شكل العدوان الصهيوني على قادة حماس في الدوحة تحولاً خطيراً في توسيع نطاق الإرهاب الصهيوني في المنطقة من جهة، ومن جهة ثانية رسالة واضحة برفض أية مفاوضات من شأنها أن تؤدي لوقف العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية، التي باتت اليوم هدفاً لهذا الكيان...
شكل العدوان الصهيوني على قادة حماس في الدوحة تحولاً خطيراً في توسيع نطاق الإرهاب الصهيوني في المنطقة من جهة، ومن جهة ثانية رسالة واضحة برفض أية مفاوضات من شأنها أن تؤدي لوقف العدوان الصهيوني على غزة والضفة الغربية وعموم الأراضي الفلسطينية، التي باتت اليوم هدفاً لهذا الكيان.
توقيت العدوان الصهيوني على قادة حماس في الدوحة يتزامن مع المبادرة الأمريكية التي تدرسها قيادة حماس، وبالتالي فإن هذا العدوان نسف بشكل كامل كل المبادرات المطروحة لإنهاء الحرب في غزة، حتى وإن كانت المبادرة قادمة من واشنطن بالذات.
العدوان الصهيوني لم يستهدف منشآت عسكرية كما يتصور البعض أو مقرات قيادة بقدر ما إن الهدف كان وحدات سكنية يقطنها قادة حماس المسؤولين عن المفاوضات، وهم بالتالي يمثلون الجناح السياسي وهو ما يعني إن تل أبيب تحاول جاهدة إنهاء المفاوضات عبر تصفية قادة حماس المقيمين في قطر وربما في غيرها من دول المنطقة.
الجانب الآخر المهم والذي يمكن استنتاجه بسهولة الضوء الأخضر الأمريكي بتنفيذ هذه العملية العدوانية على دولة قطر، التي تعد أبرز حلفاء واشنطن في المنطقة مع وجود قاعدة عسكرية كبيرة ومهمة لها في الدوحة ومع هذا فإن الطائرات والصواريخ الصهيونية ضربت العاصمة القطرية ولم يكن هذا ليحصل لولا الضوء الأخضر الأمريكي، الذي سمح لهم بذلك، وبالتالي يمكننا القول إن وجود قواعد أمريكية في أي بلد من بلدان المنطقة لا يعني وفق المعايير الأمريكية – الصهيونية توفير الحماية المطلوبة إذا ما تعلق الأمر بالكيان الصهيوني، الذي تعده أمريكا جزءًا منها وحليفها الأول، وهو ما يقودنا للقول إن هذه القواعد أحياناً كثيرة تكون جزءًا من القوة الصهيونية إذا اقتضى الأمر ذلك.
والمتابع لسياسة الكيان الصهيوني في توسيع رقعة أهدافه في المنطقة إنها تتسع يوماً بعد آخر مما يعني إنه يسعى لخلق حالة فوضى كبيرة في المنطقة، تزامناً مع الهدف المعلن وهو الاستيلاء على قطاع غزة بالكامل وتهجير سكانه إلى دول أخرى، وهو ما يتناغم مع دعوات الرئيس الأمريكي ترمب في بداية ولايته الثانية بالاستثمار في قطاع غزة.
لهذا نجد إن رفض الكيان الصهيوني لكل مبادرات وقف إطلاق النار في غزة نابع من أن نتنياهو، ما زال يستثمر في هذه الحرب أطول فترة ممكنة ويحاول التغطية على فشله في تحرير الرهائن عبر توسيع رقعة الضربات الصهيونية، سواء بالعدوان على إيران أو ضرب اليمن وجنوب لبنان، وصولا لقصف مقرات إقامة قادة حماس في الدوحة وهو ما يعني أنه يحاول جاهداً إنهاء دور لأية وساطة بين حماس وتل أبيب سواء ما تقوم به قطر أو مصر، ومن جهة ثانية محاولة فرض الشروط الصهيونية، التي يمكن تلخصيها بالاستيلاء على غزة بالكامل كأمر واقع على العالم أن يتعامل معه كما هو.
اضف تعليق