سياسة - عنف وارهاب

الإرهاب بعيون عربية

رغم الظروف القاهرة التي يمر بها عالمنا العربي من إنكسار وتفرقة وضياع للقيم الإسلامية، فإننا على يقين تام بأنه لا يوجد أي إنسان على وجه الأرض "عاقل وطبيعي" يؤيد ويدعم الإرهاب بجميع أنواعه، لأن الإرهاب بكل بساطة ليس له دين أو مذهب أو وطن وهوية يتبعها الشخص، سوى إتباع ترسيخ الإنحطاط الأخلاقي والثقافي والإجتماعي في عقله غير الواعي.

ومن جانب آخر حذر رسولنا الكريم (ص) من الأعمال الإرهابية بجميع أنواعها، وتبرأ من الإرهاب، ومن كل من يرهب الأبرياء ويقتل الضحايا وحتى لو كانوا كفارا، فقد قال رسولنا الكريم (ص) "أيما رجل أمن رجلا على دمه ثم قتله، فأنا من القاتل برئ، وإن كان المقتول كافرا" صححه الألباني، إذن فأي شخص يدعي الإسلام ويؤذي الناس ويسفك دمائهم بغير وجه حق فرسولنا الكريم برئ منه ومن أفعاله المحرمة دينيا، إذن ألا يفهم هؤلاء المرضى نفسيا الذين يرعبون الناس بإرهابهم القذر بأن الله سيحاسبهم حسابا عسيرا لا مفر منه.

وبالمقابل عندما نشاهد ما يحدث في سوريا من إقتتال وجرائم دموية وإرهاب يشيب له الرأس، يرتكبه العرب في بعضهم البعض، وإنتهاكهم لكل القيم والمعاني الإنسانية والرحمة التي عرفها التاريخ، أليس هذا ما نسميه "الإرهاب بعيون عربية"، وعندما نشاهد ما يحدث في ليبيا من مؤامرات وإنقلابات ونهب الأموال العامة من قبل العرب فيما بينهم، أليس هذا ما نسميه "الإرهاب بعيون عربية"، وعندما نشاهد ما يحدث في العراق من فتن طائفية ومذهبية وذبح بالهوية بين شعب العراق الواحد، أليس هذا ما نسميه "الإرهاب بعيون عربية"، وعندما نشاهد ما يحدث في اليمن ومصر ولبنان من قتل وإعتداءات وإعدامات عشوائية وإعتقالات وتعذيب بالسجون بين العرب بعضهم ببعض، أليس هذا ما نسميه "إرهاب بعيون عربية".

إذن فالمشكلة ليست كما يتصورها البعض بأن الإرهاب ينحصر على مختلي العقول والمرضى النفسيين فقط، بل وتعدى الأمر وأصبح الإرهاب سلعة يستوردها البعض متى يشاء، وكلنا يعرف بأن منبع الإرهاب الحقيقي والرئيسي ينبع من الدول العظمى، فأمريكا وروسيا وإسرائيل هم الدول المصدرة للإرهاب في العالم، فهناك العديد من الأبحاث والتقارير الرسمية التي تؤكد وتجزم بأن معظم الجماعات الإرهابية ما هي إلا صناعة أمريكية وأوروبية وإسرائيلية، حيث تعددت العمليات الإرهابية في أمريكا ضد المغتربين وخاصة المسلمين والتي دائما ما يصمت العالم والإعلام الغربي والعربي إتجاهها، حيث أدانت منظمة هيومان رايتس ووتش في أكتوبر الماضي حول إمكانية تورط جهاز التحقيق الأمريكي "اف بي أي" بصناعة إرهابيين مستدلة بقضية المواطن الأمريكي "جون بوكر" المعروف بإسم محمد عبدالله حسن، وتم إعتقاله لدى الإعداد لهجوم إرهابي ضد قاعدة عسكرية أمريكية، ومع ذلك أبرزت الوثائق أن عملاء سريين في جهاز المخابرات الأمريكية تلاعبوا بالشاب خلال (6) أشهر، وأمدوه بقائمة تفصيلية لأدوات تصنيع القنابل، كما وظف جهاز المخابرات ما يقارب (15) ألف عميل سري في مهام لا حصر لها، منها رصد أهداف ومد سلاح وتجنيد عملاء لهم في الخارج، والمشكلة تكمن في الدفع بهؤلاء المتطوعين ليكونوا في صدارة الأحداث، وهذا فعلا ما نراه حاليا يحدث في سوريا والعراق وبتعاون من بعض العرب المرتزقة الذين يصنعون الإرهاب بعيون عربية.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق