عن مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه) أنه قال:
(والله لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعيرة ما فعلته، وإنَّ دنياكم عندي لأهون من ورقة في فم جرادة تقضمها، ما لِعَلِيٍّ ونعيم يفنى ولذة لا تبقى، نعوذ بالله من سُبات العقل وقُبح الزلل وبه نستعين...) [1] صدق مولانا أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه).
كل واحد منا نحن البشر له هدف في هذه الحياة، وهل يوجد بشر لا يحمل هدفاً في هذه الحياة؟ فهُناك من يريد العلم وآخر يريد المال وآخر يريد الجاه والمقام و...هكذا، فكل إنسان له هدف ووسيلة، ولا يمكن الوصول إلى أهدافه بدون هذه الوسائل، وتتنوع الأهداف والوسائل بلحاظ الحق والباطل، إلى أنواع:
النوع الأول: الهدف والوسيلة والغاية باطلة
فالغاية غير مشروعة والهدف باطل والوسيلة التي يستخدمها للوصول الى هدفه باطلة أيضاً، باطل في باطل في باطل!
هذا الطاغية [2] الذي شهد التاريخ كثيراً من أمثاله، ماذا كان هدفه؟ وماذا كانت وسيلته؟ كان هدفه السلطة والجاه وأن يقال له: (زعيم)، فهذا الهدف باطل، لأن هذا المقام ليس بمقامه، وهو لا يحمل الأهلية لهذا المقام، ويدّعي شيئاً لا حق له فيه، إذن هدفه باطل، ووسيلته التي يستخدمها للوصول إلى هذا الهدف باطلة وهي الكذب والتضليل وقتل الأبرياء وانتهاك الأعراض، فكم من عشرات بل مئات الآلاف قتلهم خلال سنوات معدودة -أحد المؤمنين في بلدٍ، أربعة أو خمسة من بناته جرى اعتقالهن في سجون هذا الطاغية، إن هذا الأب وتلك الأم قضوا لياليَ دون نوم حزناً على بناتهم وأعراضهم، فالبنت شرف الإنسان وعرضه- ومن أجل الوصول الى سدة الحكم لأيام معدودة يفعل كل شيء، من قتل العلماء والمؤمنين وحتى أقربائه وعشيرته وذويه.
النوع الثاني: الهدف حق والوسيلة حق
وهو ما يجب أن يكون في المؤمن وفي كل واحد منّا، وليس فقط في الحاكم، فالقضية ليست قضية حكومة وسلطة، وإنما تتعلق بأي مجال في الحياة، فالموظف والعامل والتاجر وغيرهم ينبغي أن يكونوا من النوع الثاني، فالهدف مشروع وهو ما يرضاه الله تعالى، وعندما أرسم هدفاً يجب ان أفكر أوَّلاً فيما إذا كان يرضي الله أم لا؟ وأيضاً الوسيلة التي أستخدمها للوصول إلى الهدف، هل هي مَرضيّة عند الله؟
هنالك حديث جميل عن الإمام الصادق (صلوات الله عليه) في صفات المؤمن، وفي الحقيقة كل حديث من الأحاديث يُعد كنزاً من المعارف، ففي صفة المؤمن يقول: (صلوات الله عليه): (المؤمن صبور في الشدائد وقور في الزلازل...)[3]. أي إن المشاكل لا تخرجه عن وقاره، ولا يفقد أعصابه، ففقدان الأعصاب دليل على ضعف الإيمان أو ضعف الأخلاق، فلابد للمؤمن أن يكون وقوراً ومتزناً، (لا يحيف على مبغض...) [4]، فيمكن أن يكون للإنسان عدو، بل إنَّ لكل إنسان عدواً (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا مِنَ الْمُجْرِمِينَ) [5]، فقد كان لأنبياء الله أعداء، كما كان للنبي الأعظم (صلى الله عليه وآله) أعداء، وأيضاً لكل الأولياء العلماء أعداء، لكن لا يحيف على مبغض، فحتى هذا العدو لا يظلمه.
جاء عبيد الله بن الحر الجعفي إلى الإمام علي (صلوات الله عليه) بعد أن فر إلى معاوية في قضية مفصلة في التاريخ وعندما تزوجت زوجته شخصاً آخر، وكان قد هرب إلى عدو أمير المؤمنين، وعندما واجهه الإمام بالخيانة والأعمال الإجرامية التي قام بها، قال الجعفي: يا أمير المؤمنين أو يمنعني ذلك من عدلك؟! فقال (صلوات الله عليه): لا، وأعاد زوجته إليه [6].
فالمؤمن مع الحكم (لا يحيف على مبغض ولا يأثم في محب)، فهنالك من يحبك، فلا يجب للمؤمن أن يأثم لصديق، إنما يلاحظ مرضاة الله تعالى ورضوانه، فأنا لا أفعل معصية من أجل صديقي، كما لو يقول البعض: أن هذا صديقي أغتاب عنده أو هو يغتاب عندي أو أفشي له سراً من الأسرار، إن هذا المحب والصديق يتوقع مني أن أكشف له السر، ولكن ليس له الحق في كشف السرّ إن لم يكن مأذوناً.
إنها حقاً كلمات جميلة: (لا يحيف على مبغض ولا يأثم في محب...)، فهذا هو المؤمن، عنده كل المواقف والأهداف والوسائل حق.
النوع الثالث: الهدف حق والوسيلة باطلة
إن المؤمن مستبعدٌ أن يكون من النوع الأول، بأن يكون هدفه باطل ووسيلته باطلة، بينما مقتل الكثير من المؤمنين والكثير من المتقين في النوع الثالث وهو أن يكون الهدف حق ومشروع ولكن الوسيلة إلى هذا الهدف باطلة.
أذكر مثالاً واضحاً ثم أنتقل إلى الموضوع - حتى يتبين كيف أن الله تعالى لا يرضى بهدف حق إذا كانت الوسيلة اليه باطلة -.
أحد الأخوة كان يقول: أنا أريد تأديب ابني، وهو هدف مشروع وحق للولي، ولكن ما هي الوسيلة لتأديب هذا الطفل السيئ الخلق؟
فلا يكفي أن تكون الغاية مشروعة، بل يجب أن تكون الوسيلة مشروعة أيضاً، فبأي حقٍ يقوم بعض الأفراد بضرب زوجاتهم؟
ينقل أحد الأخوة ويقول: كنت في الحج وعند مسجد الشجرة حيث يُحرم الحجاج، وكان هنالك أحد الأفراد يبيع الماء للاغتسال ويشتري الحجاج منه الماء –مثلاً- مقابل ريال واحد، يقول: كنت واقفاً أطالع منظر الحجاج، وإذا أحد الحجاج يأتي على حين غفلة من بائع الماء ويسرق إحدى الجرار أو ما أشبه، وهرب بسرعة واختفى وراء شجرة واغتسل غسل الإحرام.
عندما ذكر لي هذه القضية تداعت لي قضية الإمام الصادق (صلوات الله عليه)[7] مع ذلك العالم غير الموالي الذي كان يسرق قرصين من الخبز ورمانتين ثم يأتي ويتصدق بها على الفقراء، فقال له الإمام: لماذا فعلت ذلك؟ ألم تسمع قول الله تعالى: (إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ) [8]، فهو تعالى لا يتقبل كل عمل، إذ يجب أن يكون مشروعاً، ولا يكفي أن يكون الهدف وحده مشروعاً.
السلطة بين الحق والباطل
نأتي إلى أمير المؤمنين (صلوات الله وسلامه عليه)، قارنوا بين حكومة أمير المؤمنين وبين بقية الحكومات التي كانت في ذلك العهد، كانت تستخدم غالباً كل وسيلة للبقاء، فالهدف كان البقاء، والمنطق هو البقاء على الكرسي، فالسلطة والمنصب لا يفهم الحق والباطل، بل إن الحق والباطل غير مهم بالنسبة اليه، وقد قال معاوية: حتى يكون خاتمي مكان خاتم علي، أي أنا الذي أختم وليس علي (صلوات الله عليه)، فهذا هو الهدف، وهذا هو منطق كثير من الحكومات وكثير من السلطات، المهم هو البقاء في سدة الحكم.
ولكن علياً (صلوات الله عليه) وهو يقسم ولا يحتاج إلى قسم: (والله لو أُعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها...)، وكل هذا الملك العريض، مقابل كذبة، بل مقابل القبول بقول: أبايعك على كتاب الله وسنة نبيه وسيرة الشيخين، فقال الإمام: أما كتاب الله وسنة نبيه فنعم، وأما سيرة الشيخين فلا [9]، فأنا لا أقبل سيرة غير النبي (صلى الله عليه وآله)، إذ ان سيرة النبي هي الحجة لا سيرة زيد وعمر، فهو برفضه أن يكذب كذبة واحدة فوّت كل ذلك الملك، فلتذهب! لكن الاموال لا تهم المؤمن، فالمؤمن حازم في مواقفه، ولتذهب الخلافة، وليذهب المال والثراء.
البعض يقول: إذا أنا لا أكذب في المعاملة ولا أغش ولا أخدع لا أتمكن من العيش! والله تعالى يقول: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا ً) [10]، ألم يتنازل الإمام عن هذا الملك العريض مقابل أن لا يكذب؟ يقول: (والله لو أعطيت الأقاليم السبعة بما تحت أفلاكها على أن أعصي الله في نملة أسلبها جُلب شعيرة...)، فكل هذا الملك العريض مقابل أن آتي إلى نملة وأسلبها جِلب شعيرة، يرفض الإمام ذلك فيذهب عنه كل هذا الملك والأموال، لكنها جميعاً غير مهمة ولا تساوي شيئاً عند الإمام: (وإن دنياكم هذه لأهون عندي من ورقة في فم جرادة تقضمها)، وهل رأيتم الجراد في بعض الساحات والأسواق والشوارع ولعله في فم الجرادة ورقة تقضمها، فما قيمة هذه الورقة؟ وما قيمة الجرادة؟ فالإمام يضع كل هذه الدنيا وليس فقط الكرة الأرضية، مقابل الورقة الصغيرة في فم الجرادة، (ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى)، فما هي قيمة هذه الدنيا في نظر علي (صلوات الله عليه)، بل ما هي قيمة هذه الدنيا في نظر أتباع علي (صلوات الله عليه)؟
سبات العقل وفناء المنصب
كان السيد البروجردي [11] (رحمة الله عليه) يقول: مهما كان فيّ من النواقص ولكني مطمئن بان المال لا يغيّرني، إذ ليس له قيمة، وكان المرجع الأعلى، وكانت تجبى اليه الملايين لكنه لم يتغير، وحتى أخريات حياته كان يعيش عيشة متواضعة، وكان يعتمد في معيشته على عوائد من ملك له في مدينة بروجرد، وبالإمكان زيارة منزله حالياً في قم وهو بيت متواضع، وكان بإمكانه امتلاك الملايين والبيوت والعقارات، لكن كلها لا قيمة لها في نظره، وهذا طريق من يسير على نهج علي (صلوات الله عليه)، (ما لعلي ونعيم يفنى ولذة لا تبقى، أعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل...)، إن الشخص الذي تجذبه الدنيا إلى معصية الله في الحقيقة يُعد عقله نائماً -نعوذ بالله من سبات العقل- ثم بعد أيام يموت وينتهي، فهل يعقل أن يبيع الانسان آخرته بيومين من أجل حفنة من الأموال أو منصب زائل؟ لذلك نعوذ بالله من سبات العقل وقبح الزلل وبه نستعين.
نطلب من الله أن يعيننا على أنفسنا، وعلى هذه النفس التي تأمرنا بكل منكر وخطيئة.
المساواة عند علي (صلوات الله عليه)
لقد كان الإمام أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) جليس الدار لمدة أربع وعشرين عاماً، ولم يكن يعبأ بشيء، فقد أخذوا وملكوا وفتحوا، لكن لم يكن ذلك له مهماً، بل لم تكن الدنيا كلها ذات قيمة عنده، كان يذهب (صلوات الله عليه) الى البساتين وهناك يعمل ويزرع النخيل ويعبد الله تعالى -طبعاً كان يشارك أيضاً في إنقاذ الأمة- ولكن عندما جاءته الخلافة هل فرح بها؟ قطعاً كلا، (...إلا أن أقيم حقاً أو أدفع باطلاً) [12]، وقد كانت سيرته ان كل المسلمين أولاد آدم ولا فرق بينهم، ولا تفضيل لشعب على شعب آخر، أو أمة على أمة أو جماعة على جماعة، واذا جاءته أموال وزعها بين المسلمين بلا فرق بينهم، فهذا مسلم وذاك مسلم، وهذا عبد الله وذاك عبد الله أيضاً، ودون تمييز بين من هو من هذا البلد أو ذاك من هذا البلد، فلا يجب أن يشعر البعض أنهم أعلى من الآخرين.
وكان الإمام (صلوات الله عليه) يوزع الأموال بالتساوي، ففي احد المرات اعطى لكل واحد من المسلمين ثلاثة دنانير، وكانت قيمة ثلاثة دنانير في ذلك الوقت تعادل حوالي ثلاثين ديناراً كويتيّاً حالياً، فجاءه رجل من الأنصار إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) فأعطاه الإمام ثلاثة دنانير، ثم جاء عبد هذا الأنصاري، وكان قد أعتقه البارحة –حيث يرى البعض في كثير من الاحيان ان العبد لا قيمة، كما إن يرى البعض ان الخدامات اللاتي في بيوتهم لا قيمة لهنّ عندهم- فأعطاه ثلاثة دنانير، فتعجب الأنصاري وجاء إلى أمير المؤمنين (صلوات الله عليه) وقال: تعطيني ثلاثة دنانير كما تعطي عبدي هذا ثلاثة دنانير أيضاً وقد أعتقته البارحة؟ فقال (صلوات الله عليه)،-في رواية اخرى، إني قرأت كتاب الله فلم أجد فيه فضلاً لبني إسحاق على بني إسماعيل [13] - وقد كان إسماعيلُ ابنَ هاجر وإسماعيل وهاجر كلاهما مدفونان في حجر إسماعيل حيث طواف الحجاج حول الكعبة، ويجعلون حجر إسماعيل ضمن المطاف، فهاجر أم إسماعيل وسارة أم إسحاق، وقد كانت سارة من أولاد الأنبياء، وهي بنت خالة إبراهيم، فتزوجها وهي حرة، وكلاهما، يعني إبراهيم وسارة مدفونان في القدس، وهي البلاد المحتلة، بينما هاجر لم تكن من أولاد الأنبياء ولم تكن بنت خالة إبراهيم كما لم تكن حرة وإنما كانت أمة - فلا فرق بين أولاد الإماء وأولاد الأحرار في كتاب الله، فكلهم عند الله سواء.
جاء طلحة والزبير إلى الإمام علي (صلوات الله عليه) وقالا: لماذا تعطينا ثلاث دنانير، إن (فلان...) – الثاني- لم يكن يعطينا هكذا، فقد كان يعطي لطلحة والزبير أكثر لاستمالتهم، وهذا يعني (الغاية تبرر الوسيلة)، فقال (صلوات الله عليه) كيف كان يعطيكما رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ فسكتا، كما لو أنهما لا يهمهما سيرة النبي! قال: ألم يكن رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقسم بالسوية؟ قالا: نعم، فقال أنا أيضاً أقسم بينكم على سيرة رسول الله، أسيرة النبي أولى بالإتباع أم سيرة فلان...؟ فقالوا: بل سيرة النبي قطعاً، فقال: أنا أسير بسيرة النبي الأكرم، فقال: طلحة والزبير: فسابقتنا وقرابتنا وعناؤنا؟! فقال أمير المؤمنين (صلوات الله عليه): أسابقتكما أسبق أم سابقتي؟ أ أنتم سبقتم إلى الإسلام أسرع أم أنا؟ لقد كان علي أول المسلمين، قالوا: لا بل سابقتك، فقال أ قرابتكما أقرب إلى النبي أم قرابتي؟ قالا: لا بل قرابتك يا أمير المؤمنين، فقال: فعناؤكما في سبيل الله أكثر أم عنائي؟ فقالوا: لا بل عناؤك يا أمير المؤمنين، فقال الإمام: أنا وأجيري هذا سواء في المال [14]، فقد أخذت مثل بقية المسلمين، فغضبوا على الإمام، وذهبوا ليثيروا ضد الإمام، ويشعلوا حرب الجمل وولدوا تلك المشاكل.
طلب الحكم بالجور
وجاءه جماعة منهم مالك الأشتر وقال: يا أمير المؤمنين إذا تريد أن تحفظ الوضع يجب أن تداهن هؤلاء قليلاً وتعطيهم، (وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ) [15]، أو تعطيهم أكثر، أو تصانعهم، داهن معاوية ودعه لبضعة أيام في الحكم...! فقال (صلوات الله عليه): (أتريدونني أن أطلب النصر بالجَور [16]، أحكم وأنتصر بالجور، لا والله لا أفعل)، فإذا كان علي يفعل هذه الأعمال لم يكن علياً، وإذا كان يفعل هذه الأعمال ما كان يأتي بعد ألف وأربعمئة عام شاعر مسيحي وينحني أمامه (صلوات الله عليه) إجلالاً وإحتراماً ويقول:
لا تقل شيعةٌ هــواة عــلي...إن فـي كل منصف شيعيـا
هو فخر التاريخ لا فخر شعب...يـصطفيه ويرتضيه وليــاً
جلجل الحق في المسـيــحي...حتى عُدّ من فرط حبه علوياً
فإن لم يكن عليٌ نبيـــــاً...فـلقد كـان خلـقه نــبوياً
يا سماء اخشعي ويا أرض قري...واشهدي أنني ذكرتُ عليا [17]
من هنا فان السلطة والحكم لم يكن هدف الإمام علي ( صلوات الله عليه)، ولا كان هدفه أن يُذكر او ليقال أنه عادل، كلا والله… بل كان فعله لله فقط،، فإذا كان هذا هدف الإنسان –كما جاء في رواية عجيبة- علّم لكي يذكره الناس… فيقول له الله تعالى: أنت علمت لذكر الناس فقد قيل أخذت أجرك[18]، بينما أمير المؤمنين كان عمله لله لهذا بقي علي.
إن ظلم واحد يكفي لإسقاط حكومة عند الله وعند التاريخ، وأيضاً هتك عرض واحد يكفي لإسقاط حكومة عند الله وعند التاريخ، بينما الأوائل الذين فعلوا ما فعلوا وجنوا وقتلوا وسفكوا، يقولون له: إن في الدار فاطمة يقول: وإن [19] ! إذ ليس عنده مهماً، إنما المهم هو الحكومة، فإذا كان علي يفعل مثل هذه الأفعال لما كان بعد ألف وأربعمئة عام يُقرن اسمه باسم الله وباسم رسول الله.
هذه الظاهرة لا مثيل لها في التاريخ كله، شخص فوق المآذن وفي مختلف البلاد، في الشرق والغرب يقال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم يقال: أشهد أن محمداً رسول الله ثم يقال: أشهد أن علياً ولي الله.
نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من أتباعه وأوليائه وشيعته ومحبيه وأن يرزقنا زيارته في الدنيا وشفاعته في الآخرة.
اضف تعليق