زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الى باريس تلبية لدعوة نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون للمشاركة في احتفالات العيد الوطني لفرنسا. ماتزال محط اهتمام إعلامي واسع خصوصا وان هذه الزيارة قد أثارت الكثير من الاسلئة والتوقعات، لما لها من أهمية سياسية بالغة بالنظر إلى العلاقات الصعبة التي يقيمها الرئيس الأمريكي رافع شعار "أمريكا أولا"، مع باقي العالم. كما انها تأتي بعد أيام من قمة العشرين الصاخبة في ألمانيا التي جددت فيها واشنطن رغبتها بالتفرد بقرارها خصوصا بشأن مسالة المناخ المهمة.
ويرى بعض المراقبين ان ماكرون لاعب سياسي ذكي، يسعى الى الاستفادة من بعض الفرص في سبيل إيجاد مكانه دولية اكبر تمكن فرنسا من تحقيق مكاسب إضافية، حيث قال ألكسندر دي هوب شيفر، مدير مكتب مارشال الألماني في باريس، إن هذا اليوم(يوم الباستيل) فرصة جيدة لفرنسا لإظهار قوتها العسكرية، وهذا مهم جدا بالنسبة لترامب. الذي يحاول هو الاخر الاستفادة من مثل هكذا زيارات، والعثور على صديق في أوروبا، ويسعى لإيجاد أرضية مشتركة مع ماكرون، في الوقت الذي يواجه فيه انتقادات شديدة في الداخل فيما يتعلق باتصالاته مع موسكو، وفي الخارج فيما يتعلق بالتغير المناخي والتجارة.
صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، رجحت أن هذه الزيارة يمكن أن تكون بداية صداقة قوية بين الطرفين، موضحة أنه في الوقت الذي توقع فيه العديد من السياسيين والمحللين أن احتمال إقامة علاقة مثمرة بين ترامب وماكرون ضئيل جدا، فإن زيارة ترامب في ذكرى يوم الباستيل لفرنسا تشير إلى أن الرئيسين قد يكونا في طريق إقامة شراكة من النوع الذي يشاركه الرئيس الأمريكي حاليا مع عدد قليل من قادة العالم، خاصة في أوروبا الغربية.
وترى الصحيفة أن ماكرون يقوم بمقامرة جريئة، ومع ازدياد عزلة الولايات المتحدة على الساحة العالمية، يسعى الرئيس الفرنسي لجعل نفسه وسيطا رئيسيا لـ«ترامب»، وهذا الأمر أصبح واضحا، خاصة أن ماكرون لم توقفه عدم شعبية ترامب في فرنسا، فضلا عن الغضب من قراره بدعوة نظيره الأمريكي في يوم عطلة وطنية مميزة بالنسبة للفرنسيين. وعلى الأقل في الوقت الراهن، يلعب ماكرون دوره بنجاح، وفقا لـ«واشنطن بوست»، وهو ما برز في مؤتمر صحفي نادر، عندما لم يخف ترامب سعادته لدعوة ماكرون.
الصحيفة الأمريكية أكدت أن زيارة ترامب لباريس، أثبتت إلى حد كبير إمكانية وجود علاقة عمل بين هذين الرجلين غير المتوافقين على ما يبدو، ورغم أن ترامب كان معروفا بتغيير رأيه فجأة، كان رد فعله الأولي على زيارة باريس إيجابيا بشكل ملحوظ. وأبرز الإشارات الإيجابية على نجاح الزيارة هي المصافحة الدراماتيكية، من وجهة نظر الصحيفة، التي أوضحت أن هذا يشير إلى المزيد من الشعور بالمحبة بدلا من العداوة، وفي نهاية العرض العسكري لـ«يوم الباستيل»، عندما كان يستعد للمغادرة، صافح ترامب بقوة ماكرون مرة أخرى، ثم زوجته بريجيت أيضا.
وفي سلسلة من التغريدات على موقع تويتر بعد رحيله، هنأ ترامب نظيره الفرنسي بمناسبة عيد الباستيل، وقدم تعازيه لضحايا الهجوم الإرهابي الذي وقع في نيس العام الماضي، وشكر ماكرون على ما وصفه بأنه اجتماع جدير بالاهتمام. وقال ترامب فرنسا أول وأقدم حليف للولايات المتحدة، وهناك الكثير من الناس لا يعرفون ذلك، لقد كان ذلك منذ وقت طويل، لكننا معا، وأعتقد أننا حاليا علاقتنا أفضل من أي وقت مضى.
رغبة ماكرون في أن يكون وسيطا لـ«ترامب»، أكدها حديث المتحدث باسم الرئيس الفرنسي، كريستوفر كاستانر، قائلا إن "إيمانويل ماكرون يريد محاولة منع رئيس الولايات المتحدة من عزل نفسه، فهو يتخذ أحيانا قرارات نختلف معها حول تغير المناخ. وبالنسبة للآخرين، فإن دعوة ترامب كانت وسيلة لـ«ماكرون» لتعزيز الصورة الدولية لفرنسا. وأثنت الصحيفة الأمريكية على براجماتية وذكاء ماكرون في تعامله مع ترامب على عكس المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، التي لم تخف خلافها مع الرئيس الأمريكي، موضحة أن ماكرون لم يقف كثيرا أمام دعم ترامب له في الانتخابات الرئاسية الفرنسية، ودعمه لمنافسته مارين لوبان، ورغم ذلك صافح ماكرون نظيره الأمريكي بقوة عندما التقى به للمرة الأولى في بروكسل مايو الماضي.
السياسة الناعمة
وفي هذا الشأن احتفلت فرنسا بعيدها الوطني، ذكرى اندلاع ثورة 1789، بحضور الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي تلقى دعوة خاصة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لشهود مراسم الاحتفال هذا العام وحضور العرض العسكري بجادة الشانزليزيه بباريس. زيارة ترامب فتحت باب التساؤل واسعا عن المغزى منها وعن مواقف ماكرون من ترامب المثير للجدل وإلى ماذا يسعى تحديدا.
لم تأت هذه الدعوة من فراغ، فالرئيس الأمريكي جاء لحضور العرض العسكري الذي يشارك فيه 145 جنديا أمريكيا، وذلك تكريما لذكرى انضمام الولايات المتحدة للحلفاء في الحرب العالمية الأولى العام 1917. وهو تقليد اعتادت فرنسا اتباعه باستقبال دول صديقة للاحتفال بمناسبة ما تأكيدا على عمق الصداقة والروابط التي تجمعها بتلك الدول، ومن هذا المنطلق كانت أستراليا ونيوزيلندا ضيفي شرف للعام 2016 احتفالا بالذكرى المئوية لمعركة سوم.
ورافقت زيارة ترامب إجراءات أمنية مشددة من الجانبين، فالرئيس الأمريكي ترامب اصطحب معه ما يقرب من ألف عنصر أمني أمريكي مزودين بكافة الأجهزة والمعدات اللازمة لحماية الرئيس، عربات وأسلحة وأجهزة مضادة للتجسس والتصنت وأجهزة تشويش على تفعيل القنابل عن بعد ومضادات للطائرات الصغيرة بدون طيار. ويضاف إلى ذلك نشر السلطات الفرنسية أحد عشر ألف شرطي ودركي وجنود من الحرس الوطني لتأمين الاحتفالات من أية أعمال إرهابية مفترضة.
وتتميز هذه الزيارة بأبعاد سياسية عميقة، فالهدف المعلن لها هو توطيد أصر الصداقة وتعميق العلاقات بين البلدين الحليفين. بيد أن أهدافا أخرى قد تكون مستترة خلف الأسباب المعلنة، فالرئيس الفرنسي الشاب إيمانويل ماكرون يريد تهدئة الأجواء بين الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها الأوروبيين خاصة بعد قمة مجموعة العشرين التي شهدت خلافا حادا في وجهات النظر بين واشنطن وبروكسل وبرلين إثر إصرار الولايات المتحدة على موقفها من اتفاقية باريس العالمية للمناخ التي انسحبت منها واتباعها لسياسات مناخية تتماشى مع مصالحها الخاصة.
ماكرون لا يريد "قطيعة" مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب ويتخذ موقفا مناهضا لسياسات "عزلها" التي يلوح بها الاتحاد الأوروبي وبرلين فهو يفضل سياسة "اليد الممدودة" وجذبها من جديد إلى دائرة المجتمع الدولي الذي تقلقه سياسات ترامب. ماكرون كان على عكس أقرانه الأوروبيين تماما في تعامله مع الرئيس الأمريكي خلال قمة مجموعة العشرين ولم يتوقف عن مرافقته وغمره بالتعليقات اللطيفة وذلك خلافا للمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل التي لم تتردد في مهاجمة ترامب ونقد سياساته كلما سنحت لها الفرصة.
كل تلك الإشارات والتلميحات التي يرسل بها ماكرون إلى ترامب، يشك كثير من الخبراء والمراقبين في فعاليتها تغيير مواقف وسياسات الرئيس الأمريكي البراغماتية (النفعية) التي لا تهدف إلا إلى شيء واحد ألا وهو تحقيق المصلحة العليا للولايات المتحدة بدون مواربة أو حلول وسط مع الشركاء والأصدقاء. فدونالد ترامب السبعيني رجل الأعمال والملياردير لا يفهم إلا لغة واحدة – لغة المصالح وتبادل المنافع – وهو شخصية متقلبة تغير مواقفها دون تردد كما أنه لا يميل إلى الاعتراف بالثوابت التي تحكم العلاقات الدولية، لكنه كان مع ذلك معجبا بالعرض وأبدى سعادته بحضور الاحتفالات بالعيد الوطني الفرنسي ووجه في لفتة ودية الشكر للرئيس الفرنسي على دعوته واستقباله الحار في تغريدة على حسابه بموقع تويتر.
برتران بادي، المحلل السياسي والخبير في العلاقات الدولية، قدر في مقابلة مع موقع "لاندبندان" المحلي أن من الصعب للغاية "تخيل إمكان زحزحة ترامب عن موقفه وتغيير آرائه التي تتميز بالجنون المطلق" على حد قوله. بينما يخالفه الرأي مانويل لافون-رابنوي، مدير المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية في حواره مع نفس الموقع، قائلا "يجب علينا في كل الأحوال أن نجد حلولا لإنقاذ ما يمكن إنقاذه، حتى لو كان الأمر معقدا للغاية للاعتماد على السيد ترامب ذي المواقف المتقلبة وغير المتوقعة".
لا جدال في إن العلاقات الأوروبية مع الولايات المتحدة تحت إدارة ترامب أصبحت تمر بصعوبات واضحة في الفترة الأخيرة غير أن واشنطن تظل حليفا لا يستغنى عنه لأوروبا وخاصة لفرنسا، فالملفات التي يجب إيجاد توافق غربي حولها كثيرة ويقع في مقدمتها الأوضاع في سوريا والعراق والخليج العربي والحرب ضد الإرهاب والعلاقات مع روسيا بوتين والمناخ وظاهرة احترار جو الأرض، واللائحة تطول. كل ذلك يفرض قدرا من الحذر وأيضا الذكاء في التعامل مع الفيل الأمريكي ومحاولة إغوائه للبقاء داخل إطار الأسرة دون التضحية بمصالحه الخاصة مع أخذه في الاعتبار مصالح شركائه، وهي الرسائل التي يحاول أن يرسل بها ماكرون إلى ترامب.
زيارة ترامب تأتي بعد شهر ونصف من زيارة أخرى قام بها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى فرنسا التقى بها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وتميزت ببعض الفتور على خلفية الاتهامات بمحاولة التدخل في الانتخابات الرئاسية الفرنسية على غرار نفس الاتهامات بالتدخل في الانتخابات الأمريكية. هاتان الزيارتان المتتاليتين تعطيان انطباعا باتجاه السياسة الفرنسية الخارجية للاستعراض على المسرح الدولي وبناء علاقات عاطفية قائمة على علاقات شخصية أكثر من بناء خط سياسي واضح لعلاقات قائمة على احترام متبادل ومصالح مشتركة قوية تتخطى شطحات البعض أيا كان. بحسب رويترز.
هذه الزيارة لم تكن موضع الترحيب والتقدير من بعض الرموز في فرنسا خاصة من اليسار والخضر، مثل جان لوك-ميلنشون زعيم حزب "فرنسا الأبية" الذي صرح قائلا: "ترامب لا أهلا ولا سهلا بك"، ويانيك جادو، المدافع عن البيئة وعضو البرلمان الأوروبي، الذي انتقد الزيارة واعتبر أنها "مكافأة رمزية رخيصة" للرئيس الأمريكي الذي "ضرب بمصالح البشرية وبحالة المناخ عرض الحائط". ويبدو أن هذا هو حال الرئيس الأمريكي في زياراته إلى أوروبا والذي كان مجرد التلويح باستقباله في بريطانيا منذ عدة أشهر مصدرا للجدل والمناقشات والمطالبات بمنعه من دخول البلاد.
خريطة طريق جديدة
الى جانب ذلك اتفقت فرنسا والولايات المتحدة على التعاون لوضع "خريطة طريق" لما بعد الحرب على تنظيم داعش في الشرق الأوسط، حسبما قال الرئيس الفرنسي فرنسوا ماكرون. وجاء تصريح ماكرون بعد لقاء مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يزور فرنسا. وعبر الرئيس الفرنسي أيضا عن "احترامه" لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، لكنه أكد على استمرار التزام فرنسا بها.
وقال ماكرون في باريس، "فيما يتعلق بالمناخ ندرك ما هي اختلافاتنا"، مضيفا أن هذا أمر هام "للتقدم نحو الأمام". رغبتنا واحدة وهي التوصل الى حل سياسي دائم . وفي هذا الاطار فانني لا اشترط رحيل بشار الاسد كثمن لمشاركة فرنسا. لانني سجلت ملاحظة واحدة وهي اننا اغلقنا سفارتنا في دمشق منذ سبع سنوات واشترطنا رحيل الاسد دون الحصول على اي نتائج
أما الرئيس ترامب فتحدث بجوار ماكرون، ملمحا إلى أن الولايات المتحدة قد تغير موقفها (يقصد من اتفاقية المناخ)، دون مزيد من الإيضاح. وقال :"شيء ما قد يحدث فيما يتعلق باتفاقية باريس"، مضيفا "سوف نرى ما يحدث". وكان الرئيس الأمريكي قد أعلن، الانسحاب من اتفاقية باريس لمكافحة تغير المناخ الموقعة في 2015، مبديا استعداده التفاوض حول اتفاق "جديد وعادل".
وأكد ماكرون أنهما وضعا قضية المناخ جانبا، بينما ناقش الرئيسان كيفية دفع العمل المشترك في قضايا أخرى منها وقف إطلاق النار في سوريا والشراكات التجارية بين واشنطن وباريس. وقال الرئيس الفرنسي "لدينا اختلافات، فالرئيس ترامب لديه تعهدات انتخابية وعد بها أنصاره وأنا أيضا تعهدت بأشياء، فهل يعيق ذلك التقدم في جميع القضايا؟ بالطبع لا".
وبحث الرئيسان الجهود المشتركة للبلدين في محاربة الإرهاب وخاصة تنظيم داعش في سوريا والعراق. وأضاف ماكرون "الولايات المتحدة تتدخل بقوة في الحرب بالعراق، وأود تقديم الشكر للرئيس لما قدمته القوات الأمريكية في المنطقة". وتابع :"اتفقنا على مواصلة عملنا المشترك، وتحديدا لوضع خريطة طريق ما بعد الحرب".
وكشف الرئيس الفرنسي عن أن بلاده قد تتخذ عدة مبادرات قوية لتحقيق استقرار أكبر و"ضبط المنطقة". وأكد ماكرون، للمرة الثانية خلال اقل من شهر، أن رحيل الرئيس السوري بشار الأسد لم يعد شرطا فرنسيا لايجاد حل للصراع في سوريا. واعترف بأن هذا "تغيير فعلي" في سياسة فرنسا تجاه سوريا "من أجل أن نحصل على نتائج وان نعمل عن قرب مع شركائنا، خاصة الولايات المتحدة." بحسب بي بي سي.
وأضاف "هدفنا الرئيسي هو القضاء على الارهابيين ، كل الجماعات الإرهابية بغض النظر عن الدول التي قدموا منها . ورغبتنا واحدة وهي التوصل الى حل سياسي دائم . وفي هذا الاطار فانني لا اشترط رحيل بشار الاسد كثمن لمشاركة فرنسا . لانني سجلت ملاحظة واحدة وهي اننا اغلقنا سفارتنا في دمشق منذ سبع سنوات واشترطنا رحيل الاسد دون الحصول على اي نتائج". وقال وليام جوردان، الدبلوماسي الأمريكي والمسؤول السابق بوزارة الخارجية "من المرجح أن ينظر الرئيس ترامب لهذه الزيارة باعتبارها فرصة "كي يتعامل معه العالم بجدية". وأضاف :"أعتقد أن هناك الكثير من الأمور الرمزية في هذه الزيارة، وأشك في أنه سيكون هناك أبعد بكثير من المناقشة الموضوعية".
ابرز محطات الزيارة
من جانب اخر كشف الرئيسان الفرنسي ايمانويل ماكرون والاميركي دونالد ترامب وعقيلتاهما عن انسجام تام خلال زيارة الرئيس الاميركي الى فرنسا، فشاركا في الاستعراض العسكري وتناولا "عشاء بين اصدقاء" في برج ايفل، وتبادلا المصافحات والعناق والمجاملات وتعرفا الى معالم في باريس باريس. وافترق الرئيسان في ساحة الكونكورد بعد مصافحة طويلة وحارة، فيما كانت بريجيت ماكرون، بفستانها القصير الأزرق الموشى بالابيض، تعانق ميلانيا ترامب بفستانها الابيض الصيفي الموشى بالزهور ويتوسطه الازرق. واكد الرئيس ماكرون "لن يفرق بيننا اي شيء"، قبل ان يشيد بحضور ترامب الى جانبه في استعراض 14 تموز/يوليو.
وفي ختام لقائهما الثنائي في قصر الاليزيه اعرب الرئيسان عن توافق تام تقريبا، واضعين جانبا خلافهما الكبير حول المناخ. وفي مؤتمرهما الصحافي المشترك، تجنب كلاهما توجيه اي انتقاد الى الصين واشادا بصفات الزعيم الصيني شي جينبينغ، من دون ان يتطرقا الى وفاة المنشق ليو شياوبو، الحائز جائزة نوبل للسلام، والذي توفي الخميس عن 61 عاما مصابا بسرطان الكبد. ودائما ما تجاهلت بكين دعوات البلدان الغربية للافراج عنه حتى يتاح له متابعة علاج في الخارج.
"انت فعلا في ابهى إطلالاتك!". لم يخف الرئيس ترامب اعجابه ببريجيت ماكرون، عقيلة الرئيس الفرنسي، التي كانت ترتدي فستانا ابيض وحذاء بكعب عال. "رائعة"، قال وهو يلتفت الى الرئيس ماكرون خلال زيارة كنيسة القديس لويس في الانفاليد. المشهد الذي صور بهاتف محمول، بث على موقع الاليزيه في فيسبوك، واعادت بثه مختلف شبكات التلفزيون، واثار انتقادات كثيرة على شبكات التواصل الاجتماعي حيث رأى فيه كثيرون اشارة مبطنة الى عمرها.
وتكبر بريجيت ماكرون (64 عاما) زوجها بحوالى 25 عاما، وهو فارق العمر نفسه بين دونالد ترامب (71 عاما) وميلانيا (47 عاما). وقد زارت السيدة الاميركية الاولى وزوجة الرئيس الفرنسي، كاتدرائية نوتردام سوية وتعرفتا الى باريس على متن سفينة نهرية في نهر السين، في اعقاب الاحتفال الرسمي الذي أقيم لاستقبال الثنائي الرئاسي الاميركي في باحة قصر الانفاليد. بحسب فرانس برس.
وتركت ميلانيا ترامب التي كانت أنيقة في فستان وسترة من الحرير الأحمر، وبريجيت ماكرون بفستان قصير أبيض مفتوح من الامام، زوجيهما بعدما زارتا معهما قبر نابوليون الاول في كنيسة القديس لويس في الأنفاليد. تناول ترامب وماكرون وعقيلتاهما العشاء في الطبقة الثانية من برج ايفل في مطعم جول فيرن للذواقة الذي يؤمن منظرا خلابا لباريس. ويتولى ادارته رئيس الطهاة آلان دوكاس الحائز على عدد كبير من الجوائز. وكان ماكرون رحب مسبقا بهذا العشاء بين الاصدقاء خلال مؤتمره الصحافي المشترك مع نظيره الاميركي في الاليزيه.
وعلى تويتر كتب أليكس بيرج، وهو معد تسجيلات فيديو مهتم بقضايا المرأة، "قول ترامب لسيدة فرنسا لأولى: هيئتك جميلة جدا يلخص موقف الرجال الذين يقفون بأطراف أصابعهم على الخط الفاصل بين المجاملة والتحرش الجنسي". كما كتبت جين سيبيل نيوسوم، وهي ممثلة ومخرجة أفلام وثائقية، على تويتر "يا سيد ترامب: المرأة لا تحب أن تسمح ملاحظات غير مرغوب فيها عن رأيك في جسدها. هذا فج وغير ملائم بالمرة".
وحين كان عمرها 39 عاما كانت سيدة فرنسا الأولى معلمة لزوجها ماكرون وهو في المرحلة الثانوية. وماكرون، أصغر زعماء فرنسا منذ قرنين. وواجه ترامب نقدا واسعا بسبب تعليقات اعتبرت جنسية، منها انتقاده هيئة المرشحتين الرئاسيتين السابقتين هيلاري كلينتون وكارلي فيورينا، وتعليقاته عن الممثلة الكوميدية روزي أودونيل والإعلامية أريانا هافنجتون ونجمتي تلفزيون الواقع كيم كارداشيان وهيدي كلوم. وشهدت حملة ترامب الانتخابية رد فعل عاصفا في أكتوبر تشرين الأول لدى تسريب تسجيل يتباهى فيه ترامب بتحسسه أجساد نساء.
اضف تعليق