الهجوم المسلح الذي نفذه المواطن الأمريكي ذو الأصول الأفغانية، عمر صديق متين (29 عامًا)، داخل ملهى ليلي للمثليين في أورلاندو بفلوريدا، كان به حوالي 300 شخص، وتسبب في مقتل 49 شخصًا وإصابة 53 آخرين وتبناه تنظيم داعش الارهابي، لايزال محط اهتمام واسع داخل وخارج الولايات المتحدة الامريكية، خصوصا وان دوافع واهداف هذا الهجوم الذي يعد أسوأ هجوم مسلح شهدته الولايات المتحدة في تاريخها الحديث وفقًا للرئيس الأمريكي باراك أوباما، ماتزال وبحسب بعض الخبراء غامضة وغير معروفة بسبب عدم اكتمال التحقيقات الخاصة، يضاف الى ذلك ان هذا الهجوم الذي وقع في فترة الحرب الانتخابية والسباق الرئاسي الأمريكي إلى البيت الأبيض، قد اعاد الجدل حول قوانين حمل السلاح والهجرة في أمريكا خصوصا بعد ان سعى المرشح الجمهوري المثير للجدل دونالد ترامب، الى استغلال هذه الحادثة وكما تنقل بعض المصادر في تجديد هجومه على المسلمين، وتجديد دعوته إلى منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة.
وقال ترامب في تغريده له على موقع التدوينات القصيرة، تويتر: أقدر التهاني التي وصلتني لكوني كنت محقًا بشأن الإسلام الأصولي، لا أريد تهاني، ولكني أريد شدة ويقظة، ينبغي أن نكون أذكياء. وطالب ترامب أوباما بالتنحي عن منصبه لعدم التفوه بكلمتي الإرهاب الأصولي عند تعليقه على الحادثة، فيما قال، إنه لو لم تتفوه مرشحة الحزب الديمقراطي، هيلاري كلينتون، بهاتين الكلمتين، لكان عليها الانسحاب من السباق الرئاسي. وأضاف ترامب، قائلًا، إن مُنفذ العملية من أصول أفغانية، وأن 99% من الشعب الأفغاني يُؤيدون تطبيق الشريعة الإسلامية، التي وصفها بـ«الجائرة».
وفي بيان نشره على موقع التواصل الاجتماعي، فيس بوك، أدان ترامب، سماح الولايات المتحدة الأمريكية، استقبال 100 ألف مهاجر سنويًّا من الشرق الأوسط. متهمًا مئات المهاجرين بالتورط في أعمال إرهابية في أمريكا، منذ هجمات 11 سبتمبر (أيلول) 2001. وجدد ترامب دعوته لمنع دخول المسلمين أمريكا. في الوقت الذي أكد ضرورة حماية قوانين حمل السلاح الأمريكية. وترجح تحليلات بأن ترامب سيكون أكثر المستفيدين دعائيًّا وانتخابيًّا من هذا الهجوم، ولعل تلقيه تهاني عقب الهجمات من أبرز الدلائل على ذلك.
تحقيقات مستمرة
اكد عدد من الشهود ان منفذ هجوم اورلاندو ارتاد بالفعل مرارا النادي الليلي للمثليين في هذه المدينة الاميركية قبل ان يشن هجومه على رواده، ما يضيف عنصرا اضافيا للمحققين الذين لا يزالون ييحثون في صلاته المحتملة مع منظمات جهادية. وكان عمر متين (29 عاما) شن هجوما ببندقية رشاشة ومسدس على نادي بالس الليلي قبل ان تقتله الشرطة. واسفر الهجوم عن 49 قتيلا و53 جريحا.
واعلن متين المسلم المتدين الذي كان استجوب مرارا في اوقات سابقة من قبل الشرطة الفدرالية بسبب علاقاته المفترضة مع الجهاديين، ولاءه لتنظيم داعش اثناء الهجوم. ورجح المحققون في البداية ان يكون الجاني قد تحرك بمفرده واصبح متطرفا عبر متابعته مواقع جهادية على الانترنت، من دون ان تكون صدرت اوامر له بالتحرك من اي جهة. وروى والده ان ابنه اصيب بصدمة في احدى المرات حين رأى رجلين يقبلان بعضهما البعض في احد شوارع ميامي، امام انظار زوجته وابنه.
وتطرقت عدة وسائل اعلام الى فرضية مثلية المهاجم. ونقلت صحيفة "اورلاندو سانتينيل" عن عدة شهود قولهم انه كان يتردد على ملهى "ذي بالس" حيث قام بهجومه. ويبدو انه ابدى مرات عدة سلوكا عدوانيا مرتبطا بافراطه في شرب الكحول. وفي الوقت نفسه اكد احد زبائن الملهى يبلغ من العمر 29 عاما لصحيفة "لوس انجليس تايمز" ان الاميركي من اصل افغاني كان يستخدم شبكة التواصل الاجتماعي للمثليين. ونقلت صحيفة "بالم بيتش بوست" شهادة اخرى عن طالب سابق في اكاديمية الشرطة في معهد "انديان ريفر كومينيتي كوليدج" حيث درس متين في 2006، ان منفذ الهجوم حاول استمالته جنسيا.
وقال اوباما بعد اجتماع في المكتب البيضاوي مع مدير مكتب التحقيقات الفدرالي جيمس كومي ووزير الامن الداخلي جيه جونسون "يبدو ان مطلق النار تصرف بوحي من مختلف مصادر معلومات متطرفة على الانترنت". ثم تبنى تنظيم داعش على اذاعته الهجوم. وقال الرئيس الاميركي انه ليس هناك حتى الآن "ادلة واضحة" توحي بان هذا الرجل "كان يدار من الخارج" او "يشكل جزءا من مؤامرة اوسع". وشدد اوباما على ان متين "اعلن ولاءه للتنظيم في اللحظة الاخيرة لكن لا دليل في هذه المرحلة على انه خضع لقيادتها".
وتحدثت زوجته الاولى عن ماضيه مشيرة الى انه كان يمارس العنف ضدها. وقالت انها لم تسمعه ابدا يبدي دعما للارهاب. وكان مكتب التحقيقات الفدرالي لاحق عمر متين الذي استجوب ثلاث مرات في 2013 و2014 "لارتباطات محتملة مع ارهابيين". لكن هذه التحقيقات اغلقت. واذا تأكدت فرضية المثلية، فانها يمكن ان تخفف من الوضع الصعب الذي يجد ال "اف بي آي" نفسه فيه لانه تابع تطرف عمر متين بدون ان يتمكن من منع انتقاله الى الهجوم. لكنها لا تؤثر على الجدل حول حيازة الاسلحة النارية الذي احياه هذا الهجوم. بحسب فرانس برس.
ودعت الامم المتحدة الولايات المتحدة لتبني "تدابير صارمة في قضية حيازة الاسلحة تفاديا لوقوع مجازر اخرى". واصغر الضحايا اكيرا موراي يبلغ من العمر 18 عاما وكان في اورلاندو للاحتفال بنيله شهادة الدراسة الثانوية التي حصل عليها. وتجمع آلاف الاشخاص امام اكبر صالة للعروض في اورلاندو فيليبس سنتر لتكريم ضحايا اعتداء "ذي بالس" الذين قتلوا لانهم ارادوا ان يمضوا سهرة في ملهى للمثليين. وفي لوس انجليس قالت لايدي غاغا امام الاف الاشخاص وهي تحاول حبس دموعها "انه هجوم على البشرية كلها هجوم على كل واحد منا". ونظمت تجمعات ومسيرات في هولندا وفرنسا والمانيا واستراليا.
وبعد حصار دام ثلاث ساعات اقتحمت الشرطة الملهى بالسيارات المدرعة وقتلت متين (29 عاما) بالرصاص. وأثناء الهجوم عبر القاتل في مكالمات هاتفية لخدمة الطوارئ عن مبايعته لزعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي. لكن جيمس كومي مدير مكتب التحقيقات الاتحادي قال إن متين أدلى بتعليقات مؤيدة لعدة حركات إسلامية ولإسلاميين الأمر الذي "يزيد قليلا الارتباك بشأن دوافعه." وقال الرئيس الأمريكي باراك أوباما إن متين متطرف محلي النشأة على الأرجح.
وقال كومي للصحفيين في واشنطن "حتى الآن لا نرى مؤشرا على أن هذه كانت مؤامرة موجهة من خارج الولايات المتحدة ولا نرى أي مؤشر على أنه كان جزءا من أي شبكة... نحن على ثقة كبيرة بأن هذا القاتل اعتنق الفكر المتشدد ولو جزئيا عن طريق الإنترنت."
وقال كومي إن متين تحدث خلال اتصالات هاتفية مع السلطات أثناء المذبحة عن دعمه لمنفذي هجمات ماراثون بوسطن ورجل من فلوريدا نفذ هجوما انتحاريا لصالح جبهة النصرة في سوريا. وجبهة النصرة هي جناح تنظيم القاعدة في سوريا. وأبلغ زملاء عمل لمتين مكتب التحقيقات الاتحادي بشأنه في عام 2013 بعد أن أدلى بتصريحات "تحريضية ومتناقضة" بما في ذلك الادعاء بأن لديه صلات عائلية بتنظيم القاعدة وعضويته في جماعة حزب الله الشيعية. وقال كومي إن مكتب التحقيقات الاتحادي "يعمل أيضا على فهم ما هو الدور الذي لعبه التعصب ضد المثليين" في الهجوم.
وكان متين حارسا مسلحا في دار للمسنين وعمل لدى شركة (جي 4 اس) العالمية للأمن لتسع سنوات. وقالت الشركة إنها قامت بتحريات عنه مرتين كانت آخرهما في 2013. وبدأ متين الهجوم حين كان الملهى الليلي مكتظا بنحو 350 من الرواد. وفر كثيرون بينما أطلق المسلح الرصاص على الحشد من بندقية نصف آلية من طراز إيه.آر-15 ومسدس.
وقال والد متين يوم الأحد إن ابنه لم يتبن الفكر الأصولي لكنه كان يكن الكثير من المشاعر المناهضة للمثليين. ووصفت زوجة متين السابقة المسلح بأنه مضطرب عقليا وكان عنيفا معها. وقالت سيتورا يوسفي زوجة متين السابقة إنها كان يضربها حين كانت تنتابه نوبات غضب يعبر خلالها عن "كراهيته لكل شيء".
جدل واتهامات
على صعيد متصل شن الرئيس الأمريكي باراك أوباما ومرشحة الحزب الديمقراطي لانتخابات الرئاسة هيلاري كلينتون هجومين على المرشح الجمهوري دونالد ترامب وكالا له الانتقادات بسبب اقتراحه منع المسلمين من دخول الولايات المتحدة. وألقى أوباما وكلينتون التي يفترض أن تواجه ترامب في الانتخابات الرئاسية في الثامن من نوفمبر تشرين الثاني المقبل خطابين في وقت واحد ردا على ترامب.
وتحدث أوباما بغضب واضح في خطاب بوزارة الخزانة استغله للتعبير عن موقف رافض فوق العادة لمقترح ترامب بمنع دخول مهاجرين من دول "لها تاريخ في الإرهاب" ردا على مذبحة النادي الليلي في أورلاندو بولاية فلوريدا. ومن دون ذكر اسم ترامب رفض أوباما وهو من الحزب الديمقراطي انتقادات المرشح الجمهوري له بأنه لا يستخدم التعبير "إرهاب الإسلام المتشدد" لوصف أعمال تنظيم داعش. ووصف أوباما ذلك بأنه محاولة سياسية لتشتيت الانتباه.
وقال أوباما "ما الذي سيحققه استخدام هذا الوصف بالضبط.. ما الذي سيتغير؟ هل يعتقد أحدهم أننا فعلا لا نعرف هوية من نقاتله؟ عبارة الإسلام المتشدد ليس فيها أي سحر.. إنه حديث من وجهة نظر سياسية." وبدا أوباما الذي ألغى مشاركته في حدث انتخابي مع كلينتون في ويسكونسن بسبب ما جرى في أورلاندو مستمتعا بدوره في حملة انتخاب خليفته. واشتبك أوباما مع ترامب في 2011 ونشر الرئيس شهادة ميلاده ردا على اتهام ترامب بأن أوباما ليس من مواليد الولايات المتحدة. وقال الرئيس "لدينا الآن مقترحات من المرشح الجمهوري المفترض لرئاسة الولايات المتحدة لمنع جميع المهاجرين من المسلمين من دخول أمريكا. نسمع لغة تمييزية ضد مهاجرين بعينهم وتشير إلى ديانات كاملة باعتبارها متواطئة في العنف. أين سيقف هذا؟"
أما كلينتون (68 عاما) وزيرة الخارجية في فترة أوباما الرئاسية الأولى فقالت وهي تخاطب أنصارها في بيتسبرج إن اقتراح ترامب يدعم رأيها بأنه غير لائق عصبيا لشغل منصب الرئيس مضيفة أن "القائد الأعلى للقوات المسلحة" منصب يتطلب الهدوء و"ردا عاقلا برباطة جأش" على أحداث على شاكلة مذبحة أورلاندو التي وقعت. وأشارت كلينتون إلى أن ترامب بدا وكأنه يشير في مقابلة تلفزيونية إلى أن أوباما ربما يكون مسؤولا بطريقة ما عن تلك المذبحة وهي أعنف حادث إطلاق نار جماعي في تاريخ الولايات المتحدة. ويقول أوباما إنه لم يقصد ذلك. وقالت المرشحة الديمقراطية "يجب أن أسأل: هل سيتصدى القادة المسؤولون بالحزب الجمهوري لمرشحهم المفترض أم سيقفون معه في اتهامه لرئيسنا؟"
ويرجح أن تزيد الانتقادات من قلق زعامات الحزب الجمهوري من ترامب قبل ما يزيد بقليل على شهر واحد على عقد مؤتمر الحزب لإعلانه مرشحا للرئاسة في كليفلاند بين 18 و21 يوليو تموز المقبل. ونأى رئيس مجلس النواب بول رايان بنفسه عن اقتراح ترامب بمنع دخول المسلمين في بادرة أخرى على قلق زعامات الحزب من أفكار مرشحهم. وأعلن رايان دعمه لترامب لكنه سرعان ما اختلف معه بعد أن اتهم ترامب قاضيا اتحاديا بالانحياز بسبب أصوله المكسيكية. بحسب رويترز.
وقال رايان الذي انتقد ترامب العام الماضي حين طرح مقترح منع المسلمين للمرة الأولى "لا أعتقد منع المسلمين سيكون في صالح بلدنا." ووجد رايان والجمهوريون ممن يتبنون أفكارا مشابهة لأفكاره لتوحيد الحزب قبل مواجهة صعبة ضد كلينتون بينما يبتعدون عن مواقف وخطب ترامب الذي هزم 16 منافسا في طريقه للفوز بمعركة الانتخابات التمهيدية داخل الحزب. وقال السناتور بوب كوركر الذي ترشحه مصادر ليكون نائبا لترامب إن الطريق الذي تسير فيه حملة ترامب يصيبه "بالإحباط." وأضاف معلقا على كلمة ترامب في نيو هامبشير "لم يكن بالخطاب الذي توقعته."
شركة G4S
الى جانب ذلك انخفضت أسهم شركة " G4S"، التي لم يسمع بها الكثيرون، بقيمة بلغت 8 %، أي ما يوازي 300 مليون دولار ببورصة لندن. وتضم الشركة، التي تُعد إحدى كبريات شركات الأمن الخاصة في العالم، ما يزيد على 600 ألف موظف، أحدهم كان عمر ماتين، الرجل الذي قتل 49 شخصاً في أحد نوادي المثليين بمدينة أورلاندو الأميركية صباح الأحد 12 يونيو/حزيران 2016، وفقاً لتقرير لصحيفة The Atlantic الأميركية.
وعمل ماتين لما يقرب من 9 سنوات في هذه الشركة، وتمثلت آخر مهامه في العمل كحارس أمن مسلح لأحد مجمعات التقاعد المُسوّرة في بورت سانت لوسي، في ولاية فلوريدا الأميركية. وفي أعقاب الهجوم، تحاول السلطات الأميركية التأكد من كيفية عبوره لأربعة مستويات من التحريات، اثنين مع الشركة واثنين مع المباحث الفيدرالية، دون أن يثير أي نوع من الشبهات الكافية.
أما G4S فنطاق عملها مترامي الأطراف، حيث يمتد عبر ست قارات ومئات الدول بسبب كونها الشركة الأَضخم في قطاع الأمن. صحيح أن ماتين كان موظفاً صغيراً لدى تلك الشركة، لكن شركته لها الكثير من العقود الرابحة مع عدد غير محدود من العملاء، من ضمنهم وزارة الأمن الداخلي. وأشار ويليام لانجفايش، الذي عمل على تحليل عمل الشركة على مستوى العالم لصحيفة Vanity Fair في 2014 ، إلى أن "السنوات الأخيرة شهدت تقدم الشركة لتصبح ثالث أكبر مُوظف على مستوى العالم، بعد وولمارت وفوكسكون التايوانية، أما واقع أن هذا الكيان الخاص الضخم هو شركة أمنية فهو تعبير عن طبيعة الظروف الحالية".
وتوفر G4S خدماتها الأمنية عادة للقطاعات التي تحتاجها، أو حين تفشل الحكومات في توفير الأمن أو لا ترغب في تقديمه. ولا تقوم شركات الأمن الخاصة بتوظيف وتدريب الحراس لتوفير الحماية على نطاق صغير فقط، بل توفر البنية التحتية للأمن، والحماية الإلكترونية أيضاً، وخدمات التحقيق، بالإضافة للأيدي العاملة العسكرية للحكومات والصناعات الضخمة، حيث يعمل موظفوهم في السجون وفي مراكز اعتقال اللاجئين، وفي حراسة مواقع التعدين والمواقع النووية وعروض موسيقى البوب، بالإضافة لأراضي السفارات. وتدافع الشركة أيضاً عن المطارات في مناطق الصراع، كما تحارب بجوار الميليشيات المسلحة في الدول النامية المضطربة.
وليس من المستغرب إذن كم الانتقادات التي تتعرض لها الشركة بسبب هذه البعثات والانتماءات، حيث تم التنديد بـ G4S في السنوات الأخيرة بسبب عدم تدريبها لطاقم الأمن الكافي لأولمبياد لندن 2012، ولعملها المثير للجدل في إسرائيل والضفة الغربية حيث وفرت، حسبما ذكرت صحيفة Times of Israel، "خدمات الفحص وبعض الخدمات الأخرى لعدد من المنظمات الإسرائيلية، بالإضافة لتركيب عدد من كاميرات المراقبة في تل أبيب، ومعدات الفحص المُستخدَمة في نظام السجن وفي أمن المحاكم".
كما تعرضت شركة بلاك ووتر، أشهر شركات الأمن الخاصة سيئة السمعة والتي لم تعد موجودة تحت ذلك الاسم، للعديد من الانتقادات التي اتهمتها بالتصرف "فوق القانون" أثناء تنفيذها للعقود الأمنية الأميركية في العراق. في الوقت نفسه، أشارت أستاذة القانون إليزابيث جوه إلى إحدى المسائل المعاصرة المتعلقة بقوات الأمن الخاصة، وهي تمكنها من جمع معلومات حول العملاء في بعض الأماكن مثل المتاجر، دون أي تنظيم.
وحتى قبل وصول عدد النازحين بسبب العنف إلى مستوياته الأعلى منذ الحرب العالمية الثانية، وقبل أن يبلغ الخوف من الإرهاب قمته في ذلك العقد الأخير، كان يُنظَر لصعود شركات الأمن الخاصة باعتباره امتداداً لكل شيء، بدءاً من التحضر، ومروراً بمركّب الصناعة العسكرية والعولمة، ووصولاً إلى التطور التقني وعدم استقرار عالم ما بعد 11 سبتمبر. الآن يشتعل القلق من جديد، حيث أكد المدير التنفيذي لشركة G4S في أميركا الشمالية خلال البيان على أن ماتين "لم يكن في الخدمة" حين هاجم الملهى الليلي في أورلاندو. أما المفارقة المأساوية فهي أن ماتين قضى سنوات كانت وظيفته فيها هي العمل على بث الأمن والتأكد من عدم حدوث ما يشبه ذلك الهجوم أبداً.
اضف تعليق