أدّت الصراعات السياسية بين القوى والأقطاب العالمية إلى خلق نوع من المتضادات الصارخة بين ما هو معلَن وبين ما هو مضمَر من مآرب وأهداف، فالطبقة العالمية الحاكم تعلن أن عالمنا هذا عالم عقلاء، لكنها في نفس الوقت تجرّ البشرية إلى تناقضات هائلة في السلوك والأخلاقيات، ما أدى إلى خسائر...
تحرير: عصام حاكم
ناقش مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث ضمن نشاطاته الفكرية الشهرية موضوعا تحت عنوان (مصير النظام الدولي بين عالم العقلاء وعالم المجانين)، بمشاركة عدد من مدراء المراكز البحثية، وبعض الشخصيات الحقوقية والأكاديمية والإعلامية في ملتقى النبأ الأسبوعي هذا وقد أدار الحلقة النقاشية الباحث في المركز محمد الصافي، وابتدأ حديثه قائلا:
يوم بعد يزداد عالمنا احتقانا وتطرفا، ويغدو مكانا غير آمن للعيش بسلام، وتنعدم فيه الأسس التي تعدل بين الناس، وتسوده قيم وسلوكيات تبتعد كل البعد عن الفطرة الخالصة التي جُبِل بها الإنسان، حتى يبدو العالم وكأنه مصاب بالجنون!، وبات من غير الممكن أن يحقق فيه الإنسان أحلامه بل أدنى الأحلام التي تتعلق بالأمن والسلام باتت غير ممكنة وهذا ما يدعو إلى الغرابة والأسف حقاً.
فقد ذهبت الأفكار الإنسانية العظيمة أدراج الرياح، ولم تستطع حتى الأديان أن تعيد سكان العالم إلى رشدهم، فالجميع (ونعني هنا طبقة السلطة/ الساسة والحكومات، وشركات المال والاقتصاد العالمية) يتسابقون إلى أهدافهم بشتى الأساليب لاكتناز أكثر وأكبر ما يمكن من الثروات والأموال، بالطرق التي لا تمت بصلة للإنسانية أو العدالة أو الأخلاق، لذلك تحوَّل عالمنا الذي يبدو في خارجه (عالم عقلاء) إلى (عالم مجانين).
ومن هنا.. إذا أردنا أن نعرف عاقلاً، فقد نعرفه بالقياس إلى عاقل آخر، فكلاهما موزون الحركات، وكلاهما لا تبدو عليه ملامح الاضطراب والفوضى في كلامه وسلوكه، وأكله وغير ذلك.
وقد نعرف العاقل بالمجنون، كما أن المجنون يعرف بالعاقل، فإذا رأينا عاقلاً متّزن الحركات علمنا أن المجنون هو ليس كذلك، وإذا رأينا مجنوناً فوضوي الحركة، علمنا بأن العاقل ليس كذلك.
ثم لنتساءل: من هو المجنون؟ حتى نعرف أن العالم بمجموعه مجنون أم عاقل، ومن هو العاقل؟ حتى نعرف هل أن العالم بمجموعه عاقل، أم لا؟!
إن المجنون: هو الذي يمارس الأعمال العشوائية، مما يضرّ نفسه ويضرّ الآخرين، أما العاقل، فهو الذي يمارس الأعمال بحكمة مما ينفع نفسه وينفع الآخرين.
وهذا ما تنبّه له المرجع الراحل السيد محمد الحسيني الشيرازي (رحمه الله)، في كتابه القيّم (الصياغة الجديدة)، بأن عالمنا هذا هو عالم مجانين وليس عالم عقلاء، وقد تساءل في كتابه قائلا: هل العالم في عصرنا هذا عالم عقلاء أم عالم مجانين؟ ولعلّ هذا السؤال يثير الاستغراب، إذ من الواضح أن العالم عالم العقلاء، وان المجانين هم أفراد قلائل يعيشون في دور المجانين والمصحّات العقلية، لكن هذا هو ظاهر الأمر، ولعل التعمّق في الأمر يفيد غير ذلك.
وقد أسند الإمام الشيرازي آراءه هذه بأدلّة استقاها مما يحدث في عالمنا، حيث أدّت الصراعات السياسية بين القوى والأقطاب العالمية إلى خلق نوع من المتضادات الصارخة بين ما هو معلَن وبين ما هو مضمَر من مآرب وأهداف، فالطبقة العالمية الحاكم تعلن أن عالمنا هذا عالم عقلاء، لكنها في نفس الوقت تجرّ البشرية إلى تناقضات هائلة في السلوك والأخلاقيات، ما أدى إلى خسائر جمة جعلت من المعمورة لا تُطاق، وباتت بؤرة للاحتراب والاقتتال، وتحجّمت فيها القيم الإنسانية العظيمة التي غرستها الأديان والفلسفات العظيمة، لكنها لم تجدِ أي نفع مع حمَلَة العقول المريضة والنفوس المجبولة بالجشع والخداع.
لذا يكرر الإمام الشيرازي تساؤلاته ويقول: (إذا كان العالم عالم العقلاء، فلماذا قُتِل الملايين خلال نصف قرن في حربين عالميتين (الأولى والثانية)، تركت العالم شظايا ورماد ودماء ودموعاً وأشلاء ومعوقين وما إلى ذلك).
احتكار ثروات العالم لدى أفراد!
ومن مظاهر الجنون التي تثبت بأن عالمنا اليوم لا علاقة له بموازين العقل أو الأخلاق، ذلك التمايز الغريب بين البشر، ففي الوقت الذي يسيطر فيه قلّة قليلة ونسبة طفيفة من البشرية على أموال وثروات العالم أجمع، مقابل ذلك هناك مئات الملايين من البشر تهددهم المجاعات والأمراض والفقر والتخلف نتيجة للسياسات العالمية القائمة على التضليل والخداع والحروب والخراب الاقتصادي في شتى بقاع العالم.
ومن المفارقات الغريبة حقا أن يُسمح للأفراد والشركات المرتبطة بالرأسمالية أن تسيطر على ثروات العالم، وتتحكم بمصير البشرية كلها، بسبب فقدان القيم والتشريعات التي لا يمكنها وضع حد لهذا التمايز القاتل بين بني الأرض، فحتى المنظمات الأممية التي يعوَّل عليها بإحقاق الحق وضمان حماية ثروات الأرض وتوزيعها بشكل عادل عجزت عن القيام بمهمتها هذه، حيث باتت مراكز القوى العالمية تتحكم بها وتصوغ قراراتها كما تشتهي لكي تصب في صالحها!، في الوقت نفسه تواصل المجاعات حصد أرواح الأطفال الفقراء وتبذر الفقر والجهل والمرض في قارات بأكملها.
وهذا ما يدعو الإمام الشيرازي إلى التساؤل من جديد: (لماذا تتكدّس مليارات الدولارات لدى بعض الأفراد، بينما ملايين الأطفال يموتون جوعاً وهل هذا من التعقّل؟).
(إذاً، ليس الجنون خاصاً بمن يقفز في الشارع، ويتسلّق الجدران ويشقّ ملابسه ويلوّث بدنه، إن المجنون أيضاً هو من يضرّ نفسه والآخرين. وإذا كان العالم عالم عقلاء لماذا نبني المستشفيات للعناية بالصحة، ونربّي الأطباء الحاذقين، ثم نهيئ وسائل التدمير الجماعية التي تخلّف ملايين الجرحى والمصابين، هل هذا عمل العقلاء؟!).
الحل بالعودة إلى فطرة الإنسان
ومما يؤسَف له اليوم، حالة الاحتراب العالمي، حيث يحترق العالم في حروب لا نهاية لها، بأنواع لا حصر لها، مدعومة بجنون التسابق نحو التسلح، الذي انتقل من صناعة الأسلحة التقليدية إلى أنواع أخطر وأعظم فتكا وتدميرا حيث الترسانات النووية والهيدروجينية والكيميائية وسواها، ما يثبت أننا فعلا نعيش في عالم (مجانين) وليس عقلاء كما وصفه الإمام الشيرازي.
تعد المنظمة الدولية مثالاً آخراً على مناقضة العقل، فالأمم المتحدة، باتت مكاناً لهدر حقوق الدول الضعيفة لصالح الدول القوية، فهي تجعل دولة يبلغ عدد سكانها مليار إنسان – مثلاً- مع دولة ذات مائة ألف إنسان على قدم المساواة في التصويت داخل الجمعية العامة للأمم المتحدة. هذا النوع من التعامل اللامتكافئ والبعيد عن الإنصاف والعدل، يثير التساؤل والاستفهام.. فهل من المعقول والصحيح أن نساوي بين مائة ألف إنسان وبين مليار إنسان؟، ألا تشبه هذه المعادلة، أن نعطي لإنسان واحد قرص من الخبز، ثم نعطي رغيفاً واحداً لألف إنسان!
فلو كان هنالك أب يعطي أحد أبنائه عشرة أقراص من الخبز، ويترك عشرة آخرين من أولاده جائعين حتى الموت، فهل يُعد هذا الأب عاقلاً؟ وإن كان عاقلاً، فمن يكون المجنون؟!
ثم نلاحظ أمراً غريباً آخراً في عالم العقلاء، حيث تُشيّد المستشفيات الفخمة، وتجهّز بأحدث المعدات الطبية، والمختبرات المتطورة، بل ويعكف العلماء والنوابغ لإنتاج الأدوية والعلاجات لأمراض عديدة، وأكثر من ذلك، يشيدون الجامعات وكليات الطب ومراكز البحث والدراسة لتخريج أطباء وعلماء أكفاء.. كل ذلك، من اجل مواجهة أمراض تصيب الانسان في عينه او جهازه الهضمي او اعصابه او دمه او غير ذلك، لكن لا نلبث أن نشهد أعمال تؤدي الى الموت والدمار الذي يعمّ الملايين من البشر.
إن هذا يشبه الى حدٍ بعيد، بأب يذهب بابنه إلى الطبيب لمعالجته من وعكة صحية، ويعتني به بشكل فائق حتى يبرأ، ثم بعد ذلك يأخذ السكين ويبتر يد ولده الآخر، أو يقلع أحد عيناه، أو يصم أذنه، أو يبتر رجله..! فهل يصدر هكذا تصرف من انسان عاقل؟
في عالم العقلاء اليوم، تُحرق المحاصيل الزراعية، أمثال القمح والسكّر والأرز، وتلقى في البحر ملايين الأطنان من الحليب المجفف.
فهل هذا العمل وغيره، يصدر من أناس تنطبق عليهم صفة التعقل؟ ثم ألا تكون هكذا تصرفات وأعمال دليلاً على أن العالم الذي نعيش فيه قد فقد توازنه؟
ولم يفتْ الإمام الشيرازي أن يطرح بعض الحلول التي لا تنطوي على أي تعقيد، إنها تتمثل بدعوة الإنسان (القطب الذي يحتكر المال العالمي وثروات المعمورة)، بالعودة إلى (الفطرة البشرية) التي جبل بها الله الإنسان، حيث يعود الإنسان إلى أصالته، نظيفا خاليا من أمراض الجشع والاقتتال والخداع والتضليل، بمجرد عودته إلى فطرته، فهي مكمن الخلاص من مصير قاتل وحتف أكيد يمضي به عالمنا اليوم إلى حتفه بقيادة عقلاء الظاهر مجانين الباطن، وهم قادة العالم المهووسون بالمال والحرب والخداع والتضليل وكل الأساليب التي لا علاقة لها بالفطرة من بعيد أو قريب.
لذا فهو ينصح في كتابه هؤلاء المتسلطين على المعمورة، ويدلّهم بالطريق الذي يقودهم إلى عالم أكثر أمنا وسلاما، فيقول الإمام مخاطبا إياهم: (من الضروري على الإنسان أن يلاحظ فطرته القويمة الخالية عن الأهواء الداخلية والمضللات الخارجية، فإذا نَمَت تلك الفطرة نمواً طبيعياً كان الإنسان سليماً وكان المجتمع كلّه سليماً).
القرآن الكريم يصوّر عالم الجنون
القرآن الكريم يؤكد على حقيقة، أن الابتعاد عن قيم السماء، تؤدي بالانسان الى الانحراف نحو العبثية والسَفَه، وقد جاء ذلك في آيات متعدّدة، منها قوله سبحانه: (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين) (سورة البقرة: 130).
بمعنى ان السفيه، هو ذلك الذي يرغب عن ملّة شخصٍ مصطفى في الدنيا وصالح في الآخرة.
وفي آية أخرى يقول الله تعالى: (سيقول السفهاء من الناس ما ولاّهم عن قبلتهم التي كانوا عليها قل لله المشرق والمغرب يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) (البقرة: 142).
بل إن الذي ينتقد الصالحين والمصلحين، هو الآخر يُعد سفيهاً، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟ وماذا بعد العقل إلا السفاهة؟
وفيما يتعلق بالتصرف بالأموال، تقول الآية الكريمة: (ولا تؤتوا السفهاء أموالكم التي جعل الله لكم قياماً وارزقوهم فيها واكسوهم وقولوا لهم قولاً معروفاً) (النساء: 5).
فالذين يتصرفون في أموالهم بشكل غير حكيم، يُعدون سفهاء أيضاً، ويُحظر على الإنسان أن يعطي أمواله لهكذا أشخاص، فمجرد امتلاك الانسان للمال، لا يعطيه الحق التصرف بها كيفما شاء. وقد جاءت مفردة (أموالكم) في الآية الكريمة، لأن الله تعالى جعل المال كله، للبشر كلهم، فإذا أعطي المال للسفيه وتصرف فيه تصرفاً غير صحيح، كان في ذلك، حدوث نقصان في مجموع أموال البشر. لنفرض أن هنالك ألف إنسان وهنالك ألف دينار، فاذا حصل سوء تصرف من هذه الفئة من الناس بمقدار مائة دينار – مثلاً- بأن ألقوها في البحر، فمعنى هذا، حصول نقص في رأسمال ألف إنسان.
وفي آية أخرى يقول الله تعالى: (وانّه كان يقول سفيهنا على الله شططاً) (الجن: 4)، أي الذي يقول على الله الشطط فهو سفيه.
وعندما ينحرف الانسان عن الطريق الصحيح، فان انحرافه هذا ينعكس عليه شخصياً، كما لو تناول المسكر، او ارتكب جريمة الزنا، فذلك يسبب له أمراضاً نفسية وجسمية واجتماعية، أما على الصعيد العام، فان مجنون الشهرة والعظمة والهيمنة، فانه يضر بنفسه وبملايين الناس، لذا ورد في الحديث الشريف: (إذا فسد العالِم فسد العالَم).
فالعالِم المنحرف، لا يضر آخرته فحسب، وإنما يضر دنياه قبل آخرته، كما يضر الآخرين.
من هنا نعرف؛ أن عالم اليوم، عالم المجانين، وليس بعالم العقلاء.. عالم المرضى وليس بعالم الأصحاء.. عالم المنحرفين، وليس بعالم المستقيمين.
وبذلك يتبين أن من غير الصحيح القول: (إن كل مجتمع واصل طريقه، واستمر في اجتياز المراحل، فهو مجتمع سليم)، إذ يجب ملاحظة الروح العامة السائدة في هذا المجتمع، وهل إنها مطابقة للمقياس الصحيح أم لا..؟ فإن كانت كذلك، كان المجتمع سليماً، أما إذا لم تكن مطابقة كان المجتمع منحرفاً ومريضاً ومجنوناً.
ولا يحتاج الأمر إلى أن ننتظر مدة من الزمن حتى يصطدم هذا المجتمع بصخرة الحقيقة، لنعرفه جيداً، إنما هنالك علامتان للمجتمع المريض:
العلامة الأولى: أن نرى المجتمع وقد ظهرت فيه النواقص.
والعلامة الثانية: اللحظة التي يتعرض فيها الى السقوط والانهيار.
وكلا الأمرين موجودان في مجتمع اليوم، والمجتمع الذي نعيش فيه، تخيّم عليه الأزمات المتفجرة، فهناك الحروب، وهناك الثورات، وهناك سباق التسلّح بشكل جنوني.. كما هناك اللف والدوران والمكر والخداع والغش والاحتكار.. وهنالك الأفكار المنحرفة وتغيير فطرة الانسان وجنسه واخلاقياته وقوانين الطبيعة، وهنالك الرأسمالية المنحرفة، والتمايز الطبقي، إلى حد أن بطوناً تُتخم وبطونا تُحرم.. قسم يذهبون إلى القبور بسبب التخمة، وقسم يذهبون إلى القبور بسبب الفقر والجوع. وهذا هو واقع المجتمعات الآن.
أما على صعيد المستقبل، فان المجتمع آخذ في الانحدار نحو نقطة النهاية والدمار، حيث فناء الحضارة التي حققها الإنسان طيلة القرون طويلة.. وهذا دليل آخر على انحراف المجتمع، وعدم تعقله.. ثم أليس هذا الواقع يلحُّ على عقلاء العالم للتفكير في كيفية العلاج والخلاص لكل العالم، لا لأمة خاصة أو مدينة خاصة أو جماعة خاصة أو ما أشبه..؟
وللولوج اكثر في حيثيات الموضوع كان لا بد ان نوجه لحضراتكم السؤالين الآتيين:
السؤال الاول: ماهي الأسباب التي أدت إلى تصاعد الصراعات الخطيرة وتجاهل الكوارث الكبرى التي انتجتها؟.
السؤال الثاني: كيف يمكن أن يشكل العقلاء عالما بلا نزاعات يسوده التعايش والتفاهم والتعاون؟
المداخلات
الجنون فنون
- احمد جويد، مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات:
ان مفردة (الجنون فنون) حالة اضطراب الشخصية الانسانية، التي تتسم في الكثير من الاحيان بالازدواجية والانفصام، وهذا ليس بالشيء الجديد في ظل الشواهد التاريخية والحياتية الكثيرة جدا على اختلافها، فعلى سبيل الاستدلال وليس الحصر..(مجنون ليلى)، وجنون العظمة الذي اصيب به ( فرعون). هؤلاء المجانين عندما تعرضهم على العقل المادي والبشري هم عقلاء في حقيقة الامر، لكن الغريزة الانسانية عندما تسيطر عليهم وتتحكم بهم، فتستجد في الامور امور اخرى تحرف تلك البوصلة عن جادة الصواب والرشاد، وهذا ما تمظهره به الزعيم الالماني(هتلر)، والدكتاتور (صدام).
هؤلاء عندما تملكهم الغرور وحب السلطة والشهرة، تمترسوا خلف هذا الجنون العدواني الذي عكر صفو هذه الحياة هنا او هناك، وغير سلوكياتهم وتصرفاتهم المجنونة والمجرمة كما يفعل الان.. (زعيم كوريا الشمالية) لما يمتلكه من امكانيات عسكرية نووية مدمرة، ايضا البعض يتهم (ترامب) رئيس الولايات المتحدة الامريكية، الذي يتصف بالحدة المدروسة للحصول على المكاسب الاقتصادية والمالية.
الرئيس الامريكي بعيد عن العقلانية والتوازن
- الدكتور صلاح البصيصي - اكاديمي:
يعتقد ان الحديث عن النظام الدولي، هو وصف دقيق لحالة العلاقات الدولية، ففي العام (1648) عندما جاءت (معاهدة وستفاليا) كانت تمهيد لنشوء النظام الدولي، بمعنى ان هناك دول، وهناك حدود، وهناك سيادة، بالنتيجة اصبح لدينا نظام يسمى النظام الدولي.
هذا النظام على علاته كان متوازنا في وقت ما، لكن مع الاسف الشديد وبعد انهيار.. (الاتحاد السوفيتي)، اصبحت الرأسمالية والصناعات العسكرية المميتة والقاتلة والمدمرة هي في مقدمة الركب، وتعطى اولوية على حساب حقوق الانسان، بالتالي انا شخصيا اجد شخصية..( رئيس الولايات المتحدة الامريكية) الحالي، هي نقطة تحول في تاريخ النظام الدولي والانساني.
بفعل حساسية القرارات والاحكام التي اتخذها منذ توليه السلطة في البيت الابيض والى الان، لا سيما ما يتعلق منها ب (المناخ) و(منظمة الصحة العالمية) و(طرد الاقليات)، بالتالي ان الرئيس الامريكي بعيد كل البعد عن العقلانية وعن التوازن، بل على العكس من ذلك هو يدور مدار المصالح الانية والاستئثار واستغلال القوة.
بالنتيجة ان تلك المعطيات هي الاسباب الحقيقية التي ادت الى تصاعد الصراعات والمشاكل والازمات التي يشهدها العالم اليوم، اما ما يخص فكرة اولئك العقلاء الذين سيطفئون تلك الحرائق، فلا اجد على المستوى القريب من يتحمل هذا الدور وهذه المسؤولية.
دور العقل في تجسيد انسانية الانسان
- محمد علي جواد تقي، كاتب في شبكة النبأ المعلوماتية:
طرح السيد محمد الشيرازي (قدس سره) في ثمانينيات القرن الماضي نظرية قال فيها..(هل نحن في عالم العقلاء ام عالم الاغبياء)، ما يخص عالم العقلاء الحديث طويل وطويل جدا، خاض فيه المفكرون يمينا وشمالا.
ما يهمنا الان هي الجزئية التي تتعلق بعالم الاغبياء وليس العقلاء، خاصة وان العقل هي قيمة ايجابية لدى الانسان، ويترتب عليها الكثير والكثير من المحطات الايجابية وغير السلبية، وهذا ما يتقاطع كليا مع مفهوم عالم العقلاء والاذكياء والاقوياء اليوم.
لا سيما وانهم هم من يتحكمون في العالم الان، بسبب ما يمتلكون من تقنيات علمية وتكنلوجية، بالنتيجة ان وصف من يتمظهرون بالقوة وبالعلم وبالعقل، هم في حقيقة الامر يتسببون بالدمار الهائل للعالم والبؤس والقتل والابادة من جهة اخرى.
بالنتيجة ان غياب الايمان والاخلاق هو من يرسم ملامح تلك الصورة القاتمة للعقل، الامر الثاني هو الاتكاء على فكرة الهيمنة والاثراء، على اعتبارها نموذج متقدم لحالة القوة والذكاء والتطور العلمي، خلاصة القول لا بد ان نعطي للعقل دوره في ان يجسد انسانية الانسان، قبل النظر الى انتاجيته المادية المتوحشة.
الازدهار التدميري وصناعة عالم المجانين
- الشيخ مرتضى معاش:
المعنى اللغوي للمجنون هو (المستور)، فكل مستور عن الواقع، ويعيش الاوهام، ويعيش عالما غير حقيقي، يوصف بأنه (مجنون)، واشتُقَّت كلمة "الجن" لكونهم مستورين عن الأعين. أما عالم العقل، فهو العالم المرتبط بعقل الإنسان ونفسه وروحه، ولا يرتبط بالجسد ارتباطًا وثيقًا. فهو مجال الفكر والإدراك والوجدان، يتجاوز الماديات ليرتبط بالجوهر الإنساني العميق.
اما ما يتعلق عالم العقلاء، فهو يحتاج لقوة الحكمة والتفكير والعلم والمعرفة، ولا يحتاج للقوة الجسدية لحل المشكلات، عكس عالم المجانين الذي يقوم على الغرائزية والانفلات على امل ان يثبت نفسه وذاته، وكلما زاد اعتماد الإنسان على القوة المادية، كان ذلك دليلاً على ضعف نفسه، وعجزه فكرياً ومعرفياً عن مواجهة الواقع والتعامل معه بحكمة.
بالتالي ان من اهم اوصاف عالم المجانين هي الاستسلام للأمر الواقع، فقد يكون الإنسان عاقلًا في الأصل، لكنّه يدخل في عالم المجانين عندما يستسلم للأمر الواقع دون محاولةٍ للتغيير أو التميّز. ومعظم الناس – للأسف – يختارون هذا المسلك، فينقادون مع القطيع ويبرّرون ذلك بمقولات مثل: "حَشْرٌ مع الناس عيد"، وما روي عن الإمام الكاظم (عليه السلام): (الصبر على الوحدة علامة على قوة العقل)، إشارة الى الإنسان المنعزل عن القطيع والذي يحافظ على استقلاليته الفكرية. فالمقصود هنا ليس الانعزال عن الحياة تمامًا، بل الانفصال عن ثقافة القطيع العمياء. فالإنسان العاقل لا يستسلم للأمر الواقع، ولا يتبع الآخرين لمجرّد أنّهم الأغلبية، وإلا أصبح كمن يقول: "كما فعل الناس، أفعل"، فيفقد ذاته ويذوب في الزحام.
ومن عالم المجانين نظرية "الرجل المجنون" وهي إحدى النظريات الاستراتيجية القديمة التي اكتسبت أهمية حديثة. تعتمد هذه النظرية على توظيف الجنون كأداة للترهيب والردع، حيث يتم التظاهر بعدم العقلانية لخلق حالة من الخوف والضغط النفسي لدى الخصوم.
تُعد نظرية "الرجل المجنون" من أخطر النظريات السياسية الفاعلة اليوم، حيث تثبت فعاليتها في بث الرعب وإرغام الخصوم على الرضوخ. وتعتمد هذه الاستراتيجية على إظهار السلوك غير المتوقع والعنف المفرط لخلق حالة من الرهبة الدولية.
لقد ورد ذكر هذه الاستراتيجية في الكتابات السياسية عبر التاريخ، بما في ذلك أعمال مكيافيلي الذي تناولها في مؤلفاته. ومن أشهر من طبقوا هذه النظرية: أدولف هتلر الذي استخدم تكتيكات التهديد غير العقلاني كجزء من استراتيجيته، وريتشارد نيكسون وهنري كيسنجر: حيث حاولا خلال مفاوضات فيتنام توظيفها لترهيب الطرف الفيتنامي بخيارين قاسيين: إما القبول بمطالب الرئيس الأمريكية، أو مواجهة عواقب وخيمة. كان الهدف من هذه الاستراتيجية إيهام الخصم بأن القرارات قد تتخذ بشكل غير عقلاني وغير متوقع، مما يزيد من ضغط المفاوضات.
ومن أبرز القادة المعاصرين الذين أتقنوا تطبيق هذه النظرية دونالد ترامب: خلال رئاسته الأمريكية الأولى، حيث عمد إلى نشر الفوضى السياسية عبر تصريحاته وتحركاته غير المتوقعة، وكذلك زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون الذي حوّل بلاده إلى ماكينة للابتزاز النووي، وفلاديمير بوتين.
تمارس هذه النظرية بشكل واسع من قبل العديد من الحكام اليوم، الذين يحوّلونها إلى أداة للابتزاز السياسي والضغط الاقتصادي. فهم يدركون جيداً أن التظاهر بعدم العقلانية والتهديد بتصعيد غير محسوب يمكن أن يحقق مكاسب تفوق ما تحققه الدبلوماسية التقليدية.
يثير استخدام الأساليب الجنونية في السياسة الدولية رعباً عالمياً، حيث تنحرف هذه الممارسات عن الأعراف السائدة وتخرق قواعد اللعبة السياسية المعتادة. تعتمد هذه الاستراتيجيات على الضغط والترهيب والإرهاب السياسي لإجبار الأطراف الأخرى على القبول بالمطالب غير المعقولة. وقد تجلّى ذلك بوضوح عندما طالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب السعودية بدفع تريليون دولار، والضغط لتخفيض أسعار النفط بشكل متعمد بهدف التأثير المباشر على الاقتصاد الأمريكي.
أصبحت هذه النظرية سائدة بين الحكام مع تصاعد المشاكل والصراعات، إلى درجة قد تصل لخطر اندلاع حرب نووية، كما هو متوقع بسبب التصاعد الكبير في الاشتباكات بمنطقة الشرق الأوسط وأوروبا. ويمكن الوصول لهذه المرحلة لأن أمريكا سبق أن استخدمت هذا الأسلوب في اليابان، وقد تعيد الكرة دون تردد. فأمريكا بلد يقوم بكل شيء، حيث تسيطر الرأسمالية المتوحشة التي تمثل الجنون الإنساني في السعي للربح والإثراء، حتى لو تطلب ذلك التدمير الكامل دون النظر للمستقبل.
فهل من العقل أن يتم نشر الأمراض لصنع الأدوية، أو حبس الأدواء لبيعها بأسعار خيالية بينما يموت الناس بسبب أمراض يمكن علاجها. هذا هو قمة الجنون الناتج عن تفكير الشركات في الأرباح فقط. فما فائدة الاقتصاد إذا لم يكن لخدمة الناس؟
كذلك يشهد العالم ما يُسمى بالازدهار التدميري وهو ازدهار وهمي غير حقيقي. فالتكنولوجيا الحديثة أوهمت البشرية بتحقيق الرفاهية من خلال انتشار الأغذية والإكسسوارات والملابس والكماليات، لكنها في الواقع تقوم بامتصاص ثروات الأرض ومواردها الطبيعية وتدمير البيئة.
وهذا يشبه تماماً حال ذلك الإنسان الذي يلقي فضلاته في الماء ثم يشرب من نفس المصدر الملوث. كما يحدث اليوم حين يرمي الناس مياه الصرف الصحي في الأنهار، ثم يعودون لشرب الماء من تلك الأنهار الملوثة. إنه قمة الجنون البشري.
كذلك انتشرت النزعات الغرائزية انتشاراً هائلاً بين الناس، في غياب كامل للتوعية المضادة. وتنشأ هذه المشكلة أساساً من خلال الترويج للكتب والروايات التي تتسم بالأفكار المدمرة والسيئة، فعلى سبيل المثال.. القصص البوليسية والروايات التي تروج للجريمة والقتل النصوص التي تُروّج للرذيلة والعنف والاغتصاب والادمان والقمار والكذب والخيانة، بالتالي أصبح العالم كمن ينشر العنف والكراهية والبغضاء والرعب بين الناس. بعض هؤلاء الكتاب مع الاسف الشديد لديهم افكار مريضة يضعها في قالب روائي او قصصي، حيث يأتي كاتبٌ ذو عقلية منحرفة، فيُسقط أفكاره المريضة عبر رواياته أو كتبه أو مقالاته.
كذلك في مجال الفن، حيث أصبح الفنانون المجانين يقدمون أنفسهم على أنهم رموز للإبداع والابتكار، وتحولوا إلى أيقونات. أما السينما والتلفزيون، فأصبحا مصنعاً للجنون، عبر تضمين الحالة الفرويدية في الأفلام والمسلسلات. وهذه التغذية البصرية والسمعية الفاسدة تؤدي إلى صنع عالم مجنون. فأفلام الرعب والعنف - حيث نرى شخصاً واحداً يقتل خمسة آلاف إنسان - كيف لا تنتج مجتمعاً من القتلة والمجانين؟ هذه الصناعة الثقافية المتوحشة تساهم بشكل مباشر في ترسيخ الأوهام وخلق عالم من الجنون.
لقد أعلنوا "قتلنا الإله"، ليصنعوا اله جديدا قائما على العيش في الحاضر وعبادة اللحظة الحاضرة وإشباع الرغبات دون قيود. فكل فيلم سينمائي أو رواية أو كتاب بات يدور حول كيفية تلبية الرغبات والتمتع بإشباع الشهوات. هذه الفلسفة تنبع من المدرسة الفرويدية التي تدعي أن حل المشكلات النفسية يكمن في إطلاق العنان للرغبات والاستجابة لكل ما يهواه المرء. والنتيجة الحتمية هي مذهب العدمية التي تتخذ من الهوى إلهاً.
الحلول تنطلق من تحول فكري وثقافي، بالانتقال من سيطرة الرغبات والغرائز إلى حكم العقل والتعقل. فالحياة السعيدة الحقة هي حياة العقل، حيث يستخدم الإنسان عقله لضبط غرائزه ويسيطر على ذلك الجموح. وهذا هو بالضبط معنى الحكمة: السيطرة والتحكم في الجموح النفسي.
يجب بناء التقوى في الإنسان، فكلما ازداد حرص الإنسان على الدنيا، ازداد جنونه. وكلما ابتعد عن الدنيا وقل حرصه عليها، تعززت تقواه ونما عقله وتعامله. وبالتالي يصبح قادراً على التفكير والتعامل بمنطق العقلاء.
يجب تحويل الثقافة جذرياً - تحويل الفن، والكتاب، والسينما، وكل شيء - ليكون منطلقاً عقلائياً يبني الإنسان ويُنضجه، ويخرجه من ربقة الربح والترويج للمتعة واللذة.
علينا الاستفادة من عِبَر الماضي لننتقل من الحاضر إلى عيشٍ مُتبصّر للمستقبل، فلا نصبح كأولئك الذين تضخمت عندهم المادية حتى مات العقل، وطغت الغرائز. ولا نكون كتلك الأيديولوجيات المنحرفة التي تسمى "المجتمع الميمي" وما شابهها. هذه هي الذروة التي تقود المجتمعات المنحطة المترفة إلى مرحلة الانحطاط الجنسي والأخلاقي، وتتحول إلى مجتمع يسير نحو الهاوية. وهذا ما شهدناه في الحضارات السابقة وكيف سقطت.
وختاما: لكل إنسان في الحياة خيارات مصيرية: ماذا لو امتنع عن فعل ما، أو أقدم عليه؟ هذا هو السؤال الجوهري الذي يجب أن يطرحه كل شخص على نفسه: ماذا لو لم أشن الحرب؟ ماذا لو كنت في السلطة وامتنعت عن هذا الفعل أو أقدمت عليه؟
هذا التساؤل بالغ الأهمية لكل من يتأمل مستقبله وعواقب أعماله. لكن الإنسان غالباً ما تقيده نزعة الخوف - خوفه من فقدان المنصب، أو السلطة، أو المتعة. فيغيب عن باله أن هناك عواقب مستقبلية حتمية تنتظره، تكون نتيجة طبيعية لأعماله، سواء كانت خيراً أم شراً.
وأخيرا نلقي نظرة على بعض أحاديث العقل التي رويت عن الإمام الكاظم (عليه السلام) حيث قال.. (يَا هِشَامُ إِنَّ الْعَاقِلَ رَضِيَ بِالدُّونِ مِنَ الدُّنْيَا مَعَ الْحِكْمَةِ وَلَمْ يَرْضَ بِالدُّونِ مِنَ الْحِكْمَةِ مَعَ الدُّنْيَا فَلِذَلِكَ رَبِحَتْ تِجارَتُهُمْ) هنا تتمثل عقلانية التجارة الرابحة.
وايضا قال (عليه السلام): (يَا هِشَامُ إِنْ كَانَ يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَأَدْنَى مَا فِي الدُّنْيَا يَكْفِيكَ وَ إِنْ كَانَ لَا يُغْنِيكَ مَا يَكْفِيكَ فَلَيْسَ شَيْءٌ مِنَ الدُّنْيَا يُغْنِيكَ يَا هِشَامُ مَنْ أَرَادَ الْغِنَى بِلَا مَالٍ وَرَاحَةَ الْقَلْبِ مِنَ الْحَسَدِ وَالسَّلَامَةَ فِي الدِّينِ فَلْيَتَضَرَّعْ إِلَى اللَّهِ فِي مَسْأَلَتِهِ بِأَنْ يُكَمِّلَ عَقْلَهُ فَمَنْ عَقَلَ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ وَمَنْ قَنِعَ بِمَا يَكْفِيهِ اسْتَغْنَى وَمَنْ لَمْ يَقْنَعْ بِمَا يَكْفِيهِ لَمْ يُدْرِكِ الْغِنَى أَبَداً).
وكذلك قال (عليه السلام): (إِنَّ الزَّرْعَ يَنْبُتُ فِي السَّهْلِ وَلَا يَنْبُتُ فِي الصَّفَا فَكَذَلِكَ الْحِكْمَةُ تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَوَاضِعِ وَلَا تَعْمُرُ فِي قَلْبِ الْمُتَكَبِّرِ الْجَبَّارِ لِأَنَّ اللَّهَ جَعَلَ التَّوَاضُعَ آلَةَ الْعَقْلِ وَجَعَلَ التَّكَبُّرَ مِنْ آلَةِ الْجَهْلِ أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ مَنْ شَمَخَ إِلَى السَّقْفِ بِرَأْسِهِ شَجَّهُ وَمَنْ خَفَضَ رَأْسَهُ اسْتَظَلَّ تَحْتَهُ وَأَكَنَّهُ وَكَذَلِكَ مَنْ لَمْ يَتَوَاضَعْ لِلَّهِ خَفَضَهُ اللَّهُ وَمَنْ تَوَاضَعَ لِلَّهِ رَفَعَهُ).
عالم بلا صراع عالم ميت
- علي حسين عبيد، كاتب في شبكة النبأ المعلوماتية:
ان قضية الصراع العالمي قائمة مع قيام الانسان، وهي حالة وجودية في داخل التركيبة الانسانية منذ الولادة، ولا يمكن التخلص منها، هذه الحالة حسب ما اعتقد مطلوبة، لان العالم بلا صراع هو عالم ميت، والبيت بلا صراع هو بيت ميت، او بيت هادئ او مستكين او خامل او راكد، بالنتيجة ان المياه الراكدة هي مياه اسنه، نستشف من خلال ذلك ان قضية الصراع هي قضية لا بد منها.
غريزة ذاتية
- الدكتور خالد الاسدي، باحث في مركز الامام الشيرازي للدراسات
ان غريزة العقل والجنون، هي غريزة ذاتية في داخل النفس البشرية، مع احتمالية ان تطفح في مورد ما او ظرفا ما، وان تذوي في مورد اخر، سبب ذلك ان العقل هو عبارة عن الادراك الحسي الموجود في داخل هذا الانسان، ومدى قدرته على استعمال هذه القوى او اضمارها.
وهي تتأثر بطبيعة الحال بعامل الحسد والنرجسية والمصلحة، اما بالنسبة للدور الذي يضطلع به العقلاء، العالم يعمه المجانين اكثر من العقلاء.
تشاركية المصالح العقلائية
- حامد الجبوري؛ باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية:
يركز على مفهوم..(انانية المصالح)، التي هي بالضد من منطق تشاركية المصالح العقلائية، فالنظام الدولي بحد ذاته هو عبارة عن مجموعة اجزاء، تترابط فيما بينها فتحقق هدف او غاية ما، من هنا يستجد سؤال من هو المسؤول عن تطبيق النظام الدولي لتحقيق الامن والسلم الدوليين؟.
لا سيما وان العالم اليوم لا يستند الى دولة واحدة تأخذ على عاتقها مسؤولية تحقيق ذلك الامن والسلم الدوليين، خاصة مع وجود جزء واحد من العالم يفرض سطوته على الدول الاخرى بالقهر والاكراه والقوة، بالنتيجة نحن امام شكل من اشكال الصراع القائم على العنف.
النقطة الاخرى التي لا بد ان نقف عندها هي عدم وجود مؤسسات دولية مستقلة وقوية قادرة على فرض اهدافها من مثل..(مجلس الامن)(محكمة العدل الدولية)، بالتالي من السهل جدا ان تشيع ظاهرة القوة والعنف والكراهية.
فاقد الشخصية المتوازنة
- الدكتور لطيف القصاب إعلامي وباحث:
العاقل لغة هو يقابل الجاهل تارة، وتارة اخرى يقابل الاحمق، العاقل يغاير الذكي، فكل عاقل ذكي، ولكن ليس كل ذكي عاقل، فانت تجد انسان يمكن ان يخطط لسرقة بيت، او يقتل انسان من دون ان يترك أي اثر فهو ذكي، ولكن السؤال هنا، هل هو عاقل، الجواب لا.
العاقل هو الكيس، والكيس هو من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاقل هم أولو الألباب، هم (وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأرْضِ هَوْنًا)، كما يصفهم القران الكريم، وبقدر ما يتعلق الامر بلفظة المجنون، التي تقابل صفة المريض، الجن يأتي في سياق الستر، وكذلك لفظة الجنة.
في ذات المورد ينقل عن الامام الكاظم(ع) قال..(جنود العقل امام جنود الجهل)، وقال ايضا (لا تكونوا إمعة)، الامعة ان يقول الانسان انني مع الناس ان شرقوا ام غربوا، أي فاقد الشخصية المتوازنة.
- الباحث حسين علي حسين:
هناك حكمة تقول.. (سنة من الحوار افضل من ساعة حرب).
بالنتيجة ان العودة للعقل والى الفطرة السليمة كما يصفها السيد الشيرازي (قدس سره) تعني العودة للمنطق والعقل.
العودة للمنطق والعقل
- باسم الزيدي، مدير مركز الامام الشيرازي للدراسات والبحوث:
تقول الآية الكريمة.. (فَٱسْتَخَفَّ قَوْمَهُۥ فَأَطَاعُوهُ ۚ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْمًا فَٰسِقِينَ)، دلالة هذا النص القرآني توحي بوجود متلازمة ما بين جنون الافراد وجنون المجتمع، وهذا ما تعرض له السيد الشيرازي (قدس سره) في كتابه الصياغة الجديد قال..( ان المجتمع رغم مظهره العقلاني في ادارة الامور العامة، ولكن ما ان تطلع على تفاصيل هذا المجتمع تجد ان هناك سلوكيات جمعية تودي الى الجنون والى الهاوية).
بالتالي ان الاسباب الحقيقة التي تودي الى انحراف هذا المجتمع، هي تأتي في سياق التنافس الاقتصادي، او تبني افكار متطرفة، او هيستريا او قلق، تدفع المجتمع الى طاعة المجانين، ايضا هناك تأثير القطيع، الاعلام والتلاعب بالمعلومة، الازمات والمشاكل الاقتصادية، التطرف السياسي والايدلوجي، التكنلوجية والذكاء الاصطناعي، الهلع اثناء الازمات، الاستهلاك المفرط، الابتعاد عن الدين، الفراغ الاخلاقي.
بالنتيجة ان العودة للعقل والى الفطرة السليمة كما يصفها السيد الشيرازي (قدس سره)، تعني العودة للمنطق والعقل.
عالم مجنون بالصراعات والأزمات
- حيدر الاجودي، باحث في مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية:
العالم اليوم عالم مجنون بالصراعات وبالأزمات، المحكومة بأنماط سياسية او جيوسياسية، او بسبب غياب توزيع السلطة بين الدولة وبين الشعوب، ايضا غياب دور المنظمات الدولية في تقويض فرص الحرب والاقتتال، كذلك الحال بالنسبة لغياب توزيع الثروات الطبيعية بين الدول، وعدم الاهتمام بهذه الثروات، على اعتبارها ملك عام لكل العالم ولكل الشعوب.
ناهيك عن الاسباب الاخرى التي تتعلق بالجانب الديني والجانب الثقافي، التي يغلب عليها خطاب الكراهية واثارة النعرات الطائفية او ما شاكل، ايضا التركيز على الجوانب السياسية وترك الجوانب الانسانية، ففي الازمات والكوارث نلاحظ الكفة تميل نحو المصالح السياسية، بينما تغيب الحلول.
واردنا التخلص من تلك العقد المجنونة فالمسؤولية ملاقاة مباشرة على الفاعل الدولي والمحلي وعلى الاكاديميين والنشطاء، من اجل سيادة ثقافة التعايش السلمي، واشاعة الحوار، وتبادل الرأي والرأي الآخر.
فحص إجباري للمرشح السياسي
- الدكتور محمد مسلم الحسيني، باحث علمي واستاذ جامعي في بروكسل:
ترتقي حضارات الأمم وتسمو بإرتقاء وسمو قادتها، وتتلاشى هذه الحضارات وتضمحل بتولي قادة يفشلون في إدارة زمام الأمور في بلدانهم ويرتكبون اخطاءا لا تغتفر. شواهد الأحداث في التاريخ القديم والحديث كثيرة في إبراز هذه الحقيقة فهي براهين دامغة على صحة هذا القول، فمن القادة من عمّر ومنهم من دمّر على مر العصور والأزمان.
على ضوء هذه الحقيقة الخطيرة لابد للمتابع أن يقف على حيثيات هذا الواقع وعلى كيفية تولي القائد المناسب للمسؤولية المناسبة لأن نجاحه هو نجاح المجتمع وفشله هو فشل المجتمع برمته. تزاحمت النظريات والأفكار في كيفية إختيار من بيدهم زمام الأمور والمسؤولية، فنشأت مجالس الشورى وبرزت الديمقراطيات بأشكالها وصنوفها وتأسست مجالس الأعيان والبرلمانات ولكل محاسنه وعيوبه! لم تمنع إجراءات الديمقراطيات الحديثة تسلق من لا يصلح للمراكز الحساسة في إدارة الدولة وفي صناعة القرار ورسم المصير ومن ثم منع حصول ما نخشاه ونتجنبه وهو الوقوع في مصائد الخطر!.
تسلل بواعث العبث بين صفوف السياسيين ونجاح العابثين في تسنم زمام الأمور في المكانات الحساسة لصنع القرار أصبحت ظاهرة عامة في الدول الديمقراطية ولا يقتصر هذا الأمر على دولة دون سواها، بل تجلت هذه الظاهرة بوضوح في الدول المؤسسة للديمقراطيات الحديثة وبأبشع صورها! هذه الحقيقة تسترعي إنتباه الجميع وتستدعي تدخل أصحاب الرأي والفكر في الخوض بتفاصيلها وإيجاد الحلول المناسبة والناجعة للحد من تداعيات هذه الظاهرة التي بدأت تهدد مصير العالم برمته إن إستمر التمادى والإهمال.
المجتمع يصنعه الأفراد وكل فرد فيه يجب أن يتحلى بالقيم الإنسانية والأخلاق الحميدة والإخلاص في العمل والواجب. هذا الإعتبار لا يقتصر على فرد دون آخر ولا على مهنة دون سواها، لكن الإلحاح في التركيز على هذه القيم يكون مطلبا حديا ومتباينا بتباين المهن والمسؤوليات.
فالطبابة "على سبيل المثال وليس الحصر" تعتبر من المهن الإنسانية الحساسة لأنها تتعامل مع حال الإنسان ومع سلامة أعضائه. هذا الأمر دعا المشرعين إلى وضع قيم وأصول في ممارسة الطبابة، على الطبيب الإلتزام بها وتتبعها ومن يخالف المبادئ والأخلاق الطبية يعاقب حد سحب إجازة ممارسة المهنة. كذلك الحال بالنسبة للحاكم والضابط وغيرهم. جميع هؤلاء يعرضون أمام لجان خاصة تستكشف صلاحية ممارستهم للمهنة الحساسة التي تنتظرهم. لجان القبول الفنية هذه ليس لها وجود على صعيد العمل السياسي رغم حساسية الموقف وأهمية الإجراء!
فمهما كانت مهنة الطبيب والحاكم والضابط هامة في المجتمع غير إنها لا ترتقي لأهمية وحساسية مهنة السياسي، لأن الطبيب إن أخطأ في تشخيص مرض قد يضر بمريض واحد أو بعدد من المرضى جراء خطئه، لكن السياسي المتربع على كرسي الحكم إن أخطأ في قراره وتصرفه فقد يصيب بضرره المجتمع برمته.
السؤال الذي يطرح نفسه هو لماذا المجتمعات المتحضرة وغير المتحضرة تصنع لجان لإختيار الطبيب الناجح والحاكم المتمكن والضابط المقتدر من أجل سلامة المجتمع وتطوره وتدير ظهرها عن السياسي المتحمس لممارسة المهنة والذي إذا أخطأ فسيجر بلده إلى المهالك والمحن!؟. لماذا لا تفحص لجان خاصة متخصصة بالسلامة العقلية والنفسية والجسدية والإجتماعية والثقافية والعلمية، السياسي المتأهب لتسنم المسؤولية، كي تجيز له ممارسة المهنة!؟.
لماذا السياسيون يمارسون مهنة السياسة في الهواء الطلق دون مانع أو رادع ومن دون شروط وضوابط، فهي مهنة حرة يمتطي جوادها من هب ودب ويراودها الصالح والطالح بدون حساب!؟. لماذا ديمقراطياتنا الحديثة تمنح قرار الحكم لأبناء الشعب في إختيار مرشحيهم دون تزويدهم بتقارير تعريفية عنهم، عن صلاحيتهم العقلية والنفسية والإجتماعية والمعرفية كي ينتبه الناخب للتفاصيل ويحسن الخيار والإختيار!؟
لماذا نتستر ونخفي ونتجاوز على سلامة المجتمع بإخفاء الحقائق أو على الأقل بعدم البحث عن التفاصيل، إلى الحد الذي قد تتسلل فيه شخصية "سايكوباثية" إلى سدة الحكم فتنجح بالسيطرة على زمام الأمور لما تملكه هذه الشخصية من "كاريزما" كافية وقدرة خاصة على الخديعة والمناورة وكسب ود الآخرين واستقطابهم، فتذيق الشعب الأمرين بعد فوات الأوان!!؟.
أليس من واجبات العمل الديمقراطي أن ينجز فيه عملية فحص إجباري للمرشح السياسي من قبل لجان مختصة، كي لا يتسلل مرضى العقل أو مرضى النفس أو من لديهم علل إجتماعية وخيمة إلى السلطة فيعكسون مرضهم بسياساتهم المريضة التي تؤذي الشعب وتدمر مستقبل الأمة!؟.
دون شك سيعترض الكثير من السياسيين على هذه الفكرة وعلى مبدأ إنشاء لجان فحص فنية متخصصة ومتكاملة تحكم بصلاحية السياسي في ممارسة مهنة السياسة، لأنها ستكشف وتكتشف العورات المخفية وهذا الأمر لا يروق لهم.
مهما يكن من أمر، فلابد أن يكون هذا الإقتراح مطلبا شعبيا عاماً يتم تطبيقه كي لا ينخدع الناخب بمرشحه لعدم إطلاعه على المعلومات الكافية عنه وعن خفايا الأمور التي قد تهم الناخب وتتعارض مع طموحاته. فكم لبس لص ثوب التقوى والنزاهة، وكم رفع مارق شعار الصلاح والإصلاح وكم تفوه إرهابي بلسان الرحمة والتسامح والسلامة، وكم حاضر حاقد بمحاضرة المحبة والمودة والإخاء!.
مطلب البحث عن صلاح شخصية السياسي هو مطلب هام وضروري من أجل صد العبثيين من الولوج إلى ساحة السياسة ونجاحهم في تحقيق إجنداتهم المنحرفة التي تؤول إلى الخراب والفوضى. لابد من الفحص والتمحص في شخصية المرشح السياسي التي تصنعها العناصر الثلاثة وهي: المظهر والجوهر والاستجابة. مهما كان المظهر هاما ومؤثرا في شخصية السياسي، يبقى الجوهر هو الأساس في صنع الإستجابة. وأعني بجوهر الشخصية مركبا "الإدراك والإحساس". فمن يحمل إدراكا سليما وإحساسا صالحاً نأمل منه إستجابة سليمة وتصرفات صحيحة، ومن يعتل إدراكه ويرتبك إحساسه لا نأمل منه إستجابة سوية أو تصرفا ناجعا.
علل الإدراك وعلل الإحساس هي الهاجس الأكبر أمام خلل التصرف. سلامة المرشح السياسي من علل الإدراك ومن خلل الإحساس أمر ضروري وناجز أمام ممارسة السياسة والنجاح في مسيرتها، حيث يبتعد المرء عن مجسات الوهم ويتجه صوب عين الحقيقة.
بناء جوهر الشخصية وتطورها يتم من خلال عوامل ومراتب عديدة سواء أكانت ذاتية أو مكتسبة. العوامل الذاتية وعلى رأسها عامل الوراثة والجينات لابد أن تنصقل وتتأثر بعوامل خارجية مكتسبة أخص منها: إيمان المرء ووعيه، التربية على أسس الأخلاق السامية والمثل العليا، ثقافة التوافق الإجتماعي والإحترام المتبادل ونبذ حب الأنا، الكسب العلمي والأدبي والمعرفي وتنشيط المواهب والكفاءة، كلها أمور مؤسسة للسيرة الحسنة وللتصرف السليم وللإخلاص والتفاني في عمل الواجب والحسنى من أجل المصلحة العامة ومصلحة المجتمع.
من هذا المنطلق نستطيع أن نقول بأن صلاح الأمة يبدأ بصلاح رأس هرمها، وصلاح رأس الهرم ينبعث من لوازم وأصول وتشريعات مفكري الأمة وأصحاب الرأي والحكمة فيها، وبدعم ومطالبة وإصرار القاعدة الشعبية التي تشعر وتعي وتدرك المستلزمات الحقيقية التي يجب على قادة الأمة أن يستجيبوا لها ويلتزموا بها من أجل الصلاح والإصلاح ومن أجل تجنب الإنحراف وتوقي الزحف نحو الهاوية. فالحضارات تنبعث وتزدهر وتتسامى بقادتها، والقائد المتألق هو من يمتلك إدراكا سليما وشعورا سويا وإستجابة مناسبة وتصرفا حكيماً مبنياً على أصول الإيمان والحكمة والأخلاق والعقلانية.
ممثل يؤدي دور رجل غاضب
- الاستاذ صادق الطائي:
أعتقد اصحاب العقول العاقلة هم الذين يركزون على الحس الوطني ومن خلال تلك الادوار يبدأ تصاعد الصراع الى (صراع خطر) يُنبأ بكوارث ربما كبرى. واعتقد ان الرئيس ترامب ليس مجنونا انما هو (ممثل) يؤدي دور رجل غضبان وشديد العصبية ورجل حاد في تصرفاته، حتى يبعد انتقادات الآخرين ويخرج بصورة القائد الحازم والقادر على حل المشاكل العالمية، مثلا قال عندما اكون رئيسا لأمريكا في الأسبوع الاول اوقف الحرب الاوكرانية وارجع المختطفين الإسرائيليين او احرق غزة وكذلك تطويق ومحاربة الصين والضغط على ايران ودعم الكيان، أكثر هذه الوعود كانت شعارات وكلمات انتخابية فقط تنتهي بعد تحقيق الهدف الانتخابي.
عندما كانت روسيا قوية من خلال القادة التاريخين لها، كانت أمريكا فعلا تعتمد على الانظمة في اورپا اما الان السوڤيت لا يمثلون العدو الوحيد، مما تحولت الصورة حيث أصبحت البرتغال وايطاليا وفرنسا تعصي بعض القرارات والمطالب الامريكية، طالب الرئيس الجديد لأمريكا كندا وپنما والمكسيك الى الانضمام الى الولايات المتحدة الامريكية، بعض الصحف العالمية تقول ترامب يريد يضيف نجوم اضافية للعلم الامريكي كما هناك جزيرة دنماركية كانت تشكل قاعدة عسكرية ضد السوڤيت قبلا اسمها (غرينلاند) يهدد ترامب بإلحاقها بامريكا تقول رئيسة وزراء الدنمارك ميته فريد ريكسن تكلمت اكثر من نصف ساعة مع ترامب لم يذكر اسم الجزيرة ابدا ونحن الان في وضع خطير، اعتقد سوف تتصاعد هذه مستقبلا، علما ان احد رجال مجلس النواب في الدنمارك تهجم على الرئيس الجديد لأمريكا ترامب قال المطلوب ان يذهب الى الجحيم. بما ان هناك عدوان وتجاوز وتطاول لحقوق دول اخرى، لا يمكن لنا ان السكوت نطلب من الاخرين حالة من التفاهم والتعاون او بناء حالة من التعايش الإيجابي بين الدول.
اضف تعليق