كثيرة هي الألعاب والمسابقات الفردية والجماعية، التي تجري في مختلف دول العالم ولأسباب مختلفة، فمنها ما ينظم لأجل المنافسة والفوز بالبطولات وأخرى تنظم بهدف الاستمتاع وقضاء الوقت وإسعاد الجمهور، وهذه الألعاب والمنافسات كما يقول بعض المراقبين تختلف من دولة إلى أخرى وقد تعد أيضا تراث خاص يرتبط بتاريخ هذه الدول، التي سعت إلى دعمها وإقامتها بشكل دوري لأجل الحفاظ على مورثتها المميزة، كما ان بعض هذه المنافسات الرياضات وعلى الرغم من خطورتها وغرابتها، لاتزال تستهوي الكثير الأشخاص والمعجبين الساعين الى الوصول والشهرة خصوصا وان مثل هكذا منافسات قد أصبحت تحظى باهتمام متزايد من قبل وسائل الإعلام العالمية، وهو ما دفع بعض المشاهير الى الاستفادة من هذه النشاطات من اجل نشر رسائل خاصة الهدف منها توعية الناس في مجالات مختلفة كصحة والأمن والاقتصاد والتعليم وغيرها من الأمور الأخرى.

وفيما يخص بعض هذه المسابقات فقد انتصر 16 فارسا بولنديا مسلحين بسيوف ومطارق ودروع على خصومهم الاميركيين ظافرين بالمسابقة الاعرق في بطولة العالم لمعارك الفروسية. وجرت المباراة النهائية بين الفريقين المؤلف كل واحد منهما من 16 فارسا في قصر مالبورك العائد للقرون الوسطى في شمال بولندا عاصمة الفرسان التوتونيين سابقا. وقد ظفر البولندييون حيث هذا التقليد اقدم واعمق بست ميداليات ذهبية وميداليتين فضيتين واخرين برونزيتين ايضا خلال البطولة. وحلت بريطانيا ثانية مع خمس ميداليات تلتها اسبانيا وكيبيك والولايات المتحدة والدنمارك.

وكانت المعارك ملفتة وقوية. ففي حين يمنع المساس ببعض مناطق الجسم، فان الفرسان الاقوياء البنية والقادرين على التحرك برشاقة رغم الدروع البالغ وزنها 25 كيلوغراما وخوذة وزنها سبعة كيلوغرامات، يوجهون ضربات قوية مع علمهم انهم لن يتسببوا بجروح خطرة مع ان الحوادث واردة. وقال الاسباني خوسيه مارتينيث امويدو "في المعارك الجماعية يمكن القيام بكل شيء. يمكن الدفع والضرب والنطح والضرب بالسيف وبالمطرقة والفأس والسهم والدرع يمكن القفز على الخصم وقذفه....". لكن ما ان تنتهي المعارك يلتقي "الفرسان" في اجواء ودية يجمع بينهم شغفهم المشترك. بحسب فرانس برس.

وقال الاميركي سايمن روهريتش الذي اتى من اريزونا "في نهاية النهار نتساعد ونتعاضد مهما كانت المواجهة عنيفة على الحلبة وهذا ما يجذبني". وشارك نحو خمسمئة "فارس" وفارسة اتوا من العالم باسره في هذه البطولة ينتمون الى طبقات اجتماعية متنوعة من حطابين الى محامين. ويفسر انتصار البولنديين ايضا بلعبهم امام جمهورهم وبعددهم الكبير مع 50 مشاركا ومشاركة ما امن وجودهم في كل الفئات، على ما قال اوبير فيليبياك احد المنظمين الرئيسيين ورئيس جمعية معارك الفروسية البولندية.

مسيرة لإحلال السلام

الى جانب ذلك انطلق بطل الماراتون الكيني جون كيلاي في نشاط مختلف عن سباقات الجري التي اعتاد عليها، فهو الآن يخوض رحلة طويلة من المشي يأمل ان يروج فيها للسلام بين الجماعات في بلده التي غالبا ما تتناحر على المواشي والمياه. وجون كيلاي عداء وبطل سابق لمباريات الماراتون، وهو ابن عائلة فقدت ثلاثة رجال هم اعمامه، في احدى هذه المعارك الشائعة بين جماعات السكان في ارياف كينيا.

وغالبا ما تندلع هذه الحروب بسبب المواشي، او بسبب النزاع على الماء، وتتركز في مناطق نائية من شمال البلاد تنتشر فيها الاسلحة على نطاق كبير، ويندر ان تتواجد فيها قوات الامن. ويقول جون كيلاي الحائز بطولة ماراتون الالعاب الالمبية لرابطة دول الكومنولث في العام 2010 "علينا ان نتحد، ان ننسى خلافاتنا والتقسيمات القبلية، وان نقول بصوت واحد: كفى..".

وتمتد رحلة السير على الاقدام هذه على 836 كيلومترا، وتستغرق 22 يوما. ولدى الوصول الى منطقة مضطربة يتناوب العداؤون المشاركون فيها على حمل مشعل اولمبي، يسلمه الواحد منهم للآخر. ولدى الوصول الى مدينة كينوك التي كانت العام الماضي ساحة حرب في القبائل اسفرت عن مئات القتلى، يهتف جون ورفاقه العداؤون الثلاثون المشاركون معه "اماني اماني" وهي كلمة تعني السلام باللغة السواحلية، احدى اللغات الرسمية في البلاد الى جانب الانكليزية.

قبل اشهر قتل خمسة ضباط من الشرطة في هجوم انتقامي شنه مسلحون من قبلية بوكوت ردا على مقتل حراس من قبيلتهم وطرد مواشيهم على يد بدو من التوركانا. وسيشارك البطل الاثيوبي المشهور هايل جبريسيلاسي في المسيرة بهدف لفت الانظار الى هذا التحرك والى اعمال العنف بين جماعات السكان. ويدعو العداؤون السكان المحليين الى مواكبتهم في مسيرتهم بعضة كليومترات، وهم يسعون الى جمع اكثر من 250 الف دولار لتمويل برنامج لتعزيز السلم الاهلي، بحسب منظمة ايغيس ترست التي تسعى لارساء مصالحات بين الجماعات المتناحرة، ولاسيما في رواندا بعد مجازر العام 1994.

وبحسب المنظمة، فان برنامجها سيشمل عشرة الاف شاب ممن يمكن ان يقعوا في دائرة العنف العرقي. ويبدو ان هذا التحرك لاقى قبولا حسنا، اذ تطوع مسؤولون محليون للسهر على سلامة العدائين. ويقول ماتايو شيمالا وهو حكيم من جماعة بوكوت في الثمانين من عمره قطع مسافات طويلة من الحدود مع اوغندا للمشاركة في المسيرة "لقد طالت اعمال العنف بين الاخوة في كينيا، هذا محض غباء".

وبحسب شيمالا فان الجماعات القبلية في منطقته توصلت الى اتفاق سلام جعلها تعيش بوئام على طرفي الحدود مع اوغندا. ويضيف "لم لا يمكن ان نطبق الامر نفسه بين الكينيين؟". ومن قبائل التوركانا انضم اليم اوكابل الى المسيرة، ويقول "نعمل منذ منذ 48 عاما على المصالحة والسلام دون جدوى.. لقد رأينا ان المشاركة في هذه المسيرة هي افضل ما يمكن فعله". بحسب فرانس برس.

ويرى جون كيلاي الذي فقد والديه وهو طفل ان الامل معقود على الجيل الجديد، وان التعليم وحده يمكن ان يحول دون وقوع نزاعات على الماشية والماء. وهو يدعو السلطات الى بناء المدارس في مناطق الشمال المهملة، بحيث يمكن ان يتلقى ابناء القبائل المتنافسة تعليمهم على مقاعد الدراسة جنبا الى جنب. ويقول "سيكون تغيير سلوك الجيل الجديد اسهل إن هو تلقى تعليما افضل مما تلقاه اهلنا".

مباراة القرن

على صعيد متصل انتهت المباراة التي خُطط لها على مدى خمس سنوات، بين الملاكم الأمريكي فلويد مايويذر وغريمه الفلبيني ماني باكياو، والتي أجريت بمدينة لاس فيغاس الأمريكية، بفوز مايويذر بفارق النقاط، ليحقق حزام بطل رابطة الملاكمة العالمية، إلى جانب حزامي المجلس العالمي للملاكمة، والاتحاد العالمي للملاكمة، وهو انتصار آخر يضاف لسلسلة انتصارات الأمريكي، التي بلغت 48 فوزاً متتالياً.

وبلغة الأرقام، شكلت هذه المباراة في وزن الوسط استثناء بكل المقاييس، لتلقب بـ"مباراة القرن"، إذ بدأ الإعداد لهذا النزال منذ سنة 2009، واستمر التفاوض بين الملاكمين، ليستقر الاتفاق على أن لا تقل منحة الأمريكي إن هو شارك في النزال 120 مليون دولار، مقابل 80 مليون دولار للفلبيني. وبهذه المنحة، حقق الأمريكي رقماً قياسياً آخر، فهو يتعدى دخل لاعب الجولف الأمريكي تايجر وودز، وأيقونة التنس السويسري روجر فيديرير 52.7 مليون دولار. بل أن الدخل السنوي الإجمالي لأغلى لاعب كرة قدم دافيد بيكهام، والذي يقارب 49 مليون دولار، لا يعادل نصف ما ربحه مايويدز في هذه المقابلة.

ويتوقع أن تبلغ مداخيل هذه المباراة الاستثنائية بكل المقاييس، حوالي 400 مليون دولار أمريكي، بالنظر للحضور الجماهيري والذي قدر بـ 16800 متفرج، التفوا حول الحلبة. وكان بينهم شخصيات ومشاهير كنجمي التنس العالمي آندري أغاسي، وستيفي غراف، جايزي، بيونسي، والممثل الأمريكي دنزل واشنطن. وخصص مبلغ 1500 دولار لأقل التذاكر ثمناً، فيما وصلت أغلاها لـ10 آلاف دولار أمريكي. أما فيما يخص النقل التلفزيوني، والذي لم يكن مباشراً كما تم الاتفاق مع القنوات الناقلة، فكان محدداً في 100 دولار للمشاهد الواحد، ناهيك عن الأموال التي ستدفعها الشركات الداعمة للبطلين. بحسب CNN.

غير أن المبالغ الخيالية لم تعكس ما هو منتظر، فقد خيب الأداء آمال الجماهير التي حضرت، والتي قابلت إعلان الفائز في المباراة بالصفير والإستهجان. وعلق عليه بطل الملاكمة السابق مايكل تايسن على حسابه الخاص في تويتر قائلا: "انتظرنا كل هذا الوقت لمشاهدة هذا.. محبط".

شطائر الهوت دوغ

في السياق ذاته فاز مات ستوني البالغ من العمر 23 عاما ببطولة تناول شطائر نقانق الهوت دوغ التي تنظمها شركة شهيرة لانتاج النقانق في كوني آيلاند بنيويورك بمناسبة الاحتفال بيوم الاستقلال الأمريكين وذلك بعد ان نجح بالتهام 62 شطيرة. وتمكن ستوني من ازاحة البطل جوي شستنات الذي تربع على عرش البطولة ثماني سنوات متتالية. ولم يتمكن شستنات من تناول الا 60 شطيرة.

وفيما تابع الآلاف من المشجعين السباق الذي جرى على منصة مرتفعة، لم يتمكن المتسابق الثالث من تناول اكثر من 35 من شطائر الهوت دوغ. وقال ستوني عقب فوزه لقناة ESPN الرياضة التي بثت وقائع السباق بثا حيا "لقد تدربت تدريبا شاقا من أجل هذه البطولة. ان هذا لفوز مذهل." وفاز ستوني بالجائزة الأولى البالغة 10 آلاف دولار اضافة الى حزام البطولة الأصفر (بلون الخردل المستخدم في الشطائر). وقال ستوني "لا نأت الى هنا ونأكل الشطائر فحسب، بل نتدرب لهذا السباق ونعد اجسامنا اعدادا جيدا." بحسب فرانس برس.

أما البطل السابق شستنات، فقال إنه كان بطيئا ولم يتمكن من مجاراة ستوني الذي يبلغ وزنه 57 كيلوغراما (قبل السباق). اما وزن شستنات فيبلغ 104 كيلوغرامات (قبل السباق ايضا). وأضاف "كنت ابحث عن منافس حقيقي لوقت طويل، وها قد وجدته." وتعهد البطل السابق بالمشاركة في بطولة السنة المقبلة قائله "جعلني (ستوني) اشعر بجوع حقيقي." وتقول شركة ناثان للهوت دوغ الشهير إنها تنظم هذه المسابقة السنوية في عيد الاستقلال منذ عام 1916. يذكر أن لكل متسابق حيلته الخاصة في التهام الشطائر، ولكن احد الاساليب الذي يتبعه الكثيرون منهم هو تناول النقانق والخبز كل على حدة، وذلك بعد ان ينقع الخبز بالماء. ويفقد المتسابق الذي يتقيأ حقه في مواصلة السباق.

مصارعة الثيران

الى جانب ذلك تعد مصارعة الثيران تقليدا قديما متوارثا منذ قرون في جنوب اليابان، لكنها تختلف عن نظيرتها الاسبانية بعدم دمويتها وبحفاظها على هذه الحيوانات التي تحظى بفرصة عيش حياة مرفهة في هذا البلد. وفي حين تواجه مصارعة الثيران في اسبانيا ضغوطا متزايدة من الناشطين المدافعين عن حقوق الحيوانات اثر منعها في مقاطعة كاتالونيا في السنوات الاخيرة، لا تزال النسخة اليابانية من هذا النشاط في جزيرة اوكيناوا جنوب اليابان تجذب اعدادا كبيرة من المتفرجين بينهم عائلات مع اطفال صغار يستمتعون بمتابعة المعارك بين الثيران من خلف القضبان الحديدة على بعد امتار قليلة من الحلبة.

هذه الرياضة غير الدموية العائدة الى قرون خلت تسمى "سومو الثيران" كما يطلق على ابطالها لقب "يوكوزونا" المستخدم ايضا لرواد مصارعة السومو الشهيرة في البلاد. كما ان هذه الحيوانات تحظى بحياة مرفهة في هذه المنطقة. وقال المتخصص في تاريخ رياضة مصارعة الثيران اليابانية كونيهارو مياغي "في اسبانيا تنتهي المعركة عندما يقتل مصارع الثيران الحيوان. أما هنا، فإذا كان الثور خائفا او فقد شجاعته اثناء المنافسة تنتهي المعركة ويعاد الثوران، الرابح والخاسر معا، الى ديارهما". وأضاف مياغي "لا نشعر بأن مصارعة الثيران امر وحشي في اوكيناوا. درجت العادة ان يأتي المزارعون بثيرانهم للقتال معا بهدف التسلية".

واشار الى ان "تحضير الثور للقتال يستغرق خمس سنوات من ثم يشارك بعدها بجولات مصارعة على مدى خمس او ست سنوات على الاقل. اما الابقار التي تمدنا باللحوم اللذيذة يتم ذبحها في غضون عامين فقط". ولفت مياغي الى ان "الثيران المشاركة في جولات المصارعة تعيش لفترات اطول وبرفاهية كبيرة. يرغب اصحاب هذه الحيوانات بأن يكون الفوز من نصيب ثيرانهم لذا يعمدون الى تدليلها بالطعام الفاخر وتوفير بيئة مريحة لتسرح وتمرح فيها. حتى أن الثيران البطلة في هذه الرياضة تتقاعد لتعيش اياما سعيدة في نهاية عمرها".

ويعود تاريخ مصارعة الثيران في اليابان الى حوالى ثمانية قرون عندما كان يستعان بها لتسلية الامبراطور المخلوع غوتوبا اثر نفيه الى جزر اوكي غرب اليابان حيث لا يزال هذا النشاط ممارسا حتى اليوم. كما ان هذا التقليد منتشر في منطقتي ايواتي ونيغاتا شمال اليابان اضافة الى مناطق نائية في جزيرة اوكيناوا. كذلك ثمة انواع اخرى من مصارعة الثيران في بلدان مختلفة بينها كوريا الجنوبية وتركيا ودول البلقان وفي دول الخليج واميركا الجنوبية.

هذه الرياضة متجذرة في الثقافة اليابانية، وتترافق مع تقاليد مثل نثر الملح والارز ورش مشروب ميجيو التقليدي على الحلبة الرملية لطرد الارواح الشريرة. وقد تتسم المعارك في هذه الرياضة الحيوانية بالوحشية في بعض الاحيان إذ ان الثيران الخاسرة غالبا ما تجد صعوبة بالغة في تقبل الهزيمة.

وقال مورياكي ايها وهو صاحب احد الثيران المشاركة في هذه الرياضة إن هذه الحيوانات "قد تصاب بأذى نفسي"، مضيفا "يجب الاعتناء بصحتها النفسية ايضا كما الحال مع اي انسان رياضي، واظهار العطف لها منذ صغرها. ثوري خجول بعض الشيء لكنه لا يخشى شيئا. هو إما شجاع للغاية او احمق". واشار ايها الى ان "الحصول على ثور بطل يتطلب حجما كبيرا ومواصفات بدنية وقرونا قوية. من ثم تأتي الروح القتالية لهذه المخلوقات. المصارعة بين ثورين بزنة طن امر رائع ببساطة". بحسب فرانس برس.

وكشف ايضا عن طقوس غريبة يمارسها اصحاب الثيران لحث حيواناتهم على الفوز. وقال "اقدم لثوري شايا من اوكيناوا قبل مشاركته في جولات المصارعة. هذا المشروب يحوي مادة الكافيين التي تعمل كمحفز ذهني. لا وجود لقواعد ضد استخدام المنشطات في رياضة مصارعة الثيران لذا لا مشكلة في ذلك. كل شخص له حيله السرية الخاصة".

على صعيد متصل اصيب خمسة رجال بجروح طفيفة خلال هرولتهم في ازقة بامبلوما في شمال اسبانيا خلال سباق الثيران الهائجة الثالث في الاحتفالات التقليدية لمهرجان سان فيرمين على ما اوضح المنظمون. ولم يصب اي من الرجال الخمسة وهم اسبان بين سن السابعة والعشرين والثامنة والخمسين بنطحة ثور بل عولجوا من جروح طفيفة في الرأس والركبة والكوع على ما جاء في بيان لحكومة نافارا المحلية.

وفي بداية السباق انفصل ثور ضخم اسود يدعى "خوبيلادو" (المتقاعد) عن مجموعة من ستة ثيران وهاجم عدة متسابقين. وقبل وصول مجموعة الثيران الى الحلبة حيث ينتهي السباق تشبث رجل بقرون الثور الاول ما ادى الى سقوط عدة اشخاص مع انه يمنع عادة لمس الثيران. وقال بيتر ميليغان وهو محام اميركي من نيوجيرزي (شمال شرق الولايات المتحدة) يبلغ الرابعة والاربعين شارك في السباق مع شقيقه ونجله "كان الناس مذعورين جدا هذا الصباح. لقد قفزت فوق ستة اشخاص اليوم. دفعني احد الثيران في الظهر بخطمه وهرب".

وكان هذا السباق الثالث من اصل ثمانية سباقات يتخللها اسبوع الاحتفالات هذا. وقد تعرض اميركيان وانكليزي لنطحات كما نطح استرالي في الفخذ. وخلال هذه السباقات التي يشارك فيها الاف الاشخاص الاتين من العالم باسره، تنطلق الثيران من حظيرة لتنهي السباق في حلبات المدينة لتشارك في مباريات مصارعة ثيران.

وقد قتل في هذه السباقات التقليدية للثيران الهائجة 15 شخصا منذ العام 1911 كان اخرهم اسباني في السابعة والعشرين في العام 2009. ويعود هذا المهرجان الذين يحمل اسم القديس فيرمين شفيع المدينة، للقرون الوسطى وهو قد ذكر في رواية "الشمس تشرق أيضا" لإرنست هيمنغواي (1926) وتتخلله مسيرات دينية ورقصات تقليدية وحفلات موسيقية.

صراع الديكة

في السياق ذاته ناقش المجلس الدستوري الفرنسي قضية رفعت اليه حول لعبة صراع الديكة في ما اذا كان سيبقي على الاجراءات الرامية الى ابطال هذا التقليد الواسع الانتشار تدريجا ام الحفاظ عليه. وتلقى المجلس شكوى من سكان من جزيرة لاريونيون الفرنسية في المحيط الهادئ، يحتجون فيها على ملاحقتهم امام القضاء بسبب افتتاحهم حلبة جديدة لصراع الديكة في العام 2012، مخالفين بذلك القانون الذي يحظر افتتاح حلبات جديدة. بحسب فرانس برس.

ومع ان القانون الفرنسي يعاقب على اساءة معاملة الحيوانات، الا ان العاب صراع الديكة ومصارعة الثيران مستثناة من ذلك، لكونها من التراث المحلي. لكن قانونا اقر في العام 1964 حظر افتتاح حلبات جديدة لصراع الديكة. وقالت محامية المدعين ان الحظر الجزئي ينطوي على اخلال بمبدأ التساوي امام القانون. في المقابل، يرى مسؤولون ان حظر افتتاح حلبات جديدة يتوافق مع روح القانون الذي وضع استثناء "مؤقتا" في المناطق التي تعد هذه اللعبة جزءا من ثقافتها، على ان ينتهي الامر بالغائها تماما في المستقبل. وهذه اللعبة ضاربة الجذور في القدم في بعض مناطق فرنسا، لكنها تثير جدلا كبيرا بسبب وحشيتها وما تسببه للديكة من اصابات وجروح وتشوهات، وخصوصا ان البعض يعمدون الى قطع مخالب الديكة ووضع شفرات او قطع معدنية حادة مكانها.

اضف تعليق