في الآونة الأخيرة باتت فضائح المنشطات الرياضية أشهر من نار على علم في البطولات العالمية الكبرى قبل الصغرى وخاصة روسيا واوروبا، فقدت أصبحت المنشطات وسيلة لكافة الرياضيين الذين يبحثون عن زيادة قوتهم وطاقتهم وخلق قدرة أكبر على التحمل، فعلى الرغم من انه يتم تعاطيها لتحسين الأداء الرياضي، لأنها المواد تزيد من حجم العضلات وقوتها وتقلل الإجهاد وتساعد على التركيز، لكن يغفل الكثير بأضرار تلك المنشطات التي تصل إلى الموت والإصابة بأمراض مزمنة.
وبالرغم من ان تزايد التغييرات الجديدة على قوانين مكافحة المنشطات، التي توحد قواعد المكافحة في الرياضات العالمية، الا انه يمر تحليل منشطات على رياضيين أي لعبة دون ضبط متعاطين بينهم، الأمر الذي أصبح شائعاً وشبه معتاد ظهوره في الوسط الرياضي، وتظهر تغييرات جديدة تشددا أكثر مع من يتهربون من الاختبارات، ولكن يمكن تقصير فترة التعليق في حالة التعاون مع المحققين.
في العام الماضي شكلت روسيا محور اخطر فضيحة منشطات في تاريخ الرياضة في اعقاب اتهامها بنظام تنشط ممنهج يطال اكثر من الف رياضي، ما ادى لابعاد العديد من رياضييها عن الالعاب الاولمبية، وانقسام كبير بين المنظمات الرياضية الدولية.
وتداخلت الرياضة مع السياسة في ملف شائك تعود جذوره الى عام 2011، وتجلت أسوأ فصوله خلال دورة الالعاب الاولمبية الشتوية التي استضافتها مدينة سوتشي الروسية عام 2014، بحسب النسخة الكاملة من تقرير المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين الذي نشر في كانون الاول/ديسمبر، بعد تقرير أولي نشره في تموز/يوليو.
وقام ماكلارين بتحقيقاته بناء لطلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا). وفي اعقاب تكشف فصول الفضيحة، دعت الوكالة وهيئات رياضية في دول كالولايات المتحدة وكندا والمانيا وانكلترا، الى حظر كامل للرياضيين الروس، فيما اعتبرت موسكو ان الاتهامات الموجهة اليها ذات طبيعة سياسية أكثر منها رياضية.
في الآونة الأخيرة أكد رئيس الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا" كريغ ريدي أنه ما زال أمام روسيا الكثير من العمل للقيام به في مجال مكافحة المنشطات لرفع عقوبة الإيقاف عن رياضيها، وأشار ريدي الى أن الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات لم تثبت حتى الآن أنها محمية من "التدخلات الخارجية.
على الصعيد نفسه، قالت محكمة التحكيم الرياضية إنها أيدت إيقاف الطبيب الروسي سيرجي بورتوجالوف الرئيس السابق للجنة الطبية في الاتحاد الروسي لألعاب القوى مدى الحياة بسبب دوره في تسهيل تعاطي المنشطات للرياضيين الروس.
اما في بريطانيا، فقد أكد العداء البريطاني محمد فرح، حامل اربع ذهبيات اولمبية في المسافات الطويلة، انه "رياضي نظيف" بعدما كشف تقرير مسرب للوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات ان مدربه خالف "بشكل شبه مؤكد" قواعد المنشطات، وعلى الصعيد الأوروبي قال رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى إن عينات الدم والبول للرياضيين الذين يحققون أرقاما قياسية أوروبية ستحفظ لعشر سنوات على الأقل في محاولة لكشف الغشاشين، لكن تبقى روسيا تحت المجهر في اعقاب فضيحة مدوية تهدد مونديال 2018.
يذكر ان المنشطات تعد من أكثر العناصر التي تدمر صحة الرياضيين، وتقضي على حياتهم في الملاعب مبكرًا، حيث تعتبر من أكثر السموم ضررًا بالجسم وبصحة الإنسان، خاصة وأن التعود على تناولها قد يؤدي إلى الإدمان أو الوفاة.
هذا وقد تم استخدامها في بداية الأمر لتحقيق أهداف التدريبات الرياضية، والتي تكمن في الوصول باللاعب إلى أعلي مستوي ممكن من المهارات التي يمارسها، ونظرًا لتطور عمليات التدريب الرياضي وتقارب المستويات بين الفرق واللاعبين استخدموا العقاقير المنشطة.
ابعاد روسيا عن كل البطولات الرياضية
طالب رؤساء 19 وكالة وطنية لمكافحة المنشطات الاربعاء بإبعاد روسيا عن كل البطولات الرياضية بما فيها كأس العالم في كرة القدم 2018 التي تستضيفها، لحين اعتماد موسكو نظاما جديا لمكافحة المنشطات.
وانتقد مسؤولون روس هذا الطلب، معتبرين انه يهدف الى النيل من صدقية روسيا التي كانت في 2016 محور فضيحة منشطات هزت عالم الرياضة، بعدما كشف المحقق الكندي ريتشارد ماكلارين في تقرير له (نشر الجزء الاول في الصيف والثاني الشهر الماضي)، وجود برنامج تنشط ممنهج برعاية الدولة شمل اكثر من الف رياضي.
وفي اعقاب نشر الجزء الاول، فرضت اللجنة الاولمبية الدولية عقوبات على روسيا شملت ابعاد العديد من رياضييها عن اولمبياد ريو 2016. كما انه تسبب بانقسام بين المنظمات الرياضية الدولية، والتي طالب العديد منها في حينه، بمنع روسيا بالكامل من المشاركة.
وقال رؤساء الوكالات، وبينها الاميركية واليابانية والفرنسية والالمانية، في بيان اثر اجتماع الاربعاء في دبلن، انه "على ضوء تقرير ماكلارين الثاني، فقد طلب المسؤولون استبعاد الرياضيين الروس من كل البطولات الرياضية الدولية".
اضافوا "من الضروري ان تتم محاسبة المسؤولين عن البرنامج الذي رعته الدولة (الروسية)، وان يتم التجاوب مع الدعوات الى اقامة نظام مكافحة منشطات مستقل بشكل جدي، واعادة الحقوق للرياضيين"، في اشارة الى السماح للرياضيين الروس الذي ثبت خضوعهم لتدقيق صارم في مجال المنشطات، بالمشاركة في المسابقات بشكل مستقل.
واكد رئيس وكالة مكافحة المنشطات الاميركية ترافيس تيغارت في تصريحات صحافية، الى ان عملية الاستبعاد يجب ان تتعلق ايضا بمونديال 2018 لكرة القدم التي تنظمه روسيا، وقام ماكلارين بتحقيقاته بناء لطلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا). وفي اعقاب تكشف فصول الفضيحة، دعت الوكالة وهيئات رياضية في دول كالولايات المتحدة وكندا والمانيا وانكلترا، الى حظر كامل للرياضيين الروس، بينما نفت موسكو ضلوع اجهزة الدولة في اي برنامج تنشط، معتبرة ان الاتهامات سياسية اكثر منها رياضية.
وقال نائب رئيس الوزراء الروسي فيتالي موتكو الذي كان وزيرا للرياضة في وقت حصول المخالفات في ملف المنشطات، "لا تعيروا اهتماما الى هذه البيانات"، بحسب تصريحات نقلتها وكالة نوفوستي، واعتبر الطلب "هجوما على الرياضة الروسية للنيل من صدقيتها"، ولم ترضخ اللجنة الاولمبية لطلب ابعاد كامل البعثة الروسية عن اولمبياد ريو 2016، الا انه تم استبعاد اكثر من مئة رياضي، وسط اتهامات متبادلة وخلاف بين اللجنة الاولمبية و"وادا"، وكان الجزء الاول من التقرير كشف وجود نظام تنشط ممنهج برعاية الدولة الروسية. اما الجزء الثاني (الكامل)، فتحدث عن "مؤامرة مؤسساتية" شملت وزارة الرياضة الروسية ووكالة مكافحة المنشطات وجهاز الامن الفيدرالي "بهدف التلاعب بفحوص مكافحة المنشطات"، وتركزت القضية في اولمبيادي لندن 2012 وسوتشي 2014، وبطولة العالم لالعاب القوى 2013 في روسيا.
روسيا تحت المجهر في اعقاب فضيحة مدوية
لم ترضخ اللجنة الاولمبية لطلب ابعاد كامل البعثة الروسية عن اولمبياد ريو 2016، الا انه تم استبعاد اكثر من مئة رياضي، وسط اتهامات متبادلة وخلاف بين اللجنة الاولمبية و"وادا"، وكان الجزء الاول من التقرير كشف وجود نظام تنشط ممنهج برعاية الدولة الروسية. اما الجزء الثاني (الكامل)، فتحدث عن "مؤامرة مؤسساتية" شملت وزارة الرياضة الروسية ووكالة مكافحة المنشطات وجهاز الامن الفيدرالي "بهدف التلاعب بفحوص مكافحة المنشطات"، وتركزت القضية في اولمبيادي لندن 2012 وسوتشي 2014، وبطولة العالم لالعاب القوى 2013 في روسيا، وشملت اكثر من الف رياضي روسي يتوزعون على 30 رياضة.
بداية المخاض في قضية المنشطات كانت بعد قرار الاتحاد الدولي لالعاب القوى ايقاف نظيره الروسي في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 بناء على تقرير سابق لـ "وادا". ومنع الاتحاد رياضيي موسكو من المشاركة في المسابقات الدولية، ومنها اولمبياد ريو.
واتسع نطاق القضية بشكل كبير بعد التقرير الاول لماكلارين، والذي وجه اتهامات مباشرة لوزارة الرياضة وعلى رأسها الوزير السابق فيتالي موتكو (يشغل حاليا منصب نائب رئيس الوزراء)، بالاشراف على برنامج لتعاطي المنشطات في سوتشي وبطولة العالم لالعاب القوى في موسكو، وتلاعب بالعينات واستبدالها.
وشملت بعض اساليب التلاعب، استخدام الملح والقهوة، وقيام عميل لجهاز الامن متنكر بملابس متخصص بالمجاري، بتبديل العينات، وارتكز ماكلارين في تحقيقاته على اتهامات المدير السابق للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات غريغوري رودتشنكوف في ايار/مايو من العام ذاته، حكومة بلاده برعاية نظام للمنشطات، واورد تقرير المحقق ان رودتشنكوف كان عميلا للامن الروسي، وفي الجزء الثاني من تقريره مطلع كانون الاول/ديسمبر، دعم ماكلارين اتهاماته السابقة بأدلة وتفاصيل، مؤكدا وجود دور مباشر لوزارة الرياضة في عمليات تنشط ممنهجة بين 2011 و2015.
رد روسي خجول
تعاملت روسيا مع الاتهامات باعتبارها ذات طابع سياسي وجزء من هجوم غربي على موسكو، واقدمت على خطوات محدودة تبدو غير كافية في مواجهة الفضيحة الواسعة النطاق، وفي تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز" نشرت الثلاثاء، أقر مسؤولون روس للمرة الاولى بوجود نظام تنشط في بلادهم، الا انهم كرروا نفي مسؤولية الدولة عنه او رعايتها له.
وانتقد الرئيس فلاديمير بوتين بداية قرار استبعاد رياضيي بلاده، واعتبر رئيس وزرائه ديميتري مدفيديف ان "التحقيقات في مسألة المنشطات الروسية هي مزيج من السياسة والرياضة"، الا ان بوتين اكد مطلع كانون الاول/ديسمبر ان البرنامج الجديد لمكافحة المنشطات في بلاده سيكون جاهزا مطلع 2017، معربا عن اقتناعه "بان ما يسمى فضيحة المنشطات سيساعدنا على خلق النظام الاكثر تقدما لمكافحة هذا الشر".
الا ان الخطوات العملية بقيت خجولة. فقد ابعد موتكو الذي توجه له اتهامات مباشرة في قضايا المنشطات، من وزارة الرياضة، الا انه رقي لمنصب نائب رئيس الوزراء، ولا يزال يحظى بنفوذ في بلاده، وترشح مجددا لعضوية مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، كما اقرت السلطات قانونا يجرم ارغام الرياضيين على استخدام عقاقير منشطة للاداء.
وكالة المنشطات الدولية تطالب روسيا بالمزيد لرفع الإيقاف عنها
أكد رئيس الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات "وادا" كريغ ريدي أنه ما زال أمام روسيا الكثير من العمل للقيام به في مجال مكافحة المنشطات لرفع عقوبة الإيقاف عن رياضيها، وأشار ريدي الى أن الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات لم تثبت حتى الآن أنها محمية من "التدخلات الخارجية". بحسب فرانس برس.
وجاء موقف رئيس "وادا" خلال ندوة للوكالة العالمية في لوزان، في يوم أعلنت محكمة التحكيم الرياضي إيقاف الطبيب الروسي سيرغي بورتوغالوف عن مزاولة مهنته في الرياضة مدى الحياة، على خلفية اتهامه بالضلوع في فضائح التنشط المنظم التي عصفت بالرياضة الروسية وأدت إلى الحرمان الكثير من رياضيها المشاركة في أولمبياد ريو 2016 لاسيما في ألعاب القوى، واعتبر ريدي أنه "ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب أن تقوم به" الوكالة الروسية، مضيفا "يجب عليها إظهار بأن العمل الذي تقوم به نابع من سلطة ذاتية ومستقل من أي تدخل خارجي".
وما زالت روسيا تتخبط بالفضيحة الكبرى التي ظهرت الى العلن عام 2016 اثر تقرير للمحقق الكندي المكلف من "وادا" ريتشارد ماكلارين، اتهم فيه موسكو باعتماد برنامج تنشط ممنهج برعاية الدولة بين العامين 2011 و2015، ما أدى الى اتخاذ عقوبات من هيئات رياضية دولية بحق روسيا وحرمان العديد من رياضييها من المشاركة في أولمبياد ريو 2016.
وأوقف الاتحاد الدولي لألعاب القوى روسيا عن المشاركة في كل البطولات التابعة له منذ أواخر 2015 على خلفية برنامج التنشط، بما يشمل بطولة العالم المقررة في لندن في آب/اغسطس المقبل، وأكد ريدي "أننا نواصل عملنا من أجل تستعيد الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات امتثالها (للقوانين الدولية)".
وكشف بأن "وادا" أرسلت خبيرين الى موسكو لضمان استقلالية الوكالة الروسية الموقوفة بعد اعتبارها في تشرين الثاني/نوفمبر 2015 "غير مطابقة" للقوانين الرياضية لمكافحة المنشطات نتيجة التنشط الممنهج الذي أدارته وزارة الرياضة بحسب تقرير ماكلارين، علما بأن السلطات الروسية ننفت مرارا أي دور لها في الفضيحة.
وكشف الإثنين وزير الرياضة الحالي بافل كولوبكوف، خليفة فيتالي موتكو الذي ورد إسمه في تقرير ماكلارين كأحد الفاعلين في ملف التنشط المنظم، بأن بلاده تأمل في نيل الضوء الأخضر من السلطات الرياضية الدولية في تشرين الثاني/نوفمبر المقبل.
وأشار كولوبكوف خلال ندوة الإثنين في لوزان الى أن "وادا" وافقت "على خريطة طريق تضمن أن تمتثل مجددا الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات مع قانون الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات"، متحدثا عن نجاح بلاده في استيفاء "بعض المعايير المطلوبة منها"، وتابع "نحن نعمل لضمان استيفاء كافة المعايير المطلوبة. الهدف هو الحصول على المطابقة الموقتة (لقوانين وادا) في ايار/مايو والوكالة الروسية تريد استعادة الاعتراف بها بحلول تشرين الثاني/نوفمبر"، وكشف وزير الرياضة الروسي أن مختبر مكافحة المنشطات وضع تحت إدارة جامعة موسكو ولم يعد لوزارة الرياضة أي سلطة عليه، وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين دعا مطلع آذار/مارس لوضع نظام روسي "مستقل" لمكافحة المنشطات، مؤكدا نقل هذه السلطة من وزارة الرياضة الى "منظمة مستقلة" على غرار دول أخرى.
إيقاف طبيب الروسي مدى الحياة
قالت محكمة التحكيم الرياضية إنها أيدت إيقاف الطبيب الروسي سيرجي بورتوجالوف الرئيس السابق للجنة الطبية في الاتحاد الروسي لألعاب القوى مدى الحياة بسبب دوره في تسهيل تعاطي المنشطات للرياضيين الروس.
وبعد نظر الطعن الروسي المقدم في قرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى قالت المحكمة التي تتخذ من لوزان السويسرية مقرا لها في بيان إنها وجدت "أدلة دامغة" على أن الطبيب الروسي خالف لوائح المنشطات الخاصة بالاتحاد الدولي لألعاب القوى والمتعلقة بحيازة ونقل المواد المحظورة رياضيا، وفي تقرير لها في 2015 قالت الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات إن بورتوجالوف قدم عقاقير ومواد محفزة للأداء إلى رياضيين ومدربين كما أشرف على برامج لتعاطي المنشطات "لدرجة أنه قام بحقن رياضيين (بهذه المواد) بنفسه". بحسب رويترز.
وأصدرت لجنة تابعة للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تقريرا أعده المحامي ريتشارد مكلارين تحدث خلاله عن تناول المنشطات بشكل ممنهج وبرعاية الدولة في روسيا وتورط أكثر من ألف رياضي في البلاد في المخالفات ما تسبب في منع معظم الرياضيين الروس من المنافسة في أولمبياد ريو دي جانيرو الصيفي.
ونفى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق من الشهر الجاري ما ذكره تقرير مكلارين حول وجود برنامج للمنشطات برعاية الدولة لكنه أقر بوجود مخالفات فردية وتعهد بالإصلاح، وعلى هامش ملتقى دولي في لوزان السويسرية يوم الاثنين قال بافل كولوبكوف وزير الرياضة الروسي "نحن مستعدون للتعاون ونتقبل كل أنواع التفتيش"، ويستمر حظر الرياضيين الروس ومنعهم من المشاركة بمنافسات 2017 وقد يشمل الحظر بطولة العالم لألعاب القوى التي ستقام في لندن في أغسطس آب المقبل.
العداء البريطاني فرح يصر على "نظافته"
أكد العداء البريطاني محمد فرح، حامل اربع ذهبيات اولمبية في المسافات الطويلة، انه "رياضي نظيف" بعدما كشف تقرير مسرب للوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات ان مدربه خالف "بشكل شبه مؤكد" قواعد المنشطات، وقال فرح في بيان ا"انا عداء نظيف لم يخالف القواعد في ما يتعلق بالمواد والاساليب او الجرعات، ومن المحزن ان بعض وسائل الاعلام، وبرغم الحقائق الواضحة، لا تزال تربط بيني وبين مزاعم استخدام المواد المنشطة".
اضاف العداء المعروف باسم "مو"، "كما كررت في السابق، علينا جميعا القيام بكل ما في وسعنا للحصول على رياضة نظيفة، ويجب على كل من يخالف القواعد ان يخضع للعقاب"، واكدت الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات السبت انها اعدت ملفا حول مدرب فرح المثير للجدل البرتو سالازار بعد تقرير اتهم فيه المدرب الشهير باستخدام خطير للعقاقير لتعزيز قدرات عدائيه، واشارت صحيفة "صنداي تايمز" البريطانية ان التقرير الذي سربته مجموعة قراصنة "فانسي بير"، يؤكد تورط سالازار في استخدام مواد محظورة، هي الحمض الاميني "ال كارنيتين"، وكشفت انها اطلعت على وثائق تظهر سالازار يعطي فرح وعدائين أميركيين جرعات من هذا الحمض الذي لا يعد مادة محظورة، الا انه يمنع استخدام أكثر من 50 ميلليتر منه في أقل من ست ساعات.
وقال فرح ان "دوافع صنداي تايمز تجاهي غير واضحة"، وانه "من غير العادل القيام باستنتاجات في حين ان تصريحاتهم تظهر بوضوح انني لم أقم بأي أمر خاطىء"، واضاف "اذا كان لدى الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات او اي وكالة اخرى براهين على ارتكابي اي خطأ، فعليها نشره والتحرك حياله بدلا من ترك وسائل الاعلام تصبح الحكم والخبير"، واصبح فرح في اولمبياد ريو دي جانيرو 2016 اول رياضي منذ 40 سنة يحرز ثنائية سباقي 5 و10 الاف م مرتين، وذلك بعدما احرز الذهبيتين ايضا في أولمبياد لندن 2012.
وعادل فرح، الصومالي الاصل، انجاز الفنلندي لارس فايرين الوحيد الذي حقق الثنائيتين في اولمبيادي 1972 و1976، وكانت الوكالة الاميركية اكدت السبت انه لم يتم التوصل الى اي خلاصة في هذه القضية، واوضحت في بيان "يمكن الوكالة الاميركية لمكافحة المنشطات التأكيد انها اعدت تقريرا ردا على بلاغ من هيئة ترخيص عقاقير تابعة للدولة، متعلق بالعناية التي يوليها طبيب لعدائين مرتبطين بمشروع +نايكي اوريغون+"، مضيفة "بينما نواصل التحقق ما اذا كانت قواعد مكافحة المنشطات قد تم خرقها، لن ندلي بأي تصريح اضافي حاليا"، وتشير الوكالة الاميركية في تقريرها الذي يعود تاريخه الى آذار/مارس 2016، الى انها عثرت على "ادلة مهمة وقاطعة" بان سالازار وطبيب فريقه جيفري براون "تآمرا" للتعاون معا على استخدام عقاقير بوصفات طبية في اطار اجراءات قد تصل الى حد "خرق القانون"، وذلك بهدف تعزيز أداء العدائين، واشارت الصحيفة الى ان من ضمن هذه الاجراءات، اقناع فرح بتناول جرعات قد تعد كميتها خطرة من الفيتامين "دي".
حفظ عينات متسابقي ألعاب القوى الأوروبيين لعشر سنوات لكشف الغشاشين
قال رئيس الاتحاد الأوروبي لألعاب القوى إن عينات الدم والبول للرياضيين الذين يحققون أرقاما قياسية أوروبية ستحفظ لعشر سنوات على الأقل في محاولة لكشف الغشاشين، وأضاف النرويجي سفين ارني هانسن "لا نريد أن يشعر الغشاشون بأنهم سيفلتون بفعلتهم لانهم لم يكتشفوا على الفور"، وقال هانسن - الذي شكل مجموعة عمل الأسبوع الماضي لمراجعة الأرقام القياسية التي تحققت في ألعاب القوى الأوروبية - إن على قمة جدول الاهتمامات حاليا "التخلص من الفوضى" ومنع "هذه المشاكل" في المستقبل.
وأوقف العديد من الرياضيين الروس بسبب فضيحة منشطات مزعومة برعاية الدولة. وتحتفظ اللجنة الأولمبية الدولية بالعينات التي تسحب خلال الاولمبياد لمدة عشر سنوات لكن الاتحاد الأوروبي لم ينتهج هذا الأمر من قبل، وخسر العداء الجاميكي يوسين بولت واحدة من ميدالياته الذهبية التسع بسبب تناول نيستا كارتر زميله في سباق التتابع مادة محظورة.
وأبلغ هانسن الصحفيين في مؤتمر نظمه التحالف العالمي لنزاهة الرياضة في لندن ان حالات تناول المنشطات في السنوات الأخيرة اصابته بجرح شخصي، وقال "في بعض الأحيان أجد صعوبة في السيطرة على خيبة أملي وإحباطي وغضبي. الأمور غير مشجعة ومع ظهور اتهامات أخرى وتأكدها أشعر بجرح"، وأشار هانسن إلى أن الاتحاد الدولي لألعاب القوى كان محقا في فرض حظر شامل على روسيا رغم احتجاج بعض الرياضيين الروس الذين لم يسقطوا على الإطلاق في اختبارات منشطات.
وقال "أعي تماما الشكاوى والحالات المثيرة للجدل. لكن النظام هو من خذلهم (الرياضيون الروس) ويجب أن نواجه مسؤولياتنا للتأكد من ان جميع المشاركين من 200 دولة يتنافسون على نفس المستوى على أرض الملعب.
"الاتحاد الدولي اتخذ القرار الصحيح. فعلنا الشيء الوحيد الذي كان يمكننا فعله والوفاء لرياضتنا ولقيمها وللرياضيين"، وتابع "من المهم للغاية أن تسير الرياضات الأخرى على نهجنا وتتعلم مما فعلناه وأن تتصرف بالأفعال وليس الأقوال".
مسؤولون روس يقرون بوجود نظام تنشط لكن يجددون نفي مسؤولية الدولة
أقر مسؤولون روس للمرة الاولى بوجود نظام تنشط واسع النطاق في بلادهم، الا انهم كرروا نفي مسؤولية الدولة عنه او رعايتها له، على خلفية القضية التي هزت عالم الرياضة، بحسب تصريحات صحافية.
ونقلت صحيفة "نيويورك تايمز" الاميركية مساء الثلاثاء عن المديرة العامة بالوكالة للوكالة الروسية لمكافحة المنشطات آنا انتسليوفتش قولها "كانت مؤامرة مؤسساتية" في مجال التنشط، وهي العبارة نفسها التي استخدمها الكندي ريتشارد ماكلارين، لدى نشر كامل تقريره عن فضيحة المنشطات في روسيا في التاسع من كانون الاول/ديسمبر.
الا ان المسؤولة وآخرين التقتهم الصحيفة، جددوا نفي اي ضلوع للدولة، لاسيما وزارة الرياضة وجهاز الامن الفيدرالي، في البرنامج، وكان ماكلارين الذي تولى التحقيق في هذه القضية بناء لطلب الوكالة الدولية لمكافحة المنشطات (وادا)، تحدث في تقريره الكامل عن دور مباشر لوزارة الرياضة الروسية في عمليات تنشط ممنهجة بين 2011 و2015، في فضيحة تطال اكثر من الف رياضي في 30 رياضة.
وقال "وضعت مؤامرة مؤسساتية للرياضات الشتوية والصيفية بمشاركة وزارة الرياضة واجهزة اخرى، كالوكالة الروسية لمكافحة المنشطات (...)، ومختبر موسكو لمكافحة المنشطات، اضافة الى جهاز الامن الفيدرالي، بهدف التلاعب بفحوص مكافحة المنشطات"، واشار الى ان القضية شملت اكثر من الف رياضي في 30 رياضة.
واتى التقرير الكامل بعد تقرير اول نشر في تموز/يوليو، كشف ماكلارين فيه حصول عمليات تنشط ممنهجة برعاية الدولة في روسيا، ما ادى الى فرض عقوبات عليها، شملت حرمان العديد من رياضييها المشاركة في دورة الالعاب الاولمبية الصيفية في ريو.
الا ان موسكو نفت اي ضلوع للسلطات الرسمية، بينما اعتبر مسؤولون روس ان الاتهامات طابعها سياسي اكثر منه رياضي، وفي يوم نشر كامل تقرير ماكلارين، نفى نائب رئيس الوزراء الروسي فيتالي موتكو الذي كان يشغل منصب وزير الرياضة في الفترة التي يشملها التقرير، وجود اي "مؤامرة مؤسساتية" في مجال المنشطات.
واوردت نيويورك تايمز في تقريرها، ان انتسليوفتش "التي لم تكن معنية بشكل مباشر بالتحقيقات، قالت انها صدمت بما تم كشفه"، ونقلت الصحيفة عن المسؤول الرياضي الروسي المخضرم فيتالي سميرنوف (81 عاما) قوله "من وجهة نظري، كوزير سابق للرياضة، رئيس (سابق) للجنة اولمبية... ارتكبنا الكثير من الاخطاء".
واشارت الصحيفة الى ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كلف سميرنوف الاشراف على اصلاح نظام مكافحة المنشطات، وكان بوتين اكد في وقت سابق، ان برنامجا جديدا لمكافحة المنشطات سيكون جاهزا بدءا من مطلع 2017، معتبرا ان الفضيحة ستساعد "على خلق النظام الاكثر تقدما لمكافحة هذا الشر"، وعلى رغم اقراره بارتكاب روسيا اخطاء، انتقد سميرنوف تعامل وكالات مكافحة المنشطات العالمية مع الرياضيين الروس، وقال للصحيفة ذاتها "روسيا لم تمنح ابدا الفرص التي اتيحت لدول اخرى (...) الانطباع العام في روسيا اننا لم نحظ بفرصة ابدا".
أكثر من ألف رياضي روسي استفادوا من مؤامرة للتستر على تعاطي منشطات
ذكر تقرير مستقل للوكالة العالمية لمكافحة المنشطات يوم الجمعة إن أكثر من ألف رياضي روسي نافسوا في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة استفادوا من مؤامرة لاخفاء نتائج ايجابية في اختبارات منشطات.
وكشف الجزء الثاني والأخير من تقرير أعده المحامي الكندي ريتشارد مكلارين لصالح الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات تفاصيل أكثر عن برنامج ممنهج برعاية الدولة في روسيا، وتضمن البرنامج تبديل العينات وتغييرها من خلال فتح عبوات العينات "غير القابلة للتلاعب" باستخدام أساليب اقترحتها أجهزة الاستخبارات الروسية وغيرها العديد من أساليب الالتفاف والتستر على النتائج الايجابية لاختبارات المنشطات.
وقال إنه كان تسترا منهجيا تكرر في أولمبياد 2012 وبطولة العالم لألعاب القوى 2013 وألعاب سوتشي الشتوية 2014 وإن أكثر من 30 رياضة من بينها كرة القدم شهدت عمليات إخفاء لعينات ايجابية في اختبارات منشطات.
وقال مكلارين في مؤتمر صحفي "يمكننا الآن تأكيد وجود مؤامرة لاخفاء عينات إيجابية ترجع لعام 2011 على الأقل واستمرت بعد أولمبياد سوتشي"، وتابع "كان تسترا على نطاق لا سابق له ويظهر الجزء الثاني من هذا التقرير قرائن عن تزايد أعداد الرياضيين المتورطين وكذلك حجم المؤامرة وعمليات الإخفاء.
"لدينا قرائن تشير إلى أن أكثر من 500 نتيجة ايجابية أعلن انها سلبية من بينها عينات لرياضيين بارزين على أعلى مستوى تم التلاعب بنتائجهم الايجابية وتزييفها"، وقال مكلارين "أكثر من ألف رياضي ينافسون في الألعاب الأولمبية الصيفية والشتوية وأولمبياد ذوي الاحتياجات الخاصة تورطوا أو استفادوا من التلاعب لإخفاء نتائج ايجابية في اختبارات المنشطات"، ووصف كريج ريدي رئيس الوكالة العالمية لمكافحة المنشطات التقرير بأنه "مثير للقلق" وذكرت اللجنة الأولمبية الدولية أنه أثبت وجود "هجوم على صميم نزاهة الألعاب الأولمبية والرياضة بصورة عامة"، ولكن لم تبد روسيا مؤشرات على تقبل ما خلص إليه التقرير، وذكرت وزارة الرياضة الروسية أنها ستدرس تقرير الوكالة وستتعاون بالكامل مع سلطات مكافحة المنشطات ولكنها "تنفي وجود أي برامج حكومية لدعم المنشطات في الرياضة."
اتهامات بلا أساس
قال ديمتري شلياختين رئيس الاتحاد الروسي لألعاب القوى إنه لم يطلع بعد على التقرير ولكنه أقر بأن مشكلات ألعاب القوى الروسية "ليست وليدة الأمس". ورغم ذلك قال إن التقرير الان حقق غايته.
وقالت إيلينا ايسنباييفا الفائزة بذهبيتين أولمبيتين في القفز بالزانة والتي انتخبت مؤخرا رئيسة لهيئة تشرف على الوكالة الروسية لمكافحة المنشطات قبل قليل من إصدار التقرير "من المعروف بالنسبة لنا أن للعديد من الرياضيين الأجانب تاريخا من تعاطي المنشطات ولكنهم نافسوا على المستوى الدولي دون مشكلات"، وأضافت "إذا أردنا تطهير عالم الرياضة.. فلنبدأ... لسنا في حاجة للتركيز على بلد واحد"، وقال دميتري سفيتشيف - العضو بالبرلمان ورئيس الاتحاد الروسي للكيرلنج - "لم يأت بجديد. اتهامات بلا أساس ضدنا جميعا. إذا كنت روسيا.. يتهمونك بكل الخطايا"، وأقر مكلارين بأن تعاطي المنشطات قد يكون متفشيا في مكان آخر ولكن ليس بنفس مستوى روسيا محور تحقيقه.
وقال مكلارين إن روسيا حصدت 24 ميدالية ذهبية و26 ميدالية فضية و32 ميدالية برونزية في ألعاب لندن 2012 ولم يسقط أي رياضي روسي في اختبارات المنشطات، وأوضح "أفسد الفريق الروسي ألعاب لندن على نطاق لا سابق له ولدرجة من غير المرجح أن نعرف أبعادها كاملة."
وتابع "الرغبة في الفوز بميداليات غلبت على القيم الأولمبية ومبدأ اللعب النظيف، "لسنوات اختطف الروس المسابقات الرياضية الدولية. نافس مدربون ورياضيون في أجواء غير عادلة. تم خداع عشاق الرياضة والمشجعين ويتعين الآن إنهاء هذا الأمر."
وأعلنت اللجنة الأولمبية الدولية يوم الأربعاء الماضي تمديد العقوبات المؤقتة على الرياضة الروسية في ضوء الفضيحة واستمرار إيقاف الاتحاد الروسي لألعاب القوى في انتظار إصلاح برنامج مكافحة المنشطات في روسيا، وأعلنت اللجنة تشكيل لجنتين لإعداد "العقوبات والإجراءات الملائمة." وستقوم واحدة منهما بإعادة فحص عينات كل الرياضيين الروس الذين نافسوا في أولمبياد 2014 الشتوي الذي أقيم في سوتشي، كما تعهدت اللجنة الاولمبية الدولية يوم الجمعة أيضا بإعادة اختبار كافة العينات الخاصة بالرياضيين الروس الذين شاركوا في اولمبياد 2012 عقب التقرير.
وأضاف توماس باخ رئيس اللجنة الاولمبية الدولية للصحفيين "عقب النتائج التي توصل إليها (ريتشارد) مكلارين قررت اليوم تمديد التفويض الخاص بلجنة الانضباط ليشمل اختبار كافة العينات الخاصة بالرياضيين الروس الذين شاركوا في اولمبياد لندن 2012"، وكشف التقرير تفاصيل عن وجود بنك لعينات البول الخالية من المنشطات في معمل موسكو حيث كان يضاف إليها بعض المواد في محاولة لخداع المسؤولين عن فحص العينة الثانية في عبوات يفترض أنها "غير قابلة للتلاعب".
اضف تعليق