احتفل سكان العالم المعزولون بعيد العمّال هذا العام من دون أي تظاهرات ولا تجمّعات منتظرة، رغم تدابير رفع العزل الأولى في بعض دول العالم، وبدت الاحتفالات بعيد العمال 2020 حول العالم مختلفة للغاية، إذ مُنعت وأُلغيت التظاهرات والتجمعات السنوية المعتادة في إطار إجراءات العزل بسبب جائحة كورونا...
احتفل سكان العالم المعزولون بعيد العمّال هذا العام من دون أي تظاهرات ولا تجمّعات منتظرة، رغم تدابير رفع العزل الأولى في بعض دول العالم، وبدت الاحتفالات بعيد العمال 2020 حول العالم مختلفة للغاية، إذ مُنعت وأُلغيت التظاهرات والتجمعات السنوية المعتادة في إطار إجراءات العزل بسبب جائحة كورونا، فيما تلوح أرقام سلبية في أفق الاقتصاد العالمي.
ولم يُقام أي تجمّع تقليدي بمناسبة عيد العمال، وهو يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم، وهو أمر غير مسبوق في تاريخ النقابات، لكن النقابات دعت إلى أشكال أخرى من التحرك كالتعبئة الافتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي، أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات.
عيد عمال غير مسبوق بسبب جائحة فيروس كورونا، وغابت مظاهر الاحتفال المعهودة في مثل هذا اليوم، بسبب إجراءات الحجر التي اتخذتها الحكومات لوقف تفشي الوباء، وتسبب الفيروس الذي أدى إلى أزمة اقتصادية واجتماعية أيضا في وفاة 230 ألف شخص في العالم.
وعلى الرغم من تدابير رفع العزل الأولى في أوروبا حيث تسبب فيروس كورونا المستجدّ بكارثة اقتصادية غير مسبوقة وكذلك في الولايات المتحدة.
في هذا البلد حيث تُوفي أكثر من ألفي شخص جديد في الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وفق آخر تعداد نُشر مساء الخميس، هدّد الرئيس دونالد ترامب من جديد الصين. وأعلن ترامب الذي يحمّل الصين مسؤولية تفشي الوباء، أنّه يفكّر في فرض رسوم عقابيّة عليها، بعدما قال إنّه اطّلع على أدلّة تشير إلى أنّ مصدر كورونا المستجدّ هو مختبر صيني.
ولن يُقام أي تجمّع تقليدي الجمعة لمناسبة عيد العمال وهو يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم (مع استثناءات مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا). إلا أن هذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات.
لكن الأخيرة دعت إلى أشكال أخرى من التحرك: تعبئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات، وبحسب نقابات فرنسية عدة، سيحاول العمّال بذلك التذكير بأهمية عمل أشخاص "مخفيين في مجتمعاتنا" على غرار العاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي الصناديق في المتاجر، الذين "يواصلون العمل وفي أغلب الأحيان يخاطرون بحياتهم".
في الولايات المتحدة حيث لا عطلة في هذا العيد الجمعة، قدّم أكثر من 30 مليون أميركي طلبات للحصول على إعانات بطالة منذ منتصف آذار/مارس، في عدد قياسي، وبدأت شركات عدة بنشر نتائج من بينها المجموعة العملاقة للتجارة الالكترونية أمازون التي توقّعت عد تحقيق أربح للفصل المقبل. وأعلنت مجموعة بوينغ للصناعات الجوية التي تضررت بشدة بسبب توقف الرحلات الدولية، إطلاق سندات بقيمة 25 مليارات دولار، في أوروبا، لم تتسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بارتفاع أعداد المصروفين من العمل، لكن ملايين الموظفين في بطالة تقنية، وجاءت الخميس سلسلة من الأرقام لتؤكد التوقعات القاتمة في القارة.
فقد أعلنت فرنسا أن إجمالي الناتج الداخلي تراجع لديها بنسبة 5,8% في الفصل الأول من العام الحالي وكذلك إسبانيا بنسبة 5,2% وإيطاليا بنسبة 4,7%. وقالت ألمانيا إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13,2%. وفي منطقة اليورو، تراجع النشاط بنسبة 3,8%، وفق المكتب الأوروبي للإحصاءات "يوروستات" الذي يحذّر من أن في الفصل الثاني ستكون الأرقام أسوأ، وأعلن البنك المركزي الأوروبي الذي لطالما كان منقذ منطقة اليورو، الخميس أنه "مستعدّ" لتعزيز قدراتها.
عيد عمال غير مسبوق في العالم بسبب فيروس كورونا
يحيي العالم الجمعة عيد العمال، وهو الأول من نوعه الذي يمر في صمت مطبق بالمدن، إذ تغيب فيه المظاهرات والتجمعات، بسبب فرض جائحة فيروس كورونا لنمط حياة جديد، رغم تخفيف الحجر الصحي في بعض الدول.
ولن يقام أي تجمع تقليدي بهذه المناسبة التي تعد يوم عطلة رسمية في عدد كبير من دول العالم (مع استثناءات مثل الولايات المتحدة وكندا وأستراليا). وهذا الأمر غير مسبوق في تاريخ النقابات التي دعت إلى أشكال أخرى من التحرك: تعبئة افتراضية على مواقع التواصل الاجتماعي أو الوقوف على الشرفات وواجهات المباني مع حمل لافتات.
وبحسب عدة نقابات فرنسية، سيحاول العمّال بذلك التذكير بأهمية عمل أشخاص "مخفيين في مجتمعاتنا" على غرار العاملين في مجال الرعاية الصحية وموظفي المتاجر الذين "يواصلون العمل وفي أغلب الأحيان يخاطرون بحياتهم".
وفي تركيا، أوقفت الشرطة الجمعة عددا من المسؤولين النقابيين الذين كانوا يتظاهرون في إسطنبول احتفالا بعيد العمال على الرغم من حظر الخروج إلى الشوارع بهدف منع انتشار جائحة كوفيد-19.
وأوقفت الشرطة نحو 15 شخصا بينهم أرزو شركس أوغلو رئيسة اتحاد نقابات العمال الثورية التركية، وكان في مجموعة من قرابة خمسين متظاهرا بينهم نواب للمعارضة خرجوا في مسيرة باتجاه ساحة تقسيم التي ترتدي طابعا رمزيا كبيرا، للاحتفال بعيد العمال.
وارتدى المشاركون في المظاهرة كمامات واقية لكنهم، لم يحترموا قواعد التباعد الاجتماعي، ولقد فرضت السلطات التركية حجرا تاما اعتبارا من الجمعة ولثلاثة أيام على سكان المحافظات الثلاثين الأكثر اكتظاظا بينها إسطنبول، للحد من خطر انتشار فيروس كورونا المستجد، وسجلت أكثر من 120 ألف إصابة بالفيروس في تركيا، و3100 وفاة مرتبطة به.
وضع اقتصادي واجتماعي صعب
في الولايات المتحدة حيث عيد العمال ليس عطلة رسمية، قدّم أكثر من 30 مليون أمريكي طلبات للحصول على إعانات بطالة منذ منتصف مارس/آذار، وهذا عدد قياسي، وفي أوروبا، لم تتسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة منذ نهاية الحرب العالمية الثانية بارتفاع أعداد العاطلين عن العمل، لكن ملايين الموظفين في بطالة جزئية تسمح له بالحصول على مساعدات من الدولة في إطار برنامج أعدته لمواجهة التداعيات الاقتصادية والاجتماعية للجائحة، وتضررت اقتصادات الدول الأوروبية بشكل كبير. وجاءت الخميس سلسلة من الأرقام لتؤكد التوقعات القاتمة في القارة.
فقد أعلنت فرنسا أن إجمالي الناتج الداخلي تراجع لديها بنسبة 5,8% في الفصل الأول من العام الحالي، وكذلك إسبانيا بنسبة 5,2% وإيطاليا بنسبة 4,7%. وقالت ألمانيا إن عدد العاطلين عن العمل ارتفع بنسبة 13,2%. وفي منطقة اليورو، تراجع النشاط الاقتصادي بنسبة 3,8%، وفق المكتب الأوروبي للإحصاءات "يوروستات" الذي يحذر من أن الأرقام ستكون أسوأ في الفصل الثاني.
ولقد أودى مرض كوفيد-19 حتى اليوم بحياة ما لا يقلّ عن 230 ألف شخص في العالم منذ ظهوره في الصين في ديسمبر/كانون الأول، وفق تعداد أعدّته وكالة الأنباء الفرنسية استناداً إلى مصادر رسمية.
كوفيد-19 ينقل مسيرات عيد العمّال إلى الشرفات ومنصات الإنترنت
اضّطر متظاهرون حول العالم لتقليص حجم تجمّعاتهم الجمعة بمناسبة عيد العمّال جرّاء تدابير الإغلاق المفروضة للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد بينما نقل البعض المناسبة إلى منصات الإنترنت في حين أصرّ آخرون على النزول إلى الشوارع مرتدين أقنعة واقية.
وجرت عمليات توقيف في الفيليبين وتركيا حيث خرق العشرات تدابير العزل لتنظيم وقفات احتجاجية. إلا أن معظم التجمّعات التي تم تنظيمها في عيد العمّال غير التقليدي هذه السنة مرّت دون حوادث، ويشارك عادة الملايين في المناسبة التقليدية السنوية للحركة العمّالية التي تشهد مسيرات صاخبة في الشوارع تتخللها أحيانا مواجهات مع قوات الأمن، لكن في وقت فرضت معظم الدول قواعد صارمة للتباعد الاجتماعي للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد، فضّل قادة الحركات العمّالية تأجيل التجمّعات أو نقلها إلى الإنترنت.
ولعل الأول من أيار/مايو يحمل أهمية أكبر هذا العام بعدما زجّ تفشي كوفيد-19 بالاقتصاد العالمي في حالة فوضى تاريخية وتسبب بتسريح أعداد غير مسبوقة من العمال من وظائفهم بينما حوّل بعض العمال الذين تعد أجورهم بين الأدنى -- كالممرضين وجامعي القمامة والعاملين في متاجر بيع الأغذية وإيصال الطلبات إلى المنازل -- إلى أبطال، وفي هذا الصدد، قال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون "نحتفل بفضل العمّال بهذا اليوم الذي تحافظ عليه الأمّة"، وبينما لا تزال فرنسا تخضع لإجراءات الإغلاق، يتوقّع أن يحتفل عمّالها بالمناسبة عبر القرع على الأواني والغناء من شرفات منازلهم والمشاركة في تظاهرات عبر الإنترنت، وقال ماكرون في خطاب للأمّة "بفضل عمل وتفاني العاملين في مجال الرعاية وعناصر الدفاع المدني والقوات المسلحة... ننقذ الكثير من الأرواح كل يوم"، معربا عن شكره كذلك للمزارعين والموظفين الحكوميين وغيرهم من العمال الذين جعلوا "استمرار الحياة أمرا ممكنا رغم كل شيء".
محتجو عيد العمال الألمان يكسرون قواعد التباعد الاجتماعي
تجمع مئات الأشخاص في ميدان في برلين يوم الجمعة للاحتفال بعيد العمال في تحد للحظر المفروض على التجمعات العامة التي تضم أكثر من 20 فردا وعبروا عن شعورهم بالإحباط الشديد إزاء قواعد التباعد الاجتماعي السارية في البلاد منذ منتصف مارس آذار لاحتواء فيروس كورونا، وأغلقت الشرطة الطرق المؤدية إلى الميدان في منطقة خوتسبرج التي اعتاد محتجو عيد العمال اليساريون تنظيم احتجاجاتهم التي كانت تتحول إلى العنف في السابق فيها. وقالت متحدثة باسم الشرطة إن الهدف من غلق الطرق هو منع المزيد من الناس من الانضمام إلى ما وصفته بأنه تجمع غير مشروع.
ودعت جماعات يسارية لتنظيم المظاهرة للتنديد بالرأسمالية والحث على مزيد من التضامن خاصة مع اللاجئين الراغبين في الوصول إلى أوروبا. وحثت الجماعات المشاركين على ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة متر ونصف المتر بين كل منهم والآخر.
العمال في البرتغال يحتفلون بعيدهم في الشوارع
تجمع المئات فى العاصمة البرتغالية لشبونة للاحتفال بعيد العمال، والتزموا بالقواعد الصارمة للتباعد الاجتماعى فى مناسبة صغيرة على نحو غير معتاد لإبداء التضامن مع الذين تم تسريحهم من العمل بسبب تفشى فيروس كورونا المستجد.
ووضع كثيرون الكمامات على وجوههم ورفعوا أعلام النقابات بعدما طلب منهم المنظمون تشكيل صفوف بحيث تفصل بين كل واحد منهم والآخر مسافة ثلاثة أمتار في منطقة خضراء كبيرة بوسط المدينة.
وجرت العادة على أن يخرج الألوف من مختلف أنحاء البلاد في مسيرات بشوارع لشبونة في بداية مايو أيار للمطالبة بمزيد من الحقوق، لكن قواعد العزل العام المطبقة منذ منتصف مارس آذار أرغمت المنظمين من القيادات العمالية على التكيف مع واقع جديد.
وأعطت الحكومة تصريحا خاصا لاتحاد العمال هذا العام لتنظيم المناسبة حيث استخدم شريطا عازلا باللونين الأحمر والأبيض لتحديد المكان الذي يمكن أن يقف فيه المشاركون بشكل دقيق.
لوبان تتحدى العزل في فرنسا
واصلت الزعيمة اليمينية الفرنسية مارين لوبان تقليدا يتبعه حزبها كل عام في عيد العمال ووضعت إكليلا من الزهور عند نصب جان دارك على الرغم من إجراءات العزل العام التي تطبقها البلاد لاحتواء تفشي فيروس كورونا، وانتقدت في الوقت ذاته أسلوب تعامل الرئيس إيمانويل ماكرون مع الأزمة.
وألغيت الاحتجاجات التقليدية في يوم عيد العمال والتي عادة ما يشارك فيها آلاف المتظاهرين، وذلك بسبب تفشي الفيروس الذي أودى بحياة نحو 24 ألف مصاب به في أنحاء فرنسا، واستعاضت النقابات العمالية عن ذلك بأنشطة افتراضية وطلبت من الناس قرع الأواني وتعليق لافتات على الشرفات.
أما بالنسبة لحزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف الذي يتخذ جان دارك رمزا، فقد تحدت زعيمته لوبان قواعد العزل بوسط باريس لتضع إكليلا من الزهور عند قاعدة التمثال الذهبي، وأصبحت جان دارك، الملقبة بعذراء أورليان، رمزا لفرنسا لصمودها وعزمها في حشد الجنود الفرنسيين ضد القوات الإنجليزية وحلفائها ومساعدة شارل السابع على الجلوس على العرش في القرن الخامس عشر، وقالت لوبان للصحفيين ”لم أقل قط إن لدي شكا في العزل، بل قلت إن العزل التام هو الحل حين نفشل في منع الجائحة“، وأضافت ”النهاية الناجحة للعزل هي إجراء اختبارات للجميع وتوفير كمامات للجميع، وأنا ضد فتح المدارس قبل سبتمبر“، وستفتح المدارس تدريجيا اعتبارا من 11 مايو أيار وسيكون بالإمكان استئناف الأنشطة التجارية والأعمال بعدما ظل سكان البلاد البالغ عددهم 67 مليون نسمة في العزل منذ منتصف مارس آذار، وقالت الحكومة إنها مستعدة للإبطاء من عملية رفع العزل أو حتى إلغائها إذا ارتفعت معدلات الإصابة بوضوح، مع تقسيم المناطق الإدارية إلى مناطق ”حمراء“ وأخرى ”خضراء“، ويتشكك نواب من المعارضة وبعض الخبراء في صواب فكرة إعادة فتح المدارس وعمليتها وكذلك في أمر استخدام وسائل النقل العام على نطاق واسع ويتساءلون بشأن الإجراءات الصارمة التي ستظل تؤثر على المناطق الأقل تضررا بالفيروس.
ولا تزال علامات استفهام عالقة أمام قدرة الحكومة على بلوغ هدف إجراء 700 ألف اختبار للكشف عن الإصابة بمرض كوفيد-19 بحلول 11 مايو أيار وكيفية تنفيذ ذلك وإمكانية عزل من تثبت إصابتهم بالفيروس، وفي رسالة بالفيديو نشرها ماكرون على حسابه على تويتر، دعا إلى الوحدة وقال إن البلاد ستخرج من الأزمة، وأضاف ”فكرت اليوم في التنظيمات النقابية وعمال البلاد الذين لم يتمكنوا من تنظيم عروضهم التقليدية“.
ومضى قائلا ”هناك رغبة عارمة في العودة مرة أخرى ليوم الأول من مايو الذي يميز أمتنا بما يحمله من بهجة، وأحيانا غصة. إخواني الأعزاء، سنعود لها يوما، أوائل مايو السعيدة“، وفي مثل هذا اليوم قبل عام، امتلأت شوارع فرنسا بعشرات الآلاف من أعضاء النقابات العمالية ومحتجي ”السترات الصفراء“ الذين كانوا يتظاهرون ضد سياسات ماكرون. وشابت الاحتجاجات اشتباكات بين عشرات الفوضويين الملثمين مع شرطة مكافحة الشغب.
اضف تعليق