تزداد الأوضاع الانسانية في اليمن تدهورا مع استمرار الغارات الجوية التي يقوم بها طيران التحالف بقيادة السعودية، التي سعت الى تكثيف عملياتها القتالية وضرب البنى التحتية في هذا البلد الذي يعاني اساسا من مشكلات وازمات كبيرة كما يقول بعض المراقبين، الذين اكدوا على ان الاوضاع الانسانية قد وصلت الى مرحلة بالغة الخطورة وهو ما اكدته العديد من التقارير الخاصة، وهو ما حذر منه مبعوث الأمين العام للأمم اسماعيل ولد الشيخ أحمد مشيرا إلى أن اليمن بات على مقربة خطوة واحدة من حدوث المجاعة، وكانت السلطات الصحية في البلاد قد حذرت ايضا في وقت سابق من حوث كارثة صحية بسبب قلة الادوية والمواد الطبية هذا بالإضافة الى انتشر الكثير من الأوبئة والامراض التي يصعب السيطرة عليها.

وينقل نشطاء حقوقيون ومدنيون وعاملون في مجال الغوث الإنساني وكما تنقل بعض المصادر الاعلامية، صوراً مأساوية لتدهْور الأوضاع الإنسانية، والانتهاكات الحاصلة في مسرح المواجهات، تزيد من خطورتها إعاقة ومنع الأطراف المتحاربة للمنظمات المعنية بالشأن الإنساني من أداء مهامِّها، ومن الوصول إلى إنقاذ المتضرِّرين، وتقديم المساعدات لضحايا الصراع من الجرحى وأسْرى الحرب والسكان المدنيين المحاصرين.

وفي هذا الخصوص فقد دعت 13 منظمة انسانية الجمعة في بيان، الى "وقف فوري ودائم لاطلاق النار لانقاذ ملايين" اليمنيين من النزاع الذي يمس 80% من المدنيين. واشارت المنظمات الـ13 العاملة في اليمن الى ان النزاع، الذي تصاعد مع التدخل الجوي للتحالف العسكري بقيادة السعودية في اذار/مارس، يمس 20 مليون يمني.

وجاء في البيان الموقع من منظمات انسانية من بينها، اوكسفام و"كير" و"سايف ذي شيلدرن" (لانقاذ الاطفال) ان "اليمنيين من ضمن الاشخاص الذين بحاجة قصوى الى مساعدات انسانية في العالم". وتابعت المنظمات ان "اليمن بحاجة ملحة لوقف اطلاق نار دائم" ولرفع "الحصار الاقتصادي الذي تفرضه السعودية" ووقف "تأمين السلاح لكافة الاطراف"، فضلا عن زيادة في تمويل العمليات الانسانية والتنموية على المدى الطويل. بحسب فرانس برس.

ويقول هنيبعل ابيي ووركو، مدير العمليات في منظمة "المجلس النروجي للاجئين" في اليمن والموقعة على البيان، ان "يواصل العالم النظر بعدم اكتراث الى المأساة الانسانية غير المسبوقة في اليمن امر غير مقبول وغير مسؤول". ومنذ نهاية اذار/مارس، اسفر النزاع في اليمن عن مقتل اكثر من الفي شخص واصابة حوالى عشرة آلاف آخرين، يشكل المدنيون جزءا كبيرا منهم، بالاضافة الى تشريد اكثر من نصف مليون نسمة في هذا البلد الذي يفتقد شعبه الى الغذاء المناسب والمياه النظيفة فضلا عن الادوية والوقود.

1850 قتيلا ونصف مليون نازح

وفي هذا الشأن أعلنت الأمم المتحدة في جنيف أن أعمال العنف في اليمن تسببت بسقوط 1850 قتيلا وبنزوح أكثر من نصف مليون شخص منذ نهاية آذار/مارس. وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق حالات الطوارئ (أوشا) أن أعمال العنف هذه أسفرت كذلك عن 7394 جريحا حتى منتصف أيار/مايو، استنادا إلى الأجهزة الصحية اليمنية.

وقال ادريان ادواردز المتحدث باسم المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أن عدد النازحين منذ آذار/مارس الماضي يقدر بأكثر من 545 ألفا. وأوضح أن الهدنة التي انتهت أتاحت "للمفوضية العليا للاجئين إرسال المزيد من المساعدات" برا وجوا انطلاقا من مراكز إعادة التوزيع في صنعاء وعدن. وقال انه تم توزيع المساعدات في المناطق التي يصعب الوصول إليها مشيرا إلى هبوط ست طائرات محملة بالإسعافات في صنعاء.

غير أن اليزابيث بايرز المتحدثة باسم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة قالت أن الهدنة لم تستمر "لمدة كافية" من اجل السماح بتوزيع كل المساعدات الغذائية المقررة. ولم ينجح برنامج الأغذية العالمي سوى في توزيع حوالي نصف ما كان مقررا إذ لم يتمكن من إغاثة أكثر من 400 ألف شخص بعدما كان يعتزم توزيع المواد الغذائية على 738 ألفا.

على صعيد متصل قالت منظمة الصحة العالمية إن الخدمات الصحية في اليمن على وشك الانهيار وان هناك نقصا مزمنا في الادوية والاوكسجين والوقود. وذكرت المنظمة التي تتخذ من جنيف مقرا لها أن أسعار الادوية الاساسية زادت أكثر من 300 في المئة وان نقص المياه زاد مخاطر الاسهال وأمراض أخرى وان ذلك يؤثر على المعايير الصحية الاساسية في المستشفيات والعيادات.

وقال ممثل المنظمة في اليمن أحمد شادول في بيان أظهرت التقارير ان اعداد الاطفال تحت سن الخامسة المصابين باسهال به اثار دماء تضاعفت وأظهرت أيضا زيادة في عدد حالات الحصبة والملاريا المشتبه بها. وأضاف أن التقارير أشارت أيضا الى معدلات مرتفعة لسوء التغذية بين النساء والاطفال دون الخامسة.

وقالت منظمة الصحة نقلا عن وزارة الصحة والسكان في اليمن ان المستشفيات الكبرى ستصبح قريبا غير قادرة على توفير خدمات الطواريء والقيام بعمليات جراحية وتقديم الرعاية المركزة للمرضى نظرا لنقص الدواء والوقود. وذكرت المنظمة ان نقص الوقود يعطل حركة خدمات الاسعاف ونقل الامدادات الصحية في شتى انحاء البلاد بينما تتعطل المختبرات وخدمات نقل الدماء بسبب انقطاع الكهرباء.

وأطلقت المستشفيات في العاصمة صنعاء التي تعاني من نقص شديد في البنزين لتسيير سيارات الاسعاف نداءات الى سائقي سيارات خاصة لديهم كميات كافية من الوقود لنقل القتلى والجرحى الذين يرقدون في الشوارع بعد ضربة جوية كبيرة على العاصمة صنعاء. وتفتقر بعض المستشفيات المزدحمة بالجرحى للكهرباء أو وقود مولدات الكهرباء لاجراء جراحة ويقول مسؤولو مساعدات ان بعض الجثث يتم تخزينها الان في ثلاجات تجارية أو تدفن بسرعة وتفتقر المشارح التي تفوح منها رائحة كريهة الى الكهرباء.

وقالت ماري كلير فيجالي المتحدثة باسم اللجنة الدولية للصليب الاحمر "سيارات الاسعاف لا يمكنها السير ولا يوجد قدر يذكر من الكهرباء ولا يوجد وقود يكفي لتشغيل المولدات. في بلد يعاني من ندرة المياه مثل اليمن فان هذا يعني انه لا يمكن حتى استخدام مضخات للحصول على مياه." وأضافت "إنها كارثة .. كارثة إنسانية. كان الأمر صعبا بما يكفي من قبل لكن الان لا توجد كلمات تعبر عن الحالة السيئة التي وصلت إليها الامور." بحسب رويترز.

وأدت مئات الغارات الجوية بقيادة السعودية وعشرات المعارك البرية في انحاء اليمن في معاناة ملايين الاشخاص في هذا البلد الفقير من الجوع ولم تتمكن حملة ينفذها تحالف عربي ضد المتمردين الحوثيين الموالين لايران من تخفيف قبضتهم على العاصمة صنعاء أو الغاء مكاسبهم في جبهات عبر مئات الاميال في جنوب اليمن. وخلف صراع من اجل مستقبل البلد يتحمل اليمني العادي عبء القتال. وتقول الامم المتحدة إن 12 مليون شخص يفتقرون "للامن الغذائي" أو سيعانون من الجوع بزيادة نسبتها 13 في المئة منذ بدء الصراع.

الجوع والمرض والخوف

من جانب اخر يرقد عبد الله علي (ثماني سنوات) وهو يصرخ ألما داخل مستشفى في صنعاء بينما كان الطبيب ينظف وجهه المثخن بالجروح .. إنه أحد ضحايا حرب تزداد تفاقما وتهدد ملايين اليمنيين بالجوع والتشرد. وقال والد عبد الله الذي جلس بجواره وهو يصف غارة جوية على مستودع للسلاح قبل شهر تسببت في تطاير الصواريخ في كل اتجاه بالعاصمة اليمنية "كنا في المنزل عندما أصابت ضربات جوية قاعدة الصواريخ على الجبل بالقرب من منزلنا". واضاف "بدأت القذائف المنطلقة من القاعدة تتطاير فوق المنازل. حاولنا الهرب لكن عندما وصلنا إلى الشارع اصابت شظية كبيرة ابني. الحمد لله استطاع الأطباء إخراجها لكنه يحتاج إلى مزيد من المساعدة."

وبعد ثلاثة أشهر من القتال يواجه البلد -الذي يعد بالفعل الأفقر في شبه الجزيرة العربية بفارق كبير عن باقي الدول والأكثر اضطرابا بينها- كارثة إنسانية. وأصبح اليمنيون البالغ عددهم 25 مليون نسمة فريسة للجوع والمرض والخوف من الموت بعد أن بات اليمن معزولا عن العالم يعيش تحت قصف قوات التحالف الذي تقوده السعودية ويعاني من استمرار القتال بين كتائب وميليشيات متنوعة.

وقال المعلم المتقاعد من عدن صالح هاشم "أكثر الأشياء ترويعا بالنسبة لنا والأسوأ من أي شيء نعانيه في هذه الحرب هي القذائف العشوائية التي تتساقط علينا كل يوم." وفي أحياء المدينة الجنوبية التي مزقتها الحرب تتحلل جبال النفايات تحت درجة حرارة تزيد على 40 درجة مئوية مما يزيد من تفشي حمى الضنك التي أصابت أكثر من ثلاثة آلاف شخص في أنحاء البلاد طبقا لتقارير الأمم المتحدة.

وينتشر القناصة على أسطح البنايات وتجوب الدبابات الشوارع الخالية وتنطلق القذائف من هنا وهناك على مدار الساعة في حين يلزم الناس منازلهم خوفا. قال هاشم "لا تعرف من أين تأتي (هذه القذائف) لكنك تدرك أنها يمكن أن تقتلك أنت وأسرتك في أي لحظة مثلما تقتل النساء والأطفال كل يوم." وعندما تقدمت حركة الحوثيين المهيمنة الآن في اليمن نحو عدن أواخر مارس آذار بدأ تحالف من دول عربية تقوده السعودية حملة قصف جوي في محاولة لإعادة الرئيس المنتخب عبد ربه منصور هادي الى السلطة بعد أن فر إلى الرياض.

وعلى الرغم من أن التدخل أوقف تقدم الحوثيين إلا أنه أخفق في إجبارهم على التقهقر مما جعل أعدادا كبيرة من المدنيين محاصرين بين خطوط القتال في أنحاء جنوب اليمن. ويقول الحوثيون إن تقدمهم جزء من ثورة ضد حكومة فاسدة ومتشددين إسلاميين. وفرضت السعودية التي تصر على منع وصول اي شحنات أسلحة للحوثيين حصارا شبه تام على بلد يعتمد بقوة على الاستيراد مما حد من إمدادات الغذاء والوقود والدواء إلى كميات هزيلة. وتفطر بعض الأسر بعد صوم نهار رمضان على الأرز والخبز والأسماك المعلبة.

وبعد سلسلة من الهجمات المميتة على مساجد في صنعاء باستخدام سيارات ملغومة أعلن تنظيم ما يسمى الدولة الاسلامية مسؤوليته عنها يقول كثيرون في العاصمة إنهم أصبحوا يؤدون صلواتهم في المنزل. وطبقا لإحصائيات الأمم المتحدة فإن الحرب أودت بحياة ثلاثة آلاف شخص وشردت أكثر من مليون آخرين في حين أصبح أكثر من نصف عدد السكان غير قادرين على الحصول على الغذاء بشكل مناسب.

وقالت وزيرة التنمية الدولية البريطانية جاستن جريننج "يعتمد اليمن أيضا على الواردات لتغطية 90 في المئة من غذائه. كما أن كميات الغذاء والوقود التي تصل لا توزع في المناطق التي تحتاجها لأن القتال على الأرض يحول دون ذلك." وأضافت "لقد فقد آلاف اليمنيين بالفعل ارواحهم في أحدث موجة من أعمال العنف.. لكن ملايين آخرين يواجهون خطر الجوع بحلول نهاية العام."

ومع الأخذ في الاعتبار أن نصف سكان اليمن تحت سن الثامنة عشرة فإن الحرب تحدث أضرارا جمة على الأطفال بشكل خاص. وتحلق الطائرات الحربية على ارتفاع منخفض وتنطلق الأسلحة المضادة للطائرات من الأحياء السكنية تخفي صرخات الأطفال من داخل المنازل ويشكو الآباء من أن الانفجارات المستمرة تصيب الأطفال بحالة من الصمت والشرود والهستيريا. ولا توجد فرصة تذكر للحصول على علاج طبي مناسب لنحو 16 ألف مصاب في الصراع.

وقال جيريمي هوبكنز من صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) في صنعاء "إذا أصيب طفل فإن العديد من العقبات الهائلة تقف في طريق نقله للعلاج." وأضاف "نقص الوقود يجعل نقل (المصابين) الى المستشفى أمرا بالغ الصعوبة مع ندرة البنزين وامتداد الطوابير أمام محطات الوقود لعدة كيلومترات." وتابع هوبكنز "وإذا تم نقلهم الى مركز طبي فربما لا يوجد وقود لتشغيل الأجهزة وقد لا تكون هناك أدوية لعدم دخولها البلاد. كما أن المستشفيات تعاني من نقص الأطباء والممرضين." بحسب رويترز.

وأصبح هشام عبد العزيز مشردا بعد أن أخطأ صاروخ قاعدة عسكرية واصاب منزله. وبعد أن أرسل أفراد اسرته إلى الريف حفاظا على أمنهم بقي هو وحيدا حتى يتمكن من الذهاب إلى عمله. وقال عبد العزيز "كل شيء في المنزل دمر... بعد أن تتوقف الحرب أحتاج إلى كثير من الوقت والمال حتى أعود إلى ما كنت عليه. لم يبق شيء في اليمن لم يصبه الدمار."

المياه النظيفة

الى جانب ذلك قالت منظمة أوكسفام الإغاثية إن حوالي 16 مليون يمني لا يحصلون على مياه صالحة للشرب ما ينذر بعواقب صحية كبيرة على هذا البلد. وقالت المنظمة في بيان إن "الغارات الجوية المستمرة والقتال البري ونقص الوقود تسببت بقطع المياه الصالحة للشرب عن ثلاثة ملايين شخص إضافي منذ بدء الحرب في اليمن، ليرتفع بذلك عدد اليمنيين الذين لا يملكون إمدادات المياه النظيفة والصرف الصحي إلى 16 مليون شخص على الأقل". وأشارت المنظمة إلى أن هذا العدد يمثل ثلثي سكان البلاد تقريبا.

وقالت أوكسفام في بيان إن "الناس يجبرون على شرب مياه غير آمنة نتيجة لتفكك شبكات المياه المحلية، وبذلك تصبح الأمراض خطرا حقيقيا يهدد حياة الناس". وأشارت المنظمة خصوصا إلى أمراض مثل الملاريا والكوليرا والإسهال. ويعتمد يمنيون كثر على حفر الآبار وعلى المياه التي تنقل عبر الصهاريج، إلا أن هذا الخيار الأخير "لم يعد متاحا لمعظم اليمنيين" بحسب أوكسفام التي أشارت إلى أن "سعر المياه المنقولة بالشاحنات تضاعف ثلاث مرات تقريبا" في عدد من المحافظات اليمنية.

وقالت غريس أومير مديرة مكتب أوكسفام في اليمن "إذا لم يكن القتال ونقص الوقود ونقص الإمدادات الطبية وقلة النوم بسبب القصف وتصاعد الأسعار كافيا، فإن أكثر من ثلثي سكان اليمن لا تصلهم حاليا المياه النظيفة أو خدمات الصرف الصحي". وأضافت "هذا الرقم يعادل سكان برلين ولندن وباريس وروما مجتمعة".

بداية دامية لشهر رمضان

في السياق ذاته هيمن العنف على بداية شهر رمضان في اليمن حيث تبنى تنظيم داعش سلسلة من الهجمات التي استهدفت مساجد زيدية فيما يتدهور وضع المدنيين يوما بعد يوم، لاسيما في عدن كبرى مدن الجنوب. وقتل 31 شخصا على الاقل في العاصمة صنعاء التي هزتها خمسة انفجارات متزامنة عشية بدء الصوم. وفيما يضاعف المؤمنون في هذا الشهر اعمال التقوى والخير، يصعد المتطرفون من نشاطهم ويجدون في شهر الصوم فرصة لتكثيف "الجهاد".

وسارع تنظيم الدولة المعروف باسم "داعش" الى تبني الهجمات التي استهدفت العاصمة اليمنية التي يسيطر عليها المتمردون الحوثيون منذ ايلول/سبتمبر. واستهدفت سيارتان مفخختان مسجدين وسيارة ثالثة منزل رئيس المكتب السياسي للحوثيين صالح الصمد. كذلك، انفجرت عبوتان امام مسجدين اخرين عند صلاة المغرب بحسب ما افادت مصادر امنية وشهود. وفي بيان نشر على المواقع الجهادية، اكد التنظيم انه شن اربعة هجمات بواسطة سيارات مفخخة، اثنان على مسجدين وثالث على مقر المكتب السياسي ورابع على منزل قيادي.

واوردت المصادر الامنية وشهود ان المساجد المستهدفة هي مساجد الحشوش والقبيسي والتيسير والقبة الخضراء. وسبق ان استهدف مسجد الحشوش باعتداء انتحاري في اذار/مارس تبناه "التنظيم". واسفر هذا الهجوم مع هجومين اخرين انذاك عن 142 قتيلا. وبعد تلك الهجمات التي كانت الاولى التي تبنتها "داعش" في اليمن، توعد التنظيم المتطرف الحوثيين باعتداءات اخرى.

ويبقى الوضع الانساني في اليمن كارثيا لاسيما في مدينة عدن حيث تستمر المواجهات العنيفة بين المتمردين ومقاتلي "المقاومة الشعبية"، وهو الاسم الذي يطلق على مجموعات المسلحين الموالين لحكومية الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي والذي يقاتلون الحوثيين.

وقال موظف في صحيفة محلية في عدن "لم نحصل على رواتبنا منذ بداية الازمة في اذار/مارس". واضاف "ان المواد الغذائية نادرة والاسعار تضاعفت ثلاث مرات. رفوف المتاجر فارغة تماما". وتدهور الوضع الصحي بشكل كبير في المدينة، فيما يجد السكان صعوبة في الحصول على العلاج للامراض التي ظهرت بسبب الظروف الصحية السيئة مثل التيفوئيد وحمى الضنك والملاريا.

وقالت الطبيبة مروى مروان التي تعمل في قسم الطوارئ في مستشفى البريحي "نستقبل كل يوم من 90 الى مئة مريض بحمى الضنك". واضافت "كل ما يمكننا فعله هو تشخيص المرض، ويتوفى كل يوم ما بين 10 و15 شخصا بسبب المرض". وتسبب الحصار الفعلي الذي يفرضه التحالف على موانئ اليمن ومجاله الجوي في وقف إمدادات الغذاء والوقود للبلاد مما أدى إلى توقف المضخات التي تعمل بالغاز لتوفير الماء لأغراض الشرب والصرف الصحي.

وقال جيريمي هوبكينز نائب ممثل يونيسيف من العاصمة صنعاء "هناك 20.4 مليون شخص بحاجة الآن إلى مساعدات إنسانية بشكل ما بينهم 9.3 مليون طفل." وأضاف "الحصار الفعلي لموانئ اليمن -رغم تخفيفه بعض الشيء- يعني أن الوقود لا يدخل البلاد وبما أن المضخات تعتمد على الوقود فإن هذا يعني بدوره أن أكثر من 20 مليون شخص لا يحصلون على مياه شرب آمنة."

وقال إن هناك احتياجات إنسانية عاجلة أخرى تشمل سوء التغذية ونقص الإمدادات الطبية وارتفاع عدد القتلى بين المدنيين في الغارات الجوية وتجنيد الأطفال وتضرر المدارس من طرفي الصراع. وكان يونيسيف قال قبل بدء الصراع إن نحو عشرة ملايين شخص في اليمن بحاجة إلى مساعدات إنسانية نتيجة لعقود من التخلف. بحسب رويترز.

وفر محمد شبيك من منزله مع زوجته وأطفاله الثلاثة بسبب المعارك وتدهور حالة الصرف الصحي في حي كريتر الذي يعيش فيه ويقع في مدينة عدن الجنوبية. وقال "المشهد حول منزلي كارثي. لا ماء ولا كهرباء ولا غذاء. القمامة مكدسة في الشارع ونخشى تفشي الأمراض. على منظمات الإغاثة الوصول إلى هذه المناطق بأي طريقة." ولجأ شبيك إلى منزل أحد أقاربه في عدن. وقال مسؤول طبي محلي بالمدينة إن عشرات الأشخاص لاقوا حتفهم في عدن خلال الأسابيع القليلة الماضية مع تزايد الإصابة بحمى الضنك والملاريا بسبب نقص المياه وانتشار القمامة.

اضف تعليق