صدر عدد "انسباير" (Inspirier) الاخير في اللغة الانكليزية ذي الرقم 14، ركز العدد على ذكرى 11 سبتمبر لعام 2015، استعرضت المجلة احداث تفجير الابراج وتفاصيل تأريخية سبق ان تناولتها وسائل الاعلام من قبل. إن صدور العدد هو محاولة تنظيم القاعدة بإعادة تنظيم نفسه من اليمن، يذكر ان المجلة كانت تصدر تحت اشراف أنور العولقي والذي قتل في سبتمبر 2011 بطائرة بدون طيار في اليمن.
أهم المحاور التي تضمنها العدد
التركيز على عمليات الذئب المنفرد:
• عملية مارثون بوسطن 2013، يذكر ان العملية وقعت يوم 15 ابريل 2013، لتعيد إلى الأذهان تفجيرات 11سبتمبر 2001، لقد وقعت التفجيرات عند خط النهاية بالماراثون الذي شارك فيه أكثر من 27 ألف شخص، في حين احتشد عشرات الآلاف على جانبي الشارع لمتابعة الحدث.
• عملية شارلي ابدو باريس يناير 2015.
اعلنت السلطات الفرنسية يوم 07.01.2015 أن هجوما مسلحا استهدف مقر صحيفة "شارلي إيبدو" الساخرة في باريس أسفر عن مقتل 11 شخصا وإصابة عشرة آخرين خمسة منهم حالتهم خطيرة. وكانت وكالة الأنباء الفرنسية ذكرت أن العملية قام بها شخصان قبل أن يلوذا بالفرار.
ركزت المجلة على:
• مخاطبة الزنوج في الولايات المتحدة وموضوع انتهاكات حقوق الانسان من قبل السلطات هناك وهذا يعني ان القاعدة تلعب على وتر سوء السياسات او السياسات الناقصة لكسب مقاتلين وانصار جدد وهذا يعني ان القاعدة سوف تشهد انضمام ونشاط اوسع في الولايات المتحدة وتدفق ربما مقاتلين زنوج من اوربا وافريقيا ودول اخرى، اي الافارقة ممكن ان يكونوا العنصر الاساسي في تنفيذ العمليات القادمة. ومن المرجح، ان من يحرر المجلة هم من الزنوج الاميركان اكثر من غيرهم.
• تفاصيل تنفيذ الاغتيالات، وهذا اسلوب جديد، اي الاغتيالات بالاسلحة النارية وليس بواسطة السكاكين والسلاح الابيض، مع اعطاء دروس في استخدام "المسدس" وكواتم الصوت وتركيبها ناقشت المجلة دروس استخبارية، بدائية واساسية بتنفيض عمليات الاغتيالات وكيف وهي معروفة لدى اجهزة الاستخبار منها: اختيار الهدف، التوقيت الاعداد للعملية، جمع المعلومات عن بعد، جمع المعلومات بواسطة مصادر قريبة وغيرها من وسائل واساليب عمل الاستخبارات، الاغتيالات التقليدية وهي ليست بجديدة.
• تناول ما تناقلته عنها الصحف البريطانية منها التلغراف وذكرت بان هناك في بريطانيا اكثر من 4000 زائر دخل الموقع وتم تنزيل العدد 55000 مرة فقط من داخل بريطانيا.
مجلة Inspire والآذان
كانت مجلة Inspire مصدر جيد الى المتطرفين من الشباب والتي ساعدت فعلا على كسب مقاتلين جدد من الخلايا الفردية خاصة في الولايات المتحدة واوربا، بعد ان توفر لهم تفاصيل عمل المتفجرات والاجرائات الامنية التي تساعد "الجهاديين" بالتخفي وعدم تعرضهم للمراقبة والشبهات. وجائت تفجيرات ماراثون بوسطن يوم 15 ابريل 2013، لتبرهن استمرارية وفاعلية عمل الخلايا الفردية.
كانت مجلة Inspirier اي "الإلهام" تصدر من تنظيم اليمن وبإشراف الاميركي السعودي المولد سمير خان والعولقي قبل اغتيالهما معا في اكتوبر 2011 في اليمن، بواسطة طائرة بدون طيار" درون"، وكانت المجلة الكترونية تحمل توقيع الملاحم ميديا، وهي الفرع الاعلامي لتنظيم القاعدة في جزيرة العرب وتتضمن تجارب من حياة "الجهاديين" ومقابلاتهم. وحينها وصف العولقي بانه "ملهم" القاعدة بعد ان استطاع كسب اعداد جديدة من الشباب، البعض وصفه بأنه بن لادن الجديد.
وصدر في اعقابها اي بعد توقف مجلة "انسباير" مجلة اخرى تحت اسم "آذان" بالإنجليزية والتي يصدرها تنظيم طالبان في خراسان. هي بديل لمجلة انسباير الاليكترونية التي كان يصدرها تنظيم القاعدة في جزيرة العرب والتي توقفت عقب مقتل أنور العولقي. وتعتبر مصدر للمعلومات وللتدريب والتسليح والعمل "الجهادي" وهي بهذا الشكل موجهة للأفراد الذين يرغبون في القيام بمثل هذا النوع من العمليات الارهابية. وفي حديث الى الباحث الالماني "غيدو شتاينبيرغ" الى الدوتش فيلة الالمانية عن كتابه "الجهاد الألماني" يوضح، خصوصيات إتباع تنظيم القاعدة الألمان وتغيير التنظيم لأستراتيجيته في الغرب باتجاه "الجهادية الفردية". وينتقد شتاينبيرغ، في حواره سياسات مكافحة الإرهاب الغربية الخاطئة (..).
أما "الذئاب المنفردة" فهو مصطلح إستخباري يدل على قيام شخص او أشخاص، غير منظمين، اي لا يخضعون الى تنظيم هرمي، يستلمون منه التعليمات للقيام بعمليات ارهابية، بل يقوم الشخص او الاشخاص، بالتخطيط والتنفيذ ضمن امكانياتهم الذاتية.
النتائج
• إن اعادة اصدار عدد مجلة "انسباير"، يعني محاولة لإعادة نفسها اعلاميا من جديد امام تراجع تأثير الظواهري على الجماعات المتطرفة.
• تقول تغريدات بعض الجماعات المتطرفة بان الهدف من اصدار مجلة "انسباير" ثانية هو مغادرة الطرق العسكرية والعمليات الواسعة والتركيز على الذئاب المنفردة، وهذا يعني ان اسلوب القاعدة سوف يركز على تنفيذ عمليات ذات امكانيات ذاتية تميل اكثر الى استخدام كواتم الصوت من غيرها. فمن المتوقع ان يتم تنفيذ عمليات اغتيالات بكواتم صوت اكثر من غيرها.
• إن التغيير في نوعية المواجهة والصراع مابين القاعدة وكذلك الجماعات المتطرفة الاخرى ضد خصومها، قد تحول الى مواجهات إستخبارية غير تقليدية، تستخدم فيها التكنلوجيا والتقنية الحديثة.
ويقول الباحث المصري في علم الاجتماع السياسي عمار علي حسن، "إن العمليات الإرهابية تقوم على شق فكري وآخر عملي والجانب العملي يمكن السيطرة عليه أو تتبعه أمنيا لكن الجانب الفكري يصعب تعقبه والتحكم فيه خاصة في ظل ثورة الاتصالات والإمكانيات التكنولوجية الهائلة التي نتوفر عليها اليوم في مجتمعاتنا. وهو ما تستغله الجماعات "الجهادية" والإرهابية للتجنيد والتأثير في هذه العناصر التي لا تربط بينها علاقات والمتواجدة في أماكن متفرقة في العالم".
• ان اغلب المتورطين في هذا النوع من العمليات هم من اصحاب السوابق ولديهم سجل لدى السلطات الامنية. ورغم ان اغلب هذه الجماعات متورطة بجرائم جنائية مجتمعية ومخدرات اكثر من غيرها لكنهم تحولوا الى الارهاب المنظم داخل الجماعات المتطرفة، بعد ان وجدوا ضالتهم فيها. هذا يعني انه يفترض بالأجهزة الامنية فرض الرقابة على هذا النوع من الافراد بعد تسريحهم من التهم.
• تعتبر مناطق النزاع التي يشهدها العالم مصدر "الهام" للشباب، لما تعرضه من صور الضحايا التي من شانها تشحن تفكير الكثير من الشباب لأن يتحولوا في لحظة الى خلايا فردية مفخخة في المجتمع. ومن ابرز مناطق الصراع هي سوريا وافغانستان والعراق واليمن والصومال والمغرب الاسلامي وغرب افريقيا.
لذا، فان مجلة انسباير جاءت لتخاطب الشباب من اصول عربية اسلامية في الغرب، وكذلك من الشباب الذين تحولوا الى الاسلام حديثا، ليكونوا محركات تطرف وعنف في مجتمعاتهم، وتركيزها على الزنوج في الولايات المتحدة، محاولة منها لسد فراغ القاعدة.
اضف تعليق