إن ما حدث في باريس من إرهاب دموي أسفر عن مقتل ما يقارب 129 شخص، وإصابة ما يقارب 350 شخص بجروح، ما هو إلا ردة فعل طبيعية "قام بها مختلون ومرضى نفسيون" على ما تفعله فرنسا من إرهاب مماثل يشيب له الرأس، خاصة عندما اقترف جيشها أسوأ المجازر والجرائم الدموية في أفريقيا، حيث شارك جيشها بقتل الآلاف من عرب قبائل شمال مالي، وهي التي مارست أبشع أنواع الجرائم ضد المسلمين في أفريقيا الوسطى، وهي التي سخرت إعلامها القذر في نشر الرسومات المسيئة إلى رسول الله (ص)، وهي الدولة الوحيدة في العالم التي تمنع المحجبات من الدراسة، وتمنع المنقبات من حرية التنقل، وترفض منح جوازات السفر للشباب الفرنسي من أصول عربية لمنعه من أداء العمرة والحج، وهي التي تقصف بشكل عشوائي البنية التحتية ومنازل الأبرياء في ليبيا والعراق، وتسببت في مقتل المئات من الضحايا الأبرياء في سوريا، وليس كما تدعي بأنها جاءت لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي، حتى وبعد ساعات قليلة من التفجيرات الدموية التي حدثت في باريس اندلعت النيران في مخيم "كاليه" للاجئين السوريين شمال فرنسا الذي يقطنه نحو 6000 لاجئ أغلبهم سوريين إنتقاما للهجمات.
فلماذا نرى الآن "التعاطف الغبي" من قبل بعض الساسة العرب ومن على أشكالهم على هجمات باريس الأخيرة، وتناسى هؤلاء الساسة ماذا فعلت فرنسا من مجازر ومذابح تفوق الوصف في حق مسلمي العالم، وأخذوا يذرفون دموع التماسيح، وإرسال الدعوات المزيفة وإطلاق المواساة الناعمة، وتكثيف الإتصالات الكاذبة، مع أن لا أحد ينكر أن ما حدث في باريس هو خطأ وبمعنى أصح "جريمة" بحق الإنسانية راح ضحيتها أبرياء ليس لهم ذنب من أفعال مجرمي داعش أو سياسة فرنسا الخارجية، ألا يدرك هؤلاء الأقزام العرب إن أرض فلسطين المحتلة مغتصبة منذ عام 1948، فأين ذهبت دموع هؤلاء العرب الزائفة من إرهاب إسرائيل! ألا يخشون الله في أنفسهم الجبانة، أين هم من جرائم مجرمي الكيان الصهيوني في غزة، أو عن إبادة مسلمي بورما، أو عن المجازر الوحشية بحق مسلمي أفريقيا، أو عن الجرائم التي تفتعلها روسيا يوميا في سوريا، كل ذلك يجري وساسة العرب يعزون فرنسا بضحاياها، ألا تستحق دماء شعوبنا العربية المنكوبة على أمرها بعض دموع ساسة العرب؟
ومن جانب أخر قال الفيلسوف الفرنسي ميشال اونفري بمقابلة تلفزيونية على قناة بي اف ام "تقصفون بلادهم وتشردون أبناءهم وترسمون نبيهم في أبشع الرسومات، وتساندون المسيحيين الأفارقة وتسلحونهم ليقتلوا المسلمين في مالي وأفريقيا الوسطى، ثم تظهرون بمظهر الضحية، لا تضحكوا على أنفسكم فلن يصدقكم إلا الأغبياء والمنافقين فقط ".
فالإرهاب الذي تعيشه سوريا والعراق ومصر وليبيا واليمن لا يساوي ذرة مما حصل في أحداث باريس الأخيرة، فنحن نعلم بأن صورة الإسلام قد تشوهت من قبل بعض التنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة، وشعوبنا العربية قد تضررت من أفعالهم المخزية، ولكن سيظل الإسلام برئ من أفعال هؤلاء الحمقى المجانين، وسينتصر إسلامنا وسيبقى هو الشعلة والشعار المعتدل لنهضة الأمة العربية والإسلامية.
اضف تعليق