q
إن إعادة انتخاب الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لم يكن مفاجأة فقد فاز الجنرال السابق بنسبة 97 في المئة من الأصوات. ولكن الأرقام الأكثر أهمية هي أن 60 في المئة من الناخبين قاطعوا الانتخابات. وقد وعد الرئيس، بحسب الصحيفة، بمصر جديدة ولكنه منع منافسيه من الترشح للانتخابات إما بعرقلتهم أو اعتقالهم...

فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفترة ثانية بعد حصوله على 97 % من أصوات الناخبين، ضد منافسة الوحيد موسى مصطفى موسى رئيس حزب الغد الذي يقول إنه مؤيد للسيسي، وذلك بعد وقف جميع مرشحي المعارضة الجادين لحملاتهم في يناير كانون الثاني. هذا الفوز المتوقع كما يقول بعض المراقبين ربما سيعطي السيسي الذي سيواجه تحديات كبيرة جدا، فرصة اكبر لتطبيق خططه السابقة التي اثارت استياء الشارع المصري. يقول منتقدون إن شعبية السيسي تراجعت في ظل الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي زادت من تردي أحوال معظم المصريين وأيضا بسبب حملة قمع لم يسبق لها مثيل على المعارضين.

ويرى البعض أن السيسي "سيواصل كذلك سياسة التضييق على الحريات وستستمر القيود على حرية التنظيم والتجمع، في ظل استمرار الهجمات الإرهابية المسلحة التي تقوم بها الجماعات الإسلامية المتشددة، وهو ما قد يكون عامل مساعد للرئيس المصري، ووصفت بعض الصحف ووسائل الاعلام العربية والاجنبية ان إعادة انتخاب السيسي، أنها فرصة لإعادة تعزيز الاستقرار في مصر وجعل المستثمرين واثقين في السوق المصرية بعد حملة إصلاح اقتصادي أطلقتها مصر في أواخر العام 2016. وهو ما اعترضت عليه بعض وسائل الاعلام الاخرى حيث نشرت صحيفة التايمز مقالا افتتاحيا تناولت فيه نتائج الانتخابات الرئاسية المصرية، تقول فيه إن السيسي فاز بفترة رئاسية ثانية وهو ما ينذر بسنوات عصيبة أخرى.

وقالت الصحيفة إن إعادة انتخاب الرئيس، عبد الفتاح السيسي، لم يكن مفاجأة فقد فاز الجنرال السابق بنسبة 97 في المئة من الأصوات. ولكن الأرقام الأكثر أهمية هي أن 60 في المئة من الناخبين قاطعوا الانتخابات. وقد وعد الرئيس، بحسب الصحيفة، بمصر جديدة ولكنه منع منافسيه من الترشح للانتخابات إما بعرقلتهم أو اعتقالهم كما فعل مع قائد أركان الجيش السابق، سامي عنان، بتهمة مخالفة قوانين الجيش.

فوز كاسح

وفي هذا الشأن أظهرت النتائج الرسمية فوز الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بفترة ثانية بحصوله على 97 بالمئة من أصوات الناخبين، وهي نفس النسبة التي حققها قائد الجيش السابق ومنحته رئاسة مصر قبل أربع سنوات. بيد أن نسبة الإقبال كانت متدنية إذ لم تتجاوز 41 بالمئة على الرغم من المساعي الحثيثة لحمل أكبر عدد ممكن من المصريين على التصويت في الانتخابات. ويأتي فوز السيسي الكاسح بالانتخابات تأكيدا للنتائج الأولية التي ظهرت بعد انتهاء التصويت.

وضمت الانتخابات منافسا وحيدا آخر، وهو رئيس حزب الغد موسى مصطفى موسى الذي يقول إنه مؤيد للسيسي، وذلك بعد وقف جميع مرشحي المعارضة الجادين لحملاتهم في يناير كانون الثاني. وألقت السلطات القبض على المنافس الرئيسي للسيسي وتعرض مدير حملته للضرب بينما تراجع مرشحون محتملون آخرون عن خوض السباق مستشهدين بحملات ترهيب.

وقال السيسي إنه كان يود أن يخوض عدة مرشحين الانتخابات مضيفا أن لا ذنب له في تراجع مرشحي المعارضة المحتملين. وقال المستشار لاشين إبراهيم رئيس الهيئة الوطنية للانتخابات في مؤتمر صحفي نقله التلفزيون لإعلان النتائج النهائية إن الانتخابات كانت حرة ونزيهة. وقد يمثل تدني الإقبال انتكاسة سياسية للسيسي الذي أشار قبل الانتخابات إنه يعتبرها استفتاء على رئاسته أكثر من كونها منافسة حقيقية. وبلغت نسبة الإقبال في انتخابات 2014 التي منحته فترته الرئاسية الأولى 47 بالمئة.

وصورت وسائل الإعلام الرسمية عدم التصويت بأنه خيانة لمصر. ونقلت وسائل إعلام أجنبية ومحلية عن بعض الناخبين قولهم إنهم تلقوا مغريات للإدلاء بأصواتهم من بينها أموال وسلع غذائية، لكنهم لم يذكروا من عرض عليهم ذلك. وقال مسؤولون إن هذه الوقائع لو حدثت فهي لم تتم برعاية الدولة وكانت محدودة للغاية. يقول منتقدون إن شعبية السيسي تراجعت في ظل الإصلاحات الاقتصادية القاسية التي زادت من تردي أحوال معظم المصريين وأيضا بسبب حملة قمع لم يسبق لها مثيل على المعارضين.

ويقول مؤيدوه إن هذه الإجراءات ضرورية لتحقيق الاستقرار في البلاد التي تواجه جماعة متشددة موالية لتنظيم داعش في شمال شبه جزيرة سيناء وهزتها اضطرابات بعد انتفاضة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك بعد نحو ثلاثة عقود له في الحكم. وقاد السيسي في 2013 إطاحة الجيش بأول رئيس يختاره المصريون في انتخابات حرة، وهو محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين بعد احتجاجات على حكمه. واكتسح السيسي الانتخابات التي جرت بعد ذلك بعام بنسبة 97 بالمئة من الأصوات.

وعبرت الأمم المتحدة عن قلقها من حملة القمع التي شنتها السلطات ضد المعارضة، بما في ذلك وسائل الإعلام، قبل اقتراع. والتزم حلفاء السيسي الرئيسيون في الغرب والمنطقة الصمت إلى حد بعيد إزاء انتهاكات حقوق الإنسان المزعومة في مصر. وخلال الانتخابات، قالت السفارة الأمريكية في القاهرة على تويتر ”نحن متأثرون جدا بحماس الناخبين المصريين ووطنيتهم“.

امريكا وفرنسا

من جانب اخر قالت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن ”خالص تهنئته“ للرئيس عبد الفتاح السيسي بالفوز في الانتخابات الرئاسية وذلك في اتصال هاتفي. وذكرت الوكالة أن ترامب قال في الاتصال الهاتفي إن الولايات المتحدة حريصة على تعزيز العلاقات الاستراتيجية التي تربطها بمصر ومواصلة التشاور والتنسيق بين البلدين حول الموضوعات ذات الاهتمام المشترك.

على صعيد متصل تمنت فرنسا النجاح للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال فترة رئاسته الجديدة وقالت إنها تقف ”بحزم“ مع مصر في محاربة الإرهاب. وأظهرت النتائج الرسمية فوز السيسي، الذي لم يواجه أي معارضة حقيقية، بفترة رئاسة جديدة وحصوله على 97 في المئة من أصوات الناخبين.

وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية أنييس فون دي مول ”تقدم فرنسا خالص التمنيات للرئيس السيسي بالنجاح في ولايته الثانية“. وأضافت دون الخوض في التفاصيل ”تأمل فرنسا أن يتيح له إعادة انتخابه تلبية الطموحات المشروعة للشعب المصري لتحقيق الأمن والرخاء والتعبير الكامل عن الحريات في إطار دستوري“.

وقامت مصر وفرنسا بتوثيق الروابط الاقتصادية والعسكرية خلال فترة رئاسة السيسي الأولى بسبب مخاوف البلدين من الفراغ السياسي في ليبيا والخطر الذي تمثله الجماعات المتشددة في مصر. وتتهم منظمات حقوقية فرنسا تحت رئاسة إيمانويل ماكرون بغض الطرف عما تصفه بتزايد انتهاكات الحريات من قبل الحكومة المصرية. وبعد استقبال السيسي في باريس في أكتوبر تشرين الأول قال ماكرون إنه ليس من شأنه ”إلقاء محاضرات“ على مصر بشأن الحريات المدنية. بحسب رويترز.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الفرنسية ”تقف فرنسا بحزم إلى جانب مصر في مواجهة التحديات المشتركة التي يمثلها الإرهاب والعمل من أجل حل الأزمات الإقليمية وتطوير التعاون في الأمم المتحدة وفي أفريقيا والبحر المتوسط“. وأضافت أن باريس ستواصل الحوار مع مصر بشأن حقوق الإنسان والحريات الأساسية.

دعم إسلامي

آخر حزب إسلامي نشط في مصر يدعم الرئيس عبد الفتاح السيسي لفترة رئاسية ثانية.. إنها إحدى غرائب السياسات الانتخابية التي تعكس الوضع المضطرب للإسلاميين في البلاد. ويؤمن حزب النور، وهو من غلاة الأحزاب المحافظة، بأنه ليس لديه خيار سوى دعم السيسي إذا كان يريد البقاء على الساحة في بلد بات فيه الإسلاميون مستهدفين من السلطات.

ومع كون الإقبال الشغل الشاغل للسلطات في انتخابات، يحاول حزب النور ضمان توجه أعضائه إلى مراكز الاقتراع بنقل الناخبين من المناطق الفقيرة في حافلات. كما أقام مراكز لرصد المشاركة ومساعدة الناس على التعرف على مراكز الاقتراع المسجلين بها. وفي حين أن ما يفعله الحزب أمر متوقع، إلا أنه يمثل مناورة تسترعي الانتباه. وعلى مدى عقود، كان الإسلاميون، بمن فيهم جماعة الإخوان المسلمين المحظورة حاليا، العمود الفقري لمعارضة الحكم في مصر.

وتعلم النور، الذي تأسس بعد إجبار حسني مبارك على التخلي عن الحكم في 2011، التكيف مع التحولات في المشهد السياسي: فقد انقلب على الإخوان المسلمين بعدما بات واضحا أنها لن تتمكن من البقاء في السلطة. وقال ياسر برهامي القيادي في الدعوة السلفية المنبثق عنها حزب النور ”هو أنا عندي بديل؟“وأضاف ”أنا بدور على مصلحة البلد... أنا غير قادر ولا أصلح لهذه المرحلة زي ما قلت بعد الزلزال؟“. وكان يشير إلى السنوات المضطربة التي أعقبت الانتفاضة الشعبية في 2011.

وقال السيسي إنه كان يتمنى أن يخوض الانتخابات كثير من المرشحين لكنه واجه مرشحا واحدا وصف بأنه صوري. وقال السيسي إنه لا شأن له بامتناع معارضين عن الترشح وحث المصريين على التصويت بأعداد كبيرة. وتعهدت الهيئة الوطنية للانتخابات بأن تكون الانتخابات حرة وشفافة.

وكان القيادي البارز بحزب النور جلال مرة واحدا من مجموعة من الزعماء السياسيين والدينيين توسطهم السيسي وهو يعلن عبر التلفزيون عزل الرئيس محمد مرسي المنتمي للإخوان المسلمين عام 2013 بعد سلسلة احتجاجات حاشدة على حكمه. وبعد نحو خمس سنوات لا يزال الحزب، الذي حاز في وقت من الأوقات ربع مقاعد البرلمان لكن ليس لديه الآن سوى اثنين بالمئة، يسهب في دعايته للسيسي ويسعى سعيا حثيثا لإثبات ولائه وسط مناخ سياسي من الخوف والشك.

وفي رده على سؤال بشأن عدم تسميه الحزب مرشحا لمقعد الرئاسة، قال برهامي ”هل أنا قادر فعلا على خوض الانتخابات؟ هل مؤسسات الدولة معايا؟ أنا جاي بعد زلزال.. بعد فشل الإخوان فشل ذريع في إدارة الدولة وحصول صدام مجتمعي كبير جدا... أنا مش مجنون إني أطلب أدير الدولة في هذه الظروف“؟ وتحدث برهامي، الذي يبلغ من العمر 59 عاما، من مكتب صغير في حزبه بالإسكندرية ثاني أكبر مدينة مصرية والتي لا تزال معقلا للسلفيين على الرغم من حملة حكومية صارمة على الإسلاميين بما في ذلك عملية عسكرية ضد المتشددين في سيناء.

نظر كل من الليبراليين والإسلاميين، وبينهم الإخوان التي حظرتها السلطات وأعلنتها جماعة إرهابية، بعين الشك لقبول النور للسيسي في 2013. ويرفض الحزب اتهامات منتقدين بأنه خان القضية الإسلامية. ويبدو أن البعض في حزب النور ليسوا سعداء بموقفه الحذر. فمن المعتقد أن بعض شباب الحزب، الذين يشكلون أكثر من 75 في المئة ممن شاركوا في المسيرات قبل الانتخابات، يريدون موقفا أكثر قوة. بحسب رويترز.

لكن عبد الله بدران الأمين العام للحزب أبلغ بأن ”قواعد“ الحزب امتثلت لقرار قيادته المشاركة في الحملة‭ ‬الانتخابية. وذكرت ثلاث من عضوات الحزب أن ناخبين آخرين والسلطات التي تؤمن مراكز الاقتراع بدا عليهم الاندهاش عندما رأوا مجموعة من السيدات المنتقبات. وقالت إحداهن ”دول حتى طلبوا ياخدوا سيلفى معانا“.

اضف تعليق