q

صُدم العالم الإسلامي والإنساني اليوم بنبأ إعدام العالم الشيخ البارز نمر باقر النمر.. مع 47 شخصاً آخرين، من قبل آل سعود الإرهابيين، تحت إدعاءات بأن المحكومين بالإعدام “تبنوا أفكارا متشددة“!!. مع أن الشيخ لم يستخدم العنف ولا التطرف ولم تكن له أداة سوى الكلام لمتابعة أهدافه السياسية والدينية.. كوسيلة شرعية من وسائل المطالبة بالحقوق وصوت من أصوات الحرية والعدالة والكرامة التي يجهلها طغاة آل سعود ويمارسوا يوميا جرائم خنقها وقتلها مع سبق الإصرار والترصد.

وكانت محكمة سعودية أصدرت حكما بإعدام الشيخ النمر العام الماضي بتهمة “الخروج على طاعة ولي الأمر (ملك السعودية)..

حماقة سعودية دموية جديدة يرتكبها طغاة آل سعود، بعد حماقات ارتكبها من خلال حروبه الإجرامية على شعوب اليمن وسوريا والعراق بدواع مذهبية وتكفيرية وسياسية متنوعة ومتطرفة بكل معنى التطرف.. متناسين و متجاهلين أن صوت الحق لن ينتهي وأن كيدهم وإجرامهم ليس بوسعه أن يعدم الزلزال القادم الذي سيهز عروشهم عاجلا أم آجلا.. وخير دليل على كلامنا ما حصل للطاغية صدام حين اعدم المفكر الكبير الشهيد محمد باقر الصدر في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، فجبروته وطغيانه، وقتها، أنساه أنه قد دقّ أول مسمار في نعش نهايته المحتومة، وحين اغتال الشهيد الآخر الكبير محمد محمد صادق الصدر نسي أيضا أنه دقّ المسمار الأخير في نعش حكمه وتاريخه الديكتاتوري الدموي بحق العراقيين، فرأينا بأم أعيننا ورأي العالم أجمع تلك النهاية المخزية التي لحقت بهذا المجرم ونظامه الإجرامي معا.. وهذا ما سيحل بالنظام السعودي الذي دق أول مسمار في نعش مملكته المتهالكة المنقرضة بإذن الله.

ردود فعل غاضبة ومستنكرة وموجات احتجاج بدأت ولن تنتهي جراء هذه الجريمة، حيث يمكن اعتبار إعدام الشيخ النمر مؤشرا واضحا لعدم الحكمة واللاشعور بالمسؤولية لدى النظام السعودي الذي سيدفع ثمنا باهظا لهذا الإجراء المشين الذي يأتي في وقت يزعزع فيه الإرهابيون المتطرفون والتكفيريون أمن واستقرار شعوب المنطقة والعالم، وفي ذات الوقت الذي تعمل فيه السعودية بدعم التيارات الإرهابية والمتطرفة التكفيرية تتحدث مع منتقديها في الداخل بلغة الإعدام والقمع، ومن الواضح بان نتائج هذه السياسة العقيمة واللامسؤولة ستطال القائمين بها.

ولد آية الله الشيخ نمر باقر النمر بمنطقة العوامية -وهي إحدى مدن محافظة القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية – عام 1959 م، وهو ينتمي إلى عائلة رفيعة القدر في المنطقة، برز فيها علماء أفذاذ، وبعد حصوله على مرتبة الاجتهاد شرع في تدريس العلوم الدينية إلى جانب العمل الرسالي. وقد تخرجت على يديه ثلة من العلماء الأفاضل الذين مارسوا ويمارسون الأدوار الدينية والاجتماعية والقيادية في مجتمعاتهم..

ويعد الشيخ من دعاة الإصلاح السلمي في السعودية والمطالبين بحقوق الأقلية الشيعية في شرقها ورفع التمييز عنهم والشحن الطائفي ضدهم، ومن أشد المنتقدين للسياسات الطائفية التي تتبعها حكومة آل سعود تجاه المذاهب الأخرى غير الوهابية.. والنمر ممن يدعون الى الحوار والتسامح الديني والمذهبي الذي تفتقده مملكة السعودية حيث خطاب الكراهية والتكفير هو الغالب على خطابها وسلوكها اليومي.

...........................
* الآراء الواردة لا تعبر بالضرورة عن رأي شبكة النبأ المعلوماتية

اضف تعليق