عند الاطلاع على التقارير والبحوث العالمية والدراسات التي تختص بالشرق الأوسط تجد إن أكثر من 80% من الدراسات قد تم الإشارة إليها بشكل أو بآخر. وعند الاطلاع على الدراسة المقتضبة التي أعدها معهد واشنطن لدراسات الشرق الأوسط والتي جاءت تحت عنوان (خمس طرق للقضاء على داعش) نجد ان هنالك الكثير من الامور التي تم التطرق إليها ولكن يجب تحليلها بواقعية أكثر والنظر الى تحليل أعمق لما يحمل في طياته من أبعاد إستراتيجية وهي:
1- العمليات العسكرية الجوية: تقدر ب 5000 طلعة بالإضافة الى 1700 لتدمير البنى التحتية لداعش، ومن ثم تحويط المناطق التي يسيطر عليها داعش منعا من تسرب او دخول مجموعات جديدة.
2- منع تدفق المقاتلين: يجب ان يكون هنالك دافع حقيقي لمنع تدفق المقاتلين للمناطق التي يحتلها داعش حيث يقدر بوجود اكثر من 20000 الف مقاتل أجنبي في كل من سوريا والعراق وذلك من خلال مسك الحدود والقضاء على الممرات التي يمر منها التنظيم.
3- تجفيف منابع التمويل: يتم العمل على ايجاد المنابع الرئيسية التي تمول داعش والعمل على القضاء عليها والتي يصل الى 3 مليون دولار دخل التنظيم اليومي.
4- تشخيص الانتهاكات في حقوق الإنسان: فاذا تم القضاء على داعش فان3.7 مليون لاجئ سوري و 7.6 مليون مهجر سوري اما في العراق فان اخر الإحصاءات تشير إلى أكثر من هنالك 700 الف لاجئ و2.1 مليون مهجر.
5- عرض طبيعة حقيقة التنظيم: وهنا يجب ان يكون هنالك إجماع من قبل العلماء المسلمين على تكفير داعش و التبرأ منه واعتباره تنظيم خارج عن القوانين الإسلامية ويجب ان يتم توقيع رسالة يعلن فيها علنا ان داعش هو ليس الإسلام، بالإضافة الى ذلك يجب ان يكون هنالك حملة إعلامية كبيرة ضد التنظيم.
وعلى سياق متصل وتأكيدا على النقطة الخامسة التي أشار إليها المعهد، يوضح الكاتب كين بالين في تقريره المنشور على موقع (السي ان ان) الأمريكي، انه وخلال لقاءه بأحد المقاتلين السعوديين الذين كانوا يقاتلون في صفوف تنظيم القاعدة عام 2004 في العراق وهو احمد الشايع الذي أصيب فيما بعد وعاد مجددا الى تنظيمه الجديد داعش، بانهم لايرغبون بالعيش في ظل الرخاء بل همهم الوحيد هو الجنة لذا فالحرب ليست ضد الغرب فقط بل هي ضد المسلمين أنفسهم بغية الفوز بالجنة على حد تعبيرهم والذي يتم إغراءهم من قبل علماء الدين في بلدانهم لذا فالطريقة الوحيدة هي حث علماء الدين على كشف حقيقة هذا التنظيم وهو أمر من الصعب تحقيقه.
كيف يمكن ان نهزم داعش؟
فيما اشارت صحيفة ذ اتلانتك بتقرير بيتر بينارت جاء تحت عنوان (كيف يمكن ان نهزم داعش) مسلطة الضوء على أهم الأمور التي أشار إليها تيد كروز سيناتور مدينة تكساس والتي قال خلالها بوجوب تامين الحدود العراقية السورية التي تعد الممول الأكبر للعمليات الإرهابية في هذين البلدين مطالبا الولايات المتحدة الأمريكية بإيقاف تسليح المعارضة السورية.
وقد ركز السيناتور كروز على خطورة داعش على المنطقة مشبها أياه بأنه قنبلة ستعيد العالم الى العصر الحجري.
مصدر قوة تنظيم داعش
صحيفة البروكرسف أكدت على عدة نقاط تعد مصدر قوة تنظيم داعش الإرهابي من خلال تقرير فيلي بينيس وهي:
1- امتلاك داعش لأسلحة متطورة معظمها امريكي وسعودي والتي تم ضخها لسنوات عدة.
2- لداعش قيادات عسكرية معظمها سنية عراقية أولئك الذين تم طردهم من الجيش عندما غزت الولايات المتحدة الأمريكية العراق والذين يقدمون التدريب والاستراتيجية للمعارك
3- يحظى التنظيم بدعم من بعض زعماء العشائر السنية والذين عانوا بشدة خصوصا بعد الاحتلال الأمريكي ويعدونه تهميشا وغبنا من قبل الحكومة العراقية لهم.
كيف نستطيع هزيمة التنظيم
الخطوة الاولى: يجب ايقاف الغارات الجوية على المناطق السنية لكي لا يشعر السنة بأنهم تحت المطرقة وان طيران التحالف هو لنصرة الطرف الشيعي والكردي وبذلك يخلق الدافع القوي لدى الكثير للانضمام الى داعش.
الخطوة الثانية: لايجب ان يكون هنالك تواجد عسكري أمريكي على الارض وهو ما أطلقت عليه الصحيفة بعبارة "لا للأحذية على الأرض" نحن بحاجة إلى الدعوة إلى وقف الانزلاق نحو الانجرار نحو زج القوات العسكرية الأمريكية بمأزق جديد، ويتعين على الولايات المتحدة أيضا وقف إغراق المنطقة بالأسلحة التي تؤدي إلى مزيد من العنف ضد المدنيين، ووضع حد لسياسة تجاهل انتهاكات حقوق الإنسان والقانون الدولي التي ارتكبتها حلفائها.
الخطوة الثالثة: تنظيم شراكة حقيقية للتعامل بجدية مع داعش ونقصد بالشراكة هي إشراك جميع اللاعبين الموجودين في المنطقة وهم السعودية وإيران وتركيا، خصوصا وبعد الاتفاق النووي التاريخي. لتشمل المحادثات مناقشة حقيقية "صفقة كبرى" بين الولايات المتحدة وإيران، لجميع الأزمات الإقليمية.
الخطوة الرابعة: بدء عملية بحث جديدة عن حلول دبلوماسية أوسع في الأمم المتحدة. وهذا يعني العمل على بناء تحالف حقيقي يهدف إلى استخدام الضغوط الدبلوماسية والمالية، وليس توجيه ضربات عسكرية على المستوى الدولي في كل من العراق وسوريا فجميع الحكومات الإقليمية لها اهتماماتها الخاصة، وهناك حاجة إلى تحالف حقيقي لا لتوجيه ضربات عسكرية ولكن لدبلوماسية قوية، وهذا يعني الضغط على السعودية حليفة الولايات المتحدة لوقف تسليح وتمويل داعش والمقاتلين المتطرفين الآخرين؛ الضغط على تركيا حليفة الولايات المتحدة لوقف السماح داعش وغيرهم من المقاتلين من العبور إلى سوريا عبر الحدود التركية. الضغط على حلفاء الولايات المتحدة قطر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وغيرها لوقف تمويل وتسليح الجميع واحد في سوريا والذي يقول انهم ضد الأسد. نحن لسنا بحاجة ائتلاف آخر من القتل، لماذا لا نعمل لجعله ائتلاف التعمير؟
الخطوة الخامسة: الضغط على الأمم المتحدة لإنهاء الحرب الأهلية في سوريا ودعوة جميع المتنازعين على طاولة واحدة.
اضف تعليق