كشفت دراسة علمية حديثة عن الكارثة التي حلت على كوكب الأرض قبل 66 مليون سنة وانتهت بانقراض الديناصورات، لكن المقلق في الدراسة أنها خلصت إلى أن حدوث هذه الكارثة مرة أخرى أمر لا يزال محتملاً وممكن الحدوث، ويمكن أن يؤدي إلى انقراض مخلوقات جديدة هذه المرة ومن بينها البشر...
الديناصورات حيوانات ضخمة منقرضة من فصيلة الفقاريات، ووفقا لتقدير العلماء فإن هذه الحيوانات عاشت على الأرض مدة 160 مليون سنة قبل ميلاد الإنسان، وهناك أنواع مختلفة من الديناصورات.
تشير أغلب الدراسات إلى أن جميع أنواع الديناصورات انقرضت قبل حوال 66 مليون سنة، ولم يتمكن العلماء من تحديد سبب مؤكد لإنقراضها، ولكن السبب المرجح هو إصطدام كوكب الأرض بكويكب آخر، الأمر الذي أدّى إلى موت جميع الديناصورات، كما رجح فريق آخر من العلماء انقراض الديناصورات إلى حدوث زلازل وبراكين استمرت حوالي مليون سنة ونصف على وجه الأرض نتيجة للتغيرات المناخية، الأمر الذي أدى إلى إنتهاء الحياة على كوكب الأرض لجميع الكائنات الحية. وهو ما يسميه العلماء بانقراض العصر الطباشيري.
وقد اختلف العُلماء في تحديد سبب انقراضها، حيث لا زالت ثمَّة تفسيراتٌ عديدة ومتفاوتة مطروحة، إلا أنَّ قسماً كبيراً من المُجتمع العلمي يميل إلى أنَّ السبب كان في اصطدام كويكبٍ ضخم آت من الفضاء الخارجي بسطح الأرض، حيث تسبَّبت سُحُب الغبار المتناثرة عن الاصطدام بحجب أشعَّة الشمس، وبالتالي وقعت تغيُّرات مناخيَّة مفاجئة وشديدة على الكوكب، ولم تستطع العديد من الحيوانات التكيُّف مع تلك التغيرات، فكانت النتيجة انقراض جميع أنواع الديناصورات التي عاشت آنذاك، إضافةً إلى نحو 60% من جميع أشكال الحياة التي كانت الموجودة على الأرض في ذلك الزَّمن.
ونتساءل هنا هل ما تسبب بانقراض الديناصورات سيكون سببا في انقراض الانسان؟، وماذا كان سيحدث لو لم تنقرض الديناصورات!.
علماء يحلون لغزاً عمره 66 مليون عام حول انقراض الديناصورات
جدل شديد أحاط بالملابسات الكامنة وراء حرائق الغابات المدمرة التي اندلعت تزامناً مع الحادث الذي سبب انقراض الديناصورات. يقول فريق من الخبراء من المملكة المتحدة والمكسيك والبرازيل إنه وجد الإجابات أخيراً. فما هي؟
اكتشف العلماء أن النيزك الذي قضى على ديناصورات الأرض أشعل على الفور حرائق غابات اندلعت على بعد آلاف الأميال من منطقة الاصطدام"، وضرب النيزك الذي يبلغ عرضه ستة أميال شبه جزيرة يوكاتان - في ما يعرف الآن بالمكسيك - في نهاية العصر الطباشيري قبل 66 مليون سنة.
يقول العلماء إن تأثير النيزك المدمر أدى إلى نهاية مفاجئة لعهد الديناصورات من خلال التسبب في انقراضها الجماعي المفاجئ، إلى جانب نهاية ما يقرب من ثلاثة أرباع الأنواع النباتية والحيوانية التي كانت تعيش على الأرض.
وأحاط الجدل بالظروف الكامنة وراء حرائق الغابات المدمرة المعروفة بأنها نجمت عن الاصطدام المروع، مع عدة نظريات حول كيف ومتى بدأت، ومدى تأثيرها، ومن خلال تحليل الصخور التي يرجع تاريخها إلى وقت الضربة النيزكية، اكتشف فريق من علماء الجيولوجيا من المملكة المتحدة والمكسيك والبرازيل أن بعض الحرائق اندلعت في غضون دقائق، على الأكثر، من الاصطدام. ووجد الخبراء أن الحرائق أثرت على مناطق تمتد لمسافة تصل إلى 1553 ميلاً أو أكثر من نقطة الاصطدام بالأرض.
وفي دراسة نُشرت حديثًا في مجلة journal Scientific Reports، قال علماء إن حرائق الغابات التي اندلعت في المناطق الساحلية لم تدم طويلًا لأن التأثير العكسي من التسونامي البحري الهائل الناجم عن الارتطام قذف بالأشجار المشتعلة والمتفحمة بعيداً، ومن خلال دراسة لحاء الأشجار المتحجر، اكتشف علماء الجيولوجيا أن الحرائق قد بدأت بالفعل في الوقت الذي جُرفت فيه الأشجار بعيدًا بعد التأثير الأولي للاصطدام.
وخلُص العلماء إلى أن هذه الحرائق كانت إما بسبب كرات نارية ذات حجم هائل، أو بسبب الحرارة الناجمة عن قطرات الصخور الذائبة التي تساقطت عبر الغلاف الجوي في أعقاب الاصطدام مباشرة، وتشير الدراسة إلى أن حرائق الغابات والمساحات الخضراء الهائلة كانت أحد أهم الأسباب خلف نفوق العديد من أنواع الديناصورات المختلفة، بحسب ما نشر موقع "هيد توبيك"، وقال البروفيسور بن كنيلر من جامعة أبردين، وهو مؤلف مشارك في الدراسة: "حتى الآن لم يتضح ما إذا كانت الحرائق نتجت مباشرة عن الاصطدام أم لاحقًا ، حيث قُتل الغطاء النباتي نتيجة الاصطدام. كان الظلام الناجم عن الحطام المتطاير في الغلاف الجوي شديداً وامتلأت السماء بأجسام نارية وانتشر في الجو ما يشبه الصواعق، ويضيف البروفيسور بن كنيلر: "في النهاية، يؤكد بحثنا كيف ومتى بدأت هذه الحرائق المدمرة ويرسم صورة حية ومرعبة للغاية لما حدث في أعقاب ضربة النيزك مباشرة."
بطول 10 أمتار .. اكتشاف متحجرات "أكبر ديناصور مفترس"
طوله أكثر من عشرة أمتار - إنه ديناصور عملاق كشف علماء عنه، وقالوا إن متحجرات عمرها 125 مليون سنة عثر عليها في بريطانيا تعود على الأرجح إلى أكبر ديناصور مفترس عاش في أوروبا على الإطلاق.
قال علماء للحفريات إن عظاماً متحجرة تم العثور عليها على شاطئ صخري بجزيرة وايت في إنجلترا هي بقايا ديناصور آكل للحوم، قد يكون أكبر من أي ديناصور آخر معروف من أوروبا، وقريباً لأكبر أنواع الديناصورات آكلة اللحوم المسجلة على الإطلاق.
وقال العلماء إنه تم العثور على أجزاء من الهيكل العظمي للديناصور، الذي عاش قبل نحو 125 مليون عام خلال العصر الطباشيري، بينها عظام من الظهر والفخذين والذيل وبعض الأجزاء من الأطراف ولكن بدون جمجمة أو أسنان. وقدروا طول الديناصور استناداً إلى هذه البقايا بأكثر من عشرة أمتار وربما أطول من ذلك بكثير.
وقال كريس باركر، وهو طالب يدرس للحصول على درجة الدكتوراه في علم الحفريات بجامعة ساوثهامبتون والمؤلف الرئيسي للدراسة المنشورة في دورية "بير جيه لايف آند إنفايرونمنت": "حجم العينة مثير للإعجاب. إنها تخص واحداً من أكبر، وربما كان أكبر، المفترسات البرية المعروفة على الإطلاق التي طافت أوروبا". وفيما أكد باركر أنّ توفر مزيد من العظام كان ليكون أفضل للدراسة، قال لوكالة فرانس برس إنّ "الأرقام لا تكذب. هي أكبر من تلك الخاصة بأكبر فصيلة معروفة" عُثر عليها سابقاً في أوروبا.
وأيّد توماس ريتشارد هولتز، وهو عالم متحجرات متخصص في الأحافير الفقارية من جامعة ميريلاند لم يشارك في الدراسة، فكرة أنّ المتحجرات الجديدة المكتشفة "تبدو أنها أكبر" من حيوان مفترس ضخم اكتُشفت بقاياه المتحجرة في البرتغال.
واستناداً إلى سلسلة من الشقوق الصغيرة الموجودة أعلى فقرات الذيل، استنتج العلماء أنه ينتمي إلى مجموعة من الديناصورات تسمى الـ"سبينوصورات" التي تضم الـ"سبينوصور"، والذي عاش قبل نحو 95 مليون سنة وبلغ طوله حوالي 15 متراً ويعتبر أطول ديناصور مفترس معروف.
وكان للسبينوصورات جماجم ممدودة تذكرنا بالتماسيح ولديها أسنان كثيرة مخروطية الشكل، مثالية للإمساك بالفرائس المراوغة، كما تمتعت بأذرع قوية ومخالب كبيرة. وكانت تتغذى على الفرائس المائية والديناصورات الأخرى. وبسبب عدم اكتمال البقايا، لم يحدد الباحثون بعد اسماً علمياً للديناصور المكتشف، لكنهم أطلقوا عليه اسم "سبينوصور الصخرة البيضاء" بناء على الطبقة الأرضية التي عُثر فيها على بقاياه. ويعتقدون أنه ليس واحداً من أي من الأنواع المكتشفة سابقاً.
وأصبحت جزيرة وايت واحدة من أغنى الأماكن في أوروبا ببقايا الديناصورات. وأعلن نفس فريق الباحثين العام الماضي اكتشاف نوعين آخرين من سبينوصورات العصر الطباشيري بالجزيرة، يقدر طول كل منهما بنحو تسعة أمتار. وقال دارن نايش المشارك في إعداد الدراسة إنّ اكتشاف "هذا الحيوان الجديد يعزز نظريتنا السابقة المنشورة العام الماضي والتي تشير إلى أنّ الديناصورات من فصيلة السبينوصوريات نشأت وأصبحت متنوعة في أوروبا الغربية قبل أن تنتشر في أماكن أخرى".
عاش قبل 125 مليون سنة.. اكتشاف بقايا تعود لأحد أكبر الديناصورات
عثر علماء الحفريات على عظام ديناصور تعود لأحد أكبر الديناصورات آكلة اللحوم، التي عاشت في أوروبا واكتُشفت بقايا الديناصور الذي ينتمي إلى فصيلة السبينوصوريات، وهو ديناصور مفترس برأس يشبه رأس التمساح، في جزيرة وايت الواقعة قبالة الساحل الجنوبي لإنجلترا، وعاش هذا النوع من الديناصورات قبل حوالي 125 مليون عام، وكان من الممكن أن يبلغ طوله أكثر من 10 أمتار ويزن أطنانًا عدة، وفق ما جاء في بيان.
وقال كريستوفر باركر، طالب دكتوراه في علم الحفريات الفقارية في جامعة ساوثهامبتون الذي أشرف على الدراسة، لـCNN الخميس، إنّ بقايا السبينوصوريات تنتمي لنوع جديد من الديناصورات على الأرجح، ولفت باركر أنّه "قد يكون نوعًا جديدًا، لكن لا يمكننا تسميته وفقًا للعيّنة المتاحة".
وأشار إلى أنه عثر على عظام ما قبل التاريخ تعود لنوع سبينوصوريد، داخل طبقة جيولوجية من الصخور تعرف باسم تكوين فيكتيس في كومبتون تشين، على الساحل الجنوبي الغربي لجزيرة وايت، ويعتبر خليج كومبتون موقعًا شهيرًا لأحفوريات الديناصورات في جزيرة وايت، ومعظمها يأتي من التكوين الجيولوجيّ ويسيكس الأقدم.
وأوضح باركر أن الديناصور المكتشف حديثًا كان من الممكن أن يكون حجمه أكبر من حافلة مكونة من طبقتين، وتكشف العلامات الموجودة على العظام المتحجرة كيف تتغذى المحللات وآكلات الجيف، وهي الكائنات الحية التي تقوم بتحليل أجسام الكائنات الحية بعد موتها، من الجثة على الأرجح.
سيحاول الباحثون دراسة أقسام رقيقة من نفس العينة حتى يتمكنوا من فحص الخصائص الداخلية المجهرية للعظام في قريبًا، التي يمكن أن تكشف تفاصيل حول معدل نموه وعمره التقريبي، وعندما سئل عما إذا كانت السبينوصوريات هي أكبر المفترسات في أوروبا، أجاب باركر: "بعض العظام تفوق حجم العظام الخاصة بالديناصور "الأكبر في أوروبا" التي عثر عليها سابقًا، ومن هذا المنطلق، فهي كذلك، وأضاف: "مع ذلك، فإن الطموح الأمثل أن يكون لدينا الهياكل العظمية المكتملة لجميع أكبر الحيوانات المفترسة في أوروبا كي نتمكن من إعطاء إجابة دقيقة"، وأدى المصدر الغني في الجزيرة باكتشافات الحفريات سابقًا إلى وصفها بأنها عاصمة الديناصورات في المملكة المتحدة.
في سبتمبر/ أيلول العام الماضي، وجد الباحثون بقايا ديناصور ينتمي إلى السبينوصوريات على شاطئ جزيرة وايت يعود إلى أوائل العصر الطباشيري قبل 125 مليون سنة، وكان هذا النوع غير معروف من قبل في ذلك الوقت.
بعد شهرين، تم التعرف على نوع جديد من الديناصورات من العصر الطباشيري السفلي، يعرف باسم Brighstoneus simmondsi، وذلك بعد مرور أكثر من 40 عامًا على اكتشاف عظامه لأول مرة في جزيرة وايت، ونشرت الدراسة في دورية " Peer J".
هذا هو سبب انقراض الديناصورات.. والكارثة قد تتكرر مع البشر!
كشفت دراسة علمية حديثة عن الكارثة التي حلت على كوكب الأرض قبل 66 مليون سنة وانتهت بانقراض الديناصورات وعدد آخر من المخلوقات والكائنات الحية، لكن المقلق في الدراسة أنها خلصت إلى أن حدوث هذه الكارثة مرة أخرى أمر لا يزال محتملاً وممكن الحدوث، ويمكن أن يؤدي إلى انقراض مخلوقات جديدة هذه المرة ومن بينها البشر.
وبحسب الدراسة الجديدة التي نشرت نتائجها جريدة "ديلي ميل" Daily Mail البريطانية، في تقرير اطلعت عليه، فإن انقراض الديناصورات تم قبل 66 مليون بسبب ارتطام كويكب صغير بالكرة الأرضية، وهو ما أدى الى كارثة كبيرة انتهت بانقراض عدد من الكائنات الحية بشكل كامل ومن بينها الديناصورات.
ووجد الباحثون أن عملية ارتطام الكويكب بالأرض حدثت خلال فصل الربيع الشمالي، ومن المفارقات أن الكويكب الذي قتل الديناصورات والذي أغرق الأرض في "شتاء تأثير طويل" من المحتمل أن يكون قد حدث في أواخر الربيع إلى أوائل الصيف قبل 66 مليون سنة، وهذا الاستنتاج توصل إليه فريق بقيادة جامعة مانشستر في بريطانيا بعد أن درس الرواسب في موقع أحافير "تانيس في نورث داكوتا" التي تشكلت في وقت وقوع الاصطدام، ولتضييق وقت التأثير، أجرى الفريق عدة تحليلات مختلفة لخطوط النمو السنوية في عظام الأسماك الأحفورية المحفوظة في الموقع، وقارن الباحثون ما توصلوا إليه بدليل على سلوكيات معينة للحشرات، مثل تعدين الأوراق وتفريخ ذباب مايو، والتي لها مكون موسمي.
ويمثل الانقراض الجماعي الحد الفاصل بين فترتي العصر الطباشيري والباليوجيني، وأدى إلى زوال 75% من الكائنات الحية في ذلك الوقت.
وبحسب ما خلص إليه الباحثون، فقد اصطدم الكويكب الذي يبلغ عرضه 6.2 ميل بالأرض فيما نعرفه اليوم بشبه جزيرة يوكاتان المكسيكية، تاركا وراءه حفرة "تشيككسولوب" التي يبلغ عرضها 93 ميلاً، وأجرى البحث عالم الحفريات روبرت دي بالما وزملاؤه من جامعة مانشستر البريطانية.
وكتب الفريق في ورقتهم البحثية: "أدى تأثير تشيككسولوب في نهاية العصر الطباشيري إلى الانقراض الجماعي الأخير للأرض، مما أدى إلى القضاء على حوالي 75 في المائة من تنوع الأنواع وتسهيل التحول البيئي العالمي إلى المناطق الأحيائية التي تهيمن عليها الثدييات"، وأضافوا: "التفاصيل الزمنية لحدث التأثير على مقياس دقيق استعصت إلى حد كبير الدراسات السابقة"، وأضافوا أن تحديد التوقيت الدقيق لحدث الاصطدام أمر بالغ الأهمية لاكتساب فهم أفضل للمسار المبكر للانقراض الجماعي الذي أعقب ذلك، وذلك لأن الوقت يلعب دوراً حيوياً في العديد من الوظائف البيولوجية، مثل وقت التكاثر والسبات، والتي تغذي إستراتيجيات الانتقاء وحتى طبيعة التفاعلات بين المضيف والطفيلي، بحسب ما جاء في الدراسة.
متى انتهى عهد الديناصورات على الأرض؟
انتهى عهد الديناصورات على الأرض خلال فصل الربيع في نصف الكرة الشمالي، مع سقوط كويكب عملاق قبل حوالى 66 مليون سنة، ما أدى إلى واحدة من أكبر مراحل انقراض الأجناس على الكوكب، بحسب دراسة حديثة.
وأوضحت المعدة الرئيسية للدراسة ميلاني دورينغ خلال مؤتمر صحافي الثلاثاء أن تحديد هذا الفصل مهم للمساعدة في فهم "كيف نجا ما تبقى (من الديناصورات) وكيف ازدهرت بعدها"، يستحيل علميا في مثل هذا النطاق الزمني، وضع تقويم دقيق لتاريخ الحدث الذي وقع في منطقة تشيكشولوب في شبه جزيرة يوكاتان الحالية في المكسيك. وتسبب اصطدام الكويكب، أو ربما قطعة من مذنّب وفقًا لدراسة حديثة، في سلسلة كوارث أعقبتها اضطرابات مناخية، وشكلت هذه الحوادث نهاية العصر الطباشيري وزوال أسياد هذه الحقبة عن الأرض، أي الديناصورات غير الطيرية، ما انعكس أيضا في الهواء عبر انقراض التيروصورات (زواحف طائرة).
وقدّم الفريق بقيادة عالمة الاحاثة وطالبة الدكتوراه ميلاني دورينغ والمتخصص في الفقاريات دينيس فويتن، وكلاهما في جامعة أوبسالا السويدية، إضاءة مهمة على الحدث من خلال دراسة أحافير أسماك.
واحتفظ موقع تانيس في ولاية داكوتا الشمالية الأميركية حاليا، بذكرى هذا الانقراض، إذ يضم مجموعة من الأنواع المتحجرة عُثر على معظمها تحت رواسب مد بحيري، وفق الدراسة، في هذه الظاهرة، اجتازت موجات الزلزال الصدمية في بضع عشرات من الدقائق أكثر من ثلاثة آلاف كيلومتر، ورفعت مياه بحر داخلي كان يمر في قارة أميركا الحالية، ما قضى على كل أشكال الحياة في طريقه.
في تانيس، درس العلماء بقايا ثلاثة من أسماك الحفش وثلاثة أخرى من نوع الأسماك المجدافية، مستخدمين على وجه الخصوص تحليلا عالي الدقة عبر التصوير المقطعي بالأشعة السينية من المرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتوني في مدينة غرونوبل الفرنسية.
وأثبت الباحثون في البداية أن الأسماك هلكت بالفعل خلال موجة المد البحيري التي كانت مصحوبة بسيل من الكرات الزجاجية، إذ سُجل طوفان حقيقي من رمال تحولت إلى زجاج بفعل حرارة الاصطدام وتناثرت في الهواء، قبل أن يسقط على الأرض مرة أخرى لمسافات كبيرة، نفقت الأسماك "في غضون 15 إلى 30 دقيقة" بعد الاصطدام، بحسب ميلاني دورينغ. والدليل على ذلك هو أن كان لديها ما يكفي من الوقت لتناول كمية كافية من الماء لتمكين الجهاز التابع للمرفق الأوروبي للإشعاع السنكروتوني من التعرف على الكريات الموجودة في الخياشيم، ولكن ليس بما يكفي لنقلها إلى الجهاز الهضمي.
في المرفق الأوروبي المذكور، أتاحت دراسة مجهرية لتكوين عظام المتحجرات الاستخلاص بأن هذا التكوين الذي يحدث في دورة نمو سنوية، كان في المرحلة الأولى من دورة جديدة، وأوضح دينيس فويتن في المؤتمر الصحافي "كانت الخلايا العظمية صغيرة نسبيا، لكنها كانت في بداية مرحلة النمو المتجدد، وهو ما يحصل عادة في الربيع"، وتم تأكيد النتيجة من خلال تحليل التركيز في عظام نظير جزيء الكربون، والذي يرتفع تبعا لغنى النظام الغذائي بالعوالق، وهي بدورها موسمية، وخلصت ميلاني دورينغ إلى أن "الأسماك نفقت في الربيع وانتهى عهد الديناصورات في الربيع".
وقد كان للاصطدام، والذي تعادل قوته بالحد الأدنى عشرات المليارات من قنابل هيروشيما الذرية، تبعات على الكوكب بأسره، بعضها فوري تجلى بإبادة كل أشكال الحياة القريبة ونشوب حرائق هائلة امتدت لمسافات بعيدة.
كذلك كان لذلك تبعات على المدى الأطول، من خلال إحداث شتاء "نووي" لسنوات: فقد أدى القذف الهائل للكبريت والغبار إلى تكوين رذاذ في الغلاف الجوي تسبب في هطول أمطار حمضية وحجب أشعة الشمس، وبالتالي تقليل عملية التمثيل الضوئي.
وقد أدى موت النباتات إلى تجويع الحيوانات العاشبة، مثل الصربوديات، وهي ديناصورات كبيرة. ويفترض العلماء أن الكارثة أصابت حيوانات نصف الكرة الشمالي بشكل أشد، في أوج مرحلة التكاثر والنمو خلال الربيع، مقارنة بالجنوب الذي دخلت بعض أنواعه مرحلة سبات وراحة، وتسبب هذا الحدث في "انقراض انتقائي"، بحسب ميلاني دورينغ التي قالت إنه "من أجل البقاء على قيد الحياة في الشتاء النووي، كان يجب الإفلات أولا من الاصطدام، وبالتالي كانت الفرص أعلى للكائنات التي كانت قادرة على السبات"، وتشير الدراسة في هذا الصدد إلى أن النظم البيئية في نصف الكرة الجنوبي تعافت من الكارثة بسرعة أكبر من تلك الموجودة في الشمال.
الديناصورات اندثرت جراء تغير المناخ قبل ضربة النيازك بملايين السنين
يُعتقد أن أعداد الديناصورات تراجعت نتيجة تغير مناخي طرأ على كوكب الأرض قبل 10 ملايين سنة من ارتطام نيزك قطره 12 كيلومتراً بالأرض متسبباً في انقراضها، بحسب دراسة حديثة.
فيما بقي علماء الإحاثة (علم يدرس الأنواع الحية القديمة) طوال سنوات عدة على اتفاق بشأن السبب الذي أفضى إلى أفول الديناصورات تماماً، ظلت آراء الخبراء حتى الآن منقسمة حول مدى اندثار أو ازدهار تلك المجموعة من الزواحف الغابرة في القدم، قبل النهاية المفاجئة لـ"حقبة الحياة الوسطى" Mesozoic Era (يسمى أيضاً عصر الزواحف) قبل 66 مليون سنة مضت.
الآن، أعلن فريق دولي من العلماء، من بينهم خبراء من "جامعة بريستول" University of Bristol البريطانية، أن وجود الديناصورات واجه تراجعاً مفاجئاً قبل 76 مليون سنة مضت، حينما راحت معدلات انقراضها تتصاعد.
أرجع العلماء ذلك إلى فترة من البرودة العالمية شهدتها الأرض إذ انخفض متوسط درجات الحرارة بمقدار سبع درجات مئوية، ما أضر بالديناصورات التي يؤاتيها المناخ الدافئ، وفي التفاصيل، وجد الباحثون أن الأنواع الآكلة للنبات (العاشبة) من الديناصورات واجهت الزوال أولاً (قبل نظيرتها التي تعيش على أكل اللحوم)، ما أخل باستقرار النظم الإيكولوجية، ووضع وجود عائلات الديناصورات الأخرى قيد خطر الاندثار.
في هذا الصدد، تحدث البروفيسور مايك بينتون من "كلية علوم الأرض" في "جامعة بريستول"، وهو أحد الباحثين المشاركين في الدراسة، مشيراً إلى أنه وزملاءه اكتشفوا "في التحليلات أنواعاً مختلفة من الأسباب المحتملة التي أفضت إلى تراجع الديناصورات".
وأضاف أنه "بات واضحاً وجود عاملين رئيسين، أولهما اشتداد برودة المناخ العام آنذاك، ما جعل العيش أكثر صعوبة بالنسبة إلى الديناصورات التي اعتمدت على الأرجح على درجات الحرارة الدافئة. وبعد ذلك، أسفر زوال الديناصورات العاشبة عن اضطراب النظم الإيكولوجية وتعرضها لسلسلة من الاندثارات. وجدنا أيضاً أن أنواع الديناصورات الأطول عمراً وقعت تحت تهديد الانقراض بشكل أكبر (من تلك التي لا تعمر طويلاً)، وربما يعكس ذلك عجزها عن التكيف مع الظروف الجديدة على الأرض"، وفق البروفيسور بينتون.
في سياق متصل، بين فابيان كوندامين، المعد الرئيس للدراسة من "معهد العلوم التطورية" في مونبلييه بفرنسا، أن "بحثنا تناول عائلات الديناصورات الست التي كانت الأكثر وفرة طوال العصر الطباشيري (أو الكريتاسي) Cretaceous، الذي امتد بين 150 و66 مليون سنة مضت، ووجدنا أنها كلها شرعت في التطور والتزايد، وبدا جلياً أنها أفلحت في الاستمرار"، ووفق كومين أيضاً "قبل 76 مليون سنة، واجهت تلك الديناصورات تراجعاً مفاجئاً. وتصاعدت معدلات انقراضها، وفي بعض الحالات انخفض معدل نشوء أنواع جديدة منها. لقد شكل لحظة فارقة في تطور الحياة. لقد سيطرت الديناصورات على العالم طوال ما يربو على 160 مليون سنة، ومع تراجع أعدادها بدأت مجموعات حية أخرى في الهيمنة، من بينها الثدييات"، وتابع كوندامين، "كانت الديناصورات في الغالب ضخمة جداً لدرجة أنها لربما لم تكن تعلم أن الثدييات الصغيرة ذات الفراء كانت تقبع هناك في الشجيرات. لكن أنواع الثدييات بدأت تتزايد قبل أفول الديناصورات، في حين أنها بعد ذلك الانقراض، وجدت الفرصة كي تبني أنواعاً جديدة من النظم الإيكولوجية التي نراها اليوم".
في دراستهم، أخذ الباحثون في عين الاعتبار النواحي التي يكتنفها شك وغموض في علم الإحاثة، من بينها سجلات حفرية غير مكتملة وأوجه تناقض في تاريخ ظهور كل نوع وانقراضه، وذلك عبر تشغيل برمجيات رقمية بهدف صنع نماذج افتراضية عن ذلك الأمر. وكرروا تلك النماذج ملايين المرات قبل الإجماع على التاريخ الأكثر ترجيحاً في انحسار أعداد الديناصورات.
وضمن تفاصيل أخرى أفضى بها الباحث فيل كوري، الذي شارك في إعداد الدراسة من جامعة "إدمنتون" في ألبرتا بكندا، تبيبن أن تلك الدراسة "استخدمت أكثر من ألف و600 سجل أحفوري شديد الدقة تتعلق بديناصورات العصر الطباشيري".
وأضاف، "لوقت طويل، انكببتُ على جمع حفريات الديناصورات في أميركا الشمالية ومنغوليا والصين ومناطق أخرى. وقد لاحظتُ تطورات هائلة في معارفنا بشأن أعمار التكوينات الصخرية التي تحمل بقايا الديناصورات".
ووفق كلمات ختامية من كوري، "يشير ذلك إلى أن المعلومات تزداد وفرة ودقة على نحو مستمر. إذ يبدو منطقياً ذلك التراجع الذي طال أعداد الديناصورات خلال العشرة ملايين سنة من وجودهم. وفي الحقيقة، يعتبر ذلك الملمح الجزء الأفضل في سجلهم الأحفوري، نظراً إلى وفرة ما يستند إليه من العينات، بحسب ما بينت دراستنا".
اضف تعليق