما اساسيا في بنائه، والفرق بين المجتمع الفاشل والناجح يكمن في هذه النقطة، فالمجتمع الفاشل يعتمد على اختيارات شخصية غائبة عن الاختيار العام، اما المجتمع الناجح فتجد فيه اناساً عقلاء يديرون عملية التكامل من خلال المدخلات والمخرجات بصورة صحيحة، ولو نسبيا فتؤدي الى انتاج مجتمع ناجح.
كيف نميّز بين المهم والأهمّ؟
عن الامام علي (عليه السلام): (من اشتغل بغير المهم ضيع الأهم).
هناك (مهمّ وهناك أهمّ وهناك غير مهم)، وهناك اشياء عبثية لا قيمة لها، فالعاقل الذي يستثمر عقله بشكل صحيح، لا يذهب وراء الاشياء غير المهمة بل يذهب وراء الاشياء الأهم لأنه يعيش في حالة استثمار لعمره.
والذي يقوم بمهمة التمييز، من خلال التوجيه والارشاد الاجتماعي، فهل طموحي شخصي أم اجتماعي عام؟
هنا يتحدَّد الأهم والمهم أو غير المهم، ويجب أن أعرف ماذا يتحكم بي، هل الغرائز أم العقل؟، الغرائز غالبا هي التي تحرك الانسان، فيذهب وراء اشياء شخصية على حساب الدوافع العقلية.
كذلك هناك فرق بين المسؤولية والرغبة، المسؤولية تجعل الإنسان يختار الأهم، اما الرغبة فتدفعه لاختيار غير المهم، مثلا هل من الأفضل لي أن اذهب اليوم للمقهى أجلس مع اصدقائي، أم أنشغل بقراءة كتاب، او احضر مجلسا أحصل منه على موعظة؟، هنا يميل الإنسان الى اللذة والعبث في كثير من الاحيان، او يفضّل غير المهم ولا يذهب الى الاهم.
ما هو الأفضل من بين الخيارات، قد يوجد شاب يريد ان يختار مستقبل حياته، فيقرّر أن يدرس لكي يصبح طبيبا، أم يدخل الحوزة ليصبح رجل دين وعالِما من العلماء، المجتمع يحتاج الى علماء دين من اجل تربية الارواح، والحصول على التربية الروحية والنفسية، ويحتاج أيضا الى طبيب من اجل التربية الجسدية، فإذا اصبح عدد العلماء قليلا، والكثير من الاطباء الجسديين، هنا تأتي المسؤولية وليست الرغبة.
أغلب الناس يميل إلى الرغبة نتيجة للتربية الغرائزية، فإذا تربّى الانسان منذ البداية تربية نفسية وروحية وجسدية، وعرف مسؤولياته الاجتماعية، ونهل من قيم التضحية والعطاء والتفاني، فسوف يعرف معنى المسؤولية، لكنه إذا تربّى منذ البداية على تلبية الرغبات فسوف يميل إليها.
مثلا إذا أراد أحد الأطفال أن يصبح رئيس جمهورية، عندما تسأله لماذا رئيس جمهورية؟، فيجيب: حتى احكم الناس. ولا يقول حتى اخدم الناس بل احكم!! فالبيئة التربوية والاجتماعية هي التي علمته على برمجة افكاره بهذه الطريقة.
كيف نفهم الحياة وما نتائج فهمنا لها؟
اللامبالاة سلوك ينمو من خلال التربية الاسرية وعدم الاهتمام، فإذا كان الابوان يهتمون بهذه القضية ويعلمون ابناءهم معاني الاهتمام الاجتماعي، فحينئذ تنمو في ثقافتهم معاني المسؤولية وتتطور عملية نضجه، ولكي ينضج الانسان يجب أن يفهم ويتعلم معنى الفهم في هذه الحياة، والفهم يأتي من خلال تفعيل ادراك العقل وتحكمه بالغريزة، ففي اغلب الاحيان الغرائز هي التي تحكم، فيذهب الإنسان وراء طموحاته الشخصية بعيدا عن المسؤولية الاجتماعية العامة، لذلك نرى المجتمع متخلفا وفاشلا، فعندما يسير بسيارته او اية وسيلة، فلابد ان يحترم النظام لان النظام ينبثق من العقل الذي يؤكد على ان النظام شيء جيد، لأنه يحقق حماية الانسان، وحماية حقوقه، أما الغريزة فتقول العكس، وتدعو صاحبها كي يسير بسرعة ولا يحترم أحدا، أي انه تربى على تفكير غرائزي، ولم يتربَّ على قيمة النظام واحترامه، وهذا يدل بالنتيجة على وجود قصور أو تقصير في هذا الجانب.
فالأهم أن يقوده حكم العقل، والمهم او غير المهم حين تقوده الرغبة الى الشيء الذي يحبه، فنلاحظ أحدهم يقول (أنا احب هذا الشيء)، لأنه يرغب أن يتمتع بالحياة، فالحياة بالنسبة اليه قصيرة ويريد ان يستمتع بها.
نعم من حقه ان يستمتع بالحياة ورغبة الحياة، لكن يجب أن يتم ذلك من ضمن المعقول وضمن التعاليم الاسرية، واحترام التعاليم الدينية والاعراف المجتمعية، بمعنى أن لا يخرج عن هذه الضوابط، ومن حقه ان يمارس الحياة الاعتيادية ولكن هذا لا يعني أن يضيِّع الأهم.
الأهم ينبغي أن يكون هاجسنا، لانه من توجيهات أهل البيت (عليه السلام)، وهو ارشاد الى حكم العقل لأن الأهم هو الذي يحقق التوفيقات حتى المتعة واللذة بمعناها المستديم.
اللذة القصيرة تسبّب الاكتئاب عند الانسان دائما، لأنها تنتهي سريعا، أما اللذة المعنوية فتأتي من خلال الوصول الى الطريق الصحيح، وسلوك المعاني والمسؤوليات قيمة كبيرة وعميقة جدا، ويستمتع بها الانسان، كما ان الكرم هو لذه معنوية، فالإنسان الكريم يستمتع بهذه اللذة ويدمن على الكرم، فيصبح عنده ادمان عليه حيث يمنحه الروح الايجابية وقوة الاستمرار ويغذيه بمعنى لحياته. فحين يكون كريما او مضحيا او معطاءً، فإنه يشعر أن عمله هذا له قيمة كبيرة، بل حياته برمّتها تكون لها قيمة كبيرة، وهذا هو الفرق بين الاهم والمهم.
ويمكن ان يتحول الأهم في وقت من الاوقات الى مهم، او غير مهم. لذلك لابد للإنسان ان يبحث عن أدواره في الحياة، اي يجب أن لا يبقى يعيش في أطر غير مهمة، او في العبث، والأهم أن يبحث عن اطر عامة ومستويات أعلى حسب الحديث: (من اشتغل بما لا يعنيه فاته ما يعنيه)، أي عندما ينشغل بأشياء بسيطة أو بالقشور، فسوف تفوته الاشياء ذات الاهمية.
متى ندرك الهدف الأكبر والأعظم؟
الفرق بين المبتكرين وغير المبتكرين يكمن في أن غير المبتكر يبقى جامدا على وضعه، أما المبتكر فإنه يحاول دائما أن يذهب الى مستوى أعلى واكبر، حتى يدرك شيئا اكبر واعظم من الشيء السابق.
قضية الأهمية، هي ان يهتم الانسان بالأولويات وبالأشياء الاهم في الحياة، حتى يكون دوره كبيرا في المجتمع، وكذلك يكون للمجتمع دور كبير، فمعنى (لا يهتم)، أن هذا الشخص لا يهتم ولا يتابع الامور، ويتركها هكذا، مثل أولئك الذين يوعدونك بجهوزية الشيء بعد ثلاثة ايام، لكنك حين تذهب لهم في الموعد المحدد تجده غير جاهز، بل حتى بعد اسبوع ويبقى غير جاهز، وهكذا....
السبب هو عدم المتابعة، فالذي لا يهتم لا يتابع، وهو يعيش في حالة من التراخي غير المسؤول، فهكذا إنسان الذي لا يوجد لديه متابعة ولا اهتمام بسبب ثقافته التي نشأ عليها.
ما هي ثقافة المتابعة السلوكية؟
عندما يفشل الشخص ينعكس الفشل على المجتمع أيضا عندما يصبح ثقافة عامة، وقد أخذت بعض المجتمعات على عاتقها دراسة سبب قوتها، ووجدت ذلك في عدم ترك الامور على حالها، فهناك متابعة مستمرة لجوانبها السياسية والصناعية والاقتصادية، أما المجتمعات الشكلية الظاهرية تكون لديها مشكلة في التقدم.
المتابعة هي ثقافة سلوكية وعكسها ان لا يهتم الإنسان بالتعلم، ولا بالاهتمام والجدية، ويقودنا هذا الى أن عدم المتابعة يأتي من الكسل والتسويف، فلا يشعر الإنسان ان هناك هدفا في حياته، هذا الانسان يبقى نفسه لا يتقدم ولا يتطور.
لذلك يحتاج الانسان إلى ان يتربى على الاهتمام، قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): أما علامة الكسلان فأربعة: (يتوانى حتى يفرط، ويتفرط حتى يضيع، ويضيع حتى يأثم ويضجر).
وقال الإمام الصادق (عليه السلام): (إياك وخصلتين: الضجر والكسل، فإنك إن ضجرت لم تصبر على حق، وإن كسلت لم تؤد حقا).
وأخيرا فإن مشكلاتنا تنبع من عدم مبالاتنا فلا نلقي اللوم على الآخرين.
وللكلام تتمة..
اضف تعليق