بعد تطور التكنولوجيا ووصول البشر بصواريخهم ومسباراتهم إلى كواكب أخرى، اشتعل الولع باكتشاف سكان الفضاء اشتعل كما أشعلت نظريات المؤامرة والخيال العلمي الكثير التساؤلات المثيرة حول عالم الفضاء، فهل يمكن أن يتحمل البشر المكوث في بعثات فضائية قد تمتد لسنوات؟، الإجابة تعود الى بدأ السباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لغزو الفضاء إبان الحرب الباردة، كان بعض العلماء يظنون أن الحياة في الفضاء قد تفوق طاقة البشر، في الأيام الأولى لسباق الفضاء، خُيّل للأطباء النفسيين بسلاح الجو الأمريكي أن من يتقدم لمنصب رائد فضاء يجب أن يكون "طائشا، أو انتحاريا، أو غير سوي جنسيا، يستمتع بخوض المخاطر"، وأرجع الأطباء ذلك إلى أن ما من شخص يسمح لأحد بأن يقيده بمقعد في صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم يُطلقه نحو مدار الكرة الأرضية، إلا إذا كان مجنونا أو متهورا أو باحثا عن الملذات.
من جانب آخرأعلنت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" أن رائد فضاء دنماركي تمكن من التقاط صور لأحد أنواع البرق في الغلاف الجوي على ارتفاع 18 كم عن الأرض. وتُعر، فيما ف هذه البرق بظاهرة "العفريت الكهربائي"، وتتجه وقت العواصف من السحب إلى السماء.رصدت مركبة فضائية لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) موادا عضوية على كوكب القزم سيريس. وبحسب العلماء فمن المرجح أن المواد المكتشفة تشبه لبنات بناء الحياة على كوكب الأرض.
على صعيد مختلف، عد أن يطوف المنطاد بالركاب في جولة فوق السحاب على مدار ساعتين، يفصل الطيار المنطاد عن المركبة، لكي تهبط المركبة ببطء إلى الأرض بمساعدة مظلة ضخمة يمكن توجيهها في أي اتجاه، تأثر رائد الفضاء رون غاران بشدة من منظر الأرض من الفضاء الخارجي، وتغيرت نظرته للعالم، والآن يريد أن ينقلنا جميعًا إلى الفضاء لنلقي نظرة خاطفة على العالم الهش كما رآه بعينيه.
لماذا تعتبر الكهوف أفضل مكان لتدريب رواد الفضاء؟
عندما عاد آخر رواد فضاء من على سطح القمر جلبوا معهم عينات من الصخور التي وجدوها هناك. كانت هذه العينات مثيرة للاهتمام من الناحية الجيولوجية، لكنها لم تخبرنا بالكثير عن كيفية بدء الحياة على الأرض أو ما إن كانت أماكن أخرى مماثلة في النظام الشمسي قد تدعم وجود كائنات حية عليها. في ذلك الوقت، بدى من غير المحتمل أن يعيش أي شيء هناك، ولكن في المرة القادمة التي نزور فيها كوكبا مجاورا سيكون البحث عن الحياة على رأس قائمة أولوياتنا.
وإذا ما وطئت أقدام البشر مرة أخرى كوكبا آخر في نظامنا الشمسي وبدأوا يبحثون عن الحياة، فإنهم سيفعلون ذلك بعد تلقيهم التدريب في بعض البيئات الأكثر إرهاقا على الأرض وهي الكهوف، التي تعد أفضل إعداد لهؤلاء المستكشفين الذين يتسمون بالجرأة الشديدة.
لهذا السبب، ترسل وكالة الفضاء الأوروبية رواد فضاء في رحلات استكشافية لمدة أسبوعين للوصول إلى كهوف سردينيا ورسم خرائط لها والعيش فيها منذ عام 2011.
وبدت شبكة الكهوف التي استخدمتها وكالة الفضاء الأوروبية للتدريب هذا الصيف مناسبة تماما لتحقيق هذا الغرض. فعلى عمق 800 متر تحت الأرض، أمضى ستة رواد فضاء من الولايات المتحدة والصين واليابان وروسيا وإسبانيا ستة أيام في الظلام يستكشفون واحدة من آخر البيئات غير المستكشفة على الأرض ويرسمون خرائط لها.
وقد تشكل الموقع الذي تم اختياره، ويحمل اسم "سا غروتا"، من خلال المياه التي تمر عبر الأنفاق لتحلل الصخور. وتتراوح الكهوف ما بين شقوق صغيرة يتعين على رواد الفضاء الزحف من خلالها وحجرات تشبه الكاتدرائيات. وتكون بعض الأنفاق جافة، فيما يتطلب بعضها معدات غوص لعبورها.
ويطلق على هذه المهمة اسم "كهوف" - ويشير التعبير الإنجليزي لها إلى المغامرة المشتركة لتقييم وتدريب السلوك البشري ومهارات الأداء - وهي مبادرة أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية لتعليم فريق متعدد الثقافات المهارات المطلوبة للعمل بشكل وثيق في أماكن محدودة تحت ضغط عال، في الوقت الذي يجري فيه أيضا البحوث العلمية أو عمليات الاستطلاع.
ولا تكمن الصعوبة في التحرك عبر الكهوف فحسب، ولكن غياب ضوء النهار يؤثر على الساعة البيولوجية لرواد الفضاء، مما يغير إدراكهم للوقت ويخل بأنماط نومهم ـ تماما كما يحدث في الفضاء.
إن طريقة التحرك داخل الكهوف واتخاذ القرارات الحاسمة والتواصل بوضوح يشبه التجول في الفضاء إلى حد بعيد. ويستخدم مستكشفو الكهوف ورواد الفضاء على حد سواء "نظام الأصدقاء" عندما يسيرون في الفضاء أو يستكشفون الكهوف، ويكرر المدربون نفس تقنيات تعليم "البطيء سريع" و"تفحص المعدات الخاصة بك ثم ثق بها".
توفر الكهوف وبعض البيئات القاحلة فوق الأرض فرصة لرواد الفضاء للتدرب على أسطح عوالم أخرى، ويشكل البحث العلمي جزءا أساسيا من الروتين اليومي لرواد الفضاء في الكهوف، تماما كما يكون عليه الوضع على محطة الفضاء الدولية، إذ يجرون خمس تجارب يوميا على الأقل ويأخذون عينات جيولوجية وميكرو بيولوجية من البيئة للعثور على دليل على أشكال حياة فريدة تأقلمت مع تحديات العيش دون ضوء والعديد من المعادن الداعمة للحياة.
وتدرب بعثات الكهوف أيضا رواد الفضاء فوق سطح الأرض في بيئات مماثلة لأسطح كواكب أخرى. وعلى سبيل المثال، يعتبر المتنزه الجيولوجي "لانزاروت جيوبارك" بتضاريسه الصخرية المكان المثالي للتدريب على البعثات إلى المريخ. وهذا هو المكان الذي يقدم فيه الجيولوجي والمستكشف فرانسيسكو ساورو إرشاداته المتخصصة حول كيفية التعرف على العينات الصخرية المثيرة بيولوجيا في بيئات تشبه الفضاء. ويركز ساورو على العمليات الرسوبية التي تشير إلى وجود الماء وعلى كيفية تمييز النيازك عن الصخور.
يقول ساورو: "أعددنا دورة تمكن رواد الفضاء في بعثات مستقبلية إلى أجسام فلكية أخرى من اكتشاف أفضل المناطق للاستكشاف والصخور الأكثر إثارة للاهتمام من الناحية العلمية من أجل أخذ عينات حتى يتمكن العلماء من إجراء المزيد من التحليل لها لدى عودتهم إلى الأرض".
ويعتبر ساورو في موقع مثالي لتعليم فريق رواد الفضاء كيفية إيجاد الحياة في أكثر البيئات تحديا على الأرض. فهو لم يجد حياة في الكهوف وحسب، بل أصبح أيضا خبيرا في العثور على الكهوف في أماكن لا يفكر الأغلبية في مجاله في النظر فيها. وكان أعظم إنجاز له حتى الآن اكتشاف كهف "إيماواري يوتا" في أميركا الجنوبية.
وشبكة كهف إيماواري يوتا المعروفة أيضا باسم "بيت الآلهة" هي كهوف من صخور الكوارتز تقع في أعالي جبال تيبوي المستوية في فنزويلا. وعادة، لا يتوقع أن يكون هناك كهوف في الجبال المكونة من صخور الكوارتز (وهي صخور يشكل الكوارتز فيها 95 في المئة) لأنها شديدة المقاومة للتحلل بالماء ـ لذا فإن هذه الشبكة غير اعتيادية للغاية. وحقيقة وجود كهوف فيها تعني أنها ـ إضافة إلى التضاريس الطبيعية حولها ـ قديمة جدا.
ويعتقد أن هذه الكهوف هي من بين الأقدم في العالم ، إذ يتراوح عمرها ما بين 50 و70 مليون عام. ويستكشف ساورو كهف "إيماواري يوتا" مع مجموعة نظمت من خلال فريق "لا فينتا"، وهو فريق دولي من مستكشفي الكهوف. وعندما قال سكان محليون إنه يوجد كهوف مخفية عاليا في الغابات المطيرة في فنزويلا، بدأ فريق استكشاف من "لا فينتا" البحث عنها عام 1995، ولكن تلك الكهوف ظلت بعيدة تماما عن الأنظار حتى عام 2003.
وأظهرت صور أولية صدوعا وتشققات حتى في المناطق السفلى من الجبل، ولكن اكتشافا عرضيا من قبل مجموعة من المتنزهين شجع الفريق على البحث في مستويات أعلى.
وقد حدد الفريق، مستخدما صور الأقمار الصناعية والمسح الجوي، انهيارات سطحية في التضاريس دلت على وجود شبكة كهوف تحتها. وكشف المزيد من الاستكشاف عن شبكة كاملة من الكهوف التي لم تكن مكتشفة من قبل.
رواد الفضاء مثل تيم بيك تدربوا بالفعل في الكهوف قبل البعثات الفضائية، وقد أدى استبعاد احتمال العثور على كهف في صخور الكوارتز وصعوبة الوصول إلى أعالي الجبال المسطحة التي تقع فيها "إيماواري يوتا" إلى بقاء هذا الكهف غير معروف لفترة طويلة. وللوصول إلى باب الكهف، كان يتعين على الباحثين استخدام طائرة مروحية ـ وهو الأمر الذي يمكن أن يكون خطيرا ـ أو التجوال لعدة أيام في الغابات المطيرة. وعندما بدأت مجموعة ساورو استكشاف "إيماواري يوتا"، لم يكن لديها أي فكرة عما قد تجد. وخلافا لاستكشاف الكهوف الطبيعية، لم يتمكن مستكشفو الكهوف من التكهن بشأن ما قد يحتوي عليه نظام قديم جدا ويعرف عنه القليل كنظام إيماواري يوتا. بحسب البي بي سي.
ويقول ساورو:" أروع شيء بالنسبة لي هو أن تلك الكهوف قديمة جدا ـ تبلغ ملايين وملايين السنين ـ لذا فهي شاهدة على الماضي. الأمر يشبه دخول مكتبة عملاقة حيث يمكنك إيجاد معلومات عن أسلافك وعن الحياة في الماضي".
ومن خلال دراسة هذه العوالم القديمة، يأمل ساورو أن يفهم بشكل أفضل الحياة الميكروبية المبكرة التي تم الحفاظ عليها في العزلة. ويمكن أن يكون ما نتعلمه من هذه الميكروبات بالغ الأهمية لفهم كيف يمكن للحياة أن تكون موجودة على أجسام فلكية أخرى في نظامنا الشمسي. وسواء كانت تعيش في بيئات مظلمة وباردة ورطبة مماثلة لتلك التي وجدت في إيماواري أو كانت قد وجدت طرقا جديدة للتأقلم مع العزلة المفرطة ـ فمن المرجح أن أي حياة تشترك في العديد من أوجه التشابه مع الميكروبات البدائية هنا على الأرض.
ومن خلال الدروس التي تعلموها من ساورو ومبادرة الكهوف التي أطلقتها وكالة الفضاء الأوروبية، بات الجيل القادم من رواد الفضاء على استعداد أفضل. ويبقى السؤال عن الوقت الذي سيصل فيه الجيل القادم من رواد الفضاء إلى كوكب آخر دون إجابة، ولكن من خلال بحوث مستكشفي الكهوف مثل ساورو، نقترب أكثر من فهم ما قد تبدو عليه أي حياة تعتبرها أي كائنات حية موطنا لها.
كيف تحمي وكالات الفضاء روادها من الإصابة بالجنون؟
عندما بدأ السباق بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي لغزو الفضاء إبان الحرب الباردة، كان بعض العلماء يظنون أن الحياة في الفضاء قد تفوق طاقة البشر. فهل يمكن أن يتحمل البشر المكوث في بعثات فضائية قد تمتد لسنوات؟.
في الأيام الأولى لسباق الفضاء، خُيّل للأطباء النفسيين بسلاح الجو الأمريكي أن من يتقدم لمنصب رائد فضاء يجب أن يكون "طائشا، أو انتحاريا، أو غير سوي جنسيا، يستمتع بخوض المخاطر".
وأرجع الأطباء ذلك إلى أن ما من شخص يسمح لأحد بأن يقيده بمقعد في صاروخ باليستي عابر للقارات، ثم يُطلقه نحو مدار الكرة الأرضية، إلا إذا كان مجنونا أو متهورا أو باحثا عن الملذات.
بالطبع لم يكن رأي الأطباء النفسيين صائبا بسبب قلة معرفتهم بالفضاء، وتأثرهم بقصص الخيال العلمي. فلولا رباطة جأش رواد الفضاء بوكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومهارتهم الفنية وقوة تحملهم بدنيا ونفسيا، لما نجحت الوكالة في الهبوط ست مرات على سطح القمر، ولما تمكن طاقم بعثة أبوللو 13 من النجاة من الموت بأعجوبة.
ولكن لا يزال البعض يرون أن الخطط الحديثة الرامية إلى إرسال بعثات إلى كوكب المريخ في أواخر عشرينيات القرن الحادي والعشرين، وحتى التفكير في استعمار المريخ، ضرب من الجنون، وهذا لا يختلف كثيرا عن توقعات الأطباء النفسيين في خمسينيات القرن الماضي. فإن رحلات الفضاء لن تكتمل من دون مسّ من الجنون.
في بحث نُشر عام 2011، في دورية "إنديفور"، كشف ماثيو هيرش، المؤرخ الفضائي بجامعة هارفارد، عن المخاوف التي أُثيرت بشأن جنون رواد الفضاء الأوائل، كان رواد الفضاء الأوائل يُختارون من بين الطيارين الذين اختبروا تقنيات الطيران على متن الطائرات النفاثة السريعة، وذكر هيرش أن جورج راف، وإيد ليفي، الطبيبين النفسيين بسلاح الجو الأمريكي لدى وكالة ناسا، كانا يخشيان من أن يكون المتقدمون لخوض الاختبارات الخاصة باختيار من يُطلق عليهم اسم "طياري الاختبار"، ما هم إلا "مجموعة من محبي خوض المخاطر الذين يستخدمون الطائرات السريعة كوسيلة لتخفيف شعورهم بالعجز الجنسي،" على حد وصف الطبيبين.
ولكن في الحقيقة، عندما كانت وكالة ناسا تدرس تعيين أشخاص اشتهروا بقدرتهم على تحمل الضغوط، مثل متسلقي الجبال والمحاربين القدامى، لقيادة مركباتها الفضائية، لم تجد أفضل من طياري القوات الجوية، والبحرية، ومشاة البحرية الأمريكية، الذين تدربوا على هندسة الطيران ولديهم الخبرة الفنية، فضلا عن قدرتهم على الثبات عند الشدائد.
وبعد أن فحصت وكالة ناسا طلبات 500 من "طياري الاختبار"، وتاريخهم المهني، لم تختر منهم إلا 32 طيارا، والذين خرج من بينهم رواد الفضاء السبعة الذين شاركوا في مشروع "ميركيوري"، وبسبب ما أثاره الطبيبان من مخاوف، خاض هؤلاء الطيارون الذين اختارتهم الوكالة برنامج تقييم نفسي موسع، للاطمئنان على صحتهم العقلية.
وفي عيادة "لوفليس" في مدينة ألبوكيرك بولاية نيومكسيكو، أمطر روف وليفي وطبيبان نفسيان آخران، الطيارين بوابل من الأسئلة عن حياتهم الشخصية وتاريخهم، ثم أخضعوهم لاختبارات لتقييم الشخصية، واللياقة، واختبارات أخرى لقياس قدراتهم الإدراكية عند تعرضهم للعزلة، والضجيج، وبعض "المنغصات" الأخرى.
قال هيرش لـ بي بي سي فيوتشر: "فحصت وكالة ناسا المتقدمين للالتحاق ببرنامج رواد الفضاء على مدار يومين في المرحلة الأولى عام 1959، ولكنها لم تكن تعرف تحديدا ما هي نقاط الضعف التي تبحث عنها"، إلا أن نتائج الاختبارات دحضت نظريات الطبيبين، فقد ثبت خلو المنتسبين الجدد من أي اختلال عقلي، أو عصبي، أو اضطرابات في الشخصية.
ضرب رواد الفضاء السبعة الذين شاركوا في مشروع "ميركوري" مثالا رائعا لكيفية إتمام البعثات المليئة بالتحديات بهدوء ورصانة، يقول روجر لونيوس، مؤرخ الفضاء السابق بمعهد "سميثونيان" بالعاصمة الأمريكية واشنطن: "لم يكن طيارو الاختبار متهورين، ولم يلقوا بأنفسهم في المهالك، بل كانوا يقدّرون العواقب ويبنون قراراتهم وفقا لها. وفي بعض الأحيان، كانوا يُصرون على إجراء تغييرات في المركبات الفضائية للحد من المخاطر".
بالطبع كان لانعدام المعلومات عن الفضاء الخارجي أثرٌ في إذكاء المخاوف لدى الأطباء النفسيين. ففي فبراير/شباط 1959، عندما بدأت الاختبارات الطبية والنفسية لرواد الفضاء، لم يكن قد سافر أحد بعد إلى الفضاء الخارجي، وكان الناس يستقون معلوماتهم عن الفضاء من روايات وأفلام الخيال العلمي، والتوقعات المخيفة في بعض الصحف.
ويقول هيرش إن فكرة أن البشر يمكنهم أن يسافروا في الفضاء، ولا يصابون بصدمة إثر الضغوط التي يتعرضون لها في رحلتهم، لم تجد قبولا لدى عدد كبير من كتاب السيناريو، الذين كانوا يتوقعون أن تُخرج الرحلة الفضائية بشرا غريبي الأطوار.
على سبيل المثال، في فيلم "تجربة كواترماس" في عام 1953، ينطلق صاروخ إلى الفضاء وعلى متنه ثلاثة رواد فضاء، يموت اثنان منهم ويعود رائد فضاء واحد وقد تحول إلى سفاح متعطش للقتل، بسبب تواصله مع كائنات فضائية بطريقة ما في المدار الأرضي.
وفي فيلم "غزو الفضاء" سنة 1955، تواجه رحلة إلى المريخ مخاطر عديدة بسبب قائدها الذي استبد به القلق من الفضاء، واستحوذت على عقله حالة من الهوس الديني، مُعرضا طاقم المركبة بأكمله للخطر، ويقول هيرش إن الخوف من الرحلات الفضائية آنذاك بلغ حدا جعل فيرنر فون براون، مصمم صاروخ ساتورن 5، يضطر إلى تهدئة مخاوف البعض من اصطدام الصواريخ بالملائكة، أو إثارة غضب الله، على سبيل المثال.
لكن من جهة نظر أخرى، يقول لونيوس: "تذكر أن الرحلات الفضائية كانت جديدة تماما، وكان لزاما على الأطباء المكلفين بالبحث عن الاضطرابات النفسية أن يثيروا كل المشاكل التي يعتقدون أنها قد تؤثر سلبا على نجاح البعثة".
ويتابع لونيوس: "يمكنني أن أتفهّم الآن لماذا ظن الأطباء النفسيون أن رواد الفضاء طائشون، على سبيل المثال، ولكنني أرى أن تقييمهم كان خاطئا، لأننا شاهدنا مرارا رباطة جأش رواد الفضاء في الظروف العصيبة، وكيف تصرفوا بحكمة منذ أول رحلة فضائية عام 1961".
حتى الأن لم تتعد أطول البعثات الفضائية شهورا في المحطات الفضائية مثل محطة الفضاء الروسية "مير"، ومع حلول القرن الحادي والعشرين، ربما تغير مفهوم التبعات النفسية لاستكشاف الفضاء، ويعزى ذلك إلى طول المدة المقترحة لبعثات المريخ والمستعمرات التي ستقام على سطحه، وإن كانت لا تزال موضع نقاش مستمر.
وفي سبتمبر/أيلول 2016، على سبيل المثال، قالت شركة "سبيس إكس" لإطلاق الأقمار الصناعية ونقل الشحنات إلى محطة الفضاء الدولية، في كاليفورنيا، إنها ستتمكن من نقل مئة شخص إلى كوكب المريخ في كل رحلة، على متن أكبر صاروخ على وجه الأرض، ليتكاثر الناس هناك، ويقيموا حضارة مستقلة بذاتها على سطح المريخ.
إلا أن الشركة حذرت من أن احتمالات الموت ستكون مرتفعة، ولا سيما في البعثات الأولى.
أما في هولندا، فقد ذهبت مؤسسة "مارس وان" إلى حد أبعد من ذلك، إذ أنها لن تسمح لمستعمري المريخ بالعودة إلى كوكب الأرض، في الرحلات التي أعلنت أنها ستكون ذهابا بلا عودة. وسيقضي هؤلاء البشر الأيام المتبقية من حياتهم على كوكب المريخ، وستوثق حياتهم لحظة بلحظة برامج تليفزيون الواقع التي تأمل شركة "مارس وان" أن تسهم في تمويل نفقات البعثة.
ورغم ذلك، بعض الناس متحمسون للمشاركة في هذه البعثات، ويقول نوربيرت كرافت، الطبيب النفسي في مجال الفضاء، وكبير المستشارين الطبيين في شركة "مارس وان"، إن الشركة قد قطعت شوطا طويلا بالفعل في عملية اختيار أول طاقم للبعثة.
ولكن لماذا تعد تلك التطلعات لاستيطان المريخ ضربا من الجنون؟ أولا، لأن أفراد الطاقم عليهم البقاء على متن الصاروخ في رحلة قد تمتد لستة أشهر، والصمود أمام الحرارة المرتفعة عند اختراق الغلاف الجوي، وتحمل هبوط الصاروخ على أرجله الطويلة والرفيعة.
وثانيا، عليهم أن يتدبروا أمور معيشتهم على كوكب قاحل، تصل فيه درجة الحرارة إلى درجة التجمد، وتمطره الإشعاعات، وتغطي سطحه الأتربه، فضلا عن أن كوكب المريخ خال من الهواء، وتنخفض فيه الجاذبية إلى حد قد يضر بالعظام، ولا تنمو فيه الثمار، وتندر فيه المياه. ولهذا، قد لا يكون كوكب المريخ هو الوجهة الأفضل.
كوكب المريخ لا يصلح للعيش
رغم أنه من المفترض أن يكون الموطن الجديد لرواد الفضاء، ومرة أخرى، ستمثل الاختبارات الشخصية عاملا حاسما في اختيار مستوطني المريخ. ويقول هيرش: "ربما تبدو بعثات المريخ التي ستستغرق سنوات عديدة أمرا جديدا تماما، ولكننا لدينا خبرة كبيرة في اختيار أفراد طواقم يمكنهم تحمل السفر الذي يستغرق فترات طويلة، مثل أفراد طواقم الغواصات أو قاذفات القنابل، الذين تستغرق رحلاتهم سنوات أحيانا".
ويختار كرافت في شركة "مارس وان" أفراد طاقم البعثة من الجمهور، وليس من الوحدات المعنية بتدريب رواد الفضاء، واختيارهم للمشاركة في البعثات الفضائية لوكالات الفضاء العالمية، واستند كرافت في اختياره إلى خبرته في مراقبة برنامج محاكاة بعثة فضائية في اليابان، وبرنامج محاكاة رحلة فضائية في مبنى منعزل في موسكو.
وفي اليابان، دُهش كرافت حين استُبعد أحد المرشحين البارزين لشغل وظيفة رائد فضاء بمحطة الفضاء الدولية، رغم أنه أحرز أعلى النقاط في الاختبارات والمقابلات، ويقول كرافت: "لم يكد هذا المرشح يدخل نموذج محاكاة المركبة الفضائية حتى نأى بنفسه عن الأخرين، وظهرت لديه مشاكل أخرى، ولهذا أحرز أدنى النقاط من بين مجموعة المرشحين للمنصب، إذ تتكشف السمات الشخصية للمرء بمجرد أن يدخل في بيئات منعزلة".
أما في موسكو، فقد قدم المشاركون نموذجا صارخا لصدام الحضارات. إذ انزعج بعض المرشحين حين رأوا البعض الآخر يشاهدون أفلام إباحية على أجهزة الكمبيوتر، وأخذوا يوسعون بعضهم بعضا لكما حتى سالت الدماء منهم، وهذه السلوكيات كانت صادمة للمشاركين الأكثر تحضرا في تلك الاختبارات.
ويقول كرافت: "من المهم أن تجمع خليطا متجانسا من مختلف الثقافات والخلفيات الاجتماعية. فليست المشكلة في البيئة، بل في الأشخاص أنفسهم".
أما في البعثات التي ستذهب ولن تعود، مثل رحلة "مارس وان" المقترحة، فيقول هيرش: "العبرة باختيار أُناس بلا خصال شخصية محددة. وكلما زادت بلادة مشاعر الشخص، زادت فرصه في النجاح"، ولكن هل سينجح أشخاص مثل هؤلاء في استقطاب مشاهدين لبرنامج تليفزيون الواقع الذي سيذاع من كوكب المريخ؟ هذا ما سيتضح بمرور الوقت.
رائد فضاء يصور ظاهرة "العفريت الكهربائي"
أعلنت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" أن رائد فضاء دنماركي تمكن من التقاط صور لأحد أنواع البرق في الغلاف الجوي على ارتفاع 18 كم عن الأرض. وتُعرف هذه البرق بظاهرة "العفريت الكهربائي"، وتتجه وقت العواصف من السحب إلى السماء.
قال رائد الفضاء الدنماركي أندرياس موجينسين إنه التقط صوراً في الفضاء لما يعرف بالبادئات الزُرق وهو نوع من أنواع البرق في الغلاف الجوي. وأوضح أن هذا البرق ينطلق وقت العواصف من السحب باتجاه السماء.
يخطط المرصد الجنوبي الأوروبي لاستكشاف المزيد من الكواكب التي يحتمل وجود حياة عليها بالاعتماد على تلسكوب عملاق في تشيلي. ومن المرتقب أن يدخل العلماء تعديلات فنية على التلكسوب لتحسين قدرته على رصد الكواكب. بحسب وكالة الانباء الألمانية.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية "إيسا" اليوم (الخميس 9 شباط/ فبراير 2017) إن الرائد أندرياس موجينسين نجح عام 2015 في تصوير هذه الظاهرة باستخدام كاميرا شديدة الحساسية على ارتفاع نحو 18 كيلومتراً في الفضاء. ورصد طيارون هذه الظاهرة التي يطلق عليها اسم "العفريت الكهربائي" قبل عشرات السنين، وهي عبارة عن صواعق برقية تحدث في منطقة عالية فوق العواصف الرعدية نتيجة التفريغ الكهربائي مما يؤدي إلى مجموعة متنوعة من الأشكال البصرية. وتوجد إلى جانب هذه الومضات البرقية الزرقاء ومضات أخرى حمراء تعرف أيضا بـ"العفاريت الحمراء".
ورغم أن أقماراً صناعية حاولت بالفعل التقاط صور لهذه الظاهرة حسب "إيسا" إلا أنها لم تكن في زاوية مناسبة تجعلها قادرة على جمع بيانات عن هذه الظاهرة. ويظهر مقطع الفيديو الخاص برائد الفضاء الدنماركي موجينسن والذي يستمر 160 ثانية 245 صاعقة تنطلق من قمة برج سحابي. وفي هذا الصدد قال موجينسن: "لا يحدث كل يوم أن يلتقط إنسان ظاهرة جوية جديدة بالفيديو لذلك فأنا سعيد جدا بهذه النتيجة خاصة وأن باحثين سيستطيعون قريباً دراسة هذه العواصف الساحرة بشكل أدق".
اكتشاف جديد يرجح إمكانية الحياة فوق كوكب القزم
رصدت مركبة فضائية لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) موادا عضوية على كوكب القزم سيريس. وبحسب العلماء فمن المرجح أن المواد المكتشفة تشبه لبنات بناء الحياة على كوكب الأرض.
قال علماء إن مركبة فضائية تابعة لإدارة الطيران والفضاء الأمريكية (ناسا)، رصدت مواد عضوية ذات هيكل كربوني على كوكب القزم سيريس الذي يدور بين كوكبي المريخ والمشترى في حزام الكويكبات الرئيسي. وأشاروا إلى أن هذه المواد شبيهة بما كانت ربما لبنات بناء الحياة على الأرض. وتضع الاكتشافات سيريس ضمن قائمة آخذة في النمو لأماكن في النظام الشمسي محل اهتمام علماء يبحثون عن حياة خارج كوكب الأرض.
ويتكون سيريس من صخور وجليد ويصل قطره إلى حوالي 950 كيلومتراً. وتضم القائمة كوكب المريخ والعديد من الأقمار التي تدور حول كوكبي المشترى وزحل. وحقق الاكتشاف الذي نشر في دورية ساينس فريق باحثين يستخدم مركبة (دون) التابعة لناسا التي تدور حول سيريس منذ ما يقرب من عامين. بحسب رويترز.
وقال رئيس فريق العلماء في المركبة كريستوفر راسل وهو من جامعة "يو.سي.إل.إيه" في تصريح صحفي أمس ( 16 فبراير/ شباط 2017): "أعتقد أن تلك الجزيئات العضوية تبعد كثيراً عن الحياة الميكروبية.. لكن هذا الاكتشاف يخبرنا بأننا بحاجة للمزيد من استكشاف سيريس". ويعد سيريس أكبر جسم في حزام الكويكبات. وأضاف راسل "يشير هذا الاكتشاف إلى أن المواد التي بدأ بها النظام الشمسي احتوت على العناصر الضرورية أو اللبنات لبناء الحياة". واستبعد العلماء احتمال أن تكون المواد العضوية التي عثر عليها في كوكب القزم ناتجة عن الاصطدام بكويكب أو مذنب استناداً إلى موقعها ونوعها.
نجاح إطلاق 104 قمر صناعي على متن صاروخ واحد إلى الفضاء
حطّمت الهند رقما قياسيا تاريخيا بإطلاقها بنجاح 104 قمر صناعي في مهمة واحدة إلى الفضاء، متجاوزة بذلك الرقم القياسي السابق لروسيا بإطلاق 37 قمرا عام 2014، وجرى تصنيع جميع الأقمار في دول أجنبية معظمها في الولايات المتحدة، باستثناء ثلاثة صواريخ فقط، وجرت عملية الإطلاق من قاعدة سريهاريكوتا الفضائية جنوبي الهند.
ويقول مراقبون إن ثمة مؤشرات على أن الهند تبرز كلاعب مهم في سوق الفضاء الذي تقدر قيمته بمليارات الدولارات، ونقلت وكالة رويترز للأنباء عن مدير المشروع، بي جاياكومار، قوله: "هذه لحظة مهمة لكل واحد منا ولنا جميعا. اليوم نصنع التاريخ".
وقال رئيس الوزرا ءالهندي، ناريندرا مودي، في حسابه على تويتر: "هذا الإنجاز المهم الذي حققته المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء هو بمثابة لحظة فخر أخرى لمجتمع علوم الفضاء ولأمتنا. الهند تحيي علماءنا"، وتصدر الحدث موقع تويتر في الهند لوقت طويل، ومن إجمالي 104 من الأقمار، يعود 96 منها إلى الولايات المتحدة، في حين كانت إسرائيل وكازاخستان والإمارات المتحدة وسويسرا وهولندا من العملاء الأجانب الآخرين، وتمتلك غالبية الأقمار القدرة على تصوير الأرض وتعود لشركة "بلانيت" الأمريكية.
ويُعتقد بأن قمرا هنديا لتصوير الخرائط قادرا على التقاط صور عالية الجودة قد أطلق كذلك على متن الصاروخ، ويقول مراسل بي بي سي في دلهي، سانجوي ماجومدر، إن الإطلاق الناجح مفخرة تضاف إلى سجل برنامج الهند الطموح فيما يتعلق بالفضاء، الذي اكتسب سمعة بتقديم بديل منخفض التكلفة ويعتمد عليه للاعبين الدوليين في الوقت الحالي، وزادت الهند من ميزانية برنامجها للفضاء هذا العام، كما أعلنت عزمها إرسال مهمة إلى كوكب الزهرة.
منطاد متطور يصطحب السياح في جولة مثيرة إلى الفضاء
عد أن يطوف المنطاد بالركاب في جولة فوق السحاب على مدار ساعتين، يفصل الطيار المنطاد عن المركبة، لكي تهبط المركبة ببطء إلى الأرض بمساعدة مظلة ضخمة يمكن توجيهها في أي اتجاه، تأثر رائد الفضاء رون غاران بشدة من منظر الأرض من الفضاء الخارجي، وتغيرت نظرته للعالم، والآن يريد أن ينقلنا جميعًا إلى الفضاء لنلقي نظرة خاطفة على العالم الهش كما رآه بعينيه.
في المصنع التابع لمؤسسة "وورلد فيو" بمدينة توسان بولاية أريزونا، تمتد منضدة على مسافة 165 مترًا، لتبدو وكأنها أكبر منضدة عمل في العالم. وعلى هذه المنضدة يوجد نسيج شفاف هش لغلاف بلاستيكي عملاق.
وقد صمم هذا الغلاف المصنوع بدقة من مادة البولي إيثيلين، والذي يُعتزم ملئه ليصبح في حجم ملعب كرة قدم، لكي يحمل مركبة ذات ضغط مُعدل في رحلة إلى حافة الفضاء، وستقل هذه المركبة ستة ركاب، يجلسون فيها على مقاعدهم الوثيرة، ويحملهم الهواء عبر الطبقات العليا من الغلاف الجوي، على مسافة 32 كيلومترًا فوق سطح الأرض، ليلقوا نظرة على الأرض من خلال النوافذ البارزة كبيرة الحجم.
بل ويمكنهم أيضًا أن يرسلوا الصور التي يلتقطونها لأنفسهم إلى أصدقائهم على الأرض باستخدام شبكة الواي فاي على متن المركبة، وهم يحتسون ما يحلو لهم من مشروبات، وبعد أن يطوف المنطاد بالركاب في جولة فوق السحاب على مدار ساعتين، يفصل الطيار المنطاد عن المركبة، لكي تهبط المركبة ببطء إلى الأرض بمساعدة مظلة ضخمة يمكن توجيهها في أي اتجاه.
إن التصور الذي وضعته مؤسسة "وورلد فيو" للطيران على ارتفاعات عالية نحو طبقات الجو العليا ليس حلمًا بعيد المنال. وقد استوحت الشركة التقنية المستخدمة للطيران بالمنطاد من قفزة آلان يوستاس، المدير التنفيذي لشركة غوغل، الذي حطم الرقم القياسي للقفز الحر بالمظلة مؤخرًا.
والآن، تعتزم شركة "وورلد فيو" أن تنقل السائحين إلى الفضاء، بتكلفة 75 ألف دولار للمقعد الواحد، وقد عينت رون غاران، رائد الفضاء المتقاعد بوكالة ناسا الأمريكية للفضاء، ليكون ربّانًا للمركبة الفضائية.
يبلغ سعر الرحلة على متن مركبة "وورلد فيو" 75 ألف دولار للفرد الواحد، ولكن هذا المبلغ أقل بمراحل من المبالغ التي ستدفعها مقابل الذهاب إلى مدار الأرض، ويقول غاران، الذي عرض خططه في مؤتمر "أفكار ستغير العالم" الذي نظمته "بي بي سي فيوتشر" في سيدني في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني: "في أثناء صعودنا إلى أعلى، سنشاهد تغير لون السماء من الزرقة إلى الظلمة. وسنتمكن من رؤية انحناء سطح الأرض، ومدى رقّة الغلاف الجوي، كما سنرى الشمس وكأنها نجم في مواجهة سماء مظلمة"، وقد قضى غاران، المحارب السابق في الجيش الأمريكي، ما يزيد عن 177 يومًا في المدار الأرضي في إطار بعثتين إلى المحطة الفضائية الدولية.
كما كان غاران على متن المكوك الفضائي، سويوز الروسي، وسبح في الفضاء أربع مرات خارج المركبة الفضائية. ويزعم غاران أنه أول رائد فضاء يطلب توصيل البيتزا إلى المدار الأرضي المنخفض، حيث تقع المحطة الفضائية الدولية.
وقد كرّس غاران حياته، منذ أن ترك وكالة ناسا للفضاء، لينقل للناس ما يطلق عليه "المنظور المداري". وفي هذا الصدد، ألف كتابًا ورسم لوحات زيتية لكوكب الأرض، ويعد الأن فيلمًا وثائقيًا عن كوكب الأرض، ويقول غاران: "لقد غيرتني تجربتي في الفضاء".
وأردف قائلًا: "أعتقد أن فرصة الإطلالة على كوكب الأرض من الفضاء من شأنها أن تبدّل حياتك تمامًا، وتترك في نفسك أثرًا كبيرًا. وكلما أتيح لعدد أكبر من الناس الفرصة ليروا كوكبنا كنظام حي متكامل، عشنا جميعًا معًا على كوكب الأرض حياة أفضل".
فعندما غادر غاران للمرة الأولى كوكب الأرض على متن مكوك الفضاء ديسكفري سنة 2008، دُهش من فرط رقة الغلاف الجوي، ويقول غاران: "لا أنكر أن ذلك الأمر لا ينبغي أن يثير الدهشة. فعلى الرغم من كثرة الصور التي التقطت لكوكب الأرض، إلا أنك حين ترى الأرض بعينيك، سيعتريك خوفًا مشوبًا بالحزن كلما فكرت أن هذا الغلاف الجوي هو الذي يبقي كل الكائنات الحية على سطح الكوكب على قيد الحياة".
اضف تعليق