باتت سباقات الحيوانات تثير حماسة ملايين مربي هذه المخلوقات المتنوعة في العالم، فبعدما كانت في البداية مجرد تسلية بسيطة، تحولت السباقات تدريجا الى منافسات حقيقية، وتحضر بعض المجتمعات سنويا فرقا لموسم سباقات مثير ومسلي ومربح أحيانا بصور غير شرعية عن طريق المراهنات والاحتيال والصفقات السرية.
في حين بعض هذه السباقات يشكل اشبه بتقليد شعبي قد يجذب السياح للبلاد، غير انه في الآونة الأخيرة بات الربح المادي لا يهم بقدر المكسب المعنوي وما يهم فعلا ليس الفوز بالجائزة بل الفخر والتقدير، مما يجعل هذه السباقات واحدة من وسائل الترفيه واثار الجدل أحيانا كما هو الحال مع استراليا حيث يقبل عدد كبير من الاستراليين على اشراك كلابهم السلوقية في سباقات تجذب الاف الاشخاص، لكن هذه الانشطة التي تقام منذ مطالع القرن العشرين توشك ان تختفي بفعل قرار رسمي مدفوع بالقلق من اساءة معاملة هذه الحيوانات.
لكن في باكستان سباق الحيوانات له غايات مختلفة حيث أستطع سباقات الحمام ان يجمع بين طبقات المجتمع بصورة نادرة، عكس سباق الجواميس الذي يبقى تقليد سنوي حيث تشق جواميس اسيوية بقرون مزخرفة بالورد واجراس حول رأسها، طريقها على طول حقول الارز في جزيرة بالي الاندونيسية وهي تجر عربة خشبية فيما يعمد رجلان واقفان الى تسديد ضربات لها بالسوط سعيا للفوز بسباق تقليدي.
من جانب تاريخي لهذا النوع من السباقات تعد المراهنات على سباقات الخيل عملة سائدة في موريشيوس منذ أكثر من مئتي سنة، حيث تتعالى الأصوات عندما تدخل الجياد في المنعطف الأخير، قبل إطلاق صيحات الفرح عند وصولها إلى خط النهاية، في ميدان سباق في جزيرة موريشيوس حيث المراهنات على سباقات الخيل عملة سائدة منذ أكثر من مئتي سنة.
المثير للاهتمام هو ما فعله المتظاهرون الهنود يحثهم لمودي على التدخل للسماح بمهرجان ترويض الثيران، حيث تعطلت مفاصل الحياة في ولاية تاميل نادو الهندية بسبب مظاهرات شارك فيها الآلاف للمطالبة باستئناف الاحتفال بمهرجان ترويض الثيران التقليدي مما استدعى طلب حاكم الإقليم التدخل من رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وطالب المحتجون بأن تلغي الحكومة الاتحادية قرارا أصدرته المحكمة العليا بحظر مهرجان "جاليكاتو" وهو تقليد خطر يقوم فيه الشبان والرجال بمصارعة ثيران هائجة وطلبوا من مودي السماح بإقامته من جديد، فيما يلي ادناه ابرز سباقات الحيوانات حول العالم.
حظر سباقات الكلاب يثير جدلا كبيرا في استراليا
يقبل عدد كبير من الاستراليين على اشراك كلابهم السلوقية في سباقات تجذب الاف الاشخاص، لكن هذه الانشطة التي تقام منذ مطالع القرن العشرين توشك ان تختفي بفعل قرار رسمي مدفوع بالقلق من اساءة معاملة هذه الحيوانات.
ومن المهتمين كثيرا بهذه السباقات زاك كيسانيس الذي يروي ان سعادته لا توصف حين يرى كلبه في مضمار السباق، بصرف النظر عن النتيجة التي يحققها.
ويقول "على مدى ثلاثين ثانية، اشعر اني ملك العالم، واني فخور بما يجري"، لكن اعتبارا من تموز/يوليو المقبل، لن يقام هذا السباق مجددا في ونتورث بارك، فبعد جملة من الفضائح حول سوء معاملة هذه الحيوانات، وحيوانات اخرى تقدم لها كغذاء حي، وقتل عشرات الالاف منها، قررت مقاطعة نيوويلز الجنوبية، اكبر مقاطعات استراليا من حيث عدد السكان، حظر هذا النشاط. بحسب فرانس برس.
وجاء هذا القرار بعد تحقيق حكومي خلص الى ان السنوات العشر الماضية شهدت قتل عشرات الالاف من الكلاب السلوقية لانها لا تركض جيدا، وتقديم حيوانات حية كطعم لها، تلقى هذه السباقات اقبالا كبيرا من الهواة والمراهنين، وتقوم الكلاب بالجري وراء مجسم ارنب بري يتحرك آليا على سكة، واثار هذه القرار استياء كبيرا في اوساط الهواة ومالكي الكلاب والمدربين، ومنهم من وصف القرار بانه "حرب طبقية"، فهذه السباقات ظهرت في استراليا في القرن العشرين، وكانت منتشرة في اوساط العمال.
في العشرينات والثلاثينات من القرن العشرين، صارت هذه السباقات اكثر جماهيرية، وصارت بعض ميادين السباق تستقبل ثلاثين الف متفرج، ومع ان هذه الاعداد انحسرت في العقود الماضية، اذ لم يعد من الضروري الحضور شخصيا في المباراة للرهان على نتائجها بل يمكن فعل ذلك عبر الانترنت، ظلت محتفظة بتقديرها بين الاستراليين، ويقول انصار السباقات انها تدر ملايين الدولارات سنويا، وانها تؤمن العمل لخمسة عشر الف شخص على الأقل، لكن انصار الرفق بالحيوان يرون في هذه السباقات ممارسات يصفونها بانها وحشية، وجاء في التقرير الذي اعدته اللجنة الحكومية الخاصة "في الحقيقة، لهذا القطاع جانب مظلم"، مشيرا تحديدا الى قتل الاف الكلاب التي لا تكون مناسبة للسباقات، واضاف التقرير ان ما بين 48 الفا و891 كلبا و68 الفا و448 قتلت في السنوات الاثنتي عشرة الماضية، عدا عن الاصابات البالغة التي تعرضت لها كلاب اثناء السباقات.
وقال رئيس حكومة نيوز ويلز الجنوبية مايك بيرد "ليس امامنا خيار كحكومة انسانية مسؤولة الا ان نلغي هذه السباقات"، واشار التقرير الى ان سباقات الكلاب المترافقة مع الرهانات، ليست مشروعة سوى في سبعة بلدان في العالم، وانها محظورة في اربعين ولاية اميركية.
سباقات الحمام تجمع بين طبقات المجتمع في باكستان
يغادر سرب حمام سطح احد المباني في لاهور فجرا ليحلق فوق المآذن المشيدة في زمن اباطرة المغول قبل ان يختفي اثره... هذه الطيور لها ميزة خاصة تتمثل بقدرتها على المنافسة في سباقات تثير اهتمام باكستانيين كثر.
ويقول اخلاق خان وهو مربي حمام ثمانيني معروف ومؤلف الكتاب الوحيد في باكستان في هذا الموضوع "انها قصة حب"، مضيفا خلال امساكه حمامة بيضاء برأس ملون "انتم لا ترون الفرق في ما بينها... انا قادر على تحديد قيمة كل منها من خلال النظر الى العينين والريش"، وعلى سطح منزله في حي كثيف الاشجار في العاصمة الثقافية الباكستانية، وضعت اقفاص كبيرة باللون الازرق الفاتح تهدل فيها مئات طيور الحمام في عز قيظ الصيف في اقليم بنجاب، وفي الافلام والمخيلة الشعبية، يرتبط الحمام برسائل الحب الموجهة الى قصور الحريم وبالأوامر العسكرية المرسلة الى ساحات المعارك من جانب الحكام في الماضي.
ويوضح خان أن "السلالات المتخصصة في التحليق ادخلت الى شبه القارة الهندية من جانب اباطرة المغول" الذين اتوا من آسيا الوسطى وحكموا اعتبارا من القرن السادس عشر، وقد كان الامبراطور المغولي جلال الدين محمد اكبر معروفا بشغفه بالحمام حتى ان "احد كتاب البلاط يروي أنه كان يملك 20 الف طير" وفق الخبير.
سباق الجواميس تقليد سنوي يثير حماسة كبيرة في بالي
تشق جواميس اسيوية بقرون مزخرفة بالورد واجراس حول رأسها، طريقها على طول حقول الارز في جزيرة بالي الاندونيسية وهي تجر عربة خشبية فيما يعمد رجلان واقفان الى تسديد ضربات لها بالسوط سعيا للفوز بسباق تقليدي.
ويقوم مئات المتفرجين المشدوهين طوال المسار بتحية متسابقيهم المفضلين مع الامل بفوزهم في هذه المسابقة العريقة التي ترتدي اهمية كبيرة لدى السكان المحليين وهي تقام خلال المهرجان السنوي في هذه الجزيرة السياحية الابرز في اندونيسيا.
هذا السباق المعروف بإسم "ماكيبونغ" والذي يحصل في ازقة ضيقة، تتنافس فيه مجموعتان من المزارعين في مقاطعة جمبرانا في غرب بالي. وتترك جواميس مروضة للمناسبة حقول الارز حيث تستخدم عادة كحيوانات جر، وبعيدا من السواحل ومواقع الجذب السياحي الشهيرة في جنوب الجزيرة، تتوافد حشود من المعجبين لمتابعة هذا التقليد المحلي احتفالا بموسم حصاد الأرز، وقد انطلقت مسابقة "ماكيبونغ" في ستينات القرن الماضي وهي تثير حماسة كبيرة في صفوف افراد المجموعتين اللتين تعيشان على جانبي نهر ايجو غادينغ الذي يجتاز مدينة نيغارا عاصمة جمبرانا، ويرتدي المتسابقون من الجزء الغربي من نهر ايجو غادينغ اللون الاخضر ويزينون عرباتهم الخشبية براية خضراء في حين يضع المنافسون من القسم الشرقي ملابس حمراء.
المراهنات على سباقات الخيل عملة سائدة في موريشيوس منذ أكثر من مئتي سنة
تتعالى الأصوات عندما تدخل الجياد في المنعطف الأخير، قبل إطلاق صيحات الفرح عند وصولها إلى خط النهاية، في ميدان سباق في جزيرة موريشيوس حيث المراهنات على سباقات الخيل عملة سائدة منذ أكثر من مئتي سنة.
ويحرك رجل ذراعيه في الهواء مهللا ويقفز في مكانه من شدة فرحه بفوز حصانه "ذي ديكن" بالسباق للمرة الثانية. بحسب فرانس برس.
على مقربة من الوسط التاريخي للعاصمة بور-لوي، يستقطب ميدان شان-دو-مارس المحاط بسلسلة من الجبال الشامخة كل سبت جمعا غفيرا من السكان المحليين، على أطيافهم، ففي هذا الأرخبيل الواقع في المحيط الهندي، يتداخل تاريخ سباقات الخيل مع تاريخ البلاد في ظل اعتماد سنة 1812 ما يعرف ب "دبلوماسية الفروسية" التي تخطت نتائجها توقعات مروجيها، ففي العام 1810، استسلم آخر الحكام الفرنسيين لما كان يعرف بجزيرة فرنسا أمام قوة البريطانيين للبريطانيين الذين كانوا يريدون وضع حد للهيمنة الفرنسية على المحيط الهندي وضمان أمن المعبر التجاري إلى الهند الذي كان يشهد هجمات سفن قرصنة فرنسية على أساطيل تجارية بريطانية. بحسب فرانس برس.
بيد أن الإدارة البريطانية الجديدة حرصت على إقامة علاقات جيدة مع المستعمرين من أصول فرنسية الذين كانوا بغالبيتهم من أصحاب الأراضي. وقد خولتهم وثيقة الاستسلام الموقعة سنة 1810 الحفاظ على ديانتهم وقوانينهم وعاداتهم.
وفي هذا السياق، قرر الحاكم البريطاني الجديد سير روبرت فاركوهار وزوجته ماريا الفرنسية الأصل تنظيم سباقات خيل في بور-لوي "بغية جمع الإنكليز والفرنسيين وإيجاد أرضية تفاهم لمصلحة البلاد"، على ما يروي خالد روات معاون المدير العام لنادي "موريشيوس تورف كلوب".
على صعيد ذي صلة، تنطلق خيول في الحلبة معلنة بدء سباق جديد في مضمار الملك عبد العزيز في الرياض، الذي يأمل القيمون عليه ان يجذب اكبر عدد من الشغوفين بالخيول في بلد لا يقلل حظر المراهنات فيه من الاقبال الواسع على هذه السباقات.
وتجري هذه السباقات في مضمار الملك عبد العزيز على اطراف مدينة الرياض، وهو محاط باشجار النخيل والشجيرات الخضراء، بما يجعله قطعة خضراء في مدينة تخترقها الطرقات السريعة وترتفع فيها الابراج العالمية في قلب الصحراء، ويقول مدير المضمار روبرت تورمان "كنا نأمل أن نستقبل عددا اكبر من الزوار لانها امسية استثنائية"، لكن موقع المضمار في الصحراء يبدو انه يثني البعض عن ذلك.
ويأمل السعوديون ان يبلغوا المعايير العالمية، وهم يخطون خطوات جيدة في هذا الاتجاه، كما يقول تورمان الذي عمل لوقت طويل في مجال سباقات الخيول في الولايات المتحدة.
انطلاق سباق التزلج للكلاب في جبال الألب الفرنسية
في ضوء النجوم على جبال الألب الفرنسية ينبح 500 كلب متلهف على بدء أحد أكثر سباقات التزلج تحديا في العالم.. سباق (لا جراند أوديسا) للكلاب.. إنه سباق يجري على مدار 11 يوما على مسافة 670 كيلومترا يصفها المنظمون بأنها بمثابة ألف كيلومتر بالنسبة للكلاب وسائقي الزلاجات بسبب الارتفاع الذي يبلغ 20 ألف متر. بحسب رويترز.
يشارك متسابقون حضروا من سويسرا وجمهورية التشيك وإسبانيا وفرنسا في هذا الحدث السنوي الذي بدأ يوم السبت بإطلاق الألعاب النارية قبيل الفجر أمام حشد كبير في منتجع ليه كاروز للتزلج، يقول ريمي كوست سائق إحدى الزلاجات عن كلابه "من الصعب بحق كبح جماحهم عند خط البداية وهو ما يعني أن تدريبهم كان ناجحا".
ونظم السباق لأول مرة في عام 2005 ويتضمن عدة مراحل يجري التنافس فيها ليلا، ويجري تركيب بطاريات إضاءة في طوق الكلاب كما يرتدي سائقو الزلاجات خوذات بها إضاءة لمساعدتهم في التنقل وسط التضاريس الثلجية الصعبة، وقال المدرب الفرنسي جان كوبامبازار "الانحدار يجب أن يكون بحرص لأنه زلق للغاية... يمكن أن تصيب الكلاب أكتافها إذا كانت حركتها سريعة جدا"، ويُختتم سباق العام الجاري في 18 يناير كانون الثاني في بونيال سور آرك.
متظاهرون هنود يحثون مودي على التدخل للسماح بمهرجان ترويض الثيران
تعطلت مفاصل الحياة في ولاية تاميل نادو الهندية بسبب مظاهرات شارك فيها الآلاف للمطالبة باستئناف الاحتفال بمهرجان ترويض الثيران التقليدي مما استدعى طلب حاكم الإقليم التدخل من رئيس الوزراء ناريندرا مودي.
وطالب المحتجون بأن تلغي الحكومة الاتحادية قرارا أصدرته المحكمة العليا بحظر مهرجان "جاليكاتو" وهو تقليد خطر يقوم فيه الشبان والرجال بمصارعة ثيران هائجة وطلبوا من مودي السماح بإقامته من جديد. بحسب رويترز.
وأقفلت الآلاف من المصانع الصغيرة والمتاجر والمدارس في ولاية تاميل نادو لليوم الثاني على التوالي يوم الخميس بسبب المظاهرات الواسعة ضد الحظر وتجمعت الحشود الأكبر عند شاطئ مارينا لمدينة شيناي عاصمة الولاية.
وحمل الأطفال لافتات تتهم منظمات حقوق الحيوان والقضاء بالتسبب بحظر التقليد الذي يعتبرونه نوعا من الرياضة وجزءا أساسيا من مهرجان بونجال للحصاد الذي يحتفل به الهندوس بعد موسم الشتاء، وقال كانيموزي سوبرامانيان (23 عاما) وهو طالب جامعة يقود تظاهرات الشباب "إنها رياضة بدائية ونحن نحبها. لا أحد لديه الحق في إيقاف نشاط رياضي"، وتوجه حاكم الإقليم أو. بانيرسلفام إلى العاصمة الاتحادية نيودلهي ليطلب من مودي إصدار مرسوم يتيح إعادة الاحتفال بالمهرجان من جديد هذا العام.
وفشلت المحادثات بين حكومة الولاية وقادة المظاهرات في التوصل إلى حل يسمح بإقامة المهرجان، ورفض المشاركون من الأحزاب السياسية وطلاب الجامعات وجماعات ثقافية التفرق مما أربك الشرطة في محاولاتها السيطرة على المظاهرات.
وقال مكتب رئيس الوزراء "على الرغم من تقديرنا للأهمية الثقافية لجاليكاتو إلا أن رئيس الوزراء يرى أن المسألة هي حاليا قضائية" في إشارة إلى الحكم النهائي المنتظر من أعلى محكمة في الهند بشأن قرار اتحادي اتخذ عام 2016 بالسماح بالاحتفال بالمهرجان، وتصاب مئات الثيران الهائجة سنويا لأن المشاركين فيه يلوون أذيالها ويضربونها أو حتى يطعنونها بالسكاكين للسيطرة عليها، كما أصيب أكثر من 1200 مشاهد في مثل هذه الاحتفالات بين 2010 و2014 وفق ما قالت منظمة (بيتا) للرفق بالحيوان.
اضف تعليق