تطورات جديدة تشهدها قضية الداعية فتح الله غولن خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للمحاولة الانقلابية عام 2016 وتطالب بتسليمه، هذه التطورات جاءت بعد نقلت محطة تلفزيون “إن بي سي” الأمريكية تقرير إخباري لها قالت فيه “أنّ واشنطن تدرس إمكانية تسليم غولن...
تطورات جديدة تشهدها قضية الداعية فتح الله غولن خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والذي تتهمه أنقرة بالتخطيط للمحاولة الانقلابية عام 2016 وتطالب بتسليمه، هذه التطورات جاءت بعد نقلت محطة تلفزيون “إن بي سي” الأمريكية تقرير إخباري لها قالت فيه “أنّ واشنطن تدرس إمكانية تسليم الداعية التركي فتح الله غولن المتهم الرئيسي وحركته (الخِدمة) بالوُقوف خلف محاولة الانقلاب العسكرية التركيّة الفاشلة (صَيف 2016) إلى السلطات التركية بوسائل قانونية لاسترضاء الرئيس التركي أردوغان، وفي إطار صفقة تتعلق بجريمة اغتيال خاشقجي داخل القُنصلية السعودية في واشنطن”.
هذه التسريبات وكما نقلت بعض المصادر اثار الكثير من علامات الاستفات حول مستقبل كولن وباقي المعارضين في الولايات المتحدة،التي اكدت انها ماتزال تدرس الدلائل التي قدمتها تركيا لاستعادة اهم معارض تركي، ويرى بعض المراقبين ان الرئيس الامريكي يمكن ان يقدم اي تنازل من اجل الحصول على مكاسب جديدة فترامب هو ملك الصفقات، ومن غير المستبعد أنّه يحاول الانخراط في عملية مقايضة مع تركيا قد يكون عنوانُها الأبرز تسليم الداعية التركي غولن مقابل إغلاق ملف اغتيال خاشقجي وتخلي تركيا عن مطالبها بإجراء تحقيق دولي، الأمر الذي يخدم استراتيجية ترامب في إنقاذ حليفه وعمود استراتيجيته الرئيسي في الشرق الأوسط، الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي.
وما زالت تركيا تطالب بتَحقيق دَولي، وتَرفُض الرواية السعوديّة الأحدث التي تحصر جريمة اغتيال خاشقجي في خمسة أشخاص أبرزهم اللواء أحمد عسيري، نائب رئيس الاستخبارات، الذي قالت أنه أصدر الأوامر بتنفيذها، ونفي أي علاقة للأمير بن سلمان بها، أي جريمة الاغتيال، مثلما أكد عادل الجبير. من جانب اخر يرى بعض المراقبين ان الرئيس التركي اصبح اليوم وعلى الرغم من الانتقادات الدولية المتواصله، يتمتع بنفوذ وهيمنة اكبر وسعى الى اسكات جميع الاصوات المعارضة، ومنذ محاولة الانقلاب، سجن أكثر من 77 ألفا إلى حين محاكمتهم ولا تزال عمليات الاعتقال واسعة. وأوقفت السلطات أو أقالت 150 ألفا من موظفي الحكومة والعاملين في الجيش.
تسليم كولن
وفي هذا الشأن قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ الرئيس رجب طيب أردوغان أن واشنطن تعمل على تسليم فتح الله كولن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بتدبير انقلاب فاشل في تركيا عام 2016. وقال جاويش أوغلو.. قال ترامب لأردوغان إنهم يعملون على تسليم كولن وآخرين“. وتسعى تركيا منذ وقت طويل لتسلم كولن الذي يعيش في الولايات المتحدة منذ نحو عقدين. وكان كولن حليفا لأردوغان لكن السلطات التركية اتهمته بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي سيطر خلاله جنود مارقون على دبابات وطائرات هليكوبتر وهاجموا البرلمان وأطلقوا النار على مدنيين عزل. وينفي كولن تورطه في محاولة الانقلاب. وقال ترامب إنه لا يدرس تسليم كولن في سياق جهود لتخفيف ضغوط تركيا على السعودية فيما يتعلق بمقتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في اسطنبول. وقال أردوغان إن بلاده ستبدأ جهودا جديدة في الخارج لاستهداف تمويل أنصار كولن. بحسب رويترز.
وقال جاويش أوغلو ”رأيت في الآونة الأخيرة تحقيقا موثوقا لمكتب التحقيقات الاتحادي (إف.بي.آي) عن تهرب منظمة كولن من الضرائب“. ورفض مكتب التحقيقات الاتحادي الأمريكي التعليق على ما إذا كان يحقق مع أفراد أو كيانات متصلة بكولن فيما يخص التهرب الضريبي. وقال بيل باسكريل عضو مجلس النواب الأمريكي عن الحزب الديمقراطي إن التقارير التي تفيد بأن ترامب يدرس تسليم كولن تظهر ”ميله للظهور بمظر الرجل القوي“. وذكر باسكريل في بيان ”السيد كولن لا يستحق أن يكون أداة ضمن محاولات ترامب للتغطية على قتل شخص يحمل إقامة أمريكية من أجل الأسرة السعودية الحاكمة...“.
من جانبه قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أبلغ نظيره التركي طيب أردوغان بأن واشنطن ”ستنظر“ في إمكانية تسليم رجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن لكن ترامب لم يقدم أي تعهد. وقالت سارة ساندرز المتحدثة باسم البيت الأبيض للصحفيين ”الشيء الوحيد الذي قاله (ترامب) هو أننا سننظر في الأمر... لا شيء في هذه المرحلة أكثر من ذلك... لا يوجد أي تعهد بشيء على الإطلاق في تلك العملية“. وقال ترامب في وقت سابق إنه لا يبحث تسليم كولن في إطار المساعي لحمل تركيا على تخفيف الضغط على السعودية فيما يتعلق بقتل الصحفي جمال خاشقجي.
ضغوط لصالح تركيا
الى جانب ذلك واجه شريك تجاري سابق لمايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تهما بممارسة ضغوط سرية بهدف ضمان تسليم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن إلى بلاده. وجاء في عريضة اتهام كُشف عنها أن محكمة في فرجينيا وجهت تهمتين جنائيتين إلى شريك فلين السابق بيجان رافيقيان إحداهما التآمر للعمل لحساب حكومة أجنبية.
واتهمت العريضة أيضا أكيم ألبتكين، وهو رجل أعمال تركي، بالتآمر لتشويه سمعة كولن والتسبب في ترحيله. ويعيش الرجل في منفى اختياري بولاية بنسلفانيا ويتهمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتدبير محاولة انقلاب عسكري ضده في عام 2016. وينفي كولن الاتهام. وقالت ممثلة عن ألبتكين (41 عاما) الذي يواجه ست تهم جنائية إنها لن تعلق على الأمر حاليا. بحسب رويترز.
وذكرت عريضة الاتهام أن ”المدعى عليهما سعيا لتشويه سمعة المواطن التركي ونزع الشرعية عنه في أعين الساسة والعامة وضمان ترحيله في نهاية المطاف“. ورغم عدم ذكر كولن بالاسم إلا أن وصف الشخص المذكور يتوافق مع كولن الذي كان حليفا لأردوغان في السابق. وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو قد قال إن الرئيس ترامب أبلغ أردوغان بأن واشنطن تعمل على ترحيل كولن.
اعتقالات جديدة
على صعيد متصل ذكرت وسائل إعلام تركية رسمية أن ممثلي الادعاء أمروا بالقبض على 267 شخصا، معظمهم جنود في الجيش وموظفون في قطاع صناعات الدفاع، للاشتباه في صلاتهم برجل الدين المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن الذي تتهمه أنقرة بالتخطيط لمحاولة انقلاب في عام 2016. وتمثل الأوامر تصعيدا في حملة مداهمات تستهدف أنصار كولن منذ محاولة الانقلاب التي وقعت في يوليو تموز 2016 وسقط خلالها 250 قتيلا. وينفي كولن، الذي كان حليفا للرئيس رجب طيب أردوغان، أي دور له.
وقال أردوغان إن تركيا ستطلق مبادرات جديدة في الخارج لقطع التمويل عن أنصار كولن. وذكرت وكالة الأناضول الرسمية للأنباء أن مكتب كبير المدعين سعى لاعتقال 219 من أفراد الجيش بينهم أربعة برتبة كولونيل وخمسة برتبة لفتنانت كولونيل وعشرة برتبة ميجر. وأضافت أن أكثر من نصف المشتبه بهم يحملون رتبة سارجنت. وأضافت أن العملية تستند إلى تحقيقات بشأن اتصالات بين أعضاء في شبكة كولن. بحسب رويترز.
وقالت الأناضول إن 48 آخرين يواجهون الاعتقال ضمن تحقيق يجريه الادعاء في أنقرة يستهدف موظفين في شركة لصناعات الدفاع يشتبه في أنهم يدعمون كولن. وهذا التحقيق أيضا مرتبط باتصالات جرت عبر هواتف عامة. وانتقد حلفاء تركيا الغربيون الحملة، التي نفذت بشكل أساسي في ظل حالة طوارئ أعلنت بعد محاولة الانقلاب وظلت سارية حتى يوليو تموز الماضي. ومنتقدو أردوغان يتهمونه باستخدام محاولة الانقلاب ذريعة لسحق المعارضة. وتقول السلطات التركية إن الإجراءات ضرورية للتصدي لأخطار على الأمن القومي.
في السياق ذاته اصدرت محكمة تركية حكما بالسجن لأكثر من 10 سنوات بحق شقيق الداعية الإسلامي فتح الله غولن الذي تتهمه أنقرة بتدبير محاولة الانقلاب الفاشلة في صيف 2016، على ما ذكرت وسائل إعلام رسمية محلية. وأصدرت محكمة في مدينة إزمير على ساحل بحر إيجه حكما على قطب الدين غولن بالسجن عشر سنوات وستة أشهر، حسب ما أفادت وكالة الأناضول الحكومية. ودين قطب الدين، الذي أوقف في تشرين الأول/أكتوبر 2016، بـ"الانضمام لمجموعة إرهابية مسلحة".
ولم يحضر قطب الدين، المحبوس في سجن في محافظة دينزلي المجاورة، جلسة الحكم لكن محاميه حضرها، وفق ما أوضحت الأناضول. وطبقا للاعلام التركي فان لغولن خمسة اشقاء وشقيقتين، ولا يعرف مكان تواجدهم. ويعتقد أن قطب الدين هو الوحيد من بين اشقاء غولن الذي يتم اعتقاله بعد محاولة الانقلاب، فيما أوقفت السلطات التركية قريبين اثنين له. وفي تطور منفصل ذكرت صحيفة حريت أن ممثلي الادعاء في أنقرة أصدروا مذكرات اعتقال بحق 13 من كبار الضباط ثلاثة منهم لا يزالون في الخدمة. وينتقد حلفاء تركيا الغربيون الإجراءات التي تأتي بمقتضى حالة الطوارئ التي فرضت في البلاد بعد محاولة الانقلاب بفترة وجيزة وظلت سارية لمدة عامين حتى يوليو تموز عام 2018. وتوجه انتقادات لأردوغان في الداخل بأنه يستغل محاولة الانقلاب لقمع المعارضة لكن تركيا تقول إن الإجراءات ضرورية لمحاربة تهديدات الأمن القومي.
اغتيال السفير الروسي
من جهة اخرى قالت وكالة أنباء الأناضول الرسمية إن تركيا اتهمت 28 شخصا في قضية اغتيال السفير الروسي في أنقرة في عام 2016 يتصدرهم رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة فتح الله كولن. وقتل أندريه كارلوف، برصاص شرطي خارج الخدمة، وهو يتحدث في افتتاح معرض في ديسمبر 2016. وصاح المسلح وهو يطلق النار ”الله أكبر“ و“لا تنسوا حلب“ في إشارة فيما يبدو إلى الدور الروسي في الحرب الأهلية السورية. وقتل المهاجم برصاص الشرطة في نفس المكان.
وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان إن الحركة التي يقودها كولن تقف وراء الاغتيال لكن كولن نفى ذلك. وقالت وكالة أنباء الأناضول إن السلطات اتهمت كولن و27 آخرين بمحاولة ”الإطاحة بالنظام الدستوري“ والقتل العمد. ويقول الادعاء التركي إن الحركة التي يقودها كولن كانت تحاول تقويض العلاقات بين تركيا وروسيا باغتيال السفير.
وفي وقت اغتيال كارلوف في ديسمبر كانون الأول 2016 كانت العلاقات متصدعة بين أنقرة وموسكو بعد أن أسقطت تركيا طائرة حربية روسية فوق سوريا قبل عام. ومنذ اغتيال كارلوف تحسنت العلاقات بين تركيا وروسيا بشكل مطرد. الى جانب ذلك سلّم وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو خلال زيارة إلى واشنطن السلطات الأميركية لائحة بأسماء 84 شخصاً تطالب بلاده الولايات المتحدة بتسليمها إياهم لانتمائهم إلى حركة الداعية التركي فتح الله غولن وقال تشاوش أوغلو إثر لقائه نظيره الأميركي مايك بومبيو ومستشار الأمن القومي جون بولتون إنّه لم يحصل على "ضمانات" بأنّ واشنطن ستمتثل لطلب أنقرة التي سبق لها وأن طلبت مراراً من واشنطن تسليمها غولن لكن الأخيرة ترفض تلبية هذا الطلب حتى اليوم. بحسب فرانس برس.
وصرّح الوزير التركي "ما من ضمانات، لكننا أعطيناهم هذه القائمة بأسماء الأشخاص الذين نطلب من الولايات المتحدة تسليمهم إلى تركيا"، مشيراً إلى أن القائمة تتضمن أسماء 84 شخصاً بينهم غولن. وأضاف أنّ الرئيس الأميركي دونالد "ترامب طلب من أردوغان أرسال هذه القائمة".
من جانبها نفت وزارة العدل الأمريكية اعتزامها إبرام صفقة لتسليم فتح الله كولن المطلوب في تركيا لإقناع الرئيس التركي بالتساهل في تحقيق يجرى في قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. وذكرت شبكة (إن.بي.سي) الإخبارية الأمريكية أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تبحث سبلا محتملة لتسليم رجل الدين فتح الله كولن، خصم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان المطلوب في تركيا.
وقالت إن الخطوة تهدف إلى إقناع أردوغان بتخفيف الضغط عن السعودية فيما يتعلق بمقتل خاشقجي. وسعى ترامب لتوطيد العلاقات مع السعودية وعلل ذلك بدور الرياض في مواجهة النفوذ الإيراني في المنطقة وبصفقات الأسلحة المحتملة التي ستدر مليارات الدولارات. ونفت نيكول نافاس أوكسمان المتحدثة باسم وزارة العدل الأمريكية في بيان تقرير (إن.بي.سي) وقالت إن الوزارة ”لم تشارك وليست على علم بأي مناقشات“ تتعلق بتسليم كولن ومقتل خاشقجي. وإصدار وزارة العدل لنفي أمر غير معتاد إذ أنها عادة ما تحجم عن التعليق على أمور تتعلق بقضايا تسليم محتملة.
اضف تعليق