بعد دراسة كواكب مجموعتنا الشمسية لعقود وانتهاء الآمال في العثور على حياة حالية أو ماضية في أي منها، باستثناء أمل ضئيل فيما يتعلق بكوكب المريخ، تتجه أنظار العلماء الآن نحو كواكب جديدة، فيما لا يزال العثور على الحياة الحلم الأكبر بالنسبة لمعظم علماء الأحياء في جميع أنحاء العالم؛ وهو الحلم الذي لم يتم Astrobiologists الفلكية تحقيقه حتى الآن رغم العدد الكبير من المركبات الفضائية والتلسكوبات (الأرضية والمدارية) التي توجه أعينها وآذانها باتجاه مجموعتنا الشمسية والأنظمة النجمية الأخرى في مجرتنا، لكن هذا لا يعني، وفق العديد من العلماء، أن الحياة غير موجودة خارج الأرض؛ بل ما يعنيه ببساطة هو أننا لم نعثر عليها بعد ولهذا السبب تحديداً، العمل جار الآن في عدد من وكالات الفضاء على تحضير مهمات جديدة هدفها الأساسي هو البحث عن كائنات حية (على الأغلب دقيقة) في عدد من المواقع ضمن نظامنا الشمسي.
العلماء يصغون منذ عقود على أمل استلام إشارات من حضارات ذكية فضائية، اليوم هناك مهمات علمية ومشاريع مختلفة أدت إلى اكتشاف مجموعات شمسية كمجموعتنا وكواكب كأرضنا في مناطق بعيدة من المجرة واليوم هناك من يؤكد أن الظروف أصبحت مواتية كي نكتشف حياة خارج الأرض قريباً، لكن السؤال هو: ماذا لو وصلتنا رسالة من عالم بعيد بالفعل؟ ماذا سنفعل بعد ذلك؟.
في الآونة الاخيرة احتلت مسألة وجود حياة في الفضاء حيزا كبيرا من الدورة السادسة والعشرين من ملتقى علوم الفلك في فلورانس في فرنسا، ورد معظم العلماء على هذا السؤال بالقول "نعم، ممكن"، ويعد هذا اللقاء من الاهم في مجال علوم الفضاء في فرنسا، على صعيد ذي صلة اكتشاف ثلاثة كواكب في شهر مايو/أيار الماضي، شبيهة بالأرض من حيث الحجم وكثافة الغلاف الجوي، احتمال وجود الحياة على كوكبين منهم قد يكون كبيرا، يعطي أملا عظيما للباحثين بإمكان استعمار البشر لهما، خاصة وأنهما لا يبعدان عن الأرض إلا بمسافة 40 سنة ضوئية. إلا أن هذا الأمل لن يتأكد قبل نهاية العام 2018.
فيما كشفت الصورة الاولى للتلسكوب الراديوي العملاق "اس كاي ايه"، وهو قيد الانشاء حاليا في افريقيا واستراليا، وجود عدد من المجرات يفوق بعشرين مرة ذلك المعروف اساسا في اقاصي الكون، من جهة أخرى أعلنت وكالة الفضاء الفرنسية أنه تم اكتشاف كوكب قزم يبعد عن الشمس بتسعة مليارات و700 مليون كيلومتر. وأطلق عليه اسم "ار ار 245"، الى ذلك اكتشف فريق عالمي من علماء الفلك كوكبا غريبا خارجا عن النظام الشمسي يتمتع بثلاث شموس ويشهد شروق الشمس وغروبها ثلاث مرات يوميا، في حين رصد علماء بالوسط النجمي البيني جزيئة عضوية أساسية للحياة تعد أكثر الجزيئات تعقيدا بين تلك المكتشفة خارج المجموعة الشمسية، اليكم احدث واهم الاخبار والدراسات حول عالم الكواكب في الفضاء.
الحياة على كواكب اخرى
احتلت مسألة وجود حياة في الفضاء حيزا كبيرا من الدورة السادسة والعشرين من ملتقى علوم الفلك في فلورانس في فرنسا، ورد معظم العلماء على هذا السؤال بالقول "نعم، ممكن"، ويعد هذا اللقاء من الاهم في مجال علوم الفضاء في فرنسا، وهو يستمر حتى الثاني عشر من اب/اغسطس بمشاركة خمسين باحثا تتوزع اختصاصاتهم بين الفيزياء والجيولوجيا والاجرام الفضائية، وقال عالم الجيولوجيا بيار توماس ردا على سؤال حول امكانية وجود حياة في أجرام اخرى من المجموعة الشمسية او خارجها "نعم، لدي حجج مؤيدة لذلك..وانا مستعد للرهان على ذلك"، وهو يرى ان العوامل التي جعلت ظهور الحياة على الارض "سهلا"، يمكن ان تجعله سهلا ايضا في كواكب اخرى.
يعمل بيار توماس في دراسة تكوين الكواكب واقمارها وفي نشوء المجموعة الشمسية، وهو يشير الى ثلاثة مواقع قد تكون الحياة موجودة فيها، تحت سطح المريخ وفي المحيطات المائية تحت سطح كل من القمر "اوروبا" احد اقمار المشتري، و"انشيلادوس" احد اقمار زحل، ويذكر العناصر الواجب توفرها لنشوء الحياة وهي "الكربون والمياه السائلة والطاقة والجزيئات المركبة"، ويقول "هذه الجزيئات موجودة في كل مكان في الفضاء" وقد عثرت مهمة "روزيتا" الاوروبية على الكثير من هذه الجزيئات على سطح المذنب "تشوري". بحسب فرانس برس.
تبدو بريجيت زاندا المتخصصة في علوم النيازك اكثر تحفظا في هذه المسألة، وتقول "لا يمكن التوصل الى اجابة دامغة في هذه المسألة فحن لا نعرف اصلا ما هي الحياة"، وتضيف "قد يكون احتمال وجود حياة على كوكب آخر ضعيفا جدا جدا، لكن عدد الكواكب في الكون ضخم جدا جدا..لذا لا يمكن ان نستخلص اي نتيجة".
وفي هذا السياق، يدعو عالم الجيولوجيا الاسباني خوان مانويل غارسيا رويس الى "تحديد الفروقات بين الحياة وبين التفاعلات الكيميائية" قبل الانطلاق في هذا البحث، ويقول هذا العالم الذي تثير تقاريره جدلا في الاوساط العلمية "لا يوجد اي دليل على الحياة، لكن التجارب اظهرت ان التفاعلات الكيميائية يمكن تحاكي الاشكال الاولى للحياة على الارض".
ويأمل العالم ان تسفر مهمة "اكزومارس" الاوروبية، التي ستهبط على المريخ في العام 2020، عن تقديم اجابات في هذا الاطار، وان تصمم تقنيات يمكنها ان ترصد الاثار الجزيئية للحياة، يرى كثير من الباحثين ان وجود حضارات ذكية على كواكب اخرى هو احتمال مطروح، وتقول زاندا "في حال كانت هناك حياة وتطورت، من الممكن ان تكون صارت ذكية"، لكن في حال وجود مخلوقات ذكية على كواكب اخرى، فان اشكالها لن تتشابه مع الانسان ابدا، بحسب زاندا، ويؤيدها عالم الفيزياء جان مارك ليفي لوبلون "الطبيعة ذات خيال خصب، هنا على الارض نعثر على اشكال من الكائنات الحية تبدو لنا غريبة جدا".
لكن العلماء لم يرصدوا حتى الآن اي مؤشر على وجود حياة ذكية، "ولا حتى مركبة فضائية متحجرة"، كما يقول توماس مازحا، ولا يؤشر هذا الامر على شيء، فالامكانات التقنية التي يتمتع بها البشر اليوم ما زالت محدودة وغير قادرة سوى على رصد الاشارات من مسافات لا تزيد عن بضع عشرات السنوات الضوئية عن الارض، وهي مسافة لا تكاد تذكر في المقاييس الفلكية علما ان السنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة وهي تساوي عشرة الاف مليار كيلومتر.
ويتحدث ليفي لوبلون عن احتمالات عدة يمكن ان تكون عليها حضارات ذكية على كواكب اخرى، منها ان تكون متطورة جدا، او ان تكون قائمة تحت كيلومترات من الجليد بحيث لا يمكن التواصل معها، او ان تكون "قد دمرت نفسها بنفسها، كما يوشك البشر ان يفعلوا بسبب الحروب والتلوث" معتبرا ان الاحتمال الثالث هو الارجح.
وجود حياة على كوكبين قريبين شبيهين بالأرض
اكتشاف ثلاثة كواكب في شهر مايو/أيار الماضي، شبيهة بالأرض من حيث الحجم وكثافة الغلاف الجوي، احتمال وجود الحياة على كوكبين منهم قد يكون كبيرا، يعطي أملا عظيما للباحثين بإمكان استعمار البشر لهما، خاصة وأنهما لا يبعدان عن الأرض إلا بمسافة 40 سنة ضوئية. إلا أن هذا الأمل لن يتأكد قبل نهاية العام 2018.
لا ينبغي أن تنسينا الفرحة أن الانتظار سيكون طويلا قبل الحصول على تذكرة ذهاب إلى أحد الكواكب الشبيهة بالأرض من حيث الحجم خارج المجموعة الشمسية، رغم أن نتائج التحاليل التي أجريت على غلافها الجوي تبدو واعدة ومبشرة جدا. بيد أن الباحثين يبدو أنهم غير متأكدين إلى الآن من أن الكوكبين ترابيست-1ب وترابيست-1ج اللذين اكتشفا شهر مايو/أيار الماضي سيكونان قابلين لحياة البشر على سطحهما لكن هناك احتمالية كبيرة.
عدسات التلسكوب الفضائي العملاق هابل لم تعط أية علامة على وجود غلاف جوي يتألف من خليط غازي الهيدروجين والهليوم، وهو ما يعني أنهما ليسا كوكبين غازيين مثل كوكب المشتري في مجموعتنا الشمسية؛ بل هما دون شك كوكبان صخريان محاطان بغلاف جوي كثيف مثل كوكبي الأرض أو الزهرة.
وهذا هو السبب في أن الباحثين حذرون، فهذه الكواكب تدور في فلكين قريبين جدا من نجمهما، حيث يقومان بدورة كاملة في أقل من ثلاثة أيام. لكن لأن هذا النجم هو نجم قزم أحمر، أقل إضاءة من الشمس، فهو بحسب المصطلحات الفلكية يقع في المنطقة القابلة للحياة والسكنى، حيث يمكن أن توجد المياه السائلة، ولكن إذا كان الغلاف الجوي كثيفا جدا، فإن الحياة عليهما ستكون مستحيلة جراء تأثير الاحتباس الحراري ذي المعدلات العالية كما يحدث على كوكب الزهرة. بحسب فرانس برس.
لا شك أن الباحثين يحتاجون إلى المزيد من البيانات لمعرفة ما إذا كانت هذه العوالم الموجودة "فقط" على مسافة 40 سنة ضوئية تحتوي على آثار من الماء والميثان وثاني أكسيد الكربون أو الأوزون. لهذا، فإنه من المحتمل أن ننتظر حتى دخول التلسكوب الفضائي جيمس ويب إلى الخدمة في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018.
اكتشاف 104 كواكب خارج المجموعة الشمسية
اكتشف فريق دولي من علماء الفضاء 104 كواكب خارج المجموعة الشمسية رصدها التلسكوب الاميركي "كيبلر"، منها اربعة تدور حول شمس واحدة، وقد تكون احجامها مقاربة لحجم كوكب الارض، وتثبت العلماء من ان هذه الأجرام التي رصدها التلسكوب الفضائي هي كواكب فعلا، وتوصلوا الى تحديد خاصياتها بفضل اعمال مراقبة اخرى جرت من الارض، وخصوصا باستخدام التلسكوبات الاربعة المنصوبة في قمة مونا كيا في هاواي.
وتمكن التلسكوب "كيبلر" حتى الآن من رصد اكثر من اربعة الاف و600 جرم خارج المجموعة الشمسية منذ العام 2009، من بينها الفان و326 جرما ثبت لهم انها كواكب، من بينها 21 تدور حول شموسها في مدارات متوسطة، بحيث يمكن ان توجد المياه سائلة على سطحها، بما يجعل سطحها ملائما لنشوء الحياة وتطورها.
وتراوح احجام هذه الكواكب بين حجم الارض وحجم كوكب المشتري العملاق، اكبر كواكب المجموعة الشمسية التي تقع فيها الارض، وكل هذه الكواكب المكتشفة اخيرا قريبة جدا من نجومها وبالتالي فان الحرارة على سطحها تكون مرتفعة جدا.
ومن بين هذه الكواكب اربعة تدور حول شمس واحدة، يشتبه العلماء في ان تكون كواكب صخرية، وان تكون اكبر من الارض بما بين 20 الى 50 %، وبما ان حرارة شمس هذه الكواكب اقل من حرارة شمس الارض بكثير، يشتبه العلماء في ان تكون الحرارة على اثنين منها مقاربة لدرجات الحرارة على كوكب الارض. بحسب فرانس برس.
وتبعد هذه الكواكب الاربعة 400 سنة ضوئية عن الارض، علما ان السنة الضوئية الواحدة هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة وهي تساوي حوالى عشرة الاف مليار كليومتر، وقال عالم الفضاء ايفان سينوكوف الباحث في معهد علوم الفضاء في جامعة هاواي ان الكواكب المكتشفة حديثا "تبدي تنوعا مذهلا"، واضاف "عثرنا على كواكب تدور حول نجمها ولا مثيل لها في مجموعتنا الشمسية". بحسب فرانس برس.
فبعض الكواكب حجمها يساوي ضعف حجم الارض، وهي قريبة جدا من شمسها بحيث ان حرارة سطحها تزيد عن الف درجة"، اطلق التلسكوب "كيبلر" الى الفضاء في السادس من اذار/مارس من العام 2009، وهو يحمل اسم عالم الرياضيات الالماني يوهانس كيبلر (1571-1630)، وهو مقراب قوي طوله اربعة امتار و70 سنتيمترا، وعرضه متران و70 سنتيمترا، ووزنه يزيد عن طن، والهدف من هذا التلسكوب هو البحث عن كواكب يمكن ان تكون مناسبة للحياة، على غرار كوكب الارض، وترصد الكواكب من خلال رصد نجومها، فحين يمر الكوكب امام نجمه يحجب ضوءه قليلا، لذا فان "كيبلر" يعكف على مراقبة التغير في وهج الشموس البعيدة بحثا عن الكواكب.
اكتشاف عدد كبير من المجرات في اقاصي الكون
كشفت الصورة الاولى للتلسكوب الراديوي العملاق "اس كاي ايه"، وهو قيد الانشاء حاليا في افريقيا واستراليا، وجود عدد من المجرات يفوق بعشرين مرة ذلك المعروف اساسا في اقاصي الكون، واعلنت "اس كاي ايه" في بيان انه "في جزء صغير من السماء يغطي اقل من 0,01 % من اجمالي القبة السماوية، تظهر الصورة الاولى اكثر من 1300 مجرة في اقاصي الكون مقارنة مع 70 معروفة سابقا".
ويدخل "اس كاي ايه" في الخدمة الكاملة خلال العقد المقبل ومن المتوقع ان يصبح اقوى تلسكوب راديوي في العالم مع حساسية اكبر بمئة مرة من التلسكوبات الراديوية الاكثر فعالية الموجودة حاليا.
هذا التلسكوب المؤلف من حوالى ثلاثة الاف هوائي سيكون قادرا على كشف موجات راديوية لاجسام موجودة على بعد ملايين وحتى مليارات السنوات الضوئية من الارض. ويأمل العلماء في أن يقدم هذا التلسكوب الراديوي اجوبة على اسئلة رئيسية بشأن الكون من بينها اصل نشأته وسبب تمدده. بحسب فرانس برس.
وقد كشف تلسكوب "اس كاي ايه" الصورة الاولى التي تم الحصول عليها بالاستعانة بستة عشر هوائيا موضوعة في الخدمة في جنوب افريقيا. هذه الهوائيات الستة عشر جزء من مشروع "ميركات" الذي من المتوقع ان يضم 64 جهازا لاقطا في منطقة كارو الجافة والنائية في جنوب افريقيا على ان يدمج في المستقبل بتلسكوب "اس كاي ايه"، وستبلغ المساحة الاجمالية لكل الاجهزة اللاقطة في مشروع "اس كاي ايه" ما يقرب من كيلومتر مربع، وتشارك عشرة بلدان في تمويل هذا المشروع الضخم الذي يكلف مليارات الدولارات، وهي استراليا وبريطانيا وكندا والصين وألمانيا وايطاليا وهولندا ونيوزيلندا وجنوب افريقيا والسويد.
اكتشاف كوكب قزم بعيدا عن المجموعة الشمسية
أعلنت وكالة الفضاء الفرنسية أنه تم اكتشاف كوكب قزم يبعد عن الشمس بتسعة مليارات و700 مليون كيلومتر. وأطلق عليه اسم "ار ار 245"، اكتشف علماء الفضاء كوكبا قزما قطره 700 كيلومتر يدور حول الشمس في مدار بعيد جدا أبعد من مدار نبتون، بحسب ما أعلنت وكالة الفضاء الفرنسية، ويقع هذا الكوكب حاليا على بعد تسعة مليارات و700 مليون كيلومتر عن الشمس، وهو يدور حولها في مدار بيضاوي كبير الانحناء، لذا فإن مسافته عن الشمس ترتفع في بعض أجزاء دورته حولها إلى 19 مليار كيلومتر، بحسب ما قال عالم الفضاء جان ماك بوتي، وقرر الاتحاد الفلكي الدولي تصنيف هذا الجرم على أنه كوكب قزم، علما أن الكوكب القزم هو جرم صخري أصغر من الكوكب، وأكبر من الكويكب. بحسب فرانس برس.
وسيواصل العلماء رصدهم لهذا الجرم البعيد بهدف تحديد حجمه وتركيبه بدقة، وقد أطلق عليه اسم "ار ار 245"، وتم رصده بفضل أعمال مراقبة، نفذت بواسطة التلسكوب "كندا-فرنسا-هاواي" الواقع في جزيرة هاواي.
علماء فلك يرصدون كوكبا يشهد شروق الشمس وغروبها ثلاث مرات يوميا
اكتشف فريق من الباحثين كوكبا غريبا خارجا عن النظام الشمسي يتمتع بثلاث شموس ويشهد ثلاث عمليات لشروق الشمس وغروبها في اليوم الواحد، اكتشف فريق عالمي من علماء الفلك كوكبا غريبا خارجا عن النظام الشمسي يتمتع بثلاث شموس ويشهد شروق الشمس وغروبها ثلاث مرات يوميا، وهذا الكوكب يبدو أكثر غرابة حتى من كوكب تاتويين الذي يقيم عليه لوك سكايووكر بطل سلسلة "ستار وورز" الذي يدور حول شمسين على ما يؤكد العلماء الذين نشر اكتشافهم في مجلة "ساينس" الأمريكية.
والكواكب بنجمين منتشرة نسبيا في الكون إلا أن تلك التي تتمتع بثلاث نجوم وأكثر، نادرة، وكتب العلماء "تصوروا كوكبا يشهد ثلاث عمليات شروق وثلاث عمليات غروب للشمس يوميا بحسب المواسم التي تستغرق أطول من الحياة البشرية"، ويحتاج هذا الكوكب إلى 550 سنة أرضية لإتمام دورته حول النجوم الثلاث.
وأوضح كيفن واغنر عالم الفلك في جامعة أريزونا وأحد القيمين الرئيسيين على الاكتشاف "خلال نصف عملية الدوران تقريبا يمكن رؤية الشموس الثلاث في السماء ويبقى اثنان منهما أقل لمعانا بالقرب من بعضهما البعض بينما المسافة الظاهرة بينهما وبين النجمة الرئيسية وهي الأكثر لمعانا تتفاوت خلال السنة".
وهذا القرب بين النجوم الثلاث ينعكس كما هي الحال على الأرض، تناوبا لليل وللنهار مع ثلاث عمليات شروق وغروب يوميا على ما أوضح العالم، لكن عندما يتوسع مدار الكوكب وتبتعد النجوم الثلاث عن بعضها البعض يعرف الكوكب نهارا متواصلا تقريبا على مدى ربع دورانه أي 140 سنة أرضية على ما توصل إليه العلماء بفضل محاكاة حسابية.
وسمي الكوكب "آتش دي 131399 إيه بي" وهو يتمتع بأبعد مدار رصد حتى الآن في نظام متعدد النجوم على ما أشار العلماء، ويقع الكوكب على بعد 340 سنة ضوئية (السنة الضوئية توازي 9640 مليار كيلومتر) في كوكبة القنطور وهو قد تشكل على الأرجح قبل 16 مليون سنة فقط ما يجعل منه أحد أحدث الكواكب من خارج النظم الشمسية المكتشفة حتى الآن.
رصد جزيئة عضوية مركبة بين النجوم
رصد علماء في الوسط النجمي البيني جزيئة عضوية أساسية للحياة تعد أكثر الجزيئات تعقيدا بين تلك المكتشفة خارج المجموعة الشمسية، وهي جزيئة كيرالية، أي أنها غير قابلة للتبادل، تماما كما هي الحال مع قفازي اليد اليمنى واليسرى. وتعرف هذه السمة أيضا باليدوانية وتعد ميزة أساسية في العمليات الحيوية.
وعثر عليها في سحابة كبيرة من الغبار والغاز بالقرب من وسط درب التبانة حيث عثر على غالبية الجزيئات المرصودة حتى اليوم والتي يتخطى عددها 180، وقال براندون كارول الباحث في معهد كاليفورنيا للتكنولوجيا (كالتيك) الذي شارك في هذه الأبحاث "إنها من الجزيئات الأكثر تعقيدا التي تم العثور عليها حتى يومنا هذا بين النجوم".
وأوضح الباحثون أنه سبق أن رصدت جزيئات كيرالية في النيازك والمذنبات في مجموعتنا الشمسية، وعرض هذا الاكتشاف الذي أجري بواسطة تلسكوب راديوي دقيق جدا في وسعه الاستشعار بتذبذبات الجزيئات، خلال مؤتمر الجمعية الأميركية لعلم الفلك الذي تنعقد فعالياته هذا الأسبوع في سان دييغو في كاليفورنيا. ونشرت هذه الأبحاث أيضا في العدد الأخير من مجلة "ساينس" الأميركية.
الكائنات الحية على الأرض مؤلفة من هذا النوع من الجزيئات التي تنقسم إلى نوعين يعرفان باليساري واليميني، وتتمتع جميع الجزيئات الكيرالية تقريبا بالمواصفات الشكلية عينها، يمينية كانت أم يسارية. غير أن الكائنات الحية تستخدم نسخة واحدة منها في العمليات الحيوية المختلفة، فبعض الجزيئات الحيوية مثل الأحماض الأمينية لا تتواجد سوى بالشكل اليساري، في حين أن الأحماض السكرية في الحمض النووي (دي ان ايه) هي كلها يمينية، ولا تزال أصول هذه الميزة غامضة. بحسب فرانس برس.
ويأمل العلماء أن يساعدهم هذا الاكتشاف على التعمق في أبحاثهم، إذ أن السحب بين النجوم تحتوي على مواد أساسية في تشكل مجموعتنا الشمسية، وقال بريت ماغواير عالم الكيمياء في المرصد الفلكي الراديوي الوطني (ان آر ايه او) في شارلوتسفيل في فيرجينيا الذي شارك في هذه الأبحاث "نأمل أن يساعدنا هذا الاكتشاف على التعمق في فهم مواصفات الجزيئات الكيرالية في الكون ودورها في تشكل الحياة".
اضف تعليق