q

الرسوم المسيئة هذه القضية المهمة والحساسة، التي اثارت الكثير من الجدل وردود الافعال المختلفة منذ بداية ظهورها للمرة الأولى في صحيفة "يولاندس بوسطن" عام 2005 وحتى وقتنا الحاضر، باتت محط اهتمام عالمي كبير لما لها من آثار سلبية على واقع العلاقات الاجتماعية والدولية، كونها تعد مصدر اساءة واستفزاز لمشاعر ملايين البشر من خلال التهكم على معتقداتهم ورموزهم الدينية، وخصوصا المسلمين الذين يتعرضون اليوم الى اكبر حملة اساءة واستفزاز في التاريخ، بسبب الرسوم والمقالات المسيئة والمتعمدة، التي تأتي بعنوان "حرية التعبير".

وبحسب بعض المراقبين فإن ما يحدث اليوم من اساءات متكررة ضد بعض الشخصيات والرموز الدينية والانسانية، هي حرب جديدة مخطط خبيث تقوم به بعض الجهات والاحزاب اليمينية المتطرفة بدعم من حكومات ومؤسسات عالمية لأجل اثارة الفتن والكراهية والصراع بين الأمم، خصوصا وان مثل هكذا اعمال قد كان لها ردود افعال غاضبة استفادت منها الجماعات المتشددة في توسيع اعمالها الانتقامية في المجتمعات الأوربية. التي اصبحت تعاني الكثير من الازمات والمشكلات. هذا وقد دعت بعض المؤسسات والمنظمات العالمية الى ضرورة العمل على سن قوانين دولية خاصة لتجريم مثل هكذا ممارسات باعتبارها نوع من انواع الارهاب الفكري الذي يهدف الى التحريض على الكراهية والعنف.

الدنمارك من جديد

وفي هذا الشأن فقد أعلن اتحاد تدريس في الدنمارك عن رغبتها في إدراج الرسوم الكرتونية المثيرة للجدل عن النبي محمد في المناهج التعليمية، حسبما أفادت تقارير. وأعرب اتحاد معلمي التربية الدينية عن رغبته في إدراج الرسوم في مناهج التعليم "عاجلا وليس آجلا"، حسبما ذكر موقع "نوهير" الإخباري. وقال رئيس الجمعية جون ريودال إن تدريس هذه الرسوم سيساعد في التعرف على العلاقة بين القضايا الدينية والاجتماعية والسياسية.

واعتبر ريودال أن "أزمة" الرسوم الكرتونية للنبي محمد تمثل قضية واضحة في التعليم الديني، "وقد أثار دهشتي أنها لم تُدرج في منهج مدرسي بالرسوم". وفي الوقت الحالي ليس إلزاميا تعليم الأطفال بشأن الرسوم الكرتونية، لكن العديد من المدارس فضّلت تغطية هذه القضية عبر دروس في التاريخ أو الدراسات الاجتماعية، بحسب وزارة التعليم الدنماركية.

وأعرب بعض السياسيين الدنماركيين عن دعمهم لهذا المقترح، ودعا حزب "الشعب" اليميني إلى جعل تدريس الرسوم الكرتونية للنبي محمد إلزاميا في الدروس الدينية. لكن حزب الشعب المحافظ والحزب الاشتراكي الديمقراطي الذي ينتمي ليسار الوسط أكدا أنهما لا يرغبان في أن يكون تدريس الرسوم إلزاميا، وإنما يجب أن يكون للمدرسين الحرية في اختيار المناهج.

وقالت المتحدثة باسم حزب الشعب المحافظ ماي ميركادو في مقال لها بصحيفة يولاندس بوستن إن "أزمة الرسوم والهجوم المميت على (مجلة) شارلي إبدو (الفرنسية) والهجوم الإرهابي الأخير في كوبنهاغن في 14 فبراير تمثل جميعها جزءا مهما من التاريخ لدرجة تجعل من الضروري إدراجها بشكل دائم في مناهج المدارس".

وكان 12 شخصا قتلوا في الهجوم على مقر مجلة شارلي إيبدو الفرنسية الساخرة في باريس بعد أن أعادت نشر الرسوم الدنماركية بالإضافة إلى رسوم أخرى. وقالت المتحدثة "من الناحية السياسية، فإننا لا ننظم التفاصيل الخاصة بالمواد التي تدرس للطلاب، فهذا يمثل تقليدا قديما بضرورة التأكد من إبقاء المدارس الدنماركية بعيدة عن التدخل السياسي"، حسبما نقلت عنها وكالة فرانس برس.

لكن حزب "الشعب الدنماركي" المناوئ للهجرة ذهب لأبعد من ذلك بالدعوة إلى ضرورة أن يكون تدريس الرسوم إجباريا. وقال المتحدث باسم الحزب اليكس أريندتسن لصحيفة "برلنسكه" اليومية: "إذا كنت تعيش في الدنمارك، يجب عليك أن تكون قادرا على قبول رؤية الرسوم".

لكن رئيس نقابة المعلمين في الدنمارك اندرس بوندو كريستنسن أعرب عن اعتقاده بضرورة ترك الأمر لكل مدرس كي يقرر إذا كان سيدرس للطلاب هذه الرسوم المثيرة للجدل أم لا وكيف. ونُشرت الرسوم في الدنمارك للمرة الأولى في صحيفة يولاندس بوستن عام 2005، وأثارت احتجاجات عنيفة في بعض الدول الإسلامية. وفي فبراير/شباط الماضي، أطلق مسلح النار على أشخاص كانوا يشاركون في جلسة نقاشية حول حرية التعبير في مقهى بالعاصمة كوبنهاغن، ما أسفر عن مقتل شخص. وأعرب رسام الكاريكاتير لارس فيكس، الذي رسم الرسوم الكاريكاتورية الأولى، عن اعتقاده بأنه هو كان الهدف المقصود من هذا الهجوم.

شارلي ايبدو في اسرائيل

من جانب اخر عرض وزير خارجية اسرائيل افيغدور ليبرمان وانصاره صحيفة شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة على المارة في تل ابيب متحايلا على قرار لجنة الانتخابات المركزية التي تلقت شكوى لمنع توزيعها مجانا بسبب مخالفة ذلك للقانون الانتخابي. ووقف ليبرمان مع انصار حزبه اليميني المتشدد "اسرائيل بيتنا" وعلى افواههم لاصقات تعبيرا عن احتجاجهم على تقييد حرية التعبير في جادة روتشيلد المزدحمة بالمارة، وقاموا برفع اعداد من الصحيفة التي عرضوها كذلك على طاولات لإتاحة الاطلاع على العدد الاخير الذي يتضمن رسما كاريكاتوريا للنبي محمد، وكتب ليبرمان وانصاره "الوضع لا يحتمل ... اليوم منع الصحيفة وغدا سيمنعون النشيد الوطني".

وقال ليبرمان الذي حمل قميصا كتب عليه "انا شارلي" ان "كل هذه الحجج بالإخلال بالأمن العام ورضوخ سلسلة المكتبات التي رفضت توزيع المجلة لا تحتمل". واصدر رئيس لجنة الانتخابات المركزية القاضي سليم جبران امرا يحظر على حزب "اسرائيل بيتنا" توزيع الصحيفة الفرنسية مجانا اثر دعوى قدمها عضو الكنيست احمد الطيبي.

واعلن الطيبي ان القاضي جبران قبل الدعوى لان الصحيفة "تستفز مشاعر المسلمين وتشكل اصلا مخالفة لقانون الانتخابات". واعتبرت لجنة الانتخابات المركزية "ان ما قام به ليبرمان هو انتهاك لقانون الانتخابات فلا يسمح بتوزيع هدايا مجانية في مكان عام في وقت الانتخابات". لكن ليبرمان وانصاره لم يوزعوا الصحيفة فعليا، وانما عرضوا على الجمهور عريضة لتوقيعها لكي يتمكن من توزيعها مجانا.

وقال "دهشنا من موقف لجنة الانتخابات التي استجابت لطلب عضو الكنيست احمد الطيبي بمنع توزيع صحيفة شارلي ايبدو. هذا يحد من حرية التعبير وخضوع للارهاب الاسلامي المتطرف ولممثليه في الكنيست. نؤيد ان يتوجه حزب اسرائيل بيتنا للاستئناف في المحكمة العليا". والعدد المعروض من الصحيفة الفرنسية هو الاول بعد الهجوم الذي استهدفها في 7 كانون الثاني/يناير في باريس ونفذه اسلاميان قال احدهما انه ينتمي لتنظيم "القاعدة" وانهما فعلا ذلك "نصرة للنبي". وادى الهجوم الى مقتل 12 شخصا بينهم عدد كبير من اسرة تحرير الصحيفة. واثار نشر رسم جديد للنبي غضب المسلمين في انحاء مختلفة من العالم.

على صعيد متصل قررت شبكة من المكتبات الاسرائيلية الغاء حدث لتسويق العدد الاخير من اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة يظهر فيها رسم يمثل النبي محمد. وذكرت الاذاعة العامة ان شبكة متاجر "ستيماتسكي" لبيع الكتب تراجعت عن حدث لترويج العدد الجديد في فرع لها في منطقة تل ابيب وقررت اتاحة الحصول على العدد الجديد من الاسبوعية الفرنسية فقط عبر موقعها الالكتروني.

ونقلت الاذاعة عن الشركة الاسرائيلية تأكيدها عدم تلقيها تهديدات او ضغوطات بل شكاوى من زبائن من خارج منطقة تل ابيب بسبب عدم تمكنهم من شراء المجلة. وقال موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني انه سيتم طرح العدد الجديد من شارلي ايبدو وسيتواصل حتى نفاد المخزون. بحسب فرانس برس.

ونقل الموقع عن النائب العربي في البرلمان الاسرائيلي مسعود غنايم تحذيره للشبكة ورئيس الوزراء بنيامين نتانياهو ان طرح هذا العدد من المجلة للبيع قد يكون له عواقب وخيمة في اسرائيل. وعرب اسرائيل هم احفاد 160 ألف فلسطيني لم يغادروا منازلهم بعد اقامة دولة اسرائيل في عام 1948 ويعدون اليوم اكثر من 1,4 مليون نسمة اي 20% من السكان. وقال غنايم "هذه خطوة خطيرة جدا وغبية. هذه ليست حرية تعبير بل ضربة لاقدس مقدسات المسلمين مما سيثير غضب المسلمين والعرب في البلاد".

مشترك جديد

الى جانب ذلك وجه السناتور الجمهوري الاميركي مارك كيرك المشترك الجديد في اسبوعية شارلي ايبدو الفرنسية الساخرة، رسالة الى المجلة دعا فيها الى تبسيط عملية الاشتراك. واوضح كيرك في احد ممرات الكونغرس بعد اجتماع حول النووي الايراني "لقد اصبحت للتو مشتركا في شارلي ايبدو، لقد اشتغلت بطاقة الاعتماد لدي اخيرا". لكن "يتعين التفتيش في الموقع"، كما قال مبديا مآخذه. وقال "احاول تشجيع ما امكن من اعضاء مجلس الشيوخ على الاشتراك في شارلي ايبدو. اتمنى ان نكون عشرة او عشرين، هذا سيكون مثاليا". وحتى الان لا يعرف ما اذا كان زملاؤه سيحذون حذوه. بحسب فرانس برس.

وغداة الهجوم على مقر اسبوعية شارلي ايبدو في باريس، دعا كيرك زملاءه الجمهوريين الى الاشتراك. وكتب على توتير "يجب ان لا يؤدي الارهاب الى ضرب حرية التعبير على الاطلاق". والسناتور الاميركي لم يتسلم نسخته بعد، وبالتالي فهو لا يقول ان كان يشاطر الاسبوعية لهجتها الساخرة ام لا. لكن السناتور وهو من انصار الخط المتشدد ضد ايران، يواصل حملته في ولايته ايلينوي التي يمثلها في مجلس الشيوخ منذ 2010، في المقعد الذي كان يشغله باراك اوباما حتى 2008.

اعتذار وتهديد

في السياق ذاته قدمت صحيفة يابانية اعتذارات الى المسلمين لنشرها غلاف عدد صحيفة شارلي ايبدو الاسبوعية الفرنسية الساخرة الصادر بعد الاعتداء الذي استهدفها. وكانت صحيفة طوكيو شيمبون بررت من قبل نشر صورة الغلاف على صفحتها الاولى "بتقديم عناصر تسمح للقارئ بإصدار حكمه الخاص على المشكلة التي اثارها الرسم الكاريكاتوري للنبي محمد".

الا انها تراجعت ونشرت في صفحاتها الداخلية اعلانا بعنوان "اعتذارت الى المسلمين". وقالت ان "صحيفتنا جرحت مسلمين بنشرها رسما كاريكاتيريا للنبي محمد". ونشرت الى جانبه مقالا صغيرا بعنوان "حول اعادة نشر الرسم الكاريكاتيرية". وقالت الصحيفة انها تلقت رسائل احتجاج من قبل منظمتين لمسلمين باكستانيين في اليابان اكدوا انهم جرحوا وصدموا بنشر صورة غلاف الصحيفة. وكانت المنظمتان عبرتا عن احتجاجات في تجمع امام مقر الصحيفة وكتبت طوكيو شيمبون "لم يكن بنيتنا على الاطلاق اهانة الاسلام".

من جانب اخر ذكرت وسائل الإعلام التركية أن القضاء التركي أمر موقع "فيس بوك" بمنع الصفحات التي تحتوي على مضمون يعتبر "مهينا" للنبي محمد وهدد بحظر تصفح شبكة التواصل الاجتماعي إن لم ينفذ هذا القرار. وأوضحت وكالة أنباء الأناضول الحكومية أن الأمر الصادر عن محكمة أنقرة أبلغ إلى السلطة الإدارية المكلفة الاتصالات وإلى الشركات المزودة خدمة الإنترنت.

وكانت القضاء التركي منع بث الرسم الكاريكاتوري للنبي الذي نشرته صحيفة "شارلي إيبدو" الفرنسية بعد الهجوم. من جهة أخرى فتح تحقيق قضائي في إسطنبول بحق صحافيين اثنين من صحيفة "جمهورييت" المعارضة بعد أن نشرا في مقالين افتتاحيين الرسم نفسه الذي اعتبر مهينا في العالم الإسلامي. ويمثل هذا الرسم النبي محمد دامعا وهو يمسك بلافتة كتب عليها "أنا شارلي" الشعار الذي رفعه ملايين المتظاهرين في فرنسا والخارج لإدانة الهجمات الجهادية التي أوقعت 17 قتيلا في ثلاثة أيام في باريس. بحسب فرانس برس.

وكانت الحكومة التركية الإسلامية المحافظة منعت بصورة موقتة تصفح موقعي التواصل الاجتماعي "يوتيوب" و"تويتر" لمنع بث تسجيلات غير قانونية لمكالمات هاتفية تتهم رئيس الدولة حاليا رجب طيب أردوغان والمحيطين به في فضيحة فساد. وإثر تلك القرارات، انهالت الانتقادات الحادة لأردوغان من العالم أجمع. وفي سياق ذلك طرح الحكم التركي على التصويت مشروع قانون يسهل إداريا منع مواقع على الإنترنت لكن المحكمة الدستورية رفضت ذلك النص. غير أن نوابا من الحزب الحاكم طرحوا في البرلمان تعديلا لمشروع القانون يجيز لرئيس الوزراء وبعض الوزراء إغلاق موقع بدون قرار من القضاء بحجة الأمن القومي وحماية الحياة الخاصة.

غير نادم

من جانب اخر لا يشعر الفنان السويدي لارس فيلكس بالندم على اساءته للنبي محمد عام 2007 على الرغم من تعرضه لمحاولة القتل مرتين وشعوره بأن الأشخاص الذين يتمنون موته يربحون المعركة بعد أن أجبروه على إلغاء ظهوره العلني وأبعدوا عنه اصدقاءه وحصروا حركته في منزل سري آمن. وأثار فيلكس (68 عاما) غضب المسلمين عام 2007 حين رسم صورة مسيئة للنبي محمد مما دفع جماعة عراقية على صلة بتنظيم القاعدة لرصد مكافأة قدرها 100 ألف دولار لمن يقتله.

وبدأ فيلكس في فبراير شباط الماضي رحلة التخفي بعد أن فتح دنمركي متطرف النار في العاصمة كوبنهاجن في ندوة عن حرية التعبير كان يحضرها وفي معبد يهودي مما أسفر عن مقتل شخصين. ومنذ ذلك الحين ألغيت محاضرات فيلكس في السويد وتوقف عدد من أصدقائه عن لقائه كما طلب جيرانه من صاحب المنزل الذي يعيش فيه أن يطرده على الرغم من أن أقربهم يبعد عنه بنحو 1.6 كيلومتر.

وقال فيلكس في مكان آمن في وسط مدينة مالمو وقد أحاط به ثلاثة حراس شخصيين "باتت الحياة الفنية عملا محفوفا بالمخاطر خصوصا عندما تسبر أغوار العالم اليوم وتتقصى (حقائقه)." وأضاف "لقد ازددت صلابة وأصبحت في وضع يزداد تصعيدا بشكل تدريجي." وعبر فيلكس عن أمله في أن تهدأ الامور في الشهور المقبلة على الرغم من استسلامه لواقع العيش وسط الخطر طوال حياته.

وفي هذا السياق أشار فيلكس إلى أن الأشخاص الذين يعيشون وضعا مشابها مثل الكاتب سلمان رشدي ورسام الكاريكاتير كورت فسترجارد سيظلون إلى الأبد "في قاعة المشاهير" لتنظيم القاعدة. وأضاف "هؤلاء الناس (القاعدة) ليسوا على عجلة من أمرهم.. من النادر للغاية أن يفلت أحد منهم ويتم نسيانه."

وتحمي الشرطة فيلكس على مدار الساعة كما ألقت القبض على عدد من المشتبه بمحاولتهم قتله منهم الجهادية جين. وهو يقول ان مهاجميه حققوا نجاحا كبيرا بالفعل بترهيب دائرة الاشخاص التي تحيط به. وأضاف "كثير منهم اليوم قلقون للغاية. هناك اشخاص باتوا يترددون جدا في أن يشاهدوا برفقتي أو يظهروا معي في مناسبات اجتماعية. الخوف هو الحليف الحقيقي للإرهاب."

وأوضح فيلكس أنه أمضى الأسابيع القليلة الماضية في الانتقال من منزل آمن إلى آخر وان الشرطة أبلغته بأنه لن يتمكن من العودة إلى منزله في المستقبل المنظور. ويحدد فريقه الامني برنامجه اليومي وأصبح مضطرا لأن يتمرن داخل جدران مكان إقامته بدلا من ممارسة رياضة المشي في الهواء الطلق. بحسب رويترز.

وقال فيلكس "كل شيء يصبح محدودا جدا.. ستحدث جلبة إذا رآك أحد (في مكان ما) حينها سيتعين عليك المغادرة فورا." مثل هذه القيود دفعت فيلكس لتطوير رسومه التي يعتمد عليها في كسب عيشه. وعلق قائلا "الجبال والمياه والأشجار والهواء النقي.. هذا النوع من الحرية يبدو بعيد المنال الان."

ردا على شارلي

من جانبها أطلقت إيران مسابقة دولية لرسوم كاريكاتورية، تدحض حصول محرقة نازية ضد اليهود أبان الحرب العالمية الثانية، ردا على غلاف العدد الأخير من صحيفة "شارلي إيبدو". ويذكر أن مسابقة سابقة أطلقتها طهران، التي اعتادت الشك بحدوث المحرقة في العام 2006. وتظاهر عدد من الطلاب الإيرانيين تعبيرا عن غضبهم لقيام الصحيفة الفرنسية الساخرة بنشر صور كاريكاتورية جديدة للنبي محمد. ولكن بيت الكاريكاتير الإيراني والمجمع الثقافي شارشماه، قررا الذهاب أبعد في الرد، عبر تنظيم مسابقة دولية للكاريكاتير، حول موضوع دحض ونفي حدوث المحرقة النازية بحق اليهود حسب ما قالته صحيفة "طهران تايمز" الإيرانية.

كما قرر منظما المسابقة تخصيص جائزة قيمتها 12 ألف دولار لأفضل رسم ينفي حصول المحرقة النازية و8000 و5000 دولار للجائزتين الثانية والثالثة. كما ستعرض أفضل الرسومات في متحف طهران التي اعتادت سلطاتها على التشكيك بحقيقة أبشع الفظائع التي عرفها التاريخ الحديث. وبحسب منظم المسابقة ومدير بيت الكاريكاتير في طهران مسعود طابطبائي، فإن المسابقة جاءت كرد على قيام صحيفة "شارلي إيبدو" بنشر صور جديدة للنبي محمد في عددها الأخير.

وهذه ليست المرة الأولى التي يقام فيها هذا النوع من التظاهرات في إيران، فالبلاد تشهد بشكل دوري صدور مؤلفات تنفي أو تسخر من المحرقة النازية ضد اليهود خلال الحرب العالمية الثانية. ففي العام 2006 نظمت إحدى الصحف الإيرانية حملة مماثلة احتجاجا على نشر صحيفة دنمركية لرسوم مسيئة للنبي محمد. وكانت حصيلتها 750 رسما كاريكاتيرا، البعض منها كان مصدره دول غربية مثل بريطانيا والولايات المتحدة. وقد عرض نحو 200 رسم في متحف بالعاصمة الإيرانية طهران. بحسب فرانس برس.

وكان مسعود طابطبائي، الذي نسق أيضا مسابقة 2006، قال وقتها، الهدف هو الكشف عن "اللغة المزدوجة للغرب حول حرية التعبير، فهو يستبعد أي نقاش حول حقيقة المحرقة". ويذكر أن المسابقة الأولى لاقت إدانة شديدة من الولايات المتحدة، وغيرها من الدول الغربية، وفي تلك المرحلة كان محمود أحمدي نجاد رئيسا للجمهورية الإسلامية الإيرانية، وكانت علاقات نجاد، الذي دعا إلى إزالة إسرائيل من الوجود، مع الغرب شديدة التوتر على عكس الانفراج الذي نلحظه اليوم في العلاقات بين طهران والعواصم الغربية.

اضف تعليق