لا تزال قضية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في طهران. محط اهتمام واسع خصوصاً وان هذه القضية اشعلت لهيب التوتر بين طهران وواشنطن وتل ابيب المتهم الاول في هذه العملية، ويرى بعض المراقبين أنّ عمليّة اغتيال زادة الذي اعتبرته إسرائيل، وهيئات استخباراتية أمريكية، أبا لمشروع سري للقنبلة النووية الإيرانية...
لاتزال قضية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زادة في طهران. محط اهتمام واسع خصوصاً وان هذه القضية اشعلت لهيب التوتر بين طهران وواشنطن وتل ابيب المتهم الاول في هذه العملية، ويرى بعض المراقبين أنّ عمليّة اغتيال زادة الذي اعتبرته إسرائيل، وهيئات استخباراتية أمريكية، أبا لمشروع سري للقنبلة النووية الإيرانية، هي من بين أخطر العمليات التي استهدفت العلماء الإيرانيّين، وهو ما اثار قلق ومخاوف العديد من الدول والحكومات في المنطقة، وجعلها في حالة ترقب لما قد تقدم عليه طهران، كرد انتقامي ضد هذه العمليات المتكررة، التي تقوم بها امريكا واسرائيل منذ عام 2010 من اجل تصفية العقول والطاقات الايرانية. خصوصاً وان ما حدث ايضاً يعد خرقًا أمنيًا و استخباريا خطير جدا حدث داخل العمق الايراني، وهو ما سيدفع طهران لرد وبقوة لإعادة هيبتها. وقد صدرت العديد من التهديدات على لسان كبار المسؤولين الإيرانيّين، بالرد على هذا الاعتداء بقسوة.
وهو ما دفع إسرائيل لاتخاذ إجراءات دفاعية مختلفة، كما عمدت الولايات المتحدة الأميركيّة لاتخاذ اجراءات امنية مشددة داخل العراق وتعزيز وجودها العسكري في المنطقة، التي ستكون ساحة حرب كبيرة اذا ما اقدمت ايران على الرد، قبل رحيل الرئيس الامريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، الذي قد يسعى وبالتنسيق مع تل ابيب لضرب ايران قبل تغيير الإدارة في واشنطن.
وتصاعدت التوترات بين واشنطن وطهران منذ عام 2018، عندما تخلى الرئيس ترامب عن الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران عام 2015، وقام بتشديد العقوبات عليها، بغرض التفاوض حول اتفاق أكثر صرامة. وردا على ذلك، خرقت طهران تدريجيا قيود الاتفاق على برنامجها النووي. وقال بايدن إنه سيعيد الولايات المتحدة إلى الاتفاق إذا ما قررت إيران الامتثال لبنوده مجددا.
من جانب اخر استبعد مبعوث الولايات المتحدة إلى إيران إليوت أبرامز أن ترد إيران على اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده، قبل تنصيب الرئيس المنتخب جو بايدن في العشرين من يناير القادم. وقال أبرامز إن أي عمل من جانب طهران قبل تنصيب بايدن، سيعرض للخطر أي رفع محتمل للعقوبات عنها في المستقبل. وأضاف "إذا كانوا يريدون تخفيف العقوبات، فإنهم يعرفون أنهم سيحتاجون إلى الدخول في نوع من المفاوضات بعد 20 يناير، وينبغي أن يضعوا في الحسبان عدم القيام بأي أنشطة من الآن وحتى 20 يناير تجعل تخفيف العقوبات أكثر صعوبة".
اجراءات امريكية
وفي هذا الشأن قالت ثلاثة مصادر مطلعة، إن الولايات المتحدة ستسحب "مؤقتًا" بعض موظفيها من السفارة الأمريكية في بغداد، وسط مخاوف من انتقام قريب من ذكرى وفاة قائد عسكري إيراني قوي. وقال أحد المسؤولين الأمريكيين إن الانسحاب سيحدث في الفترة التي تسبق الذكرى السنوية لاغتيال الولايات المتحدة الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس الإيراني، في 3 يناير كانون الثاني (2019)، بسبب مخاوف بشأن الانتقام.
وردد مصدر مُطلع أن قرار الانسحاب الجزئي المؤقت تم تحديده في اجتماع لجنة تنسيق السياسات. وقال كل من المسؤول الأمريكي والمصدر المُطلع إن الانسحاب كان من المتوقع أن يستمر فقط حتى منتصف يناير كانون الثاني، بعد مرور الذكرى السنوية لسليماني. ووصف مصدر دبلوماسي الانسحاب بأنه "طفيف"، وأشار إلى أنه يأتي في الوقت الذي يأخذ فيه الناس إجازة ويسمحون لمزيد من الأشخاص بالمغادرة في هذا الوقت.
ومن غير الواضح بالضبط عدد الدبلوماسيين الذين يتم سحبهم من السفارة. وتتوقع الحكومة الأمريكية انتقامًا محتملًا في ذكرى وفاة سليماني. وقال مسؤول بوزارة الدفاع إن الإيرانيين يريدون الانتقام "ولن يستسلموا"، لكن الولايات المتحدة تعلم أن الإيرانيين لا يستعجلون الأمور ويمكنهم التخطيط لعدة أشهر أخرى. ولم يؤكد المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية أو ينفي الانسحاب المؤقت، قائلاً: "نحن لا نعلق على تفاصيل أي تعديلات، لكننا نبقى ملتزمين بشراكة دبلوماسية قوية مع العراق".
وقال مُتحدث الخارجية الأمريكية، في بيان: "السفير (ماثيو) تولر لا يزال في العراق والسفارة في بغداد مستمرة في العمل"، مُشيرًا إلى أن الوزارة تقوم باستمرار بتعديل وجودها الدبلوماسي في السفارات والقنصليات في جميع أنحاء العالم بما يتماشى مع مهمتها، والبيئة الأمنية المحلية، والوضع الصحي، وحتى أيام العطلات". وأضاف "أن ضمان سلامة موظفي الحكومة والمواطنين الأمريكيين وأمن منشآتنا يظل على رأس أولوياتنا". وكانت صحيفة "واشنطن بوست" أول من أبلغ عن سحب بعض الموظفين من السفارة في بغداد. بحسب CNN.
وفي سبتمبر أيلول، هددت إدارة الرئيس دونالد ترامب بإغلاق موقعها الدبلوماسي في العاصمة العراقية إذا لم تهدأ هجمات الميليشيات المدعومة من إيران والتي تستهدف الأفراد الأمريكيين في البلاد. وقال المصدر المُطلع إنه في اجتماع لجنة تنسيق السياسات، لم يتم تحديد خيار سحب الموظفين بالكامل من السفارة. وقال المسؤول الأمريكي إنه لم يتم اتخاذ قرار بإغلاق السفارة. ووضعت السفارة عند أمر بالمغادرة في مارس أذار "بسبب الظروف الأمنية وخيارات السفر المقيدة نتيجة لوباء كوفيد - 19".
من جانب اخر عاودت حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة (يوس اس اس نيميتز) انتشارها في شمال بحر العرب. وقال الأسطول الأمريكي، عبر تويتر، "تم نشر مجموعة نيميتز الهجومية في الأسطول الخامس للولايات المتحدة لضمان الاستقرار البحري والأمن في المنطقة الوسطى، وربط البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهادئ عبر غرب المحيط الهندي وثلاث عبور حرجة بالتدفق الحر للتجارة العالمية".
من جانبه، غرد الأسطول الخامس الأمريكي بأن حاملتي USS Nimitz (CVN 68) وCarrier Air Wing 17 مستمرتان في دعم الأمن البحري الإقليمي بشمال بحر العرب. وكانت حاملة الطائرات الأمريكية العملاقة "يو اس اس نيميتز" قد غادرت منطقة الخليج العربي للمشاركة في تدريبات مالابار المشتركة مع الهند، في الفترة ما بين 17 و20 نوفمبر تشرين الثاني، حسبما أفادت في وقت سابق صحيفة "هندوستان تايمز". وقبل التدريبات، كانت "يو اس اس نيميتز" متواجدة في منطقة الخليج لما يقرب من شهرين، وهي أطول فترة تقضيها حاملة طائرات أمريكية في المياه منذ 2018.
وأعلن مسؤول في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تقف خلف عملية اغتيال العالم النووي الإيراني البارز، محسن فخري زادة، لكنه رفض الكشف عن تفاصيل حول ما إذا كانت إدارة ترامب على اطلاع مسبق على العملية. وقال المصدر إن إسرائيل في العادة تُطلع الإدارة الأمريكية على معلومات حول أهدافها والعمليات التي تعتزم تنفيذها قبل التنفيذ لكنه رفض تأكيد ما إذا كانت قد فعلت الحكومة الإسرائيلية ذلك هذه المرة، رغم تأكيده أن فخري زادة كان أحد أهداف إسرائيل لمدة طويلة ماضية.
واتهم مسؤولون إيرانيون إسرائيل بالضلوع باغتيال العالم النووي البارز، وأكدوا أنها تحمل بصمات جهاز الاستخبارات الإسرائيلي، الموساد، رغم أن طهران لم تُقدم أدلة حول ادعاءاتها، ولم تؤكد إسرائيل أو تنفي الاتهامات التموجهة لها. وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" السباقة بنشر أنباء حول تأكيد مسؤول في الإدارة الأمريكية أن إسرائيل تقف خلف الهجوم. ولم تتزايد وتيرة التهديدات للمصالح الأمريكية في المنطقة أو المواطنين الأمريكيين وذلك كون إيران اتهمت إسرائيل بعملية الاغتيال، حسبما قال المسؤول، لكن الأمريكيون يعتقدون أن الإيرانيين لم ينتقموا بعد لمقتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني، قاسم سليماني، وهذا ما تراقبه أجهزة الاستخبارات الأمريكية في الوقت الراهن، وفق ما قال المصدر نفسه.
وتتوقع الحكومة الأمريكية أن تنتقم إيران لمقتل سليماني مع اقتراب الذكرى السنوية لمقتله في العراق، لكن المصدر أشار إلى أن واشنطن ترى أن إيران مقيدة لأن الرئيس الجديد، جو بايدن، سيتولى الرئاسة بعد أسبوعين من ذلك الموعد. وأكد المسؤول أن إقدام إيران على خطوة انتقامية بحق الأمريكيين ستصعب مهمة بايدن بخصوص رفع العقوبات عن طهران وإطلاق العملية الدبلوماسية، ولكن إذا لم ترد إيران فإن تهديداتها ستبدو جوفاء بالنسبة للداخل الإيراني ولدول المنطقة.
تحذيرات اسرائيلية
في السياق ذاته تحدثت الحكومة الإسرائيلية عن "ارتفاع" مستوى "التهديد" ضد مواطنيها في الخارج، على خلفية صدور دعوات في إيران إلى الانتقام لمقتل عالم نووي بارز في عملية حمّلت طهران مسؤوليتها للدولة العبرية. وقالت وزارة الخارجية الإسرائيلية انه "في ضوء التهديدات الأخيرة من عناصر إيرانيين (...) نحن نخشى أن تستهدف إيران أهدافا إسرائيلية"، ناقلةً بذلك رسالة من مجلس الأمن القومي تحدثت عن هجمات محتملة ضد اسرائيليين في دول مجاورة لإيران أو في إفريقيا.
واشارت السلطات الى "زيادة التهديد الإرهابي ضد الإسرائيليين في الخارج"، وحددت على وجه الخصوص بلدانا أو مناطق قريبة "جغرافيا" من إيران، بينها جورجيا وأذربيجان وتركيا وكردستان العراق والإمارات العربية المتحدة والبحرين. وقامت البحرين والإمارات بتطبيع العلاقات مع إسرائيل في ايلول/سبتمبر وقد افتتحت خطوط جوية تجارية بين دبي وتل أبيب.
وكان مقررا أن يتوجه وزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكنازي إلى البحرين لحضور مؤتمر إقليمي، لكن مصادر دبلوماسية قالت بعد التهديدات الجديدة التي وجهتها طهران لإسرائيل، إن هذه الرحلة قد الغيت، دون مزيد من التفاصيل. وأنهى وفد بحريني زيارة استغرقت ثلاثة أيام إلى القدس وإسرائيل تم خلالها توقيع سلسلة اتفاقيات. وتتعلق إحدى هذه الاتفاقيات بصيانة شركة إسرائيلية لطائرات شركة " غالف اير" (طيران الخليج) البحرينية التي يجب أن تؤمن في المستقبل رحلات جوية مباشرة بين البلدين.
ومحسن فخري زاده الذي كان رئيسا لمنظمة الأبحاث والإبداع (سبند) التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية اغتيل في هجوم قالت الجمهورية الإسلامية إنّ إسرائيل تقف وراءه، فيما لم تعلق الدولة العبرية على هذا الاتهام. وقال الرئيس الإيراني حسن روحاني إن بلاده سترد "في الوقت المناسب" على مقتل العالم النووي.
واتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو طهران باستغلال الاتفاق النووي - الذي سمح برفع العقوبات الاقتصادية عنها، قبل إعادة فرضها وتشديدها من جانب ترامب - من أجل "توسيع" نفوذها في العراق واليمن وسوريا. واعتبر نتانياهو ان الاتفاق النووي سمح "للنمر" بالخروج من "قفصه"، وذلك خلال نقاش عبر الإنترنت مع مركز هدسون للتحليل في واشنطن.
من جانب اخر تسلّمت إسرائيل أولى بوارجها الجديدة في خطوة اعتبر قائد رفيع في سلاح البحرية أنها تندرج في إطار تحديث الأسطول وتعزز "بشكل كبير" قدرة البلاد على التصدي لخصوم إقليميين، بينهم إيران. وتحيط بصفقة شراء أربع بوارج وثلاث غواصات من العملاق الألماني "تيسنكروب"، شبهات فساد تشمل تحقيقاتها مقرّبين من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو.
لكن بعيدا من شبهات الفساد، تشكّل البوارج حجر أساس على صعيد تحديث أسطول سلاح البحرية الإسرائيلي، وفق تصريحات أدلى بها قائد العمليات البحرية الإسرائيلية الأدميرال إيال هاريل. وقال هاريل إن الأسطول الجديد من شأنه أن يعزز قدرة سلاح البحرية على حماية منشآت الدولة العبرية لاستخراج الغاز الطبيعي، من خصوم مثل حزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
وتنتشر قابلة السواحل الإسرائيلية منشآت لاستخراج المواد النفطية من حقول بحرية تدر على الدولة العبرية أرباحا متزايدة. وقال هاريل إن منشآت استخراج الموارد النفطية قبالة السواحل الإسرائيلية "هي الهدف الأساس على بنك أهداف حزب الله للعام المقبل". وتابع أن السفن الحربية، وهي من فئة ساعر-6، مجهّزة بـ"رادار هو الأكثر تطورا مقارنة بأي سفينة حربية في العالم". بحسب فرانس برس.
وجاء في تقرير لـ"مركز الأمن البحري الدولي" للأبحاث ومقره واشنطن أن السفن والغواصات الجديدة ستعزز قدرة إسرائيل على استهدف إيران بشكل مباشر. وتتخوّف إسرائيل على الدوام من وجود برنامج إيراني للأسلحة النووية، ومؤخرا تصاعد التوتر بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية على خلفية اغتيال العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده.
مؤامرة سعودية
من جانب اخر قال وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، إن عملية اغتيال العالم النووي، محسن ، هي "مؤامرة سعودية أمريكية صهيونية" على حد تعبيره. جاء ذلك في تدوينة لظريف على صفحته بإنستغرام، نقلتها وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية، حيث قال إن "زيارات بومبيو المستعجلة للمنطقة والاجتماع الثلاثي في السعودية ’بين نتنياهو وبن سلمان وبومبيو‘ وبيانات نتنياهو تكشف عن هذه المؤامرة التي تجسدت للأسف في العمل الإرهابي الجبان الذي أدى إلى استشهاد أحد مدراء إيران البارزين".
وتابع ظريف قائلا: "بالتزامن مع هذا العمل الارهابي بدأت عملية استخبارية مضادة وحرب نفسية من قبل هذا المحور الشيطاني ذاته على امل اكمال خطة بومبيو، نتنياهو، بن سلمان الخبيثة الرامية لإثارة التوتر.. وفي أول خبر لاستشهاد الدكتور فخري زادة والذي تم بثه في وسائل الاعلام الناطقة بالفارسية ’في الخارج‘ زُعِم بان وسائل الاعلام الاسرائيلية ادعت بان اسم هذا العالم وصل الى يد الموساد عن طريق قوائم منظمة الامم المتحدة".
وأضاف: "هذا الادعاء يتعارض مع الواقع بـ 180 درجة حيث ان اسم الدكتور فخري زادة قدم للوكالة الدولية للطاقة الذرية منتصف العقد الماضي من قبل اميركا والكيان الصهيوني وادرج في القرار 1747 المصادق عليه في 24 اذار/مارس عام 2007 ضمن لائحة الحظر الصادرة عن مجلس الامن الدولي". واستطرد قائلا: "دراسة وتحليل الكلمات المفتاحية الـ 10 الاف التي نشرت في الساعات الاولى بعد عملية الاغتيال في الاجواء الافتراضية في هذا المجال تشير الى ان 79 بالمائة من التغريدات موجهة لإثارة الخلافات الداخلية (معارضة الاتفاق النووي، التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، التفاوض)، وان 21 بالمائة منها فقط كانت ضد آمري ومرتكبي هذه الجريمة الوحشية.. ما يلفت الانتباه أكثر من ذلك هو ان نحو 93 بالمائة من هذه التغريدات متعلقة بحسابات مزيفة وعديمة الهوية بماض اقل من عام وذات مصدر خارجي غالبا".
من جانب اخر قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن "جميع الجماعات الارهابية في المنطقة متدربة في مدارس ممولة من قبل السعودية"، على حد تعبيره، وذلك في رد على وزير الدولة السعودي للشؤون الخارجية، عادل الجبير. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية ما قاله زادة في تغريدة: "على مدى عقود كانت الوهابية صنيعة القوى الاستعمارية، هي المصدر الوحيد للتعصب الاعمى والكراهية والإرهاب في منطقتنا وخارجها.. الحقيقة هي ان جميع الجماعات الإرهابية في منطقتنا قد تدربت في مدارس تمولها السعودية".
وأضاف المتحدث الإيراني: "لا يمكن لأي قدر من الغموض الذي يثار من قبل السعوديين إخفاء هذه الحقيقة القبيحة، فالجرائم في اليمن وقضية (قتل) خاشقجي سيئة الصيت تشكل بعضا من ممارساتهم.. إن أحدث ممارساتهم هو الوقوف جنبا إلى جنب مع الراعي الرئيسي للإرهاب الحكومي إسرائيل ضد الفلسطينيين.. على السعوديين تغيير هذا النهج. فلم يعد من الممكن استمرار سياسة اثارة التوتر".
ويذكر أن الجبير قال في تغريدات سابقة: "يبدو أن اليأس دفع وزير خارجية إيران السيد جواد ظريف لإلقاء أي لوم على المملكة واتهامها بتسببها بما يحدث في إيران.. ربما عندما يحدث -لا قدر الله- زلزال أو فيضان في إيران سيتهم المملكة بالتسبب بها أيضاً!". وتابع في تغريدة منفصلة: "الاغتيالات لا نقرها بأي شكل من الأشكال وليست من سياسة المملكة، على عكس النظام الإيراني القائم على الاغتيالات حول العالم منذ الثورة التي اختطفها الخميني عام 1979. يمكنك أن تسألنا وتسأل دولاً عديدة وستعرف.. بأننا فقدنا العديد من مواطنينا بسبب سلوك إيران الإجرامي وغير القانوني". بحسب CNN.
وتخوض المملكة وإيران صراع نفوذ إقليمياً منذ عقود ويسود التوتر علاقاتهما منذ أعوام عدة بسبب خلافاتهما حول ملفات عدّة في مقدّمها الحرب في سوريا والنزاع في اليمن والأزمات المتتالية في كلّ من العراق ولبنان. وقطعت الرياض علاقاتها الدبلوماسية مع طهران في كانون الثاني/يناير 2016 بعد تخريب سفارتها في العاصمة الايرانية من قبل متظاهرين كانوا يحتجّون على إعدام رجل دين شيعي بارز في السعودية.
بايدن وايران
على صعيد متصل أكد الرئيس الأميركي المنتخب جو بايدن لصحيفة "نيويورك تايمز" أنه ينوي ان يطلق بسرعة مفاوضات جديدة مع إيران "بالتشاور" مع حلفاء واشنطن ولكن فقط بعد عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي الإيراني الذي انسحب منه دونالد ترامب. وفي حديث مع كاتب مقال في الصحيفة الأميركية، أكد بايدن الموقف الذي أعلنه قبل الانتخابات الرئاسية في الثالث من تشرين الثاني/نوفمبر.
وفي أيلول/سبتمبر كتب في مقال انه إذا "احترمت طهران مجددا" القيود المفروضة على برنامجها النووي في الاتفاق الدولي المبرم في 2015، ستعود واشنطن بدورها إلى الاتفاق ك"نقطة انطلاق" لمفاوضات "متابعة". وقال جو بايدن ردا على سؤال الصحافي عما إذا كان لا يزال على موقفه "سيكون الأمر صعبا لكن نعم". وأضاف "الطريقة الأفضل لبلوغ نوع من الاستقرار في المنطقة" هو الاهتمام ب"البرنامج النووي" الإيراني.
وأوضح انه في حال حازت طهران القنبلة النووية سيكون هناك سباق على التسلح النووي في الشرق الأوسط وهو "آخر شيء نحتاج اليه في هذا الجزء من العالم". والعودة الى الاتفاق تعني رفع العقوبات الصارمة التي فرضها ترامب منذ انسحابه من الاتفاق في 2018. وردا على هذه العقوبات تراجعت ايران تدريجيا عن تعهداتها النووية. واعلن بايدن انه فقط بعد عودة واشنطن وايران إلى الاتفاق "بالتشاور مع حلفائنا وشركائنا سنطلق مفاوضات واتفاقات متابعة لتشديد وتمديد القيود النووية المفروضة على ايران وللتطرق الى برامج الصواريخ" الايرانية. بحسب فرانس برس.
وذكرت الصحيفة الأميركية ان الإدارة الجديدة ستسعى خلال هذه المفاوضات الى تمديد مدة القيود على انتاج طهران للمواد الانشطارية التي قد تستخدم لصنع القنبلة النووية والتطرق إلى أنشطة طهران وحلفائها في لبنان والعراق وسوريا واليمن. وذكرت الصحيفة ان بايدن يرغب في توسيع المباحثات لتشمل دولا لم توقع اتفاق 2015 (الولايات المتحدة والصين وروسيا وفرنسا والمانيا وبريطانيا وايران) بما في ذلك الدول المجاورة لطهران كالسعودية والامارات.
كما أعلن وزير خارجية الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن التكتل يعد لاجتماع لوزراء الدول الأطراف في الاتفاق حول الملف النووي الإيراني "قبل عيد الميلاد"، وذلك بعد مكالمة هاتفية مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف. وقال بوريل خلال مؤتمر صحافي في بروكسل "تباحثت هاتفيا مع وزير خارجية إيران جواد ظريف وسأدعو لاجتماع وزاري (للدول الأطراف) قبل عيد الميلاد لإحياء هذا الاتفاق". وأكد أن "هذا الاتفاق هو السبيل الوحيد لتفادي تحول إيران قوة نووية".
وبعد اغتيال محسن فخري زاده، أحد أبرز علماء الجمهورية الإسلامية والذي اتهمت إيران إسرائيل بالوقوف خلفه، أعيد فتح باب النقاش الداخلي بشأن الالتزامات النووية، لا سيما من قبل نواب في مجلس الشورى الذي هيمن المحافظون عليه بعد انتخابات شباط/فبراير. وأبدت الحكومة الإيرانية معارضتها لمبادرة برلمانية تطالبها بوقف تنفيذ التزامات أبرزها السماح للمفتشين الدوليين بتفقد منشآت نووية. ويدعو المشروع الذي يتطلب خطوات عدة ليصبح قانونا نهائيا، الحكومة ومنظمة الطاقة الذرية الإيرانية الى "وقف" زيارات مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، و"إنتاج وتخزين 120 كلغ من اليورانيوم المخصب بنسبة 20 بالمئة سنويا" لصالح "الحاجات السلمية للصناعة الوطنية".
اضف تعليق