وإذا كان موقف واحد من شاب مسلم أثر في فتاة غربية وحوّلها إلى الإسلام فكيف إذا عرضنا حياة فاطمة الزهراء على العالم، وحياتها كلها مواقف وقيم؟! لقد تصدقت الزهراء (ع) حتى بالقميص الجديد الذي أعطاها أبوها رسول الله (ص) بمناسبة زواجها. وتصدقت بطعامها هي وزوجها وأطفالها وهم صائمون...
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على محمد وآله الطيبين الطاهرين، واللعن الدائم على أعدائهم أجمعين إلى يوم الدين(1).
حديثنا ـ في هذه المحاضرة ـ عن الصدّيقة الزهراء (عليها السلام) في فصلين:
الفصل الأول: في المقامات الغيبية للصدّيقة الطاهرة (صلوات الله عليها) في إطارها الكلّي.
الفصل الثاني: في الوجه الحضاري للصدّيقة الطاهرة (عليها السلام).
الفصل الأول: المقامات الغيبية
هنالك اتجاه انتشر في العقود الأخيرة بين البعض يمكن أن نطلق عليه التفسير المادي للدين. نتناول بيان هذا الاتجاه ومناقشته في البحوث التالية:
البحث الأول: لماذا نشأ هذا الاتجاه؟
البحث الثاني: ما هو الموقف إزاء هذا الاتجاه؟
البحث الثالث: ما الفائدة من البحوث التي تتناول المقامات الغيبيّة؟
البحث الأول: سبب نشوء التفسير المادي للمسائل الدينية
لقد نشأ اتجاه التفسير المادي لدى البعض في تفسير المعتقدات والمسائل الدينية، على أثر عوامل منها المد المادي الغربي الذي حصل كردّ فعل على التجربة المريرة التي خاضها المجتمع الأوربي مع الكنيسة التي كانت تفرض أفكارها الخرافية على الناس باسم الدين.
ولا يخفى أن مثل هذه الأفكار الخرافية موجودة حتى الآن عند بعض مشايخ الوهابية، فهنالك ـ مثلا ـ كتاب لأحد شيوخهم يصرّ فيه على أن الأرض ساكنة ويكفّر أو يضلّل كلّ الذين يخالفونه في ذلك. ومن أدلته على رأيه أننا عندما ننهض كل صباح نرى البقال والعطار والخباز كلاًّ في مكانه، ولو كانت الأرض متحركة كان البقال يوماً في الجانب الأيمن ويوماً في الجانب الأيسر مثلا.
يقول الشيخ في كتابه أيضاً: كثيرون نصحوني أن لا أكتب هذا الكتاب ولكن الحق أحق أن يقال!
هكذا كان حال رجال الدين المسيحيين فكانوا يعتقدون بنظريات باطلة يرفضها العلم، وكانوا يصرون عليها ويكفّرون من يقول بخلافها، ويفتون بقتله، فكانوا يتهمون العلماء بالإلحاد ويحكمون عليهم بالإعدام بسبب نظرياتهم العلمية التي تناقض أفكار الكنيسة.
هذه الحالة خلقت ردّ فعل في الغرب وظهر اتجاه يرفض القضايا الغيبية برمّتها ويقول: إن كلّ المعارف البشرية الصحيحة هي التي تبتني على التجربة والمشاهدة، والتي يمكن إثباتها في المختبر أو عبر المعادلات الرياضية، أما الأشياء الغيبية فكلها لا اعتبار لها لأنها غير خاضعة للحس والمشاهدة والتجربة. وشيئاً فشيئاً طغت هذه النزعة على الغرب عموماً.
وحيث إن حضارة الغرب هي الحاكمة اليوم ـ وهذا شيء لاينكر، فلقد كنا في يوم من الأيام نحن أصحاب الحضارة الحاكمة وكان الغرب محكوماً، وعدنا اليوم محكومين والغرب حاكماً ـ والحضارة الحاكمة تؤثر في الحضارات المحكومة، كانت النتيجة أن انتشر هذا الاتجاه (الذي يؤمن بالعلم التجريبي فقط) في أوساط مجتمعاتنا وتأثر به بعض المتدينين أيضاً، فأخذوا يحللون الأمور تحليلاً مادياً، أما القضايا التي ترتبط بالغيب فإنهم يحاولون إلغاءها أو تأويلها بنحو من الأنحاء.
البحث الثاني: الموقف من الاتجاه المادي
في بيان هذا الموقف نقول: الدين والغيب أمران متلازمان لاينفكان، ولو جُرّد الدين من الغيب لم يعد ديناً بل أصبح قانوناً كسائر القوانين الوضعية السائدة. الدين لا ينفك عن الغيب بل يبتني عليه، فلو جرّدتَ الدين من الغيب فقد جردته من قاعدته التي يبتني عليها.
فالألوهية غيب، وهي القاعدة الأولى التي يبتني عليها الدين ويعبَّر عن الله سبحانه بـ (غيب الغيوب) و(الغيب المطلق). وفي الحديث الشريف: (وإن الملأ الأعلى يطلبونه كما تطلبونه أنتم)(2) أي كما أننا لا ندرك كنه الله سبحانه لأنه غيب فكذلك الملائكة لا يعرفون كنه الله تعالى!
بل صفات الله غيب أيضاً، فنحن نعلم أن الله عالم ولكن ما حقيقة علم الله؟ إنّه غيب، وكل المحاولات البشرية لاكتشاف كنه صفات الله محاولات فاشلة.
والنبوة غيب، لأنها تبتني على الوحي وهو غيب. وهكذا المعاد. يقول الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام): (سلكوا في بطون البرزخ سبيلاً)(3). فمحاولة إخضاع كل شيء في الدين للمعادلات المادية، معناه إلغاء القاعدة التي يبتني عليها الدين.
كما أن هنالك بعض التفاسير للقرآن الكريم اتّسمت بالتفسير المادي للمفردات الدينية فهي تحاول أن تؤوّل كل شيء غيبي في القرآن، ومن الأمثلة على ذلك: محاولة تأويل قوله تعالى في سورة البقرة: (ثُمَّ بَعَثْنَاكُم من بَعْدِ مَوْتِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ)(4)، وقوله تعالى: (فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ بِبَعْضِهَا)(5).
وهناك بعض المفسّرين يؤولون قوله تعالى: (وَأَرسَل عَلَيهم طَيْرًا أَبَابِيلَ، تَرْمِيهِم بِحِجَارَة مِن سِجِيل)(6)، بالقول: إن الطير والحجارة في الآية كناية عن ميكروب مرض قاتل انتشر بين صفوف الجيش! ولكنا نسأل هؤلاء: ماذا تفعلون مع الجن والملائكة؟ وماذا تقولون في المسيح (عليه السلام) وإحيائه الموتى وإبرائه الأكمه والأبرص بإذن الله تعالى؟!
وكيف ستؤولون قول الله تعالى: (قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا ءاتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن تَقُومَ مِن مَّقَامِكَ)(7)، وعشرات الآيات الغيبية الأخرى؟ بل إن القرآن مشحون بالقضايا الغيبية من أوله إلى آخره، فلا داعي للتأويل بل إما أن يقبل الإنسان بالغيب ككل أو يرفضه ككل; لا أن يلغي الأحاديث الشريفة ما أمكنه، ويقوم بتأويل الآيات الكريمة لأنه لا يمكنه إنكارها!
البحث الثالث: الفائدة من البحث في المقامات الغيبية
يقول بعض الناس: عرفنا أن للزهراء (عليها السلام) مقامات غيبية، وأنها كانت تعلم الغيب مثلاً، أو أنه حصل كذا وكذا في الملأ الأعلى عند زواجها (صلوات الله عليها)، فما هي الفائدة أو الثمرة التي نجنيها من هذه المباحث وأمثالها؟
الجواب على هذه الإثارة بجوابين: نقضي وحلّي.
- أما الجواب النقضي: فيمكن طرحه في ثلاثة مستويات:
المستوى الأول: مباحث علم الكلام
فنقول: وما هي فائدة كثير من مباحث علم الكلام والحكمة الإلهية؟ فمثلاً: ما فائدة معرفة أن الممكن مركب من وجود وماهية؟ وما الثمرة التي نجنيها من معرفة أن الوجود مشترك أو غير مشترك وأنه مشترك لفظي أو معنوي؟ وأنه حقيقة واحدة أم حقائق متعددة؟ وأن الوجود أصيل أو الماهية؟ هل هذه البحوث يمكن أن تحلّ محل الماء والخبز؟ أم يقال في الجواب: ليس بالماء والخبز وحدهما يحيى الإنسان! وإذا كان الأمر كذلك فلماذا يوجَّه الإشكال على بحث المقامات الغيبية للصديقة الزهراء (عليها السلام) وأهل البيت (عليهم السلام)، ولا يوجّه لمباحث علم الكلام؟
المستوى الثاني: العلوم الطبيعية
فنقول: وما فائدة كثير من المعارف في العلوم الطبيعية؟ مثل معرفة أن الشمس تبعد عنا كذا ميلا مثلاً؟ فهل بحوث كهذه تبني بيتاً يسكن فيه الإنسان؟
أم يقال في الجواب: ليس المطلوب من المعرفة دائماً أن تؤمّن بيتاً للإنسان؟ فإذا كان هذا الإشكال لا يرد هناك، فكذلك لا يرد هنا.
المستوى الثالث: العقائد الدينية
وقد يترقى بعض فيقول: وما الفائدة في كثير من البحوث العقائدية مثل أن الله تعالى واحد أم اثنان؟!
إذن، الإشكال عام ومشترك ولا يرد على المقامات الغيبية وحدها، وهذا هو الجواب النقضي.
- أما الجواب الحلي فنقول:
أولاً: إن المعرفة مطلوبة لذاتها أي لها قيمة ذاتية، وهذه هي الفائدة العلمية.
ثانياً: إن للبشر ميلاً فطرياً لمعرفة الغيب، فإذا لم يملأ هذا الفراغ بالمعرفة الصحيحة ملأته الخرافة والأباطيل. والدليل على ذلك أنا نرى النزعة الغيبية حتى بين الكفار، فالعرّافون لهم في الغرب موقع كبير وسوق رائجة، وهكذا المنجمون والسحرة.
ثالثاً: هناك فرق كبير بين أن نعرف أن الإمام بشر عادي مثلنا في كل شيء، وبين أن نعرفه بمقامه الغيبي، ففرق مثلاً أن نعرف أن الإمام الرضا (عليه السلام) كان إماماً مفترض الطاعة وحسب، وبين أن نعرف أنه حي وناظر إلينا يسمع الكلام ويرد السلام، كما نقل عن أحد علمائنا أنه رأى الإمام (عليه السلام) يردّ سلام زائريه فرداً فرداً، فكما أن العالم خشيته من الله أكثر لأن معرفته بالله أكثر; قال تعالى: (إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَماء)(8)، فكذلك سيزداد تعظيمنا لأئمتنا (عليهم السلام) إذا ما عرفنا مقاماتهم الغيبية.
إذن لابد من عرض المقامات الغيبية للأئمة (عليهم السلام) وللصديقة الزهراء (عليها السلام) ولكن مقروناً بالتحليل والتعليل حتى لا تستثقله بعض الأذهان. وبهذا ينتهي البحث عن المقامات الغيبية للصديقة الزهراء (عليها السلام) في إطاره الكلّي وندَع البحوث التفصيلية لموقع آخر.
الفصل الثاني: الوجه الحضاري للصديقة الزهراء (عليها السلام)
وهذا البحث يأتي مكملاً للبحث الأول (المقامات الغيبية) وهو بحث مهم جداً، بل قد يكون واجباً بالوجوب المقدمي في عالم اليوم; فإن العلماء يقولون: إن مقدمة الواجب واجبة إما بالوجوب العقلي أو بالوجوب العقلي والشرعي معاً، فهم وإن اختلفوا في نحو الوجوب إلا أن أصل الوجوب ليس محل خلاف.
وفي البدء أنقل لكم بعض القصص الواقعية لبيان حاجة الإنسان المعاصر إلى القيم وتعطشه إلى الأخلاقيات.
- القصة الأولى: تعود لشاب خليجي كان يعيش مع شخص مسيحي في بيت واحد، فكان يجلب له الطعام دائماً، فتأثر المسيحي بهذا السلوك وأعلن عن رغبته في اعتناق الإسلام.
- والقصة الثانية: إن رجلا كافراً كان يرقد في المستشفى فرأى أن جاره المسلم يزوره أصدقاؤه المسلمون أما هو فحتى ابنه لا يزوره، وعندما سأل جاره عن السبب قال: إن ذلك يعود لثواب عيادة المريض في الإسلام. فقال المسيحي: أما أنا فابني ينتظرني حتى أموت لكي يبيع جثتي للمشرحة ثم اعلن إسلامه!
- أما القصة الثالثة: فتعود لشاب من دول الخليج يدرس في إحدى الجامعات في الغرب، يقول: كنت ذاهباً إلى الجامعة وكان الحضور في ذلك اليوم مهماً جداً ـ ربما لامتحان أو أمر مهم آخر ـ إذ هطل المطر بغزارة، فاستظل الناس بسقف في انتظار أن يتوقف المطر، وكنت أحمل مظلة، فرأيت في الأثناء امرأة واقفة متحيرة لا تعلم ماذا تفعل، لأن المطر قد لا ينقطع بسرعة فيدركها الوقت ويفوتها الحضور في الجامعة.
فأخذتني الشفقة عليها لأنها فتاة فدنوت منها وسلّمتها المظلّة ثم ذهبت إلى الجامعة تحت الأمطار.
وبعد بضعة أيام رأتني الفتاة فقالت لي: لقد حققت عنك فعرفت أنك من البلد الفلاني وأنك تدين بالإسلام، وأن ما قمت به تجاهي ينبع من بند في دينكم يسمى الإيثار، وهذه القيمة مفقودة عندنا، ولقد أعجبني دينكم، فعلّمني كيف أدخل فيه!
وما أكثر القيم التي توجد عندنا ولا مفهوم لها عند كثير من الغربيين، وإحدى هذه القيم قيمة الضيافة، وقد نقل أحد الإخوة أنه حتى الزوجين ـ في الغرب ـ ربّما يدفع كل منهما ثمن طعامه بنفسه إذا دخلا المطعم.
وهذه الحالة المادية أثرت حتى على بعض المسلمين الذين ذهبوا إلى الغرب، ولذلك ترى تفكيرهم مادياً صرفاً، ولا يعملون شيئاً إلا بعد معرفة مردوده المادي ويحسبون حتى للدقيقة التي يصرفونها مع أحد بما يجنونه من ربح مادي فقط.
وفي ظل سيطرة التفكير المادي شهد الغرب تفكك الأسرة وغياب القيم الإنسانية، فالأب يُخرج أبناءه من البيت ليتدبروا أمرهم ولا يعد نفسه مسؤولاً عنهم، والأولاد لا يكترثون بما يحلّ بآبائهم وأمهاتهم، وبعض الأبناء ينتظر موت أبيه ليبيع جثته، أما الاحترام والطاعة والتفقد للوالدين فلا وجود لها غالباً في المجتمع الغربي.
والأخلاق أصبحت أخلاقاً مادية، فالشخص لا يعود صديقه المريض إلا إذا رأى أن في ذلك نفعاً مادياً له.
وإذا كان موقف واحد من شاب مسلم أثر في فتاة غربية وحوّلها إلى الإسلام فكيف إذا عرضنا حياة فاطمة الزهراء (صلوات الله عليها) على العالم، وحياتها كلها مواقف وقيم؟!
من مواقف الزهراء (عليها السلام)
- لقد تصدقت الزهراء (عليها السلام) حتى بالقميص الجديد الذي أعطاها أبوها رسول الله (صلى الله عليه وآله) بمناسبة زواجها.
- وتصدقت بطعامها هي وزوجها وأطفالها وهم صائمون لثلاث ليال متوالية على المسكين واليتيم والأسير الكافر!
- وقد دعت من الليل إلى الصباح لجيرانها قائلة: الجار ثم الدار.
حقاً ماذا رأى (جورج جرداق) في حياة علي (عليه السلام) حتى أصبح مغرماً به هكذا؟ لا شك أنه رأى مواقفه النبيلة المعبرة عن القيم الإسلامية.
وذلك المسيحي (انطوان بارا) ماذا رأى من الحسين (عليه السلام) حتى كتب كتاباً حوله؟
وهناك كتاب ألّفته مؤلفة مصرية عن سيدة النساء الزهراء (عليها السلام) اطّلعتْ عليه امرأة يابانية فأسلمت وقالت: لقد أدركت أن فاطمة الزهراء (عليه السلام) هي المثل الأعلى لي في حياتي وأسلمتُ على أثر قراءتي هذا الكتاب.
والحقيقة إن في تاريخ قادتنا الألوف من هذه المواقف ولكنها تحتاج إلى عرض وبيان، وقد ذكر السيد الوالد (رحمه الله) في مقدمة كتابه فقه الزهراء (عليها السلام) بعض القضايا الحضارية في حياة الزهراء (صلوات الله عليها) والتي يمكن أن تعرض على عالم اليوم وتؤثر فيه.
الخلاصة
إن علينا أن نتحرك بمقدار وسعنا لنشر وتوضيح هذين البعدين: المقامات الغيبية والوجه الحضاري في حياة الصديقة الزهراء (عليها السلام) ولا نحتج بعدم قدرتنا على ذلك، إذ القدرة متوفرة غالباً.
كان أحد العلماء يقول: إني حجة الله على جميع الطلبة، فما من عذر يأتي به طالب إلا وقد وجد في حياتي دون أن يمنعني عن الاستمرار والمواصلة، فإذا احتج أحدهم بالفقر قلت له: لقد كنت أكثر فقراً منك. وإذا قال أحدهم: لقد بدأت متأخراً في طلب العلم، فإني قد بدأت بتعلم الأوليات وأنا في (حوالي) الثلاثين من العمر. وإذا قال أحدهم: إن ذاكرته كانت ضعيفة، فأنا كنت أنسى حتى أسماء أولادي وأضلّ أحياناً الطريق إلى بيتي بسبب ضعف ذاكرتي.
المهم أن الإنسان القادر لا يُعذر وعليه أن يؤدي الدور المطلوب منه على مقدار طاقته ووسعه.
- لقد تبرعت امرأة في الكويت بميراثها من أبيها في بناء حسينية مازالت قائمة حتى الآن.
- واستطاع حارس ليلي في الكويت أن يبني حسينية، وهي حسينية جومدار المعروفة.
- وقد وفق شخص يبيع السماورات في مشهد ـ واسمه عابد زاده ـ لبناء أربع عشرة حسينية بأسماء الأربعة عشر معصوماً (صلوات الله عليهم).
- كما نُقل أن الشيخ عباس علي الإسلامي وفّق لبناء أربعمائة مشروع خيري وأول مشروع بدأه في بيته، فقد كان يجمع الأفراد في غرفته يعلمهم القرآن، فيما كانت تذهب زوجته إلى المطبخ وتبقى فيه خلال تلك المدة التي قد تستغرق بضع ساعات; لأنه لم تكن في البيت غرفة أخرى.
أفلا يكون هؤلاء وأمثالهم حججاً على كثير منا في يوم القيامة؟
إذن ينبغي علينا أن نؤدي دورنا في هذا المجال ولا نتذرع بعدم القدرة; فكلّ مطلوب منه على قدر إمكانه، ولله على الخلق الحجة البالغة.
نسأله سبحانه أن يوفقنا للخدمة في سبيله.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطاهرين.
اضف تعليق