أراد الإمام الحسين (ع) لهذه الأمة أن يُعيدها إلى دينها وعقيدتها لبناء حضارتها الإنسانية المنشودة، إلا أنهم كانوا يُريدون دنيا بني أمية وسلطتهم الغاشمة وطغاتهم الظالمين الذين كانوا (أرباب سوء لهم) كما أنبأهم أمير المؤمنين الإمام علي (ع) من قبل، فانساقوا خلف السلطان كالقطيع وتركوا القرآن الصامت...
تقديم عقائدي
الإسلام دين الله في الأرض، والقرآن الحكيم كلامه الحكيم الذي أنزله على أعظم خلقه وخاتم رسله محمد بن عبد الله (ص) فبلَّغه كاملاً، وبينه مجملاً، ووضع الأحكام، والشرَّع الشرائع، ولم يترك شاردة ولا واردة إلا ووضع قاعدة تحكمها في الحلال والحرام، والنجس والطهارة، فعن حمَّاد، قال: سمعتُ أبا عبد الله الإمام الصادق (ع)، يقول: (ما خلق الله حلالاً، ولا حراماً، إلا وله حدٌّ كحدِّ الدُّور فما كان من الطريق فهو من الطريق، وما كان من الدُّور فهو من الدُّور، (وان حلال محمد حلال إلى يوم القيامة، وحرامه حرام إلى يوم القيامة، ولان عندنا صحيفة طولها سبعون ذراعاً وما خلق الله حلالاً ولا حراماً فما كان) حتى أرش الخدش، فما سواه والجلدة، ونصف الجلدة). (بحار الأنوار: ج 2 ص170)
ولذا كان آخر ما أنزل الله سبحانه مسألة الولاية فأكمل بها الدين وأتم على الخلق النعمة فقام رسول الله (ص) وبلَّغها بعد حجة الوداع، وأخذ عليها البيعة ممَنْ حضر جميعاً، وأمرهم أن يُبلغ الشاهد منهم الغائب، وينقلوا ذاك الأمر العظيم والمهم إلى أهليهم وكل مَنْ في ناحيته حيث قال لهم في غدير خم فقال (ص): (أيها الناس هل تعلمون مَنْ وليكم؟ فقالوا: نعم الله ورسوله.
ثم قال: ألستم تعلمون أني أولى بكم منكم من أنفسكم؟ فقالوا: بلى.
قال: اللهم اشهد؛ فأعاد ذلك عليهم ثلاثاً كل ذلك يقول مثل قوله الأول، ويقول الناس كذلك، ويقول: اللهم اشهد؛ ثم اخذ بيد أمير المؤمنين (عليه السلام) فرفعها حتى بدا للناس بياض إبطيهما ثم قال: ألا مَنْ كنتُ مولاه فهذا عليٌّ مولاه، اللهم وال مَنْ والاه وعاد مَنْ عاداه وانصر مَنْ نصره واخذل مَنْ خذله، وأحب مَنْ أحبه، ثم رفع رأسه إلى السماء، فقال: اللهم اشهد عليهم وأنا من الشاهدين، فاستفهمه عمر من بين أصحابه فقال: يا رسول الله هذا من الله ومن رسوله؟
فقال: نعم من الله ومن رسوله أنه أمير المؤمنين وإمام المتقين وقائد الغر المحجلين، يقعده الله يوم القيامة على الصراط فيدخل أولياءه الجنة وأعدائه النار) (تفسير نور الثقلين: ج2 ص234)
فعندها، ويومها، وبعد البيعة نزل قوله تعالى: (الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ فَلَا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا) (المائدة: 3)
فالإسلام دين الله الكامل، وقرآنه دستور الحياة الخالد، ومسألة القيادة، والحكم، والرئاسة، هي أصل من أصوله، لأنها رأس الحياة وسبب أساسي في ديمومتها، وهذا ما بينه رسول الله (ص) بما يرويه حبر الأمة عبد الله بن عباس، قال (ص): (الإسلامُ والسلطانُ أخوانِ توأمٌ لا يصلحُ واحدٌ منهما إلا بصاحبِه فالإسلامُ رأسٌ والسلطانُ حارسٌ وما لا رأسَ له منهدمٌ وما لا حارسَ له ضائعٌ). (فضيلة العادلين؛ السخاوي: ص 154، والدَّيلمي في الفردوس 396)
ويروي معاذ بن جبل ما هو أعظم من ذلك، قال (ص): (خُذوا العطاءَ ما دام عطاءً ، فإذا صار رِشوةً على الدِّينِ فلا تأخذوه، ولستم بتاركيه يمنعْكم الفقرَ والحاجةَ، ألا إنَّ رحَى الإسلامِ دائرةٌ فدُوروا مع الكتابِ حيث دار، ألا إنَّ الكتابَ والسُّلطانَ سيفترِقان فلا تُفارقوا الكتابَ، ألا إنَّه سيكونُ عليكم أمراءُ يقضون لأنفسِهم ما لا يقضون لكم، إن عصيتموهم قتلوكم، وإن أطعتموهم أضلُّوكم، قالوا: يا رسولَ اللهِ؛ كيف نصنعُ؟ قال: كما صنع أصحابُ عيسَى بنِ مريمَ عليه السَّلامُ، نُشِروا بالمناشيرِ، وحُمِلوا على الخَشَبِ، موتٌ في طاعةِ اللهِ خيرٌ من حياةٍ في معصيةِ اللهِ). (أبو نعيم: حلية الأولياء: ج5 ص188، وأخرجه الطبراني: ج20/90) ح172)، والخطيب في (تاريخ بغداد: ج3/398)
فحسب منطوق هذا الحديث الشريف الذي يرويه العلماء، ويحفظونه في كتبهم، وينسونه في واقع حياتهم، لأنهم يرون حقيقته واقعاً في كل البلاد الإسلامية منذ اليوم الأول الذي فارق فيه رسول الله (ص) هذه الدنيا إلى الرفيق الأعلى، حيث افترق القرآن والسلطان، وهو نصُّ ما قاله الرجل في رزية يوم الخميس؛ (حسبنا كتاب الله)، حيث رفض كتابة الكتاب الحافظ لهم من الضلال والفرقة لأن السلطة والحكم حليت في أعينهم وأرادوا أن تكون السلطة لهم والقرآن لهل البيت (ع) فافترقا كما أخبر رسول الله (ص)، وهو أيضاً مضمون حديث الثقلين المتواتر في هذه الأمة.
حضارة الإمام الحسين (ع)
الحضارة: هي البناء المدني المادي المضبوط بمنظومة القيم الراقية، فلا حضارة بل هي مدنية ومحض بناء مادي جاف وجامد جمود المادة وميت كحالتها تماماً، ولا يمكن أن نُطلق مفهوم الحضارة على شيء لا روح فيه، فالمدنية العالية وروحها القيمة الراقية هي التي نطلق عليها اسم الحضارة الإنسانية.
وإضافتها إلى الإنسانية تعني أهم قيمة فيها هي (الإنسانية)، وهذه تشمل منظومة القيم القرآنية والإسلامية التي نزل بها الروح الأمين جبرائيل (ع) على رسول الله (ص) فأوَّلها في الحياة، ومثَّلها في الأمة فرؤوا بأم العين تجسيد تلك المنظومة القيمة في حياتهم ومعاشهم، فقالت زوجته عنه عندما سألوها عن أخلاقه: (كان خُلقه القرآن)، وكانت كلمتها صادقة تماماً.
فصاحب الحضارة الحقيقية التي يُريدها الخالق تعالى هو الذي يبنيها على تلك الأسس والقواعد القيمية الإنسانية الحضارية، لا أن يدوس كل القيم، ويقتل كل البشر من أجل أن يبني حضارته على الدماء، والأشلاء لبني البشر كما فعلت أعتى الحضارات اليوم، وهي أم الحضارة الرقمية التي أحالت الكرة الأرضية إلى قرية إلكترونية وملأتها بكل أنواع الفساد، فأفسدت الحياة بما أنتجته من أدوات الفساد القيمي، وأدوات القتل والتدمير الكوني (الشامل) بسوء فكرها، وبؤس قيادتها الرَّعناء الذين وصلوا إلى تلك الأرض فأبادوا شعباً بأكمله (الهنود الحمر)، ثم سرقوا شعباً آخر (السود من أفريقيا) ليخدمهم في بناء مدَنيتهم المنحلَّة من كل القيم، فقتلوا الشعوب ليأخذوا أرضهم، وسرقوا شعوباً من أرضهم وأهلهم واصطادوهم كالحيوانات ليعمروا الأرض المسروقة، واستعبدوهم إلى اليوم ويعاملوهم بأبشع مما يُعاملون به كلابهم، ويدَّعون الديمقراطية ويفرضونها على شعوب الأرض بالحديد والنار، أو بالقتل والدمار.
نهضة الإمام الحسين (ع) قامت ضد هذا المنطق المجرم، وللوقوف بوجه هؤلاء الطغاة، وأراد السبط الشهيد (ع) أن يُعطي منهجاً للأحرار والثوار في العالم، ليقول لهم فيه: "أينما وجدتم حاكماً ظالماً وطاغية مجرماً عليكم أن تنهضوا في وجهه لتقولوا له: قف عند حدِّك أيها المجرم القاتل، وتُعلنونها ثورة قيمية تُعيد البشر إلى فطرتهم النقية في الحرية، وإلى إنسانيتهم المنعتقة من كل عبودية لغير الخالق تعالى".
فالإمام الحسين (ع) لم يقم انتقاماً لشخصه الكريم لأنه كان أمنع من عقاب الجو علواً وارتفاعاً، وأعظم شخصية في الدنيا ذلك اليوم، وما كان أحد أن يقرب شخصه المبارك، أو يدوس عرينه وهو الأسد الحيدري الرابض في عرينه، وجوار جده المصطفى (ص)، فمَنْ يستطيع أن يقرب الإمام الحسين (ع) لو هادن السلطة الحاكمة في الشام، وبايع ليزيد الشر؟
فالحقيقة التاريخية تؤكد أنه لا أحد كان أمنع مكاناً ومكانة من أبي عبد الله الحسين (ع) في المدينة المنورة كما شهد له بذلك عبد الله بن عباس، وعبد الله بن جعفر، وأخوه محمد بن الحنفية وهؤلاء أعيان العرب ونجوم بني هاشم الأكارم يأتون سيدهم ومولاهم وإمامهم ويتمسكون بركابه ويتبركون بفرسه، ويبكون لفراقه، فهل كان ينقصه شيء في المدينة وهو ابن رسول الله (ص) فيها مادياً ومعنوياً؟
ولكن الإمام الحسين (ع) هو الإمام المفترض الطاعة على أمة جده، وهو المسؤول عنها أمام الله وجده رسول الله وأبيه أمير المؤمنين (ع) وهو أعلم خلق الله بتكليفه الشرعي، وواجبه تجاه رسالة ربه، ودين جده (ص) الإسلام، وأمته التي تعتقد بإمامته وولايته عليها، كما أنه يقف أمام التاريخ البشري كله والتاريخ لا يرحم أحداً في أحكامه الصارمة، ولذا تراه منذ اليوم الأول بيَّن أن المسألة ليست شخصية بل رسالية، ودينية، وعقائدية، وقرآنية بكل معنى الكلمة، وهذا ما بينه مراراً لا سيما في خطبته المشهورة وأعتقد أنها من أهم وأعظم خطبه (روحي فداه) الذي قال في نهايتها هذا الدعاء الذي يُلخِّص لنا فلسفة عاشوراء، قال (ع): (اللهم إنك تعلم أنه لم يكن ما كان منا تنافساً في سلطان، ولا التماساً من فضول الحطام، ولكن لنُري المعالم من دينك، ونُظهر الإصلاح في بلادك، ويأمن المظلومون من عبادك، ويعمل بفرائضك وسنتك وأحكامك، فإنكم إلا تنصرونا وتنصفونا قوي الظلمة عليكم، وعملوا في إطفاء نور نبيكم، وحسبنا الله وعليه توكلنا وإليه أنبنا وإليه المصير). (تحف العقول، ابن شعبه الحراني، ص 239)
وله في خطبة أخرى رائعة من روائعه (ع) يُبيِّن ذلك للقاص والداني عن سبب خروجه على السلطان الحاكم، والطاغية الظالم، حيث يقول: (إنّ هذِهِ الدُّنْيا قَد تَغَيَّرَت وَتَنَكَّرَتْ وأدْبَرَ مَعرُوفُها، فَلَمْ يَبْقَ مِنْها إلاَّ صُبابَةٌ كَصُبابَةِ الإناءِ، وَخَسِيسُ عَيْشٍ كَالمَرعَى الوَبِيلِ، ألا تَرَوْنَ أنَّ الحَقَّ لا يُعْمَلُ بِه، وَأنَّ الباطِلَ لا يُتناهى عَنهَ، لِيَرْغَبْ المُؤْمِنُ في لِقاءِ اللهِ مُحِقّاً فَإنِّي لا أرَى الْمَوتَ إلاّ سَعادَةً، وَلاَ الحَياةَ مَعَ الظَّالِمينَ إلاّ بَرَماً.. إنَّ النّاسَ عَبِيدُ الدُّنْيا وَالدِّينُ لَعِقٌ عَلى ألسِنَتهم، يَحُوطُونَهُ ما دَرَّت مَعائِشُهُم، فَإذا مُحِّصُوا بِالبَلاءِ قَلَّ الدَّيّانُونَ). (تحف العقول ابن شعبة الحراني ص ٢٤٥)
هنا مربط الحضارة، ومقيل أفراسها، ومجتمع ناسها، يجتمعون على هذه السماط من القيم والفضائل، ويتغذون من مائدتها القرآنية النورانية المباركة التي أنزلها الله تعالى على رسوله (ص) ليٌقدِّم للبشرية المقياس الحضاري في الناس، وليس المثال الحيواني في الجريمة كما يُمثِّل هؤلاء الطغاة، وأولئك الحكام البُغاة على خلق الله.
فالسلطة، والملك، والحكم، هي من مختصات الخالق تعالى، ويمنحها لأهل الفضيلة والتقوى من خواصِّ عباده المُخلَصين من الأنبياء والمرسلين والأوصياء والأولياء والمتقين، الذين يؤدون الرسالة من الخالق إلى المخلوق ويدلونه على طرق نجاته من فتن هذه الدنيا والخلاص من شِراكها ومصائدها الشيطانية والسلطانية المختلفة.
ومَنْ كالحسين بن علي (ع) إماماً وهادياً للبشر جميعاً، فهو في الدنيا إمام مفترض الطاعة كما قال له جده المصطفى (ص): (الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا)، كما أنه هو سيد شباب أهل الجنة في الآخرة، بتواتر الروايات في المسلمين؟
فنهض الإمام الحسين (ع) ليقوم بواجبه الديني تجاه تلك الحكومة التي كان هدفها الأول دفن الدين وإخراج الناس منه، أو قتلهم وتشريدهم تحت كل حجر ومدر، ويوجز ذلك الإمام الراحل (رحمة الله عليه) بقوله: "كان المسلمون في عهد يزيد يعيشون في جو من الإرهاب والضغط السياسي والعقائدي، فإن معاوية ويزيد وبني أمية بصورة عامة كانوا قد حبسوا الأنفاس في الصدور، وخنقوا الأصوات المنادية بالحرية وكموا الأفواه، فكانت سياستهم السجن والقتل والضرب والتعذيب وكم الأفواه وتصفيد الأيادي بالقيود، بالإضافة إلى مصادرة الأموال وحرق البيوت، فمعاوية قام بقتل المسلمين، وأطاف برؤوسهم من بلد إلى بلد، وقد تعلم يزيد هذا العمل من أبيه.
فأول شخص قام بهذا العمل القبيح في الإسلام كان معاوية، واستمرت مسيرة الظلم والجور بحكومة يزيد، وكان الهدف ظلم العباد وطمس آثار النبوة ومن هنا فقد نهض الإمام الحسين (عليه السلام) ضد هذه الأعمال الشنيعة وهذه الحكومة الجائرة".
ويقول: "لقد تمكَّن يزيد بن معاوية من محاربة الإمام الحسين (عليه السلام) وتهيئة جيش كبير ضده عبر الإعلام المضلل والإغراء بالجهل ونشر جو الإرهاب والخوف.
فقد حكم أبوه معاوية 40 سنة على بلاد الشام، وأخذ بإبعاد أهلها عن الإسلام الحقيقي، فسيطر على البلاد بالظلم والجور، ثم جاء من بعده ابنه يزيد ليستولي على المسلمين بالقوة والقهر، مضافاً إلى ما أوجدوه من جو الإرهاب والخوف فكان مَنْ لا يخرج إلى محاربة الإمام الحسين (عليه السلام) يُقتل أو يُسجن، وكان كثير من الناس لا يعرفون الهدف من نهضة الإمام الحسين (عليه السلام)، وكانت مجموعة كبيرة منهم تقبع في السجون، فقد ورد في التاريخ: إن في زمان ولاية ابن زياد كان هناك اثنا عشر ألف شخص تمَّ إلقاء القبض عليهم وسجنهم في الكوفة.
نعم، إن الإمام الحسين (عليه السلام) عند ما امتنع من بيعة يزيد وصمَّم على الشهادة، كانت هناك مجموعة كبيرة من شيعته قد قُتلت بأيدي جلادي بني أمية، ومجموعة أخرى كانت تقبع في السجون، فخرج الإمام الحسين (عليه السلام) بأصحابه المعروفين.
أما الذين جاءوا لمحاربة الإمام الحسين (عليه السلام) فقد جاءوا إما من باب الخوف والإكراه وإما من باب الجهل والإغواء، فإن كثيراً منهم كانوا من أهل الدنيا الذين خدعهم بنو أمية، بإعطائهم الأموال والمناصب، ووعدوهم بذلك إن خرجوا لمحاربة الإمام الحسين (عليه السلام)، فهؤلاء خلال أربعين سنة -لا يوم واحد ولا شهر واحد ولا سنة واحدة- وعن طريق إعلام معاوية قد تم تغيير أفكارهم وإجراء عملية غسيل المخ عليهم فتغيروا.
ومن هنا يتضح كيف تمكن بنو أمية من الإقدام على مثل هذه الجريمة النكراء بقتلهم الإمام الحسين (عليه السلام)". (موجز عن النهضة الحسينية السيد محمد الشيرازي: ص30)
هكذا أراد الإمام الحسين (ع) لهذه الأمة أن يُعيدها إلى دينها وعقيدتها لبناء حضارتها الإنسانية المنشودة، إلا أنهم كانوا يُريدون دنيا بني أمية وسلطتهم الغاشمة وطغاتهم الظالمين الذين كانوا (أرباب سوء لهم) كما أنبأهم أمير المؤمنين الإمام علي (ع) من قبل، فانساقوا خلف السلطان كالقطيع وتركوا القرآن الصامت بين الدفتين، والصامت المتمثِّل بالإمام الحسين (ع)، فخسروا خسراناً مبيناً، وللأسف مازالوا مصرِّين على خطئهم، وماضين خلف السلاطين إلى المقصلة.
السلام على الحسين (ع) شهيد الدِّين، والواجب، والأمة المظلوم..
اضف تعليق