لم يقتصر الصراع على الهوية الدينية والطائفية في حدود الشرق الاوسط، وانما تعداه نحو اوربا التي غالبا ما تفتخر "بديمقراطيتها العظيمة" التي اسست من خلالها مجتمع مدني يقبل الاختلاف والتعددية، لكن المجتمع الاوربي والانظمة الاوربية تفاجأت من ردة الفعل وحجم التفاعل مع المظاهرات والاحتجاجات العنصرية التي قادتها احزاب وحركات يمينية متطرفة داخل المجتمع الاوربي، وفي المانيا، التي يفتخر المواطنون فيها بالنظام الاجتماعي المنسجم والديمقراطية التي يتمتع بها الجميع، بعد ان تمكنوا من تجاوز تجربة قاسية عاشها المجتمع الالماني خلال الحرب العالمية الثانية وما تلاها، انطلقت اولى الحركات العنصرية الموجة ضد المسلمين والرافضة "لأسلمة الغرب"، حسب حركة "بيغندا" التي قرنت الاسلام والمسلمين بالإرهاب والتطرف، واستطاعت من خلال دعواتها بالاحتجاج ضد المسلمين (من مواطنين ومهاجرين)، تحشيد عشرات الالاف من المؤيدين لدعواتها، كما نجحت في اقامة مظاهرات مماثلة في دول اوربية اخرى غير المانيا، التي منعت استمرار هذه المظاهرات بحجج امنية.
ويرى الكثير من الخبراء والمتابعين، ان اوربا التي فشلت في احتواء المسلمين ودمجهم داخل المجتمعات الاوربية، هو ما سبب هذا التنافر بين الطرفين، فالتعايش السلمي داخل المجتمعات الغربية ينبغي ان يشمل الجميع بدون استثناء او تمييز، فيما يرى اخرون ان الحركات والاحزاب الفاشلة داخل المجتمعات الاوربية والغربية، هي من ساهم في صنع اسطورة "الاسلاموفوبيا" واستغلالها سياسيا واجتماعيا من اجل الترويج لحملاتها الانتخابية وكسر العزلة بعد ترويج افكارهم المتطرفة والتخويف من الاسلام والمسلمين، والدليل على ذلك ان حجم المتظاهرين الرافضين لدعوات المتطرفين الاوربيين كانت غالبا ما تفوق اعداد المتظاهرين ضد المسلمين، وبالتالي فان هناك شريحة هامشية تدعم هذه التوجهات المتطرفة، لكن وعلى الرغم من ذلك، تبقى هذه الدعوات مصدر خطر، ليس على الاسلام او المسلمين فحسب، بل على عموم الانسانية والمجتمع في مختلف دول العالم، فقبول الاخر والتنوع والتعددية داخل المجتمعات هو مطلب انساني يشترك فيه الجميع، وان الدعوات الداعية الى التطرف ونبذ الاخر لا تساعد على تقدم البشرية او تحقيق الامن والسلم في عموم العالم.
في سياق متصل وبعد الهجمات التي استهدفت مواقع دينية إسلامية في فرنسا، والمسيرات التي نظمتها حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام في ألمانيا والنمسا، يواجه مسلمو السويد بدورهم موجة من التهديدات من قبل أنصار "الحزب الديمقراطي" السويدي المتطرف، رغم أن السويد تعتبر من بين البلدان الأكثر انفتاحا في العالم، ولديها تقاليد قديمة في استقبال اللاجئين والمهاجرين، إلا أن هذا لم يمنع مجلس حقوق الإنسان في الأمم المتحدة من أن يدق ناقوس الخطر ويعبر عن مخاوفه إزاء ارتفاع حدة الهجمات التي باتت تستهدف الإسلام ومسلمي هذا البلد، وحول معاناة المسلمين هناك في مدينة "إسلوف" بجنوب السويد حيث شهد مسجد هذه المدينة هجوما نفذه مجهولين، ما أدى إلى تدمير أجزاء كبيرة منه، وقال سمير موريتش إمام المسجد: "شخص مجهول قام بكسر نافذة المسجد وألقى مادة تشبه الغاز وأضرم النار داخل القاعة"، وأضاف: "لقد بقيت حائرا وتساءلت من بإمكانه أن يقوم بهذا الفعل، وهو السؤال الذي يطرحه جميع المسلمون هنا".
وأورد الإمام: "لقد جئنا إلى السويد لكي نعيش في أمان وسلام، وكل ما يمكن أن نفعله نحن كمسلمون، أن نشرح للسويديين أن الإسلام هو دين التسامح والمحبة، ولا علاقة له بالعنف"، وأضاف: "السويد وطننا، بلداننا الأصلية هي تلك التي ولدنا فيها وليست البلدان التي هجرها آباؤنا"، مؤكدا أنه في صدد إنشاء موقع إلكتروني لمكافحة أفكار جهاديي تنظيم "الدولة الإسلامية"، هذا، ورغم قلة عددهم، إلا أن متطرفي "الحزب الديمقراطي" السويدي المعزول عن الساحة السياسية في البلاد، أصبحوا ينظمون وقفات احتجاجية متكررة للمطالبة بعدم بناء المساجد بحجة أنهم لا يريدون سماع صوت الآذان يعلو في السماء ويضغطون على الحكومة لتغيير السياسة التي تعتمدها في موضوعي الهجرة واللجوء السياسي، ويرى الباحث السياسي السويدي ماغنوس رانستروب أن ارتفاع حدة "الإسلاموفوبيا" في السويد يأتي في وقت أصبحت فيه الحكومة عاجزة عن مواجهة الكم الهائل من المهاجرين واللاجئين الذين يصلون إلى البلاد، ويتزامن أيضا مع ظهور عدة جماعات متطرفة وعنصرية عنيفة تنشط على الأرض في العديد من مدن البلاد. بحسب فرانس برس.
وأمام تزايد الشعور بـ"الإسلاموفوبيا" في السويد، خرج مئات من السويديين المناهضين للأفكار والأحزاب المتطرفة والعنصرية إلى الشارع للدفاع "عن نموذج العيش السويدي المبني على الاحترام والتسامح"، وشاركت في هذه المسيرة هيلي لارسون، وهي نائب في البرلمان باسم الحزب الاجتماعي الديمقراطي السويدي، والتي تعتقد أن الهجرة ليس مشكلة بالنسبة للسويد، والدليل حسب ما قالته أن بلادها استقبلت أكثر من 100 ألف لاجئ خلال حرب يوغوسلافيا سابقا، لكنهم اندمجوا دون مشاكل كبيرة في المجتمع السويدي، وقالت: "طبعا في البداية كانت هناك بعض العراقيل، لكن مع مرور الوقت، استفدنا من الهجرة"، ولا يتقاسم فردريك هوسن، نائب في بلدية إسلوف باسم الحزب الديمقراطي السويدي المتطرف، رأي النائب السويدية، على العكس، يرى أن الهجرة مشكلة كبيرة بالنسبة لبلاده، وقال "لقد فقدنا بلدنا، أنظروا إلى كل المدن السويدية الكبرى، فلم يعد هناك شعبا موحدا، بل أصبحت هذه المدن منقسمة إلى أقليات"، من جهتها، أضافت زميلته مارلين جانسون، أن المشكلة الكبيرة تكمن في عدم قدرة المهاجرين على الاندماج في المجتمع السويدي، أو تعلم اللغة السويدية، إضافة إلى البطالة المتنامية في أوساطهم، كل هذا يجعل عملية الاندماج صعبة حسب تعبيرها، إلى ذلك، دعا إمام مسجد إسلوف، سمير موريتش، الحكومة السويدية إلى مساندة المسلمين، وحمايتهم من التهديدات التي يواجهونها، وتقديم المساعدة المالية لهم لنشر فكرة التسامح والوعي الديني بين أوساط المسلمين، ومواجهة الأفكار الدينية المتطرفة التي يسوقها تنظيم "الدولة الإسلامية" وجماعات جهادية أخرى.
منع بناء المساجد
الى ذلك وفي خطوة اعتبرت موجهة ضد حرية المسلمين في ممارسة شعائرهم الدينية، صوتت سلطات شمال إيطاليا مؤخرا على قرار يمنع بناء المساجد في مقاطعة لومبارديا، التي تعد أكبر الأقاليم الإيطالية وأكثرها ثراء شمال البلاد، قرار رغم "خطورته" وتمييزه بين الديانات السماوية، إلا أنه لم يحدث ضجة في الطبقة السياسية، رابطة الشمال الإيطالية، التي تحسب على اليمين المتطرف وقريبة كذلك من رئيس الوزراء السابق سيلفيو برلسكوني، كانت وراء مشروع القرار الذي صار حقيقة اليوم، الذي بفضله لن يتمكن المسلمون من بناء المساجد ولا حتى مواصلة أشغال البناء بالنسبة لتلك التي بدأ بناؤها منذ سنوات، الحرب بين المسلمين ورابطة الشمال في إقليم لومبارديا تعود لنحو 10 سنوات مضت، عندما طالب مسلمو المنطقة من السلطات البلدية رخصة لبناء مسجد يصلون فيه بدل خيمة كبيرة بنيت في ضاحية مدينة ميلانو يأتيها نحو ألف مصل كل جمعة، أو أقبية العمارات التي يلجأ إليها عشرات المسلمين لأداء الصلاة، فرفضت الرابطة بناء مساجد بالمنطقة واستعملت جميع الوسائل القانونية للضغط على السلطات المسؤولة لمنع حدوث ذلك.
وتحمل رابطة الشمال هذا الخطاب المعادي للمسلمين، حيث تساءل ماسيمليانو روميو، مسؤول في الرابطة بالبرلمان المحلي خلال مقابلة صحفية تناقلتها وسائل إعلام إيطالية "ماذا يفعل المسلمون في المساجد؟ يصلون، ويقومون بالسياسة"، ليضيف "ماذا يختبأ وراء المراكز الثقافية الإسلامية؟ هل يذهبون إليها فقط من أجل الصلاة؟ للحديث عن تقاليدهم أو يذهبون هنالك للحث على الكره اتجاه الغربيين"، "ففي بعض البلدان الإسلامية تحرق كنائسنا، ونحن نعطيهم الحق في بناء مساجد هنا؟، لا هذا مستحيل وعلينا بقوانين حديدية للتحكم بهم"، ورغم خطورة القرار إلا أن القانون لم يحدث أي ضجة في الأوساط السياسية في إيطاليا بما في ذلك يسار الوسط الإيطالي الحاكم وبين فريق ماتيو رينتسي الحكومي الذين لم يعلقوا على القضية، وحاولت السلطات الإيطالية طمأنة الإيطاليين بعدم الخلط بين الإسلام والإرهاب غداة الهجمات الإرهابية التي ضربت فرنسا في 7 كانون الثاني/ يناير الماضي، والتي نفذها جهاديون فرنسيون باسم الإسلام وقتل فيها 17 شخصا، حيث أكد وزير الخارجية الإيطالي باولو جينتيلوني على ضرورة عدم الخلط بين "الإسلام" و"الإرهابيين"، رافضا "المزايدات ومحاولات ربط الإرهاب بالإسلام". بحسب فرانس برس.
كما أكد رئيس الدبلوماسية الإيطالية في مقابلة صحفية نشرها موقع وزارة الخارجية الإيطالية ونقلتها وكالة الأنباء الكويتية أنه "لا يجب علينا قبول الخلط بين الإسلام والإرهاب" موضحا أن "الإقدام على هذا الخلط الذي تلح عليه بعض الأوساط الغربية هو محض بلاهة كما يعد هدية للإرهابيين"، وأشار إلى الدور "المهم" الذي يقع على عاتق الحكومات والمؤسسات الدينية والمجتمع المدني في البلدان الإسلامية في مواجهة "تحدي الإرهاب الذي يستهدف حكومات هذه البلاد أساسا قبل استهدافه للغرب"، ويذكر أن المشرعين الإيطاليين اختاروا نهاية كانون الثاني/ يناير سيرجيو ماتاريلا (73 عاما)، القاضي بالمحكمة الدستورية والسياسي المخضرم المنتمي لتيار يسار الوسط، رئيسا للبلاد في 31 كانون الثاني/يناير الماضي.
من جانب اخر قام مجهولون برسم شعار النازية، الصليب المعقوف، عدة مرات على جدران مسجد في فيينا بحسب ما افادت الشرطة النمساوية، قبل اول تظاهرة في البلاد تنظمها حركة بيغيدا "المناهضة لاسلمة الغرب"، وذكرت المتحدثة باسم الشرطة ان "وكالة الامن الوطني تحقق" في تلك الرسومات التي تم اكتشافها، ويأتي ذلك في اطار سلسلة من الحوادث التخريبية المناهضة للاسلام ومعاداة السامية التي شهدتها مؤخرا النمسا، الدولة في الاتحاد الاوروبي، وفي كانون الاول/ديسمبر قام مجهولون بترك راس وامعاء خنزير امام باب مسجد اخر في العاصمة، وتم تغيير لافتة اسم شارع وكتب عليها "شارع الشريعة" في ايلول/سبتمبر، وعثر على رسوم لاربعة صلبان معقوفة كما كتبت كلمة "هتلر" على جدران معسكر ماوثاوزن النازي السابق لاعتقال اليهود، وتعرض رجلان لهجوم في وسط فيينا من قبل اربعة اخرين هتفوا بشعارات ضد اليهود، بحسب تقارير الاعلام، ويأتي ذلك بعد اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين يحتجون على حفل نمساوي تقليدي حضرته شخصيات من اليمين المتطرف اعتقل خلالها 54 شخصا، وظهرت افرع لحركة بيغيدا في مدن المانية اخرى ودول اوروبية بينها الدنمارك وسويسرا واسبانيا، ولا يتوقع ان تستقطب المسيرة التي ستجري في وسط فيينا اكثر من 300 شخص، ومن المقرر ان تجري تظاهرة مناوئة لها، وتم نشر 1200 شرطي اضافي تحسبا لوقوع اعمال شغب.
وتعرض مسجد قيد البناء الى بداية حريق، متعمد على الارجح، في بواتييه وسط فرنسا على ما افادت مصادر متطابقة في حادث جديد يستهدف اماكن الصلاة للمسلمين، وتعرضت عدة مساجد لاطلاق نار وكتبت عليها عبارات عنصرية منذ الاعتداء على مجلة شارلي ايبدو الساخرة وما تلاه من احتجاز رهائن تبناهما اسلاميون، وفي بواتييه، ابلغ الجيران عن اندلاع حريق قبل وصول الاطفاء، في ورشة مهجورة، وقالت سلطات محافظة المنطقة ان العملية ذات دوافع اجرامية، وانتشر عدد من عناصر الشرطة لضمان امن المسجد الذي كتب على بابه "الموت للعرب"، واطلقت عيارات نارية على واجهة مسجد قرب آلبي (جنوب غرب) دون سقوط جرحى، بينما خلف حريق متعمد اضرارا كبيرة في مسجد ايكس لي بان (شرق) وكتبت شعارات عنصرية تشير الى شارلي ايبدو على باب مسجد بايون (جنوب غرب)، وفي كورسيكا، وضعت بقايا خنازير برية امام مسجدين في الجزيرة على ما افاد الدرك، وكتبت عبارة "العرب خارجا" على جدران المبنى الذي يؤوي مجلس المسلمين في كورسيكا بضواحي اجاكسيو.
انتشار حركة بيجيدا
فيما اجتذبت حركة بيجيدا المناهضة للإسلام التي نشأت في ألمانيا مئات المؤيدين والمعارضين لها إلى شوارع فيينا حين نظمت أول مسيرة لها في النمسا المجاورة، ومع نشر 1200 ضابط شرطة في العاصمة النمساوية على سبيل الاحتراز تواجه حوالي 250 مشاركا في مسيرة ترفع اعلام النمسا وتهتف "نحن الشعب" مع عدد مماثل من المتظاهرين الذين هتفوا "تسقط بيجيدا"، وفصلت صفوف من شرطة مكافحة الشعب بين الفريقين، وقال متحدث باسم الشرطة إنه لم تقع حوادث ولا اعتقالات، وفي وقت سابق شارك الآلاف في مسيرة ضد بيجيدا، وجاءت المسيرة بعد مظاهرات عنيفة لنشطاء يساريين يحتجون على حشد سنوي في فيينا يجتذب عادة شخصيات يمينية، وتتزايد الحساسيات الدينية في النمسا، واقترحت الحكومة طلب ترجمات قياسية للقرآن باللغة الألمانية ومنع التمويل الاجنبي للمنظمات الإسلامية في النمسا في مشروع قانون يهدف جزئيا إلى التصدي للمتشددين، وتأتي المبادرة وسط القلق من تقديرات رسمية بأن حوالي 170 شخصا من النمسا انضموا إلى جماعات إسلامية متشددة في الشرق الأوسط.
وهز الصعود المفاجئ لحركة بيجيدا (أوروبيون وطنيون ضد أسلمة الغرب) في ألمانيا المؤسسة السياسية في البلاد بتنظيم حشود في الشوارع وصل عدد المشاركين فيها إلى 25 الف شخص، لكن الفوضى دبت في الحركة بعدما انسحب خمسة من اعضائها المؤسسين ليبدأوا حركة منافسة، وقال طالب الفلسفة النمساوي جورج ايمانويل (28 عاما) وهو متحدث باسم فرع النمسا لصحيفة داي بريسه إنه يريد نهاية "لسياسة الاسترضاء" لحوالي نصف مليون مسلم يعيشون في النمسا وهي دولة كاثوليكية يبلغ عادة سكانها 8.5 مليون نسمة، ودعا إلى قانون يحظر "الأسلمة" كي يمكن معاقبة من يروجون للشريعة مثلما تحظر النمسا تمجيد النازية، وعبر هاينز كريستيان ستراشه زعيم حزب الحرية المعارض اليميني المتشدد الذي يتساوى في استطلاعات الرأي مع أحزاب الائتلاف الوسطي عن الدعم لحركة بيجيدا التي وصفها بأنها "حركة جادة للحقوق المدنية". بحسب رويترز.
كما تشهد العاصمة الدنماركية كوبنهاغن تظاهرة مناهضة للاسلام بدعوة من حركة بيغيدا التي اضطرت الى الغاء التظاهرة الاسبوعية التي تنظمها في اليوم نفسه في دريسدن بشرق المانيا وذلك اثر تلقيها تهديدات، وقال منظم التظاهرة نيكولاي سينيلز "سوف نتظاهر في كوبنهاغن، على فيسبوك هناك 300 شخص قالوا لنا انهم سيشاركون"، واضاف ان الهدف من التظاهرة هو "اتاحة الفرصة للطبقة المتوسطة للتعبير عن قلقها ازاء اسلام عنيف"، مؤكدا ان التظاهرة ستكون "الاولى من نوعها" في هذا البلد، وحركة بيغيدا تمددت الى دول اوروبية اخرى، وفي 12 كانون الثاني/يناير شارك حوالى 200 شخص في تظاهرة مناهضة للاسلام في العاصمة النروجية اوسلو، واعلنت حركة بيغيدا الغاء تظاهرتها الاسبوعية التي تنظمها كل يوم اثنين في دريسدن في شرق المانيا اثر تلقي احد كوادرها "تهديدا بالقتل"، مشيرة الى ان تنظيم "الدولة الاسلامية" يقف خلف هذا التهديد، واعلنت الشرطة الالمانية حظر اي تظاهرة عامة في هذه المدينة بسبب وجود "خطر ارهابي ملموس"، ومنذ وقوع الاعتداءات الاسلامية في فرنسا ضد اسبوعية شارلي ايبدو ومتجر يهودي في باريس التي اسفرت عن 17 قتيلا، اصبحت المانيا مثل دول اخرى تتخوف من وقوع اعتداءات جديدة.
من جانبها قالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إن من واجبها حماية حق التظاهر في ألمانيا بصرف النظر عن القضية التي تنظم ضدها المظاهرة وعرضت دعم الأمن الاتحادي بعد إلغاء مسيرة مناهضة للإسلام جراء تهديد إرهابي، وكانت شرطة مدينة دريسدن في شرق ألمانيا حظرت التجمعات العامة يوم الاثنين بما في ذلك مسيرة لحركة بيجيدا الألمانية المناهضة للإسلام، غير أن المشاركين في التظاهرات المضادة لمسيرات الحركة في أنحاء ألمانيا فاق عددهم بكثير أولئك المشاركين في تظاهرات بيجيدا، وشجبت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل الحركة ووصفت أعضاءها بأنهم عنصريون "تملأ الكراهية قلوبهم" وهي تعابير قوية لا تستخدمها الزعيمة الألمانية في العادة.
لكنها دافعت في مؤتمر صحفي عن حق الاحتجاج قائلة "يجب حماية هذا المبدأ الثمين، ولهذا سنبذل قصارى جهدنا، لضمان تأمين حرية التظاهر في كل مكان في ألمانيا"، وعرضت مساعدة اتحادية إذا طلبتها السلطات الإقليمية المسؤولة عن الإجراءات الأمنية، وقال قادة حركة بيجيدا إنهم لن يسمحوا بتكميم أفواههم وسينظمون تظاهرة بالتنسيق مع المسؤولين الأمنيين، وقال لوتز باخمان وهو قائد الحركة "إن التهديد لم يكن موجها ضدي شخصيا بل كان تهديدا ضمنيا للتظاهرة ومن واجبنا حماية الناس"، وقالت السلطات الأمنية الألمانية إنها تلقت تحذيرات محددة من احتمال أن يشن متشددون هجمات على محطات السكك الحديدية الرئيسية في برلين ودريسدن، ونقلت الشرطة المحلية عن معلومات من مكتب مكافحة الجريمة الاتحادي أن الخطة كانت تقضي بانتشار قتلة بين متظاهري حركة بيجيدا وقتل أحد قادتها، وينفي قادة بيجيدا عن أنفسهم تهمة العنصرية بل يقولون إنهم يحاولون التفريق بين الإسلاميين المتشددين ومعظم مسلمي ألمانيا البالغ عددهم أربعة ملايين، وقال وزير العدل الألماني هيكو ماس في بيان "مهما كان الرأي في بيجيدا فإن تظاهرتهم يحميها حق حرية التعبير عن الرأي طالما أنها لا تخرق قوانيننا"، وأضاف "بامكان ديمقراطيتنا أن تتأقلم مع بيجيدا، إن الغالبية العظمى من الألمان ترفضهم وقد نزلوا إلى الشوارع في الأسابيع الأخيرة للتظاهر ضدهم، هذا الأمر يجب أن يبقى ممكنا".
اضف تعليق