التنقيب بماضي الأرض والبحث اسرارها الوجودية، تظهر لنا اكتشافات الحفريات شيئا منها ينفع بالتكهن كيف انقراض بعض الكائنات وربما ما مصير الكائنات في العصر الراهن اذا لم تحاط بما يلزم من أمور يمكن ان تطلي فترة وجودها على كوكب الأرض، فت فتشير الدراسات ان الأرض قد تشكلت قبل 4.5 مليار عام وظهرت المحيطات قبل نحو 4.4 مليار عام. وقال العلماء ان حفريات بعض الكائنات تصل لعمر 4.28 مليار عام فعلا فإن ذلك سيشير إلى "ظهور متزامن تقريبا للحياة" بعد تشكل المحيطات.
في احدث تطور بهذا الميدان العلمي، تكشف حفريات تتضمن أسماك قرش وزواحف بحرية ومخلوقات تشبه الحبار تم العثور عليها في باطن الأرض بولاية إيداهو ازدهار نظام بيئي بحري في وقت قريب نسبيا عقب أسوأ انقراض جماعي على سطح الأرض وهو ما يتناقض مع نظرية يعتقد فيها منذ وقت طويل أن الحياة تعافت من الكارثة ببطء.
ووصف علماء الاكتشاف المفاجئ للحفريات والذي يظهر أن مخلوقات ازدهرت في أعقاب الانقراض الجماعي في نهاية العصر البرمي قبل حوالي 252 مليون سنة الذي قضى على نحو 90 بالمئة من الأنواع.
حتى الانقراض الجماعي الذي نجم عن اصطدام كويكب بالأرض قبل 66 مليون عام والذي قضى على الديناصورات لم يدفع الحياة إلى حافة الإبادة مثل الانقراض الذي شهده العصر البرمي، وأظهرت الحفريات - وهي لحوالي 30 نوعا مختلفا تم استخراجها في مقاطعة بير ليك القريبة من مدينة باريس بولاية إيداهو - نهوضا سريعا ونشيطا لنظام بيئي بحري مما يوضح مرونة ملحوظة للحياة.
من جانب اخر حقق "القرد البحار" الذي يشبه النسناس الحالي إنجازا مثيرا بعبوره مياه المحيط المفتوحة لمسافة 160 كيلومترا على الأقل قبل 21 مليون سنة انطلاقا من أمريكا الجنوبية ووصولا إلى أمريكا الشمالية وذلك قبل دهور من التحام القارتين، فقد قال العلماء إنهم خلصوا لهذا الاستنتاج بناء على اكتشاف سبع أسنان صغيرة خلال عمليات حفر لتوسيع قناة بنما وأوضح الاكتشاف إن هذه القردة وصلت إلى قارة أمريكا الشمالية منذ وقت أقدم كثيرا مما كان يعتقد من قبل، حيث نشأت القردة في بادئ الأمر في أفريقيا ثم ارتحلت بعد ذلك إلى مناطق أخرى من العالم ويعتقد العلماء أنها قطعت رحلة بحرية أطول عبر مياه المحيط ربما منذ 37 مليون عام عندما انتقلت من أفريقيا إلى أمريكا الجنوبية وربما أيضا على أسطح عائمة.
على صعيد مختلف، كان كائنا غريبا لدرجة أن العلماء يقولون إنه يذكرهم بالوحوش الخيالية في كتب الأطفال. لكن هل كانت كتب الأطفال نفسها قادرة على تخيل زواحف بحرية لها خطم على شكل المطرقة كان يستخدمه للتغذى على الطحالب البحرية؟.
من جانب اخر، كنز من الحفريات لستة مخلوقات من ذوات الفراء سكنت الأشجار في جنوب الصين قبل 34 مليون سنة يعطي تصورا أفضل للحظة مهمة في حقبة تطور الرئيسيات وهي المجموعة التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور البشر.
في حدث نادر صادف علماء يفحصون عظام الفك لحيوان من ذوات الأنياب أقرب إلى الثدييات وكان يعيش في تنزانيا قبل 255 مليون عام واحدا من أقدم الأورام المعروفة، ووصف باحثون بجامعة واشنطن يوم الخميس ورما خبيثا يتألف من تكوينات صغيرة للغاية تشبه الأسنان مغروسة إلى جوار جذر ناب الحيوان الكبير خلال دراسة جانب آخر من الفك غير متصل بالأمر.
وينتمي هذا الحيوان لمجموعة منقرضة من آكلات اللحوم تسمى جورجونوبسيا جمعت بين صفات الثدييات والزواحف. وكان طولها يصل إلى ثلاثة أمتار وظهرت في مرحلة مبكرة من تطور السلالات قادت إلى الثدييات.
علماء يعتبرون حفريات دقيقة عثر عليها في كندا أقدم دليل على الحياة
قال باحثون إن حفريات دقيقة عمرها 4.3 مليار عام تقريبا في كندا تنتمي لفصيلة من الأحياء الدقيقة تشبه بكتيريا تنمو حاليا حول فوهات الهواء الساخن في قيعان البحار وقد تمثل أقدم دليل معروف للحياة على الأرض.
وأضاف الباحثون أن الحفريات التي عثر عليها في شواطئ خليج هدسون بشمال إقليم كيبيك قرب جزر ناستابوكا تدعم فرضية أن الفوهات التي تنفث هواء ساخنا ربما كانت مهد الحياة على الأرض عقب تشكل الكوكب.
وقال الباحثون إنهم يعتقدون أن المريخ -أقرب كوكب إلى الأرض- كانت توجد به في ذلك الوقت محيطات ربما وفرت ظروفا مماثلة تساعد على بدء الحياة.
وذكرت الدراسة التي نشرت في دورية نيتشر (الطبيعة) إن شعيرات وأنابيب دقيقة تأخذ شكل أكسيد الحديد -أو الصدأ- وشكلتها الأحياء الدقيقة عثر عليها محاطة بطبقات من الكوارتز رجح الخبراء أن عمرها يتراوح بين 3.77 مليار و 4.24 مليار عام، وقال العلماء إنهم واثقون بأن الحفريات التي عثر عليها في شمال شرق كندا شكلتها كائنات حية.
وأوضحوا أنها كانت كائنات دقيقة بدائية على غرار تلك التي أطلقت مسيرة التطور نحو الحياة المعقدة وظهور الإنسان في نهاية المطاف قبل 200 ألف عام، وقال ماثيو تود خبير الكيمياء الحيوية بكلية لندن الجامعية الذي شارك في إعداد الدراسة "فهم كيف ومتى بدأت الحياة على الأرض يساعد في الإجابة على أسئلة قديمة: من أين أتينا؟ هل توجد حياة في مناطق أخرى من الكون؟"، وقال الباحثون إن بنية الأحياء الدقيقة البدائية تشبه كثيرا بنية البكتيريا المعاصرة التي تسكن قرب الفوهات المائية الحارة الغنية بالحديد. ويعتقد العلماء إنها -مثل نظيراتها الحديثة- تتغذى على الحديد.
حفريات تظهر نهوضا سريعا للحياة على الأرض بعد انقراض جماعي قديم
قال عالم الحفريات ارنو بريار من جامعة بيرجندي فرانش كومتيه في فرنسا "اكتشافنا لم يكن متوقعا على الإطلاق" فقد ضم الاكتشاف مجموعة متنوعة ومعقدة من الحيواناتـ وضم النظام البيئي لهذه الفترة الهامة حيوانات مفترسة مثل أسماك قرش بطول يصل إلى مترين وزواحف بحرية وأسماك عظمية ومخلوقات تشبه الحبار منها ما لها أصداف مخروطية طويلة وأخرى لها أصداف ملفوفة ومخلوقات قريبة من نجم البحر وإسفنجيات وحيوانات أخرىـ وحدث الانقراض الجماعي في العصر البرمي قبل 251.9 عام. ويقول بريار إن نظام إيداهو البيئي ازدهر بعد ذلك بنحو 1.3 مليون عام وهو ما يعتبر نهوضا "سريعا جدا بالمقاييس الجيولوجية"ـ ولا يزال سبب الانقراض الجماعي محل نقاش.
حفريات عمرها 1.6 مليار سنة ربما تكون أقدم نباتات معروفة
ربما تمثل حفريات تم اكتشافها في الهند يبلغ عمرها 1.6 مليار سنة ويبدو شكلها كطحالب حمراء أقدم نباتات معروفة وهو اكتشاف يمكن أن يجبر العلماء على إعادة تقييم موعد أول ظهور للسلالات الرئيسية في شجرة الحياة على الأرض.
ووصف باحثون الحفريات الدقيقة المتعددة الخلايا بأنها نوعان من الطحالب الحمراء أحدهما على شكل خيوط والأخرى بصلية الشكل كانت تعيش في بيئة بحرية ضحلة إلى جانب حصائر من البكتيريا. وحتى الآن فإن أقدم نباتات معروفة يبلغ عمرها 1.2 مليار سنة وهي حفريات طحالب حمراء من القطب الشمالي بكندا.
وقال الباحثون إن هياكل خلوية كانت موجودة في الحفريات وشكلها العام يماثل الطحالب الحمراء وهي نوع بدائي من النباتات التي تزدهر اليوم في بيئات بحرية مثل الشعاب المرجانية ولكن يمكن العثور عليها أيضا في بيئات المياه الجارية. ويعد نوع من الطحالب الحمراء يعرف باسم نوري أحد المكونات العادية في السوشي وهو طعام تشتهر به اليابان.
وقالت تيريز سالستدت من المعهد السويدي للتاريخ الطبيعي والتي ساعدت في رئاسة الدراسة التي نُشرت في دورية بلوس بيولوجي إن" للنباتات دورا رئيسيا في الحياة على الأرض ونرى هنا أنها كانت أقدم بشكل كبير مما كنا نعرف وهو ما سيكون له تأثير كبير على تقديرنا لموعد ظهور أشكال الحياة المتقدمة على صعيد النشوء."وعُثر على هذه الحفريات في صخور رسوبية غنية بالفوسفات من تشيتراكوت بوسط الهند. واحتوت الحفريات التي على شكل خيط على خصائص خلوية داخلية تشمل هياكل يبدو أنها جزء من آلية التمثيل الضوئي وهي العملية التي يستخدمها النبات لتحويل ضوء الشمس إلى طاقة كيماوية. بحسب رويترز.
واحتوت الحفريات أيضا على هياكل في وسط كل منها جدار خلية مماثل للطحالب الحمراء، وقال الباحثون إن هذه الحفريات تمثل أيضا أقدم كائنات حية متقدمة متعددة الخلايا في الفئة الواسعة التي تشمل النباتات والفطريات والحيوانات مما يشير إلى أن حياة معقدة ازدهرت قبل وقت سابق بكثير عما كان يُعتقد من قبل.
"القرد البحار" قام بهجرة هائلة قبل 21 مليون عام
حقق "القرد البحار" الذي يشبه النسناس الحالي إنجازا مثيرا بعبوره مياه المحيط المفتوحة لمسافة 160 كيلومترا على الأقل قبل 21 مليون سنة انطلاقا من أمريكا الجنوبية ووصولا إلى أمريكا الشمالية وذلك قبل دهور من التحام القارتين.
قال العلماء إنهم خلصوا لهذا الاستنتاج بناء على اكتشاف سبع أسنان صغيرة خلال عمليات حفر لتوسيع قناة بنما وأوضح الاكتشاف إن هذه القردة وصلت إلى قارة أمريكا الشمالية منذ وقت أقدم كثيرا مما كان يعتقد من قبل.
وتخص هذه الأسنان القردة من نوع (بنماسيبوس ترانزيتوس) وهو نوع متوسط الحجم غير معروف من قبل فيما كانت أمريكا الجنوبية آنئذ منفصلة تماما عن بقية القارات وكانت تعيش بها طوائف عجيبة من الثدييات التي نشأت وتطورت على نحو وصفه الأمريكي جورج جيلورد سيمبسون عالم الكائنات الحية القديمة في القرن العشرين بأنها "عزلة مدهشة"، ولا يزال قدر من الغموض يكتنف كيفية نجاح هذه القردة في إتمام هذا الانجاز. وبعد كل هذا العمل البطولي يبدو أن شكوكا لا تزال تحيط بقدرتها على اجتياز البحار.
وقال جوناثان بلوتش مدير متحف فقاريات العصور القديمة بمتحف فلوريدا للتاريخ الطبيعي في جامعة فلوريدا "تمثل بنما أقصى الطرف الجنوبي لقارة أمريكا الشمالية في ذاك الوقت"، وأضاف "ربما تمكنت القردة من العبور سباحًة لكن ذلك يستلزم قطع مسافة تزيد على 100 ميل وهو عمل شاق يقينا. والأرجح أنها عبرت دونما قصد على أطواف من الرقعة النباتية"، وقال بلوتش إنه على قدر علم الجميع فإن هذه القردة كانت الثدييات الوحيدة التي تمكنت من عبور البحر من أمريكا الجنوبية وصولا إلى ما هو بنما الآن.
وفيما تمكن حيوان الكسلان العملاق بأمريكا الجنوبية من الوصول إلى أمريكا الشمالية منذ نحو تسعة ملايين عام إلا أن برزخ بنما لم يتكون إلا منذ نحو 3.5 مليون عام ما أتاح للحيوانات البدء في الارتحال بين القارتين بأعداد كبيرة في واحد من أضخم عمليات الاختلاط بين الأنواع في التاريخ، وقال بلوتش إن التأكد من أن هذه القردة عاشت في أمريكا الشمالية آنذاك اكتشاف بالغ الغرابة بالنسبة للعقل لأنه كان من المسلم به منذ فترة طويلة أنها لم تكن موجودة هناك في ذلك الوقت، ويشبه ذلك معرفة أن حيوانات الكنغر والكوالا في استراليا تعيش في البرية بقارة آسيا الآن. بحسب رويترز.
وقال بلوتش في الدراسة التي أوردتها دورية (نيتشر) إن الأسنان السبعة -التي يصل طول أكبرها إلى نحو خمسة ملليمترات- تنتمي بما لا يدع مجالا للشك لقردة أمريكا الجنوبية لكن شكلها يوضح أن قرد (بنماسيبوس ترانزيتوس) كان يتغذى على الفاكهة المنتشرة في بيئة غابات المناطق الحارة.
تايوان تعثر على حفرية عمرها 4800 عام لأم تحتضن رضيعها
قال مسؤولو متحف في تايوان إن خبراء آثار عثروا على حفرية بشرية عمرها 4800 عام لأم تحمل رضيعها بين ذراعيها، البقايا التي يصل عددها إلى 48 مجموعة واستخرجها الأثريون من مقابر بمنطقة تايشونج هي أقدم دليل على نشاط إنساني في وسط تايوان. وكان أكثر الاكتشافات دهشة هيكل أم شابة وهي تمسك برضيعها وتنظر إليه.
وقال تشو وي-لي مسؤول قسم الانثروبولوجي في متحف تايوان الوطني للعلوم الطبيعية "عندما استخرجوها شعر كل الأثريين والموظفين بالصدمة. لماذا؟ لأن الأم كانت تنظر لرضيعها وهو بين ذراعيها"، وبدأ الحفر في الموقع في مايو أيار 2014 واستغرق عاما. واستعان الخبراء بالكربون لتحديد أعمار الحفريات التي شملت خمسة أطفال.
علماء يكتشفون حفرية جديدة لكائن بحري برأس مطرقة
كان كائنا غريبا لدرجة أن العلماء يقولون إنه يذكرهم بالوحوش الخيالية في كتب الأطفال. لكن هل كانت كتب الأطفال نفسها قادرة على تخيل زواحف بحرية لها خطم على شكل المطرقة كان يستخدمه للتغذى على الطحالب البحرية؟.
وأعلن علماء اكتشاف حفريات جديدة عمرها 242 مليون سنة في جنوب الصين لأحد الزواحف أطلق عليه اسم "أتوبودينتاتوس" تكشف عن طبيعة الكائن الغريب الذي يقطن البحار ويماثل حجمه حجم التماسيح ويتغذى على النباتات.
وعندما اكتشفت الحفريات الأولى لأتوبودينتاتوس في 2014 اعتقد العلماء بناء على ما تبقى من جمجمته أن لديه خطما مائلا إلى الأسفل يشبه منقار طائر النحام (الفلامنجو) وفما عموديا يشبه الزمام لكن نموذجين جديدين للحفريات وصفا في بحث نشر في مجلة "ساينس أدفانسز" أوضحا هذا الأمر، وقال عالم الحفريات أوليفيه ريبل من متحف فيلد في شيكاجو إن أتوبودينتاتوس هو أقدم الزواحف البحرية الآكلة للعشب التي تم اكتشافها. بحسب فرانس برس.
وقال نظيره تشان لي من معهد الحفريات الفقارية والأنثروبولوجيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إن طول أتوبودينتاتوس كان يبلغ تسعة أقدام (2.75 متر) وكان يعيش في المياه البحرية الضحلة بإقليم يونان الصيني إلى جانب الأسماك وزواحف بحرية أخرى.
حفريات صينية تسلط الضوء على فترة مهمة في حقبة التطور
كنز من الحفريات لستة مخلوقات من ذوات الفراء سكنت الأشجار في جنوب الصين قبل 34 مليون سنة يعطي تصورا أفضل للحظة مهمة في حقبة تطور الرئيسيات وهي المجموعة التي أدت في نهاية المطاف إلى ظهور البشر.
وأعلن علماء عن اكتشاف بقايا ستة فصائل رئيسية منقرضة لم تكن معروفة من قبل أربعة منها تشبه حيوان الليمور الذي يعيش في مدغشقر ويشبه واحد حيوان الأبخص وهو من الرئيسيات الليلية التي تتغذى على الحشرات والسحالي في الفلبين وإندونيسيا بينما يشبه الحيوان الرئيسي الأخير القرود.
والرئيسيات من أكثر الثدييات حساسية للبيئة. وقد بقيت لفترة قصيرة بعد حقبة درامية من حقبات تغير المناخ على مستوى العالم جعلت المناخ أكثر بردا وجفافا الأمر الذي أدى لانقراض كل الرئيسيات في أمريكا الشمالية وأوروبا ودمر الرئيسيات في آسيا.
وتعرف سلالة الرئيسيات التي ينحدر منها القرود والقردة المتطورة والبشر باسم السعالي ونشأت في قارة آسيا ويبلغ عمر أولى حفرياتها 45 مليون عام. ولم يهاجر بعض هذه السعالي إلى قارة أفريقيا إلا في وقت لاحق (قبل 38 مليون عام) وظلت السعالي تعيش في القارة نحو 200 ألف سنة حتى ظهر البشر.
لكن إذا كانت السعالي ظهرت أول ما ظهرت في آسيا فلماذا لم تظهر القرود المتطورة والبشر هناك أيضا؟ الإجابة على ذلك هي ظاهرة البرد الكبير التي حدثت قبل 34 مليون عام، قال عالم الحفريات شي جون ني من معهد الحفريات الفقارية والأنثروبولجيا التابع للأكاديمية الصينية للعلوم إن هذه المرحلة تمثل "حلقة تصفية حرجة في تاريخ تطور الرئيسيات"، وقبل انخفاض درجات الحرارة كانت السعالي تهيمن على الرئيسيات في آسيا لكن بعد ذلك هيمنت الرئيسيات الشبيهة بالليمور بينما تراجع عدد الرئيسيات الشبيهة بالقرود. والدليل على ذلك هو أن واحدا فقط من الفصائل الستة الجديدة التي اكتشفت في إقليم يونان الصيني كان من السعالي، ولم تتأثر أفريقيا بالقدر ذاته بانخفاض درجات الحرارة وأصبحت السعالي التي تعيش فيها أكبر حجما وأكثر تنوعا.
في حدث نادر.. رصد ورم في حفرية حيوان عمرها 255 مليون عام
في حدث نادر صادف علماء يفحصون عظام الفك لحيوان من ذوات الأنياب أقرب إلى الثدييات وكان يعيش في تنزانيا قبل 255 مليون عام واحدا من أقدم الأورام المعروفة، ووصف باحثون بجامعة واشنطن يوم الخميس ورما خبيثا يتألف من تكوينات صغيرة للغاية تشبه الأسنان مغروسة إلى جوار جذر ناب الحيوان الكبير خلال دراسة جانب آخر من الفك غير متصل بالأمر.
وينتمي هذا الحيوان لمجموعة منقرضة من آكلات اللحوم تسمى جورجونوبسيا جمعت بين صفات الثدييات والزواحف. وكان طولها يصل إلى ثلاثة أمتار وظهرت في مرحلة مبكرة من تطور السلالات قادت إلى الثدييات.
وكانت الحيوانات المنتمية لمجموعة جورجونوبسيا بين أبرز المفترسات في عصرها وعاشت قبل ما بين 270 و250 مليون عام حين قضت عليها أسوأ موجة انقراض جماعي يشهدها كوكب الأرض في نهاية العصر البرمي. ولم يعد لها وجود قبل نحو 20 مليون عام من ظهور الديناصورات.
وحين بدأ الباحثون فحص الحفرية التي عثر عليها في وادي روهوهو في تنزانيا رصدوا ورما خبيثا في الأسنان يسمى الورم السني المركب والذي ينمو بين اللثتين أو أنسجة أخرى رخوة في الفك. وحين يصاب البشر بهذا الورم فإنهم في بعض الحالات يخضعون للجراحة لاستئصاله،
وحتى الآن لم يظهر هذا الورم سوي في الثدييات بما في ذلك بعض الحفائر ترجع للعصر الجليدي قبل آلاف الأعوام، وقالت ميجان ويتني الباحثة في جامعة واشنطن "لم يكن هناك مؤشر على وجود ورم في هذا الفك. بدا طبيعيا قبل أن نفتحه. وجدنا الورم بالصدفة"، وتظهر الأورام الحميدة والخبيثة في الأنسجة الرخوة ونادرا ما تتحول إلى حفريات.
اضف تعليق