كيف قُتل أبو بكر البغدادي؟ من سيخلفه بعد انهيار أرض التمكين؟ هل هناك تداعيات وتحولات خطيرة على المنطقة بعد مقتله، ما مستقبل تنظيم داعش بعد مقتل قائده؟ من هي الجهات التي ساعدت في عملية قتل البغدادي؟، ولماذا قتل بهذا التوقيت بالتحديد؟، هذه الأسئلة المثيرة تطرح إجابات مفتوحة...
كيف قُتل أبو بكر البغدادي؟ من سيخلفه بعد انهيار أرض التمكين؟ هل هناك تداعيات وتحولات خطيرة على المنطقة بعد مقتله، ما مستقبل تنظيم داعش بعد مقتل قائده؟ من هي الجهات التي ساعدت في عملية قتل البغدادي؟، ولماذا قتل بهذا التوقيت بالتحديد؟، هذه الأسئلة المثيرة تطرح إجابات مفتوحة ومتعددة الاستنتاجات وفقا لمخرجات ما آلت الية معطيات عملية قتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي فهل ستكون اعلان حقيقي لنهاية تنظيم داعش ام انها حدث مهم لنهاية زعيم فقط؟
فمنذ سنوات تبحث الولايات المتحدة عن المطلوب الأول لديها حتى قادت معلومات هامة من العراق القوات الأميركية، وعلى رأسها قوة (دلتا فورس) الخاصة، للتحرك من غرب بلاد الرافدين إلى محافظة إدلب بشمال غرب سوريا.
طلبت الولايات المتحدة من روسيا التي تسيطر على المجال الجوي السوري السماح بالمرور لكنها لم تفصح عن طبيعة العملية، التي اتضح فيما بعد أنها أدت لمقتل زعيم تنظيم داعش أبو بكر البغدادي.
البداية من معلومات قدمها جهاز المخابرات العراقي إلى القوات الأميركية حددت مكان اختباء زعيم تنظيم داعش الذي قتل ليلة السبت، بحسب بيان صادر عن الجهاز، فقد شكل مسؤولو المخابرات والأمن العراقيين فريق عمل مختص مهمته "باستمرار" هي تتبع تحركات البغدادي. وبعد عام توصل الفريق لمعلومات دقيقة حدد بمقتضاها الوكر الذي يختبأ فيه رأس داعش الإرهابي أبو بكر البغدادي، ومن معه في محافظة إدلب السورية.
أبلغ العراق القوات الأميركية بما توصل إليه، وقبل أسبوعين، بدأ التخطيط للعملية التي انطلقت من قاعدة جوية بغرب العراق، وشاركت بها ثمان طائرات هليكوبتر، وفي طريقها إلى الشمال الغربي السوري، كان على هذه الطائرات التحليق في مناطق ذات السيطرة الروسية. يقول الرئيس الأميركي دونالد ترامب: "أبلغنا الروس بأننا قادمون، لكنهم لم يعرفوا طبيعة المهمة"، فتحت روسيا المجال الجوي لتنفيذ الغارة، كما قدم الأكراد بعض المعلومات "التي كانت مفيدة"، كانت الغارة تهدف إلى اعتقال البغدادي إذا تسنى ذلك، وقتله إذا دعت الحاجة لذلك، هكذا قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر، وقال إسبر لمحطة (سي.إن.إن) "حاولنا التواصل معه وطلب تسليم نفسه. ورفض وهرب إلى مكان تحت الأرض، وخلال محاولتنا إخراجه فجر سترة ناسفة".
دخلت القوات الأميركية إلى المبنى الذي يسكن بداخله البغدادي بإحداث فتحة فيه، وعدم دخوله من الباب الرئيس لأنه كان مفخخا، شاهد ترامب العملية أثناء تنفيذها برفقة نائبه مايك بنس وآخرين، وقال إن مسكن البغدادي كان يحتوي على أنفاق، وإن حصار القوات الأميركية أدى إلى هروبه إلى نفق مسدود.
يقول ترامب: "أبلغوني أن هناك شخص أخير في البناية بعد مقتل واستسلام الجميع، وهو في النفق، ونعتقد أنه البغدادي"، ومن أجل هذه المهمة، اصطحبت القوات الأميركية روبوتا، لكنها لم تستخدمه في الدخول للنفق.
بعد فراره، وصل البغدادي إلى نهاية نفق مسدود "بينما كانت كلابنا تلاحقه". كان يصرخ ويبكي ويولول وخائفا للغاية، حسبما قال ترامب، فجر البغدادي سترته الناسفة فقتل نفسه وأطفاله الثلاثة. شوهت الانفجارات جثته. وانهار النفق فوقه، ويعتقد ترامب أن على الولايات المتحدة نشر فيديو البغدادي "وهو يولول ويبكي ويصرخ في نهاية النفق، جالبا معه ثلاثة من أطفاله".
وفي النهاية أتاحت، نتائج التحاليل التعرف على البغدادي "بشكل أكيد وفوري وتام"، حسبما قال ترمب. وذكرت محطة فوكس نيوز أن تقنية تحديد الهوية من الوجه أكدت مقتل البغدادي، ثم أثبت تحليل للحمض النووي ذلك، فكان فعلا هو.
تفاصيل حول عملية استهداف البغدادي
كشفت مصادر أمريكية وأخرى محلية في سوريا والعراق تفاصيل مثيرة عن عملية استهداف زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، في سوريا. ونقلت مصادر روايتين عن ظروف مقتله المفترض.
قالت مصادر أمريكية وأخرى محلية في سوريا والعراق اليوم الأحد (27 تشرين الأول/أكتوبر) إن من زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي يكون قد قُتل في عملية لقوات أمريكية خاصة في سوريا. ومجلة "نيوزويك" الأمريكية هي أول من كشف معلومات حول استهداف البغدادي، إستنادا إلى مسؤول في البنتاغون.
ومن جهته أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان في وقت لاحق بأن مروحيات أمريكية أنزلت مقاتلين على الأرض بعد منتصف ليل السبت-الأحد في إطار عملية استهدفت قيادات في تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" على الأرجح.
وذكر المرصد أن العملية التي تمت في قرية باريشا في إدلب، شمال غربي سوريا، على الحدود مع تركيا تخللها "إنزال مروحيات أمريكية لمقاتلين على الأرض اشتبكوا مع جهاديين"، وكشف مسؤول تركي كبير أن البغدادي وصل إلى مكان في سوريا قبل حوالي 48 ساعة من العملية، وأفاد المرصد كذلك عن تنفيذ "سرب مؤلف من ثماني طائرات مروحية في منطقة باريشا في شمال مدينة إدلب (شمال غرب سوريا)، هجوماً" بعد منتصف ليل السبت، في منطقة يتواجد فيها "عناصر من تنظيم الدولة الإسلامية" و"تنظيم حراس الدين"، ما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل بينهم امرأتان وطفل. وأضاف المرصد أن المروحيات استهدفت منزلاً وسيارة في محيط قرية باريشا، مشيراً إلى أن الهجوم استغرق ساعة ونصف.
ونقلت رويترز عن قيادي بجماعة متشددة في شمال سوريا، بأنه تم العثور على جثث 3 رجال و3 نساء مع جثة البغدادي.كما أوضح المتحدث أن القوات الأمريكية انتشلت جثة يعتقد أنها للبغدادي من موقع الهجوم مع جثة أخرى يعتقد أنها لنائبه.
وبث التلفزيون الرسمي العراقي اليوم الأحد لقطات مصورة لما قال إنها غارة أمريكية نُفذت في سوريا وقيل إن البغدادي قُتل فيها. فيما ذكر أن عمليات التحقق من جثة البغدادي ما تزال متواصلة.
وقالت مجلة نيوزويك الأمريكية التي كانت أول من أوردت النبأ إن مسؤولاً في الجيش الأمريكي أبلغها بأن البغدادي قُتل. وأضافت أن قوات العمليات الخاصة نفذت العملية بعدما حصلت على معلومات استخبارات يُعتد بها.
ونقلت المجلة عن مسؤول كبير في البنتاغون أن قتالاً قصيراً اندلع عند دخول القوات الأمريكية للمجمع الذي يوجد به البغدادي، مشيراً إلى أن البغدادي قتل نفسه بتفجير سترة ناسفة. وكان أفراد من أسرته حاضرين. ووفقًا لمصادر البنتاغون، لم يصب أي طفل في الغارة، لكن قُتلت زوجتان للبغدادي بعد أن فجرتا نفسيهما بسترات ناسفة كن يرتدينها.
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد غرد في وقت سابق من يوم السبت عبر صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي قائلا: "حدث شيء كبير جدًا!".
وأكد مسؤولان عراقيان لرويترز نبأ مقتل البغدادي، وأضاف أحد المصدرين: "مصادرنا الخاصة من داخل سوريا أكدت للفريق الاستخباراتي العراقي المكلف بمطاردة البغدادي مقتله مع حارسه الشخصي الذي لا يفارقه أبداً في إدلب بعد اكتشاف مكان اختبائه عند محاولته إخراج عائلته خارج إدلب باتجاه الحدود التركية".
فيما أعلنت قوات سوريا الديمقراطية أن "عملية ناجحة" تمخضت عن عمل استخباراتي مشترك مع الولايات المتحدة، في إشارة فيما يبدو لتقارير عن مقتل البغدادي.
من جهتها قالت وزارة الدفاع التركية اليوم الأحد إن الجيشين التركي والأمريكي تبادلا ونسقا المعلومات قبل هجوم في محافظة إدلب السورية. وأضافت الوزارة على تويتر "قبل العملية الأمريكية في محافظة إدلب السورية الليلة الماضية، كان هناك تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية في البلدين"، وتقع قرية باريشا في منطقة حارم بمحافظة إدلب في شمال غرب سوريا على الحدود مع تركيا.
قصة مطاردة طويلة!
في البداية وردت أنباء عن "مقتل" زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي في عملية للقوات الخاصة الأمريكية بانتظار التأكيد من واشنطن. الرئيس ترامب قطع الشك باليقين وأعلن رسميا عن مقتله. وبذلك وتنتهي قصة مطاردة البغدادي الطويلة.
منذ تأسيس تنظيم "داعش" في عام 2014، لم يظهر زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، سوى مرتين. الأولى في فيديو مسجل عند إعلان تأسيس "خلافته"، والثانية في فيديو آخر بعد نحو شهر من انتهاء "الخلافة".
فآخر ظهور للبغدادي كان في شريط فيديو نشر في نهاية نيسان/أبريل الماضي، في أول ظهور له بعد ظهوره العلني في تموز/يوليو 2014، أثناء الصلاة في جامع النوري الكبير في غرب الموصل، حين أعلن "الخلافة" وقُدم كـ"أمير المؤمنين" للخلافة المزعومة.
وخسر أبو بكر البغدادي المدرج في رأس قائمة كبار المطلوبين في العالم، "دولة الخلافة" التي أقامها لعدة سنوات، وبات يختبئ في سوريا، بحسب محللين.
وبعدما كان يتحكم في وقت ما بمصير سبعة ملايين شخص على امتداد أراض شاسعة في سوريا وما يقارب ثلث مساحة العراق، لم يبق من التنظيم سوى مقاتلين مشتتين عاجزين بأنفسهم عن معرفة مكان وجوده. وسرت شائعات كثيرة لم يتم تأكيدها عن مقتل "الخليفة" البالغ من العمر 48 عاماً، والذي رصدت الولايات المتحدة مكافأة قدرها 25 مليون دولار لمن يساعد في الوصول إليه.
ونجا "خليفة داعش" من هجمات جوية عدة وأصيب مرة واحدة على الأقل، بحسب تقارير استخبارية، ومراقبين يؤكدون أيضاً إصابته بمرض السكري.
وأعلنت الاستخبارات العراقية في مطلع تموز/يوليو الماضي، مقتل نجل البغدادي حذيفة البدري في سوريا بثلاثة صواريخ موجهة روسية أصابت المغارة التي كان بداخلها. وقد أكدت وكالة أعماق التابعة للتنظيم وقتها مقتله.
وأحدث عملية لإستهداف البغدادي، كشف عنها مسؤول عسكري أمريكي ليل السبت/ الأحد(27 أكتوبر تشرين الأول 2019) لمجلة "نيوزويك" الأمريكية، التي نقلت عن مسؤول بالبنتاغون أن قوات العمليات الخاصة نفذت العملية بعدما حصلت على معلومات استخبارات يُعتد بها. ولم ترد وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاغون) على طلب تعقيب. فيما يستعد الرئيس ترامب لبيان بشا، الموضوع.
نقطة حاسمة في حياته
وولد البغدادي، واسمه الحقيقي إبراهيم عواد البدري، في العام 1971 لعائلة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وهو متزوج من امرأتين، أنجب أربعة أطفال من الأولى وطفلاً من الثانية. ووصفته إحدى زوجتيه بأنه "رب عائلة طبيعي".
وكان البغدادي مولعاً بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محامياً، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق. أبدى أيضاً طموحاً للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد قبل أن يصبح إماماً في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وكان دخوله إلى سجن بوكا الواقع على بعد عشرات الكيلومترات من الحدود العراقية الكويتية، نقطة حاسمة في حياته. فقد اعتقل البغدادي الذي كان شكل لدى اجتياح العراق في العام 2003 مجموعة جهادية ذات تأثير محدود، في شباط/فبراير 2004، وأودع سجن بوكا الذي كان يؤوي أكثر من 20 ألف معتقل.
من "دولة العراق الإسلامية" إلى "داعش"
وكان السجن يضم معتقلين من قادة حزب البعث في عهد صدام حسين وجهاديين سنة، وتحول في ما بعد الى "جامعة الجهاد". وقد أدرك الجيش العراقي بعد عشر سنوات أنه يواجه قادته السابقين من حقبة النظام السابق والذين انتقلوا الى صفوف تنظيم الدولة الإسلامية.
البغدادي عند إعلان "الخلافة"
بعد إطلاق سراحه في كانون الأول/ديسمبر 2004 لعدم وجود أدلة كافية ضده، بايع البغدادي أبو مصعب الزرقاوي الذي كان يقود مجموعة من المقاتلين السنة تابعة لتنظيم القاعدة.
وفي تشرين الأول/أكتوبر 2005، أعلنت الولايات المتحدة أن قواتها قتلت "أبو دعاء"، وهو اسم حركي كان يعتقد أن البغدادي يستخدمه.
لكن تبين أن هذا الأمر لم يكن صحيحاً، بما أن البغدادي تسلم مسؤولية "دولة العراق الإسلامية" في أيار/مايو 2010، بعد مقتل زعيمها أبو عمر البغدادي ومساعده أبو أيوب المصري في غارة جوية عند الحدود السورية العراقية.
وتمكن البغدادي بعد ذلك من تعزيز موقع الجهاديين في العراق. وتحت قيادته، أعادت هذه المجموعة تنظيم صفوفها، وتحولت في العام 2013 إلى تنظيم "الدولة الاسلامية في العراق والشام" (داعش)، بعدما استغل الجهاديون النزاع في سوريا المجاورة، قبل أن يشنوا هجومهم الواسع في العراق في السنة التالية، وحتى اليوم، ورغم هزيمة التنظيم، لا يزال عناصره يتبنون اعتداءات في كل أنحاء العالم.
آخر ظهور علني للبغدادي
لم تصدر أي إشارة عن البغدادي منذ تسجيل صوتي تم بثه في أغسطس/آب 2018 بعد بدء الهجوم العراقي لاستعادة مدينة الموصل من تنظيم "الدولة الإسلامية". وقد دعا فيه أنصاره إلى "عدم التخلي عن جهاد عدوهم" على الرغم من الهزائم الكثيرة التي مني بها الجهاديون، وقبل ذلك صدر تسجيل صوتي آخر للبغدادي في أيلول/سبتمبر 2017، قبل أقل من شهر على طرد التنظيم المتطرف من مدينة الرقة، معقله الأبرز في سوريا سابقا، على وقع هجوم لقوات سوريا الديمقراطية.
وفي الموصل، كان الظهور الأول للبغدادي في جامع النوري في تموز/يوليو 2014، بعد إعلانه "الخلافة" وتقديمه كـ"أمير المؤمنين"، والبغدادي واسمه الأصلي إبراهيم عواد البدري مولود في 1971 لأسرة فقيرة في مدينة سامراء شمال بغداد. وقد كان مولعا بكرة القدم، ويحلم بأن يصبح محاميا، لكن نتائجه الدراسية لم تسمح له بدخول كلية الحقوق.
أبدى أيضا طموحا للالتحاق بالسلك العسكري، لكن ضعف بصره حال دون ذلك، لتقوده الأمور في نهاية المطاف إلى الدراسات الدينية في بغداد، قبل أن يصبح إماما في العاصمة العراقية في عهد الرئيس السابق صدام حسين.
وخلال الغزو الأمريكي للعراق في 2003، شكل البغدادي مجموعة صغيرة من الجهاديين قبل أن يتم توقيفه واعتقاله في سجن بوكا، وفي غياب أدلة تدينه، أفرج عنه والتحق بمجموعة من المقاتلين السنة تحت راية تنظيم القاعدة، وتولى قيادتها لسنوات. وقد استفاد من الفوضى بسبب النزاع في سوريا وتمركز مع مقاتليه فيها في 2013 قبل هجومه الكاسح في العراق.
من هي الجهات التي ساعدت الأمريكيين في عملية قتل البغدادي؟
أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأحد مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي في عملية نفذتها القوات الأمريكية الخاصة "دلتا فورس" بإدلب شمال غرب سوريا، شاكرا عدة دول وجهات ساهمت في إنجاح تلك العملية. فمن هي تلك الجهات؟
بغداد تقول إنها أول من أبلغ الأمريكيين بمكان البغدادي
أعلن جهاز المخابرات الوطني العراقي أنه قدم معلومات إلى القوات الأمريكية حددت مكان اختباء زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" أبو بكر البغدادي.
وجاء في بيان صادر عن الجهاز "بعد متابعة مستمرة وتشكيل فريق عمل مختص وعلى مدار سنة كاملة، تمكن جهاز المخابرات الوطني العراقي وفقاً لمعلومات دقيقة، من تحديد الوكر الذي يختبأ فيه رأس داعش الإرهابي المجرم أبو بكر البغدادي ومن معه في محافظة إدلب السورية".
قوات سوريا الديمقراطية: عمل استخباراتي منذ خمسة أشهر
من جهته، أشاد قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي بـ"عمل استخباراتي مشترك" مع واشنطن أدى إلى "القضاء" على البغدادي.
وقال عبدي في تغريدة على تويتر، "منذ خمسة أشهر، هنالك عمل استخباراتي على الأرض وملاحقة دقيقة حتى تمّ من خلال عملية مشتركة القضاء على الإرهابي أبو بكر البغدادي".
تركيا: تنسيق بين أنقرة وواشنطن قبيل العملية
تركيا من جانبها أعلنت أنه تم "التنسيق" بين أنقرة وواشنطن قبيل العملية التي أدت إلى مقتل البغدادي، وأفادت وزارة الدفاع التركية في تغريدة على موقع تويتر، "قبيل العملية الأمريكية في محافظة إدلب السورية الليلة الماضية، حصل تبادل للمعلومات وتنسيق بين السلطات العسكرية للبلدين"، أي بلاده والولايات المتحدة، دون إعطاء تفاصيل.
روسيا تنفي علمها المسبق بالعملية رغم شكر ترامب لها
رغم أنها كانت ضمن الجهات التي شكرها ترامب "لتعاملها بشكل رائع وفتح مجالها الجوي أمام المروحيات الأمريكية لتنفيذ العملية"... إلا أن وزارة الدفاع الروسية قالت إن لا علم لديها بشأن تقديم موسكو مساعدة للقوات الجوية الأمريكية في عملية قتل البغدادي. ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن الميجور جنرال إيجور كوناشينكوف قوله "لا علم لدينا بشأن المساعدة المزعومة التي سمحت للطيران الأمريكي بالتحليق في المجال الجوي لمنطقة خفض التصعيد في إدلب خلال هذه العملية".
ما مستقبل تنظيم داعش بعد مقتل قائده؟
خلال أقل من شهر، طرأ متغيران متناقضان بشأن مستقبل تنظيم الدولة الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط: فمع بدء العملية التركية، برزت مخاوف من إمكانية هروب عناصر التنظيم المعتقلين لدى قوات حماية الشعب الكردية، ومن ثم عودة نشاط التنظيم في شمالي سوريا.
واليوم، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية، أبو بكر البغدادي، خلال عملية أمريكية في شمالي سوريا،أسفرت أيضا عن مقتل عدد من قيادات التنظيم.
ويثير هذان المتغيران الكثير من الأسئلة بشأن مستقبل هذا التنظيم وما هي الاستراتيجيات و الآليات القتالية التي سيلجأ لها بعد خسارته لقائده و "دولة خلافته"؟ و هل سيسعى التنظيم للاستفادة من معطيات العملية التركية الأخيرة في شمالي سوريا؟
الشتات الإرهابي بعد دولة الخلافة
إن أي نظرة فاحصة في طبيعة السيناريوهات المستقبلية للتنظيم لابد من أن تنطلق من النظر إلى طبيعية الهيكلية التنظيمة فيه مقارنة بالتنظيمات الجهادية الأخرى وطبيعة العناصر المنتمية إليه.
ويرى عدد من الباحثين أن تنظيم الدولة الإسلامية شكل ذروة تطور غير مألوفة في نشاط الجماعات "الجهادية" العالمية، وبدت مبتكرة في العديد من خصائصها واستراتيجياتها، ومن الباحثين المتبنين لهذا الرأي كولين كلارك، الباحث في معهد أبحاث السياسة الخارجية، والاستاذ المساعد جامعة كارينغي ميلون الأمريكية، ومؤلف كتاب "ما بعد الخلافة: تنظيم الدولة الإسلامية والشتات الإرهابي"، الذي ينطلق في نظرته تلك من المقارنة بين استراتيجية تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة الإسلامية.
ويرى كلارك أن واحدة من الاختلافات الأساسية بين التنظيمين "الجهاديين" أن تنظيم الدولة الإسلامية تبنى منذ بدايته هيكلا تنظيميا صارما ومنضبطا من أعلى قياداته إلى أصغر مراتبه، ولم يكن يتمتع بالحرية النسبية في اتخاذ القرار للقيادات الفرعية التي كانت تميز الكثير من عمليات القاعدة.
وقد تمكن، بحسب وثائق التنظيم، من جمع نحو 43 ألف مقاتل أجنبي من 120 بلدا، ويتسم 5 في المئة منهم فقط بأنهم على معرفة متقدمة بالشريعة الإسلامية،ويوصف نحو 70 في المئة منهم بأن لهم معرفة أولية بسيطة بالتعاليم الإسلامية.
ويلمح كلارك في كتابه، مستندا إلى جدل عدد من الباحثين بشأن طبيعة المقاتلين المجندين في التنظيم ومن بينهم الباحث البلجيكي، ريك كولسيت، الذي يرى أن "الانضمام الى تنظيم الدولة الإسلامية مجرد تحول آخر إلى شكل من أشكال السلوك المنحرف، كنوع من السلوك الذي يأتي بعد الانخراط في عصابات الشوارع وأعمال الشغب والاتجار بالمخدرات وجنوح الاحداث".
وتبرز قدرة أعضاء التنظيم على تمويل عملياتهم من ممارسة عمليات الابتزاز والنهب، مقارنة بالتصور المثالي عن المتشدد الديني "الجهادي" الذي يستند إلى تصور مثالي عن الخلافة من الماضي الإسلامي، مقابل "خلافة حديثة"، كانت تتوفر على موارد تقدر بستة مليارات دولار في ذروتها، إذ جنت من الضرائب وعمليات الابتزاز نحو 360 مليون دولار، فضلا عن نحو 500 مليون أخرى من سرقة مصارف مدينة الموصل العراقية، وما يقدر من 500 مليون دولار من تهريب النفط والغاز، فضلا عن إيرادات أخرى.
وكان كلارك قد أجمل، في شهادة قدمها أمام لجنة الأمن القومي في الكونغرس الأمريكي، في يوليو/تموز 2017، توقعات لثلاثة توجهات لمقاتلي التنظيم عند تفككه. الأول يتعلق بالمقاتلين المتشددين في ولائهم للتنظيم، والذين يفضلون البقاء في سوريا والعراق، والعمل بشكل سري، وإعادة تنظيم صفوفهم.
والاحتمال الثاني يتعلق بالمقاتلين الذين أطلق عليهم اسم "المرتزقة"، وهؤلاء سيبحثون عن التنظيم الأقوى في أي منطقة أخرى ويتوجهون للانضمام إليه، حتى إذا كان تنظيم القاعدة المنافس الأكبر لتنظم الدولة الإسلامية.
أما الاحتمال الثالث، فهو تشرذم مجموعة من المقاتلين في محاولتهم العودة إلى بلادهم أو أي بلد آخر يمكنهم تنفيذ عملياتهم فيه، وربما الانضمام إلى (أو تكوين) مجموعات جهادية أصغر.
مخاوف بعد العملية
على الرغم من خسارة تنظيم الدولة الإسلامية لآخر معاقله في قرية باغوز بشرق سوريا في مارس/أذار 2019 الماضي، الأمر الذي اعتُبر آنذاك النهاية الرسمية لدولة الخلافة التي أعلنها البغدادي عام 2014، لكن الخبراء والمسؤولون العسكريين لم يكونوا على نفس درجة الاطمئنان، نظرا للتهديد الذي يشكله أفراد التنظيم المنتشرين حول العالم، وقدرتهم على شن هجمات جديدة.
وكان من بين المشككين الجنرال جوزيف باتل، قائد المنطقة العسكرية الوسطى الأمريكية، الذي قال إنه من الضروري الاستمرار في مطاردة التنظيم بقياداته ومقاتليه وتسهيلاته وموارده وأيديولوجيته.
كما تنبأ عسكريون في وزارة الدفاع الأمريكية ببعث جديد للتنظيم خلال 6-12 شهرا إذا لم يتواصل الضغط عليه ومطاردة أفراده، إذ مازال الآلاف من مقاتليه على قيد الحياة، وليسوا جميعا في السجون، وقد أقسموا على مواصلة القتال من خلال ما وصفوه بـ "حرب استنزاف"، آملين بذلك أن يدحروا أعداءهم من خلال سلسلة من الهجمات التي يخطط لها في الخفاء، وهناك خطران أساسيان هنا. أولهما وأهمهما في الوقت الحالي هو احتمال فرار مقاتلي التنظيم من المحتجزين في سجون قوات سوريا الديمقراطية، الذين يقدر عددهم بنحو 12,000 مقاتل، بالإضافة إلى 70,000 من ذويهم في مخيمات تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية أيضا، مثل مخيم الهول.
وهناك مخاوف متزايدة داخل أجهزة الاستخبارات الغربية بأنه في حال نجح مقاتلو تنظيم الدولة الإسلامية في الفرار من سجون قوات سوريا الديمقراطية، فإن بعض المتشددين منهم سيعودون إلى أوروبا بطريقة ما، ويخططون لهجمات أخرى مثلما حدث في لندن وباريس وبرشلونة وأماكن أخرى.
ومع بدء العملية التركية في شمال سوريا، أشار الأكراد مرارا إلى خطر عودة التنظيم مع استهداف الجيش التركي لقواتهم، وأصبحت الآلية الكردية لمطاردة التنظيم مهددة بسبب انشغال القوات الكردية في مقاومة الجيش التركي، خاصة مع انسحاب القوات الأمريكية من شمال سوريا قبيل بدء العملية التركية.
وقال فرانك غاردنر، مراسل الشؤون الأمنية في بي بي سي إنه للوهلة الأولى، يمكن أن يعود عناصر تنظيم الدولة الإسلامية إلى نشاطهم، كون الجماعات الجهادية تنتعش حين تسود الفوضى والاضطرابات.
ويعزو البعض انتصار التحالف الغربي على تنظيم الدولة الإسلامية إلى تعاون القوات الكردية على الأرض، والتي وجدت نفسها مسؤولة عن حراسة آلاف السجناء من أفراد التنظيم الذين رفضت دولهم استردادهم.
النموذج العراقي
واستعان الخبراء في هذا التحليل بخبرة سابقة مع نهاية التنظيم في العراق، حيث أعلنت الحكومة العراقية في ديسمبر/كانون الأول 2017 انتصار قواتها على التنظيم واستعادة الأراضي التي سيطر عليها.
لكن الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، قدم تقريرا لمجلس الأمن في فبراير/شباط 2019، جاء فيه أن التنظيم تحول إلى العمل السري في العراق، وقال غوتيريش في تقريره: "إنهم في مرحلة انتقالية، انتقلت فيها مهام القيادات الرئيسية لخلايا التنظيم في الأقاليم"، كما جاء في التقرير أن "هذه الخلايا تخطط لأنشطة للتهوين من سلطة الحكومة، وخلق انفلات أمني، وتخريب المصالحة المجتمعية، ومضاعفة كلفة إعادة البناء ومكافحة الإرهاب. وتتضمن هذه الأنشطة الخطف مقابل فدية، واغتيال القيادات المحلية، وشن هجمات ضد مؤسسات الدولة"، وينشط مقاتلو التنظيم في المناطق المعزولة ذات التضاريس الصعبة "ما يسهل حركتهم وتخطيطهم لشن هجمات، مثل صحراء الأنبار ومناطق بمحافظة نينوى والجبال التي تحيط بكركوك ومناطق بمحافظتي صلاح الدين وديالى".
وتوقع الخبراء أن يتبع التنظيم نفس النهج في سوريا إذا لم يعمل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على اجتثاث جذوره في المنطقة، فتقرير غوتيريش قدّر أعداد مقاتلي التنظيم في العراق وسوريا بما يتراوح بين 14-18 ألف مقاتل، بجانب ثلاثة آلاف من المقاتلين الأجانب، وذكر جيمس جيفري، المبعوث الأمريكي الخاص لسوريا، أن هناك ما يتراوح بين 15-20 ألفا من مقاتلي التنظيم النشطين في المنطقة، من بينهم خلايا نائمة.
وبحسب تقرير لوزارة الدفاع الأمريكي، يستطيع مقاتلو التنظيم الوصول للأسلحة الثقيلة، وتنفيذ تفجيرات واغتيالات في أنحاء البلاد. هذا بجانب القدرة التنظيمية الممتازة للقادة.
أين ينشط أفراد تنظيم داعش حول العالم؟
وينشط عناصر من تنظيم الإسلامية وموالون له في بقاع مختلفة من العالم، ويعلنون مسؤوليتهم عن الكثير من الهجمات عبر منصاتهم الإعلامية.
وتُظهر البيانات التي جمعها قسم المتابعة الإعلامية في بي بي سي (والذي أعدته مينا اللامي) أنه رغم خسارة التنظيم للكثير من الأراضي التي كان يسيطر عليها في سوريا والعراق بنهاية عام 2017، إلا أنه كان وراء 3670 هجوما حول العالم في عام 2018 (حوالي 11 هجوم يوميا).
ورُصدت طفرة في عدد العمليات التي تبناها التنظيم في سبتمبر/أيلول 2018. وغالبا ما ترتبط بالعملية التي شنتها قوات سوريا الديمقراطية، بدعم أمريكي، مطلع نفس الشهر على قرية هجين، أحد معاقل التنظيم إلى الشمال من قرية باغوز.
وعادة ما يُصعّد التنظيم من هجماته ردا على ما يتعرض له من هجمات، سواء في المناطق المحاصرة أو في مناطق أخرى حول العالم لتشتيت الانتباه والموارد بعيدا عن منطقة الحصار.
ورغم أن العراق وسوريا يصيبهما نصيب الأسد من العمليات التي ينفذها التنظيم، إلا أن العمليات تتواتر كذلك في أفغانستان والصومال والفلبين ونيجيريا وشبه جزيرة سيناء في مصر.
وأعلن التنظيم وجوده رسميا في هذه الدول والمناطق:
العراق
سوريا
ليبيا
مصر
اليمن
المملكة العربية السعودية
الجزائر
خراسان (منطقة أفغانستان وباكستان)
"القوقاز"
"شرق آسيا": وينشط غالبا في الفلبين
الصومال
"غرب أفريقيا": وينشط غالبا في نيجيريا
وفي بعض هذه المناطق، مثل الجزائر والسعودية، بالكاد يُرصد فيها أي نشاط. ومناطق أخرى، مثل القوقاز، نادرا ما يتبنى التنظيم أي هجوم فيها.
كما أعلن التنظيم مطلع هذا العام عن خططه زيادة نشاطه في تونس، التي نفذ فيها من قبل هجومين على متحف ومنتجع شاطئي عام 2015. وأعلن كذلك لأول مرة عن وجوده في بوركينا فاسو.
ويشير هذان الإعلانان، حتى لو كانا على سبيل الدعاية، إلى حرص التنظيم على الإبقاء على شعاره "البقاء والتوسع"، ومن غير المستغرب أن يكون العراق وسوريا هما المسرح الأكبر لعمليات تنظيم الدولة الإسلامية، حيث تتوفر له أفضل الموارد، ومن بين الهجمات التي وقعت عام 2018، كان نصيب العراق منها 1767 هجوما (48 في المئة)، و1124 هجوم في سوريا (31 في المئة)، كما شهد العام الماضي زيادة ملحوظة في نشاط الجماعات المرتبطة بالتنظيم. وكأنه يحاول تعويض خسائره في العراق وسوريا، ويُذكر الناس بنشاطه خارج منطقة الشرق الأوسط.
ففي عام 2018، تبنى التنظيم 316 هجوما في أفغانستان، و181 هجوما في شبه جزيرة سيناء، و73 في الصومال، و44 في نيجيريا، و41 في اليمن، 27 في الفلبين، وشهد مطلع هذا العام زيادة ملحوظة في عدد الهجمات التي تبناها فرع التنظيم في غرب أفريقيا في نيجيريا، والتي استهدفت الجيش بشكل أساسي، في محاولة للحصول على السلاح وتعزيز قدراته.
وتبنى التنظيم 44 هجوما في نيجيريا خلال أول ثلاثة أشهر من العام، وهو ما يساوي إجمالي الهجمات التي نفذها في البلاد خلال عام 2018، وفي يناير/كانون الثاني الماضي، أصدر فرع التنظيم في غرب أفريقيا بيانا يطالب فيه المسلمين بالهجرة إلى المنطقة والانضمام إليه، في إشارة إلى استعداده لاستقبال مجندين أجانب، وفي 22 مارس/أذار، أعلن فرع التنظيم للمرة الأولى عن وجوده في بوركينا فاسو، حيث نفذ تنظيم القاعدة (المنافس الأكبر للدولة الإسلامية) عدة هجمات بالفعل، كذلك زاد عدد العمليات التي تبناها التنظيم في الفلبين، حيث يدير عملياته عن طريق المجموعات الموالية التي تقاتل من أجل تأسيس دولة إسلامية مستقلة في الجنوب منذ عقود. لكن الهجمات، التي تستهدف الجيش بالأساس، ما زالت على نطاق محدود.
ورغم الدعوات المستمرة التي بثها داعمو التنظيم، إلا أنه لم يتبن أي هجمات كبرى في الغرب خلال عام 2018، وفي عام 2017، تبنى التنظيم أربعة هجمات في المملكة المتحدة، من بينها تفجير مانشستر، وهجمات برشلونة في أسبانيا، وإطلاق النار في لاس فيغاس في الولايات المتحدة، لكن يبدو أن بعض هذه الإعلانات مجرد انتهاز للفرصة، خاصة أن التنظيم لم يقدم دليل على تنفيذه هذه الهجمات.
وفي عام 2018، تبنى التنظيم سبع هجمات محدودة في الغرب، يبدو وكأنها مستلهمة من فكر التنظيم. شملت أربع هجمات بالسكين أو الذخيرة في فرنسا، وهجوم واحد في كل من بلجيكا وكندا وأستراليا.
من يخلف البغدادي.. بعد انهيار "أرض التمكين"؟
بعد تأكيد الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد مقتل زعيم داعش أبو بكر البغدادي في غارة نفذتها القوات الأميركية الخاصة، يدخل التنظيم الذي روع بجرائمه المنطقة في دوامة البحث عن خليفة للبغدادي رغم فقدانه لـ "أرض تمكين" يفرض فيها قوانينه.
ووفقا لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، من المحتمل أن يخلف البغدادي أحد اثنين من كبار مساعديه، وكلاهما من ضباط الجيش في عهد الدكتاتور العراقي الراحل صدام حسين، ولا يرى خبراء مختصون بالجماعات الإسلامية خلفا واضحا للبغدادي، ولكنهم يعتبرون إياد العبيدي وإياد الجميلي من المتنافسين الرئيسيين على المنصب، رغم أنه لا يرجح أن يحملوا لقب "الخليفة" أو القائد العام للمسلمين كما كان الحال مع البغدادي.
وكان العبيدي، وهو في الخمسينيات من العمر، يعمل وزيرا للحرب، فيما كان الجميلي، في أواخر الأربعينيات من العمر، رئيسا لوكالة أمن التنظيم، وفي أبريل، قال التلفزيون العراقي الحكومي إن الجميلي قتل ولكن هذا لم يتأكد.
وقد انضم الجانبان إلى الجماعات المتطرفة في العراق في 2003، بعد الغزو الذي قادته الولايات الأميركية، وقد كانا من كبار مساعدي البغدادي منذ أن قتلت الغارات الجوية في 2016 نائبا له آنذاك يدعى أبو علي الأنباري ووزير الحرب الشيشاني أبو عمر الشيشاني ورئيس الدعاية السوري أبو محمد العدناني.
وقال هشام الهاشمي، وهو مختص يقدم المشورة للعديد من حكومات الشرق الأوسط بشأن شؤون داعش، إن "الجميلي يعترف بالعبيدي كأمير له ولكن رغم ذلك لا يوجد خلف واضح"، وتقول الصحيفة إنه رغم ذلك، من غير المرجح أن يصبح العبيدي أو الجميلي خليفة لأنهما يفتقران إلى المكانة الدينية، كما أن التنظيم فقد الكثير من الأراضي التي استولى عليها في السابق ولم يعد هناك "أرض التمكين" كي يحكمها الخليفة المحتمل الجديد.
وسيتطلب تعيين الزعيم الجديد موافقة مجلس شورى يتكون من ثمانية أعضاء، وهو هيئة استشارية للخليفة، ويبقى من غير المرجح أن يجتمع أعضاء اللجنة لأسباب أمنية، وستة من أعضاء المجلس عراقيون، وأردني واحد، وسعودي واحد، وجميعهم من قدامى المتمردين السلفيين السنيين، فيما قتل عضو تاسع، وهو بحريني، في غاره جوية في أواخر مايو، وأعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأحد مقتل زعيم تنظيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي لدى تفجيره سترة ناسفة بعدما حاصرته قوات أميركية خاصة في نفق مغلق في شمال غربي سوريا.
اضف تعليق