المستبد يود ان تكون رعيته كالغنم درا وطاعة، وكالكلاب تذللا وتملقا، وعلى الرعية ان تكون كالخيل، ان خدمت خدمة وان ضربت شرسة، هذا مما يجعل من عملية علاج الاستبداد ليس بالأمر السهل، لأننا محتاجين للأمن إلى جانب وجود المؤامرات الخارجية التي لا تخدم مصالح هذه الأمة، خصوصا ونحن...
ناقش مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات موضوعا تحت عنوان: (صناعة الاستبداد.. تأملات في الأسباب والاثار وتشخيص للحلول والمعالجات)، حيث تم استضافة الدكتور حميد مسلم الطرفي لتقديم ورقة حول الموضوع، وذلك بمناسبة صدور كتابه الجديد: (ماوراء الشمس، أوراق من حياة سجين في عهد البعث 1980-1991)، وبحضور عدد من الأساتذة ومدراء المراكز البحثية والأكاديميين المختصين، وقد جاء في الورقة:
الاستبداد لغة يعني.. (غرور المرء برأيه عن قبول النصيحة) وهو الاستقلال بالرأي في الحقوق المشتركة، علما ان ارسطو يفرق ما بين الاستبداد والطغيان، فالأول يحمل بين طياته حقيقة رضا المحكوم بالحاكم، وهذا ما يتعزز من خلال الأنظمة الملكية الموجودة في الأردن ودول الخليج العربية، التي تلقى نوع من أنواع الرضا والمقبولية قياسا مع مفهوم الطغيان، الذي يقوم على مفهوم الاستيلاء على الحكم بالقوة، أو حكم الغلبة بالعنف.
من هنا نستشف ان خطورة الاستبداد تكمن في الاستبداد السياسي، الذي لا ينسجم بأي حال من الأحوال مع حالة الاستبداد العادي الذي يصدر على سبيل المثال من المعلم أو من مدير الدائرة، المشكلة هنا تكون عظيمة عندما يكون الحاكم مستبد، والسبب بطبيعة الحال لأنه يمتلك مصادر القوة ومصادر السلاح، فالسلاح جزء من منظومة الدولة، التي تتشكل من أربعة أركان وهي.. (شعب/ إقليم/ سيادة/ اعتراف دولي).
تعريف الحكومة هي..(من تمتلك الحكم والسلاح وسلطة الإكراه)، هذه السلطة المطلقة عندما تكون مستبدة هناك تقع المشكلة، ولذلك بعض الشخصيات التاريخية كالكواكبي مثلا يربط عملية الاستبداد بالحاجة إلى الأمن، لاسيما وان أحدث نظريات نشوء الدولة تقر وتعترف عن وجود عقد ما بين الناس وبين الدولة، ويتفقون أيضا على ان المجتمع ما قبل الدولة، كان المجتمع طبيعي لا يذعن بفكرة الدولة.
لكن (توماس هوك) يقول ان المجتمع الطبيعي هو.. (قتال الكل للكل)، بمعنى ان الإنسان في طبيعته يحب الجاه والسلطة، ومن جهة أخرى هو قابل أيضا للخضوع والسيطرة، بالتالي هاتين المفردتين هما سبب المشكل السياسي، ففي إي مجتمع عندما يكون الإنسان يحب الجاه والسيطرة، فمتى ما توفرت لديه القوة سيقضي على إرادات الآخرين، لذلك يقول (توماس هوك) تنازل الجميع عن حقوقهم إلى السلطان أو الملك.
فهم بهذا ليس لهم الحق في الاستبداد أو الاعتراض على القرارات ولا حتى المشاركة في الحكم، وهي بمثابة وكالة عامة مطلقة للحكم بالتصرف بما يعتقده صحيح.
الآخرون من مثل (جون لوك) يعتقد ان الإنسان الطبيعي قبل ان يتحول إلى مدني وقبل ان تأتي الدولة أفضل، لأنه كان يحيى حياة طبيعية ولديه مساحة لا باس بها من الحرية، وهذا ما لا يلقى الإجماع الكافي وذلك على اعتبار ان الدولة تفصل من بين المنازعات.
الحاجة إلى الأمن هي جوهر نظرية العقد الاجتماعي في نشوء الدولة، فالمستبد يتمكن من خلال حاجة الفرد إلى الأمن، وهذا ما سعى إلى طرحه النظام البعثي على طول أيام حكمه الجائر، وأيضا أيام داعش التي سطرت أفظع الجرائم الا إنسانية، وهم يريدون من وراء ذلك زرع فكرة ان الأمن لا يتحقق الا مع وجود الاستبداد أو الدكتاتورية.
إنا شخصيا على سبيل الاستطراد وإثناء وجودي في السجون الصدامية كان التلفزيون المحلي يعرض الإخبار السياسية من الساعة الثامنة إلى الساعة الحادي عشر مساء، لا يسمح للسجين إي يصدر صوت، وإلا سيعرض نفسه للتعذيب، إلى جانب ذلك كان يتبجح بقول إننا روضنا العراقيين ووضعنا لهم (جاره)، بل أكثر من ذلك هم مستعدين على استقدام مئة شخص للسجن بسبب شبهة وجود شخص أو شخصين معارضين للنظام مثلا.
لذلك لابد ان نضع حدا فاصلا بين الاستبداد وبين الحاجة للأمن الحقيقي، إنا شخصيا ومن خلال تجربتي في سجن أبو غريب كان يمكن ان يتلافى هذا الخذلان الشعبي مع وجود حكمه، خصوصا وان المستبدين في السعودية أو في مصر أو في ليبيا لم يقدموا على عمليات قتل كما هو صدام، لذلك الحاجة إلى بقائه كمستبد اقل بكثير، بمعنى ان حاجة صدام للانتقام والدم وحاجته لحفظ نظامه كان بإمكانه ان يوفر (300) ألف مواطن عراقي من التغييب.
لذلك البعثيون اخطأوا كثير سواء في سنة 73 أو 79، حزب الدعوة لم ينفذ الا عملية أو اثنين فقط طيلة أيام النظام البعثي، بالتالي فان الحاجة لاستغلال الأمن هو تكتيك سياسي بحت لتصفية المعارضين، فالمستبد دائما يشعر بالنرجسية العالية كونه المتفضل على الأجيال القادمة واللاحقة، بمعنى انه يتقمص دور المعلم والملهم.
بعض المعلومات تؤكد ان صدام وقبل ان يزور إي مكان كان يزود بالمعلومات الكافية، حتى يبدو انه ملم بكل تفاصيل هذه الحياة ويخرج من دائرة المحدودية والتواضع، وهذا يذكرنا بكتاب الكواكبي المعنون (طبائع الاستبداد ومصارع العباد)، يقول من يجعل الاستبداد والدين توأمان أبوهما واحد، والأمثلة بهذا الخصوص كانت من بداية الدولة الدينية التي أسسها فرعون على اعتباره إله، ومن ثم انتقلت إلى ما يعرف بالحكم الإلهي أو الحكم المطلق لدى الأوربيين، وذلك على اعتبار ان الله سبحانه وتعالى قدر الأمور وجعلها في شخص هذا الحاكم، بالتالي فان الاعتراض على الحاكم هو الاعتراض على الله.
الدولة الأموية سارت على هذا النهج، وإرادة ان تواجه القدرية فأوجدت الجبرية، من اجل تحريف مسار انتقال السلطة على النحو الإلهي، وهذا في حقيقة الأمر يجافي الحقيقية بل ينسفها نسفا، هنا الأمر متعلق بالذات الإنسانية المنحازة تلقائيا إلى الغريزة ومنها غريزة الاستبداد، وهي حالة قائمة على مدى العصور منذ آدم والى يومنا هذا.
الانتخابات الأميركية الحالية على سبيل الاستدلال وليس الحصر انحازت في أحيان كثيرة إلى الشعبوية، وإلا كيف نقيم ثقافة الرهان على موضوع الهجرة والجنس الأبيض والاستحواذ على فرص العمل، كذلك الحال بالنسبة لظاهرة التعيين المناطقي الموجود في العراق اليوم، لذلك الديمقراطية تواجه مشكلة كبيرة من جراء الخطاب الشعبوي.
بالتالي فان المستبد يود ان تكون رعيته كالغنم درا وطاعة، وكالكلاب تذللا وتملقا، وعلى الرعية ان تكون كالخيل، ان خدمت خدمة وان ضربت شرسة، هذا مما يجعل من عملية علاج الاستبداد ليس بالأمر السهل، لأننا محتاجين للأمن إلى جانب وجود المؤامرات الخارجية التي لا تخدم مصالح هذه الأمة، خصوصا ونحن نعيش إشكالية الربيع العربي وما حصل في ليبيا أو مصر أو تونس.
لذا نحن إمام معادلة صعبة جدا في حسابات الحذر من التدخلات الخارجية من جانب، ومن جانب آخر كيفية ترويض المستبد نفسه، لذلك بعض الباحثين يجدون الحل بالذهاب إلى المجتمع المدني من اجل تصحيح مسار الاستبداد بكافة إشكاله.
المداخلات
الاستبداد في تشكلات البشر قديما وحديثا
- الدكتور لطيف القصاب؛ إعلامي وباحث أكاديمي:
صناعة الاستبداد هي إشكالية عظيمة تعيش في وجدان البشر، وطالما تحدث رب العزة والجلالة بهذا الخصوص وفي أكثر من مورد في قرآنه الكريم، بالتالي ان قضية الاستبداد حاضرة في تشكلات البشر وتصرفاتهم قديما وحديثا، حتى رئيس الولايات المتحدة الأمريكية يقول ان الإنسان اشد الحيوانات ظلما وشراسة.
الاستبداد لا ينحسر في الجانب السياسي فقط، بل قد يكون دينيا وثقافيا واقتصاديا، كل هذه المعاني قد يدخل فيها عنصر الاستبداد، الاستبداد أيضا قد يدخل في خانة العرض والطلب، الشعب أحيانا هو من يطالب بالاستبداد وإيجاد الاستبداد، وهذا أمر موجود في تراثنا العرب من خلال العديد من الكتب كـ (المستبد العادل)، بالتالي هو يشكل حاجة اجتماعية خصوصا أيام اشتداد الأزمات والاضطرابات والترجيح ما بين كفة الأمن والفوضى.
عندها يختار الناس ليس على المستوى الفردي بل حتى الجماعي، ان يتقبلوا التعسف والحيف والظلم ويتنازلوا طوعا عن حريتهم، إلى الان تعتبر قضية العبيد في المجتمعات الإفريقية وحتى العربية في أوقات قريبة مستساغة ولا غبار عليها، لذلك يعتبر الاستبداد سمة من سمات المجتمع الإنساني الجوهرية قديما وحديثا، وان المعالجات التي طرحت في هذه الورقة هي معالجات جديرة بالتأمل والاهتمام والتعميم، خصوصا ونحن نعيش في مجتمعات فيها ميل كبير لقبول الدكتاتور وقبول الاستبداد بكافة تمثلاته الحياتية، لذلك نحتاج لإستراتيجية مدروسة من اجل مكافحة الاستبداد.
المستبد يعتاش على الجهل وغياب المعرفة
- الحاج جواد العطار؛ باحث إسلامي:
هل الأنظمة الشمولية هي التي تصنع المستبد، أم المستبد هو الذي يصنع النظام الشمولي، لدينا بهذا الخصوص أمثال كثيرة حيث نجد دول برزت على ظهر نظام شمولي، والعكس أيضا صحيح، فأيهما الوالد وأيهما الولد، إما ما ناحية الاستبداد فهو غريزة فطرية موجودة في طبيعة الإنسان، لكن هناك ظروف موضوعية تسهل من عملية إنتاج المستبد.
المستبد في الواقع يعيش على جهل الناس، وعلى غياب المعرفة، ويقوم كذلك بتجهيل المجتمع، كي يستمر مدة أطول، فالاستبداد في واقع الأمر هو في المجتمعات البشرية حتى قيام الساعة، إما آثار هذا المستبد فالعراقيين أكثر من خبر أفعال المستبد أيام طاغية العراق صدام، المستبد لا يسمح بنمو الحريات والإبداع والكفاءات، مقابل ذلك هو يعتمد على الجهلاء والبسطاء والشعوبيين.
لذلك أهم نتاج المستبد هو اغتيال الحريات، هذا مما يعزز من حالة خمول المجتمع الذي تعيش فيه الحالة الاستبداد، العلاج واقعا يكمن في بناء المؤسسات التي تضمن عدم تمركز القوة والقدرة عند جهة معينة، المستبد يحاول ان يجمع كل القوى بيده، لكن إذا هناك مؤسسات توزع القدرة والقوة، عندها من الصعب ان يولد في هكذا أجواء مستبد.
الاستبداد يقوم على الضعف والقوة
- الدكتور خالد الأسدي؛ باحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث:
ان الاستبداد يقوم على محورين، المحور الأول الضعف، والمحور الثاني القوة، فمتى ما كان الشعوب خانعة وضعيفة، يمكن صناعة الاستبداد فيها بسهولة، وهذا راجع للأسباب التالية.. منها ضعف الشعب حتى على مستوى الأسرة، إما بخصوص الآثار المترتبة على ذلك فلا يوجد شعب تسلط عليها الاستبداد ووصل إلى التطور، الشعوب المستبدة هي دائما شعوب متخلفة على مستوى العالم.
في حين تتمركز الحلول حول الثورات الصناعية والثورات الحركية ضد تلك الأنظمة الاستبدادية، وهنا بطبيعة هذا الحال يمكن ان نصف الشعوب العربية على أنها شعوب مستبدة بالمطلق ومن دون إي استثناء هنا أو هناك.
مناحي تربوية
- الأستاذ محمد علي جواد تقي؛ كاتب في شبكة النبأ المعلوماتية:
سبب الاستبداد هو مناحي تربوية، أساسها البيئة التي ينتمي إليها شخص ذلك المستبد، والأمثلة بهذا الخصوص تكاد تكون كثيرة على مستوى العالم الغربي والعربي، بل أكثر نجد في مفصل العمل التربوي والتدريسي شكل من إشكال ذلك الاستبداد، فالمعلم أو المدرس لا يقبل من التلميذ والطالب إي رأي مغاير تحت شماعة إنا افهم منك وأكثر وعيا، وهذا نوع من أنواع الاستبداد الذي لا يعطي للشباب العراقي فرصة التخلص من براثن الاستبداد في اوقات مبكرة.
الاستبداد يبدأ من استلاب الإرادة
- الشيخ مرتضى معاش:
هل فعلا الاستبداد غريزة ذاتية لدى الإنسان؟، فإذا كانت كذلك كيف تشكلت المجتمعات، الإنسان في فطرته هو كائن اجتماعي، لذلك الاستبداد هو شيء غريب على الإنسان بكينوناته الاجتماعية، الشيء الأخرى لماذا أصبح الاستبداد شيء ذاتي لدى الإنسان؟، الأمر هنا يتعلق بجزئية تدمير شخصية ذلك الإنسان منذ صغره، وتشوه شخصيته، من خلال استلاب إرادته، حتى يصبح فاقد للثقة بنفسه وبشخصيته، ومن ثم يشعر بالنقص والكره والحقد.
بالنتيجة عندما تدرس علم نفس الاستبداد ونوازع الطغاة في صغرهم، ترى ثغرات كثيرة في دواخلهم ونشأتهم، هي التي شكلت حالة الاستبداد والطغيان لديهم، هذه نقطة جوهرية تدور حولها حالة الاستبداد في المجتمع، الاستبداد يمكن ان يتشكل منذ الصغر، الطفل حينما يواجه بالرفض وعدم قبول رأيه، حينها تتشكل لديه نزعة الاستلاب، لذلك هكذا حالة من الاستلاب التربوي، إلى نشوء ثقافة عامة في الاستبداد الاجتماعي، يمكّن من وجود الاستبداد السياسي، فالمستبد هو نتاج لذلك الواقع الاجتماعي والسلوكيات الاجتماعية.
وكذلك فإن الدولة التي هي أفضل شيء اخترعه الإنسان، هي في ذات الوقت هي أسوء شيء اخترعه الإنسان، والسبب لأنها تمتلك كل عوامل القوة، وحينئذ تصبح دولة مستبدة تسعى إلى ترويض المجتمع نحو معنى الخضوع والخنوع، الأمر الآخر ان الطاغية لا يمكن ان يتنازل عن استبداده ويطلق سجين أو يعفو عن سجين، فمن وجهة نظره ذلك يعني الضعف.
بعض الأشخاص يتمترسون خلف الثقافة الميكافيلية من اجل ان يمارسوا القوة ضد الآخرين، وهذا خطأ كبير فعلى الإنسان ان يتعلم قيم الخير، وان لايمارس القوة الغاشمة ضد الآخرين لأنها ستؤدي به إلى الاستبداد.
إما ما يخص الشعبوية فهي غطرسة النخب، بمعنى آخر الشعبوية تعني ثورة الطبقة الشعبية العامة ضد النخب المتغطرسة والمتكبرة، بالنتيجة النخب لو كانت منسجمة مع الناس سوف تكون محل احترام الطبقة الشعبية.
الحلول يمكن ان تتمحور حول فكرة التعددية بكافة إشكالها مثل التعددية السياسية الثقافية الاجتماعية، لذلك لا بد ان نقبل بالتعدديات، وفي خلاف ذلك سينهار المجتمع، وجود الفوضى بسبب التعددية لا يعني ان نركن إلى الاستبداد، بل نعالج الفوضى بالتربية والتعليم والتوعية، التعددية تؤدي إلى تمكين الإرادات الإنسانية، والوصول إلى حرية مسؤولة، أيضا التعددية تؤدي إلى بناء الحوار والتواصل، ومن ثم التوافق، ومن ثم التعاون، ومن ثم بناء العقد الاجتماعي.
تدمير أسس الاستبداد
- الأستاذ علاء الكاظمي؛ باحث اكاديمي:
ان الاستبداد يقوم على ثلاثة أركان..
الركن الأول/ النقص في شخصية المستبد
ينقسم إلى قسمين.. النقص المادي، والنقص المعنوي، النقص المادي واضح جليا من خلال الصراع القائم بين النخب السياسية وتحت المؤسساتية، الكل يكاد ان يعيش شعور النقص المادي ليجعلها ممرا سالكا أمام الاستحواذ على الممتلكات والعقارات والأموال العامة، خصوصا مع وجود مبدأ التزاحم في المصالح من اجل إبعاد الآخر، الدين حاول ان يعالج تلك الحالة من جراء النصوص القرآنية التي تحث على الزهد والورع.
النقطة الأخرى هي النقص المعنوي فالعراقيين أكثر شعوب الدنيا خبروا هذه الثقافية أيام النظام السابق والان، بالتالي فان الصراع السياسي في العراق له فلسفة واحدة تقوم على النقص المعنوي، لذلك تراهم حريصين جدا على الاختباء خلف عناوين ورمزية معينة لا يستطيعون التخلي عنها أو مغادرتها بأي حال من الأحوال.
الركن الثاني/ شهوة الملك الاستحواذ والسلطة
في تصوري الإمام علي عليه السلام سعى أولا إلى تدمير الأسس التي يقوم عليها الاستبداد، لاسيما وان السلطة تقوم على ركائز ثلاثة..( المال /الإعلام / السلاح)، فالإمام علي عليه السلام عندما حكم المسلمين اشتغل على حقيقة تصفير خزينة الدولة، ثانيا افشل مشروع الدعم الإعلامي من خلال شراء الذمم، الأمر الثالث سعى إلى حصر السلاح من اجل الدفاع وليس خدمة الحاكم، أيضا من المعالجات الأساسية هي توزيع المسؤوليات وعدم حصر السلطة بيد الحاكم.
الركن الثالث/ هي عدم تحمل المسؤولية في الاختيار والتصدي
هذا الجانب من الجوانب المهمة والأساسية في اختيار الشخصية الحاكمة التي تمتلك الدراية والكفاءة، كذلك بالنسبة لمسالة التصدي للظلم والباطل، بالتالي عدم الإحساس بالمسؤولية من قبل الناس يجعل فرص المستبد قوية في قهر إرادة الناس.
مجتمع مدني فاعل
- الأديب علي حسين عبيد؛ كاتب في شبكة النبأ المعلوماتية:
يراهن على حقيقة ان نجد مجتمع مدني فاعل من اجل التخلص من ثقافة الاستبداد بكل إشكالها وتفرعاتها، وهذا لا يتحقق الا من خلال إرادة صلبة ومتماسكة في تثبت أركان هذا المجتمع وديمومته لخلق جيل جديد نافع للاستبداد الفكري والثقافي والاجتماعي والسياسي.
نار الاستبداد
- الأستاذ عدنان الصالحي؛ مدير مركز المستقبل للدراسات الستراتيجية:
يرى ان الاستبداد يتحمل كل مأساة عالمنا البشري، ففي كل زمان تجد هناك من يتصور نفسه هو الأفضل والأعلى والحاكم الأوحد، هذه النظرية أولى من تصدى لها رب العزة والجلالة، بالنتيجة الإنسان عندما يشعر بالاستبداد ينظر للناس على انهم اقل حجما، وهذا اقل ما يوصف النظام الدكتاتوري الصدامي، الذي أذاق العراقيين المر، الاستبداد قد يكون في شخص الحاكم، بل شخص داخل أسرته، من هنا نستشف ان الاستبداد ثقافة قد تمارس ضد شعب وضد أسرة في انا واحد.
الآثار المترتبة على الاستبداد تتجلى في المشهد العراق منذ سبعينيات القرن الماضي والى الان، البلد يعيش حالة من عدم الاستقرار والفقر والمرض، وتفشي جميع أنواع الإمراض الأخلاقية والاجتماعية، وهذا خير مصداق عن ما تحدث به الأستاذ المحاضر في كتابه.. ( ما وراء الشمس)، خصوصا نحن شعب ابتليه بنار الاستبداد منذ عقود عديدة، ونسال الله ان لا نرى في قادم الأيام استبدادات لا شخصية ولا حزبية ولا الشخص الأوحد في هذا البلد.
الاستبداد أصل كل فساد
- الأستاذ محمد علاء الصافي؛ باحث في مركز الإمام الشيرازي للدراسات والبحوث:
طرح مفهوم السيد الشيرازي (قدس سره) القائل.. (الاستبداد اصل كل فساد) أو (مستنقع الرذائل)، حيث يشير إلى خطورة هذا المرض، بالتالي قد يسأل سائل لماذا صناعة الاستبداد مزدهرة في بلادنا، وهل ثمن الحرية والديمقراطية هو الفوضى، وهل الأمن مقابل الاستبداد، هذا الثمن هل يعتبر طبيعي أم باهظ جدا، مقابل ان يكون هناك استبداد.
في العراق ما بعد(2003) وسقوط النظام الديكتاتوري الحاكم للعراق، كنا نراهن على التحول الديمقراطي من اجل رفض السياسات الظالمة والمجحفة التي تمارس سابقا، لكن للأسف الشديد فشلت الأحزاب والطبقة السياسية في إدارة التحول الديمقراطي والعدالة الانتقالية، لكي نحقق مجتمع وحكومة نابذة للاستبداد، بل على العكس من ذلك لا زال الاستبداد راسخ في المجتمع.
والسبب لان إدارة التحول السياسي لم تتم بصورة صحيحة، وحتى الإدارة الأمريكية كانت تسعى إلى خلق نموذج ديمقراطي متطور في المنطقة، لكن دول المنطقة سعت إلى افشل هذا المشروع بحكم وجود دول مستبدة، أيضا تمسك الدولة بعدم إعطاء مبدأ الحرية الاقتصادية للناس، هذا يكرس عملية الاستبداد، لذلك نجد الفرد العراق يسعى خلف الدولة أو الحكومة أو المسؤول من اجل التعيين.
لذلك المسؤول العراقي عندما يلبي حاجة الناس للتعيين، يحاول من خلال ذلك شراء ذمم الناس، بالتالي نجد السياسي يفسد ويسرق وربما يقتل، في مقابل ذلك هو أعطى للناس ثمن وهو التعيين، إذا لو كانت الحرية الاقتصادية موجودة لرجال الإعمال بعيدا عن الصفقات والسمسارات والرشاوى والابتزاز.
الأمر الآخر المجتمع الفاقد للحرية والتفكير والرأي، لا يمكن ان يتحول إلى مجتمع حر، ولا إلى نظام سياسي ديمقراطي، ففاقد الشيء لا يعطيه، هذه هي ابرز الأشياء التي نفتقدها الان ومن الواجب ان نعالجها، وذلك من خلال نظام تعليمي يكون فيها الأستاذ والطالب على كبير جانب من الحرية.
الأخ الأكبر
- الأستاذ حامد الجبوري؛ باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية:
الاستبداد ليس له سبب معين، بل هو نتاج أسباب متعددة ومعقدة ومتراكبة فيما بينها، فالأسباب في بلد ما تختلف عن الأسباب الأخرى في بلد آخر، وحتى في البلد الواحد قد تختلف أسباب الاستبداد من حين لأخر، لكن بالمجمل هناك خمسة جوانب يمكن الركون إليها كقاعدة أساسية ننطلق من خلالها لمعرفة أسباب الاستبداد وهي..( أخلاقية/ سياسية / اقتصادية/ اجتماعية/ دينية).
أولا: الجوانب الأخلاقية/ عنوان مهم في المجتمع الذي تكثر فيه الرذائل، بالتالي من الطبيعي هنا ان ينتعش الاستبداد في مثل هكذا مجتمع/ على النقيض تماما من المجتمع الذي تسود فيه الفضائل.
ثانيا: الجوانب السياسية/ هنا الأمر يتعلق بشكل النظام وهل يوجد نظام حزب واحد أم مجموعة أحزاب، ففي ظل تعدد الأحزاب يحصل هناك تضارب في المصالح فلا ينتعش الاستبداد، إما في ظل الحزب الواحد سوف ينتعش الاستبداد لعدم وجود تضارب مصالح.
ثالثا: الجوانب الاقتصادية/ الدولة كلما تكون مسيطرة على الموارد الاقتصادية تدور في مدار الاستبداد والقوة، بينما في ظل القطاع الخاص تتقاطع المصالح، وعندها لا يسمح القطاع الخاص للدولة ان تسيطر على موارده.
رابعا: الجوانب الاجتماعية/ المجتمع الذي تكون فيه العادات والتقاليد ذاهبة إلى الأخ الأكبر على اعتباره هو صاحب القرار، بالتالي هو لا يعطي لبقية إفراد الأسرة مشاركته في القرار.
خامسا: الجانب الديني/ دائما المجتمعات الدينية تعتقد أنها تمتلك الحقيقية المطلقة وهي تملك الجنة.
الحلول المقترحة تأتي في سياق معالجات الثغرات والجوانب الفاعلة في تشكيل حالة الاستبداد، لذلك نعتقد ان العمل المؤسسات المستقل والقوي هو العلاج الناجع لسد إعراض وإمراض الاستبداد، أخيرا كيف تقرؤون حالة القمع ما قبل 2003 وما بعدها؟.
القيادة السامة
- الأستاذ حسين علي عبيد؛ باحث في مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية:
تناول الموضوع من جانب إداري ومن اختصاص السلوك التنظيمي، حيث تناولت الموضوع من زاوية يمكن تسميتها.. (القيادة السامة)، التي هي احد إبعادها هي القيادة الاستبدادية، القيادة السامة تعتبر شكل من أشكال القيادة التي تتسم بالأنانية والغطرسة والتكبر في سبيل الحصول على مصالح شخصية، ومن الممكن أيضا ان تؤثر سلبا على المنظمة على المدى البعيد، يتخلل هذه السلوكيات مجموعة من الأمراض النفسية، التي تؤدي إلى نفور العاملين وزيادة رغبتهم في ترك المنظمة، والذهاب نحو خيارات تسمح لهم بحرية الإبداع والابتكار داخل بيئة عمل ملائمة.
موضوع القيادة السامة يتخللها صناعة الاستبداد، فالشخص الذي يمتلك نزعة داخلية للقيادة السامة أو القيادة الاستبدادية، سوف يتحول الأمر إلى الجانب الثاني، إما القيادة الاستبدادية فهي نمط من أنماط القيادة يمتاز بالتركيز على السيطرة، والتحكم الواضح من جانب القائد، من دون الاهتمام بآراء المرؤوسين، ويتجلى هذا النوع من القيادة في الإصرار على فرض الأوامر والتوجيهات وتطبيق السياسات بصرامة من دون الأخذ بالحسبان الرأي الآخر والتشاور معهم.
هناك مجموعة من السمات في القيادة الاستبدادية..
أولا: الهيمنة والسيطرة/ يمتاز القادة المستبدون بسعيهم لتحقيق الهيمنة والسيطرة على المرؤوسين دون مشاركتهم في صنع القرارات.
ثانيا: الإصدار القطعي للأوامر/ حيث يصدر القادة المستبدون الأوامر بشكل مطلق دون الاعتماد على أراء ومداخلات المرؤوسين.
ثالثا: التلاعب بالمعلومات/ يمكن للقادة المستبدين إخفاء المعلومات
المهمة أو تحريفها، لتناسب أجندتهم الخاصة دون مشاركة المرؤوسين.
رابعا: عدم الاعتراف بأداء المرؤوسين/ يتجاهل القادة المستبدون جهود وإسهامات المرؤوسين ولا يقدرون عملهم.
خامسا: الضغط على المرؤوسين/ حيث يفرض القادة المستبدون ضغوطا على المرؤوسين، ولا يقدم القادة المستبدون التوجيه الكافي والدعم للمرؤوسين.
مجموعة هذه السمات تتعلق في أسباب واثأر صناعة الاستبداد.
شخصية المستبد
- الأستاذ احمد جويد؛ مدير مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات:
يعتقد بوجود عوامل داخلية وأخرى خارجية في المجتمع هي التي تشكل شخصية الشخص المستبد، لاسيما تلك العقد النفسية والروحية المتأصلة في الذات الإنسانية للتسلط على الشعوب وقهرها، هذا المعنى يتركز عند الشعوب التي تبحث عن قائد قوي ومتسلط ومستبد، واقرب مثالك على ذلك الإمام عليه السلام رفضه المجتمع لأنه متسامح ويؤمن بالعفو، مقابل الخليفة الثاني الذي استخدم العنف.
كتاب (ما وراء الشمس) يحمل بين طياته صعاب جمة، لا يمكن الإحاطة بها بالقدر الكافي، كما هو صاحب هذا الكتاب لأنه عاش أدق تفاصيل هذه العتمة بأبسط جزئياتها وتفاصيلها الصغيرة والكبيرة، الاعتقال القسري الذي عاشه صاحب هذا الكتاب لا يفصله عن الموت الا تفصيل بسيط من جنون المستبد.
مقاومة الاستبداد لدى الجيل الصاعد
- الدكتور علاء إبراهيم الحسيني، أستاذ جامعي وباحث في مركز آدم للدفاع عن الحقوق والحريات:
ان صناعة الاستبداد هي مشكلة كبيرة تعاني منها الشعوب ومنها الشعب العراقي، لاسيما وان مسلسل الفكر الاستبدادي لا زال قائما، والأمثلة بهذا السياق تكاد ان تغطي عين الشمس، حيث فكر بعض واضعي دستور عام (2005)، التخلص من استبداد الفرد، فتنقلوا إلى حكم جديد، يسبغ اغلب السلطات ويضعها بيد مجلس النواب آنذاك.
لكننا في حقيقة الأمر إننا انتقلنا من استبداد الفرد، واستبداد الحزب الواحد، إلى استبداد المكون، واستبداد الكتل السياسية، واستبداد بعض الرموز الفاعلة على المشهد العراقي، لذلك يبدو ان العامل الثقافي في العراق بالتحديد وفي منطقة الشرق الأوسط، تؤدي بنا إلى الاستبداد، بمعنى ان هناك نزوع ذاتي لدى الكثير من الأفراد نحو هذا الاستبداد.
في قانون المحافظات على سبيل المثال أراد المشرع جريا على النص الدستوري، ان يسبغ السلطة ويركز السلطة بيد مجلس المحافظة، ولكن التطبيق في كل المحافظات العراقية اظهر ان شخصية المحافظ، ان كانت تدعمها بعض الزعامات تسود على مجلس المحافظة، ويكون هناك استبداد من قبل المحافظ لا يعلى عليه في الكثير من المحافظات.
لذلك نقول ان مشكلة الاستبداد لها إبعاد ثقافية في الدرجة الأولى واجتماعية واقتصادية وسياسية، كل هذه المشاكل اجتمعت لكي تصنع نموذج متعدد الواجهات اسمه الاستبداد في بلادنا، لا يمكن التخلص من هذه الحقيقة ما لم نضع بعض المعالجات والحلول، لعلها تسهم في تقليص مساحة الاستبداد اليوم، المادة (20) مثلا تتحدث.. (ان العراقيين رجالا ونساء لهم الحق في المشاركة بالشأن العام).
لكن عندما شارك العراقيون بالشأن العام استبدت السلطة ضد طوائف كثيرة منهم، بالتالي حرموا من حقيقة تمثيل الإرادة العامة سواء في مجلس النواب أو في الحكومة العراقية أو في المجالس التمثيلية، أريد للعراق ان يكون متعدد الأحزاب، لكن جل هذه الأحزاب هي أحزاب مستبدة، حتى أمست أحزاب أفراد وأحزاب عوائل واسر وأحزاب شخصيات معينة.
تصدر لنا نماذج هي ليست نماذج ديمقراطية حقه، يمكن ان يقتدى بها، أريد للعراق أيضا ان يكون له حرية نقابية، لكن اغلب القوانين النقابية شرعت في عهد النظام البائد، وهي تحمل النزعة الاشتراكية، وهي نزعة استبدادية بامتياز، تصنع من النقيب ومن مجلس النقابة سطوة ويد طولى على ممارسي هذه المهنة، لذلك هذه النزعة وهذه الثقافة انعكست على كل التشريعات.
خذ على سبيل المثال تشريع قانون (12) لسنة (2010) الخاص بالمنظمات غير الحكومية، لما جعل هذه المنظمات مضطرة ان تخضع لهيئات ودوائر تابعة لمجلس الوزراء وللأمانة العامة لمجلس الوزراء، ما ذلك الا نوع من أنواع الاستبداد وعدم التخلص من الإرث الاستبدادي، لذلك ان مقاومة الاستبداد مسالة مشروعة لا غبار عليها.
بالتالي قد يسل سائل كيف نكرس ثقافة مقاومة الاستبداد لدى الجيل الصاعد، هذه مسؤولية الأسرة في المقام الأول ومسؤولية المعلم والمدرس والأستاذ الجامعي، لكي نبني بذرة مقاومة الاستبداد وعدم الرضوخ للمستبدين مهما كان شكلهم وتصورهم.
الطغاة يعيدون إنتاج أنفسهم
- الدكتور خالد العرداوي؛ مدير مركز الفرات للتنمية والدراسات الإستراتيجية:
تطرق إلى حقيقة الطاغية صدام أيام شبابه عندما كان خجول اصفر شاحب خجول، فكيف تحول هذا الشاب مع ما يحمل من صفات بريئة إلى وحش كاسر، يلتهم البشر من ان يراعي ابسط قواعد الضمير الإنساني والسماوي، القضية بمجملها ليس مرتبطة بوجود الطاغية، فلربما كل شخص منا مع توفر الظروف قد يصبح طاغية، بالتالي ان كان صدام قد خرج من بيئة فقيرة بدوية قاسية.
برزان الأخ غير الشقيق للطاغية صدام يقول نحن فرضنا على بغداد ثقافتنا البدوية، محمد رضا بهلوي هو الآخر مع انه ينحدر من أسرة ملوك وأباطرة، لكنه مع مرور الزمان تحول إلى طاغية، نستشف من خلال هذا الاستهلال البسيط والمتواضع، من وجود ظروف اقتصادية واجتماعية وسياسية تخلق الطغاة يسهم فيها المجتمع ككل.
ولذلك إذا بقيت هذه الظروف كما هي الطغاة سيعيدون إنتاج أنفسهم، الأحزاب السياسية في العراق وخلال 100 عام ماضية هي التي دمرت حاضر ومستقبل هذا البلد، لذا في حال عدم وجود قيم مدنية في إي مجتمع، وعدم وجود نظام حكم ديمقراطي في إي المجتمع، وعدم وجود وعي سياسي في إي مجتمع، وعدم وجود رغبة حقيقية بالتغيير نحو الأفضل، وانتظار المساعد الساحر.
بالتالي المجتمع ما لم يتحمل مسؤوليته في بناء الحرية، واحترام حقوق الآخرين، عندها الاستبداد سيستمر وسيتوالد.
زرع الخوف
- الاستاذ صادق الطائي، كاتب وباحث:
ليس حالة الاستبداد حالة فطرية عند الانسان بل هي حالة مصطنعة المطلوب منها تحقيق أغراض وقتية تحقق للفرد زرع الخوف عند الاعداء من اجل ايقاف تنفيذ خطتهم او تحقيق مؤامراتهم او الاصدقاء الذين يصحبونه في العمل، او انزال الخوف لدى المعارضة او المنافسين له في الحكم او زرع الخوف من المستقبل لدى طبقات الشعب المحكومة وتحت سلطة الدكتاتور.
هناك رأي مقبول علمياً هو ان حالة الدكتاتورية والاستبداد موجودة عند الكل ولكن تنمى لدى الانسان حسب الظروف اذا كان فقير ومشغول بالعمل اليومي، تموت وتضمحل عنده روح الاستبداد، لان لا تشكل شيء في حياته شيء.
يقولون المستبد مثل الثور الهائج يقتل نفسه وكل افراد المجتمع العامل والفلاح حتى كناس الشوارع بلا فرق، هناك قول مشهور، كلما ترفعه الجماهير في الحقيقة هو إنزال لدوره وتسلطه في الامة، يقول الكواكبي الجماهير الذي تبحث عن مصالحها دون الاخرين تنطبق عليهم الاية الكريمة (واتقوا فتنة لاتصيب الذين ظلموا منكم خاصة والله شديد العقاب).
عليهم (الناس) ان يدفعوا ثمن سكوتهم الطويل والذل والاستعباد لان المستبد يقتل نفسه والمجتمع وكل الطاقات. المجتمعات الواعية والمثقفة والتي تملك ثقافة سياسية او معلومة تدين حالات الاستبداد والتحكم الكيفي حسب أهواء ورغبة الحاكم وعدم الاعتراض والنصيحة والوقوف امامها.
اضف تعليق