يشهد المسلمون الذين يعيشون في اغلب الدول الاوربية خلال السنوات الاخيرة حالة من الضياع والتعدي على حقوقهم وحرياتهم وذلك بسبب صورة الاسلام التي رسمها المتطرفون في عيون ونفوس الاوربيين الصورة التي انعكست في مرآة غير المسلمين خوفا وعنصرية. وبدأت جلية او تعصبية في التعامل مع المسلمين داخل بلدانهم.
واللاجئين المسلمين ايضا, اللذين نالوا نصيبهم من الصد وبنيت دونهم ودون مقصدهم الحواجز والصدود وكانت السويد التي استقبلت 245 الف طالب لجوء بين عامي 2014 و2015 شهدت مساجدها ومراكز لاستقبال اللاجئين العديد من الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية.
وفي هولندا التي شهدت نزاعات كبيرة بسبب قضية الهجرة ووصول الالاف من طالبي اللجوء من الدول العربية التي تشهد نزاعات وحروب وقد ادى ذلك الى تصريح احد نواب هولندا إنه لو كان القرار بيده لأغلق الحدود، في وجه ما أسماه "الغزو الإسلامي". في إشارة إلى توافد اللاجئين إلى بلاده.
ووصلت الكراهية والعداء للإسلام من قبل الحكومات الاوربية هي في منع بناء المساجد وارتداء النقاب كان هذا قرار رئيس بلدية مدينة اسوثالوم القريبة من حدود صربيا, وفي ايطاليا الاسلام هي الديانة الرئيسية الوحيدة التي لا تعترف بها الدولة ووضعت شروط ومقاسات لبناء المساجد الاسلامية.
ويتعرض المسلمين في بلجيكيا للظلم والتعدي على حرياتهم وطقوسهم الدينية حيث ان الجالية المسلمة في بلجيكا تعيش أياما صعبة، بعد قرار سلطات إقليمي الفلاماند والوالون منع نحر أضاحي العيد على "الطريقة الإسلامية". واشترطت لأجل ذلك "تدويخ" الأضاحي، في سابقة هي الأولى من نوعها بهذا البلد الذي يعيش فيه نحو 600 ألف مسلم، ما جعل هذه الجالية تشعر بالظلم والحيف، خاصة وأنه لم يؤخذ برأيها في موضوع في غاية الأهمية بالنسبة لها.
هذا وان المسلمين يتعرضون لهجمات ارهابية في داخل الدول الاوربية كما افادت الفدرالية الالمانية التي اعلنت في بيان لها عن توقيف اربعة اشخاص يشتبه بانتمائهم الى "منظمة ارهابية من اليمين المتطرف" تخطط لاعتداءات مناهضة للإسلام.
العداء للإسلام
وفي هذا الشأن استنكرت "الجمعية الاسلامية المجرية" قرار رئيس بلدية مدينة اسوثالوم القريبة من حدود صربيا بمنع بناء مسجد والآذان وارتداء النقاب والبوركيني ووصفته بانه خطوة تنم عن "العداء للإسلام". وقال رئيس بلدية المدينة لازلو توروزكاي القومي المتشدد ان القرار اتخذ بهدف "الحفاظ على قيم المجتمع المسيحي وتقاليده في وجه اي استيطان خارجي حاشد". ورئيس البلدية هو كذلك نائب رئيس حزب يوبيك اليميني المتشدد.
ولا يعيش سوى عدد قليل من اللاجئين في مدينة اسوثالوم حيث قام توروزكاي العام 2015 بتصوير فيلم على طريقة "افلام الحركة" على حاجز على الحدود الصربية يحذر المهاجرين من دخول المجر. وقالت الجمعية في بيان انها شعرت "بالصدمة ازاء زيادة كراهية الاجانب والكراهية الخطيرة للإسلام في المجر التي تعززت اليوم باصدار هذا المرسوم".
انشئت الجمعية في عام 1990 وهي من ابرز جمعيات المسلمين في البلاد الذين يقدر عددهم بنحو 40 الفا. وطالب البيان بان تقوم المحكمة الدستورية بالنظر في القرار, واضاف "على الرغم من اننا اقلية دينية ينبغي حماية حقوقنا الدستورية بوصفنا مجريين مثل الاغلبية غير المسلمة لا يمكننا الذهاب الى اي مكان فوطننا هنا".
وقالت الجمعية انها وجهت رسالة لم تتلق عليها ردا الى رئيس الوزراء فيكتور اوربان المعادي للهجرة وكان على راس من عارضوا سياسة "الباب المفتوح" التي انتهجتها المستشارة الالمانية انغيلا ميركل. وقالت الجمعية ان المسلمين تعرضوا للتهجم عليهم لفظيا وجسديا خلال الحملة التي سبقت الاستفتاء ورفض خطة الاتحاد الاوروبي لتقاسم اللاجئين.
وقال رئيس الجمعية سلطان بوليك لفرانس برس في مقابلة اجريت معه حديثا ان رسالة الحملة تمحورت حول "ان المهاجرين هم مسلمون وانهم اما ارهابيون او مجرمون".
ايطاليا لاتعترف بالإسلام
على صعيد متصل اعلنت الحكومة الايطالية انها لجأت الى المحكمة الدستورية لإلغاء قانون اقر في لومبارديا شمال البلاد، ويعتبر منتقدوه انه يعرقل بناء المساجد. وقرر مجلس الوزراء اللجوء الى المحكمة الدستورية بشأن القانون الذي وافق عليه المجلس المحلي في مقاطعة لومبارديا والمتعلق ببناء اماكن جديدة للعبادة.
وقد اقرت هذا القانون الجديد الذي يعتبر "لائحة مبادئ لتخطيط الاماكن الدينية"، أكثرية اعضاء المجلس الاقليمي الذي يهيمن عليه اليمين وخصوصا حزب رابطة الشمال الرافض للاتحاد الاوروبي والمعادي للهجرة. ينطبق القانون على جميع المباني الدينية للطوائف غير المعترف بها رسميا.
بما ان الاسلام هي الديانة الرئيسية الوحيدة التي لا تعترف بها الدولة الايطالية، فقد اعتبر انه يستهدف خصوصا مسلمي ايطاليا الذين يزيد عددهم على مليون مسلم. وقال اليساندرو الفييري السكرتير الاقليمي للحزب الديموقراطي (اليساري، الحاكم) في لومبارديا لفرانس برس ان هذا القانون يجعل بناء مسجد "شبه مستحيل". بحسب فرنس برس.
ومن التدابير التي ينص عليها القانون، ضرورة ان تنطبق هندسة كل بناء ديني مع "الهندسة السائدة في لومبارديا"، والحصول على موافقة "الهيئات المحلية" قبل اي مشروع، والزامية تركيب كاميرات مراقبة لدى الانتهاء من تشييد المبنى. ويفرض القانون ايضا على الهيئات الدينية التي ترغب في تشييد اماكن عبادة جديدة ان توقع على اتفاق مسبق مع الدولة.
ويفترض ان تنظر المحكمة الدستورية ان كان القانون ينتهك حرية العبادة وان كان هناك تجاوز للسلطات.
نائب هولندي يشبه القرآن بكتاب هتلر "كفاحي"
من جهة اخرى شهدت هولندا نزاعات كبيرة بسبب قضية الهجرة ووصول الالاف من طالبي اللجوء من الدول العربية التي تشهد نزاعات وحروب وقد خلقت قضية استقبالها للمهاجرين حالة من الاستقطاب في هولندا التي لطالما فاخرت بتقاليدها العريقة القائمة على الوئام السياسي والتسامح والتنوع الثقافي والتي تشهد تراجعا.
ففي الأيام الماضية دعا الملك فيليم الكسندر وكذلك المشرعون إلى الهدوء بعد تجمعات صاخبة بشأن استقبال اللاجئين. وقال خيرت فيلدرز، النائب الشعبوي الهولندي المعروف بعدائه للإسلام والمهاجرين، في لقاء مع وكالة الأنباء الفرنسية، إنه لو كان القرار بيده لأغلق الحدود، في وجه ما أسماه "الغزو الإسلامي". في إشارة إلى توافد اللاجئين إلى بلاده.
واضاف فليدرز "الطريقة الوحيدة للتعامل مع ذلك هي في استعادة سيادتنا الوطنية وإغلاق حدودنا, أنا لا أطلب شيئا غريبا، أنا اطلب أن تغلق الحكومة أبوابها كما فعلت المجر أن نغلق حدودنا أمام من نعتبرهم مهاجرين وليسوا لاجئين".
وبقدر عدد الذين يستنكرون خطابه، تلقى تصريحات فيلدرز النارية عددا مماثلا من المؤيدين، وتجد تربة خصبة في صفوف الطبقة المتوسطة التي تخشى من حدوث اضطرابات اجتماعية.
واكد فيلدرز (52 عاما) "الناس في حالة غضب، إنهم خائفون، إنهم يريدون سياسة مختلفة والنخبة السياسية لا تصغي إليهم. لهذا تكتسب أحزاب مثل حزبي في كل أوروبا الكثير من القوة". فيلدرز الذي شبه القرآن بكتاب هتلر "كفاحي" وطالب بحظر النقاب.
وهاجم فيلدرز القادة الأوروبيين مثل المستشارة إنغيلا ميركل لأنها فتحت أبواب بلادها أمام اللاجئين قائلا "أعتقد أن الأمر كان غير مهني وحتى غير مسؤول. ليس علينا أن ندفع ثمن غباء إنغيلا ميركل". لكن الأمور لا تسير كلها على ما يرام بالنسبة لفيلدرز الذي يتوقع أن يحاكم السنة المقبلة بتهمة التحريض على الكراهية والعنصرية بعد أن وعد خلال الانتخابات البلدية بأنه سيعمل على ضمان "تقليل عدد المغاربة" في هولندا.
وعندما بدأ الحشد بالصياح "أقل أقل" أجاب فيلدرز باسما "سننظم الأمر"، ما أدى إلى رفع أكثر من ستة آلاف شكوى ضده. وقال فيلدرز إنه كان يقصد "العناصر المجرمة من بين المغاربة وليس إلى كل المغاربة".
ويقول فيلدرز بـ(فرانس 24): إنه يعارض العنف بما في ذلك ضد المسلمين رغم أن تصريحاته بشأن القرآن والإسلام تعتبر مسيئة للإسلام بنظر الكثير من المسلمين المعتدلين. وقال "إذا هدد البعض باستخدام العنف ضد أي كان، أي شخص أو أي مؤسسة فيجب إحالتهم إلى المحاكمة وحبسهم لمدة طويلة".
اعتداءات ضد المسلمين في المانيا
الى جانب ذلك قامت النيابة العامة الفيدرالية الالمانية بألقاء القبض على ثلاثة رجال وامرأة من الجنسية الالمانية تتراوح اعمارهم بين 22 و56 عاما يشتبه بانتمائهم الى "منظمة ارهابية من اليمين المتطرف" تخطط لاعتداءات مناهضة للإسلام. ويشتبه بالموقوفين الاربعة بأنهم خططوا لاعتداءات ضد شخصيات سلفية ومساجد ومنازل طالبي لجوء، وفق ما افاد بيان النيابة العامة الفدرالية في كارلسر وهي (جنوب غرب) التي تنظر في قضايا الارهاب.
ويشتبه ايضا في تأسيس الموقوفين "منظمة ارهابية" سميت "اولد سكول سوسايتي" والانتماء اليها بحسب المصدر. وتشير عناصر التحقيق الى ان المنظمة كانت "تهدف الى شن هجمات على الاراضي الالمانية تنفذها مجموعات صغيرة تستهدف شخصيات سلفية ومساجد ودور لطالبي اللجوء"، بحسب فرنس برس.
وجرت مداهمات لمنازل الموقوفين ولمنازل خمسة اشخاص اخرين اضافة الى مقار اخرى بحسب النيابة الفدرالية التي لم تحدد مواقع هذه العمليات. واشار البيان الى العثور على مواد "سريعة الاحتراق وعالية القابلية للانفجار اضافة الى عناصر ادانة اخرى" في اثناء المداهمات.
وجرت التوقيفات بموجب مذكرة توقيف اصدرها قاض في محكمة كارلسروهه الفدرالية وشارك فيها حوالى 250 شرطيا بحسب النيابة. واستند المحققون الى معلومات وفرتها اجهزة الاستخبارات الداخلية الالمانية بحسب البيان.
شعارات كراهية على جدران مسجد في ستوكهولم
وفي السياق نفسه دخلوا مجهولين مسجدا في ستوكهولم بعد صلاة الفجر، ورسموا صلبانا معقوفة وكتبوا شعارات كراهية على جدران المسجد، كما القوا مفرقعات قبل ان يغادروا, بحسب ما اعلنت عنه الشرطة واوضح المسؤولون في المسجد لوكالة "تي تي" السويدية للأنباء ان مصليا واحدا كان لا يزال داخل المسجد عند اقتحامه. وقالت الشرطة انها فتحت تحقيقا بالحادث.
وقال مصطفى تومتورك احد ممثلي الطائفة المسلمة في ستوكهولم لوكالة الانباء المذكورة "لم نكن نتوقع شيئا من هذا القبيل من الصعب ان نفهم ما يحصل في مجتمعاتنا اكان على المستوى الدولي ام في بلدنا هنا لم اعد اعرف السويد الحالية". وساهم تومتورك في انشاء هذا المسجد عام 1985. وكانت السويد استقبلت 245 الف طالب لجوء عامي 2014 و2015 وشهدت مساجدها ومراكز لاستقبال اللاجئين العديد من الهجمات خلال السنوات القليلة الماضية.
تدويخ الاضاحي هي سابقة اولى من نوعها في بلجيكيا
اما في بلجيكيا فتعيش الجالية المسلمة هناك أياما صعبة، بعد قرار سلطات إقليمي الفلاماند والوالون منع نحر أضاحي العيد على "الطريقة الإسلامية". واشترطت لأجل ذلك "تدويخ" الأضاحي، في سابقة هي الأولى من نوعها بهذا البلد الذي يعيش فيه نحو 600 ألف مسلم، ما جعل هذه الجالية تشعر بالظلم والحيف، خاصة وأنه لم يؤخذ برأيها في موضوع في غاية الأهمية بالنسبة لها."تدويخ" الأضحية قبل ذبحها وذلك بصعقها على مستوى الرأس، وهو ما يرفضه المسلمون، لأن هذه الطريقة لا تتماشى مع عقيدتهم.
وحول المبررات التي قدمها المسؤولون البلجيكيون لتبرير هذا القرار، قال خالد حاجي، الكاتب العام للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة في تصريح لفرانس24، إنهم استندوا إلى القوانين الأوروبية التي تحظر "تعذيب الحيوانات"، مستدركا "لكن بلجيكا تعترف بالجالية المسلمة كمكون للمجتمع وكان من المفروض احترام شعائرها الدينية، باعتبار أن القانون الأوروبي يتضمن استثناءات بهذا الخصوص".
غير ان في مقدمة المتضررين من هذا القرار مربو الماشية الذين أبدوا قلقا كبيرا حول مصيرهم، علما أن بعض الأرقام تتحدث عن ذبح نحو 10 آلاف رأس في منطقة الوالون لوحدها في العام الماضي، كما أن المسالخ ستضرر أيضا. وأكبر مستفيد من الوضعية الجمعيات الخيرية، خاصة تلك التي تقدم نفسها بكونها "تعمل وفق مبادئ الإسلام"، كما هو شأن المنظمة غير الحكومية "أمة شاريتي"، والتي تقاطرت عليها الهبات من قبل المقاطعين للعيد.
وأن رد الفعل الشرعي للمجلس الأوروبي للعلماء المغاربة، والذي جاء به فرعه في بلجيكا وتبناه المجلس كله، أوصى مسلمي هذا البلد بالذبح لمن تأتى له ذلك، فيما شدد، يضيف حاجي، على العمل وقف "القرار المشترك الذي قد تتوصل له السلطات بالمشاركة مع مسؤولي الجالية المسلمة".
وأكد حاجي أن قرار "التدويخ" قبل الذبح اتخذ بإشراك شكلي للمسؤولين عن الجالية المسلمة، موضحا أنه "تم استشارتهم فقط لأجل الاستشارة دون الأخذ برأيهم". وترفض الجالية المسلمة، يستطرد حاجي، "تسييس الموضوع لأنه يهم المسلمين في بلجيكا عامة، ولم تظهر أي تجاذبات سياسية بخصوصه" يقول محاورنا.
ولم يثر الموضوع نقاشا كبيرا في الأوساط السياسية والإعلامية البلجيكية، حسب حاجي، معتبرا أن الموضوع يكتسي حساسية كبيرة وفضلت هذه الأوساط التزام نوع من الصمت تجاهه، في الوقت الذي تلتزم فيه "الجالية المسلمة بالحكمة"، لكنه لفت إلى أن هذا القرار "سيكون له ما بعده".
اخيرا ومن خلال ماورد اعلاه وجدنا اضطهاد لحقوق المسلمين في الدول الاوربية برغم ما تمتلكه هذه الدول من ديمقراطية عالية في مجتمعاتها وحكوماتها الان المسلمين يتعرضون الى مضايقات وسلب لحرياتهم وعليه يجب على المسلمين في الدول الاوربية المطالبة بحقوقهم خلال منظمات حقوق الانسان وسن قوانين تضمن حقوق المسلمين في الدول الاوربية.
اضف تعليق