من صنع الإرهاب في منطقتنا؟
من دعم جماعات طالبان في أفغانستان أيام تواجد الجيش الروسي في الثمانينات من القرن الماضي؟
ومن جاء بداعش المتطرف وأعوانه المجرمين إلى العراق وسوريا لتأسيس دولة إسلامية لهم -كما يزعمون-؟
قبل ذلك كله، من زرع بؤرة الإرهاب ودعمها ورعاها في المنطقة واحتل فلسطين قبل أكثر من ستة عقود من الزمن، وقتل وشرّد وانتهك الأعراض والممتلكات، من خلال فرض الكيان الإسرائيلي المحتل؟..
من يحتل أراضينا منذ ذلك التاريخ بدوافع عنصرية واستعمارية، وعقد تاريخية ولاهوتية أعدت في المطابخ السرية والعلنية؟
ومن ذبح ويذبح العرب طيلة هذا التاريخ، وكل يوم حتى هذه اللحظة وبشتى الأساليب والأسلحة والمبررات والتشريعات التي ما أنزل الله بها من سلطان؟
من أي الدول يأتي الإرهابيون اليوم؟
ولماذا ظلت دول التحالف الدولي الغربي وغيرها، الموجّهة ضد الإرهاب تتفرج على مآسي سوريا والعراق طيلة هذه السنين، لتصبح اليوم رحيمةً وكريمةً لتمنح اللجوء لضحاياها من هذا الإرهاب الذي توسع وتمدد بفضلهم وبرعايتهم؟
كل هذه الأسئلة وغيرها كفيلة بأن تعرّي حقيقة الوجه الغربي المقنع الذي يظهر اليوم للعالم إنسانيته بمنح اللجوء للناس الهاربة من هذا الإرهاب الدولي الذي زرعته دول الغرب منذ عقود بعيدة وليس الآن.. فأصبح ذا قاعدة عريضة يستثمرها سماسرة السياسة الدولية الغربية وقتلتها وعلى رأسها أمريكا، كي نكون خاضعين للأبد لهذه (الرحمة) وهذه (المكارم)، فيمنحونا حق اللجوء لبلدانهم بعد أن كانوا السبب في تهجيرنا وإبعادنا عن مواطننا وأهلنا، ولكن بأي صورة وبأي الطرق وما هي النوايا البعيدة لذلك..؟
لقد اتفق الغرب الاستعماري القديم والجديد منذ البدء، على تشويه الصورة الحضارية والإسلامية لبلداننا وتفريغها من محتواهما، وتشجيع شبابنا المتطلع والمأزوم بمشاكله واحتياجاته على ترك أوطانهم، واللجوء إلى (عوالم الحلم والنجاح والمستقبل)، كما يصورونه لهم، وذلك من خلال اختلاق وافتعال الحروب والأزمات والحصارات في أوطاننا ومن ثم زرع بؤر الإرهاب وجماعات التطرف، كي تصبح الأجواء مهيأة لمثل هذه المشاريع الخبيثة التي تستهدف دولاً مثل العراق وسوريا ولبنان واليمن، وكلها دول تمثل منبع الوجود والحضارات وأصلها، يوم كان العالم نسيا منسيا يعيش في الظلمات والجهل والمجهول.
ها هو جون كيرياكو، أحد ضباط المخابرات الأمريكية (CIA) السابقين، يعترف مؤخرا بأن واشنطن هي المسبب الرئيسي بنشوء وتمدد تنظيم داعش الإرهابي في كل من سوريا والعراق.
‘‘مشيراً في الوقت ذاته الى أن قرار الكونغرس الأمريكي بتسليح هذه الجماعات المجهولة والوهمية (الجيش الحر)، تحوّل الى تسليح لتنظيم داعش الإرهابي. وأضاف كيرياكو، أن عناصر تنظيم داعش الإرهابي استطاعوا الاستيلاء على المعدات الأمريكية الحديثة من "الجيش السوري الحر" واستخدامها، مثلما تمكن مسلحو التنظيم في العراق من استعمال كميات كبيرة من المعدات الأمريكية التي استولوا عليها من القوات العراقية المدربة أمريكيا، مضيفاً أن فكرة وجود "معارضة ليبرالية ديمقراطية محبة للحرية والسلام" وتمثل بديلا للرئيس السوري بشار الأسد عبارة عن "هراء". معتبراً" أنه كان على واشنطن أن تقف جانبا بدلا من أن تزيد الأوضاع سوءا."
هذه هي جزء من الحقيقة وليست كلها، حول ما يفعله الغرب جميعا، يصنع الفوضى بيده اليمنى، ليمنح حق اللجوء لضحاياه، بيده الأخرى.. وكانوا يعولون دائما في إطالة الفترة في مواجهة الإرهاب وعن قصد طبعا، ولأغراض مثل هذه وأبعد، كي يصبح الغرب الاستعماري هو المخلّص في تصورنا وتصور الشباب الطموح الهائم على وجهه يبحث عن خلاص من مأزق كبير، بأبوة ورعاية المتسبب نفسه !!
اضف تعليق