أصبح الوضع طبيعيا، وصارت الوقاحة شطارة، وأنقلب الخجل إلى قلة أدب، وأصبحت العلاقات العربية والإسرائيلية وساما يحتذي به أغلب ومعظم الدول العربية والإسلامية، حتى اختفى الخجل من معظم الساسة العرب وبدأوا بالكشف عن علاقاتهم "الحميمة" السياسية والإقتصادية وهي التي تصنف ضمن السياسات "المعيبة والمخزية" مع عدو الأمة العربية والإسلامية الأول "الكيان الصهيوني"، وأصبحت فلسطين في نظر بعض الساسة العرب مجرد نقطة سوداء لا بد من القضاء عليها ومسحها من خارطة العالم، "هكذا هم يريدونها"، فبعد أن تم عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991 حول المفاوضات الثنائية بين الكيان الصهيوني وبعض الدول العربية بخصوص تسوية النزاعات فيما بينهما، امتدت السياسة الإسرائيلية الخارجية حين ذاك، وأخذت تتوسع وتتمدد مع معظم الدول العربية، من خلال عقد المحادثات والإجتماعات السرية والعلنية المتواصلة بغرض التطبيع معها.

وبالمقابل ذكرت برقية سرية نشرها موقع ويكيليكس أن مندوب وزارة الخارجية الإسرائيلية لشؤون الشرق الأوسط ياكوف حاداس علل العلاقات السرية التي تقوم بها دول الخليج مع اسرائيل بأنها نتاج لخوف دول الخليج من إيران، ولاعتقاد العرب بأن إسرائيل لها تأثير على واشنطن، وأيضاً لشعور هذه الدول بأن الولايات المتحدة لا تستمع لهم ومن ثم يحاولون أحياناً تمرير الرسائل لأمريكا عبر إسرائيل.

ومن جانب أخر حاول الكيان الصهيوني من العقد الأول لقيام ما يسمى بدولة إسرائيل في مايو 1948 في التوسع والإنتشار في معظم دول العالم، وخاصة في قارة أفريقيا، حيث قام على تصدير علاقاته الدبلوماسية معها، من خلال تأسيس الركائز القوية والمتينة، بهدف تحقيق أكبر عدد من الأصوات لصالحه في المحافل الدولية كالجمعية العامة للأمم المتحدة، وكذلك حين بدأت العلاقات الثنائية المصرية والإسرائيلية بالتطبيع فيما بينهما بعد زيارة أنور السادات إلى منتجع كامب ديفيد وتوقيع إتفاقية السلام التي عرفت حين ذاك باسم كامب ديفيد.

تطورت تلك العلاقة ونمت بشكل متسارع جدا، واشتملت على التطبيع السياسي والإقتصادي، حتى استطاع الكيان الصهيوني وبذكاء خبيث من إستنزاف مخزون مصر من الغاز الطبيعي والأمن الغذائي، وهذا ما تريد إسرائيل أن تفعله بمصر من خلق الفتنة الطائفية وتدمير الحضارة والثقافة المصرية، من خلال إختراق مصر بكل المجالات وإضعافها عربيا ودوليا، وكان تصويت مصر في عهد قائد الإنقلاب الحالي لصالح إسرائيل بشأن إنضمامها لعضوية لجنة الإستخدامات السلمية للفضاء الخارجي التابعة للأمم المتحدة خير دليل على عمق العلاقات الإسرائيلية والمصرية.

والسؤال هل سيأتي يوما ما ونرى سفارات ما يسمى بدولة إسرائيل منتشرة وتلمع في سماء دولنا العربية والإسلامية!

...........................

* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق