سعت إسرائيل، منذ بداية الصراع في سوريا الى الاستفادة من هذه الحرب بما يخدم مصالحا، خصوصا انها قد عمدت وبشكل غير معلن، الى دعم بعض الجهات والجماعات المعارضة، هذا بالإضافة إلى قياهما بعمليات عسكرية داخل الأراضي السورية، حيث يثير الصراع السوري قرب الحدود الإسرائيلية وكما نقلت بعض المصادر، جدلا كبيرا لدى الطبقة السياسية الإسرائيلية، "من ناحية يرى البعض أن سقوط الأسد سيضعف إيران، العدو الأول لإسرائيل، ولكن وصول الإسلاميين للحكم هو أمر مقلق، فإسرائيل تريد حماية الجولان، المنطقة السورية التي ضمتها عام 1981. يقول نتنياهو: إننا لا نعترض على ترتيبات الحل في سوريا لكننا نعترض بشدة على إمكانية وجود عسكري لإيران ووكلائها في سوريا.
هذا الصراع ايضا اثار قلق ومخاوف بعض الجهات، التي تخشى من حدوث حرب كبيرة بين اسرائيل وايران ستكون سببا في زعزعة امن واستقرار المنطقة، وقال نتنياهو إنَّ إسرائيل استهدفت على وجه التحديد شحنات أسلحة إيرانية كانت في طريقها إلى حزب الله اللبنانية في سوريا، حيث يُساعد الحزب في تعزيز قوات الأسد في مواجهة قوات المعارضة. ووفقاً لصحيفة "هآرتس" الإسرائيلية، فقد قال نتنياهو: "لقد أغلقنا الحدود ليس فقط في مصر، ولكن في هضبة الجولان أيضاً، لقد بنينا حائطاً لأنَّه تُوجد مشكلة مع تنظيم (داعش)، وتحاول إيران تأسيس جبهة إرهابية هناك. أخبرتُ (الرئيس الروسي فلاديمير بوتين) أنَّه عندما نراهم (الإيرانيين) ينقلون الأسلحة إلى حزب الله، سنؤذيهم. وفعلنا ذلك عشرات المرات".
وليست هذه المرة الأولى التي تعترف فيها إسرائيل بالتحرك عسكرياً في سوريا. ففي أواخر حزيران 2017، أعلنت أنَّها أصابت ثلاثة أهداف للجيش السوري في هضبة الجولان، بعد سقوط قذائف بالخطأ على الأراضي التي تحتلها إسرائيل في المنطقة. وفي نيسان 2017، ذكرت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أنَّ ضربات جوية إسرائيلية أصابت مباني تُستَخدَم لتخزين أسلحة حزب الله بالقرب من مطار دمشق الدولي. وقالت إسرائيل إنَّها اضطرت إلى استخدام منظومة صواريخ باتريوت للدفاع الجوي، لاعتراض قذيفة أُطلِقَت من سوريا، في محاولةٍ واضحة للانتقام. وتبدو إسرائيل حالياً أكثر قلقاً بشأن التهديد الذي تمثله جماعة حزب الله والقوات الأخرى المدعومة من إيران، التي تساعد الأسد في سوريا، ويمكن أن ينتهي بها المطاف باحتلال الأراضي القريبة من الحدود الإسرائيلية، فيما يخمد الصراع السوري.
إسرائيل الجيش السوري
وفي هذا الشأن ذكر الجيش الإسرائيلي أنه استهدف موقعا للجيش السوري بعد سقوط قذيفتين في هضبة الجولان في الجزء الذي تحتله إسرائيل إثر "معارك داخلية في سوريا" لكن المصدر لم يوضح طبيعة الرد العسكري الإسرائيلي. وكثيرا ما تشهد هضبة الجولان حوادث مماثلة بسبب القتال الدائر بين القوات السورية والمعارضة المسلحة في محافظة القنيطرة المجاورة للشطر المحتل من الجولان.
وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن "القوات الإسرائيلية استهدفت موقعا للمدفعية السورية المسؤولة عن ذلك القصف"، من دون أن يوضح ما إذا كان الرد الإسرائيلي بريا أو جويا. وفي وقت سابق كان الجيش الإسرائيلي قد وجّه تحذيرا إلى دمشق بعد سقوط قذيفتين نتيجة المعارك الدائرة داخل سوريا في الشطر الذي تحتله إسرائيل من هضبة الجولان، علما أن هذه الحوادث تتكرر منذ نهاية حزيران/يونيو 2017.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي رونين مانيليس في بيان إن "إسرائيل تحمل النظام السوري مسؤولية أي انتهاك لحدودها وسترد بالشكل الملائم". وأضاف أن "إسرائيل تتمسك بسياسة عدم التورط في الحرب الأهلية السورية. رغم ذلك، لن نرضى بأي انتهاك لسيادة إسرائيل". وتشهد هضبة الجولان المحتلة بانتظام سقوط قذائف على هامش القتال الدائر بين القوات الحكومية السورية والمسلحين المعارضين في محافظة القنيطرة قرب الشطر المحتل من الجولان. بحسب فرانس برس.
وقصف الجيش الإسرائيلي موقعا للجيش السوري بعد ساعات من سقوط قذيفة في الجولان المحتل. ووقع الأمر نفسه قبل فترة. وتحتل إسرائيل منذ 1967 نحو 1200 كلم مربع من الراضي السورية في هضبة الجولان. ولا تزال 510 كيلومترات مربعة من الجولان تحت السيادة السورية. وفي وقت سابق حذر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو من أن إسرائيل سترد بقوة على أي إطلاق نار ناتج من النزاع السوري. وشنت إسرائيل ضربات جوية متعددة في سوريا منذ اندلاع الحرب الأهلية في هذا البلد عام 2011، مؤكدة أن معظمها استهدف قوافل أو مستودعات أسلحة تابعة لحزب الله اللبناني.
مخاطر المواجهة
على صعيد متصل تمثل ضربتان جويتان إسرائيليتان ضد أهداف لحزب الله في سوريا في الأسابيع الأخيرة على ما يبدو موقفا حازما على نحو أكثر وضوحا وعلنية ضد الجماعة بعد سنوات من النزال الخفي، الأمر الذي يتطلب معايرة دقيقة للمواقف كي لا تتصاعد إلى حرب لا يريدها أيهما. وخلال أغلب فترات الصراع المستمر منذ ست سنوات ظلت إسرائيل إلى حد بعيد على الهامش رغبة منها في عدم السقوط في الفوضى الآخذة في الانتشار في شمالها الشرقي. وفي حين تحوم حولها الشبهات في تنفيذ هجمات ضد أهداف صغيرة بين الفينة والأخرى فإنها تنزع إلى عدم تأكيد أو نفي تورطها.
لكنها مصممة على منع حزب الله اللبناني، الذي خاضت ضده حربا في 2006 وتراه أكبر تهديد استراتيجي على حدودها، من استغلال دوره في الحرب السورية للحصول على الأسلحة والخبرة مما قد يعرضها للخطر في آخر الأمر. ومنذ بدايات الصراع تركز الحركة الشيعية طاقتها على دعم الرئيس بشار الأسد في إطار تحالفها مع إيران وروسيا ملقية بآلاف من مقاتليها في أتون معركة ضد المعارضة السورية.
لكن على الرغم من أن هذه الاستراتيجية تجعل شبح حرب جديدة مع إسرائيل ليس محل ترحيب بالنسبة لحزب الله فإنها لم تغير رأيه في بلد يعتبرها ألد أعدائه أو تمنعه من تقوية موقفه تحسبا لأي صراع جديد. وفي الأسابيع الماضية يمثل الهجومان الإسرائيليان فيما يبدو تحولا إذ أكدا نية إسرائيل الضغط على حزب الله ووقعا في وقت نفذت فيه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ضرباتها الصاروخية في سوريا.
وفي كلتا الحالتين كان المسؤولون الإسرائيليون أقل حذرا بشأن الاعتراف بمن يقف وراءهما. وفي 17 مارس آذار ضربت إسرائيل موقعا قرب تدمر مما دفع الجيش السوري إلى الرد بصواريخ مضادة للطائرات زودته بها روسيا، وفي 27 أبريل نيسان استهدفت مستودعا للأسلحة في دمشق يشتبه بأن حزب الله يخزن فيه أسلحة أمدته بها إيران.
وقال وزير المخابرات الإسرائيلي إسرائيل كاتس عن الهجوم دون أن يؤكد صراحة تنفيذ إسرائيل له "الواقعة في سوريا تتفق تماما مع سياسة إسرائيل في العمل على منع تهريب إيران للأسلحة المتطورة عبر سوريا إلى حزب الله". كما استعرض حزب الله قوته فنظم جولة إعلامية على طول الحدود اللبنانية الإسرائيلية وهو ما جرى تفسيره على نطاق واسع على أنه رسالة مفادها أنه ليس خائفا من نشوب حرب جديدة وملمحا إلى أن صراعا مقبلا ربما يشمل هجمات على المستوطنات الإسرائيلية.
ومن شأن ضربة أكبر من جانب إسرائيل أو واحدة تخطئ أهدافها وتكون لها عواقب غير مقصودة أن تدفع بالأمور إلى حافة التصعيد مما يزيد من عدم استقرار سوريا ويغوص بإسرائيل في صراع معقد بالفعل. وهذه نتيجة لا تريدها إسرائيل ولا حزب الله لكن في حرب تمخضت بالفعل عن كثير من النتائج غير المتوقعة تظل تلك النتيجة واردة أيضا. حزب الله هو حركة تلقى دعما من إيران وتشكلت لقتال الاحتلال الإسرائيلي للبنان بين 1982 و2000. وبراعته القتالية وعمله الواسع النطاق في مجال الرعاية الاجتماعية لصالح شيعة لبنان وتحالفه مع دول إقليمية قوية جميعها أمور ساعدته في تأمينه دورا مهيمنا له في السياسة اللبنانية.
ومنذ حرب 2006 مع إسرائيل التي أودت بحياة أكثر من 1300 شخص وشردت مليونا في لبنان وما يصل إلى 500 ألف في إسرائيل دخل الجانبان في مناوشات لكنهما تجنبا استئناف الصراع. ويقول كلاهما إنه لا يريد حربا أخرى لكنهما لا يخجلان من القول إنهما مستعدان لها إذا انتهى الأمر إلى وقوعها. وأخذ حزب الله صحفيين لبنانيين في جولة على الحدود الجنوبية مع إسرائيل وسمح لهم بالتقاط صور لجنود يحملون أسلحة ويحدقون النظر عبر الحدود.
وتسير إسرائيل دوريات على طول الحدود نفسها وتدفع بطائرات بدون طيار إلى أجواء المنطقة وتعزز دفاعاتها باستمرار. وفي مارس آذار هدد الوزير الإسرائيلي نفتالي بينيت، وهو متشدد، بإعادة لبنان إلى العصور الوسطى إذا أطلق حزب الله شرارة حرب جديدة. وقال مسؤول في التحالف العسكري الذي يدعم الأسد إن الضربات الجوية الأخيرة لإسرائيل أصابت أهدافا لحزب الله لكنه هون من الأضرار التي أحدثتها. وفيما يتعلق بالرد بغية الانتقام فرق المسؤول بين ضرب إسرائيل وحدات لحزب الله منتشرة في سوريا للقتال نيابة عن الأسد وتلك الموجودة في لبنان.
وأضاف المسؤول شريطة عدم الكشف عن هويته "إذا ضربت إسرائيل قافلة لحزب الله في سوريا فان حزب الله يقرر ما إذا كان يريد أن يرد أو لا وفقا لطبيعة ظروفه في سوريا لأنه رغم كل شيء فان سوريا دولة ذات سيادة لا يستطيع حزب الله أن يرد ويحرج النظام. "إذا ضربت إسرائيل حزب الله في لبنان حتما سيرد. إذا رد حزب الله ما هو حجم رده الذي يمكن لإسرائيل أن تتحمله؟ هذا يمكن أن يعني تصعيدا نحو الحرب. لذلك هو يتجنب توجيه ضربات إلى قوافل حزب الله أو إلى صواريخ حزب الله في داخل لبنان ويفضل أن يضربها داخل سوريا".
ويتفق هذا التحليل إلى حد بعيد مع رؤية إسرائيل للوضع أيضا. فإبقاء أي تداعيات للحرب في سوريا بعيدا عن مصالحها الإقليمية هو أحد الأمور. لكن تعقب حزب الله في لبنان سيثير صراعا جديدا. وقال دبلوماسي إسرائيلي "الاشتباك مع حزب الله هو دائما احتمال وارد". وعلى الرغم من شدة العداء بين الجانبين فإن خبرة الماضي جعلت فيما يبدو كلا من حزب الله وإسرائيل لديه القدرة على التحليل الثاقب لموقف الطرف الآخر وأوراق الضغط لديه.
وقال المسؤول بالتحالف الذي يدعم الأسد "أحيانا هناك الرد المدروس الذي يحافظ على توازن الردع وعلى قواعد اللعبة وفي بعض الأحيان هناك الرد الذي من شأنه أن يفتح الباب نحو التصعيد. "في الوقت الحاضر رغبة الجانبين هي عدم الانجرار نحو الحرب ورغبة الطرفين في عدم فتح جبهة لا في الجولان ولا في الجنوب لكن في لحظة من اللحظات ممكن تتطور وتيرة الأحداث ويتم تصاعد الأمور من دون رغبة من الجانبين".
لفتت الأفعال الإسرائيلية انتباه روسيا، وهي حليف لحزب الله في الصراع السوري لكنها أيضا تجري تنسيقا وثيقا مع إسرائيل. وعلى مدى العامين الماضيين نسقت إسرائيل وروسيا عن كثب بشأن سوريا حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وتحدثا كثيرا بالهاتف لضمان عدم حدوث سوء تفاهم وتقليل خطر وقوع مواجهة جوية لأدنى حد. ونجح هذا النظام في أغلب الأحيان حتى إذا تطلب ذلك من إسرائيل أن توازن بدقة علاقاتها مع الولايات المتحدة وروسيا في الوقت نفسه. لكن معظم الوقائع الأخيرة أغضبت موسكو على ما يبدو.
فبعد ضربة مارس آذار استدعت روسيا السفير الإسرائيلي للتشاور وبعد هجوم مطار دمشق أصدرت وزارة الخارجية بيانا وصفته فيه بأنه غير مقبول وحثت إسرائيل على ممارسة ضبط النفس. وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحفيين "نعتبر أن جميع الدول عليها أن تتجنب أي أفعال قد تؤدي إلى زيادة التوتر في منطقة شديدة الاضطراب وندعو إلى احترام سيادة سوريا". وقد تصرف حرب جديدة بين إسرائيل وحزب الله انتباه الجماعة الشيعية عن دورها المركزي في الصراع السوري مما يقوض بالتالي حملة عسكرية تخاطر فيها روسيا بقدر كبير من مواردها ومكانتها. بحسب رويترز.
ويعتقد محللون إسرائيليون أن على حكومة نتنياهو توخي الحذر. وكتب أليكس فيشمان المتخصص في الشؤون العسكرية بصحيفة يديعوت أحرونوت "لا يزال يتعين على إسرائيل التزام الحذر الشديد وألا تهاجم إلا إذا كان تدمير الهدف حيويا ويتعلق مباشرة بأمن إسرائيل". كما قرر الوزراء الإسرائيليون، والعديد منهم لديه خلفية روسية، فيما يبدو تجنب استفزاز موسكو. وقال الدبلوماسي الإسرائيلي "لن نفعل شيئا يتسم بالتهور وعدم المسؤولية عندما يتعلق الأمر بالروس. سنتوخى أقصى درجات الحذر في سوريا".
حملة لكسب الود
من جانب اخر انتقلت إسرائيل من تقديم المساعدات الإنسانية البسيطة لضحايا الحرب الأهلية السورية إلى حملة لكسب الود وصفت بأنها محاولة لتكوين أصدقاء جدد على الجانب الآخر من الحدود التي يسودها العداء منذ عقود. وفي إطار مشروع إغاثة امتد على مدى عام ولم تكشف وسائل الإعلام النقاب عنه سوى قبل ايام، تستقبل إسرائيل سوريين لتلقي العلاج في حين ترسل إمدادات الغذاء والوقود ومواد البناء بانتظام إلى الجانب الآخر من الحدود الإسرائيلية السورية في منطقة هضبة الجولان.
ويتضاءل حجم المساعدات بالمقارنة مثلا بأعداد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا والأردن لكنه يمثل تحولا كبيرا بالنسبة لإسرائيل التي كانت في بادئ الأمر تفضل إغلاق الحدود مع سوريا في حين لم تقدم الرعاية الطبية سوى لجرحى الحرب الذين شقوا طريقهم بأنفسهم إلى خط الهدنة في هضبة الجولان. ويقول الجيش الإسرائيلي إنه سعى لتقديم المزيد من المساعدات الإنسانية في مواجهة الموقف المحايد الذي أعلنته حكومة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو من الحرب الدائرة منذ ست سنوات في سوريا الخصم القديم لإسرائيل.
وقال قادة إنهم شعروا بالإحباط من عدم قيامهم بدور في مواجهة الأعمال الوحشية مثل عمليات قطع الرؤوس العلنية التي نفذها مقاتلو تنظيم داعش في بلدات سورية على بعد خمسة كيلومترات فقط. وفي تسجيل فيديو دعائي عن المشروع يحمل اسم "حسن الجوار" قال اللفتنانت جنرال جادي ايزنكوت قائد القوات المسلحة "أعتقد أن هذا واجبنا الأساسي كجيران وكيهود". ولكن هناك حسابات أكثر عملية من ذلك. فتحقيق الاستقرار على الحدود السورية التي تمتد لمسافة 70 كيلومترا والتي تقول إسرائيل إن ثلث سكانها من النازحين من الداخل يساعد في تفادي أي محاولة لتدفق النازحين عبر سياج الجولان. ومع تشرذم سوريا يأمل الجيش الإسرائيلي أن يكون من يتلقون المساعدات أقل ميلا لمعاداتها في المستقبل.
أدى وقف جزئي للأعمال القتالية يوم السابع من يوليو تموز توسطت فيه روسيا والولايات المتحدة والأردن إلى تهدئة الجزء الذي تسيطر عليه سوريا من الجولان. ويقول الجيش الإسرائيلي إن القتال تراجع هناك منذ العام الماضي في ظل احتفاظ الأطراف المتحاربة بما تسيطر عليه من أراض. وأعطى ذلك إسرائيل، التي احتلت هضبة الجولان في حرب عام 1967 ثم ضمتها في خطوة غير معترف بها دوليا، فرصة لتحديد أي من الأطراف السورية هناك يمكنها التواصل معها لفتح قنوات اتصال وبناء علاقات حسن الجوار.
وقال ضابط بالجيش الإسرائيلي تحيطه حاويات تضم معدات طبية وحفاضات أطفال ومولدات كهرباء للصحفيين في مديرية حسن الجوار "قد لا يكون هذا هو هدفنا الرئيسي أو استراتيجية كبرى ننتهجها، لكن ربما نكون هنا نزرع البذور الأولى لاتفاق ما". وفي خطوة ربما تسلط الضوء على هذا الهدف طويل الأجل جري نقل نحو 600 طفل يعانون من الإعاقة أو الأمراض مثل السرطان والسكري للعلاج ضمن البرنامج إلى جانب نحو ثلاثة آلاف من جرحى الحرب السوريين منذ مارس آذار عام 2013.
ويقول قادة عسكريون إن طفلا يعاني من مرض عضال ظل في إسرائيل لستة أشهر لكن أغلبهم عادوا بعد يوم واحد. وتتحمل إسرائيل التكاليف. تقدم نحو ستة منظمات أهلية التبرعات وطواقم العمل لعيادتين عند خط الهدنة. ويجري التخطيط لإقامة مستشفى في الجوار. ورد قائد إسرائيلي كبير على سؤال عن موازنة برنامج "حسن الجوار" قائلا إنها "كبيرة" دون أن يفصح عن تفاصيل. ورد العاملون في المشروع على سؤال عما إذا كانت إسرائيل تقدم كذلك السلاح والتمويل لمعارضين تعتبرهم أصدقاء بأن المشروع "إنساني بحت". بحسب رويترز.
وسرت شائعات عن مساعدة إسرائيل لجهاديين سوريين مثل الجماعة التي كانت تعرف سابقا بجبهة النصرة. ونفى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وجود أي صلة من هذا النوع. وقال قادة قاعدة الجولان العسكرية إنهم لا يقدمون أي مساعدة، بما في ذلك المساعدات الطبية، لأعضاء جبهة النصرة سابقا أو تنظيم داعش. وقال أحد الضباط إن تنسيق المساعدات الإنسانية يقوم به "شيوخ القرى" من الجانب السوري ووكالات إغاثة دولية. ورفض الإدلاء بمزيد من التفاصيل لكنه قال إن إسرائيل لم تعد تزيل الكتابة العبرية عن السلع التي تتبرع بها لتجنب المتلقين السوريين التعرض لأعمال انتقامية، فيما اعتبرها بادرة على التطبيع الناشئ. وقال الضابط "الجانب الآخر تغمره المنتجات الإسرائيلية الآن وليس هناك من يمانع في ذلك على ما يبدو".
اضف تعليق