العنصرية الداء الذي انتشر وتفشي بين مجتمعاتنا وخصوصا بين فئة الشباب ولم يجد له المجتمع الدولي دواء بل على العكس باتت في الآونة الأخيرة حوادث التمييز والعنصرية منتشرة عالميا ومتفشية بشكل كبير ما جعل المنظمات الحقوقية والمدافعة عن حقوق الانسان تدعو الى إيقاف هذه الحوادث بأسرع وقت رعاية لحقوق الانسان.
منذ امد بعيد تعاني الولايات المتحدة الامريكية من حوادث العنصرية والتمييز بين البيض والسود والتي مازالت قائمة الى يومنا هذا وراح الكثير ضحية هذه الخلافات والصراعات العنصرية من اجل ذلك وجهت منظمات حقوقية دعوة الى الولايات المتحدة لتعويض ضحايا العبودية من أصول أفريقية، واعتبروا في تقرير أن السود في الولايات المتحدة يواجهون "أزمة حقوق إنسان"، لافتين إلى أن واشنطن لم تواجه بعد إرثها من الإرهاب العرقي.
خاصة ان أمريكا تشهد الان موجة من الهجمات العنصرية المتزايدة نتيجة فوز الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب الرئيس الذي يميل الى الشعبوية وكان ذلك واضح من خلال خطاباته ووعوده خلال حملته الانتخابية والتي خص بها على أمريكا أولا وأيضا قرارته بعد أيام قليلة من وصوله الى البيت الأبيض والتي كانت مناهضة الى المهاجرين وشجعت على تفشي جرائم العنصرية والتمييز في المجتمع الأمريكي فقد نشرت مؤخرا تغريدات على حساب احدى الجامعات الامريكية تهاجم فيها المهاجرون وتنعتهم باللصوص وبينت انهم غير مرحب بهم في أمريكا وأيضا رحبوا بقرارات الرئيس الأمريكي ضد المهاجرين.
ومن أمريكا والجامعات الامريكية الى اليابان البلد المتجانس ثقافيا فقد انتقلت اليه عدوى حوادث التمييز والطائفية ففي اخر خمس سنوات انتشرت حوادث العنصرية والتمييز في اليابان مع الأجانب الوافدين اليها من خلال دراسة أجريت بهذا الخصوص أظهرت فيها أن مساعي نحو 40 بالمئة من الأجانب للسكن في اليابان قوبلت بالرفض وأن قرابة ربع الأجانب في البلاد حرموا من الوظائف مما يشير إلى تمييز في المجتمع الياباني المتجانس إلى حد بعيد.
وعلى صعيد مغاير لكنه مرتبط بالعنصرية حيث باتت وسائل الاعلام ومنها الوسائل المرئية وهي التلفاز باشاعة العنصرية والتمييز في برامجها وأكبر دليل على ذلك اعلان احدى مستحضرات التجميل لشركة نيفيا حيث كان شعار الإعلان البياض هو النقاء مما ادى الى رفض الإعلان وقد اشتكى الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي من أن نص الإعلان عنصري، لكن المستخدمين ذوي الميول اليمينية نشروا الإعلان على صفحاتهم.
على مايبدو ان حوادث العنصرية في تزايد وانتشار بأكثر مما نتصور حيث وصلت هذه الحوادث الى ملاعب كرة القدم المكان الذي من المفروض ان يكون فيه الأشخاص بروح رياضية بعيدة عن الكراهية والتمييز لكن أصبحت الملاعب منتشرة بحوادث العنصرية وكان هذا واضح مع كرة القدم الإيطالية التي تحاول استعادة مكانتها العالمية. ولكن مشكلة انتشار العنصرية في الملاعب الإيطالية تغطي على الإنجازات التي حققتها فرق الـ"سيري أ"، خصوصا بعد حادثة طرد اللاعب الغاني سولي مونتاري لاحتجاجه على تعرضه لإهانات عنصرية.
في نفس الموضوع توفي الناشط المخضرم المناهض للفصل العنصري في جنوب أفريقيا أحمد كاثرادا عن 87 عاما. كان بطل الكفاح ضد الفصل العنصري كاثرادا، والمعروف "بالعم كاثي" دخل المستشفى في جوهانسبرج حيث خضع لجراحة لإزالة تجلط دموي في المخ. وقالت مؤسسة كاثرادا إن حالته تدهورت سريعا وأصيب بالتهاب رئوي وأعلنت وفاته الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (0400 بتوقيت جرينتش).
العم كاثي
وكان كاثرادا أمضى 26 عاما في السجن خلال حقبة الفصل العنصري بعد أن صدر الحكم بسجنه مدى الحياة مع الزعيم نلسون مانديلا. وقال كبير الأساقفة ديزموند توتو الحاصل على جائزة نوبل للسلام إن كاثرادا ساعد في تعزيز ثقة العالم في معركة جنوب أفريقيا الطويلة ضد حكم الأقلية البيضاء. وفق رويترز.
وكان كاثرادا كرس حياته لمحاربة الظلم العنصري أثناء حكم البيض وكان أحد الزعماء البارزين في حزب المؤتمر الوطني الأفريقي الذين انتقدوا زوما مع تزايد المزاعم عن فساد الحكومة. وكتب كاثرادا العام الماضي رسالة مفتوحة إلى زوما طالبه فيها بالاستقالة بعد سلسلة فضائح من استغلال أموال دافعي الضرائب لتجديد مقره الريفي إلى زعزعة استقرار أسواق المال والرجوع عن قرارات تتعلق بتعيينات حكومية.
العنصرية في عالم الرياضة
بدأت كرة القدم الإيطالية باستعادة مكانتها العالمية، أكان على صعيد أداء المنتخب أو الأندية ومنها يوفنتوس الذي بلغ نهائي دوري أبطال أوروبا، إلا أن هذه العودة تلطخها مشكلات عنصرية متكررة. فخلال مباراة فريقه بيسكارا أمام كالياري، خرج اللاعب الغاني سولي مونتاري من الملعب احتجاجا على هتافات عنصرية وجهتها إليه جماهير الفريق المضيف.
ورفع مونتاري الشكوى إلى حكم المباراة الذي قابله ببطاقة صفراء على خلفية الاحتجاج، وأتبعها ببطاقة ثانية عندما قام اللاعب الذي صرخ في وجه الجماهير "باستا!" (كفى)، بمغادرة الملعب احتجاجا. ورغم أن توقيف مونتاري مباراة بسبب نيله بطاقتين صفراوين تم إلغاؤه بموجب الاستئناف، إلا أن الحادثة تركت أثرها في عالم الكرة. وفق فرانس برس.
ويقول عالم الاجتماع ومدير مرصد العنصرية ومواجهة العنصرية في كرة القدم ماورو فاليري لوكالة الأنباء الفرنسية "ما حصل مع مونتاري هو أمر مهم جدا، لكن فقط بسبب رد فعله. للأسف، ما حصل (الهتافات العنصرية) هو أمر غير نادر في كرة القدم الإيطالية". يضيف "الأمر لا يقتصر فقط على ’سيري أ‘ (الدرجة الأولى)، في الدرجة الثانية وحتى كرة القدم عموما. خلال العامين الماضيين، سجلنا 80 حالة توجيه إهانات إلى لاعبين ذوي بشرة سمراء خلال مباريات الفئات الشابة، وغالبا ما توجه من قبل ذوي خصومهم".
يتابع "يحصل الأمر بشكل شبه يومي، لكن يبقى دون أي معالجة"، مشيرا إلى أنه "في الفترة الماضية، رأينا حالات مماثلة في رياضات أخرى مثل كرة السلة، يتورط فيها أحيانا مشجعون لكرة القدم ممنوعون من دخول الملاعب".
تمييز مناطقي
ولا تشكل العنصرية النقطة السوداء الوحيدة في كرة القدم الإيطالية، إذ إن التمييز المناطقي لا يزال سمة طاغية في الملاعب، لاسيما بحق أندية جنوب البلاد وأبرزها نابولي. كما شهدت الملاعب حالات تبادل الإهانات بين اللاعبين أنفسهم، وأيضا من دون فرض عقوبات صارمة على أي منهم. وفق فرانس برس.
ففي كانون الثاني/يناير 2016، لم يعاقب لاعب روما دانييلي دي روسي على نعته لاعب يوفنتوس الكرواتي ماريو ماندزوكيتش بـ"الغجري الوسخ". ويرى فاليري أن من الأسباب التي تحول دون وجود عقوبات صارمة هو "غياب حركة مناهضة للعنصرية في كرة القدم الإيطالية، وأن الجمعيات التي تعنى بمواجهة العنصرية لا تركز على كرة القدم". يضيف "في إيطاليا، مواجهة العنصرية ليست معركة الجميع".
البياض هو النقاء
في الشأن ذاته سحبت شركت نيفيا لمستحضرات العناية بالجلد إعلانا تجاريا واعتذرت عنه بسبب اعتباره عنصريا. ويروج الإعلان مزيلا للعرق بشعار "البياض هو النقاء"، ونشر الإعلان على صفحة الشركة على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك". وأقرت الشركة بأن نص الإعلان "مضلل". وفق موقع BBC الاخباري.
واشتكى الكثيرون على وسائل التواصل الاجتماعي من أن نص الإعلان عنصري، لكن المستخدمين ذوي الميول اليمينية نشروا الإعلان على صفحاتهم. وحذفت نيفيا الإعلان من صفحتها، وكان يتضمن العبارات التالية "حافظ عليه نظيفا، فاتحا، لا تجعل شيئا يفسده". وبالرغم من أن معجبي صفحة نيفيا يبلغون 19 مليونا إلا إن زبائنها في الشرق الأوسط كانوا مستهدفين بالإعلان.
تمييز في المجتمع
أظهرت دراسة أن مساعي نحو 40 بالمئة من الأجانب للسكن في اليابان قوبلت بالرفض وأن قرابة ربع الأجانب في البلاد حرموا من الوظائف خلال السنوات الخمس الماضية مما يشير إلى تمييز في المجتمع الياباني المتجانس إلى حد بعيد. وأشارت الدراسة إلى أن مهارات اللغة اليابانية لم تكن المشكلة إذ قال نحو 95 بالمئة ممن حرموا من الوظائف وأكثر من 90 بالمئة ممن رفضت طلبات السكن الخاصة بهم إنهم يتحدثون اليابانية لأغراض المحادثة أو الأغراض المهنية أو بطلاقة.
أجريت الدراسة حتى يتسنى لوزارة العدل فهم قضايا التمييز وحقوق الإنسان التي يواجهها الأجانب في اليابان بشكل أفضل ولإيجاد سبل لحماية حقوقهم. وشارك في الدراسة 4252 أجنبيا أكثر من نصفهم صينيون وكوريون وأكثر من 40 بالمئة منهم يعيشون في اليابان منذ أكثر من عشر سنوات. وفق رويترز.
وقال قرابة 20 بالمئة من بين 2788 مشاركا ممن بحثوا عن عمل في السنوات الخمس الماضية إنهم حصلوا على راتب أقل مقارنة باليابانيين في نفس الوظيفة وذكر أكثر من 17 بالمئة منهم أنهم لم يحصلوا على ترقيات لأنهم أجانب. وقال 13 بالمئة إن ظروف عملهم أسوأ بالمقارنة مع زملائهم اليابانيين إذ يعملون لساعات أطول ويحصلون على عطلات أقل. وأوضح نحو 30 بالمئة من المشاركين أنهم إما أهينوا أو تعرضوا للتمييز من حين لآخر أو كثيرا.
الإرهاب العرقي
قال خبراء في الأمم المتحدة إن على الولايات المتحدة أن تقدم للأمريكيين من أصول أفريقية تعويضات عن العبودية، منبهين إلى أنها لم تواجه بعد إرثها من "الإرهاب العرقي". وأورد تقرير مجموعة العمل أن ما أجج ذلك الحصانة الممنوحة لرجال الشرطة الذين قتلوا عددا من السود، غالبيتهم غير مسلحين، في أنحاء البلاد. حسب فرانس برس.
وإذ لفتوا إلى الأسباب الأكثر عمقا للتوترات العرقية في أمريكا، أعرب الخبراء عن قلقهم حيال "إرث من التاريخ الاستعماري والرق والتبعية العنصرية والتفرقة والإرهاب العرقي وعدم المساواة العرقية". وقال التقرير "لم يكن هناك التزام حقيقي بالتعويضات والحقيقة والمصالحة بالنسبة إلى الأفراد من أصول أفريقية". وصرح رئيس مجموعة العمل ريكاردو أ. سونغا للصحافيين أن اللجنة تعتقد أن نماذج عدة للتعويضات يمكن تطبيقها في حالة الولايات المتحدة.
المهاجرون لصوص
اعتذرت جامعة بولاية ماساتشوستس الأمريكية عن رسائل احتوت على لغة عنصرية وحديث مناهض للمهاجرين كما تضمنت ثناء على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حساب للجامعة على موقع تويتر تعرض للتسلل. وقالت باتريشيا مسيرفي رئيسة جامعة سالم في بيان أرسل بالبريد الإلكتروني "لقد قمنا بعمل جلل في مجال العدالة الاجتماعية وسنواصل هذا العمل حتى تختفي مثل هذه الأحداث... ونحن كمجتمع نلتزم بالتصدي لمثل هذه الأعمال العدائية".
ووصفت التغريدات حركة (بلاك لايفز ماتر) أو (حياة السود تهم) بأنها "لا توجد حاجة لها وليست ضرورية" وقالت إن ترامب "لم يفعل سوى أشياء عظيمة" لأمريكا واستخدمت إهانة عنصرية لوصف الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. وقالت إحدى التغريدات "المهاجرون لصوص" وغير مرحب بهم في الولايات المتحدة وإن "تعليمنا يدور حول الأمريكيين البيض العاملين". وفق رويترز.
واشتملت تغريدة لاحقة على شعار حملة ترامب "لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى". وقالت مسيرفي إن شرطة الحرم الجامعي استعادت السيطرة على الحساب سريعا بعدما علمت الجامعة بالتسلل وحذفت التغريدات وفرضت إجراءات أمنيه إضافية لمنع تكرار مثل هذا الحادث في المستقبل.
اضف تعليق